مقالة الدرس ٣٨
استفد من فترة السلام
«اَلْأَرْضُ نَعِمَتْ بِٱلْهُدُوءِ، وَلَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ حَرْبٌ فِي تِلْكَ ٱلسِّنِينَ، لِأَنَّ يَهْوَهَ أَرَاحَهُ». — ٢ اخ ١٤:٦.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٦٠ رِسَالَتُنَا رِسَالَةُ حَيَاةٍ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١ مَتَى صَعْبٌ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ؟
بِرَأْيِكَ، مَتَى أَصْعَبُ أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ؟ حِينَ تُوَاجِهُ ٱلْمَشَاكِلَ أَمْ حِينَ تَكُونُ حَيَاتُكَ هَادِئَةً؟ سَهْلٌ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ وَقْتَ ٱلصُّعُوبَاتِ. وَلٰكِنْ حِينَ تَكُونُ حَيَاتُنَا هَادِئَةً، يُمْكِنُ أَنْ نَلْتَهِيَ عَنْ خِدْمَةِ ٱللهِ. وَهٰذَا مَا حَذَّرَ مِنْهُ يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا. — تث ٦:١٠-١٢.
٢ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ ٱلْمَلِكُ آسَا؟
٢ كَانَ ٱلْمَلِكُ آسَا مِثَالًا جَيِّدًا فِي ٱلتَّصَرُّفِ بِحِكْمَةٍ وَٱلِٱتِّكَالِ كَامِلًا عَلَى يَهْوَهَ. فَهُوَ خَدَمَهُ وَقْتَ ٱلصُّعُوبَاتِ وَوَقْتَ ٱلسَّلَامِ أَيْضًا. فَقَدْ «كَانَ قَلْبُ آسَا كَامِلًا مَعَ يَهْوَهَ كُلَّ أَيَّامِهِ». (١ مل ١٥:١٤) وَأَحَدُ ٱلْأَدِلَّةِ عَلَى ذٰلِكَ هُوَ أَنَّهُ أَزَالَ ٱلْأَصْنَامَ مِنْ يَهُوذَا. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّهُ «نَزَعَ ٱلْمَذَابِحَ ٱلْغَرِيبَةَ وَٱلْمُرْتَفَعَاتِ وَكَسَّرَ ٱلْأَنْصَابَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَقَطَعَ ٱلسَّوَارِيَ ٱلْمُقَدَّسَةَ». (٢ اخ ١٤:٣، ٥) حَتَّى إِنَّهُ عَزَلَ جَدَّتَهُ مَعْكَةَ مِنْ مَرْكَزِهَا فِي ٱلْمَمْلَكَةِ، لِأَنَّهَا شَجَّعَتِ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَعْبُدُوا ٱلصَّنَمَ ٱلَّذِي صَنَعَتْهُ. — ١ مل ١٥:١١-١٣.
٣ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
* فَقَدْ «نَعِمَتِ ٱلْأَرْضُ بِٱلْهُدُوءِ عَشْرَ سِنِينَ». (٢ اخ ١٤:١، ٤، ٦) وَسَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ آسَا مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ. ثُمَّ سَنَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ ٱسْتَفَادُوا هُمْ أَيْضًا مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ فِي أَيَّامِهِمْ. وَفِي ٱلْآخِرِ، سَنُجِيبُ عَنِ ٱلسُّؤَالِ: إِذَا كُنْتَ تَعِيشُ فِي بَلَدٍ يَسْمَحُ لَكَ أَنْ تَعْبُدَ يَهْوَهَ بِحُرِّيَّةٍ، فَكَيْفَ تَسْتَفِيدُ مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ؟
٣ لَمْ يَكْتَفِ آسَا بِإِزَالَةِ ٱلْأَصْنَامِ، بَلْ شَجَّعَ شَعْبَ يَهُوذَا أَنْ يَعْبُدُوا يَهْوَهَ مِنْ جَدِيدٍ. وَيَهْوَهُ بَارَكَهُ هُوَ وَٱلشَّعْبَ وَأَعْطَاهُمْ فَتْرَةً مِنَ ٱلسَّلَامِ.كَيْفَ ٱسْتَفَادَ آسَا مِنَ ٱلسَّلَامِ؟
٤ حَسَبَ ٢ أَخْبَارِ ٱلْأَيَّام ١٤:٢، ٦، ٧، كَيْفَ ٱسْتَفَادَ آسَا مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ؟
