قوِّ اخوتك بالمحبة
«اَلْمَحَبَّةُ تَبْنِي». — ١ كو ٨:١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٧٣، ٨٣
١ أَيُّ صِفَةٍ مُهِمَّةٍ تَحَدَّثَ عَنْهَا يَسُوعُ فِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ؟
فِي لَيْلَةِ يَسُوعَ ٱلْأَخِيرَةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ، ذَكَرَ ٱلْمَحَبَّةَ حَوَالَيْ ٣٠ مَرَّةً. وَأَوْصَى تَلَامِيذَهُ ‹أَنْ يُحِبُّوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا›. (يو ١٥:١٢، ١٧) كَمَا قَالَ إِنَّ مَحَبَّتَهُمْ سَتَكُونُ وَاضِحَةً جِدًّا، وَتُثْبِتُ أَنَّهُمْ مَسِيحِيُّونَ حَقِيقِيُّونَ. (يو ١٣:٣٤، ٣٥) لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ عَاطِفَةٍ، بَلْ تَدْفَعُهُمْ أَنْ يُضَحُّوا بِأَنْفُسِهِمْ لِأَجْلِ إِخْوَتِهِمْ. قَالَ يَسُوعُ: «لَيْسَ لِأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هٰذِهِ: أَنْ يَبْذُلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ عَنْ أَصْدِقَائِهِ. أَنْتُمْ أَصْدِقَائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ». — يو ١٥:١٣، ١٤.
٢ (أ) مَاذَا يُمَيِّزُ شَعْبَ يَهْوَهَ؟ (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٢ وَفِي أَيَّامِنَا أَيْضًا، خُدَّامُ يَهْوَهَ مَعْرُوفُونَ بِوَحْدَتِهِمِ ٱلْقَوِيَّةِ وَمَحَبَّتِهِمِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ ٱلَّتِي تَدْفَعُهُمْ إِلَى بَذْلِ ٱلتَّضْحِيَاتِ. (١ يو ٣:١٠، ١١) فَهُمْ يُحِبُّونَ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ جِنْسِيَّتِهِمْ، لُغَتِهِمْ، أَوْ خَلْفِيَّتِهِمْ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ سَنُنَاقِشُ لِمَ ٱلْمَحَبَّةُ ضَرُورِيَّةٌ ٱلْيَوْمَ، كَيْفَ تَبْنِينَا مَحَبَّةُ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ، وَكَيْفَ نَبْنِي إِخْوَتَنَا بِٱلْمَحَبَّةِ. — ١ كو ٨:١.
لِمَ ٱلْمَحَبَّةُ ضَرُورِيَّةٌ ٱلْيَوْمَ؟
٣ كَيْفَ تُؤَثِّرُ هٰذِهِ ‹ٱلْأَزْمِنَةُ ٱلْحَرِجَةُ› فِي ٱلنَّاسِ؟
٣ فِي هٰذِهِ ‹ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ›، ٱلْحَيَاةُ «مَلْآنَةٌ شَقَاءً وَأَذًى». (٢ تي ٣:١-٥؛ مز ٩٠:١٠) وَتَشْتَدُّ مُعَانَاةُ ٱلْكَثِيرِينَ لِدَرَجَةِ أَنَّهُمْ يَيْأَسُونَ مِنَ ٱلْحَيَاةِ. فَبِحَسَبِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ، يَنْتَحِرُ أَكْثَرُ مِنْ ٨٠٠٬٠٠٠ شَخْصٍ كُلَّ سَنَةٍ، أَيْ شَخْصٌ كُلَّ ٤٠ ثَانِيَةً. وَمَعَ ٱلْأَسَفِ، مِنْ بَيْنِهِمْ بَعْضُ إِخْوَتِنَا.
٤ اُذْكُرْ أَمْثِلَةً عَنْ خُدَّامٍ لِلهِ تَمَنَّوُا ٱلْمَوْتَ.
