الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٦

قدِّر قوة الشباب

قدِّر قوة الشباب

‏«جَمالُ الشُّبَّانِ قُوَّتُهُم».‏ —‏ ام ٢٠:‏٢٩‏.‏

التَّرنيمَة ٨٨ طُرُقَكَ علِّمْني

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ أيُّ هَدَفٍ جَيِّدٌ أن نضَعَهُ فيما نكبَرُ في العُمر؟‏

فيما نكبَرُ في العُمر،‏ قد نخافُ أن لا نعودَ مُفيدينَ في خِدمَةِ يَهْوَه كالسَّابِق.‏ ولكنْ حتَّى لَو ضعُفَت قُوَّتُنا،‏ فلْنتَذَكَّرْ أنَّ لَدَينا الحِكمَةَ والخِبرَة.‏ ونقدِرُ أن نُساعِدَ الشَّبابَ كَي يخدُموا يَهْوَه بِكُلِّ قُوَّتِهِم،‏ ويَنالوا مَسؤُولِيَّاتٍ إضافِيَّة.‏ ذكَرَ أحَدُ الشُّيوخ:‏ «حينَ بدَأ العُمرُ يحُدُّ مِن قُدراتي،‏ قدَّرتُ وُجودَ شَبابٍ مُؤَهَّلينَ لِيُكمِلوا العَمَل».‏

٢ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٢ في المَقالَةِ السَّابِقَة،‏ رأيْنا كَيفَ يستَفيدُ الشَّبابُ حينَ يتَقَرَّبونَ مِنَ الإخوَةِ المُسِنِّين.‏ أمَّا في هذِهِ المَقالَة،‏ فسَنرى كم مُهِمٌّ أن يكونَ الإخوَةُ المُسِنُّونَ مُتَواضِعين،‏ يعرِفوا حُدودَ قُدرَتِهِم،‏ يُقَدِّروا المُساعَدَة،‏ ويُظهِروا الكَرَم.‏ فهذا سيُساعِدُهُم أن يعمَلوا معَ الشَّبابِ لِخَيرِ الجَماعَةِ بِكامِلِها.‏

كُنْ مُتَواضِعًا

٣ حَسَبَ فِيلِبِّي ٢:‏٣،‏ ٤‏،‏ ما هوَ التَّواضُع،‏ وكَيفَ يُفيدُ المَسيحِيِّين؟‏

٣ كَي يُساعِدَ الإخوَةُ المُسِنُّونَ الشَّباب،‏ يجِبُ أن يكونوا مُتَواضِعين.‏ فالشَّخصُ المُتَواضِعُ يعتَبِرُ الآخَرينَ أفضَلَ مِنه.‏ ‏(‏إقرأ فيلبي ٢:‏٣،‏ ٤‏.‏)‏ وحينَ يكونُ الإخوَةُ المُسِنُّونَ مُتَواضِعين،‏ لا يُصِرُّونَ على إنجازِ العَمَلِ بِالطَّريقَةِ الَّتي اعتادوا علَيها.‏ بل يتَذَكَّرونَ أنَّهُ قد توجَدُ أكثَرُ مِن طَريقَةٍ لا تتَعارَضُ معَ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ (‏جا ٧:‏١٠‏)‏ فمع أنَّ لَدَيهِم خِبرَةً واسِعَة يُفيدونَ بها الجيلَ الجَديد،‏ يعرِفونَ أنَّ «مَشهَدَ هذا العالَمِ في تَغَيُّر».‏ فيَكونونَ مُستَعِدِّينَ لِيتَعَلَّموا طُرُقًا جَديدَة.‏ —‏ ١ كو ٧:‏٣١‏.‏

