الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٦

هرمجدون تبشِّر بأيام احلى

هرمجدون تبشِّر بأيام احلى

‏«جَمَعَتْهُمْ إِلَى .‏ .‏ .‏ هَرْمَجِدُّونَ».‏ —‏ رؤ ١٦:‏١٦‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٥٠ اُطْلُبُوا خَلَاصَ يَهْوَهَ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١-‏٢ ‏(‏أ)‏ لِمَ نَقُولُ إِنَّ هَرْمَجِدُّونَ تُبَشِّرُ بِأَيَّامٍ أَحْلَى؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا؟‏

يَظُنُّ بَعْضُ ٱلنَّاسِ أَنَّ هَرْمَجِدُّونَ هِيَ حَرْبٌ نَوَوِيَّةٌ أَوْ كَارِثَةٌ بِيئِيَّةٌ سَتُدَمِّرُ ٱلْعَالَمَ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ هَرْمَجِدُّونَ تُبَشِّرُ بِأَيَّامٍ أَحْلَى.‏ (‏رؤ ١:‏٣‏)‏ فَحَرْبُ هَرْمَجِدُّونَ لَنْ تَقْضِيَ عَلَى ٱلْبَشَرِ،‏ بَلْ سَتُخَلِّصُ حَيَاتَهُمْ.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏

٢ حَسَبَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ سَتُنْهِي هَرْمَجِدُّونُ حُكْمَ ٱلْبَشَرِ.‏ وَسَتُزِيلُ ٱلْأَشْرَارَ وَتَحْفَظُ ٱلْأَبْرَارَ.‏ كَمَا أَنَّهَا سَتُهْلِكُ ٱلَّذِينَ يُهْلِكُونَ ٱلْأَرْضَ.‏ (‏رؤ ١١:‏١٨‏)‏ كَيْ نَفْهَمَ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارَ جَيِّدًا،‏ لِنُنَاقِشْ أَرْبَعَةَ أَسْئِلَةٍ:‏ مَا هِيَ هَرْمَجِدُّونُ؟‏ أَيَّةُ أَحْدَاثٍ سَتَسْبِقُهَا؟‏ كَيْفَ نَنْجُو مِنْ هَرْمَجِدُّونَ؟‏ وَكَيْفَ نَبْقَى أُمَنَاءَ فِيمَا تَقْتَرِبُ؟‏

مَا هِيَ هَرْمَجِدُّونُ؟‏

٣ ‏(‏أ)‏ مَا هِيَ هَرْمَجِدُّونُ؟‏ (‏ب)‏ بِنَاءً عَلَى ٱلرُّؤْيَا ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏،‏ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ هَرْمَجِدُّونَ لَيْسَتْ مَكَانًا حَرْفِيًّا؟‏

٣ اقرإ الرؤيا ١٦:‏١٤،‏ ١٦‏.‏ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كَلِمَةَ «هَرْمَجِدُّونَ» مَرَّةً وَاحِدَةً،‏ وَهِيَ كَلِمَةٌ أَصْلُهَا عِبْرَانِيٌّ تَعْنِي «جَبَلَ مَجِدُّو».‏ وَمَجِدُّو كَانَتْ مَدِينَةً فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ.‏ (‏يش ١٧:‏١١‏)‏ لٰكِنَّ هَرْمَجِدُّونَ لَيْسَتْ مَكَانًا حَرْفِيًّا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَهِيَ تُشِيرُ تَحْدِيدًا إِلَى تَجَمُّعِ «مُلُوكِ ٱلْمَسْكُونَةِ بِأَسْرِهَا» ضِدَّ يَهْوَهَ.‏ (‏رؤ ١٦:‏١٤‏)‏ وَبِٱلْمَعْنَى ٱلْأَوْسَعِ،‏ تُشِيرُ هَرْمَجِدُّونُ إِلَى ٱلْحَرْبِ ٱلَّتِي سَتَحْدُثُ فَوْرًا بَعْدَ تَجَمُّعِ مُلُوكِ ٱلْأَرْضِ.‏ وَكَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ هَرْمَجِدُّونَ لَيْسَتْ مَكَانًا حَرْفِيًّا؟‏ أَوَّلًا،‏ لَا يُوجَدُ جَبَلٌ يُدْعَى جَبَلَ مَجِدُّو.‏ ثَانِيًا،‏ لَا تَسَعُ ٱلْمِنْطَقَةُ حَوْلَ مَجِدُّو «مُلُوكَ ٱلْمَسْكُونَةِ بِأَسْرِهَا» مَعَ جُيُوشِهِمْ وَأَسْلِحَتِهِمْ.‏ ثَالِثًا،‏ كَمَا سَنَرَى فِي ٱلْمَقَالَةِ،‏ تَبْدَأُ حَرْبُ هَرْمَجِدُّونَ عِنْدَمَا يَهْجُمُ «مُلُوكُ» ٱلْعَالَمِ عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ.‏ وَشَعْبُ يَهْوَهَ مُنْتَشِرُونَ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ.‏

