الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

سعداء هم خدام «الاله السعيد»‏

سعداء هم خدام «الاله السعيد»‏

‏«سَعِيدٌ هُوَ ٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي إِلٰهُهُ يَهْوَهُ!‏».‏ —‏ مز ١٤٤:‏١٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٦٨،‏ ٢١

١ لِمَ شُهُودُ يَهْوَهَ سُعَدَاءُ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

لَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ شَعْبٌ سَعِيدٌ.‏ فَكُلَّمَا ٱلْتَقَوْا فِي مُنَاسَبَاتٍ رُوحِيَّةٍ أَوِ ٱجْتِمَاعِيَّةٍ،‏ يَتَحَادَثُونَ مَعًا وَيَضْحَكُونَ مِنْ قَلْبِهِمْ.‏ وَلِمَ هُمْ سُعَدَاءُ؟‏ اَلسَّبَبُ ٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ «ٱلْإِلٰهَ ٱلسَّعِيدَ» يَهْوَهَ،‏ يَخْدُمُونَهُ،‏ وَيَسْعَوْنَ لِلتَّمَثُّلِ بِهِ.‏ (‏١ تي ١:‏١١؛‏ مز ١٦:‏١١‏)‏ وَبِمَا أَنَّهُ مَصْدَرُ ٱلسَّعَادَةِ،‏ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَفْرَحُوا وَيُهَيِّئُ لَهُمْ أَسْبَابًا كَثِيرَةً لِذٰلِكَ.‏ —‏ تث ١٢:‏٧؛‏ جا ٣:‏١٢،‏ ١٣‏.‏

٢،‏ ٣ ‏(‏أ)‏ مَا هِيَ ٱلسَّعَادَةُ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ تَحَدِّيَاتٍ تُهَدِّدُ سَعَادَتَنَا؟‏

٢ فَهَلْ أَنْتَ سَعِيدٌ؟‏ وَهَلْ يُمْكِنُ أَنْ تَزِيدَ سَعَادَتَكَ؟‏ إِنَّ ٱلسَّعَادَةَ هِيَ شُعُورٌ بِٱلِٱرْتِيَاحِ وَٱلسُّرُورِ وَٱلْقَنَاعَةِ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ وَيُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَرْضَى عَنْهُمْ يَهْوَهُ يَتَمَتَّعُونَ بِٱلسَّعَادَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ.‏ وَلٰكِنْ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ،‏ هُنَاكَ تَحَدِّيَاتٌ كَثِيرَةٌ تُهَدِّدُ سَعَادَتَنَا.‏

٣ فَنَحْنُ نَحْزَنُ حِينَ نَمُرُّ بِظُرُوفٍ مُؤْلِمَةٍ،‏ مِثْلِ ٱنْهِيَارِ زَوَاجِنَا أَوْ خَسَارَةِ عَمَلِنَا.‏ وَنَتَأَلَّمُ عِنْدَمَا يَمُوتُ شَخْصٌ نُحِبُّهُ أَوْ يُفْصَلُ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ كَمَا نَتَضَايَقُ إِذَا عَكَّرَتِ ٱلْمُشَاجَرَاتُ ٱلْمُسْتَمِرَّةُ سَلَامَ عَائِلَتِنَا،‏ وَإِذَا تَعَرَّضْنَا لِلِٱسْتِهْزَاءِ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادِ أَوِ ٱلسَّجْنِ.‏ وَلَيْسَ سَهْلًا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى فَرَحِنَا حِينَ تَتَدَهْوَرُ صِحَّتُنَا،‏ أَوْ نُصَابُ بِٱلِٱكْتِئَابِ أَوْ بِمَرَضٍ مُزْمِنٍ.‏ وَلٰكِنْ لَا نَنْسَ أَنَّ يَسُوعَ،‏ ٱلْحَاكِمَ «ٱلسَّعِيدَ وَٱلْوَحِيدَ»،‏ أَحَبَّ أَنْ يُعَزِّيَ ٱلنَّاسَ وَيُنْعِشَهُمْ.‏ (‏١ تي ٦:‏١٥؛‏ مت ١١:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ وَفِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ،‏ ذَكَرَ صِفَاتٍ تَزِيدُ فَرَحَنَا رَغْمَ ٱلْمِحَنِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.‏

