الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٨

استفد من فترة السلام

استفد من فترة السلام

‏«اَلْأَرْضُ نَعِمَتْ بِٱلْهُدُوءِ،‏ وَلَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ حَرْبٌ فِي تِلْكَ ٱلسِّنِينَ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ أَرَاحَهُ».‏ —‏ ٢ اخ ١٤:‏٦‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٦٠ رِسَالَتُنَا رِسَالَةُ حَيَاةٍ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ مَتَى صَعْبٌ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ؟‏

بِرَأْيِكَ،‏ مَتَى أَصْعَبُ أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ؟‏ حِينَ تُوَاجِهُ ٱلْمَشَاكِلَ أَمْ حِينَ تَكُونُ حَيَاتُكَ هَادِئَةً؟‏ سَهْلٌ أَنْ نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ وَقْتَ ٱلصُّعُوبَاتِ.‏ وَلٰكِنْ حِينَ تَكُونُ حَيَاتُنَا هَادِئَةً،‏ يُمْكِنُ أَنْ نَلْتَهِيَ عَنْ خِدْمَةِ ٱللهِ.‏ وَهٰذَا مَا حَذَّرَ مِنْهُ يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا.‏ —‏ تث ٦:‏١٠-‏١٢‏.‏

لَمْ يَتَسَاهَلِ ٱلْمَلِكُ آسَا مَعَ ٱلَّذِينَ عَبَدُوا ٱلْأَصْنَامَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ٢.‏)‏ *

٢ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ ٱلْمَلِكُ آسَا؟‏

٢ كَانَ ٱلْمَلِكُ آسَا مِثَالًا جَيِّدًا فِي ٱلتَّصَرُّفِ بِحِكْمَةٍ وَٱلِٱتِّكَالِ كَامِلًا عَلَى يَهْوَهَ.‏ فَهُوَ خَدَمَهُ وَقْتَ ٱلصُّعُوبَاتِ وَوَقْتَ ٱلسَّلَامِ أَيْضًا.‏ فَقَدْ «كَانَ قَلْبُ آسَا كَامِلًا مَعَ يَهْوَهَ كُلَّ أَيَّامِهِ».‏ (‏١ مل ١٥:‏١٤‏)‏ وَأَحَدُ ٱلْأَدِلَّةِ عَلَى ذٰلِكَ هُوَ أَنَّهُ أَزَالَ ٱلْأَصْنَامَ مِنْ يَهُوذَا.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّهُ «نَزَعَ ٱلْمَذَابِحَ ٱلْغَرِيبَةَ وَٱلْمُرْتَفَعَاتِ وَكَسَّرَ ٱلْأَنْصَابَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَقَطَعَ ٱلسَّوَارِيَ ٱلْمُقَدَّسَةَ».‏ (‏٢ اخ ١٤:‏٣،‏ ٥‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ عَزَلَ جَدَّتَهُ مَعْكَةَ مِنْ مَرْكَزِهَا فِي ٱلْمَمْلَكَةِ،‏ لِأَنَّهَا شَجَّعَتِ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَعْبُدُوا ٱلصَّنَمَ ٱلَّذِي صَنَعَتْهُ.‏ —‏ ١ مل ١٥:‏١١-‏١٣‏.‏

٣ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٣ لَمْ يَكْتَفِ آسَا بِإِزَالَةِ ٱلْأَصْنَامِ،‏ بَلْ شَجَّعَ شَعْبَ يَهُوذَا أَنْ يَعْبُدُوا يَهْوَهَ مِنْ جَدِيدٍ.‏ وَيَهْوَهُ بَارَكَهُ هُوَ وَٱلشَّعْبَ وَأَعْطَاهُمْ فَتْرَةً مِنَ ٱلسَّلَامِ.‏ * فَقَدْ «نَعِمَتِ ٱلْأَرْضُ بِٱلْهُدُوءِ عَشْرَ سِنِينَ».‏ (‏٢ اخ ١٤:‏١،‏ ٤،‏ ٦‏)‏ وَسَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ آسَا مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ.‏ ثُمَّ سَنَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ ٱسْتَفَادُوا هُمْ أَيْضًا مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ فِي أَيَّامِهِمْ.‏ وَفِي ٱلْآخِرِ،‏ سَنُجِيبُ عَنِ ٱلسُّؤَالِ:‏ إِذَا كُنْتَ تَعِيشُ فِي بَلَدٍ يَسْمَحُ لَكَ أَنْ تَعْبُدَ يَهْوَهَ بِحُرِّيَّةٍ،‏ فَكَيْفَ تَسْتَفِيدُ مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ؟‏