٤ لِمَاذَا رَبَطَ يَهْوَهُ حَرْبَهُ ٱلنِّهَائِيَّةَ ٱلْعَظِيمَةَ بِمَجِدُّو؟‏

٤ وَلِمَاذَا رَبَطَ يَهْوَهُ هٰذِهِ ٱلْحَرْبَ ٱلنِّهَائِيَّةَ ٱلْعَظِيمَةَ بِمَجِدُّو؟‏ فِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ حَدَثَتْ مَعَارِكُ كَثِيرَةٌ فِي مِنْطَقَةِ مَجِدُّو وَوَادِي يِزْرَعِيلَ ٱلْقَرِيبِ مِنْهَا.‏ وَأَحْيَانًا،‏ تَدَخَّلَ يَهْوَهُ مُبَاشَرَةً فِي هٰذِهِ ٱلْمَعَارِكِ.‏ مَثَلًا،‏ «عِنْدَ مِيَاهِ مَجِدُّو»،‏ سَاعَدَ ٱللهُ ٱلْقَاضِيَ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّ بَارَاقَ لِيَهْزِمَ جَيْشَ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلَّذِي قَادَهُ سِيسَرَا.‏ وَقَدْ شَكَرَ بَارَاقُ وَٱلنَّبِيَّةُ دَبُورَةُ يَهْوَهَ عَلَى هٰذَا ٱلِٱنْتِصَارِ ٱلْعَجَائِبِيِّ.‏ فَرَنَّمَا:‏ «مِنَ ٱلسَّمَاءِ حَارَبَتِ ٱلنُّجُومُ .‏ .‏ .‏ سِيسَرَا.‏ سَيْلُ قِيشُونَ جَرَفَهُمْ».‏ —‏ قض ٥:‏١٩-‏٢١‏.‏

٥ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ وَحَرْبِ بَارَاقَ؟‏

٥ أَنْهَى بَارَاقُ وَدَبُورَةُ تَرْنِيمَتَهُمَا بِٱلْكَلِمَاتِ:‏ «لِيَبِدْ جَمِيعُ أَعْدَائِكَ يَا يَهْوَهُ،‏ وَلْيَكُنْ مُحِبُّوكَ كَٱلشَّمْسِ ٱلْخَارِجَةِ فِي ٱقْتِدَارِهَا».‏ (‏قض ٥:‏٣١‏)‏ وَخِلَالَ هَرْمَجِدُّونَ أَيْضًا،‏ سَيُبِيدُ يَهْوَهُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ.‏ أَمَّا ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ فَسَيَخْلُصُونَ.‏ لٰكِنْ هُنَاكَ فَرْقٌ مُهِمٌّ بَيْنَ هَاتَيْنِ ٱلْمَعْرَكَتَيْنِ.‏ فَفِي هَرْمَجِدُّونَ،‏ شَعْبُ يَهْوَهَ لَنْ يُحَارِبَ،‏ حَتَّى إِنَّهُ لَنْ يَكُونَ مُسَلَّحًا.‏ فَقُوَّتُهُمْ سَتَكُونُ «بِٱلْهُدُوءِ وَٱلثِّقَةِ» بِيَهْوَهَ وَجُيُوشِهِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ.‏ —‏ اش ٣٠:‏١٥؛‏ رؤ ١٩:‏١١-‏١٥‏.‏

