الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

قوِّ اخوتك بالمحبة

قوِّ اخوتك بالمحبة

‏«اَلْمَحَبَّةُ تَبْنِي».‏ —‏ ١ كو ٨:‏١‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٧٣،‏ ٨٣

١ أَيُّ صِفَةٍ مُهِمَّةٍ تَحَدَّثَ عَنْهَا يَسُوعُ فِي لَيْلَتِهِ ٱلْأَخِيرَةِ؟‏

فِي لَيْلَةِ يَسُوعَ ٱلْأَخِيرَةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ ذَكَرَ ٱلْمَحَبَّةَ حَوَالَيْ ٣٠ مَرَّةً.‏ وَأَوْصَى تَلَامِيذَهُ ‹أَنْ يُحِبُّوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا›.‏ (‏يو ١٥:‏١٢،‏ ١٧‏)‏ كَمَا قَالَ إِنَّ مَحَبَّتَهُمْ سَتَكُونُ وَاضِحَةً جِدًّا،‏ وَتُثْبِتُ أَنَّهُمْ مَسِيحِيُّونَ حَقِيقِيُّونَ.‏ (‏يو ١٣:‏٣٤،‏ ٣٥‏)‏ لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ عَاطِفَةٍ،‏ بَلْ تَدْفَعُهُمْ أَنْ يُضَحُّوا بِأَنْفُسِهِمْ لِأَجْلِ إِخْوَتِهِمْ.‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «لَيْسَ لِأَحَدٍ مَحَبَّةٌ أَعْظَمُ مِنْ هٰذِهِ:‏ أَنْ يَبْذُلَ أَحَدٌ نَفْسَهُ عَنْ أَصْدِقَائِهِ.‏ أَنْتُمْ أَصْدِقَائِي إِنْ فَعَلْتُمْ مَا أُوصِيكُمْ بِهِ».‏ —‏ يو ١٥:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

٢ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُمَيِّزُ شَعْبَ يَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟‏

٢ وَفِي أَيَّامِنَا أَيْضًا،‏ خُدَّامُ يَهْوَهَ مَعْرُوفُونَ بِوَحْدَتِهِمِ ٱلْقَوِيَّةِ وَمَحَبَّتِهِمِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ ٱلَّتِي تَدْفَعُهُمْ إِلَى بَذْلِ ٱلتَّضْحِيَاتِ.‏ (‏١ يو ٣:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فَهُمْ يُحِبُّونَ وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ جِنْسِيَّتِهِمْ،‏ لُغَتِهِمْ،‏ أَوْ خَلْفِيَّتِهِمْ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ سَنُنَاقِشُ لِمَ ٱلْمَحَبَّةُ ضَرُورِيَّةٌ ٱلْيَوْمَ،‏ كَيْفَ تَبْنِينَا مَحَبَّةُ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ،‏ وَكَيْفَ نَبْنِي إِخْوَتَنَا بِٱلْمَحَبَّةِ.‏ —‏ ١ كو ٨:‏١‏.‏

لِمَ ٱلْمَحَبَّةُ ضَرُورِيَّةٌ ٱلْيَوْمَ؟‏

٣ كَيْفَ تُؤَثِّرُ هٰذِهِ ‹ٱلْأَزْمِنَةُ ٱلْحَرِجَةُ› فِي ٱلنَّاسِ؟‏

٣ فِي هٰذِهِ ‹ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْحَرِجَةِ›،‏ ٱلْحَيَاةُ «مَلْآنَةٌ شَقَاءً وَأَذًى».‏ (‏٢ تي ٣:‏١-‏٥؛‏ مز ٩٠:‏١٠‏)‏ وَتَشْتَدُّ مُعَانَاةُ ٱلْكَثِيرِينَ لِدَرَجَةِ أَنَّهُمْ يَيْأَسُونَ مِنَ ٱلْحَيَاةِ.‏ فَبِحَسَبِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ،‏ يَنْتَحِرُ أَكْثَرُ مِنْ ٨٠٠٬٠٠٠ شَخْصٍ كُلَّ سَنَةٍ،‏ أَيْ شَخْصٌ كُلَّ ٤٠ ثَانِيَةً.‏ وَمَعَ ٱلْأَسَفِ،‏ مِنْ بَيْنِهِمْ بَعْضُ إِخْوَتِنَا.‏

