الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٧

‏«سأزلزل كل الامم»‏

‏«سأزلزل كل الامم»‏

‏«سأُزَلزِلُ كُلَّ الأُمَم،‏ وسَتَأتي كُنوزُ كُلِّ الأُمَم».‏ —‏ حج ٢:‏٧‏.‏

التَّرنيمَة ٢٤ هَيَّا نصعَدُ جَبَلَ بَيتِ يَهْوَه!‏

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١-‏٢ أيَّةُ زَلزَلَةٍ تنَبَّأَ عنها حَجَّاي؟‏

‏«إنهارَتِ المَحَلَّاتُ والبِناياتُ القَديمَة خِلالَ دَقائِق».‏ «كانَ الجَميعُ مَرعوبين.‏ كَثيرونَ قالوا إنَّ الهَزَّةَ استَمَرَّت دَقيقَتَينِ تَقريبًا،‏ لكنِّي شعَرتُ أنَّها أطوَلُ بِكَثير».‏ هذا ما قالَهُ ناجِيانِ مِن زِلزالٍ ضرَبَ النِّيبَال سَنَةَ ٢٠١٥.‏ فهَل مرَرتَ بِحادِثَةٍ مُرعِبَة كهذِه؟‏ لا شَكَّ إذًا أنَّكَ لن تنساها بِسُهولَة.‏

٢ لكنَّنا في هذِهِ اللَّحظَةِ نمُرُّ بِزَلزَلَةٍ مِن نَوعٍ آخَر.‏ وهي لا تحدُثُ في مَدينَةٍ أو بَلَدٍ واحِد،‏ بل في كُلِّ الأُمَم.‏ وقدْ بدَأت مِن عَشَراتِ السِّنين.‏ تنَبَّأَ عنها حَجَّاي قائِلًا:‏ «هذا ما يَقولُهُ يَهْوَه إلهُ الجُنود:‏ ‹عن قَريب،‏ سأُزَلزِلُ مَرَّةً أُخْرى السَّماءَ والأرضَ والبَحرَ واليابِسَة›».‏ —‏ حج ٢:‏٦‏.‏

٣ ماذا يُمَيِّزُ الزَّلزَلَةَ الَّتي تنَبَّأَ عنها حَجَّاي؟‏

٣ الزَّلزَلَةُ الَّتي تنَبَّأَ عنها حَجَّاي لا تُشبِهُ أيَّ زِلزالٍ حَرفِيّ.‏ فالزِّلزالُ لا يُسَبِّبُ إلَّا الدَّمار.‏ أمَّا هذِهِ الزَّلزَلَةُ فلَها نَتائِجُ إيجابِيَّة.‏ يَهْوَه بِنَفْسِهِ قال:‏ «سأُزَلزِلُ كُلَّ الأُمَم،‏ وسَتَأتي كُنوزُ كُلِّ الأُمَمِ إلى هذا البَيت،‏ وسَأملَأُهُ بِالمَجد».‏ (‏حج ٢:‏٧‏)‏ فماذا عنَت هذِهِ النُّبُوَّةُ لِلنَّاسِ أيَّامَ حَجَّاي؟‏ وماذا تعني لنا اليَوم؟‏ سنعرِفُ الجَوابَ في هذِهِ المَقالَة،‏ وسَنرى أيضًا كَيفَ نُشارِكُ اليَومَ في زَلزَلَةِ الأُمَم.‏