٦ كَيْفَ سَيُحَارِبُ يَهْوَهُ أَعْدَاءَهُ فِي هَرْمَجِدُّونَ؟‏

٦ وَكَيْفَ سَيُحَارِبُ يَهْوَهُ أَعْدَاءَهُ فِي هَرْمَجِدُّونَ؟‏ قَدْ يَسْتَعْمِلُ عِدَّةَ وَسَائِلَ.‏ فَرُبَّمَا يَسْتَعْمِلُ ٱلزَّلَازِلَ وَٱلْبَرَدَ وَٱلصَّوَاعِقَ.‏ (‏اي ٣٨:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ حز ٣٨:‏١٩-‏٢٢‏)‏ وَقَدْ يَجْعَلُ أَعْدَاءَهُ يُحَارِبُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.‏ (‏٢ اخ ٢٠:‏١٧،‏ ٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَرُبَّمَا يَسْتَخْدِمُ مَلَائِكَتَهُ كَيْ يُهْلِكُوا ٱلْأَشْرَارَ.‏ (‏اش ٣٧:‏٣٦‏)‏ لٰكِنْ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْوَسِيلَةُ،‏ فَسَيُحَقِّقُ يَهْوَهُ نَصْرًا تَامًّا.‏ فَكُلُّ أَعْدَائِهِ سَيَهْلَكُونَ،‏ أَمَّا ٱلْأَبْرَارُ فَسَيَخْلُصُونَ.‏ —‏ ام ٣:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

‏(‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٧-‏١٥.‏)‏ *

أَيَّةُ أَحْدَاثٍ سَتَسْبِقُ هَرْمَجِدُّونَ؟‏

٧-‏٨ ‏(‏أ)‏ حَسَبَ ١ تَسَالُونِيكِي ٥:‏١-‏٦‏،‏ أَيُّ إِعْلَانٍ غَيْرِ عَادِيٍّ سَيُنَادِي بِهِ قَادَةُ ٱلْعَالَمِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ هٰذَا ٱلْإِعْلَانُ كِذْبَةٌ خَطِيرَةٌ؟‏

٧ اَلْإِعْلَانُ «سَلَامٌ وَأَمْنٌ» يَسْبِقُ «يَوْمَ يَهْوَهَ».‏ ‏(‏اقرأ ١ تسالونيكي ٥:‏١-‏٦‏.‏)‏ فِي ١ تَسَالُونِيكِي ٥:‏٢‏،‏ يُشِيرُ «يَوْمُ يَهْوَهَ» إِلَى «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ».‏ (‏رؤ ٧:‏١٤‏)‏ وَكَيْفَ سَنَعْرِفُ أَنَّ هٰذَا ٱلضِّيقَ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَبْدَأَ؟‏ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ إِعْلَانٍ غَيْرِ عَادِيٍّ.‏ وَهُوَ سَيَكُونُ عَلَامَةً أَنَّ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَبْدَأَ.‏