٤ اقرأ ٢ اخبار الايام ١٤:٢، ٦، ٧. قَالَ آسَا لِلشَّعْبِ إِنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَنْ ‹أَرَاحَهُمْ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ›. وَلَمْ يَعْتَبِرْ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةَ وَقْتًا لِلرَّاحَةِ. بَلْ بَدَأَ يَبْنِي مُدُنًا وَأَسْوَارًا وَأَبْرَاجًا. وَقَالَ لِشَعْبِ يَهُوذَا: «اَلْأَرْضُ بَعْدُ بَيْنَ يَدَيْنَا». فَمَاذَا قَصَدَ؟ كَانَ قَصْدُهُ أَنَّ ٱلشَّعْبَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَبْنُوا وَيَتَنَقَّلُوا بِكُلِّ حُرِّيَّةٍ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللهُ لَهُمْ دُونَ أَنْ يَخَافُوا مِنْ مُقَاوَمَةِ ٱلْأَعْدَاءِ. وَشَجَّعَ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَسْتَفِيدُوا مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ.
٥ لِمَ قَوَّى آسَا جَيْشَهُ؟
٥ أَيْضًا، ٱسْتَغَلَّ آسَا فَتْرَةَ ٱلسَّلَامِ لِيُقَوِّيَ جَيْشَهُ. (٢ اخ ١٤:٨) وَهَلْ عَنَى ذٰلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَثِقُ بِيَهْوَهَ؟ لَا، فَآسَا عَرَفَ أَنَّ مِنْ وَاجِبِهِ كَمَلِكٍ أَنْ يُهَيِّئَ ٱلشَّعْبَ لِلِٱضْطِرَابَاتِ ٱلَّتِي قَدْ يُوَاجِهُونَهَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. فَهُوَ تَوَقَّعَ أَنْ لَا يَدُومَ ٱلسَّلَامُ طَوِيلًا فِي يَهُوذَا. وَهٰذَا مَا حَصَلَ.
كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنَ ٱلسَّلَامِ؟
٦ كَيْفَ ٱسْتَغَلَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ فَتْرَةَ ٱلسَّلَامِ؟
٦ مَعْ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ غَالِبًا مَا تَعَرَّضُوا لِلِٱضْطِهَادِ، فَهُمْ عَاشُوا أَيْضًا فَتَرَاتٍ مِنَ ٱلسَّلَامِ. فَكَيْفَ ٱسْتَغَلُّوهَا؟ بَشَّرَ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ بِكُلِّ حَمَاسَةٍ. وَسِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ يُخْبِرُنَا أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ «سَارَتْ فِي خَوْفِ يَهْوَهَ». فَهُمُ ٱسْتَمَرُّوا يُبَشِّرُونَ بِكَلِمَةِ ٱللهِ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ زَادَ عَدَدُهُمْ. فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ حَمَاسَتَهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ فِي وَقْتِ ٱلسَّلَامِ. — اع ٩:٢٦-٣١.
٧-٨ كَيْفَ ٱسْتَغَلَّ بُولُسُ وَآخَرُونَ ٱلْفُرْصَةَ لِيُبَشِّرُوا؟
٧ وَقَدِ ٱسْتَغَلَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ كُلَّ فُرْصَةٍ لِيَنْشُرُوا ٱلْأَخْبَارَ ٱلْحُلْوَةَ. مَثَلًا، أَدْرَكَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ بَابًا كَبِيرًا ٱنْفَتَحَ لَهُ حِينَ كَانَ فِي أَفَسُسَ. فَٱسْتَغَلَّ ٱلْفُرْصَةَ لِيُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ هُنَاكَ وَيُعَلِّمَهُمْ. — ١ كو ١٦:٨، ٩.