اَلرُّوحِيَّاتُ ٱلْقَوِيَّةُ هِيَ أَسَاسُ ٱلسَّعَادَةِ

٤،‏ ٥ مَاذَا يَجْلُبُ لَنَا ٱلسَّعَادَةَ،‏ وَكَيْفَ نُحَافِظُ عَلَيْهَا؟‏

٤ ذَكَرَ يَسُوعُ فِي ٱلْبِدَايَةِ عَامِلًا فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.‏ قَالَ:‏ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ،‏ فَإِنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمٰوَاتِ».‏ (‏مت ٥:‏٣‏)‏ وَكَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُدْرِكُ حَاجَتَنَا ٱلرُّوحِيَّةَ،‏ أَيْ حَاجَتَنَا أَنْ نَعْرِفَ ٱللهَ وَنَنَالَ مُسَاعَدَتَهُ وَتَوْجِيهَهُ؟‏ بِدَرْسِ كَلِمَتِهِ،‏ إِطَاعَتِهِ،‏ وَإِعْطَاءِ ٱلْأَوْلَوِيَّةِ لِعِبَادَتِهِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْخُطُوَاتُ تَزِيدُ سَعَادَتَنَا.‏ فَسَيَقْوَى إِيمَانُنَا بِأَنَّ وُعُودَ يَهْوَهَ سَتَتِمُّ عَمَّا قَرِيبٍ.‏ وَسَيُشَجِّعُنَا «ٱلرَّجَاءُ ٱلسَّعِيدُ» ٱلْمَوْجُودُ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ —‏ تي ٢:‏١٣‏.‏

٥ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ إِذًا أَنْ نُقَوِّيَ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ لِنُحَافِظَ عَلَى سَعَادَتِنَا.‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «اِفْرَحُوا فِي ٱلرَّبِّ [يَهْوَهَ] كُلَّ حِينٍ.‏ وَأَقُولُ أَيْضًا:‏ اِفْرَحُوا!‏».‏ (‏في ٤:‏٤‏)‏ وَلِنَتَمَتَّعَ بِعَلَاقَةٍ قَوِيَّةٍ مَعَ يَهْوَهَ،‏ نَحْتَاجُ أَنْ نَكْتَسِبَ ٱلْحِكْمَةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ.‏ تَقُولُ كَلِمَةُ ٱللهِ:‏ «سَعِيدٌ هُوَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي يَجِدُ ٱلْحِكْمَةَ،‏ وَٱلْإِنْسَانُ ٱلَّذِي يُحْرِزُ ٱلتَّمْيِيزَ؛‏ هِيَ شَجَرَةُ حَيَاةٍ لِمُمْسِكِيهَا،‏ وَٱلْمُتَمَسِّكُونَ بِهَا سُعَدَاءُ».‏ —‏ ام ٣:‏١٣،‏ ١٨‏.‏

٦ عَلَامَ تَعْتَمِدُ سَعَادَتُنَا؟‏

٦ وَلٰكِنْ لِنَظَلَّ سُعَدَاءَ لَا يَكْفِي أَنْ نَقْرَأَ كَلِمَةَ ٱللهِ،‏ بَلْ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نُطَبِّقَ مَا نَتَعَلَّمُهُ.‏ وَيَسُوعُ شَدَّدَ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ذٰلِكَ قَائِلًا:‏ «إِذَا عَرَفْتُمْ هٰذَا،‏ فَسُعَدَاءُ أَنْتُمْ إِنْ عَمِلْتُمْ بِهِ».‏ (‏يو ١٣:‏١٧‏؛‏ اقرأ يعقوب ١:‏٢٥‏.‏)‏ فَذٰلِكَ ضَرُورِيٌّ جِدًّا لِنُشْبِعَ حَاجَتَنَا ٱلرُّوحِيَّةَ وَنُحَافِظَ عَلَى سَعَادَتِنَا.‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ نَفْرَحُ رَغْمَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا؟‏ لِنَرَ مَا قَالَهُ يَسُوعُ تَالِيًا فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ.‏