٨ هٰذَا ٱلْإِعْلَانُ هُوَ إِعْلَانُ «ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ» ٱلْمُنْبَأُ بِهِ.‏ وَلِمَ سَيُعْلِنُ قَادَةُ ٱلْعَالَمِ «ٱلسَّلَامَ وَٱلْأَمْنَ»؟‏ لَا نَعْرِفُ بِٱلتَّحْدِيدِ.‏ وَهَلْ يُشَارِكُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ فِي ٱلْإِعْلَانِ؟‏ هٰذَا مُمْكِنٌ.‏ لٰكِنَّهُ لَيْسَ سِوَى كِذْبَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْكِذْبَةُ خَطِيرَةٌ جِدًّا لِأَنَّهَا سَتُوهِمُ ٱلنَّاسَ أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ بِأَمَانٍ،‏ لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَشْهَدُوا أَعْظَمَ ضِيقٍ فِي ٱلتَّارِيخِ.‏ فَسَوْفَ «يَدْهَمُهُمْ سَرِيعًا هَلَاكٌ مُفَاجِئٌ دَهْمَ ٱلْمَخَاضِ لِلْحَامِلِ».‏ وَمَاذَا عَنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأَوْلِيَاءِ؟‏ مَعَ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ سَيَبْدَأُ فَجْأَةً،‏ فَسَيَكُونُونَ مُسْتَعِدِّينَ لَهُ.‏

٩ هَلْ يُدَمِّرُ يَهْوَهُ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ دَفْعَةً وَاحِدَةً؟‏ أَوْضِحْ.‏

٩ لَنْ يُدَمِّرَ يَهْوَهُ كَامِلَ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ دَفْعَةً وَاحِدَةً،‏ كَمَا فَعَلَ أَيَّامَ نُوحَ.‏ بَلْ سَيُدَمِّرُهُ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ رَئِيسِيَّتَيْنِ.‏ فَفِي ٱلْمَرْحَلَةِ ٱلْأُولَى،‏ سَيَقْضِي عَلَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ،‏ أَيْ كُلِّ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ سَيُهْلِكُ فِي هَرْمَجِدُّونَ بَاقِيَ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ بِمَا فِيهِ ٱلنِّظَامُ ٱلسِّيَاسِيُّ وَٱلْعَسْكَرِيُّ وَٱلتِّجَارِيُّ.‏ لِنَتَأَمَّلْ أَكْثَرَ فِي هٰذَيْنِ ٱلْحَدَثَيْنِ.‏

١٠ حَسَبَ ٱلرُّؤْيَا ١٧:‏١،‏ ٦ وَ ١٨:‏٢٤‏،‏ لِمَاذَا سَيُدَمِّرُ يَهْوَهُ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ؟‏

١٠ ‏«اَلدَّيْنُونَةُ عَلَى ٱلْعَاهِرَةِ ٱلْعَظِيمَةِ».‏ ‏(‏اقرإ الرؤيا ١٧:‏١،‏ ٦؛‏ ١٨:‏٢٤‏.‏)‏ جَلَبَتْ بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّعْيِيرِ عَلَى ٱسْمِ ٱللهِ.‏ فَهِيَ عَلَّمَتِ ٱلنَّاسَ أَكَاذِيبَ عَنِ ٱللهِ.‏ وَزَنَتْ رُوحِيًّا بِتَحَالُفَاتِهَا مَعَ حُكَّامِ ٱلْأَرْضِ.‏ كَمَا أَنَّهَا ٱسْتَعْمَلَتْ قُوَّتَهَا وَنُفُوذَهَا كَيْ تَسْتَغِلَّ رَعَايَاهَا.‏ وَقَتَلَتِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلنَّاسِ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ خُدَّامٌ لِلهِ.‏ (‏رؤ ١٩:‏٢‏)‏ فَكَيْفَ سَيُدَمِّرُ يَهْوَهُ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ؟‏

١١ مَنْ هُوَ ‹ٱلْوَحْشُ ٱلْقِرْمِزِيُّ ٱللَّوْنِ›،‏ وَكَيْفَ سَيَسْتَخْدِمُهُ يَهْوَهُ لِيُدَمِّرَ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ؟‏