المسنُّون يعطون بكرم من خبرتهم للآخرين (‏أُنظر الفقرتين ٤-‏٥.‏)‏ *

٤ كَيفَ يتَمَثَّلُ نُظَّارُ الدَّوائِرِ بِاللَّاويِّين؟‏

٤ يعرِفُ الإخوَةُ المُتَواضِعونَ أنَّ التَّقَدُّمَ في العُمرِ يحُدُّ مِن قُدراتِهِم.‏ مَثَلًا،‏ يتَغَيَّرُ تَعيينُ نُظَّارِ الدَّوائِرِ حينَ يصيرُ عُمرُهُم ٧٠ سَنَة.‏ وهذا لَيسَ سَهلًا عَلَيهِم.‏ فهُم يُقَدِّرونَ امتِيازَ أن يخدُموا إخوَتَهُم.‏ كما يُحِبُّونَ تَعيينَهُم،‏ ويَرغَبونَ مِن كُلِّ قَلبِهِم أن يستَمِرُّوا فيه.‏ لكنَّهُم يُدرِكونَ أنَّ هذا العَمَلَ يحتاجُ إلى قُوَّةِ الشَّباب.‏ لِذا يتَمَثَّلونَ بِاللَّاوِيِّينَ قَديمًا.‏ فبِعُمرِ ٥٠ سَنَة،‏ كانَ اللَّاوِيُّونَ يتَقاعَدونَ عنِ خِدمَتِهِمِ الإلزامِيَّة.‏ بَعدَ ذلِك،‏ كانوا يعمَلونَ بِحَماسَةٍ ما يقدِرونَ علَيه،‏ ويُساعِدونَ الأصغَرَ سِنًّا.‏ ففَرَحُهُم لم يكُنْ مُرتَبِطًا بِأيِّ تَعيين.‏ (‏عد ٨:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ حينَ يتَغَيَّرُ تَعيينُ نُظَّارِ الدَّوائِر،‏ لا يعودونَ يزورونَ جَماعاتٍ عَديدَة.‏ لكنَّهُم يُساعِدونَ كَثيرًا جَماعَتَهُمُ الجَديدَة.‏

٥ ماذا تتَعَلَّمُ مِن دَان وكَاتِي؟‏

٥ إلَيكَ ما فعَلَهُ أخٌ اسْمُهُ دَان خدَمَ كناظِرِ دائِرَةٍ ٢٣ سَنَة.‏ فحينَ صارَ عُمرُهُ ٧٠ سَنَة،‏ تعَيَّنَ هو وزَوجَتُهُ كَاتِي فاتِحَينِ خُصوصِيَّين.‏ لكنَّهُما تأقلَما مع تَعيينِهِما الجَديد.‏ حتَّى إنَّ دَان يقولُ إنَّهُ صارَ مَشغولًا أكثَر.‏ فهو يهتَمُّ بِمَسؤُولِيَّاتِهِ في الجَماعَة،‏ يُساعِدُ الإخوَةَ لِيَتَقَدَّموا ويَصيروا خُدَّامًا مُساعِدين،‏ ويُدَرِّبُ غَيرَهُ على الخِدمَةِ في السُّجونِ والخِدمَةِ العَلَنِيَّة في المُدُنِ الكُبرى.‏ فإذا كُنتَ أخًا مُسِنًّا،‏ تقدِرُ أن تُساعِدَ الآخَرينَ بِطُرُقٍ كَثيرَة،‏ حتَّى لَو لم تكُنْ في الخِدمَةِ كامِلَ الوَقت.‏ كَيف؟‏ تأقلَمْ مع ظُروفِكَ الحالِيَّة،‏ ضعْ أهدافًا جَديدَة،‏ وركِّزْ على ما تقدِرُ أن تفعَلَه.‏

إعرِفْ حُدودَ قُدرَتِك

٦ لِمَ مُهِمٌّ أن نعرِفَ حُدودَ قُدرَتِنا؟‏ أوضِح.‏

٦ مُهِمٌّ أن يعرِفَ الشَّخصُ حُدودَه.‏ (‏ام ١١:‏٢‏)‏ فهذا يُساعِدُهُ أن لا يتَوَقَّعَ مِن نَفسِهِ أُمورًا فَوقَ طاقَتِه.‏ نَتيجَةً لِذلِك،‏ يبقى سَعيدًا ومُجتَهِدًا.‏ إلَيكَ هذا المَثَل.‏ حينَ يقودُ السَّائِقُ سَيَّارَتَهُ على طَلعَة،‏ يُضطَرُّ أن يُبَدِّلَ السُّرعَة.‏ صَحيحٌ أنَّهُ يصيرُ أبطَأ،‏ لكنَّهُ يستَمِرُّ في التَّقَدُّم.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ الشَّخصُ الَّذي يعرِفُ حُدودَهُ يُمَيِّزُ الوَقتَ المُناسِبَ «لِيُبَدِّلَ السُّرعَة».‏ وهكَذا،‏ يستَمِرُّ في خِدمَةِ يَهْوَه بِنَشاطٍ واجتِهاد.‏ —‏ في ٤:‏٥‏.‏

