مقالة الدرس ٣٦
هرمجدون تبشِّر بأيام احلى
«جَمَعَتْهُمْ إِلَى . . . هَرْمَجِدُّونَ». — رؤ ١٦:١٦.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٥٠ اُطْلُبُوا خَلَاصَ يَهْوَهَ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١-٢ (أ) لِمَ نَقُولُ إِنَّ هَرْمَجِدُّونَ تُبَشِّرُ بِأَيَّامٍ أَحْلَى؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا؟
يَظُنُّ بَعْضُ ٱلنَّاسِ أَنَّ هَرْمَجِدُّونَ هِيَ حَرْبٌ نَوَوِيَّةٌ أَوْ كَارِثَةٌ بِيئِيَّةٌ سَتُدَمِّرُ ٱلْعَالَمَ. بِٱلْمُقَابِلِ، يُظْهِرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ هَرْمَجِدُّونَ تُبَشِّرُ بِأَيَّامٍ أَحْلَى. (رؤ ١:٣) فَحَرْبُ هَرْمَجِدُّونَ لَنْ تَقْضِيَ عَلَى ٱلْبَشَرِ، بَلْ سَتُخَلِّصُ حَيَاتَهُمْ. كَيْفَ ذٰلِكَ؟
٢ حَسَبَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، سَتُنْهِي هَرْمَجِدُّونُ حُكْمَ ٱلْبَشَرِ. وَسَتُزِيلُ ٱلْأَشْرَارَ وَتَحْفَظُ ٱلْأَبْرَارَ. كَمَا أَنَّهَا سَتُهْلِكُ ٱلَّذِينَ يُهْلِكُونَ ٱلْأَرْضَ. (رؤ ١١:١٨) كَيْ نَفْهَمَ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارَ جَيِّدًا، لِنُنَاقِشْ أَرْبَعَةَ أَسْئِلَةٍ: مَا هِيَ هَرْمَجِدُّونُ؟ أَيَّةُ أَحْدَاثٍ سَتَسْبِقُهَا؟ كَيْفَ نَنْجُو مِنْ هَرْمَجِدُّونَ؟ وَكَيْفَ نَبْقَى أُمَنَاءَ فِيمَا تَقْتَرِبُ؟
مَا هِيَ هَرْمَجِدُّونُ؟
٣ (أ) مَا هِيَ هَرْمَجِدُّونُ؟ (ب) بِنَاءً عَلَى ٱلرُّؤْيَا ١٦:١٤، ١٦، كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ هَرْمَجِدُّونَ لَيْسَتْ مَكَانًا حَرْفِيًّا؟
٣ اقرإ الرؤيا ١٦:١٤، ١٦. يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كَلِمَةَ «هَرْمَجِدُّونَ» مَرَّةً وَاحِدَةً، وَهِيَ كَلِمَةٌ أَصْلُهَا عِبْرَانِيٌّ تَعْنِي «جَبَلَ مَجِدُّو». وَمَجِدُّو كَانَتْ مَدِينَةً فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ. (يش ١٧:١١) لٰكِنَّ هَرْمَجِدُّونَ لَيْسَتْ مَكَانًا حَرْفِيًّا عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَهِيَ تُشِيرُ تَحْدِيدًا إِلَى تَجَمُّعِ «مُلُوكِ ٱلْمَسْكُونَةِ بِأَسْرِهَا» ضِدَّ يَهْوَهَ. (رؤ ١٦:١٤) وَبِٱلْمَعْنَى ٱلْأَوْسَعِ، تُشِيرُ هَرْمَجِدُّونُ إِلَى ٱلْحَرْبِ ٱلَّتِي سَتَحْدُثُ فَوْرًا بَعْدَ تَجَمُّعِ مُلُوكِ ٱلْأَرْضِ. وَكَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ هَرْمَجِدُّونَ لَيْسَتْ مَكَانًا حَرْفِيًّا؟ أَوَّلًا، لَا يُوجَدُ جَبَلٌ يُدْعَى جَبَلَ مَجِدُّو. ثَانِيًا، لَا تَسَعُ ٱلْمِنْطَقَةُ حَوْلَ مَجِدُّو «مُلُوكَ ٱلْمَسْكُونَةِ بِأَسْرِهَا» مَعَ جُيُوشِهِمْ وَأَسْلِحَتِهِمْ. ثَالِثًا، كَمَا سَنَرَى فِي ٱلْمَقَالَةِ، تَبْدَأُ حَرْبُ هَرْمَجِدُّونَ عِنْدَمَا يَهْجُمُ «مُلُوكُ» ٱلْعَالَمِ عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ. وَشَعْبُ يَهْوَهَ مُنْتَشِرُونَ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ.