كَيْفَ ٱسْتَفَادَ آسَا مِنَ ٱلسَّلَامِ؟‏

٤ حَسَبَ ٢ أَخْبَارِ ٱلْأَيَّام ١٤:‏٢،‏ ٦،‏ ٧‏،‏ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ آسَا مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ؟‏

٤ اقرأ ٢ اخبار الايام ١٤:‏٢،‏ ٦،‏ ٧‏.‏ قَالَ آسَا لِلشَّعْبِ إِنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَنْ ‹أَرَاحَهُمْ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ›.‏ وَلَمْ يَعْتَبِرْ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةَ وَقْتًا لِلرَّاحَةِ.‏ بَلْ بَدَأَ يَبْنِي مُدُنًا وَأَسْوَارًا وَأَبْرَاجًا.‏ وَقَالَ لِشَعْبِ يَهُوذَا:‏ «اَلْأَرْضُ بَعْدُ بَيْنَ يَدَيْنَا».‏ فَمَاذَا قَصَدَ؟‏ كَانَ قَصْدُهُ أَنَّ ٱلشَّعْبَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَبْنُوا وَيَتَنَقَّلُوا بِكُلِّ حُرِّيَّةٍ فِي ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللهُ لَهُمْ دُونَ أَنْ يَخَافُوا مِنْ مُقَاوَمَةِ ٱلْأَعْدَاءِ.‏ وَشَجَّعَ ٱلشَّعْبَ أَنْ يَسْتَفِيدُوا مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ.‏

٥ لِمَ قَوَّى آسَا جَيْشَهُ؟‏

٥ أَيْضًا،‏ ٱسْتَغَلَّ آسَا فَتْرَةَ ٱلسَّلَامِ لِيُقَوِّيَ جَيْشَهُ.‏ (‏٢ اخ ١٤:‏٨‏)‏ وَهَلْ عَنَى ذٰلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَثِقُ بِيَهْوَهَ؟‏ لَا،‏ فَآسَا عَرَفَ أَنَّ مِنْ وَاجِبِهِ كَمَلِكٍ أَنْ يُهَيِّئَ ٱلشَّعْبَ لِلِٱضْطِرَابَاتِ ٱلَّتِي قَدْ يُوَاجِهُونَهَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ فَهُوَ تَوَقَّعَ أَنْ لَا يَدُومَ ٱلسَّلَامُ طَوِيلًا فِي يَهُوذَا.‏ وَهٰذَا مَا حَصَلَ.‏

كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنَ ٱلسَّلَامِ؟‏

٦ كَيْفَ ٱسْتَغَلَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ فَتْرَةَ ٱلسَّلَامِ؟‏

٦ مَعْ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ غَالِبًا مَا تَعَرَّضُوا لِلِٱضْطِهَادِ،‏ فَهُمْ عَاشُوا أَيْضًا فَتَرَاتٍ مِنَ ٱلسَّلَامِ.‏ فَكَيْفَ ٱسْتَغَلُّوهَا؟‏ بَشَّرَ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ بِكُلِّ حَمَاسَةٍ.‏ وَسِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ يُخْبِرُنَا أَنَّ ٱلْجَمَاعَةَ «سَارَتْ فِي خَوْفِ يَهْوَهَ».‏ فَهُمُ ٱسْتَمَرُّوا يُبَشِّرُونَ بِكَلِمَةِ ٱللهِ.‏ وَبِٱلنَّتِيجَةِ زَادَ عَدَدُهُمْ.‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ حَمَاسَتَهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ فِي وَقْتِ ٱلسَّلَامِ.‏ —‏ اع ٩:‏٢٦-‏٣١‏.‏