٨ وَٱسْتَفَادَ بُولُسُ وَمَسِيحِيُّونَ آخَرُونَ مِنْ فُرْصَةٍ أُخْرَى لِيُبَشِّرُوا بَعْدَمَا بُتَّتْ مَسْأَلَةُ ٱلْخِتَانِ سَنَةَ ٤٩ بم. (اع ١٥:٢٣-٢٩) فَبَعْدَ وُصُولِ ٱلْقَرَارِ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ، بَذَلَ ٱلْجَمِيعُ كُلَّ جُهْدِهِمْ ‹لِيُبَشِّرُوا بِكَلِمَةِ يَهْوَهَ›. (اع ١٥:٣٠-٣٥) وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «كَانَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ تَتَشَدَّدُ فِي ٱلْإِيمَانِ وَتَزْدَادُ فِي ٱلْعَدَدِ يَوْمًا فَيَوْمًا». — اع ١٦:٤، ٥.
كَيْفَ نَسْتَفِيدُ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلسَّلَامِ؟
٩ مَا وَضْعُنَا فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ ٱلْيَوْمَ، وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا؟
٩ تَسْمَحُ لَنَا بُلْدَانٌ كَثِيرَةٌ ٱلْيَوْمَ أَنْ نُبَشِّرَ بِحُرِّيَّةٍ. فَهَلْ تَعِيشُ فِي أَحَدِهَا؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹كَيْفَ أَسْتَعْمِلُ هٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةَ؟›. شَعْبُ يَهْوَهَ مَشْغُولٌ جِدًّا فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. فَنَحْنُ نُشَارِكُ فِي أَعْظَمِ حَمْلَةِ تَبْشِيرٍ وَتَعْلِيمٍ عَرَفَهَا ٱلتَّارِيخُ. (مر ١٣:١٠) وَهُنَاكَ فُرَصٌ عَدِيدَةٌ أَمَامَ كُلٍّ مِنَّا.
١٠ عَلَامَ تُشَجِّعُنَا ٢ تِيمُوثَاوُس ٤:٢؟
١٠ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَسْتَفِيدَ مِنْ وَقْتِ ٱلسَّلَامِ؟ (اقرأ ٢ تيموثاوس ٤:٢.) فَكِّرْ قَلِيلًا فِي ظُرُوفِكَ. هَلْ تَقْدِرُ أَنْتَ، أَوْ أَحَدُ أَفْرَادِ عَائِلَتِكَ، أَنْ تَزِيدَ خِدْمَتَكَ أَوْ رُبَّمَا أَنْ تَصِيرَ فَاتِحًا؟ لَيْسَ ٱلْوَقْتُ ٱلْآنَ لِنُجَمِّعَ ٱلْمَالَ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ. فَهٰذِهِ ٱلْأُمُورُ لَنْ نَأْخُذَهَا مَعَنَا إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. — ام ١١:٤؛ مت ٦:٣١-٣٣؛ ١ يو ٢:١٥-١٧.
١١ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْبَعْضُ لِيُبَشِّرُوا عَدَدًا أَكْبَرَ مِنَ ٱلنَّاسِ؟
١١ يَتَعَلَّمُ نَاشِرُونَ كَثِيرُونَ لُغَةً جَدِيدَةً كَيْ يُبَشِّرُوا ٱلنَّاسَ وَيُعَلِّمُوهُمْ. وَهَيْئَتُنَا تَدْعَمُهُمْ كَثِيرًا. فَهِيَ تُصْدِرُ مَوَادَّ مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِعَدَدٍ مُتَزَايِدٍ مِنَ ٱللُّغَاتِ. مَثَلًا سَنَةَ ٢٠١٠، كَانَتْ إِصْدَارَاتُنَا مُتَوَفِّرَةً
بِحَوَالَيْ ٥٠٠ لُغَةٍ. أَمَّا ٱلْيَوْمَ، فَهٰذَا ٱلْعَدَدُ وَصَلَ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,١!١٢ أَعْطِ مَثَلًا يُظْهِرُ كَيْفَ يَتَأَثَّرُ ٱلنَّاسُ حِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْحَقَّ بِلُغَتِهِمْ.