٤ لِمَاذَا رَبَطَ يَهْوَهُ حَرْبَهُ ٱلنِّهَائِيَّةَ ٱلْعَظِيمَةَ بِمَجِدُّو؟
٤ وَلِمَاذَا رَبَطَ يَهْوَهُ هٰذِهِ ٱلْحَرْبَ ٱلنِّهَائِيَّةَ ٱلْعَظِيمَةَ بِمَجِدُّو؟ فِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، حَدَثَتْ مَعَارِكُ كَثِيرَةٌ فِي مِنْطَقَةِ مَجِدُّو وَوَادِي يِزْرَعِيلَ ٱلْقَرِيبِ مِنْهَا. وَأَحْيَانًا، تَدَخَّلَ يَهْوَهُ مُبَاشَرَةً فِي هٰذِهِ ٱلْمَعَارِكِ. مَثَلًا، «عِنْدَ مِيَاهِ مَجِدُّو»، سَاعَدَ ٱللهُ ٱلْقَاضِيَ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّ بَارَاقَ لِيَهْزِمَ جَيْشَ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ ٱلَّذِي قَادَهُ سِيسَرَا. وَقَدْ شَكَرَ بَارَاقُ وَٱلنَّبِيَّةُ دَبُورَةُ يَهْوَهَ عَلَى هٰذَا ٱلِٱنْتِصَارِ ٱلْعَجَائِبِيِّ. فَرَنَّمَا: «مِنَ ٱلسَّمَاءِ حَارَبَتِ ٱلنُّجُومُ . . . سِيسَرَا. سَيْلُ قِيشُونَ جَرَفَهُمْ». — قض ٥:١٩-٢١.
٥ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ حَرْبِ هَرْمَجِدُّونَ وَحَرْبِ بَارَاقَ؟
٥ أَنْهَى بَارَاقُ وَدَبُورَةُ تَرْنِيمَتَهُمَا بِٱلْكَلِمَاتِ: «لِيَبِدْ جَمِيعُ أَعْدَائِكَ يَا يَهْوَهُ، وَلْيَكُنْ مُحِبُّوكَ كَٱلشَّمْسِ ٱلْخَارِجَةِ فِي ٱقْتِدَارِهَا». (قض ٥:٣١) وَخِلَالَ هَرْمَجِدُّونَ أَيْضًا، سَيُبِيدُ يَهْوَهُ جَمِيعَ أَعْدَائِهِ. أَمَّا ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ فَسَيَخْلُصُونَ. لٰكِنْ هُنَاكَ فَرْقٌ مُهِمٌّ بَيْنَ هَاتَيْنِ ٱلْمَعْرَكَتَيْنِ. فَفِي هَرْمَجِدُّونَ، شَعْبُ يَهْوَهَ لَنْ يُحَارِبَ، حَتَّى إِنَّهُ لَنْ يَكُونَ مُسَلَّحًا. فَقُوَّتُهُمْ سَتَكُونُ «بِٱلْهُدُوءِ وَٱلثِّقَةِ» بِيَهْوَهَ وَجُيُوشِهِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ. — اش ٣٠:١٥؛ رؤ ١٩:١١-١٥.