٧-‏٨ كَيْفَ ٱسْتَغَلَّ بُولُسُ وَآخَرُونَ ٱلْفُرْصَةَ لِيُبَشِّرُوا؟‏

٧ وَقَدِ ٱسْتَغَلَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ كُلَّ فُرْصَةٍ لِيَنْشُرُوا ٱلْأَخْبَارَ ٱلْحُلْوَةَ.‏ مَثَلًا،‏ أَدْرَكَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ بَابًا كَبِيرًا ٱنْفَتَحَ لَهُ حِينَ كَانَ فِي أَفَسُسَ.‏ فَٱسْتَغَلَّ ٱلْفُرْصَةَ لِيُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ هُنَاكَ وَيُعَلِّمَهُمْ.‏ —‏ ١ كو ١٦:‏٨،‏ ٩‏.‏

٨ وَٱسْتَفَادَ بُولُسُ وَمَسِيحِيُّونَ آخَرُونَ مِنْ فُرْصَةٍ أُخْرَى لِيُبَشِّرُوا بَعْدَمَا بُتَّتْ مَسْأَلَةُ ٱلْخِتَانِ سَنَةَ ٤٩  ب‌م.‏ (‏اع ١٥:‏٢٣-‏٢٩‏)‏ فَبَعْدَ وُصُولِ ٱلْقَرَارِ إِلَى ٱلْجَمَاعَاتِ،‏ بَذَلَ ٱلْجَمِيعُ كُلَّ جُهْدِهِمْ ‹لِيُبَشِّرُوا بِكَلِمَةِ يَهْوَهَ›.‏ (‏اع ١٥:‏٣٠-‏٣٥‏)‏ وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «كَانَتِ ٱلْجَمَاعَاتُ تَتَشَدَّدُ فِي ٱلْإِيمَانِ وَتَزْدَادُ فِي ٱلْعَدَدِ يَوْمًا فَيَوْمًا».‏ —‏ اع ١٦:‏٤،‏ ٥‏.‏

كَيْفَ نَسْتَفِيدُ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلسَّلَامِ؟‏

٩ مَا وَضْعُنَا فِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ ٱلْيَوْمَ،‏ وَمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا؟‏

٩ تَسْمَحُ لَنَا بُلْدَانٌ كَثِيرَةٌ ٱلْيَوْمَ أَنْ نُبَشِّرَ بِحُرِّيَّةٍ.‏ فَهَلْ تَعِيشُ فِي أَحَدِهَا؟‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹كَيْفَ أَسْتَعْمِلُ هٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةَ؟‏›.‏ شَعْبُ يَهْوَهَ مَشْغُولٌ جِدًّا فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.‏ فَنَحْنُ نُشَارِكُ فِي أَعْظَمِ حَمْلَةِ تَبْشِيرٍ وَتَعْلِيمٍ عَرَفَهَا ٱلتَّارِيخُ.‏ (‏مر ١٣:‏١٠‏)‏ وَهُنَاكَ فُرَصٌ عَدِيدَةٌ أَمَامَ كُلٍّ مِنَّا.‏

يَفْرَحُ كَثِيرُونَ بِٱلْخِدْمَةِ فِي بَلَدٍ آخَرَ أَوْ بِتَعَلُّمِ لُغَةٍ جَدِيدَةٍ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقَرَاتِ ١٠-‏١٢.‏)‏ *