٧ كَيفَ أظهَرَ بَرْزِلَّاي أنَّهُ يعرِفُ حُدودَه؟‏

٧ لاحِظْ مِثالَ بَرْزِلَّاي.‏ فحينَ كانَ عُمرُهُ ٨٠ سَنَة،‏ دعاهُ المَلِكُ دَاوُد أن يُصبِحَ مِن مُستَشاريه.‏ لكنَّ بَرْزِلَّاي عرَفَ حُدودَ قُدرَتِه.‏ فرفَضَ عَرضَ المَلِك،‏ واقتَرَحَ أن يذهَبَ كِمْهَام الشَّابُّ بَدَلًا عنه.‏ (‏٢ صم ١٩:‏٣٥-‏٣٧‏)‏ ومِثلَ بَرْزِلَّاي،‏ يفرَحُ إخوَتُنا المُسِنُّونَ حينَ يُعطونَ الشَّبابَ فُرصَةً لِيَقوموا بِالعَمَل.‏

الملك داود قبِل قرار اللّٰه أن يبني ابنه سليمان الهيكل (‏أُنظر الفقرة ٨.‏)‏

٨ كَيفَ أظهَرَ دَاوُد أنَّهُ يعرِفُ حُدودَه؟‏

٨ المَلِكُ دَاوُد أيضًا رسَمَ مِثالًا جَيِّدًا في هذا المَجال.‏ فقدْ أحَبَّ مِن كُلِّ قَلبِهِ أن يبنِيَ بَيتًا لِيَهْوَه.‏ لكنَّ يَهْوَه أخبَرَهُ أنَّهُ سيُعطي هذا الامتِيازَ لِابنِهِ الشَّابِّ سُلَيْمَان.‏ فماذا فعَلَ دَاوُد؟‏ قبِلَ قَرارَ يَهْوَه،‏ ودعَمَ المَشروعَ كامِلًا.‏ (‏١ اخ ١٧:‏٤؛‏ ٢٢:‏٥‏)‏ فهو لم يشعُرْ أنَّهُ الأفضَلُ لِهذا التَّعيينِ لِأنَّ سُلَيْمَان «صَغيرٌ» وبِلا خِبرَة.‏ (‏١ اخ ٢٩:‏١‏)‏ بل عرَفَ أنَّ نَجاحَ المَشروعِ يعتَمِدُ على بَرَكَةِ يَهْوَه،‏ لا على عُمرِ أو خِبرَةِ الَّذي يُشرِفُ علَيه.‏ ومِثلَ دَاوُد،‏ يبقى إخوَتُنا المُسِنُّونَ نَشيطينَ حتَّى لَو تغَيَّرَ تَعيينُهُم.‏ ويَثِقونَ أنَّ يَهْوَه سيُبارِكُ الشَّبابَ الَّذينَ أصبَحوا يقومونَ بِالعَمَل.‏

٩ كَيفَ أظهَرَ شِيغِيُو أنَّهُ يعرِفُ حُدودَه؟‏

٩ إلَيكَ أيضًا مِثالَ الأخ شِيغِيُو.‏ فسَنَةَ ١٩٧٦،‏ تعَيَّنَ في إحدى لِجانِ الفُروع بعُمرِ ٣٠ سَنَة.‏ وسَنَةَ ٢٠٠٤،‏ أصبَحَ مُنَسِّقَ لَجنَةِ الفَرع.‏ لكنَّهُ شعَرَ لاحِقًا أنَّ قُوَّتَهُ ضعُفَت،‏ وأنَّه صارَ أبطَأَ في العَمَل.‏ فصلَّى إلى يَهْوَه،‏ وفكَّرَ في فَوائِدِ أن يُسَلِّمَ مَسؤُولِيَّتَهُ إلى أخٍ أصغَر.‏ ومع أنَّهُ لم يعُدِ المُنَسِّق،‏ لا يزالُ سَعيدًا بِالعَمَلِ كعُضوٍ في لَجنَةِ الفَرع.‏ فمَاذا عَنك؟‏ جَيِّدٌ أن تتَمَثَّلَ بِبَرْزِلَّاي والمَلِكِ دَاوُد وشِيغِيُو.‏ فعِندَما تكونُ مُتَواضِعًا وتعرِفُ حُدودَك،‏ لا تُرَكِّزُ على قِلَّةِ خِبرَةِ الشَّبابِ بل على قُوَّتِهِم.‏ ولا تعتَبِرُهُم مُنافِسينَ لك،‏ بل رِفاقًا في العَمَل.‏ —‏ ام ٢٠:‏٢٩‏.‏