صِفَاتٌ تَزِيدُ سَعَادَتَنَا

٧ لِمَ ‹ٱلنَّائِحُونَ هُمْ سُعَدَاءُ›؟‏

٧ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلنَّائِحُونَ،‏ فَإِنَّهُمْ يُعَزَّوْنَ».‏ (‏مت ٥:‏٤‏)‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ يُعْقَلُ أَنْ يَشْعُرَ ٱلنَّائِحُونَ بِٱلسَّعَادَةِ؟‏ لَمْ يَقْصِدْ يَسُوعُ كُلَّ ٱلنَّائِحِينَ.‏ فَٱلْأَشْرَارُ أَيْضًا يَنُوحُونَ وَيَتَشَكَّوْنَ مِنَ ٱلضِّيقَاتِ فِي هٰذِهِ ‹ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ›.‏ (‏٢ تي ٣:‏١‏)‏ إِلَّا أَنَّ هٰؤُلَاءِ يَنُوحُونَ لِأَسْبَابٍ أَنَانِيَّةٍ.‏ لِذٰلِكَ لَا يُقَرِّبُهُمْ حُزْنُهُمْ إِلَى يَهْوَهَ،‏ وَبِٱلتَّالِي لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونُوا سُعَدَاءَ.‏ فَمَنْ قَصَدَ يَسُوعُ إِذًا؟‏ اَلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ.‏ فَهُمْ يَنُوحُونَ بِسَبَبِ رَفْضِ كَثِيرِينَ لِلهِ وَطُرُقِهِ.‏ كَمَا يَحْزَنُونَ بِسَبَبِ نَقْصِهِمْ وَٱلْمَآسِي فِي ٱلْعَالَمِ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ يُلَاحِظُهُمْ،‏ يُعَزِّيهِمْ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ،‏ وَيَمْنَحُهُمُ ٱلسَّعَادَةَ وَرَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ —‏ اقرأ حزقيال ٥:‏١١؛‏ ٩:‏٤‏.‏

٨ كَيْفَ تَرْتَبِطُ ٱلْوَدَاعَةُ بِٱلسَّعَادَةِ؟‏

٨ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْوُدَعَاءُ،‏ فَإِنَّهُمْ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ».‏ (‏مت ٥:‏٥‏)‏ فَمَا عَلَاقَةُ ٱلْوَدَاعَةِ بِٱلسَّعَادَةِ؟‏ قَبْلَمَا تَعَرَّفَ كَثِيرُونَ إِلَى ٱلْحَقِّ،‏ كَانُوا وَقِحِينَ وَعُنَفَاءَ.‏ فَوَقَعُوا فِي مَشَاكِلَ عَدِيدَةٍ.‏ لٰكِنَّهُمْ تَغَيَّرُوا وَلَبِسُوا «ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ».‏ فَصَارُوا يُظْهِرُونَ «عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ،‏ وَٱللُّطْفَ،‏ وَٱتِّضَاعَ ٱلْعَقْلِ،‏ وَٱلْوَدَاعَةَ،‏ وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ».‏ (‏كو ٣:‏٩-‏١٢‏)‏ وَهٰكَذَا بَاتُوا يَنْعَمُونَ بِٱلسَّلَامِ وَٱلسَّعَادَةِ،‏ وَيَتَمَتَّعُونَ بِعَلَاقَاتٍ جَيِّدَةٍ مَعَ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ‹سَيَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ›،‏ حَسْبَمَا تَعِدُ كَلِمَةُ ٱللهِ.‏ —‏ مز ٣٧:‏٨-‏١٠،‏ ٢٩‏.‏

٩ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ ‹يَرِثُ ٱلْوُدَعَاءُ ٱلْأَرْضَ›؟‏ (‏ب)‏ لِمَ ‹ٱلْجِيَاعُ وَٱلْعِطَاشُ إِلَى ٱلْبِرِّ هُمْ سُعَدَاءُ›؟‏