٦ كَيْفَ سَيُحَارِبُ يَهْوَهُ أَعْدَاءَهُ فِي هَرْمَجِدُّونَ؟
٦ وَكَيْفَ سَيُحَارِبُ يَهْوَهُ أَعْدَاءَهُ فِي هَرْمَجِدُّونَ؟ قَدْ يَسْتَعْمِلُ عِدَّةَ وَسَائِلَ. فَرُبَّمَا يَسْتَعْمِلُ ٱلزَّلَازِلَ وَٱلْبَرَدَ وَٱلصَّوَاعِقَ. (اي ٣٨:٢٢، ٢٣؛ حز ٣٨:١٩-٢٢) وَقَدْ يَجْعَلُ أَعْدَاءَهُ يُحَارِبُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا. (٢ اخ ٢٠:١٧، ٢٢، ٢٣) وَرُبَّمَا يَسْتَخْدِمُ مَلَائِكَتَهُ كَيْ يُهْلِكُوا ٱلْأَشْرَارَ. (اش ٣٧:٣٦) لٰكِنْ مَهْمَا كَانَتِ ٱلْوَسِيلَةُ، فَسَيُحَقِّقُ يَهْوَهُ نَصْرًا تَامًّا. فَكُلُّ أَعْدَائِهِ سَيَهْلَكُونَ، أَمَّا ٱلْأَبْرَارُ فَسَيَخْلُصُونَ. — ام ٣:٢٥، ٢٦.
(اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٧-١٥.) *
أَيَّةُ أَحْدَاثٍ سَتَسْبِقُ هَرْمَجِدُّونَ؟
٧-٨ (أ) حَسَبَ ١ تَسَالُونِيكِي ٥:١-٦، أَيُّ إِعْلَانٍ غَيْرِ عَادِيٍّ سَيُنَادِي بِهِ قَادَةُ ٱلْعَالَمِ؟ (ب) لِمَ هٰذَا ٱلْإِعْلَانُ كِذْبَةٌ خَطِيرَةٌ؟
٧ اَلْإِعْلَانُ «سَلَامٌ وَأَمْنٌ» يَسْبِقُ «يَوْمَ يَهْوَهَ». (اقرأ ١ تسالونيكي ٥:١-٦.) فِي ١ تَسَالُونِيكِي ٥:٢، يُشِيرُ «يَوْمُ يَهْوَهَ» إِلَى «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ». (رؤ ٧:١٤) وَكَيْفَ سَنَعْرِفُ أَنَّ هٰذَا ٱلضِّيقَ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَبْدَأَ؟ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ إِعْلَانٍ غَيْرِ عَادِيٍّ. وَهُوَ سَيَكُونُ عَلَامَةً أَنَّ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَبْدَأَ.
٨ هٰذَا ٱلْإِعْلَانُ هُوَ إِعْلَانُ «ٱلسَّلَامِ وَٱلْأَمْنِ» ٱلْمُنْبَأُ بِهِ. وَلِمَ سَيُعْلِنُ قَادَةُ ٱلْعَالَمِ «ٱلسَّلَامَ وَٱلْأَمْنَ»؟ لَا نَعْرِفُ بِٱلتَّحْدِيدِ. وَهَلْ يُشَارِكُ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ فِي ٱلْإِعْلَانِ؟ هٰذَا مُمْكِنٌ. لٰكِنَّهُ لَيْسَ سِوَى كِذْبَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ. وَهٰذِهِ ٱلْكِذْبَةُ خَطِيرَةٌ جِدًّا لِأَنَّهَا سَتُوهِمُ ٱلنَّاسَ أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ بِأَمَانٍ، لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَشْهَدُوا أَعْظَمَ
ضِيقٍ فِي ٱلتَّارِيخِ. فَسَوْفَ «يَدْهَمُهُمْ سَرِيعًا هَلَاكٌ مُفَاجِئٌ دَهْمَ ٱلْمَخَاضِ لِلْحَامِلِ». وَمَاذَا عَنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأَوْلِيَاءِ؟ مَعَ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ سَيَبْدَأُ فَجْأَةً، فَسَيَكُونُونَ مُسْتَعِدِّينَ لَهُ.٩ هَلْ يُدَمِّرُ يَهْوَهُ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ دَفْعَةً وَاحِدَةً؟ أَوْضِحْ.
٩ لَنْ يُدَمِّرَ يَهْوَهُ كَامِلَ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ دَفْعَةً وَاحِدَةً، كَمَا فَعَلَ أَيَّامَ نُوحَ. بَلْ سَيُدَمِّرُهُ عَلَى مَرْحَلَتَيْنِ رَئِيسِيَّتَيْنِ. فَفِي ٱلْمَرْحَلَةِ ٱلْأُولَى، سَيَقْضِي عَلَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ، أَيْ كُلِّ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ. بَعْدَ ذٰلِكَ، سَيُهْلِكُ فِي هَرْمَجِدُّونَ بَاقِيَ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، بِمَا فِيهِ ٱلنِّظَامُ ٱلسِّيَاسِيُّ وَٱلْعَسْكَرِيُّ وَٱلتِّجَارِيُّ. لِنَتَأَمَّلْ أَكْثَرَ فِي هٰذَيْنِ ٱلْحَدَثَيْنِ.