١٠ عَلَامَ تُشَجِّعُنَا ٢ تِيمُوثَاوُس ٤:‏٢‏؟‏

١٠ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَسْتَفِيدَ مِنْ وَقْتِ ٱلسَّلَامِ؟‏ ‏(‏اقرأ ٢ تيموثاوس ٤:‏٢‏.‏)‏ فَكِّرْ قَلِيلًا فِي ظُرُوفِكَ.‏ هَلْ تَقْدِرُ أَنْتَ،‏ أَوْ أَحَدُ أَفْرَادِ عَائِلَتِكَ،‏ أَنْ تَزِيدَ خِدْمَتَكَ أَوْ رُبَّمَا أَنْ تَصِيرَ فَاتِحًا؟‏ لَيْسَ ٱلْوَقْتُ ٱلْآنَ لِنُجَمِّعَ ٱلْمَالَ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ.‏ فَهٰذِهِ ٱلْأُمُورُ لَنْ نَأْخُذَهَا مَعَنَا إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏ —‏ ام ١١:‏٤؛‏ مت ٦:‏٣١-‏٣٣؛‏ ١ يو ٢:‏١٥-‏١٧‏.‏

١١ مَاذَا يَفْعَلُ ٱلْبَعْضُ لِيُبَشِّرُوا عَدَدًا أَكْبَرَ مِنَ ٱلنَّاسِ؟‏

١١ يَتَعَلَّمُ نَاشِرُونَ كَثِيرُونَ لُغَةً جَدِيدَةً كَيْ يُبَشِّرُوا ٱلنَّاسَ وَيُعَلِّمُوهُمْ.‏ وَهَيْئَتُنَا تَدْعَمُهُمْ كَثِيرًا.‏ فَهِيَ تُصْدِرُ مَوَادَّ مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِعَدَدٍ مُتَزَايِدٍ مِنَ ٱللُّغَاتِ.‏ مَثَلًا سَنَةَ ٢٠١٠،‏ كَانَتْ إِصْدَارَاتُنَا مُتَوَفِّرَةً بِحَوَالَيْ ٥٠٠ لُغَةٍ.‏ أَمَّا ٱلْيَوْمَ،‏ فَهٰذَا ٱلْعَدَدُ وَصَلَ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠‏,١!‏

١٢ أَعْطِ مَثَلًا يُظْهِرُ كَيْفَ يَتَأَثَّرُ ٱلنَّاسُ حِينَ يَسْمَعُونَ ٱلْحَقَّ بِلُغَتِهِمْ.‏

١٢ كَيْفَ تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلنَّاسِ عِنْدَمَا يَسْمَعُونَ ٱلْحَقَّ بِلُغَتِهِمِ ٱلْأُمِّ؟‏ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعْ أُخْتٍ حَضَرَتِ ٱجْتِمَاعًا سَنَوِيًّا فِي وِلَايَةِ تِنِيسِي ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ.‏ وَكَانَ ٱلْبَرْنَامَجُ بِلُغَتِهَا ٱلْأُمِّ ٱلْكِينْيَارُوَانْدِيَّةِ ٱلَّتِي تُحْكَى بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ فِي رُوَانْدَا،‏ ٱلْكُونْغُو (‏كِينْشَاسَا)‏،‏ وَأُوغَنْدَا.‏ وَبَعْدَ ٱلْبَرْنَامَجِ،‏ عَبَّرَتْ هٰذِهِ ٱلْأُخْتُ:‏ «هٰذِهِ أَوَّلُ مَرَّةٍ أَفْهَمُ فِيهَا كُلَّ ٱلْبَرْنَامَجِ مُنْذُ أَنِ ٱنْتَقَلْتُ إِلَى ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ،‏ أَيْ مُنْذُ ١٧ سَنَةً».‏ وَاضِحٌ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْأُخْتَ تَأَثَّرَتْ كَثِيرًا لِأَنَّهَا سَمِعَتِ ٱلْبَرْنَامَجَ بِلُغَتِهَا.‏ فَهَلْ تَسْمَحُ لَكَ ظُرُوفُكَ أَنْ تَتَعَلَّمَ لُغَةً جَدِيدَةً لِتُسَاعِدَ ٱلْبَعْضَ فِي مُقَاطَعَتِكَ؟‏ هَلْ سَيَرْغَبُ ٱلنَّاسُ أَكْثَرَ أَنْ يَسْتَمِعُوا إِلَيْكَ إِذَا تَكَلَّمْتَ مَعَهُمْ بِلُغَتِهِمْ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّ جُهُودَكَ لَنْ تَضِيعَ،‏ فَيَهْوَهُ سَيُبَارِكُكَ بِٱلتَّأْكِيدِ.‏