٤ اُذْكُرْ أَمْثِلَةً عَنْ خُدَّامٍ لِلهِ تَمَنَّوُا ٱلْمَوْتَ.‏

٤ حَتَّى فِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ غَرِقَ بَعْضُ خُدَّامِ ٱللهِ فِي ٱلْمَشَاكِلِ وَتَمَنَّوُا ٱلْمَوْتَ.‏ أَيُّوبُ مَثَلًا قَالَ مِنْ شِدَّةِ أَلَمِهِ:‏ «قَدْ سَئِمْتُ؛‏ فَإِلَى ٱلدَّهْرِ لَا أُرِيدُ أَنْ أَعِيشَ».‏ (‏اي ٧:‏١٦؛‏ ١٤:‏١٣‏)‏ وَيُونَانُ شَعَرَ بِإِحْبَاطٍ شَدِيدٍ،‏ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ:‏ «اَلْآنَ يَا يَهْوَهُ،‏ خُذْ نَفْسِي مِنِّي،‏ فَإِنَّهُ خَيْرٌ لِي أَنْ أَمُوتَ مِنْ أَنْ أَحْيَا».‏ (‏يون ٤:‏٣‏)‏ كَمَا أَنَّ إِيلِيَّا فَقَدَ ٱلْأَمَلَ،‏ وَقَالَ:‏ «كَفَى ٱلْآنَ يَا يَهْوَهُ!‏ خُذْ نَفْسِي».‏ (‏١ مل ١٩:‏٤‏)‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ أَحَبَّ خُدَّامَهُ هٰؤُلَاءِ،‏ وَأَرَادَ أَنْ يَحْيَوْا.‏ وَبَدَلَ أَنْ يُوَبِّخَهُمْ،‏ سَاعَدَهُمْ أَنْ يُحِبُّوا ٱلْحَيَاةَ مُجَدَّدًا وَيُوَاصِلُوا خِدْمَتَهُ بِأَمَانَةٍ.‏

٥ لِمَ يَحْتَاجُ ٱلْإِخْوَةُ إِلَى مَحَبَّتِنَا ٱلْيَوْمَ؟‏

٥ وَٱلْيَوْمَ،‏ يُوَاجِهُ ٱلْكَثِيرُ مِنْ إِخْوَتِنَا ضُغُوطًا كَبِيرَةً.‏ وَهُمْ بِأَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَى مَحَبَّتِنَا.‏ فَٱلْبَعْضُ يَتَحَمَّلُونَ ٱلِٱسْتِهْزَاءَ وَٱلِٱضْطِهَادَ.‏ وَآخَرُونَ يَتَعَرَّضُونَ لِلِٱنْتِقَادِ وَٱلِٱفْتِرَاءِ فِي ٱلْعَمَلِ،‏ أَوْ يَتْعَبُونَ بِسَبَبِ ضَغْطِ ٱلْوَظِيفَةِ وَٱلدَّوَامِ ٱلطَّوِيلِ.‏ كَمَا يُوَاجِهُ ٱلْبَعْضُ مَشَاكِلَ عَائِلِيَّةً صَعْبَةً،‏ مِثْلَ ٱلسُّخْرِيَةِ ٱلْمُتَوَاصِلَةِ مِنْ رَفِيقِ زَوَاجِهِمْ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِ.‏ وَنَتِيجَةَ ضُغُوطٍ كَهٰذِهِ،‏ يَشْعُرُ إِخْوَةٌ عَدِيدُونَ أَنَّهُمْ مُسْتَنْزَفُونَ جَسَدِيًّا وَمَعْنَوِيًّا.‏ فَأَيْنَ يَجِدُونَ ٱلْمُسَاعَدَةَ؟‏