رِسالَةٌ مُشَجِّعَة في أيَّامِ حَجَّاي

٤ لِمَ أرسَلَ يَهْوَه النَّبِيَّ حَجَّاي؟‏

٤ أعطى يَهْوَه حَجَّاي تَعيينًا مُهِمًّا.‏ إلَيكَ القِصَّة:‏ سَنَةَ ٥٣٧ ق‌م،‏ عادَ اليَهُودُ مِنَ الأسرِ في بَابِل إلى أُورُشَلِيم.‏ وعلى الأرجَح،‏ كانَ حَجَّاي بَينَهُم.‏ بَعدَ وَقتٍ قَليلٍ مِن وُصولِهِم،‏ وضَعوا أساساتِ بَيتِ يَهْوَه،‏ أيِ الهَيكَل.‏ (‏عز ٣:‏٨،‏ ١٠‏)‏ ولكنْ بَعدَ فَترَةٍ قَصيرَة،‏ حصَلَ شَيءٌ مُؤْسِف.‏ فبِسَبَبِ المُقاوَمَة،‏ ضعُفَت مَعنَوِيَّاتُهُم وتوَقَّفوا عنِ البِناء.‏ (‏عز ٤:‏٤؛‏ حج ١:‏١،‏ ٢‏)‏ لِذا سَنَةَ ٥٢٠ ق‌م،‏ أرسَلَ يَهْوَه حَجَّاي لِيُشعِلَ حَماسَتَهُم مِن جَديدٍ ويُشَجِّعَهُم أن يُكمِلوا البِناء.‏ * —‏ عز ٦:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

٥ لِمَ كانَت رِسالَةُ حَجَّاي مُشَجِّعَة؟‏

٥ كانَ الهَدَفُ مِن رِسالَةِ حَجَّاي أن تُشَجِّعَ اليَهُودَ اليائِسينَ وتُقَوِّيَ إيمانَهُم بِيَهْوَه.‏ قالَ لهُم بِحَماسَة:‏ «‹تَشَجَّعوا كُلُّكُم يا شَعبَ هذِهِ الأرض›،‏ يَقولُ يَهْوَه،‏ ‹واعمَلوا.‏ لِأنِّي معكُم›،‏ يَقولُ يَهْوَه إلهُ الجُنود».‏ (‏حج ٢:‏٤‏)‏ لا بُدَّ أنَّ عِبارَةَ «يَهْوَه إلهُ الجُنودِ» شجَّعَتِ اليَهُودَ كَثيرًا.‏ فقدْ ذكَّرَتهُم أنَّ يَهْوَه لَدَيهِ جَيشٌ كَبيرٌ مِنَ المَلائِكَةِ الأقوِياء.‏ وبِالتَّالي،‏ لزِمَ أن يتَّكِلوا علَيهِ كَي ينجَحوا.‏

٦ ماذا كانَ سيَنتِجُ عنِ الزَّلزَلَة؟‏

٦ أرسَلَ يَهْوَه حَجَّاي لِيُخبِرَ اليَهُودَ أنَّهُ سيُزَلزِلُ كُلَّ الأُمَم.‏ وهذِهِ الرِّسالَةُ أكَّدَت لِلَّذينَ كانوا يبنونَ الهَيكَلَ أنَّ يَهْوَه سيُزَلزِلُ فَارِس،‏ الدَّولَةَ العالَمِيَّة الَّتي سَيطَرَت آنَذاكَ على أُمَمٍ كَثيرَة.‏ وماذا كانَ سيَنتِجُ عن تِلكَ الزَّلزَلَة؟‏ أوَّلًا،‏ سيُكمِلُ شَعبُ اللّٰهِ بِناءَ الهَيكَل.‏ ثانِيًا،‏ سيَنضَمُّ إلَيهِم أشخاصٌ مِن غَيرِ اليَهُودِ لِيَعبُدوا يَهْوَه في الهَيكَل.‏ فلا شَكَّ أنَّ هذِهِ الرِّسالَةَ شجَّعَت شَعبَ اللّٰهِ كَثيرًا.‏ —‏ زك ٨:‏٩‏.‏