٩ وَكَيْفَ ‹يَرِثُ ٱلْوُدَعَاءُ ٱلْأَرْضَ›؟‏ مِنْ جِهَةٍ،‏ سَيَرِثُ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأَرْضَ حِينَ يَحْكُمُونَ عَلَيْهَا كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ.‏ (‏رؤ ٢٠:‏٦‏)‏ أَمَّا ٱلْمَلَايِينُ ٱلَّذِينَ رَجَاؤُهُمْ أَرْضِيٌّ،‏ فَيَرِثُونَهَا عِنْدَمَا يُتَاحُ لَهُمْ أَنْ يَعِيشُوا عَلَيْهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ،‏ وَيَتَمَتَّعُوا بِٱلْكَمَالِ وَٱلسَّلَامِ وَٱلسَّعَادَةِ.‏ وَعَنْ هٰذَيْنِ ٱلْفَرِيقَيْنِ أَيْضًا،‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْجِيَاعُ وَٱلْعِطَاشُ إِلَى ٱلْبِرِّ».‏ ‏(‏مت ٥:‏٦‏)‏ فَسَيُشْبِعُ يَهْوَهُ جُوعَهُمْ وَعَطَشَهُمْ إِلَى ٱلْبِرِّ كَامِلًا حِينَ يُزِيلُ ٱلشَّرَّ نِهَائِيًّا.‏ (‏٢ بط ٣:‏١٣‏)‏ فَفِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ سَيَفْرَحُ ٱلْأَبْرَارُ وَلَنْ يَنُوحُوا ثَانِيَةً بِسَبَبِ تَعَدِّيَاتِ ٱلْأَشْرَارِ.‏ —‏ مز ٣٧:‏١٧‏.‏

١٠ مَاذَا يُمَيِّزُ ٱلشَّخْصَ ٱلرَّحِيمَ؟‏

١٠ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلرُّحَمَاءُ،‏ فَإِنَّهُمْ يُرْحَمُونَ».‏ (‏مت ٥:‏٧‏)‏ يَتَّصِفُ ٱلشَّخْصُ ٱلرَّحِيمُ بِٱلرِّقَّةِ وَٱلتَّعَاطُفِ وَٱلْحَنَانِ،‏ وَيُشْفِقُ عَلَى ٱلْمُتَأَلِّمِينَ.‏ لٰكِنَّ ٱلرَّحْمَةَ أَكْثَرُ مِنْ مُجَرَّدِ عَاطِفَةٍ.‏ فَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ تَشْمُلُ أَيْضًا ٱلتَّعْبِيرَ عَنِ ٱلشَّفَقَةِ بِٱلْعَمَلِ.‏

١١ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مَثَلُ ٱلسَّامِرِيِّ ٱلْمُحِبِّ لِلْقَرِيبِ؟‏

١١ اقرأ لوقا ١٠:‏٣٠-‏٣٧‏.‏ أَوْضَحَ يَسُوعُ فِي مَثَلِ ٱلسَّامِرِيِّ ٱلْمُحِبِّ لِلْقَرِيبِ مَا تَعْنِيهِ ٱلرَّحْمَةُ.‏ فَٱلسَّامِرِيُّ تَعَاطَفَ مَعَ ٱلرَّجُلِ ٱلْجَرِيحِ وَأَشْفَقَ عَلَيْهِ،‏ وَشُعُورُهُ هٰذَا دَفَعَهُ أَنْ يَتَّخِذَ خُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةً لِمُسَاعَدَتِهِ.‏ وَبَعْدَمَا رَوَى يَسُوعُ ٱلْمَثَلَ،‏ أَوْصَى ٱلَّذِي يُكَلِّمُهُ:‏ «اِذْهَبْ وَٱفْعَلْ أَنْتَ هٰكَذَا».‏ فَلْيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ أُطَبِّقُ وَصِيَّةَ يَسُوعَ؟‏ هَلْ أُظْهِرُ ٱلرَّحْمَةَ لِلْمُتَأَلِّمِينَ؟‏ هَلْ أَقْدِرُ أَنْ أُسَاعِدَهُمْ أَكْثَرَ؟‏ هَلْ أَسْتَطِيعُ مَثَلًا أَنْ أُسَاعِدَ ٱلْمُسِنِّينَ وَٱلْأَرَامِلَ فِي جَمَاعَتِي،‏ أَوِ ٱلْأَوْلَادَ ٱلَّذِينَ لَا يَخْدُمُ وَالِدُوهُمْ يَهْوَهَ؟‏ وَهَلْ يُمْكِنُنِي أَنْ أُعَزِّيَ «ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ»؟‏›.‏ —‏ ١ تس ٥:‏١٤؛‏ يع ١:‏٢٧‏.‏

نَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ نُبَادِرُ إِلَى إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٢.‏)‏