٤ حَتَّى فِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، غَرِقَ بَعْضُ خُدَّامِ ٱللهِ فِي ٱلْمَشَاكِلِ وَتَمَنَّوُا ٱلْمَوْتَ. أَيُّوبُ مَثَلًا قَالَ مِنْ شِدَّةِ أَلَمِهِ: «قَدْ سَئِمْتُ؛ فَإِلَى ٱلدَّهْرِ لَا أُرِيدُ أَنْ أَعِيشَ». (اي ٧:١٦؛ ١٤:١٣) وَيُونَانُ شَعَرَ بِإِحْبَاطٍ شَدِيدٍ، حَتَّى إِنَّهُ قَالَ: «اَلْآنَ يَا يَهْوَهُ، خُذْ نَفْسِي مِنِّي، فَإِنَّهُ خَيْرٌ لِي أَنْ أَمُوتَ مِنْ أَنْ أَحْيَا». (يون ٤:٣) كَمَا أَنَّ إِيلِيَّا فَقَدَ ٱلْأَمَلَ، وَقَالَ: «كَفَى ٱلْآنَ يَا يَهْوَهُ! خُذْ نَفْسِي». (١ مل ١٩:٤) لٰكِنَّ يَهْوَهَ أَحَبَّ خُدَّامَهُ هٰؤُلَاءِ، وَأَرَادَ أَنْ يَحْيَوْا. وَبَدَلَ أَنْ يُوَبِّخَهُمْ، سَاعَدَهُمْ أَنْ يُحِبُّوا ٱلْحَيَاةَ مُجَدَّدًا وَيُوَاصِلُوا خِدْمَتَهُ بِأَمَانَةٍ.
٥ لِمَ يَحْتَاجُ ٱلْإِخْوَةُ إِلَى مَحَبَّتِنَا ٱلْيَوْمَ؟
٥ وَٱلْيَوْمَ، يُوَاجِهُ ٱلْكَثِيرُ مِنْ إِخْوَتِنَا ضُغُوطًا كَبِيرَةً. وَهُمْ بِأَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَى مَحَبَّتِنَا. فَٱلْبَعْضُ يَتَحَمَّلُونَ ٱلِٱسْتِهْزَاءَ وَٱلِٱضْطِهَادَ. وَآخَرُونَ يَتَعَرَّضُونَ لِلِٱنْتِقَادِ وَٱلِٱفْتِرَاءِ فِي ٱلْعَمَلِ، أَوْ يَتْعَبُونَ بِسَبَبِ ضَغْطِ ٱلْوَظِيفَةِ وَٱلدَّوَامِ ٱلطَّوِيلِ. كَمَا يُوَاجِهُ ٱلْبَعْضُ مَشَاكِلَ عَائِلِيَّةً صَعْبَةً، مِثْلَ ٱلسُّخْرِيَةِ ٱلْمُتَوَاصِلَةِ مِنْ رَفِيقِ زَوَاجِهِمْ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِ. وَنَتِيجَةَ ضُغُوطٍ كَهٰذِهِ، يَشْعُرُ إِخْوَةٌ عَدِيدُونَ أَنَّهُمْ مُسْتَنْزَفُونَ جَسَدِيًّا وَمَعْنَوِيًّا. فَأَيْنَ يَجِدُونَ ٱلْمُسَاعَدَةَ؟
مَحَبَّةُ يَهْوَهَ تَبْنِينَا
٦ كَيْفَ يُقَوِّي يَهْوَهُ عُبَّادَهُ بِٱلْمَحَبَّةِ؟
٦ لِيُقَوِّيَ يَهْوَهُ عُبَّادَهُ، يُؤَكِّدُ لَهُمْ أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ مَحَبَّةً لَنْ تَفْنَى أَبَدًا. تَخَيَّلْ مَثَلًا كَمْ تَشَجَّعَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا حِينَ قَالَ لَهُ يَهْوَهُ: «صِرْتَ عَزِيزًا فِي عَيْنَيَّ، جَعَلْتُكَ مُكَرَّمًا وَأَحْبَبْتُكَ . . . لَا تَخَفْ، لِأَنِّي مَعَكَ». (اش ٤٣:٤، ٥) وَنَحْنُ أَيْضًا مُتَأَكِّدُونَ أَنَّهُ يُعِزُّنَا إِفْرَادِيًّا. * فَهُوَ يَعِدُ فِي كَلِمَتِهِ أَنْ ‹يُخَلِّصَنَا وَيَبْتَهِجَ بِنَا فَرَحًا›. — صف ٣:١٦، ١٧.