عَمَلٌ يُزَلزِلُ الأرضَ اليَوم

هل تشارك كاملًا في العمل الذي يزلزل الأرض اليوم؟‏ (‏أُنظر الفقرتين ٧-‏٨.‏)‏ *

٧ أيُّ عَمَلٍ يُزَلزِلُ العالَمَ في أيَّامِنا؟‏ أوضِح.‏

٧ ماذا تعني نُبُوَّةُ حَجَّاي لنا اليَوم؟‏ يَهْوَه يُزَلزِلُ مُجَدَّدًا كُلَّ الأُمَم.‏ وهذِهِ المَرَّة،‏ لنا دَورٌ في الزَّلزَلَة.‏ لاحِظْ ما يلي:‏ سَنَةَ ١٩١٤،‏ عيَّنَ يَهْوَه يَسُوع المَسِيح مَلِكًا على مَملَكَتِهِ السَّماوِيَّة.‏ (‏مز ٢:‏٦‏)‏ لكنَّ تَأسيسَ هذِهِ المَملَكَةِ كانَ خَبَرًا بَشِعًا لِقادَةِ العالَم.‏ فقدْ عنى أنَّ «الأزمِنَةَ المُعَيَّنَة لِلأُمَمِ» قد تمَّت،‏ أي أنَّ الفَترَةَ الَّتي لم يوجَدْ فيها مَلِكٌ يُمَثِّلُ يَهْوَه قدِ انتَهَت.‏ (‏لو ٢١:‏٢٤‏)‏ لِذلِكَ خُصوصًا مِن سَنَةِ ١٩١٩،‏ يُعلِنُ شَعبُ يَهْوَه أنَّ مَملَكَتَهُ هيَ الأمَلُ الوَحيدُ لِلبَشَر.‏ ومِن ذلِكَ الوَقت،‏ يُزَلزِلُ التَّبشيرُ «بِالأخبارِ الحُلوَة عن مَملَكَةِ اللّٰهِ» كُلَّ العالَم.‏ —‏ مت ٢٤:‏١٤‏.‏

٨ حَسَبَ المَزْمُور ٢:‏١-‏٣‏،‏ كَيفَ تكونُ رَدَّةُ فِعلِ أغلَبِ الأُمَمِ حينَ يسمَعونَ الرِّسالَة؟‏

٨ ماذا تكونُ رَدَّةُ فِعلِ النَّاسِ حينَ يسمَعونَ هذِهِ الرِّسالَة؟‏ أغلَبُهُم يرفُضونَها.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ٢:‏١-‏٣‏.‏)‏ والأُمَمُ الَّتي ينتَمونَ إلَيها ‹ترتَجّ›،‏ أي تنزَعِجُ وتغضَب،‏ ولا تقبَلُ المَلِكَ الَّذي عيَّنَهُ يَهْوَه.‏ مِنَ الواضِحِ إذًا أَنَّها لا تعتَبِرُ الرِّسالَةَ الَّتي نُبَشِّرُ بها عن مَملَكَةِ اللّٰهِ ‹أخبارًا حُلوَة›.‏ حتَّى إنَّ بَعضَ الحُكوماتِ تحظُرُ عَمَلَ التَّبشير.‏ ومع أنَّ حُكَّامًا كَثيرينَ يدَّعونَ أنَّهُم يخدُمونَ اللّٰه،‏ لا يُريدونَ أن يتَخَلَّوْا عن سُلطَتِهِم.‏ لِذلِك يُقاوِمونَ المَلِكَ الَّذي عيَّنَهُ يَهْوَه بِمُهاجَمَةِ أتباعَه،‏ تَمامًا مِثلَما فعَلَ الحُكَّامُ زَمَنَ يَسُوع.‏ —‏ اع ٤:‏٢٥-‏٢٨‏.‏