مَحَبَّةُ يَهْوَهَ تَبْنِينَا

٦ كَيْفَ يُقَوِّي يَهْوَهُ عُبَّادَهُ بِٱلْمَحَبَّةِ؟‏

٦ لِيُقَوِّيَ يَهْوَهُ عُبَّادَهُ،‏ يُؤَكِّدُ لَهُمْ أَنَّهُ يُحِبُّهُمْ مَحَبَّةً لَنْ تَفْنَى أَبَدًا.‏ تَخَيَّلْ مَثَلًا كَمْ تَشَجَّعَ شَعْبُ إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا حِينَ قَالَ لَهُ يَهْوَهُ:‏ «صِرْتَ عَزِيزًا فِي عَيْنَيَّ،‏ جَعَلْتُكَ مُكَرَّمًا وَأَحْبَبْتُكَ .‏ .‏ .‏ لَا تَخَفْ،‏ لِأَنِّي مَعَكَ».‏ (‏اش ٤٣:‏٤،‏ ٥‏)‏ وَنَحْنُ أَيْضًا مُتَأَكِّدُونَ أَنَّهُ يُعِزُّنَا إِفْرَادِيًّا.‏ * فَهُوَ يَعِدُ فِي كَلِمَتِهِ أَنْ ‹يُخَلِّصَنَا وَيَبْتَهِجَ بِنَا فَرَحًا›.‏ —‏ صف ٣:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

٧ كَيْفَ تُشْبِهُ مَحَبَّةُ يَهْوَهَ مَحَبَّةَ ٱلْأُمِّ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٧ وَيَعِدُ يَهْوَهُ أَنْ يُقَوِّيَ خُدَّامَهُ وَيُعَزِّيَهُمْ،‏ أَيًّا كَانَتِ ٱلْمِحْنَةُ ٱلَّتِي يُوَاجِهُونَهَا.‏ فَقَدْ شَبَّهَ مَشَاعِرَهُ تِجَاهَهُمْ بِمَشَاعِرِ أُمٍّ مُحِبَّةٍ تَحْمِلُ ٱبْنَهَا وَتُلَاعِبُهُ.‏ قَالَ:‏ «عَلَى ٱلْخَصْرِ تُحْمَلُونَ،‏ وَعَلَى ٱلرُّكْبَتَيْنِ تُدَلَّلُونَ».‏ وَأَضَافَ أَنَّهُ سَيُعَزِّيهِمْ مِثْلَمَا تُعَزِّي ٱلْأُمُّ ٱبْنَهَا.‏ (‏اش ٦٦:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فَهُوَ يُحِبُّكَ جِدًّا وَيُرِيدُ أَنْ تَشْعُرَ بِٱلْأَمَانِ.‏ فَلَا تَشُكَّ أَبَدًا أَنَّكَ عَزِيزٌ فِي عَيْنَيْهِ.‏ —‏ ار ٣١:‏٣‏.‏

٨،‏ ٩ كَيْفَ تُقَوِّينَا مَحَبَّةُ يَسُوعَ؟‏

٨ وَهُنَاكَ دَلِيلٌ مُهِمٌّ عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ لَنَا.‏ فَقَدْ «أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ،‏ مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ،‏ لِكَيْلَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ،‏ بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ».‏ (‏يو ٣:‏١٦‏)‏ وَٱلْفِدْيَةُ تُؤَكِّدُ أَنَّ يَسُوعَ أَيْضًا يُحِبُّنَا.‏ وَكَمْ تُشَجِّعُنَا مَحَبَّتُهُ لَنَا!‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ لَا «ضِيقَ» يَقْدِرُ أَنْ «يَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ ٱلْمَسِيحِ».‏ —‏ رو ٨:‏٣٥،‏ ٣٨،‏ ٣٩‏.‏