١٢ كَيْفَ تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلنَّاسِ عِنْدَمَا يَسْمَعُونَ ٱلْحَقَّ بِلُغَتِهِمِ ٱلْأُمِّ؟ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعْ أُخْتٍ حَضَرَتِ ٱجْتِمَاعًا سَنَوِيًّا فِي وِلَايَةِ تِنِيسِي ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ. وَكَانَ ٱلْبَرْنَامَجُ بِلُغَتِهَا ٱلْأُمِّ ٱلْكِينْيَارُوَانْدِيَّةِ ٱلَّتِي تُحْكَى بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ فِي رُوَانْدَا، ٱلْكُونْغُو (كِينْشَاسَا)، وَأُوغَنْدَا. وَبَعْدَ ٱلْبَرْنَامَجِ، عَبَّرَتْ هٰذِهِ ٱلْأُخْتُ: «هٰذِهِ أَوَّلُ مَرَّةٍ أَفْهَمُ فِيهَا كُلَّ ٱلْبَرْنَامَجِ مُنْذُ أَنِ ٱنْتَقَلْتُ إِلَى ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ، أَيْ مُنْذُ ١٧ سَنَةً». وَاضِحٌ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأُخْتَ تَأَثَّرَتْ كَثِيرًا لِأَنَّهَا سَمِعَتِ ٱلْبَرْنَامَجَ بِلُغَتِهَا. فَهَلْ تَسْمَحُ لَكَ ظُرُوفُكَ أَنْ تَتَعَلَّمَ لُغَةً جَدِيدَةً لِتُسَاعِدَ ٱلْبَعْضَ فِي مُقَاطَعَتِكَ؟ هَلْ سَيَرْغَبُ ٱلنَّاسُ أَكْثَرَ أَنْ يَسْتَمِعُوا إِلَيْكَ إِذَا تَكَلَّمْتَ مَعَهُمْ بِلُغَتِهِمْ؟ لَا شَكَّ أَنَّ جُهُودَكَ لَنْ تَضِيعَ، فَيَهْوَهُ سَيُبَارِكُكَ بِٱلتَّأْكِيدِ.
١٣ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ إِخْوَتُنَا فِي رُوسِيَا مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ؟
١٣ فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ، لَا يَقْدِرُ إِخْوَتُنَا أَنْ يُبَشِّرُوا بِحُرِّيَّةٍ لِأَنَّ ٱلْحُكُومَةَ تَحْظُرُ عَمَلَنَا. وَهٰذِهِ هِيَ حَالَةُ إِخْوَتِنَا فِي رُوسِيَا. فَبَعْدَ عَشَرَاتِ ٱلسِّنِينَ مِنَ ٱلِٱضْطِهَادِ، ٱعْتَرَفَتْ بِهِمِ ٱلْحُكُومَةُ فِي آذَارَ (مَارِس) ١٩٩١. وَآنَذَاكَ، كَانَ عَدَدُهُمْ حَوَالَيْ ٠٠٠,١٦. وَلٰكِنْ بَعْدَ ٢٠ سَنَةً، صَارَ عَدَدُهُمْ أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,١٦٠! فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُمْ عَرَفُوا كَيْفَ يَسْتَفِيدُونَ مِنَ ٱلْفُرْصَةِ كَيْ يُبَشِّرُوا بِحُرِّيَّةٍ. وَفَتْرَةُ ٱلسَّلَامِ هٰذِهِ لَمْ تَدُمْ. لٰكِنْ رَغْمَ تَغَيُّرِ ٱلظُّرُوفِ، بَقُوا نَشِيطِينَ جِدًّا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ.
وَهُمْ يَفْعَلُونَ كُلَّ مَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ كَيْ يُكْمِلُوا عَمَلَهُمْ.فَتْرَةُ ٱلسَّلَامِ لَنْ تَدُومَ
١٤-١٥ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ ٱلْمَلِكَ آسَا؟
١٤ أَتَى ٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي ٱنْتَهَتْ فِيهِ فَتْرَةُ ٱلسَّلَامِ فِي أَيَّامِ آسَا. فَقَدْ هَجَمَ عَلَيْهِ ٱلْحَبَشِيُّونَ بِجَيْشٍ مِنْ مِلْيُونِ مُحَارِبٍ. وَكَانَ قَائِدُهُمْ زَارَحُ وَاثِقًا تَمَامًا أَنَّهُ سَيُدَمِّرُ يَهُوذَا. لٰكِنَّ ٱلْمَلِكَ آسَا ٱتَّكَلَ عَلَى يَهْوَهَ، لَا عَلَى عَدَدِ جُنُودِهِ. فَهُوَ صَلَّى: «سَاعِدْنَا يَا يَهْوَهُ إِلٰهَنَا، لِأَنَّنَا عَلَيْكَ ٱتَّكَلْنَا وَبِٱسْمِكَ أَتَيْنَا عَلَى هٰذَا ٱلْجُمْهُورِ». — ٢ اخ ١٤:١١.