١٠ حَسَبَ ٱلرُّؤْيَا ١٧:١، ٦ وَ ١٨:٢٤، لِمَاذَا سَيُدَمِّرُ يَهْوَهُ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ؟
١٠ «اَلدَّيْنُونَةُ عَلَى ٱلْعَاهِرَةِ ٱلْعَظِيمَةِ». (اقرإ الرؤيا ١٧:١، ٦؛ ١٨:٢٤.) جَلَبَتْ بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلتَّعْيِيرِ عَلَى ٱسْمِ ٱللهِ. فَهِيَ عَلَّمَتِ ٱلنَّاسَ أَكَاذِيبَ عَنِ ٱللهِ. وَزَنَتْ رُوحِيًّا بِتَحَالُفَاتِهَا مَعَ حُكَّامِ ٱلْأَرْضِ. كَمَا أَنَّهَا ٱسْتَعْمَلَتْ قُوَّتَهَا وَنُفُوذَهَا كَيْ تَسْتَغِلَّ رَعَايَاهَا. وَقَتَلَتِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلنَّاسِ، بِمَنْ فِيهِمْ خُدَّامٌ لِلهِ. (رؤ ١٩:٢) فَكَيْفَ سَيُدَمِّرُ يَهْوَهُ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ؟
١١ مَنْ هُوَ ‹ٱلْوَحْشُ ٱلْقِرْمِزِيُّ ٱللَّوْنِ›، وَكَيْفَ سَيَسْتَخْدِمُهُ يَهْوَهُ لِيُدَمِّرَ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ؟
١١ سَيُدَمِّرُ يَهْوَهُ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ» عَلَى يَدِ «وَحْشٍ قِرْمِزِيِّ ٱللَّوْنِ» لَهُ «عَشَرَةُ قُرُونٍ». وَهٰذَا ٱلْوَحْشُ يَرْمُزُ إِلَى ٱلْأُمَمِ ٱلْمُتَّحِدَةِ. وَقُرُونُهُ ٱلْعَشَرَةُ تَرْمُزُ إِلَى ٱلْقُوَى ٱلسِّيَاسِيَّةِ ٱلَّتِي تَدْعَمُ هٰذِهِ ٱلْمُنَظَّمَةَ. وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللهُ، سَتَنْقَلِبُ ٱلْأُمَمُ ٱلْمُتَّحِدَةُ وَهٰذِهِ ٱلْقُوَى ٱلسِّيَاسِيَّةُ عَلَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. وَ «يَجْعَلُونَهَا خَرِبَةً وَعُرْيَانَةً»، أَيْ يَنْهَبُونَ ثَرْوَتَهَا وَيَفْضَحُونَ شَرَّهَا. (رؤ ١٧:٣، ١٦) وَهٰذَا ٱلدَّمَارُ ٱلسَّرِيعُ، كَأَنَّهُ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، سَيُفَاجِئُ ٱلَّذِينَ دَعَمُوهَا. فَلَطَالَمَا ٱفْتَخَرَتْ قَائِلَةً: «إِنِّي جَالِسَةٌ مَلِكَةً، وَلَسْتُ أَرْمَلَةً، وَلَنْ أَرَى نَوْحًا أَبَدًا». — رؤ ١٨:٧، ٨.
١٢ أَيُّ أَمْرٍ لَنْ يَسْمَحَ بِهِ يَهْوَهُ، وَلِمَاذَا؟
١٢ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَنْ يَسْمَحَ لِلْأُمَمِ بِأَنْ تُدَمِّرَ شَعْبَهُ. فَخُدَّامُهُ يَحْمِلُونَ ٱسْمَهُ بِفَخْرٍ، وَهُمْ أَطَاعُوا وَصِيَّتَهُ بِأَنْ يَهْرُبُوا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. (اع ١٥:١٦، ١٧؛ رؤ ١٨:٤) كَمَا أَنَّهُمْ بَذَلُوا جُهْدًا كَبِيرًا لِيُسَاعِدُوا غَيْرَهُمْ أَنْ يَهْرُبُوا مِنْهَا. لِذٰلِكَ لَنْ ‹يَنَالُوا مِنْ ضَرَبَاتِهَا›. إِلَّا أَنَّ إِيمَانَهُمْ سَيُمْتَحَنُ.