٩ فَأَحْيَانًا نُصَارِعُ مَشَاكِلَ تَسْتَنْزِفُنَا جَسَدِيًّا وَعَاطِفِيًّا وَرُوحِيًّا.‏ لٰكِنَّ مَحَبَّةَ يَسُوعَ قَادِرَةٌ أَنْ تُقَوِّيَنَا لِنَحْتَمِلَ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ كورنثوس ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏)‏ فَمَحَبَّتُهُ تُشَجِّعُنَا لِنَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَلَا نَيْأَسَ،‏ حَتَّى فِي وَجْهِ ٱلْكَوَارِثِ وَٱلِٱضْطِهَادِ وَٱلْقَلَقِ وَخَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ.‏

إِخْوَتُنَا بِحَاجَةٍ إِلَى مَحَبَّتِنَا

اَلتَّأَمُّلُ فِي مِثَالِ يَسُوعَ يَدْفَعُنَا لِنُشَجِّعَ إِخْوَتَنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٠،‏ ١١.‏)‏

١٠،‏ ١١ عَلَى مَنْ تَقَعُ مَسْؤُولِيَّةُ تَشْجِيعِ ٱلْمُكْتَئِبِينَ؟‏ أَوْضِحْ.‏

١٠ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ أَيْضًا ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ لِيَبْنِيَنَا بِٱلْمَحَبَّةِ.‏ وَنَحْنُ نُبَادِلُهُ ٱلْمَحَبَّةَ حِينَ نُحِبُّ إِخْوَتَنَا مِثْلَهُ وَنَبْنِيهِمْ،‏ وَذٰلِكَ بِبَذْلِ جُهْدِنَا لِنُقَوِّيَهُمْ رُوحِيًّا وَمَعْنَوِيًّا.‏ (‏١ يو ٤:‏١٩-‏٢١‏)‏ أَوْصَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «وَاظِبُوا عَلَى تَعْزِيَةِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا وَبِنَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا،‏ كَمَا أَنْتُمْ فَاعِلُونَ».‏ (‏١ تس ٥:‏١١‏)‏ اَلتَّشْجِيعُ إِذًا لَيْسَ مَسْؤُولِيَّةَ ٱلشُّيُوخِ وَحْدَهُمْ.‏ فَعَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نُقَوِّيَ إِخْوَتَنَا،‏ تَمَثُّلًا بِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ.‏ —‏ اقرأ روما ١٥:‏١،‏ ٢‏.‏

١١ لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ يُعَانُونَ مِنِ ٱضْطِرَابَاتٍ نَفْسِيَّةٍ،‏ وَيَحْتَاجُونَ إِلَى عِنَايَةٍ طِبِّيَّةٍ.‏ (‏لو ٥:‏٣١‏)‏ وَٱلشُّيُوخُ وَبَاقِي ٱلْإِخْوَةِ يُدْرِكُونَ أَنَّهُمْ لَيْسُوا أَطِبَّاءَ مُتَخَصِّصِينَ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَدَيْهِمْ دَوْرٌ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ:‏ أَنْ ‹يُعَزُّوا ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ،‏ يَدْعَمُوا ٱلضُّعَفَاءَ،‏ وَيَتَحَلَّوْا بِطُولِ ٱلْأَنَاةِ نَحْوَ ٱلْجَمِيعِ›.‏ (‏١ تس ٥:‏١٤‏)‏ فَيَجِبُ أَنْ نَتَعَاطَفَ مَعَ ٱلْمُكْتَئِبِينَ،‏ نَصْبِرَ عَلَيْهِمْ،‏ وَنُشَجِّعَهُمْ بِكَلَامِنَا.‏ فَهَلْ تَفْعَلُ ذٰلِكَ؟‏ وَكَيْفَ تَتَحَسَّنُ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟‏

١٢ كَيْفَ تُقَوِّي ٱلْمَحَبَّةُ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ؟‏

