الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٥

يهوه يحب خدامه المتواضعين

يهوه يحب خدامه المتواضعين

‏«يَهْوَهُ .‏ .‏ .‏ يَرَى ٱلْمُتَوَاضِعَ».‏ —‏ مز ١٣٨:‏٦‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٤٨ اَلسَّيْرُ يَوْمِيًّا مَعَ يَهْوَهَ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ تِجَاهَ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ؟‏ أَوْضِحْ.‏

يَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ.‏ فَوَحْدَهُمُ ٱلْمُتَوَاضِعُونَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَمَتَّعُوا بِعَلَاقَةٍ قَوِيَّةٍ مَعَهُ.‏ أَمَّا ٱلْمُتَكَبِّرُونَ ‹فَيَعْرِفُهُمْ مِنْ بَعِيدٍ› فَقَطْ.‏ (‏مز ١٣٨:‏٦‏)‏ وَكُلُّنَا نُرِيدُ أَنْ نُرْضِيَ يَهْوَهَ وَنَكُونَ قَرِيبِينَ مِنْهُ.‏ لِذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نُنَمِّيَ ٱلتَّوَاضُعَ.‏

٢ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٢ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ:‏ (‏١)‏ مَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟‏ (‏٢)‏ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ؟‏ وَ (‏٣)‏ مَتَى نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّوَاضُعِ خُصُوصًا؟‏ وَكَمَا سَنَرَى،‏ عِنْدَمَا نُنَمِّي هٰذِهِ ٱلصِّفَةَ،‏ نُفَرِّحُ قَلْبَ يَهْوَهَ وَنَسْتَفِيدُ كَثِيرًا.‏ —‏ ام ٢٧:‏١١؛‏ اش ٤٨:‏١٧‏.‏

مَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟‏

٣ مَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟‏

٣ اَلتَّوَاضُعُ هُوَ عَكْسُ ٱلتَّكَبُّرِ وَٱلْغُرُورِ.‏ وَبِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يُدْرِكُ ٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ كَمْ هُوَ صَغِيرٌ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ يَهْوَهَ ٱللهِ.‏ وَيَعْرِفُ أَيْضًا أَنَّ كُلَّ شَخْصٍ يَفُوقُهُ مِنْ نَاحِيَةٍ مَا.‏ —‏ في ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏

٤-‏٥ لِمَ ٱلتَّوَاضُعُ ٱلْحَقِيقِيُّ لَيْسَ شَيْئًا فِي ٱلظَّاهِرِ فَقَطْ؟‏

٤ بَعْضُ ٱلنَّاسِ يَبْدُونَ فِي ٱلظَّاهِرِ مُتَوَاضِعِينَ.‏ فَرُبَّمَا طَبْعُهُمْ خَجُولٌ أَوْ تَرَبَّوْا عَلَى ٱلتَّهْذِيبِ وَٱحْتِرَامِ ٱلْآخَرِينَ،‏ لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلدَّاخِلِ مُتَكَبِّرُونَ جِدًّا.‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ سَيَظْهَرُ مَا فِي قَلْبِهِمْ.‏ —‏ لو ٦:‏٤٥‏.‏

٥ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ ٱلَّذِينَ يَبْدُونَ صَرِيحِينَ وَوَاثِقِينَ بِأَنْفُسْهِمْ لَيْسُوا بِٱلضَّرُورَةِ مُتَكَبِّرِينَ.‏ (‏يو ١:‏٤٦،‏ ٤٧‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ يَحْذَرَ ٱلَّذِينَ شَخْصِيَّتُهُمْ قَوِيَّةٌ لِئَلَّا يَتَّكِلُوا عَلَى قُدُرَاتِهِمْ.‏ إِذًا،‏ سَوَاءٌ كَانَتْ شَخْصِيَّتُنَا قَوِيَّةً أَوْ خَجُولَةً،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَبْذُلَ جُهْدَنَا لِنَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ.‏

كَانَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ شَخْصًا مُتَوَاضِعًا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٦.‏)‏ *

٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ بُولُسَ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ١٥:‏١٠‏؟‏