قدِّرِ المُساعَدَة

١٠ كَيفَ ينظُرُ الإخوَةُ المُسِنُّونَ إلى الشَّباب؟‏

١٠ يعتَبِرُ الإخوَةُ المُسِنُّونَ أنَّ الشَّبابَ هَدايا مِن يَهْوَه،‏ ويُقَدِّرونَهُم كَثيرًا.‏ فالشَّبابُ لَدَيهِمِ القُوَّةُ والحَماسَة،‏ ويَستَطيعونَ أن يُكمِلوا العَمَلَ ويَخدُموا الجَماعَة.‏

١١ كَيفَ توضِحُ رَاعُوث ٤:‏١٣-‏١٦ فَوائِدَ قُبولِ المُساعَدَةِ مِنَ الشَّباب؟‏

١١ نُعْمِي مَثَلًا قدَّرَتِ المُساعَدَةَ مِنَ الأصغَرِ سِنًّا.‏ ففي البِدايَة،‏ قالَت لرَاعُوث أن تعودَ إلى شَعبِها.‏ لكنَّ رَاعُوث أصَرَّت أن تذهَبَ معها إلى بَيْت لَحْم.‏ فقَبِلَت نُعْمِي دَعمَها وقَدَّرَته.‏ (‏را ١:‏٧،‏ ٨،‏ ١٨‏)‏ وهذا جلَبَ بَرَكَةً كَبيرَة لِهاتَينِ المَرأتَين.‏ ‏(‏إقرأ راعوث ٤:‏١٣-‏١٦‏.‏)‏ والتَّواضُعُ سيَدفَعُ الإخوَةَ المُسِنِّينَ أن يتَمَثَّلوا بِنُعْمِي.‏

١٢ كَيفَ أظهَرَ بُولُس أنَّهُ يُقَدِّرُ المُساعَدَة؟‏

١٢ الرَّسولُ بُولُس أيضًا قدَّرَ المُساعَدَة.‏ فقدْ شكَرَ المَسيحيِّينَ في فِيلِبِّي على الهَدايا الَّتي أرسَلوها إلَيه.‏ (‏في ٤:‏١٦‏)‏ وعبَّرَ عن تَقديرِهِ لِتِيمُوثَاوُس لِأنَّهُ ساعَدَه.‏ (‏في ٢:‏١٩-‏٢٢‏)‏ كما شكَرَ اللّٰهَ على الإخوَةِ الَّذينَ أتَوا لِيُشَجِّعوهُ عِندَما كانَ مُسافِرًا كسَجينٍ إلى رُومَا.‏ (‏اع ٢٨:‏١٥‏)‏ لقد كانَ بُولُس شَخصًا مَليئًا بِالقُوَّةِ والنَّشاط،‏ وسافَرَ آلافَ الكيلومِتراتِ لِيُبَشِّرَ ويُشَجِّعَ الإخوَة.‏ لكنَّهُ في الوَقتِ نَفْسِه،‏ كانَ مُتَواضِعًا وقبِلَ المُساعَدَةَ مِنَ الآخَرين.‏