١٢ تَقُولُ أُخْتٌ فِي أُورُوبَّا:‏ «أُفَكِّرُ أَحْيَانًا فِي ٱلِٱنْتِحَارِ.‏ وَلٰكِنْ لَدَيَّ مَنْ يَدْعَمُنِي.‏ فَٱلْجَمَاعَةُ ٱلَّتِي أَنْتَمِي إِلَيْهَا أَنْقَذَتْ حَيَاتِي فِعْلِيًّا.‏ فَٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ يُشَجِّعُونَنِي وَيُحِبُّونَنِي.‏ وَمَعَ أَنَّ قَلِيلِينَ يَعْرِفُونَ أَنِّي مُصَابَةٌ بِٱلِٱكْتِئَابِ،‏ تَقِفُ ٱلْجَمَاعَةُ كُلُّهَا إِلَى جَانِبِي.‏ وَهُنَاكَ زَوْجَانِ يُعَامِلَانِنِي كَأَنِّي ٱبْنَتُهُمَا.‏ فَيَعْتَنِيَانِ بِي وَهُمَا مُسْتَعِدَّانِ لِمُسَاعَدَتِي لَيْلًا وَنَهَارًا».‏ طَبْعًا،‏ لَا يُمْكِنُنَا جَمِيعًا أَنْ نَدْعَمَ إِخْوَتَنَا إِلَى ٱلْحَدِّ نَفْسِهِ،‏ إِلَّا أَنَّنَا قَادِرُونَ أَنْ نَفْعَلَ ٱلْكَثِيرَ لِأَجْلِهِمْ.‏ *

كَيْفَ نَبْنِي إِخْوَتَنَا بِٱلْمَحَبَّةِ؟‏

١٣ مَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ لِنَبْنِيَ إِخْوَتَنَا؟‏

١٣ أَصْغِ إِلَيْهِمْ.‏ ‏(‏يع ١:‏١٩‏)‏ اَلْإِصْغَاءُ بِتَعَاطُفٍ هُوَ تَعْبِيرٌ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ فَضَعْ نَفْسَكَ مَكَانَ ٱلْأَخِ ٱلْكَئِيبِ،‏ وَٱطْرَحْ عَلَيْهِ بِلَبَاقَةٍ أَسْئِلَةً تُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَفَهَّمَهُ.‏ وَلْتَعْكِسْ تَعَابِيرُ وَجْهِكَ ٱهْتِمَامَكَ ٱلصَّادِقَ بِهِ.‏ وَٱصْبِرْ عَلَيْهِ وَلَا تُقَاطِعْهُ،‏ وَلَوْ أَطَالَ ٱلْكَلَامَ.‏ فَهٰكَذَا تَفْهَمُ مَشَاعِرَهُ وَتَكْسِبُ ثِقَتَهُ.‏ وَيَسْهُلُ عَلَيْهِ بِٱلتَّالِي أَنْ يُصْغِيَ إِلَيْكَ حِينَ تُشَجِّعُهُ.‏ فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَشْعُرَ أَنَّكَ مُهْتَمٌّ بِهِ حَقًّا لِتَنْجَحَ جُهُودُكَ.‏

١٤ لِمَاذَا لَا نَنْتَقِدُ ٱلشَّخْصَ ٱلْكَئِيبَ؟‏

١٤ تَجَنَّبِ ٱلِٱنْتِقَادَ.‏ إِذَا شَعَرَ ٱلشَّخْصُ ٱلْكَئِيبُ أَنَّنَا نَنْتَقِدُهُ،‏ فَسَيَتَضَايَقُ أَكْثَرَ.‏ وَعِنْدَئِذٍ يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَنْ نُسَاعِدَهُ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «يُوجَدُ مَنْ يَتَكَلَّمُ مِنْ غَيْرِ رَوِيَّةٍ مِثْلَ طَعَنَاتِ ٱلسَّيْفِ،‏ أَمَّا لِسَانُ ٱلْحُكَمَاءِ فَشِفَاءٌ».‏ (‏ام ١٢:‏١٨‏)‏ لَا شَكَّ أَنَّنَا لَنْ ‹نَطْعَنَ› أَخَانَا عَنْ قَصْدٍ بِكَلَامٍ جَارِحٍ.‏ وَلٰكِنْ يُمْكِنُ أَنْ نُؤْلِمَهُ كَثِيرًا إِذَا تَكَلَّمْنَا بِدُونِ تَفْكِيرٍ.‏ فَلِكَيْ نُقَوِّيَهُ،‏ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نُظْهِرَ لَهُ أَنَّنَا نَبْذُلُ جُهْدَنَا لِنَتَفَهَّمَهُ.‏ —‏ مت ٧:‏١٢‏.‏