١٥ فَمَعْ أَنَّ جَيْشَ ٱلْحَبَشِيِّينَ كَانَ تَقْرِيبًا ضِعْفَ عَدَدِ جُنُودِ آسَا، فَهُوَ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ قَوِيٌّ وَقَادِرٌ أَنْ يُخَلِّصَ شَعْبَهُ. وَيَهْوَهُ لَمْ يَخْذُلْهُ، بَلْ هَزَمَ ٱلْحَبَشِيِّينَ هَزِيمَةً سَاحِقَةً. — ٢ اخ ١٤:٨-١٣.
١٦ لِمَ نَقُولُ إِنَّ فَتْرَةَ ٱلسَّلَامِ لَنْ تَدُومَ؟
١٦ نَحْنُ لَا نَعْرِفُ بِٱلضَّبْطِ مَاذَا يُخَبِّئُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا. لٰكِنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي يَعِيشُهُ شَعْبُ ٱللهِ لَنْ يَدُومَ. فَحِينَ أَنْبَأَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، قَالَ إِنَّ أَتْبَاعَهُ سَيَكُونُونَ «مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٤:٩) وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ قَالَ «إِنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي أَنْ يَحْيَوْا بِتَعَبُّدٍ لِلهِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ سَيُضْطَهَدُونَ أَيْضًا». (٢ تي ٣:١٢) فَٱلشَّيْطَانُ ٱلْيَوْمَ «غَاضِبٌ كَثِيرًا». وَنَحْنُ نَخْدَعُ أَنْفُسَنَا إِذَا ظَنَنَّا أَنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نَهْرُبَ مِنْ غَضَبِهِ. — رؤ ١٢:١٢.
١٧ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُمْتَحَنَ إِيمَانُنَا؟
١٧ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ، كُلُّنَا سَيُمْتَحَنُ إِيمَانُنَا. فَقَرِيبًا سَيَأْتِي «ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهُ مُنْذُ بَدْءِ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْآنَ». (مت ٢٤:٢١) وَقَدْ تَنْقَلِبُ آنَذَاكَ عَائِلَاتُنَا ضِدَّنَا وَيُحْظَرُ عَمَلُنَا. (مت ١٠:٣٥، ٣٦) فَهَلْ سَيَثِقُ كُلٌّ مِنَّا، مِثْلَ آسَا، أَنَّ يَهْوَهَ سَيَقِفُ إِلَى جَانِبِهِ وَيَحْمِيهِ؟
١٨ حَسَبَ ٱلْعِبْرَانِيِّين ١٠:٣٨، ٣٩، مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ كَيْ نَسْتَعِدَّ لِلْمُسْتَقْبَلِ؟
١٨ يَهْوَهُ يُقَوِّي إِيمَانَنَا ٱلْآنَ كَيْ يُجَهِّزَنَا لِلْمُسْتَقْبَلِ. فَبِوَاسِطَةِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ»، يُعْطِينَا يَهْوَهُ ‹ٱلطَّعَامَ فِي حِينِهِ› كَيْ نَبْقَى أَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا. (مت ٢٤:٤٥) وَلٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِدَوْرِنَا وَنَبْنِيَ إِيمَانًا ثَابِتًا بِيَهْوَهَ. — اقرإ العبرانيين ١٠:٣٨، ٣٩.