١٣ كَيفَ يُظهِرُ المُسِنُّونَ تَقديرَهُم لِلشَّباب؟‏

١٣ أنتُم أيضًا يا إخوَتَنا المُسِنِّينَ تقدِرونَ أن تُعَبِّروا عن تَقديرِكُم لِلشَّبابِ بِطُرُقٍ عَديدَة.‏ فإذا أرادوا أن يُساعِدوكُم في التَّنَقُّلِ أوِ التَّسَوُّقِ أو أُمورٍ أُخرى،‏ فاقبَلوا مُساعَدَتَهُم وقَدِّروها.‏ إعتَبِروها تَعبيرًا عن مَحَبَّةِ يَهْوَه لكُم.‏ وقدْ تتَفاجَأونَ كم ستقوى الصَّداقَةُ بَينَكُم.‏ وحاوِلوا أنتُم بِدَورِكُم أن تُساعِدوهُم كَي يقتَرِبوا أكثَرَ إلى يَهْوَه.‏ إمدَحوهُم لِأنَّهُم يجتَهِدونَ لِيَخدُموا الجَماعَةَ أكثَر.‏ واقضُوا الوَقتَ معهم واحكوا لهُمُ اختِباراتِكُم.‏ وهكَذا ‹تُظهِرونَ أنَّكُم شاكِرونَ› لِيَهْوَه لِأنَّهُ جذَبَ هؤُلاءِ الشَّبابَ إلى جَماعَتِه.‏ —‏ كو ٣:‏١٥؛‏ يو ٦:‏٤٤؛‏ ١ تس ٥:‏١٨‏.‏

كُنْ كَريمًا

١٤ كَيفَ أظهَرَ المَلِكُ دَاوُد الكَرَم؟‏

١٤ يتَعَلَّمُ المُسِنُّونَ مِنَ المَلِكِ دَاوُد صِفَةً مُهِمَّة أُخرى:‏ الكَرَم.‏ فقدْ قدَّمَ تَبَرُّعاتٍ كَبيرَة لِيدعَمَ بِناءَ الهَيكَل.‏ (‏١ اخ ٢٢:‏١١-‏١٦؛‏ ٢٩:‏٣،‏ ٤‏)‏ وهو دعَمَ هذا المَشروع،‏ مع أنَّ الفَضلَ كانَ سيَرجِعُ إلى ابنِهِ سُلَيْمَان.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ قد لا يكونُ لَدى المُسِنِّينَ قُوَّةٌ لِيشتَرِكوا في مَشارِيعِ البِناءِ الثِّيوقراطيَّة.‏ لكنَّهُم يستَطيعونَ أن يدعَموا هذِهِ المَشاريعَ حينَ يتَبَرَّعونَ على قَدرِ استِطاعَتِهِم.‏ كما يقدِرونَ أن يُفيدوا الشَّبابَ بِخِبرَتِهِمِ الواسِعَة.‏

١٥ كَيفَ أظهَرَ بُولُس الكَرَمَ لِتِيمُوثَاوُس؟‏

١٥ الرَّسولُ بُولُس أيضًا كانَ مِثالًا في الكَرَم.‏ فحينَ دعا الشَّابَّ تِيمُوثَاوُس أن يُرافِقَهُ في العَمَلِ الإرسالِيّ،‏ أعطاهُ بِكَرَمٍ مِن خِبرَتِهِ وعلَّمَهُ أساليبَهُ في التَّبشيرِ والتَّعليم.‏ (‏اع ١٦:‏١-‏٣‏)‏ وهذا التَّدريبُ ساعَدَ تِيمُوثَاوُس أن ينجَحَ في نَشرِ الأخبارِ الحُلوَة.‏ (‏١ كو ٤:‏١٧‏)‏ وهو بِدَورِهِ درَّبَ الآخَرينَ وعلَّمَهُم أساليبَ بُولُس.‏

١٦ لِماذا درَّبَ شِيغِيُو الآخَرين؟‏

١٦ اليَومَ أيضًا،‏ يُدَرِّبُ الإخوَةُ المُسِنُّونَ الشَّبابَ في الجَماعَة.‏ وهُم لا يخافونَ أن يأخُذَ الشَّبابُ مَكانَهُم.‏ الأخ شِيغِيُو مَثَلًا،‏ درَّبَ على مَرِّ السِّنينَ الأعضاءَ الأصغَرَ في لَجنَةِ الفَرع.‏ وقدْ فعَلَ ذلِك لِفائِدَةِ العَمَل.‏ وهكَذا حينَ نشَأتِ الحاجَة،‏ كان هُناكَ أخٌ مُؤَهَّلٌ لِيَحِلَّ مَحَلَّه.‏ لقد بَدأَ الأخ شِيغِيُو يخدُمُ في لَجنَةِ الفَرعِ قَبلَ أكثَرَ مِن ٤٥ سَنَة،‏ وهو لا يزالُ يُعطي الإخوَةَ الشَّبابَ مِن خِبرَتِه.‏ فِعلًا،‏ إنَّ إخوَةً مِثلَهُ هُم بَرَكَةٌ لِشَعبِ اللّٰه.‏