١١ سَيُدَمِّرُ يَهْوَهُ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ» عَلَى يَدِ «وَحْشٍ قِرْمِزِيِّ ٱللَّوْنِ» لَهُ «عَشَرَةُ قُرُونٍ».‏ وَهٰذَا ٱلْوَحْشُ يَرْمُزُ إِلَى ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ.‏ وَقُرُونُهُ ٱلْعَشَرَةُ تَرْمُزُ إِلَى ٱلْقُوَى ٱلسِّيَاسِيَّةِ ٱلَّتِي تَدْعَمُ هٰذِهِ ٱلْمُنَظَّمَةَ.‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللهُ،‏ سَتَنْقَلِبُ ٱلْأُمَمُ ٱلْمُتَّحِدَةُ وَهٰذِهِ ٱلْقُوَى ٱلسِّيَاسِيَّةُ عَلَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ.‏ وَ «يَجْعَلُونَهَا خَرِبَةً وَعُرْيَانَةً»،‏ أَيْ يَنْهَبُونَ ثَرْوَتَهَا وَيَفْضَحُونَ شَرَّهَا.‏ (‏رؤ ١٧:‏٣،‏ ١٦‏)‏ وَهٰذَا ٱلدَّمَارُ ٱلسَّرِيعُ،‏ كَأَنَّهُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ،‏ سَيُفَاجِئُ ٱلَّذِينَ دَعَمُوهَا.‏ فَلَطَالَمَا ٱفْتَخَرَتْ قَائِلَةً:‏ «إِنِّي جَالِسَةٌ مَلِكَةً،‏ وَلَسْتُ أَرْمَلَةً،‏ وَلَنْ أَرَى نَوْحًا أَبَدًا».‏ —‏ رؤ ١٨:‏٧،‏ ٨‏.‏

١٢ أَيُّ أَمْرٍ لَنْ يَسْمَحَ بِهِ يَهْوَهُ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٢ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَنْ يَسْمَحَ لِلْأُمَمِ بِأَنْ تُدَمِّرَ شَعْبَهُ.‏ فَخُدَّامُهُ يَحْمِلُونَ ٱسْمَهُ بِفَخْرٍ،‏ وَهُمْ أَطَاعُوا وَصِيَّتَهُ بِأَنْ يَهْرُبُوا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ.‏ (‏اع ١٥:‏١٦،‏ ١٧؛‏ رؤ ١٨:‏٤‏)‏ كَمَا أَنَّهُمْ بَذَلُوا جُهْدًا كَبِيرًا لِيُسَاعِدُوا غَيْرَهُمْ أَنْ يَهْرُبُوا مِنْهَا.‏ لِذٰلِكَ لَنْ ‹يَنَالُوا مِنْ ضَرَبَاتِهَا›.‏ إِلَّا أَنَّ إِيمَانَهُمْ سَيُمْتَحَنُ.‏

أَيْنَمَا كُنَّا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ،‏ نَثِقُ بِإِلٰهِنَا حِينَ نَتَعَرَّضُ لِلْهُجُومِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٣.‏)‏ *

١٣ ‏(‏أ)‏ مَنْ هُوَ جُوج؟‏ (‏ب)‏ حَسَبَ حَزْقِيَال ٣٨:‏٢،‏ ٨،‏ ٩‏،‏ لِمَاذَا سَيَهْجُمُ جُوج عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ؟‏