٩ ماذا يفعَلُ يَهْوَه لِلَّذينَ يُقاوِمونَ مَملَكَتَه؟‏

٩ ماذا يفعَلُ يَهْوَه لِلأُمَمِ الَّتي تُقاوِمُ مَملَكَتَه؟‏ نجِدُ الجَوابَ في المَزْمُور ٢:‏١٠-‏١٢‏.‏ يقول:‏ «الآنَ أيُّها المُلوكُ اعمَلوا بِبَصيرَة،‏ تأدَّبوا يا قُضاةَ الأرض.‏ أُخدُموا يَهْوَه بِخَوفٍ وافرَحوا بِرِعدَة.‏ قبِّلوا الابْنَ لِئَلَّا يشتَدَّ غَضَبُ [اللّٰهِ] فتَبيدوا مِنَ الطَّريق،‏ لِأنَّهُ عن قَليلٍ يضطَرِمُ غَضَبُه.‏ سُعَداءُ هُم جَميعُ المُحتَمينَ به».‏ فيَهْوَه يُعطي فُرصَةً لِهؤُلاءِ المُقاوِمينَ كَي يُغَيِّروا مَوقِفَهُم ويَقبَلوا مَملَكَتَه.‏ ولكنْ لم يبقَ وَقتٌ كَثير.‏ فنَحنُ نعيشُ في «الأيَّامِ الأخيرَة» لِهذا العالَم.‏ (‏٢ تي ٣:‏١؛‏ اش ٦١:‏٢‏)‏ لذا،‏ يجِبُ أن يعرِفَ النَّاسُ الحَقَّ ويَختاروا أن يخدُموا يَهْوَه دونَ تَأخير.‏

رَدُّ فِعلٍ إيجابِيٌّ نَتيجَةَ الزَّلزَلَة

١٠ أيُّ رَدِّ فِعلٍ إيجابِيٍّ تنَبَّأت عنهُ حَجَّاي ٢:‏٧-‏٩‏؟‏

١٠ الزَّلزَلَةُ الَّتي تنَبَّأَ عنها حَجَّاي تُنتِجُ رَدَّ فِعلٍ إيجابِيًّا عِندَ بَعضِ النَّاس.‏ فبِسَبَبِها،‏ «تَأتي كُنوزُ كُلِّ الأُمَمِ» إلى عِبادَةِ يَهْوَه.‏ وهذِهِ ‹الكُنوزُ› هيَ الأشخاصُ المُستَقيمون.‏ * ‏(‏إقرأ حجاي ٢:‏٧-‏٩‏.‏)‏ وقدْ تنَبَّأَ أيضًا إشَعْيَا ومِيخَا أنَّ هذا سيَحدُثُ «في الأيَّامِ الأخيرَة».‏ —‏ مي ٤:‏١،‏ ٢‏،‏ الحاشية؛‏ اش ٢:‏٢-‏٤‏.‏

١١ كَيفَ أثَّرَت رِسالَةُ مَملَكَةِ اللّٰهِ على أحَدِ الإخوَة؟‏

١١ لاحِظْ كَيفَ أثَّرَت هذِهِ الرِّسالَةُ على الأخ كِن الَّذي يخدُمُ الآنَ في المَركَزِ الرَّئيسِيِّ العالَمِيّ.‏ فهو يتَذَكَّرُ جَيِّدًا كَيفَ شعَرَ حينَ سمِعَها قَبلَ ٤٠ سَنَةً تَقريبًا.‏ يُخبِر:‏ «فرِحتُ كَثيرًا حينَ عرَفتُ أنَّنا نعيشُ في الأيَّامِ الأخيرَة لِهذا العالَم.‏ وفهِمتُ أنِّي كَي أُرضيَ اللّٰهَ وأنالَ الحَياةَ الأبَدِيَّة،‏ يجِبُ أن أهرُبَ مِن هذا العالَمِ غَيرِ المُستَقِرِّ وأقِفَ بِثَباتٍ إلى جانِبِ يَهْوَه.‏ فصلَّيتُ وفعَلتُ ذلِك فَورًا.‏ ترَكتُ العالَمَ خَلفي،‏ والتَجَأتُ إلى مَملَكَةِ اللّٰهِ الَّتي ستبقى ثابِتَةً إلى الأبَد».‏

١٢ كَيفَ يمتَلِئُ هَيكَلُ يَهْوَه الرُّوحِيُّ بِالمَجدِ خِلالَ الأيَّامِ الأخيرَة؟‏