١٥ أَيُّ أَدَاةٍ ثَمِينَةٍ نُعَزِّي بِهَا إِخْوَتَنَا؟‏

١٥ عَزِّهِمْ مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ ‏(‏اقرأ روما ١٥:‏٤،‏ ٥‏.‏)‏ اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ هَدِيَّةٌ ثَمِينَةٌ مِنَ «ٱللهِ ٱلَّذِي يُزَوِّدُ ٱلِٱحْتِمَالَ وَٱلتَّعْزِيَةَ».‏ لِذَا مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَجِدَ فِيهِ كَلِمَاتٍ مُعَزِّيَةً.‏ وَلَدَيْنَا أَيْضًا فِهْرِسُ مَطْبُوعَاتِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ دَلِيلُ ٱلْمَوَاضِيعِ فِي مَطْبُوعَاتِ شُهُودِ يَهْوَهَ.‏ فَمِنْ خِلَالِهِمَا،‏ نَجِدُ آيَاتٍ وَمَقَالَاتٍ نُشَجِّعُ بِهَا إِخْوَتَنَا فِي مُخْتَلِفِ ٱلظُّرُوفِ وَٱلْمِحَنِ.‏

١٦ أَيُّ صِفَتَيْنِ نُشَجِّعُ بِهِمَا إِخْوَتَنَا؟‏

١٦ عَامِلْهُمْ بِرِقَّةٍ وَحَنَانٍ.‏ يَهْوَهُ هُوَ «أَبُو ٱلْمَرَاحِمِ ٱلرَّقِيقَةِ وَإِلٰهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ»،‏ وَيُظْهِرُ «ٱلْحَنَانَ» لِخُدَّامِهِ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ كورنثوس ١:‏٣-‏٦؛‏ لو ١:‏٧٨؛‏ رو ١٥:‏١٣‏)‏ وَقَدِ ٱقْتَدَى بُولُسُ بِيَهْوَهَ،‏ فَرَسَمَ لَنَا مِثَالًا جَيِّدًا.‏ كَتَبَ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي تَسَالُونِيكِي:‏ «كُنَّا مُتَرَفِّقِينَ فِي وَسْطِكُمْ،‏ كَمَا تَحْنُو ٱلْمُرْضِعَةُ عَلَى أَوْلَادِهَا.‏ وَهٰكَذَا،‏ إِذْ كُنَّا نَحِنُّ عَلَيْكُمْ،‏ سَرَّنَا جِدًّا أَنْ نَمْنَحَكُمْ،‏ لَا بِشَارَةَ ٱللهِ فَقَطْ بَلْ أَنْفُسَنَا أَيْضًا،‏ لِأَنَّكُمْ صِرْتُمْ أَحِبَّاءَ إِلَيْنَا».‏ (‏١ تس ٢:‏٧،‏ ٨‏)‏ فَتَمَثَّلْ بِرِقَّةِ يَهْوَهَ وَحَنَانِهِ.‏ وَهٰكَذَا تَسْنَحُ لَكَ ٱلْفُرْصَةُ لِتَمْنَحَ إِخْوَتَكَ ٱلتَّعْزِيَةَ ٱلَّتِي يُصَلُّونَ مِنْ أَجْلِهَا.‏