٦ لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ.‏ فَيَهْوَهُ ٱسْتَخْدَمَهُ لِيُؤَسِّسَ جَمَاعَاتٍ كَثِيرَةً فِي مَدِينَةٍ بَعْدَ أُخْرَى.‏ وَرُبَّمَا حَقَّقَ إِنْجَازَاتٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ رَسُولٍ آخَرَ لِلْمَسِيحِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ لَمْ يُرَفِّعْ نَفْسَهُ عَلَى إِخْوَتِهِ.‏ بَلْ قَالَ بِتَوَاضُعٍ:‏ «أَنَا أَصْغَرُ ٱلرُّسُلِ،‏ وَلَسْتُ جَدِيرًا بِأَنْ أُدْعَى رَسُولًا،‏ لِأَنِّي ٱضْطَهَدْتُ جَمَاعَةَ ٱللهِ».‏ (‏١ كو ١٥:‏٩‏)‏ ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّ عَلَاقَتَهُ ٱلْجَيِّدَةَ بِيَهْوَهَ لَيْسَتْ بِفَضْلِ صِفَاتِهِ وَإِنْجَازَاتِهِ،‏ بَلْ بِفَضْلِ «نِعْمَةِ ٱللهِ».‏ ‏(‏اقرأ ١ كورنثوس ١٥:‏١٠‏.‏)‏ فِعْلًا،‏ رَسَمَ بُولُسُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ،‏ وَخُصُوصًا لِأَنَّ ٱلْبَعْضَ فِي كُورِنْثُوسَ أَرَادُوا أَنْ يُثْبِتُوا أَنَّهُمْ أَفْضَلُ مِنْهُ.‏ —‏ ٢ كو ١٠:‏١٠‏.‏

كَارْل كْلَايْن أَخٌ مُتَوَاضِعٌ خَدَمَ فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٧.‏)‏

٧ كَيْفَ أَظْهَرَ أَخٌ مَعْرُوفٌ ٱلتَّوَاضُعَ؟‏

٧ وَقِصَّةُ حَيَاةِ ٱلْأَخِ كَارْل كْلَايْنَ،‏ ٱلَّذِي كَانَ عُضْوًا فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ،‏ تُشَجِّعُ إِخْوَةً كَثِيرِينَ.‏ فَهُوَ تَكَلَّمَ عَنْ تَحَدِّيَاتٍ عَدِيدَةٍ وَاجَهَهَا عَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ.‏ مَثَلًا عَامَ ١٩٢٢،‏ خَدَمَ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ.‏ لٰكِنَّهُ ٱسْتَصْعَبَ هٰذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ،‏ حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَشْتَرِكْ فِيهِ ثَانِيَةً إِلَّا بَعْدَ سَنَتَيْنِ.‏ لَاحِقًا،‏ خِلَالَ خِدْمَتِهِ فِي بَيْتَ إِيلَ،‏ أَعْطَاهُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ نَصِيحَةً.‏ فَحَقَدَ عَلَيْهِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَبِسَبَبِ ٱلضَّغْطِ وَٱلْهُمُومِ،‏ أُصِيبَ مَرَّةً بِٱنْهِيَارٍ عَصَبِيٍّ.‏ لٰكِنَّ ٱلْأَخَ كَارْل كَانَ لَدَيْهِ أَيْضًا ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْمَسْؤُولِيَّاتِ ٱلْمُهِمَّةِ.‏ فَلَا شَكَّ أَنَّهُ كَانَ مُتَوَاضِعًا جِدًّا كَيْ يَقْبَلَ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِصَرَاحَةٍ عَنْ ضَعَفَاتِهِ رَغْمَ أَنَّهُ أَخٌ مَعْرُوفٌ.‏ فَلَا نَسْتَغْرِبُ أَنْ يُحِبَّ كَثِيرُونَ قِصَّةَ حَيَاتِهِ.‏ *

لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ؟‏

٨ كَيْفَ تُظْهِرُ ١ بُطْرُس ٥:‏٦ أَنَّ ٱلتَّوَاضُعَ يُرْضِي يَهْوَهَ؟‏

٨ أَهَمُّ سَبَبٍ لِنُنَمِّيَ ٱلتَّوَاضُعَ هُوَ إِرْضَاءُ يَهْوَهَ.‏ وَهٰذَا مَا أَوْضَحَهُ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ.‏ ‏(‏اقرأ ١ بطرس ٥:‏٦‏.‏)‏ يُعَلِّقُ كِتَابُ ‏«تَعَالَ ٱتْبَعْنِي» عَلَى كَلِمَاتِ بُطْرُسَ قَائِلًا:‏ «إِنَّ ٱلْكِبْرِيَاءَ أَشْبَهُ بِٱلسُّمِّ.‏ فَعَوَاقِبُهَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ وَخِيمَةً.‏ إِنَّهَا صِفَةٌ يُمْكِنُ أَنْ تَجْعَلَ أَذْكَى ٱلْأَذْكِيَاءِ بِلَا قِيمَةٍ فِي نَظَرِ ٱللهِ.‏ أَمَّا ٱلتَّوَاضُعُ فَيُمْكِنُ أَنْ يَجْعَلَ حَتَّى ٱلْأَقَلَّ شَأْنًا ذَا قِيمَةٍ كَبِيرَةٍ فِي نَظَرِ يَهْوَهَ .‏ .‏ .‏ سَيُسَرُّ إِلٰهُنَا بِأَنْ يُكَافِئَكَ أَنْتَ أَيْضًا إِذَا كُنْتَ مُتَوَاضِعًا».‏ * وَطَبْعًا،‏ لَا شَيْءَ أَفْضَلُ مِنْ تَفْرِيحِ قَلْبِ يَهْوَهَ.‏ —‏ ام ٢٣:‏١٥‏.‏

٩ كَيْفَ يَجْذِبُ تَوَاضُعُنَا ٱلْآخَرِينَ؟‏

٩ إِضَافَةً إِلَى إِرْضَاءِ يَهْوَهَ،‏ نَحْصُدُ فَوَائِدَ كَثِيرَةً عِنْدَمَا نَكُونُ مُتَوَاضِعِينَ.‏ فَٱلتَّوَاضُعُ يَجْذِبُ ٱلْآخَرِينَ إِلَيْنَا.‏ لِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟‏ فَكِّرْ:‏ أَيَّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ تُحِبُّ أَنْ تُرَافِقَ؟‏ (‏مت ٧:‏١٢‏)‏ عُمُومًا،‏ لَا أَحَدَ يُحِبُّ رِفْقَةَ ٱلَّذِينَ يُصِرُّونَ عَلَى رَأْيِهِمْ وَيَرْفُضُونَ ٱقْتِرَاحَاتِ غَيْرِهِمْ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ نَحْنُ نَفْرَحُ بِرِفْقَةِ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ تَعَاطُفٌ وَمَحَبَّةٌ أَخَوِيَّةٌ وَحَنَانٌ وَتَوَاضُعٌ.‏ (‏١ بط ٣:‏٨‏)‏ وَمِثْلَمَا نَنْجَذِبُ نَحْنُ إِلَى أَشْخَاصٍ كَهٰؤُلَاءِ،‏ هُمْ أَيْضًا يَنْجَذِبُونَ إِلَيْنَا إِنْ كُنَّا مُتَوَاضِعِينَ.‏

١٠ كَيْفَ يُسَهِّلُ ٱلتَّوَاضُعُ حَيَاتَنَا؟‏

١٠ وَٱلتَّوَاضُعُ يُسَهِّلُ حَيَاتَنَا.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ أَحْيَانًا،‏ نَرَى حَوْلَنَا أُمُورًا تَبْدُو غَيْرَ عَادِلَةٍ.‏ كَتَبَ ٱلْمَلِكُ ٱلْحَكِيمُ سُلَيْمَانُ:‏ «قَدْ رَأَيْتُ خُدَّامًا عَلَى ٱلْخَيْلِ،‏ وَرُؤَسَاءَ مَاشِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ كَٱلْخُدَّامِ».‏ (‏جا ١٠:‏٧‏)‏ فَٱلَّذِينَ قُدُرَاتُهُمْ كَبِيرَةٌ لَا يَحْصُلُونَ دَائِمًا عَلَى ٱلتَّقْدِيرِ،‏ وَٱلَّذِينَ قُدُرَاتُهُمْ مَحْدُودَةٌ يَحْصُلُونَ أَحْيَانًا عَلَى تَقْدِيرٍ لَا يَسْتَحِقُّونَهُ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ ذَكَرَ سُلَيْمَانُ أَنَّهُ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ نَتَقَبَّلَ ٱلْوَاقِعَ،‏ بَدَلَ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى ٱلظُّلْمِ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ (‏جا ٦:‏٩‏)‏ وَٱلتَّوَاضُعُ يُسَهِّلُ عَلَيْنَا أَنْ نَتَقَبَّلَ ٱلْوَاقِعَ،‏ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ كَمَا نُرِيدُ.‏