١٢ مِنَ الواضِحِ أنَّ يَهْوَه يُبارِكُ شَعبَه.‏ فخِلالَ الأيَّامِ الأخيرَة،‏ ازدادَ عَدَدُ خُدَّامِ يَهْوَه كَثيرًا.‏ فسَنَةَ ١٩١٤،‏ كُنَّا حَوالَي خَمسَةِ آلاف.‏ أمَّا الآن،‏ فصِرنا أكثَرَ مِن ثَمانيَةِ مَلايين.‏ وكُلَّ سَنَة،‏ يحضُرُ مَلايينُ الأشخاصِ الذِّكرى معنا.‏ وبِهذِهِ الطَّريقَة،‏ تملَأُ «كُنوزُ كُلِّ الأُمَمِ» الجُزءَ الأرضِيَّ مِن هَيكَلِ يَهْوَه الرُّوحِيّ،‏ أيِ التَّرتيبِ الَّذي وضَعَهُ لِيَعبُدَهُ البَشَرُ بِطَريقَةٍ تُرضيه.‏ كما يتَمَجَّدُ اسْمُ يَهْوَه حينَ يُغَيِّرُ هؤُلاءِ الأشخاصُ حَياتَهُم ويَلبَسونَ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة.‏ —‏ اف ٤:‏٢٢-‏٢٤‏.‏

شعب اللّٰه حول العالم يبشِّرون بفرح عن مملكته (‏أُنظر الفقرة ١٣.‏)‏

١٣ أيَّةُ نُبُوَّاتٍ تتِمُّ نَتيجَةَ الزِّيادَةِ في عَدَدِ خُدَّامِ يَهْوَه؟‏ (‏أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.‏)‏

١٣ والزِّيادَةُ في عَدَدِ خُدَّامِ اللّٰهِ تُتَمِّمُ نُبُوَّاتٍ أُخرى،‏ مِثلَ المَذكورَةِ في إشَعْيَا ٦٠‏.‏ تقولُ الآيَةُ ٢٢ مِن هذا الفَصل:‏ «الصَّغيرُ يصيرُ ألفًا،‏ والحَقيرُ أُمَّةً قَوِيَّة.‏ أنا يَهْوَه أُسرِعُ بِذلِك في وَقتِه».‏ وبِسَبَبِ هذِهِ الزِّيادَة،‏ يحدُثُ أمرٌ رائِع.‏ ‹فالكُنوز›،‏ أوِ الأشخاصُ الَّذينَ يَأتونَ إلى بَيتِ يَهْوَه،‏ يتَمَتَّعونَ بِمَهاراتٍ وقُدُراتٍ مُتَنَوِّعَة ويَرغَبونَ أن يُبَشِّروا «بِالأخبارِ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰهِ».‏ وهكَذا،‏ يستَفيدُ شَعبُ يَهْوَه مِن «حَليبِ الأُمَم»،‏ مِثلَما تنَبَّأَ إشَعْيَا أيضًا.‏ (‏اش ٦٠:‏٥،‏ ١٦‏)‏ فبِمُساعَدَةِ هؤُلاءِ الأشخاص،‏ نُبَشِّرُ في ٢٤٠ بَلَدًا ونُصدِرُ المَطبوعاتِ بِأكثَرَ مِن ٠٠٠‏,١ لُغَة.‏