١٧ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى إِخْوَتِنَا؟‏

١٧ لَا تَطْلُبِ ٱلْكَمَالَ.‏ كُنْ وَاقِعِيًّا.‏ فَسَيَخِيبُ أَمَلُكَ إِذَا تَوَقَّعْتَ ٱلْكَمَالَ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ.‏ (‏جا ٧:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ وَلَا تَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ نَفْسَهُ يَضَعُ لَنَا مَطَالِبَ مَعْقُولَةً.‏ فَٱصْبِرْ عَلَى إِخْوَتِكَ.‏ (‏اف ٤:‏٢،‏ ٣٢‏)‏ وَلَا تُقَارِنْهُمْ بِٱلْآخَرِينَ أَوْ تُلَمِّحْ لَهُمْ أَنَّهُمْ يُقَصِّرُونَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ.‏ بَلْ شَجِّعْهُمْ وَٱمْدَحْهُمْ عَلَى ٱلْجُهْدِ ٱلَّذِي يَبْذُلُونَهُ.‏ وَهٰكَذَا يَكُونُ لَدَيْهِمْ سَبَبٌ لِيَفْرَحُوا فِي خِدْمَتِهِمْ.‏ —‏ غل ٦:‏٤‏.‏

١٨ مَاذَا يَدْفَعُنَا أَنْ نُوَاصِلَ بِنَاءَ إِخْوَتِنَا بِٱلْمَحَبَّةِ؟‏

١٨ يُعِزُّ يَهْوَهُ وَيَسُوعُ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا.‏ (‏غل ٢:‏٢٠‏)‏ وَنَحْنُ أَيْضًا نُحِبُّ إِخْوَتَنَا.‏ لِذَا نُعَامِلُهُمْ بِرِقَّةٍ وَحَنَانٍ،‏ وَنَسْعَى «فِي أَثَرِ مَا يُؤَدِّي إِلَى ٱلسَّلَامِ وَمَا هُوَ لِبُنْيَانِ بَعْضِنَا بَعْضًا».‏ (‏رو ١٤:‏١٩‏)‏ وَكَمْ نَتَطَلَّعُ بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْفِرْدَوْسِ!‏ فَآنَذَاكَ لَنْ يُنَغِّصَ شَيْءٌ حَيَاتَنَا.‏ فَلَنْ تَكُونَ هُنَاكَ أَمْرَاضٌ،‏ حُرُوبٌ،‏ ٱضْطِهَادَاتٌ،‏ مَشَاكِلُ عَائِلِيَّةٌ،‏ خَيْبَاتُ أَمَلٍ،‏ أَوْ مَوْتٌ مَوْرُوثٌ.‏ وَفِي نِهَايَةِ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ،‏ سَيُصْبِحُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ كَامِلِينَ.‏ وَٱلَّذِينَ يَجْتَازُونَ ٱلِٱمْتِحَانَ ٱلْأَخِيرَ سَيَتَبَنَّاهُمُ ٱللهُ كَأَوْلَادٍ لَهُ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ وَيَنَالُونَ «ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللهِ».‏ (‏رو ٨:‏٢١‏)‏ فَلْنَسْتَمِرَّ إِذًا فِي بِنَاءِ بَعْضِنَا بَعْضًا بِٱلْمَحَبَّةِ لِنَدْخُلَ مَعًا عَالَمَ ٱللهِ ٱلْجَدِيدَ.‏

^ ‎الفقرة 12‏ مِنْ أَجْلِ ٱقْتِرَاحَاتٍ عَمَلِيَّةٍ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى ٱلرَّغْبَةِ فِي ٱلِٱنْتِحَارِ،‏ ٱنْظُرِ ٱلْمَقَالَاتِ «‏لَا تَفْقِدِ ٱلْأَمَلَ!‏ ثَلَاثَةُ أَسْبَابٍ لِتَعِيشَ ٱلْحَيَاةَ بِحُلْوِهَا وَمُرِّهَا‏» فِي إِسْتَيْقِظْ!‏ عَدَدِ نَيْسَانَ (‏إِبْرِيل)‏ ٢٠١٤ وَ «‏اَلْحَيَاةُ تَسْتَحِقُّ ٱلْعَيْشَ‏» فِي عَدَدِ ٢٢ تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (‏أُكْتُوبِر)‏ ٢٠٠١.‏