١٣ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ إِخْوَتُنَا فِي رُوسِيَا مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ؟‏

١٣ فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ،‏ لَا يَقْدِرُ إِخْوَتُنَا أَنْ يُبَشِّرُوا بِحُرِّيَّةٍ لِأَنَّ ٱلْحُكُومَةَ تَحْظُرُ عَمَلَنَا.‏ وَهٰذِهِ هِيَ حَالَةُ إِخْوَتِنَا فِي رُوسِيَا.‏ فَبَعْدَ عَشَرَاتِ ٱلسِّنِينَ مِنَ ٱلِٱضْطِهَادِ،‏ ٱعْتَرَفَتْ بِهِمِ ٱلْحُكُومَةُ فِي آذَارَ (‏مَارِس)‏ ١٩٩١.‏ وَآنَذَاكَ،‏ كَانَ عَدَدُهُمْ حَوَالَيْ ٠٠٠‏,١٦.‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ ٢٠ سَنَةً،‏ صَارَ عَدَدُهُمْ أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠‏,١٦٠!‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّهُمْ عَرَفُوا كَيْفَ يَسْتَفِيدُونَ مِنَ ٱلْفُرْصَةِ كَيْ يُبَشِّرُوا بِحُرِّيَّةٍ.‏ وَفَتْرَةُ ٱلسَّلَامِ هٰذِهِ لَمْ تَدُمْ.‏ لٰكِنْ رَغْمَ تَغَيُّرِ ٱلظُّرُوفِ،‏ بَقُوا نَشِيطِينَ جِدًّا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ.‏ وَهُمْ يَفْعَلُونَ كُلَّ مَا يَقْدِرُونَ عَلَيْهِ كَيْ يُكْمِلُوا عَمَلَهُمْ.‏

فَتْرَةُ ٱلسَّلَامِ لَنْ تَدُومَ

بَعْدَمَا صَلَّى آسَا مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ،‏ هَزَمَ يَهْوَهُ ٱلْحَبَشِيِّينَ هَزِيمَةً سَاحِقَةً (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَتَيْنِ ١٤-‏١٥.‏)‏

١٤-‏١٥ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ ٱلْمَلِكَ آسَا؟‏

١٤ أَتَى ٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي ٱنْتَهَتْ فِيهِ فَتْرَةُ ٱلسَّلَامِ فِي أَيَّامِ آسَا.‏ فَقَدْ هَجَمَ عَلَيْهِ ٱلْحَبَشِيُّونَ بِجَيْشٍ مِنْ مِلْيُونِ مُحَارِبٍ.‏ وَكَانَ قَائِدُهُمْ زَارَحُ وَاثِقًا تَمَامًا أَنَّهُ سَيُدَمِّرُ يَهُوذَا.‏ لٰكِنَّ ٱلْمَلِكَ آسَا ٱتَّكَلَ عَلَى يَهْوَهَ،‏ لَا عَلَى عَدَدِ جُنُودِهِ.‏ فَهُوَ صَلَّى:‏ «سَاعِدْنَا يَا يَهْوَهُ إِلٰهَنَا،‏ لِأَنَّنَا عَلَيْكَ ٱتَّكَلْنَا وَبِٱسْمِكَ أَتَيْنَا عَلَى هٰذَا ٱلْجُمْهُورِ».‏ —‏ ٢ اخ ١٤:‏١١‏.‏

١٥ فَمَعْ أَنَّ جَيْشَ ٱلْحَبَشِيِّينَ كَانَ تَقْرِيبًا ضِعْفَ عَدَدِ جُنُودِ آسَا،‏ فَهُوَ عَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ قَوِيٌّ وَقَادِرٌ أَنْ يُخَلِّصَ شَعْبَهُ.‏ وَيَهْوَهُ لَمْ يَخْذُلْهُ،‏ بَلْ هَزَمَ ٱلْحَبَشِيِّينَ هَزِيمَةً سَاحِقَةً.‏ —‏ ٢ اخ ١٤:‏٨-‏١٣‏.‏