مَتَى نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّوَاضُعِ خُصُوصًا؟‏

لِمَ نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّوَاضُعِ فِي ظَرْفٍ كَهٰذَا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١١-‏١٢.‏)‏ *

١١ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَصَرَّفَ عِنْدَمَا نَنَالُ نَصِيحَةً؟‏

١١ تُتَاحُ لَنَا كُلَّ يَوْمٍ فُرَصٌ عَدِيدَةٌ كَيْ نُظْهِرَ ٱلتَّوَاضُعَ.‏ إِلَيْكَ ثَلَاثًا مِنْهَا.‏ أَوَّلًا،‏ عِنْدَمَا نَنَالُ نَصِيحَةً.‏ لِنَتَذَكَّرْ أَنَّهُ عِنْدَمَا يَبْذُلُ شَخْصٌ مَا جُهْدًا لِيُقَدِّمَ لَنَا نَصِيحَةً،‏ فَهٰذَا يَعْنِي عَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَنَّ مَا نَفْعَلُهُ لَيْسَ غَلْطَةً بَسِيطَةً كَمَا نَظُنُّ.‏ لٰكِنَّنَا قَدْ نَمِيلُ فِي ٱلْبِدَايَةِ إِلَى رَفْضِ ٱلنَّصِيحَةِ.‏ أَوْ رُبَّمَا نَنْتَقِدُ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي قَدَّمَهَا أَوْ نَنْزَعِجُ مِنْ أُسْلُوبِهِ.‏ لٰكِنْ إِذَا كُنَّا مُتَوَاضِعِينَ،‏ نَبْذُلُ جُهْدَنَا كَيْ يَكُونَ مَوْقِفُنَا جَيِّدًا.‏

١٢ حَسَبَ ٱلْأَمْثَال ٢٧:‏٥،‏ ٦‏،‏ لِمَ نُقَدِّرُ مَنْ يُعْطِينَا ٱلنَّصِيحَةَ؟‏ أَوْضِحْ.‏

١٢ وَٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ يُقَدِّرُ ٱلنَّصِيحَةَ.‏ لِنُوضِحَ ٱلْفِكْرَةَ،‏ تَخَيَّلْ أَنَّكَ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَبَعْدَمَا تَكَلَّمْتَ مَعَ عَدَدٍ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ،‏ يَأْخُذُكَ أَحَدُهُمْ جَانِبًا وَيَقُولُ لَكَ إِنَّ هُنَاكَ طَعَامًا عَلَى أَسْنَانِكَ.‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ تَشْعُرُ بِٱلْإِحْرَاجِ.‏ لٰكِنْ أَلَا تُقَدِّرُ مَا فَعَلَهُ؟‏ حَتَّى إِنَّكَ قَدْ تَتَمَنَّى لَوْ أَخْبَرَكَ أَحَدٌ مِنْ قَبْلُ.‏ بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ وَنُقَدِّرَ شَجَاعَةَ ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي يُعْطِينَا ٱلنَّصِيحَةَ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ.‏ وَنَحْنُ نَعْتَبِرُ شَخْصًا كَهٰذَا صَدِيقًا لَا عَدُوًّا.‏ —‏ اقرإ الامثال ٢٧:‏٥،‏ ٦؛‏ غل ٤:‏١٦‏.‏

لِمَ نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّوَاضُعِ عِنْدَمَا يَنَالُ ٱلْآخَرُونَ ٱمْتِيَازَاتٍ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٣-‏١٤.‏)‏ *

١٣ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلتَّوَاضُعَ عِنْدَمَا يَنَالُ ٱلْآخَرُونَ ٱمْتِيَازَاتٍ؟‏