١٧ ماذا يُمكِنُ أن يُعطِيَ المُسِنُّونَ لِلآخَرين؟‏ (‏لُوقَا ٦:‏٣٨‏)‏

١٧ أنتُم يا إخوَتَنا المُسِنِّينَ تُثبِتونَ لِلشَّبابِ أنَّهُم سيَعيشونَ أحلى حَياةٍ إذا خدَموا يَهْوَه بِأمانَة.‏ فمِثالُكُم يُؤَكِّدُ أنَّ إطاعَةَ مَبادِئِ يَهْوَه تستاهِلُ الجُهد.‏ ومع أنَّ لَدَيكُم خِبرَةً وتعَوَّدتُم على إنجازِ العَمَلِ بِطَريقَةٍ مُعَيَّنَة،‏ تعرِفونَ كم مُهِمٌّ أن تتَأقلَموا معَ الظُّروفِ الجَديدَة.‏ وحتَّى لَوِ اعتَمَدتُم مُؤَخَّرًا،‏ تقدِرونَ أن تُساعِدوا الآخَرينَ بِطُرُقٍ كَثيرَة.‏ فيُمكِنُكُم مَثَلًا أن تُخبِروهُم كم فرِحتُم بِالتَّعَلُّمِ عن يَهْوَه في هذا العُمر.‏ والشَّبابُ سيُحِبُّونَ أن يسمَعوا اختِباراتِكُم والدُّروسَ الَّتي تعَلَّمتُموها.‏ وعِندَما ‹تُعطونَ› الآخَرينَ بِكَرَمٍ مِن خِبرَتِكُم،‏ سيُبارِكُكُم يَهْوَه كَثيرًا.‏ —‏ إقرأ لوقا ٦:‏٣٨‏.‏

١٨ كَيفَ يدعَمُ الإخوَةُ المُسِنُّونَ والشَّبابُ بَعضُهُم بَعضًا؟‏

١٨ حاوِلوا إذًا يا أعِزَّاءَنا المُسِنِّينَ أن تتَقَرَّبوا مِنَ الشَّباب.‏ وهكَذا تقدِرونَ أن تدعَموا بَعضُكُم بَعضًا.‏ (‏رو ١:‏١٢‏)‏ فكُلٌّ مِنكُم لَدَيهِ شَيءٌ ثَمينٌ لا يملِكُهُ الآخَر.‏ أنتُم لَدَيكُمُ حِكمَةٌ وخِبرَةٌ جمَعتُموها على مَرِّ السِّنين.‏ والشَّبابُ لَدَيهِمِ قُوَّةٌ وطَّاقَة.‏ وحينَ تعمَلونَ معًا كأصدِقاء،‏ تُمَجِّدونَ أبانا السَّماوِيَّ المُحِبَّ وتُفيدونَ الجَماعَةَ بِكامِلِها.‏

التَّرنيمَة ٩٠ تبادَلوا التَّشجيع

^ ‎الفقرة 5‏ يُبارِكُ يَهْوَه جَماعاتِنا بِشُبَّانٍ وشابَّاتٍ يدعَمونَ هَيئَتَهُ بِنَشاط.‏ والإخوَةُ المُسِنُّون،‏ مَهْما كانَت حَضارَتُهُم أو خَلفِيَّتُهُم،‏ يقدِرونَ أن يُساعِدوا الشَّبابَ كَي يستَغِلُّوا قُوَّتَهُم في خِدمَةِ يَهْوَه.‏

^ ‎الفقرة 55‏ وصف الصورة:‏ ناظر دائرة يصير عمره ٧٠ سنة،‏ فيتغيَّر تعيينه هو وزوجته.‏ وهما يستغلَّان خبرتهما ليدرِّبا الإخوة في جماعتهما الجديدة.‏