١٦ لِمَ نَقُولُ إِنَّ فَتْرَةَ ٱلسَّلَامِ لَنْ تَدُومَ؟‏

١٦ نَحْنُ لَا نَعْرِفُ بِٱلضَّبْطِ مَاذَا يُخَبِّئُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا.‏ لٰكِنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ ٱلسَّلَامَ ٱلَّذِي يَعِيشُهُ شَعْبُ ٱللهِ لَنْ يَدُومَ.‏ فَحِينَ أَنْبَأَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ قَالَ إِنَّ أَتْبَاعَهُ سَيَكُونُونَ «مُبْغَضِينَ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏مت ٢٤:‏٩‏)‏ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ قَالَ «إِنَّ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي أَنْ يَحْيَوْا بِتَعَبُّدٍ لِلهِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ سَيُضْطَهَدُونَ أَيْضًا».‏ (‏٢ تي ٣:‏١٢‏)‏ فَٱلشَّيْطَانُ ٱلْيَوْمَ «غَاضِبٌ كَثِيرًا».‏ وَنَحْنُ نَخْدَعُ أَنْفُسَنَا إِذَا ظَنَنَّا أَنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نَهْرُبَ مِنْ غَضَبِهِ.‏ —‏ رؤ ١٢:‏١٢‏.‏

١٧ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يُمْتَحَنَ إِيمَانُنَا؟‏

١٧ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ،‏ كُلُّنَا سَيُمْتَحَنُ إِيمَانُنَا.‏ فَقَرِيبًا سَيَأْتِي «ضِيقٌ عَظِيمٌ لَمْ يَحْدُثْ مِثْلُهُ مُنْذُ بَدْءِ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْآنَ».‏ (‏مت ٢٤:‏٢١‏)‏ وَقَدْ تَنْقَلِبُ آنَذَاكَ عَائِلَاتُنَا ضِدَّنَا وَيُحْظَرُ عَمَلُنَا.‏ (‏مت ١٠:‏٣٥،‏ ٣٦‏)‏ فَهَلْ سَيَثِقُ كُلٌّ مِنَّا،‏ مِثْلَ آسَا،‏ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَقِفُ إِلَى جَانِبِهِ وَيَحْمِيهِ؟‏

١٨ حَسَبَ ٱلْعِبْرَانِيِّين ١٠:‏٣٨،‏ ٣٩‏،‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ كَيْ نَسْتَعِدَّ لِلْمُسْتَقْبَلِ؟‏

١٨ يَهْوَهُ يُقَوِّي إِيمَانَنَا ٱلْآنَ كَيْ يُجَهِّزَنَا لِلْمُسْتَقْبَلِ.‏ فَبِوَاسِطَةِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ»،‏ يُعْطِينَا يَهْوَهُ ‹ٱلطَّعَامَ فِي حِينِهِ› كَيْ نَبْقَى أَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥‏)‏ وَلٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِدَوْرِنَا وَنَبْنِيَ إِيمَانًا ثَابِتًا بِيَهْوَهَ.‏ —‏ اقرإ العبرانيين ١٠:‏٣٨،‏ ٣٩‏.‏