أَيْنَمَا كُنَّا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، نَثِقُ بِإِلٰهِنَا حِينَ نَتَعَرَّضُ لِلْهُجُومِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٣.) *
١٣ (أ) مَنْ هُوَ جُوج؟ (ب) حَسَبَ حَزْقِيَال ٣٨:٢، ٨، ٩، لِمَاذَا سَيَهْجُمُ جُوج عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ؟
١٣ هُجُومُ جُوج. (اقرأ حزقيال ٣٨:٢، ٨، ٩.) بَعْدَ دَمَارِ كُلِّ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ، سَيَبْدُو شَعْبُ يَهْوَهَ مِثْلَ شَجَرَةٍ وَحِيدَةٍ نَجَتْ مِنْ عَاصِفَةٍ قَوِيَّةٍ. وَهٰذَا سَيُغْضِبُ ٱلشَّيْطَانَ كَثِيرًا. فَيُعَبِّرُ عَنْ غَضَبِهِ مِنْ خِلَالِ «عِبَارَاتِ وَحْيٍ نَجِسَةٍ»، أَيْ دِعَايَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ، تَدْفَعُ تَحَالُفًا مِنَ ٱلْأُمَمِ إِلَى ٱلْهُجُومِ عَلَى خُدَّامِ يَهْوَهَ. (رؤ ١٦:١٣، ١٤) وَهٰذَا ٱلتَّحَالُفُ يُدْعَى «جُوج، مِنْ أَرْضِ مَاجُوجَ». وَعِنْدَمَا تَهْجُمُ ٱلْأُمَمُ عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ، تَكُونُ قَدْ وَصَلَتْ إِلَى ٱلْمَكَانِ ٱلْمَجَازِيِّ ٱلَّذِي يُدْعَى هَرْمَجِدُّونَ. — رؤ ١٦:١٦.
١٤ مَاذَا سَيُدْرِكُ جُوج؟
١٤ سَيَتَّكِلُ جُوج عَلَى «ذِرَاعِ بَشَرٍ»، أَيْ عَلَى قُوَّتِهِ ٱلْعَسْكَرِيَّةِ. (٢ اخ ٣٢:٨) أَمَّا نَحْنُ فَسَنَتَّكِلُ عَلَى إِلٰهِنَا يَهْوَهَ. وَمَوْقِفُنَا هٰذَا سَيَبْدُو غَبِيًّا فِي نَظَرِ ٱلْأُمَمِ. فَحَتَّى آلِهَةُ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تُخَلِّصَهَا مِنَ «ٱلْوَحْشِ» وَ ‹قُرُونِهِ ٱلْعَشَرَةِ›. (رؤ ١٧:١٦) لِذَا يَتَوَقَّعُ جُوج أَنْ يَنْتَصِرَ عَلَى شَعْبِ يَهْوَهَ بِكُلِّ سُهُولَةٍ. فَيَهْجُمُ عَلَيْنَا «كَسَحَابٍ يُغَطِّي ٱلْأَرْضَ». (حز ٣٨:١٦) لٰكِنْ سُرْعَانَ مَا يُدْرِكُ أَنَّهُ وَقَعَ فِي ٱلْفَخِّ. فَمِثْلَ فِرْعَوْنَ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ، سَيُدْرِكُ جُوج أَنَّهُ يُحَارِبُ يَهْوَهَ. — خر ١٤:١-٤؛ حز ٣٨:٣، ٤، ١٨، ٢١-٢٣.