٧ كَيْفَ تُشْبِهُ مَحَبَّةُ يَهْوَهَ مَحَبَّةَ ٱلْأُمِّ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
اش ٦٦:١٢، ١٣) فَهُوَ يُحِبُّكَ جِدًّا وَيُرِيدُ أَنْ تَشْعُرَ بِٱلْأَمَانِ. فَلَا تَشُكَّ أَبَدًا أَنَّكَ عَزِيزٌ فِي عَيْنَيْهِ. — ار ٣١:٣.
٧ وَيَعِدُ يَهْوَهُ أَنْ يُقَوِّيَ خُدَّامَهُ وَيُعَزِّيَهُمْ، أَيًّا كَانَتِ ٱلْمِحْنَةُ ٱلَّتِي يُوَاجِهُونَهَا. فَقَدْ شَبَّهَ مَشَاعِرَهُ تِجَاهَهُمْ بِمَشَاعِرِ أُمٍّ مُحِبَّةٍ تَحْمِلُ ٱبْنَهَا وَتُلَاعِبُهُ. قَالَ: «عَلَى ٱلْخَصْرِ تُحْمَلُونَ، وَعَلَى ٱلرُّكْبَتَيْنِ تُدَلَّلُونَ». وَأَضَافَ أَنَّهُ سَيُعَزِّيهِمْ مِثْلَمَا تُعَزِّي ٱلْأُمُّ ٱبْنَهَا. (٨، ٩ كَيْفَ تُقَوِّينَا مَحَبَّةُ يَسُوعَ؟
٨ وَهُنَاكَ دَلِيلٌ مُهِمٌّ عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ لَنَا. فَقَدْ «أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ، مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْلَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». (يو ٣:١٦) وَٱلْفِدْيَةُ تُؤَكِّدُ أَنَّ يَسُوعَ أَيْضًا يُحِبُّنَا. وَكَمْ تُشَجِّعُنَا مَحَبَّتُهُ لَنَا! يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ لَا «ضِيقَ» يَقْدِرُ أَنْ «يَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ». — رو ٨:٣٥، ٣٨، ٣٩.
٩ فَأَحْيَانًا نُصَارِعُ مَشَاكِلَ تَسْتَنْزِفُنَا جَسَدِيًّا وَعَاطِفِيًّا وَرُوحِيًّا. لٰكِنَّ مَحَبَّةَ يَسُوعَ قَادِرَةٌ أَنْ تُقَوِّيَنَا لِنَحْتَمِلَ. (اقرأ ٢ كورنثوس ٥:١٤، ١٥.) فَمَحَبَّتُهُ تُشَجِّعُنَا لِنَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَلَا نَيْأَسَ، حَتَّى فِي وَجْهِ ٱلْكَوَارِثِ وَٱلِٱضْطِهَادِ وَٱلْقَلَقِ وَخَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ.
إِخْوَتُنَا بِحَاجَةٍ إِلَى مَحَبَّتِنَا
١٠، ١١ عَلَى مَنْ تَقَعُ مَسْؤُولِيَّةُ تَشْجِيعِ ٱلْمُكْتَئِبِينَ؟ أَوْضِحْ.
١٠ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ أَيْضًا ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ لِيَبْنِيَنَا بِٱلْمَحَبَّةِ. وَنَحْنُ نُبَادِلُهُ ٱلْمَحَبَّةَ حِينَ نُحِبُّ إِخْوَتَنَا مِثْلَهُ وَنَبْنِيهِمْ، وَذٰلِكَ بِبَذْلِ جُهْدِنَا لِنُقَوِّيَهُمْ رُوحِيًّا وَمَعْنَوِيًّا. (١ يو ٤:١٩-٢١) أَوْصَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «وَاظِبُوا عَلَى تَعْزِيَةِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا وَبِنَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا، كَمَا أَنْتُمْ فَاعِلُونَ». (١ تس ٥:١١) اَلتَّشْجِيعُ إِذًا لَيْسَ مَسْؤُولِيَّةَ ٱلشُّيُوخِ وَحْدَهُمْ. فَعَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نُقَوِّيَ إِخْوَتَنَا، تَمَثُّلًا بِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ. — اقرأ روما ١٥:١، ٢.