١٩-‏٢٠ بِنَاءً عَلَى ١ أَخْبَارِ ٱلْأَيَّام ٢٨:‏٩‏،‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٩ وَمِثْلَ ٱلْمَلِكِ آسَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ ‹نَطْلُبَ يَهْوَهَ›.‏ (‏٢ اخ ١٤:‏٤؛‏ ١٥:‏١،‏ ٢‏)‏ وَنَحْنُ نَطْلُبُهُ حِينَ نَتَعَلَّمُ عَنْهُ وَنَعْتَمِدُ،‏ ثُمَّ نَسْتَغِلُّ كُلَّ فُرْصَةٍ لِنُقَوِّيَ مَحَبَّتَنَا لَهُ.‏ وَكَيْ تَعْرِفَ إِنْ كُنْتَ تَطْلُبُ يَهْوَهَ فِعْلًا،‏ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أَحْضُرُ كُلَّ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟‏›.‏ حِينَ نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلَّتِي تُعِدُّهَا لَنَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ،‏ نَنْتَعِشُ رُوحِيًّا وَنَتَشَجَّعُ بِرِفْقَةِ إِخْوَتِنَا.‏ (‏مت ١١:‏٢٨‏)‏ اِسْأَلْ نَفْسَكَ أَيْضًا:‏ ‹هَلْ لَدَيَّ عَادَةٌ أَنْ أَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ؟‏›.‏ فَإِذَا كُنْتَ تَسْكُنُ مَعْ عَائِلَتِكَ،‏ فَهَلْ تُخَصِّصُونَ ٱلْوَقْتَ كُلَّ أُسْبُوعٍ لِلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ؟‏ أَوْ إِذَا كُنْتَ تَسْكُنُ وَحْدَكَ،‏ فَهَلْ تُخَصِّصُ ٱلْوَقْتَ لِلدَّرْسِ كَمَا لَوْ أَنَّكَ جُزْءٌ مِنْ عَائِلَةٍ؟‏ وَهَلْ تَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِكَ لِتُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ وَتُعَلِّمَهُمُ ٱلْحَقَّ؟‏

٢٠ وَلِمَ عَلَيْنَا أَنْ نُفَكِّرَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ؟‏ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ يَفْحَصُ قُلُوبَنَا وَأَفْكَارَنَا.‏ لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ مِثْلَهُ.‏ ‏(‏اقرأ ١ اخبار الايام ٢٨:‏٩‏.‏)‏ وَإِذَا لَزِمَ أَنْ نُغَيِّرَ فِي أَهْدَافِنَا أَوْ مَوَاقِفِنَا أَوْ أَفْكَارِنَا،‏ فَلْنَطْلُبِ ٱلْمُسَاعَدَةَ مِنْ يَهْوَهَ.‏ اَلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنَسْتَعِدَّ لِلْمَصَاعِبِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُنَا.‏ فَلْنَسْتَفِدْ كَامِلًا مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٦٢ اَلتَّرْنِيمَةُ ٱلْجَدِيدَةُ

^ ‎الفقرة 5‏ هَلْ تَعِيشُ فِي بَلَدٍ يَسْمَحُ لَكَ أَنْ تَعْبُدَ يَهْوَهَ بِحُرِّيَّةٍ؟‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ،‏ هَلْ تَسْتَفِيدُ مِنْ فَتْرَةِ ٱلسَّلَامِ؟‏ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ سَتُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِآسَا مَلِكِ يَهُوذَا وَٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ ٱسْتَفَادُوا مِنَ ٱلسَّلَامِ فِي أَيَّامِهِمْ.‏

^ ‎الفقرة 3‏ شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ:‏ إِنَّ كَلِمَةَ ‏«سَلَامٍ» لَا تُشِيرُ فَقَطْ إِلَى عَدَمِ وُجُودِ حَرْبٍ.‏ فَٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ تَنْقُلُ أَيْضًا فِكْرَةَ ٱلْأَمَانِ وَٱلصِّحَّةِ وَٱلطُّمَأْنِينَةِ.‏

^ ‎الفقرة 57‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ اَلْمَلِكُ آسَا يَعْزِلُ جَدَّتَهُ مِنْ مَرْكَزِهَا لِأَنَّهَا شَجَّعَتِ ٱلشَّعْبَ عَلَى عِبَادَةِ ٱلْأَصْنَامِ،‏ وَخُدَّامُ آسَا ٱلْأَوْلِيَاءُ يُطِيعُونَهُ وَيُكَسِّرُونَ ٱلْأَصْنَامَ.‏

^ ‎الفقرة 59‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ زَوْجَانِ يُبَسِّطَانِ حَيَاتَهُمَا كَيْ يَنْتَقِلَا إِلَى مِنْطَقَةٍ فِيهَا حَاجَةٌ كَبِيرَةٌ إِلَى مُبَشِّرِينَ.‏