١٥ كَيْفَ سَيَنْتَصِرُ ٱلْمَسِيحُ كَامِلًا؟
١٥ سَيُدَافِعُ ٱلْمَسِيحُ وَجُيُوشُهُ ٱلسَّمَاوِيَّةُ عَنْ شَعْبِ يَهْوَهَ وَيَسْحَقُ جُوج وَجُيُوشَهُ. (رؤ ١٩:١١، ١٤، ١٥) لٰكِنْ مَاذَا عَنِ ٱلشَّيْطَانِ، عَدُوِّ يَهْوَهَ ٱلرَّئِيسِيِّ، ٱلَّذِي دَفَعَ ٱلْأُمَمَ إِلَى هَرْمَجِدُّونَ بِدِعَايَتِهِ ٱلْكَاذِبَةِ؟ سَيَطْرَحُ يَسُوعُ هٰذَا ٱلْعَدُوَّ وَأَبَالِسَتَهُ فِي ٱلْمَهْوَاةِ وَيَسْجُنُهُمْ فِيهَا أَلْفَ سَنَةٍ. — رؤ ٢٠:١-٣.
كَيْفَ نَنْجُو مِنْ هَرْمَجِدُّونَ؟
١٦ (أ) كَيْفَ ‹نَعْرِفُ ٱللهَ›؟ (ب) كَيْفَ تُخَلِّصُنَا مَعْرِفَتُنَا لِلهِ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ؟
١٦ سَوَاءٌ ٱخْتَرْنَا ٱلْحَقَّ مِنْ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ أَمْ لَا، لَنْ نَنْجُوَ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ إِلَّا إِذَا ‹عَرَفْنَا ٱللهَ› وَ ‹أَطَعْنَا ٱلْبِشَارَةَ عَنْ رَبِّنَا يَسُوعَ›. (٢ تس ١:٧-٩) وَنَحْنُ ‹نَعْرِفُ ٱللهَ› عِنْدَمَا نَعْرِفُ مَبَادِئَهُ وَمَا يُحِبُّهُ وَمَا يَكْرَهُهُ. وَنَعْرِفُهُ أَيْضًا حِينَ نُحِبُّهُ وَنُطِيعُهُ وَنَعْبُدُهُ وَحْدَهُ. (١ يو ٢:٣-٥؛ ٥:٣) وَعِنْدَمَا نَفْعَلُ ذٰلِكَ، نَنَالُ ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ نَصِيرَ ‹مَعْرُوفِينَ عِنْدَهُ›، وَهٰذَا سَيُخَلِّصُنَا مِنْ هَرْمَجِدُّونَ. (١ كو ٨:٣) لِمَاذَا؟ لِأَنَّنَا إِذَا كُنَّا ‹مَعْرُوفِينَ عِنْدَهُ›، فَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ رَاضٍ عَنَّا.
١٧ مَا مَعْنَى أَنْ ‹نُطِيعَ ٱلْبِشَارَةَ عَنْ رَبِّنَا يَسُوعَ›؟
١٧ تَشْمُلُ «ٱلْبِشَارَةُ عَنْ رَبِّنَا يَسُوعَ» كُلَّ ٱلْحَقَائِقِ ٱلَّتِي عَلَّمَهَا يَسُوعُ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَنَحْنُ ‹نُطِيعُ› هٰذِهِ ٱلْبِشَارَةَ عِنْدَمَا نُطَبِّقُهَا يَوْمِيًّا. وَهٰذَا يَشْمُلُ إِبْقَاءَ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا، ٱلْعَيْشَ حَسَبَ مَبَادِئِ ٱللهِ، وَٱلتَّبْشِيرَ عَنْ مَلَكُوتِهِ. (مت ٦:٣٣؛ ٢٤:١٤) وَيَشْمُلُ أَيْضًا دَعْمَ إِخْوَةِ يَسُوعَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي إِتْمَامِ مَسْؤُولِيَّاتِهِمِ ٱلثَّقِيلَةِ. — مت ٢٥:٣١-٤٠.
١٨ كَيْفَ سَيَرُدُّ ٱلْمَمْسُوحُونَ جَمِيلَ ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ؟
يو ١٠:١٦) كَيْفَ ذٰلِكَ؟ قَبْلَ أَنْ تَبْدَأَ حَرْبُ هَرْمَجِدُّونَ، سَيَكُونُ كُلُّ ٱلْـ ٠٠٠,١٤٤ قَدْ أُقِيمُوا إِلَى ٱلسَّمَاءِ كَمَخْلُوقَاتٍ رُوحَانِيَّةٍ خَالِدَةٍ. وَسَيَنْضَمُّونَ آنَذَاكَ إِلَى ٱلْجُيُوشِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ ٱلَّتِي سَتَسْحَقُ جُوج وَتَحْمِي ‹جَمْعًا كَثِيرًا› مِنْ شَعْبِ يَهْوَهَ. (رؤ ٢:٢٦، ٢٧؛ ٧:٩، ١٠) وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ سَيَفْرَحُ لِأَنَّهُ دَعَمَ ٱلْمَمْسُوحِينَ حِينَ كَانُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ.