١٣ هُجُومُ جُوج.‏ ‏(‏اقرأ حزقيال ٣٨:‏٢،‏ ٨،‏ ٩‏.‏)‏ بَعْدَ دَمَارِ كُلِّ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ،‏ سَيَبْدُو شَعْبُ يَهْوَهَ مِثْلَ شَجَرَةٍ وَحِيدَةٍ نَجَتْ مِنْ عَاصِفَةٍ قَوِيَّةٍ.‏ وَهٰذَا سَيُغْضِبُ ٱلشَّيْطَانَ كَثِيرًا.‏ فَيُعَبِّرُ عَنْ غَضَبِهِ مِنْ خِلَالِ «عِبَارَاتِ وَحْيٍ نَجِسَةٍ»،‏ أَيْ دِعَايَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ،‏ تَدْفَعُ تَحَالُفًا مِنَ ٱلْأُمَمِ إِلَى ٱلْهُجُومِ عَلَى خُدَّامِ يَهْوَهَ.‏ (‏رؤ ١٦:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وَهٰذَا ٱلتَّحَالُفُ يُدْعَى «جُوج،‏ مِنْ أَرْضِ مَاجُوجَ».‏ وَعِنْدَمَا تَهْجُمُ ٱلْأُمَمُ عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ،‏ تَكُونُ قَدْ وَصَلَتْ إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلْمَجَازِيِّ ٱلَّذِي يُدْعَى هَرْمَجِدُّونَ.‏ —‏ رؤ ١٦:‏١٦‏.‏

١٤ مَاذَا سَيُدْرِكُ جُوج؟‏

١٤ سَيَتَّكِلُ جُوج عَلَى «ذِرَاعِ بَشَرٍ»،‏ أَيْ عَلَى قُوَّتِهِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ.‏ (‏٢ اخ ٣٢:‏٨‏)‏ أَمَّا نَحْنُ فَسَنَتَّكِلُ عَلَى إِلٰهِنَا يَهْوَهَ.‏ وَمَوْقِفُنَا هٰذَا سَيَبْدُو غَبِيًّا فِي نَظَرِ ٱلْأُمَمِ.‏ فَحَتَّى آلِهَةُ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تُخَلِّصَهَا مِنَ «ٱلْوَحْشِ» وَ ‹قُرُونِهِ ٱلْعَشَرَةِ›.‏ (‏رؤ ١٧:‏١٦‏)‏ لِذَا يَتَوَقَّعُ جُوج أَنْ يَنْتَصِرَ عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ بِكُلِّ سُهُولَةٍ.‏ فَيَهْجُمُ عَلَيْنَا «كَسَحَابٍ يُغَطِّي ٱلْأَرْضَ».‏ (‏حز ٣٨:‏١٦‏)‏ لٰكِنْ سُرْعَانَ مَا يُدْرِكُ أَنَّهُ وَقَعَ فِي ٱلْفَخِّ.‏ فَمِثْلَ فِرْعَوْنَ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ،‏ سَيُدْرِكُ جُوج أَنَّهُ يُحَارِبُ يَهْوَهَ.‏ —‏ خر ١٤:‏١-‏٤؛‏ حز ٣٨:‏٣،‏ ٤،‏ ١٨،‏ ٢١-‏٢٣‏.‏

١٥ كَيْفَ سَيَنْتَصِرُ ٱلْمَسِيحُ كَامِلًا؟‏

١٥ سَيُدَافِعُ ٱلْمَسِيحُ وَجُيُوشُهُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ عَنْ شَعْبِ يَهْوَهَ وَيَسْحَقُ جُوج وَجُيُوشَهُ.‏ (‏رؤ ١٩:‏١١،‏ ١٤،‏ ١٥‏)‏ لٰكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ عَدُوِّ يَهْوَهَ ٱلرَّئِيسِيِّ،‏ ٱلَّذِي دَفَعَ ٱلْأُمَمَ إِلَى هَرْمَجِدُّونَ بِدِعَايَتِهِ ٱلْكَاذِبَةِ؟‏ سَيَطْرَحُ يَسُوعُ هٰذَا ٱلْعَدُوَّ وَأَبَالِسَتَهُ فِي ٱلْمَهْوَاةِ وَيَسْجُنُهُمْ فِيهَا أَلْفَ سَنَةٍ.‏ —‏ رؤ ٢٠:‏١-‏٣‏.‏

كَيْفَ نَنْجُو مِنْ هَرْمَجِدُّونَ؟‏

١٦ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ ‹نَعْرِفُ ٱللهَ›؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُخَلِّصُنَا مَعْرِفَتُنَا لِلهِ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ؟‏

