مقالة الدرس ٤٢
هل انت مقتنع بالحق؟
«تيَقَّنوا مِن كُلِّ شَيء. تمَسَّكوا بِالحَسَن». — ١ تس ٥:٢١.
التَّرنيمَة ١٤٢ لِنتَمَسَّكْ بِرَجائِنا
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ لِماذا يحتارُ أشخاصٌ كَثيرونَ اليَوم؟
اليَوم، هُناكَ عَشَراتُ آلافِ الطَّوائِفِ «المَسيحِيَّة» الَّتي تقولُ إنَّها تعبُدُ اللّٰهَ بِالطَّريقَةِ الصَّحيحَة. لِهذا السَّبَب، يحتارُ كَثيرونَ ويَسألون: «هل يرضى اللّٰهُ عن كُلِّ الأديان، أم عن دينٍ واحِدٍ فَقَط؟». وماذا عنك؟ هل أنتَ مُقتَنِعٌ أنَّ شُهُود يَهْوَه يُعَلِّمونَ الحَقّ، ويَعبُدونَ اللّٰهَ بِالطَّريقَةِ الوَحيدَة الَّتي تُرضيه؟ ماذا يُؤَكِّدُ لكَ ذلِك؟ لِنرَ بَعضَ الأدِلَّة.
٢ لِماذا كانَ بُولُس مُقتَنِعًا بِالحَقّ؟ (١ تسالونيكي ١:٥)
٢ كانَ الرَّسولُ بُولُس مُقتَنِعًا جِدًّا بِالحَقّ. (إقرأ ١ تسالونيكي ١:٥.) واقتِناعُهُ لم يكُنْ مُؤَسَّسًا على العاطِفَة. فقدْ درَسَ كَلِمَةَ اللّٰهِ بِاجتِهاد، وآمَنَ أنَّ «كُلَّ الأسفارِ المُقَدَّسَة موحًى بها مِنَ اللّٰه». (٢ تي ٣:١٦) وماذا اكتَشَفَ نَتيجَةَ دَرسِه؟ وجَدَ بُولُس دَليلًا قَوِيًّا أنَّ يَسُوع هو المَسِيَّا المَوعودُ به. بِالمُقابِل، تجاهَلَ القادَةُ الدِّينِيُّونَ اليَهُودُ هذا الدَّليل. وفي حينِ قالوا إنَّهُم يُعَلِّمونَ الحَقَّ عنِ اللّٰه، كانوا يُنكِرونَهُ بِأعمالِهِم. (تي ١:١٦) أمَّا بُولُس، فلم يُؤمِنْ بِأجزاءٍ مِن كَلِمَةِ اللّٰهِ ويَتَجاهَلَ أجزاءً أُخرى. بل كانَ مُستَعِدًّا أن يُطَبِّقَ «كُلَّ مَشورَةِ اللّٰهِ» ويُعَلِّمَها لِلآخَرين. — اع ٢٠:٢٧.
٣ هل يلزَمُ أن نعرِفَ جَوابَ كُلِّ الأسئِلَةِ لِنَقتَنِعَ بِالحَقّ؟ (أُنظُرْ أيضًا الإطار « أعمالُ يَهْوَه وأفكارُهُ ‹أكثَرُ مِن أن تُعَدّ›».)
٣ يظُنُّ البَعضُ أنَّ الدِّينَ الحَقيقِيَّ يجِبُ أن يُجيبَ عن كُلِّ الأسئِلَة، حتَّى الَّتي لا يُجيبُ عنها الكِتابُ المُقَدَّس. فهل هذا مَنطِقِيّ؟ لقدْ شجَّعَ بُولُس المَسيحِيِّينَ أن يتَأكَّدوا «مِن كُلِّ شَيء». (١ تس ٥:٢١) لكنَّهُ اعتَرَفَ أيضًا أنَّ هُناكَ أُمورًا كَثيرَة لا يفهَمُها. كتَب: «لنا مَعرِفَةٌ جُزئِيَّة . . . فنَحنُ الآنَ نرى رُؤيَةً غَبشاءَ بِمِرآةٍ مَعدِنِيَّة». (١ كو ١٣:٩، ١٢) إذًا، لم يفهَمْ بُولُس كُلَّ شَيء، وكذلِكَ نَحن. لكنَّهُ فهِمَ الحَقائِقَ الأساسِيَّة عن يَهْوَه. وهذا كانَ كافِيًا لِيَقتَنِعَ بِالحَقّ.