١٩-٢٠ بِنَاءً عَلَى ١ أَخْبَارِ ٱلْأَيَّام ٢٨:٩، مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا، وَلِمَاذَا؟
١٩ وَمِثْلَ ٱلْمَلِكِ آسَا، يَلْزَمُ أَنْ ‹نَطْلُبَ يَهْوَهَ›. (٢ اخ ١٤:٤؛ ١٥:١، ٢) وَنَحْنُ نَطْلُبُهُ حِينَ نَتَعَلَّمُ عَنْهُ وَنَعْتَمِدُ، ثُمَّ نَسْتَغِلُّ كُلَّ فُرْصَةٍ لِنُقَوِّيَ مَحَبَّتَنَا لَهُ. وَكَيْ تَعْرِفَ إِنْ كُنْتَ تَطْلُبُ يَهْوَهَ فِعْلًا، ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَحْضُرُ كُلَّ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟›. حِينَ نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلَّتِي تُعِدُّهَا لَنَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ، نَنْتَعِشُ رُوحِيًّا وَنَتَشَجَّعُ بِرِفْقَةِ إِخْوَتِنَا. (مت ١١:٢٨) اِسْأَلْ نَفْسَكَ أَيْضًا: ‹هَلْ لَدَيَّ عَادَةٌ أَنْ أَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ؟›. فَإِذَا كُنْتَ تَسْكُنُ مَعْ عَائِلَتِكَ، فَهَلْ تُخَصِّصُونَ ٱلْوَقْتَ كُلَّ أُسْبُوعٍ لِلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟ أَوْ إِذَا كُنْتَ تَسْكُنُ وَحْدَكَ، فَهَلْ تُخَصِّصُ ٱلْوَقْتَ لِلدَّرْسِ كَمَا لَوْ أَنَّكَ جُزْءٌ مِنْ عَائِلَةٍ؟ وَهَلْ تَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِكَ لِتُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ وَتُعَلِّمَهُمُ ٱلْحَقَّ؟
٢٠ وَلِمَ عَلَيْنَا أَنْ نُفَكِّرَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ؟ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ يَفْحَصُ قُلُوبَنَا وَأَفْكَارَنَا. لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ مِثْلَهُ. (اقرأ ١ اخبار الايام ٢٨:٩.) وَإِذَا لَزِمَ أَنْ نُغَيِّرَ فِي أَهْدَافِنَا أَوْ مَوَاقِفِنَا أَوْ أَفْكَارِنَا، فَلْنَطْلُبِ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ يَهْوَهَ. اَلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنَسْتَعِدَّ لِلْمَصَاعِبِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُنَا. فَلْنَسْتَفِدْ كَامِلًا مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٦٢ اَلتَّرْنِيمَةُ ٱلْجَدِيدَةُ
^ الفقرة 5 هَلْ تَعِيشُ فِي بَلَدٍ يَسْمَحُ لَكَ أَنْ تَعْبُدَ يَهْوَهَ بِحُرِّيَّةٍ؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، هَلْ تَسْتَفِيدُ مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ؟ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ سَتُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِآسَا مَلِكِ يَهُوذَا وَٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ ٱسْتَفَادُوا مِنَ ٱلسَّلَامِ فِي أَيَّامِهِمْ.
^ الفقرة 3 شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ: إِنَّ كَلِمَةَ «سَلَامٍ» لَا تُشِيرُ فَقَطْ إِلَى عَدَمِ وُجُودِ حَرْبٍ. فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ تَنْقُلُ أَيْضًا فِكْرَةَ ٱلْأَمَانِ وَٱلصِّحَّةِ وَٱلطُّمَأْنِينَةِ.
^ الفقرة 57 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: اَلْمَلِكُ آسَا يَعْزِلُ جَدَّتَهُ مِنْ مَرْكَزِهَا لِأَنَّهَا شَجَّعَتِ ٱلشَّعْبَ عَلَى عِبَادَةِ ٱلْأَصْنَامِ، وَخُدَّامُ آسَا ٱلْأَوْلِيَاءُ يُطِيعُونَهُ وَيُكَسِّرُونَ ٱلْأَصْنَامَ.
^ الفقرة 59 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: زَوْجَانِ يُبَسِّطَانِ حَيَاتَهُمَا كَيْ يَنْتَقِلَا إِلَى مِنْطَقَةٍ فِيهَا حَاجَةٌ كَبِيرَةٌ إِلَى مُبَشِّرِينَ.