١٣ ثَانِيًا،‏ عِنْدَمَا يَنَالُ ٱلْآخَرُونَ ٱمْتِيَازَاتٍ.‏ يَعْتَرِفُ شَيْخٌ ٱسْمُهُ جَايْسِن:‏ «عِنْدَمَا أَرَى ٱلْآخَرِينَ يَنَالُونَ ٱمْتِيَازَاتٍ،‏ أَتَسَاءَلُ أَحْيَانًا لِمَاذَا هُمْ وَلَيْسَ أَنَا».‏ هَلْ تَشْعُرُ مِثْلَ جَايْسِن؟‏ طَبْعًا،‏ لَيْسَ خَطَأً أَنْ ‹تَبْتَغِيَ› ٱمْتِيَازَاتٍ أَكْثَرَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ.‏ (‏١ تي ٣:‏١‏)‏ لٰكِنْ يَلْزَمُ أَنْ تَحْمِيَ تَفْكِيرَكَ،‏ وَإِلَّا فَقَدْ يَنْمُو ٱلتَّكَبُّرُ فِي قَلْبِكَ.‏ مَثَلًا،‏ قَدْ يَظُنُّ أَخٌ أَنَّهُ مُؤَهَّلٌ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ لِتَعْيِينٍ مَا.‏ أَوْ رُبَّمَا تُفَكِّرُ أُخْتٌ:‏ ‹زَوْجِي يَسْتَاهِلُ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ أَكْثَرَ مِنْ فُلَانٍ›.‏ لٰكِنْ إِذَا كُنَّا مُتَوَاضِعِينَ فِعْلًا،‏ نَتَجَنَّبُ هٰذِهِ ٱلرُّوحَ ٱلْمُتَكَبِّرَةَ.‏

١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ مُوسَى؟‏

١٤ وَنَحْنُ نَتَعَلَّمُ ٱلْكَثِيرَ مِمَّا فَعَلَهُ مُوسَى عِنْدَمَا نَالَ ٱلْآخَرُونَ ٱمْتِيَازَاتٍ.‏ فَهُوَ قَدَّرَ تَعْيِينَهُ كَقَائِدٍ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ.‏ لٰكِنْ مَاذَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِهِ عِنْدَمَا سَمَحَ يَهْوَهُ لِآخَرِينَ أَنْ يَخْدُمُوا إِلَى جَانِبِهِ؟‏ لَمْ يَغَرْ مِنْهُمْ.‏ (‏عد ١١:‏٢٤-‏٢٩‏)‏ وَقَبِلَ أَيْضًا بِتَوَاضُعٍ أَنْ يُسَاعِدَهُ ٱلْبَعْضُ فِي حَلِّ قَضَايَا شَعْبِ إِسْرَائِيلَ.‏ (‏خر ١٨:‏١٣-‏٢٤‏)‏ وَهٰذَا كَانَ لِخَيْرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَقْضِي لَهُمْ.‏ وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ أَظْهَرَ أَنَّهُ لَمْ يَضَعِ ٱمْتِيَازَاتِهِ قَبْلَ مَصْلَحَةِ غَيْرِهِ.‏ وَمِثَالُ مُوسَى يُفِيدُنَا ٱلْيَوْمَ.‏ فَفِي نَظَرِ يَهْوَهَ،‏ ٱلتَّوَاضُعُ أَهَمُّ مِنَ ٱلْمَقْدِرَاتِ.‏ لِذَا إِنْ أَرَدْنَا أَنْ يَسْتَخْدِمَنَا يَهْوَهُ،‏ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ.‏ فَمَعَ أَنَّ «يَهْوَهَ عَالٍ»،‏ فَهُوَ «يَرَى ٱلْمُتَوَاضِعَ».‏ —‏ مز ١٣٨:‏٦‏.‏

١٥ كَيْفَ تَغَيَّرَتْ ظُرُوفُ ٱلْبَعْضِ؟‏

١٥ وَثَالِثًا،‏ عِنْدَمَا تَتَغَيَّرُ ظُرُوفُنَا.‏ مُؤَخَّرًا،‏ تَغَيَّرَ تَعْيِينُ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ لَدَيْهِمْ عَشَرَاتُ ٱلسِّنِينَ مِنَ ٱلْخِبْرَةِ.‏ مَثَلًا عَامَ ٢٠١٤،‏ تَوَقَّفَ عَمَلُ نُظَّارِ ٱلْكُوَرِ وَزَوْجَاتِهِمْ وَنَالُوا تَعْيِينَاتٍ أُخْرَى.‏ وَٱبْتِدَاءً مِنْ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ،‏ صَارَ نُظَّارُ ٱلدَّوَائِرِ يَتَوَقَّفُونَ عَنْ تَعْيِينِهِمْ عِنْدَمَا يَبْلُغُونَ ٱلـ‍ ٧٠ مِنَ ٱلْعُمْرِ.‏ وَٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلـ‍ ٨٠ أَوْ أَكْثَرَ مَا عَادُوا يَخْدُمُونَ كَمُنَسِّقِينَ لِهَيْئَاتِ ٱلشُّيُوخِ.‏ أَيْضًا فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ عُيِّنَ ٱلْعَدِيدُ مِنْ أَعْضَاءِ عَائِلَةِ بَيْتَ إِيلَ فِي ٱلْحَقْلِ.‏ وَتَوَقَّفَ آخَرُونَ عَنِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ بِسَبَبِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ،‏ ٱلِٱلْتِزَامَاتِ ٱلْعَائِلِيَّةِ،‏ أَوْ ظُرُوفٍ أُخْرَى.‏