١٢ لِمَ نَفْرَحُ حِينَ نُظْهِرُ ٱلرَّحْمَةَ؟‏

١٢ وَلِمَ نَشْعُرُ بِٱلسَّعَادَةِ حِينَ نَكُونُ رُحَمَاءَ؟‏ لِأَنَّنَا نَفْرَحُ بِٱلْعَطَاءِ وَبِإِرْضَاءِ يَهْوَهَ.‏ (‏اع ٢٠:‏٣٥‏؛‏ اقرإ العبرانيين ١٣:‏١٦‏.‏)‏ قَالَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ:‏ «سَعِيدٌ هُوَ ٱلَّذِي يُرَاعِي ٱلْمِسْكِينَ،‏ فَفِي يَوْمِ ٱلْبَلِيَّةِ يُنَجِّيهِ يَهْوَهُ.‏ يَهْوَهُ يَحْفَظُهُ وَيَسْتَحْيِيهِ».‏ (‏مز ٤١:‏١،‏ ٢‏)‏ وَإِظْهَارُنَا ٱلرَّحْمَةَ يُتِيحُ لَنَا أَنْ نَنَالَ رَحْمَةَ يَهْوَهَ وَنَعِيشَ بِسَعَادَةٍ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ —‏ يع ٢:‏١٣‏.‏

‏«سُعَدَاءُ هُمْ أَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ»‏

١٣،‏ ١٤ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَكُونَ «أَنْقِيَاءَ ٱلْقَلْبِ»؟‏

١٣ ‏«سُعَدَاءُ هُمْ أَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ،‏ فَإِنَّهُمْ يَرَوْنَ ٱللهَ».‏ (‏مت ٥:‏٨‏)‏ لِيَكُونَ قَلْبُنَا نَقِيًّا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُبْقِيَ أَفْكَارَنَا وَرَغَبَاتِنَا طَاهِرَةً.‏ وَهٰذَا مُهِمٌّ جِدًّا لِيَقْبَلَ يَهْوَهُ عِبَادَتَنَا.‏ —‏ اقرأ ٢ كورنثوس ٤:‏٢؛‏ ١ تي ١:‏٥‏.‏

١٤ وَأَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ يَتَمَتَّعُونَ بِعَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ مَعَ يَهْوَهَ ٱلَّذِي قَالَ:‏ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلَّذِينَ غَسَّلُوا حُلَلَهُمْ».‏ ‏(‏رؤ ٢٢:‏١٤‏)‏ وَبِأَيِّ مَعْنًى «غَسَّلُوا حُلَلَهُمْ»؟‏ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ تَدُلُّ هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةُ أَنَّ يَهْوَهَ يَعْتَبِرُهُمْ طَاهِرِينَ،‏ وَسَيَمْنَحُهُمْ حَيَاةً خَالِدَةً وَسَعَادَةً دَائِمَةً فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْجَمْعِ ٱلْكَثِيرِ ٱلَّذِينَ يَرْجُونَ ٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ فَتَدُلُّ أَنَّ يَهْوَهَ يَتَّخِذُهُمْ أَصْدِقَاءَ لَهُ لِأَنَّهُمْ أَبْرَارٌ فِي نَظَرِهِ.‏ فَهُمُ ٱلْآنَ ‹يَغْسِلُونَ حُلَلَهُمْ وَيُبَيِّضُونَهَا بِدَمِ ٱلْحَمَلِ›.‏ —‏ رؤ ٧:‏٩،‏ ١٣،‏ ١٤‏.‏

١٥،‏ ١٦ كَيْفَ ‹يَرَى› أَنْقِيَاءُ ٱلْقَلْبِ ٱللهَ؟‏

١٥ لٰكِنَّ يَهْوَهَ قَالَ:‏ «لَا يَرَانِي إِنْسَانٌ وَيَعِيشُ».‏ (‏خر ٣٣:‏٢٠‏)‏ فَكَيْفَ يُمْكِنُ لِأَنْقِيَاءِ ٱلْقَلْبِ أَنْ ‹يَرَوُا ٱللهَ›؟‏ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ إِلَى ‹يَرَى› تَعْنِي أَيْضًا يَتَخَيَّلُ،‏ يَفْهَمُ،‏ أَوْ يَعْرِفُ.‏ فَٱلَّذِينَ يَرَوْنَ ٱللهَ ‹بِأَعْيُنِ قَلْبِهِمْ› يَعْرِفُونَهُ جَيِّدًا وَيُقَدِّرُونَ صِفَاتِهِ.‏ (‏اف ١:‏١٨‏)‏ هٰذَا وَقَدْ عَكَسَ يَسُوعُ كَامِلًا صِفَاتِ ٱللهِ،‏ لِذَا قَالَ:‏ «مَنْ رَآنِي فَقَدْ رَأَى ٱلْآبَ أَيْضًا».‏ —‏ يو ١٤:‏٧-‏٩‏.‏