١٦ سَوَاءٌ ٱخْتَرْنَا ٱلْحَقَّ مِنْ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ أَمْ لَا،‏ لَنْ نَنْجُوَ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ إِلَّا إِذَا ‹عَرَفْنَا ٱللهَ› وَ ‹أَطَعْنَا ٱلْبِشَارَةَ عَنْ رَبِّنَا يَسُوعَ›.‏ (‏٢ تس ١:‏٧-‏٩‏)‏ وَنَحْنُ ‹نَعْرِفُ ٱللهَ› عِنْدَمَا نَعْرِفُ مَبَادِئَهُ وَمَا يُحِبُّهُ وَمَا يَكْرَهُهُ.‏ وَنَعْرِفُهُ أَيْضًا حِينَ نُحِبُّهُ وَنُطِيعُهُ وَنَعْبُدُهُ وَحْدَهُ.‏ (‏١ يو ٢:‏٣-‏٥؛‏ ٥:‏٣‏)‏ وَعِنْدَمَا نَفْعَلُ ذٰلِكَ،‏ نَنَالُ ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ نَصِيرَ ‹مَعْرُوفِينَ عِنْدَهُ›،‏ وَهٰذَا سَيُخَلِّصُنَا مِنْ هَرْمَجِدُّونَ.‏ (‏١ كو ٨:‏٣‏)‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّنَا إِذَا كُنَّا ‹مَعْرُوفِينَ عِنْدَهُ›،‏ فَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ رَاضٍ عَنَّا.‏

١٧ مَا مَعْنَى أَنْ ‹نُطِيعَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ رَبِّنَا يَسُوعَ›؟‏

١٧ تَشْمُلُ «ٱلْبِشَارَةُ عَنْ رَبِّنَا يَسُوعَ» كُلَّ ٱلْحَقَائِقِ ٱلَّتِي عَلَّمَهَا يَسُوعُ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَنَحْنُ ‹نُطِيعُ› هٰذِهِ ٱلْبِشَارَةَ عِنْدَمَا نُطَبِّقُهَا يَوْمِيًّا.‏ وَهٰذَا يَشْمُلُ إِبْقَاءَ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا،‏ ٱلْعَيْشَ حَسَبَ مَبَادِئِ ٱللهِ،‏ وَٱلتَّبْشِيرَ عَنْ مَلَكُوتِهِ.‏ (‏مت ٦:‏٣٣؛‏ ٢٤:‏١٤‏)‏ وَيَشْمُلُ أَيْضًا دَعْمَ إِخْوَةِ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي إِتْمَامِ مَسْؤُولِيَّاتِهِمِ ٱلثَّقِيلَةِ.‏ —‏ مت ٢٥:‏٣١-‏٤٠‏.‏

١٨ كَيْفَ سَيَرُدُّ ٱلْمَمْسُوحُونَ جَمِيلَ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ؟‏

١٨ قَرِيبًا،‏ سَيَرُدُّ ٱلْمَمْسُوحُونَ جَمِيلَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›.‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ قَبْلَ أَنْ تَبْدَأَ حَرْبُ هَرْمَجِدُّونَ،‏ سَيَكُونُ كُلُّ ٱلْـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ قَدْ أُقِيمُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ كَمَخْلُوقَاتٍ رُوحَانِيَّةٍ خَالِدَةٍ.‏ وَسَيَنْضَمُّونَ آنَذَاكَ إِلَى ٱلْجُيُوشِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ ٱلَّتِي سَتَسْحَقُ جُوج وَتَحْمِي ‹جَمْعًا كَثِيرًا› مِنْ شَعْبِ يَهْوَهَ.‏ (‏رؤ ٢:‏٢٦،‏ ٢٧؛‏ ٧:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ سَيَفْرَحُ لِأَنَّهُ دَعَمَ ٱلْمَمْسُوحِينَ حِينَ كَانُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏

كَيْفَ نَبْقَى أُمَنَاءَ فِيمَا تَقْتَرِبُ ٱلنِّهَايَةُ؟‏

١٩-‏٢٠ كَيْفَ نَبْقَى أُمَنَاءَ فِيمَا تَقْتَرِبُ هَرْمَجِدُّونُ؟‏

١٩ نَحْنُ نُوَاجِهُ مَشَاكِلَ مُتَنَوِّعَةً فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلصَّعْبَةِ.‏ لٰكِنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نَحْتَمِلَهَا بِفَرَحٍ.‏ (‏يع ١:‏٢-‏٤‏)‏ وَمَا يُسَاعِدُنَا كَثِيرًا هُوَ ٱلصَّلَاةُ بِٱسْتِمْرَارٍ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ.‏ (‏لو ٢١:‏٣٦‏)‏ إِلَّا أَنَّ ٱلصَّلَاةَ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي.‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَقْرَأَ كَلِمَةَ ٱللهِ يَوْمِيًّا وَنَتَأَمَّلَ فِيهَا،‏ وَهٰذَا يَشْمُلُ دَرْسَ ٱلنُّبُوَّاتِ عَنْ أَيَّامِنَا.‏ (‏مز ٧٧:‏١٢‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلْأُمُورُ،‏ إِضَافَةً إِلَى ٱلِٱشْتِرَاكِ كَامِلًا فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ،‏ تُقَوِّي إِيمَانَنَا وَتَجْعَلُ رَجَاءَنَا حَقِيقِيًّا.‏

٢٠ تَخَيَّلْ كَمْ سَتَفْرَحُ بَعْدَ أَنْ تُدَمَّرَ بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ وَتَنْتَهِيَ هَرْمَجِدُّونُ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّكَ سَتَفْرَحُ أَكْثَرَ عِنْدَمَا يُقَدِّسُ ٱللهُ ٱسْمَهُ وَيُبَرِّئُ سُلْطَانَهُ كَامِلًا.‏ (‏حز ٣٨:‏٢٣‏)‏ حَقًّا،‏ تُبَشِّرُ هَرْمَجِدُّونُ بِأَيَّامٍ أَحْلَى لِلَّذِينَ يَعْرِفُونَ ٱللهَ،‏ يُطِيعُونَ ٱبْنَهُ،‏ وَيَحْتَمِلُونَ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ.‏ —‏ مت ٢٤:‏١٣‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٤٣ اِجْتَهِدُوا،‏ ٱسْهَرُوا،‏ وَٱنْتَظِرُوا

^ ‎الفقرة 5‏ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ وَشَعْبُ يَهْوَهَ يَنْتَظِرُونَ هَرْمَجِدُّونَ.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ مَا هِيَ هَرْمَجِدُّونُ،‏ أَيَّةُ أَحْدَاثٍ سَتَسْبِقُهَا،‏ وَكَيْفَ نَبْقَى أُمَنَاءَ فِيمَا تَقْتَرِبُ ٱلنِّهَايَةُ.‏

^ ‎الفقرة 71‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ فِيمَا تَجْرِي حَوْلَنَا تَطَوُّرَاتٌ مُهِمَّةٌ،‏ (‏١)‏ نَسْتَمِرُّ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ مَا دَامَ ذٰلِكَ مُمْكِنًا،‏ (‏٢)‏ نُحَافِظُ عَلَى بَرْنَامَجِنَا ٱلرُّوحِيِّ،‏ وَ (‏٣)‏ نَثِقُ دَائِمًا بِحِمَايَةِ يَهْوَهَ.‏

^ ‎الفقرة 85‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ رِجَالُ شُرْطَةٍ يَسْتَعِدُّونَ لِٱقْتِحَامِ بَيْتِ عَائِلَةٍ مَسِيحِيَّةٍ تَثِقُ أَنَّ يَسُوعَ وَمَلَائِكَتَهُ يَرَوْنَ مَا يَحْدُثُ.‏