٤ كَيفَ نُقَوِّي اقتِناعَنا بِالحَقّ، وماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٤ فكَيفَ نُقَوِّي اقتِناعَنا بِالحَقّ؟ يُمكِنُنا مَثَلًا أن نُقارِنَ بَينَ الطَّريقَةِ الَّتي اتَّبَعَها يَسُوع في عِبادَةِ يَهْوَه والطَّريقَةِ الَّتي يتبَعُها شُهُود يَهْوَه اليَوم. ففي هذِهِ المَقالَة، سنرى أنَّ المَسيحِيِّينَ الحَقيقِيِّينَ (١) يرفُضونَ عِبادَةَ الصُّوَرِ والتَّماثيل، (٢) يحتَرِمونَ اسْمَ يَهْوَه، (٣) يُحِبُّونَ الحَقّ، و (٤) يُحِبُّونَ بَعضُهُم بَعضًا مَحَبَّةً شَديدَة.
نرفُضُ عِبادَةَ الصُّوَرِ والتَّماثيل
٥ أيُّ مِثالٍ رسَمَهُ يَسُوع في عِبادَةِ اللّٰه، وكَيفَ نتبَعُ مِثالَه؟
٥ سَواءٌ في السَّماءِ أو على الأرض، أحَبَّ يَسُوع أباهُ يَهْوَه كَثيرًا وعبَدَهُ وَحدَه. (لو ٤:٨) كما علَّمَ أتباعَهُ أن يفعَلوا الأمرَ نَفْسَه. أيضًا، لم يستَعمِلْ يَسُوع أو تَلاميذُهُ الصُّوَرَ والتَّماثيلَ في عِبادَتِهِم. فبِما أنَّ اللّٰهَ روحٌ ولم يرَهُ أحَد، لا يقدِرُ الإنسانُ أبَدًا أن يصنَعَ شَيئًا يُشبِهُه. (اش ٤٦:٥) ولكنْ هل نقدِرُ أن نصنَعَ صُوَرًا وتَماثيلَ «لِلقِدِّيسينَ» ونُصَلِّيَ إلَيها؟ قالَ يَهْوَه في الوَصِيَّةِ الثَّانِيَة مِنَ الوَصايا العَشْر: «لا تَصنَعْ لكَ تِمثالًا مَنحوتًا أو صورَةً لِأيِّ شَيءٍ في السَّماءِ أو على الأرض . . . لا تَسجُدْ لها». (خر ٢٠:٤، ٥) والَّذينَ يُريدونَ أن يُرضوا اللّٰهَ يفهَمونَ مِن هذِهِ الوَصِيَّةِ رَأيَهُ بِوُضوح.
٦ كَيفَ يتَمَثَّلُ شُهُود يَهْوَه اليَومَ بِالمَسيحِيِّينَ الأوائِل؟
٦ يُؤَكِّدُ المُؤَرِّخونَ أنَّ المَسيحِيِّينَ الأوائِلَ عبَدوا اللّٰهَ وَحدَه. مَثَلًا، يقولُ كِتاب تاريخُ الكَنيسَةِ المَسِيحِيَّة (بِالإنْكِلِيزِيَّة): «إشمَأَزَّ المَسيحِيُّونَ الأوائِلُ مِن فِكرَةِ وَضعِ الصُّوَرِ والتَّماثيلِ» في أماكِنِ العِبادَة. وشُهُود يَهْوَه اليَومَ يتَمَثَّلونَ بهِم. فنَحنُ لا نُصَلِّي إلى صُوَرِ وتَماثيلِ «القِدِّيسينَ» أوِ المَلائِكَة، ولا حتَّى إلى يَسُوع. ونَحنُ لا نُقَدِّمُ أيَّ شَكلٍ مِنَ العِبادَةِ لِلرُّموزِ الوَطَنِيَّة. فمَهْما حصَل، نظَلُّ مُصَمِّمينَ أن نُطيعَ كَلِماتِ يَسُوع: «يَجِبُ أن تَعبُدَ يَهْوَه إلهَك وتَخدُمَهُ هو وَحْدَه». — مت ٤:١٠.