الآنَ وَقتُ القَرار

١٤ أيُّ قَرارٍ يجِبُ أن يأخُذَهُ النَّاسُ الآن؟‏

١٤ في وَقتِ النِّهايَةِ هذا،‏ تضَعُ الزَّلزَلَةُ النَّاسَ أمامَ خِيارَين:‏ إمَّا أن يدعَموا مَملَكَةَ اللّٰه،‏ أو يتَّكِلوا على حُكوماتِ العالَم.‏ وعلى كُلِّ شَخصٍ أن يأخُذَ هذا القَرار.‏ وماذا عن شَعبِ يَهْوَه؟‏ صَحيحٌ أنَّهُم يُطيعونَ قَوانينَ البَلَدِ الَّذي يعيشونَ فيه،‏ لكنَّهُم لا يتَدَخَّلونَ أبَدًا في السِّياسَة.‏ (‏رو ١٣:‏١-‏٧‏)‏ فهُم يعرِفونَ أنَّ مَملَكَةَ اللّٰهِ هيَ الحَلُّ الوَحيدُ لِمَشاكِلِ الإنسان.‏ وهذِهِ المَملَكَةُ لَيسَت جُزءًا مِنَ العالَم.‏ —‏ يو ١٨:‏٣٦،‏ ٣٧‏.‏

١٥ أيُّ امتِحانٍ كَبيرٍ لِلوَلاءِ يتَحَدَّثُ عنهُ سِفرُ الرُّؤْيَا؟‏

١٥ يكشِفُ سِفرُ الرُّؤْيَا أنَّ شَعبَ اللّٰهِ سيُواجِهونَ في الأيَّامِ الأخيرَة امتِحانًا لِوَلائِهِم،‏ وبِالنَّتيجَةِ سَيَتَعَرَّضونَ لِلمُقاوَمَةِ والاضطِهاد.‏ فحُكوماتُ العالَمِ ستَطلُبُ منَ الجَميعِ أن يعبُدوها،‏ وستَضطَهِدُ الَّذينَ يرفُضونَ ذلك.‏ (‏رؤ ١٣:‏١٢،‏ ١٥‏)‏ وسَتُجبِرُ «الجَميع،‏ عُظَماءَ وقَليلي الأهَمِّيَّة،‏ أغنِياءَ وفُقَراء،‏ أحرارًا وعَبيدًا،‏ أن ينالوا عَلامَةً على يَدِهِمِ اليُمنى أو على جَبينِهِم».‏ (‏رؤ ١٣:‏١٦‏)‏ قَديمًا،‏ كانَ العَبيدُ ينالونَ عَلامَةً تُظهِرُ مَن هو سَيِّدُهُم.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ يضغَطُ المُجتَمَعُ اليَومَ على كُلِّ النَّاسِ كَي ينالوا عَلامَةً على يَدِهِم أو جَبينِهِم،‏ أي يُظهِروا بِتَصَرُّفاتِهِم وأفكارِهِم أنَّهُم يُقَدِّمونَ دَعمَهُم ووَلاءَهُم للحُكومات.‏

١٦ لِمَ مُهِمٌّ أن نُقَوِّيَ وَلاءَنا لِيَهْوَه الآن؟‏

١٦ هل سنقبَلُ هذِهِ العَلامَةَ وندعَمُ الحُكومات؟‏ إذا رفَضناها،‏ فسَنُواجِهُ طَبعًا صُعوباتٍ ومَخاطِر.‏ يذكُرُ سِفرُ الرُّؤْيَا:‏ «لا يقدِرُ أحَدٌ أن يشتَريَ أو يبيعَ إذا لم تكُنْ لَدَيهِ العَلامَة».‏ (‏رؤ ١٣:‏١٧‏)‏ لكنَّنا نعرِفُ ماذا سيَفعَلُ اللّٰهُ بِالَّذينَ لَدَيهِمِ العَلامَة.‏ (‏رؤ ١٤:‏٩،‏ ١٠‏)‏ لِذا بَدَلَ أن ننالَها،‏ نكتُبُ على أيدينا أنَّنا «لِيَهْوَه».‏ (‏اش ٤٤:‏٥‏)‏ فالآنَ هوَ الوَقتُ لِنُقَوِّيَ وَلاءَنا لِإلهِنا.‏ وعِندَئِذٍ،‏ سيَفرَحُ يَهْوَه أن يقولَ إنَّنا له.‏