١١ لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يُعَانُونَ مِنِ ٱضْطِرَابَاتٍ نَفْسِيَّةٍ، وَيَحْتَاجُونَ إِلَى عِنَايَةٍ طِبِّيَّةٍ. (لو ٥:٣١) وَٱلشُّيُوخُ وَبَاقِي ٱلْإِخْوَةِ يُدْرِكُونَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا أَطِبَّاءَ مُتَخَصِّصِينَ. مَعَ ذٰلِكَ، لَدَيْهِمْ دَوْرٌ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ: أَنْ ‹يُعَزُّوا ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ، يَدْعَمُوا ٱلضُّعَفَاءَ، وَيَتَحَلَّوْا بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ›. (١ تس ٥:١٤) فَيَجِبُ أَنْ نَتَعَاطَفَ مَعَ ٱلْمُكْتَئِبِينَ، نَصْبِرَ عَلَيْهِمْ، وَنُشَجِّعَهُمْ بِكَلَامِنَا. فَهَلْ تَفْعَلُ ذٰلِكَ؟ وَكَيْفَ تَتَحَسَّنُ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟
١٢ كَيْفَ تُقَوِّي ٱلْمَحَبَّةُ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ؟
١٢ تَقُولُ أُخْتٌ فِي أُورُوبَّا: «أُفَكِّرُ أَحْيَانًا فِي ٱلِٱنْتِحَارِ. وَلٰكِنْ لَدَيَّ مَنْ يَدْعَمُنِي. فَٱلْجَمَاعَةُ ٱلَّتِي أَنْتَمِي إِلَيْهَا أَنْقَذَتْ حَيَاتِي فِعْلِيًّا. فَٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ يُشَجِّعُونَنِي وَيُحِبُّونَنِي. وَمَعَ أَنَّ قَلِيلِينَ يَعْرِفُونَ أَنِّي مُصَابَةٌ بِٱلِٱكْتِئَابِ، تَقِفُ ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا إِلَى جَانِبِي. وَهُنَاكَ زَوْجَانِ يُعَامِلَانِنِي كَأَنِّي ٱبْنَتُهُمَا. فَيَعْتَنِيَانِ بِي وَهُمَا مُسْتَعِدَّانِ لِمُسَاعَدَتِي لَيْلًا وَنَهَارًا». طَبْعًا، لَا يُمْكِنُنَا جَمِيعًا أَنْ نَدْعَمَ إِخْوَتَنَا إِلَى ٱلْحَدِّ نَفْسِهِ، إِلَّا أَنَّنَا قَادِرُونَ أَنْ نَفْعَلَ ٱلْكَثِيرَ لِأَجْلِهِمْ. *
كَيْفَ نَبْنِي إِخْوَتَنَا بِٱلْمَحَبَّةِ؟
١٣ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ لِنَبْنِيَ إِخْوَتَنَا؟
١٣ أَصْغِ إِلَيْهِمْ. (يع ١:١٩) اَلْإِصْغَاءُ بِتَعَاطُفٍ هُوَ تَعْبِيرٌ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ. فَضَعْ نَفْسَكَ مَكَانَ ٱلْأَخِ ٱلْكَئِيبِ، وَٱطْرَحْ عَلَيْهِ بِلَبَاقَةٍ أَسْئِلَةً تُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَفَهَّمَهُ. وَلْتَعْكِسْ تَعَابِيرُ وَجْهِكَ ٱهْتِمَامَكَ ٱلصَّادِقَ بِهِ. وَٱصْبِرْ عَلَيْهِ وَلَا تُقَاطِعْهُ، وَلَوْ أَطَالَ ٱلْكَلَامَ. فَهٰكَذَا تَفْهَمُ مَشَاعِرَهُ وَتَكْسِبُ ثِقَتَهُ. وَيَسْهُلُ عَلَيْهِ بِٱلتَّالِي أَنْ يُصْغِيَ إِلَيْكَ حِينَ تُشَجِّعُهُ. فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَشْعُرَ أَنَّكَ مُهْتَمٌّ بِهِ حَقًّا لِتَنْجَحَ جُهُودُكَ.