١٦ مَاذَا سَاعَدَ إِخْوَتَنَا أَنْ يُظْهِرُوا ٱلتَّوَاضُعَ حِينَ تَغَيَّرَتْ تَعْيِينَاتُهُمْ؟‏

١٦ دُونَ شَكٍّ،‏ لَمْ تَكُنِ ٱلتَّغْيِيرَاتُ سَهْلَةً عَلَى هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ.‏ فَهُمْ تَعَلَّقُوا بِتَعْيِينَاتِهِمْ،‏ وَخَاصَّةً لِأَنَّ كَثِيرِينَ أَمْضَوْا فِيهَا سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً.‏ لِذَا مَرُّوا بِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْحُزْنِ عِنْدَمَا تَرَكُوهَا.‏ لٰكِنْ مَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ تَأَقْلَمُوا مَعَ ٱلتَّغْيِيرِ.‏ فَمَاذَا سَاعَدَهُمْ؟‏ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى،‏ مَحَبَّتُهُمْ لِلهِ.‏ فَقَدْ عَرَفُوا أَنَّهُمْ مُنْتَذِرُونَ لِيَهْوَهَ،‏ لَا لِعَمَلٍ أَوْ لَقَبٍ أَوْ تَعْيِينٍ مَا.‏ (‏كو ٣:‏٢٣‏)‏ وَهُمْ يَفْرَحُونَ بِٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي خِدْمَتِهِ بِتَوَاضُعٍ مَهْمَا كَانَ تَعْيِينُهُمْ،‏ وَ ‹يُلْقُونَ كُلَّ هَمِّهِمْ عَلَيْهِ› لِأَنَّهُمْ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّهُ يَهْتَمُّ بِهِمْ.‏ —‏ ١ بط ٥:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٧ لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ نُنَمِّيَ ٱلتَّوَاضُعَ؟‏

١٧ نُقَدِّرُ كَثِيرًا كَلِمَةَ ٱللهِ ٱلَّتِي تُشَجِّعُنَا أَنْ نُنَمِّيَ ٱلتَّوَاضُعَ.‏ فَإِذَا كُنَّا مُتَوَاضِعِينَ،‏ نَسْتَفِيدُ وَنُفِيدُ غَيْرَنَا،‏ نَتَخَطَّى ٱلصُّعُوبَاتِ،‏ وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّنَا نَقْتَرِبُ مِنْ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ فَكَمْ نَفْرَحُ لِأَنَّ إِلٰهَنَا «ٱلْعَلِيَّ ٱلْمُرْتَفِعَ» يُقَدِّرُ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ وَيُحِبُّهُمْ كَثِيرًا!‏ —‏ اش ٥٧:‏١٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٤٥ أَفْكَارُ قَلْبِي

^ ‎الفقرة 5‏ اَلتَّوَاضُعُ هُوَ مِنْ أَهَمِّ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ نُنَمِّيَهَا.‏ فَمَا هُوَ ٱلتَّوَاضُعُ؟‏ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ؟‏ وَمَتَى نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّوَاضُعِ خُصُوصًا؟‏ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.‏

^ ‎الفقرة 7‏ اُنْظُرْ قِصَّةَ حَيَاةِ ٱلْأَخِ كْلَايْن فِي عَدَدِ ١ حَزِيرَانَ (‏يُونْيُو)‏ ١٩٨٥ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.‏

^ ‎الفقرة 53‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ بُولُسُ فِي بَيْتِ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ يَتَعَامَلُ بِتَوَاضُعٍ مَعَ ٱلْكِبَارِ وَٱلصِّغَارِ.‏

^ ‎الفقرة 57‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ أَخٌ يَقْبَلُ نَصِيحَةً مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ أَخٍ أَصْغَرَ مِنْهُ.‏

^ ‎الفقرة 59‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ اَلْأَخُ ٱلْأَكْبَرُ سِنًّا لَا يَغَارُ مِنَ ٱلْأَخِ ٱلْأَصْغَرِ ٱلَّذِي لَدَيْهِ ٱمْتِيَازٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