زَلزَلَةٌ أخيرَة

١٧ ماذا يجِبُ أن نتَذَكَّرَ عن صَبرِ يَهْوَه؟‏

١٧ يصبِرُ يَهْوَه كَثيرًا خِلالَ هذِهِ الأيَّامِ الأخيرَة.‏ فهو لا يرغَبُ أن يهلَكَ أحَد.‏ (‏٢ بط ٣:‏٩‏)‏ لِذا يُعطي الجَميعَ فُرصَةً لِيَتوبوا ويَأخُذوا القَرارَ الصَّحيح.‏ ولكنْ لِنتَذَكَّرْ أنَّ صَبرَهُ لهُ حُدود.‏ والَّذينَ يرفُضونَ هذِهِ الفُرصَةَ سيَحصُلُ لهُم مِثلَما حصَلَ لِفِرْعَوْن أيَّامَ مُوسَى.‏ فقدْ قالَ لهُ يَهْوَه:‏ «أنا كُنتُ قادِرًا أن أمُدَّ يَدي وأضرِبَكَ أنتَ وشَعبَكَ بِمَرَضٍ مُميتٍ لِتُمْحى مِنَ الأرض.‏ لكنِّي لِهذا السَّبَبِ أبْقَيْتُكَ حَيًّا:‏ لِكَي أُرِيَكَ قُدرَتي ولِكَي يُعلَنَ اسْمي في كُلِّ الأرض».‏ (‏خر ٩:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ ففي النِّهايَة،‏ ستعرِفُ كُلُّ الأُمَمِ أنَّ يَهْوَه هوَ الإلهُ الحَقيقِيُّ الوَحيد.‏ (‏حز ٣٨:‏٢٣‏)‏ وكَيفَ سيَحدُثُ ذلِك؟‏

١٨ ‏(‏أ)‏ أيُّ زَلزَلَةٍ أُخرى تتَحَدَّثُ عنها حَجَّاي ٢:‏٦،‏ ٢٠-‏٢٢‏؟‏ (‏ب)‏ كَيفَ نعرِفُ أنَّ كَلِماتِ حَجَّاي سيَكونُ لَها إتمامٌ في المُستَقبَل؟‏

١٨ بَعدَ حَجَّاي بِمِئاتِ السِّنين،‏ أوضَحَ الرَّسولُ بُولُس أنَّ كَلِماتِ حَجَّاي ٢:‏٦،‏ ٢٠-‏٢٢ سيَكونُ لَها إتمامٌ في المُستَقبَل.‏ ‏(‏إقرأها.‏)‏ كتَب:‏ «قد وعَدَ قائِلًا:‏ ‹إنِّي مَرَّةً بَعد سأُزَلزِلُ لا الأرضَ فَقَط،‏ بلِ السَّماءَ أيضًا›.‏ فالعِبارَةُ ‹مَرَّةً بَعد› تُشيرُ إلى إزالَةِ الأشياءِ المُتَزَعزِعَة الَّتي هي مَصنوعَة،‏ لِكَي تبقى الأشياءُ الَّتي لا تتَزَعزَع».‏ (‏عب ١٢:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ فبِعَكسِ الزَّلزَلَةِ في حَجَّاي ٢:‏٧‏،‏ ستُدَمِّرُ هذِهِ الزَّلزَلَةُ نِهائِيًّا الَّذينَ يرفُضونَ مِثلَ فِرْعَوْن حَقَّ يَهْوَه في الحُكم.‏

١٩ ما الَّذي لن ‹يتَزَعزَع›،‏ وكَيفَ نعرِفُ ذلِك؟‏

١٩ وما الَّذي لن ‹يتَزَعزَعَ› أو يزول؟‏ يُكمِلُ بُولُس:‏ «بِما أنَّنا سنتَسَلَّمُ مَلَكوتًا لا يُمكِنُ أن يتَزَعزَع،‏ فلْيَكُنْ لنا على الدَّوامِ نِعمَةٌ بها نُؤَدِّي لِلّٰه خِدمَةً مُقَدَّسَة مَقبولَة،‏ بِتَقوى ومَهابَة».‏ (‏عب ١٢:‏٢٨‏)‏ فبَعدَما تنتَهي الزَّلزَلَةُ الأخيرَة،‏ لن تبقى سِوى مَملَكَةِ اللّٰه.‏ وهي وَحدَها ستظَلُّ ثابِتَةً إلى الأبَد.‏ —‏ مز ١١٠:‏٥،‏ ٦؛‏ دا ٢:‏٤٤‏.‏