١٦ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ،‏ ‹نَرَى ٱللهَ› حِينَ نَلْمُسُ مُسَاعَدَتَهُ فِي حَيَاتِنَا.‏ (‏اي ٤٢:‏٥‏)‏ كَمَا ‹نَرَاهُ› عِنْدَمَا نُرَكِّزُ عَلَى ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يُخَبِّئُهَا لِلَّذِينَ يَبْقَوْنَ طَاهِرِينَ وَأَوْلِيَاءَ لَهُ.‏ وَبِٱلطَّبْعِ،‏ يَرَى ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱللهَ حَرْفِيًّا حِينَ يَنَالُونَ جَائِزَتَهُمُ ٱلسَّمَاوِيَّةَ.‏ —‏ ١ يو ٣:‏٢‏.‏

سُعَدَاءُ رَغْمَ ٱلصُّعُوبَاتِ

١٧ لِمَ يَشْعُرُ ٱلْمُسَالِمُونَ بِٱلسَّعَادَةِ؟‏

١٧ قَالَ يَسُوعُ أَيْضًا:‏ ‏«سُعَدَاءُ هُمُ ٱلْمُسَالِمُونَ».‏ ‏(‏مت ٥:‏٩‏)‏ حِينَ نَأْخُذُ ٱلْمُبَادَرَةَ لِنُسَالِمَ ٱلْآخَرِينَ،‏ نَشْعُرُ بِٱلسَّعَادَةِ.‏ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ:‏ «ثَمَرُ ٱلْبِرِّ يُزْرَعُ فِي ٱلسَّلَامِ لِصَانِعِي ٱلسَّلَامِ».‏ (‏يع ٣:‏١٨‏)‏ فَإِذَا تَوَتَّرَتْ عَلَاقَتُكَ بِأَحَدِ أَفْرَادِ عَائِلَتِكَ أَوْ جَمَاعَتِكَ،‏ فَٱطْلُبْ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ لِتَكُونَ مُسَالِمًا.‏ وَهُوَ سَيَمْنَحُكَ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ.‏ وَهٰذَا بِدَوْرِهِ سَيُسَاعِدُكَ أَنْ تُظْهِرَ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ وَتَشْعُرَ بِٱلسَّعَادَةِ.‏ وَقَدْ شَدَّدَ يَسُوعُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْمُبَادَرَةِ إِلَى مُسَالَمَةِ ٱلْآخَرِينَ،‏ قَائِلًا:‏ «إِذَا كُنْتَ تُحْضِرُ قُرْبَانَكَ إِلَى ٱلْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لِأَخِيكَ شَيْئًا عَلَيْكَ،‏ فَٱتْرُكْ قُرْبَانَكَ هُنَاكَ أَمَامَ ٱلْمَذْبَحِ وَٱذْهَبْ صَالِحْ أَخَاكَ أَوَّلًا،‏ وَحِينَئِذٍ ٱرْجِعْ وَقَرِّبْ قُرْبَانَكَ».‏ —‏ مت ٥:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

١٨،‏ ١٩ لِمَ يَحْتَمِلُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلِٱضْطِهَادَ بِفَرَحٍ؟‏

١٨ أَضَافَ يَسُوعُ:‏ ‏«سُعَدَاءُ أَنْتُمْ مَتَى عَيَّرُوكُمْ وَٱضْطَهَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ شَتَّى ٱلشُّرُورِ مِنْ أَجْلِي كَاذِبِينَ».‏ ثُمَّ أَوْضَحَ ٱلسَّبَبَ قَائِلًا:‏ «اِفْرَحُوا وَٱطْفِرُوا مِنَ ٱلْفَرَحِ،‏ لِأَنَّ مُكَافَأَتَكُمْ عَظِيمَةٌ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ فَإِنَّهُمْ هٰكَذَا ٱضْطَهَدُوا ٱلْأَنْبِيَاءَ مِنْ قَبْلِكُمْ».‏ (‏مت ٥:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فَبَعْدَمَا ضُرِبَ ٱلرُّسُلُ وَأُمِرُوا أَنْ يَتَوَقَّفُوا عَنِ ٱلْبِشَارَةِ،‏ «ذَهَبُوا مِنْ أَمَامِ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ فَرِحِينَ».‏ لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَفْرَحُوا لِأَنَّهُمْ جُلِدُوا،‏ بَلْ «لِأَنَّهُمْ حُسِبُوا مُسْتَحِقِّينَ أَنْ يُهَانُوا مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ» يَسُوعَ.‏ —‏ اع ٥:‏٤١‏.‏