١٤ لِمَاذَا لَا نَنْتَقِدُ ٱلشَّخْصَ ٱلْكَئِيبَ؟
١٤ تَجَنَّبِ ٱلِٱنْتِقَادَ. إِذَا شَعَرَ ٱلشَّخْصُ ٱلْكَئِيبُ أَنَّنَا نَنْتَقِدُهُ، فَسَيَتَضَايَقُ أَكْثَرَ. وَعِنْدَئِذٍ يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَنْ نُسَاعِدَهُ. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «يُوجَدُ مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ مِثْلَ طَعَنَاتِ ٱلسَّيْفِ، أَمَّا لِسَانُ ٱلْحُكَمَاءِ فَشِفَاءٌ». (ام ١٢:١٨) لَا شَكَّ أَنَّنَا لَنْ ‹نَطْعَنَ› أَخَانَا عَنْ قَصْدٍ بِكَلَامٍ جَارِحٍ. وَلٰكِنْ يُمْكِنُ أَنْ نُؤْلِمَهُ كَثِيرًا إِذَا تَكَلَّمْنَا بِدُونِ تَفْكِيرٍ. فَلِكَيْ نُقَوِّيَهُ، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نُظْهِرَ لَهُ أَنَّنَا نَبْذُلُ جُهْدَنَا لِنَتَفَهَّمَهُ. — مت ٧:١٢.
١٥ أَيُّ أَدَاةٍ ثَمِينَةٍ نُعَزِّي بِهَا إِخْوَتَنَا؟
١٥ عَزِّهِمْ مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ. (اقرأ روما ١٥:٤، ٥.) اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هَدِيَّةٌ ثَمِينَةٌ مِنَ «ٱللهِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُ ٱلِٱحْتِمَالَ وَٱلتَّعْزِيَةَ». لِذَا مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَجِدَ فِيهِ كَلِمَاتٍ مُعَزِّيَةً. وَلَدَيْنَا أَيْضًا فِهْرِسُ مَطْبُوعَاتِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ دَلِيلُ ٱلْمَوَاضِيعِ فِي مَطْبُوعَاتِ شُهُودِ يَهْوَهَ. فَمِنْ خِلَالِهِمَا، نَجِدُ آيَاتٍ وَمَقَالَاتٍ نُشَجِّعُ بِهَا إِخْوَتَنَا فِي مُخْتَلِفِ ٱلظُّرُوفِ وَٱلْمِحَنِ.
١٦ أَيُّ صِفَتَيْنِ نُشَجِّعُ بِهِمَا إِخْوَتَنَا؟
١٦ عَامِلْهُمْ بِرِقَّةٍ وَحَنَانٍ. يَهْوَهُ هُوَ «أَبُو ٱلْمَرَاحِمِ ٱلرَّقِيقَةِ وَإِلٰهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ»، وَيُظْهِرُ «ٱلْحَنَانَ» لِخُدَّامِهِ. (اقرأ ٢ كورنثوس ١:٣-٦؛ لو ١:٧٨؛ رو ١٥:١٣) وَقَدِ ٱقْتَدَى بُولُسُ بِيَهْوَهَ، فَرَسَمَ لَنَا مِثَالًا جَيِّدًا. كَتَبَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي تَسَالُونِيكِي: «كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسْطِكُمْ، كَمَا تَحْنُو ٱلْمُرْضِعَةُ عَلَى أَوْلَادِهَا. وَهٰكَذَا، إِذْ كُنَّا نَحِنُّ عَلَيْكُمْ، سَرَّنَا جِدًّا أَنْ نَمْنَحَكُمْ، لَا بِشَارَةَ ٱللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا، لِأَنَّكُمْ صِرْتُمْ أَحِبَّاءَ إِلَيْنَا». (١ تس ٢:٧، ٨) فَتَمَثَّلْ بِرِقَّةِ يَهْوَهَ وَحَنَانِهِ. وَهٰكَذَا تَسْنَحُ لَكَ ٱلْفُرْصَةُ لِتَمْنَحَ إِخْوَتَكَ ٱلتَّعْزِيَةَ ٱلَّتِي يُصَلُّونَ مِنْ أَجْلِهَا.