٢٠ أيُّ قَرارٍ يجِبُ أن يأخُذَهُ النَّاس،‏ وكَيفَ نُساعِدُهُم؟‏

٢٠ على النَّاسِ أن يُقَرِّروا بِسُرعَة،‏ فلَيسَ هُناكَ وَقت.‏ وإذا اختاروا أن يستَمِرُّوا في دَعمِ هذا العالَم،‏ يكونُ مَصيرُهُمُ الهَلاك.‏ أمَّا إذا اختاروا أن يُغَيِّروا حَياتَهُم ويَخدُموا يَهْوَه،‏ فيَنالونَ الحَياةَ الأبَدِيَّة.‏ (‏عب ١٢:‏٢٥‏)‏ ونَحنُ نُساعِدُهُم أن يأخُذوا القَرارَ الصَّحيح حينَ نُبَشِّرُهُم.‏ فلْنُساعِدْ إذًا المَزيدَ مِن ‹الكُنوز›،‏ أيِ الأشخاصِ المُستَقيمين،‏ أن يدعَموا مَملَكَةَ اللّٰه.‏ ولْنتَذَكَّرْ كَلِماتِ يَسُوع:‏ «سيُبَشَّرُ بِالأخبارِ الحُلْوَة عن مَملَكَةِ اللّٰهِ في كُلِّ الأرض،‏ فيَكونُ ذلِك شَهادَةً لِجَميعِ الأُمَمِ ثُمَّ تَأتي النِّهايَة».‏ —‏ مت ٢٤:‏١٤‏.‏

التَّرنيمَة ٤٠ لِمَن سنحيا؟‏

^ ‎الفقرة 5‏ تُناقِشُ هذِهِ المَقالَةُ فَهمًا جَديدًا لِحَجَّاي ٢:‏٧‏.‏ فسَنرى كَيفَ نُشارِكُ اليَومَ في عَمَلٍ يُزَلزِلُ كُلَّ الأُمَم.‏ وسَنرى أيضًا كَيفَ تُؤَدِّي هذِهِ الزَّلزَلَةُ إلى رُدودِ فِعلٍ إيجابِيَّة وسَلبِيَّة.‏

^ ‎الفقرة 4‏ نعرِفُ أنَّ حَجَّاي نجَحَ في تَعيينِهِ لِأنَّ اليَهُودَ أكمَلوا بِناءَ الهَيكَلِ سَنَةَ ٥١٥ ق‌م.‏

^ ‎الفقرة 10‏ هذا فَهمٌ جَديد.‏ فقدْ كُنَّا نقولُ إنَّ الأشخاصَ المُستَقيمينَ لا ينجَذِبونَ إلى عِبادَةِ يَهْوَه بِسَبَبِ زَلزَلَةِ كُلِّ الأُمَم.‏ أُنظُرْ «‏أسئِلَةٌ مِنَ القُرَّاء‏» في عَدَدِ ١٥ أيَّار (‏مَايُو)‏ ٢٠٠٦ مِن بُرجِ المُراقَبَة.‏

^ ‎الفقرة 63‏ وصف الصورة:‏ حجاي يحمِّس شعب اللّٰه قديمًا ليكملوا بناء الهيكل،‏ وشعب اللّٰه في أيامنا يعلنون رسالة مملكته بحماسة.‏ زوجان يشاركان في العمل الذي يزلزل الأرض،‏ ويخبران الناس عن الزلزلة الأخيرة.‏