١٨ قَرِيبًا، سَيَرُدُّ ٱلْمَمْسُوحُونَ جَمِيلَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›. (كَيْفَ نَبْقَى أُمَنَاءَ فِيمَا تَقْتَرِبُ ٱلنِّهَايَةُ؟
١٩-٢٠ كَيْفَ نَبْقَى أُمَنَاءَ فِيمَا تَقْتَرِبُ هَرْمَجِدُّونُ؟
١٩ نَحْنُ نُوَاجِهُ مَشَاكِلَ مُتَنَوِّعَةً فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ ٱلصَّعْبَةِ. لٰكِنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نَحْتَمِلَهَا بِفَرَحٍ. (يع ١:٢-٤) وَمَا يُسَاعِدُنَا كَثِيرًا هُوَ ٱلصَّلَاةُ بِٱسْتِمْرَارٍ مِنْ كُلِّ ٱلْقَلْبِ. (لو ٢١:٣٦) إِلَّا أَنَّ ٱلصَّلَاةَ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي. فَعَلَيْنَا أَنْ نَقْرَأَ كَلِمَةَ ٱللهِ يَوْمِيًّا وَنَتَأَمَّلَ فِيهَا، وَهٰذَا يَشْمُلُ دَرْسَ ٱلنُّبُوَّاتِ عَنْ أَيَّامِنَا. (مز ٧٧:١٢) وَهٰذِهِ ٱلْأُمُورُ، إِضَافَةً إِلَى ٱلِٱشْتِرَاكِ كَامِلًا فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ، تُقَوِّي إِيمَانَنَا وَتَجْعَلُ رَجَاءَنَا حَقِيقِيًّا.
٢٠ تَخَيَّلْ كَمْ سَتَفْرَحُ بَعْدَ أَنْ تُدَمَّرَ بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ وَتَنْتَهِيَ هَرْمَجِدُّونُ. وَلَا شَكَّ أَنَّكَ سَتَفْرَحُ أَكْثَرَ عِنْدَمَا يُقَدِّسُ ٱللهُ ٱسْمَهُ وَيُبَرِّئُ سُلْطَانَهُ كَامِلًا. (حز ٣٨:٢٣) حَقًّا، تُبَشِّرُ هَرْمَجِدُّونُ بِأَيَّامٍ أَحْلَى لِلَّذِينَ يَعْرِفُونَ ٱللهَ، يُطِيعُونَ ٱبْنَهُ، وَيَحْتَمِلُونَ حَتَّى ٱلنِّهَايَةِ. — مت ٢٤:١٣.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٤٣ اِجْتَهِدُوا، ٱسْهَرُوا، وَٱنْتَظِرُوا
^ الفقرة 5 مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ وَشَعْبُ يَهْوَهَ يَنْتَظِرُونَ هَرْمَجِدُّونَ. فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ مَا هِيَ هَرْمَجِدُّونُ، أَيَّةُ أَحْدَاثٍ سَتَسْبِقُهَا، وَكَيْفَ نَبْقَى أُمَنَاءَ فِيمَا تَقْتَرِبُ ٱلنِّهَايَةُ.
^ الفقرة 71 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: فِيمَا تَجْرِي حَوْلَنَا تَطَوُّرَاتٌ مُهِمَّةٌ، (١) نَسْتَمِرُّ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ مَا دَامَ ذٰلِكَ مُمْكِنًا، (٢) نُحَافِظُ عَلَى بَرْنَامَجِنَا ٱلرُّوحِيِّ، وَ (٣) نَثِقُ دَائِمًا بِحِمَايَةِ يَهْوَهَ.
^ الفقرة 85 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: رِجَالُ شُرْطَةٍ يَسْتَعِدُّونَ لِٱقْتِحَامِ بَيْتِ عَائِلَةٍ مَسِيحِيَّةٍ تَثِقُ أَنَّ يَسُوعَ وَمَلَائِكَتَهُ يَرَوْنَ مَا يَحْدُثُ.