١٧ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى إِخْوَتِنَا؟
١٧ لَا تَطْلُبِ ٱلْكَمَالَ. كُنْ وَاقِعِيًّا. فَسَيَخِيبُ أَمَلُكَ إِذَا تَوَقَّعْتَ ٱلْكَمَالَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ. (جا ٧:٢١، ٢٢) وَلَا تَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ نَفْسَهُ يَضَعُ لَنَا مَطَالِبَ مَعْقُولَةً. فَٱصْبِرْ عَلَى إِخْوَتِكَ. (اف ٤:٢، ٣٢) وَلَا تُقَارِنْهُمْ بِٱلْآخَرِينَ أَوْ تُلَمِّحْ لَهُمْ أَنَّهُمْ يُقَصِّرُونَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ. بَلْ شَجِّعْهُمْ وَٱمْدَحْهُمْ عَلَى ٱلْجُهْدِ ٱلَّذِي يَبْذُلُونَهُ. وَهٰكَذَا يَكُونُ لَدَيْهِمْ سَبَبٌ لِيَفْرَحُوا فِي خِدْمَتِهِمْ. — غل ٦:٤.
١٨ مَاذَا يَدْفَعُنَا أَنْ نُوَاصِلَ بِنَاءَ إِخْوَتِنَا بِٱلْمَحَبَّةِ؟
١٨ يُعِزُّ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا. (غل ٢:٢٠) وَنَحْنُ أَيْضًا نُحِبُّ إِخْوَتَنَا. لِذَا نُعَامِلُهُمْ بِرِقَّةٍ وَحَنَانٍ، وَنَسْعَى «فِي أَثَرِ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ وَمَا هُوَ لِبُنْيَانِ بَعْضِنَا بَعْضًا». (رو ١٤:١٩) وَكَمْ نَتَطَلَّعُ بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْفِرْدَوْسِ! فَآنَذَاكَ لَنْ يُنَغِّصَ شَيْءٌ حَيَاتَنَا. فَلَنْ تَكُونَ هُنَاكَ أَمْرَاضٌ، حُرُوبٌ، ٱضْطِهَادَاتٌ، مَشَاكِلُ عَائِلِيَّةٌ، خَيْبَاتُ أَمَلٍ، أَوْ مَوْتٌ مَوْرُوثٌ. وَفِي نِهَايَةِ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ، سَيُصْبِحُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ كَامِلِينَ. وَٱلَّذِينَ يَجْتَازُونَ ٱلِٱمْتِحَانَ ٱلْأَخِيرَ سَيَتَبَنَّاهُمُ ٱللهُ كَأَوْلَادٍ لَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، وَيَنَالُونَ «ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللهِ». (رو ٨:٢١) فَلْنَسْتَمِرَّ إِذًا فِي بِنَاءِ بَعْضِنَا بَعْضًا بِٱلْمَحَبَّةِ لِنَدْخُلَ مَعًا عَالَمَ ٱللهِ ٱلْجَدِيدَ.
^ الفقرة 6 اُنْظُرِ ٱلْكِتَابَ اِقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَهَ، ٱلْفَصْلَ ٢٤.
^ الفقرة 12 مِنْ أَجْلِ ٱقْتِرَاحَاتٍ عَمَلِيَّةٍ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى ٱلرَّغْبَةِ فِي ٱلِٱنْتِحَارِ، ٱنْظُرِ ٱلْمَقَالَاتِ «لَا تَفْقِدِ ٱلْأَمَلَ! ثَلَاثَةُ أَسْبَابٍ لِتَعِيشَ ٱلْحَيَاةَ بِحُلْوِهَا وَمُرِّهَا» فِي إِسْتَيْقِظْ! عَدَدِ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ٢٠١٤ وَ «اَلْحَيَاةُ تَسْتَحِقُّ ٱلْعَيْشَ» فِي عَدَدِ ٢٢ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر) ٢٠٠١.