١٩ وَنَحْنُ أَيْضًا نَحْتَمِلُ بِفَرَحٍ حِينَ نُضْطَهَدُ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِ يَسُوعَ.‏ ‏(‏اقرأ يعقوب ١:‏٢-‏٤‏.‏)‏ وَمِثْلَ ٱلرُّسُلِ،‏ لَا نَتَلَذَّذُ بِٱلْمُعَانَاةِ وَٱلِٱضْطِهَادِ.‏ وَلٰكِنْ عِنْدَمَا نُحَافِظُ عَلَى أَمَانَتِنَا،‏ نَنَالُ دَعْمَ يَهْوَهَ لِنَحْتَمِلَ وَنَظَلَّ فَرِحِينَ.‏ وَهٰذَا مَا حَصَلَ مَعَ هَنْرِيك دُورْنِيك وَأَخِيهِ.‏ فَفِي آبَ (‏أُغُسْطُس)‏ عَامَ ١٩٤٤،‏ أُرْسِلَا إِلَى مُعَسْكَرٍ لِلِٱعْتِقَالِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْمُقَاوِمِينَ ٱعْتَرَفُوا:‏ «يَسْتَحِيلُ إِقْنَاعُهُمَا بِأَيِّ شَيْءٍ.‏ فَهُمَا يَفْرَحَانِ بِٱلْعَذَابِ ٱلْأَلِيمِ ٱلَّذِي يُعَانِيَانِهِ بِسَبَبِ إِيمَانِهِمَا».‏ وَعَلَّقَ ٱلْأَخُ هَنْرِيك:‏ «لَمْ أَرْغَبْ أَنْ أُعَانِيَ ٱلْعَذَابَ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلتَّأَلُّمَ بِشَجَاعَةٍ وَكَرَامَةٍ لِأُحَافِظَ عَلَى وَلَائِي لِيَهْوَهَ جَلَبَ لِي فَرَحًا عَظِيمًا .‏ .‏ .‏ وَقَدْ قَرَّبَتْنِي صَلَوَاتِي أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ،‏ وَهُوَ وَقَفَ إِلَى جَانِبِي وَقَوَّانِي».‏

٢٠ لِمَ نَفْرَحُ فِي خِدْمَةِ «ٱلْإِلٰهِ ٱلسَّعِيدِ»؟‏

٢٠ صَحِيحٌ أَنَّنَا نُوَاجِهُ ٱلِٱضْطِهَادَ وَٱلْمُقَاوَمَةَ وَٱلْمَرَضَ وَٱلشَّيْخُوخَةَ،‏ لٰكِنَّنَا سُعَدَاءُ لِأَنَّ «ٱلْإِلٰهَ ٱلسَّعِيدَ» يَهْوَهَ رَاضٍ عَنَّا.‏ (‏١ تي ١:‏١١‏)‏ كَمَا نَفْرَحُ بِوُعُودِ ٱللهِ «ٱلَّذِي لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكْذِبَ».‏ (‏تي ١:‏٢‏)‏ وَحِينَ يُتَمِّمُهَا،‏ لَنْ نَتَذَكَّرَ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا ٱلْآنَ.‏ فَفِي ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلْقَادِمِ،‏ سَتَفُوقُ بَرَكَاتُ يَهْوَهَ كُلَّ مَا نَتَخَيَّلُ.‏ وَسَنَشْعُرُ بِسَعَادَةٍ لَا تُوصَفُ وَنَتَلَذَّذُ «فِي كَثْرَةِ ٱلسَّلَامِ».‏ —‏ مز ٣٧:‏١١‏.‏