٧ ماذا يُمَيِّزُ شُهُود يَهْوَه عن غَيرِهِم؟
٧ يتبَعُ كَثيرونَ اليَومَ المُبَشِّرينَ المَشهورين. ويُعجَبونَ بهِم كَثيرًا لِدَرَجَةِ أنَّهُم يُؤَلِّهونَهُم. فيَذهَبونَ إلى كَنائِسِهِم، يشتَرونَ كُتُبَهُم، ويَتَبَرَّعونَ بِمَبالِغَ كَبيرَة لهُم ولِلمُؤَسَّساتِ الَّتي يدعَمونَها. كما أنَّ البَعضَ يُصَدِّقونَ كُلَّ كَلِمَةٍ يقولُها هؤُلاءِ المُبَشِّرون. ويَتَحَمَّسونَ كَثيرًا حينَ يرَونَهُم، رُبَّما أكثَرَ مِمَّا كانوا سيَتَحَمَّسونَ لَو رَأَوْا يَسُوع. أمَّا الَّذينَ يعبُدونَ اللّٰهَ بِالطَّريقَةِ الصَّحيحَة، فلا يتبَعونَ بَشَرًا. فمع أنَّنا نحتَرِمُ الَّذينَ يأخُذونَ القِيادَةَ بَينَنا، نُطَبِّقُ كَلِماتِ يَسُوع: «أنتُم جَميعًا إخوَة». (مت ٢٣:٨-١٠) فلا نُؤَلِّهُ أيَّ إنسان، سَواءٌ كانَ مِن رِجالِ الدِّينِ أوِ القادَةِ السِّياسِيِّين. ولا ندعَمُ القَضايا الَّتي يُؤَيِّدونَها، بل نبقى حِيادِيِّينَ ومُنفَصِلينَ عنِ العالَم. وهذا فَرقٌ واضِحٌ بَينَنا وبَينَ طَوائِفَ كَثيرَة تدَّعي أنَّها مَسيحِيَّة. — يو ١٨:٣٦.
نحتَرِمُ اسْمَ يَهْوَه
٨ ماذا يُظهِرُ أنَّ يَهْوَه يُريدُ أن يكونَ اسْمُهُ مُمَجَّدًا ومَعروفًا؟
٨ مَرَّةً، صلَّى يَسُوع إلى يَهْوَه وقال: «أيُّها الآب، مجِّدِ اسْمَك». فأجابَهُ يَهْوَه بِصَوتٍ قَوِيٍّ مِنَ السَّماء، ووَعَدَ أن يُمَجِّدَ اسْمَه. (يو ١٢:٢٨) ويَسُوع مجَّدَ اسْمَ أبيهِ خِلالَ خِدمَتِه. (يو ١٧:٢٦) لِذا يستَعمِلُ المَسيحِيُّونَ الحَقيقِيُّونَ اسْمَ اللّٰهِ ويُخبِرونَ الآخَرينَ عنهُ بِفَخر.
٩ كَيفَ أظهَرَ المَسيحِيُّونَ في القَرنِ الأوَّلِ أنَّهُم يحتَرِمونَ اسْمَ اللّٰه؟
٩ بَعدَما تأسَّسَتِ الجَماعَةُ المَسيحِيَّة بِوَقتٍ قَصير، «افتَقَدَ اللّٰهُ الأُمَمَ لِلمَرَّةِ الأُولى لِيَأخُذَ مِنهُم شَعبًا لِاسْمِه». (اع ١٥:١٤) وهؤُلاءِ المَسيحِيُّونَ الأوائِلُ استَعمَلوا اسْمَ يَهْوَه وأخبَروا الآخَرينَ عنهُ بِفَخر. فقدِ استَعمَلوهُ في خِدمَتِهِم وفي الأسفارِ الَّتي كتَبوها. * وهكَذا برهَنوا فِعلًا أنَّهُم ‹شَعبٌ لِاسْمِه›. — اع ٢:١٤، ٢١.
١٠ ماذا يُؤَكِّدُ أنَّ شُهُود يَهْوَه هُم ‹شَعبٌ لِاسْمِ اللّٰه›؟
١٠ وهل شُهُود يَهْوَه هُم ‹شَعبٌ لِاسْمِ اللّٰه›؟ لاحِظْ ماذا تُظهِرُ الأدِلَّة. الكَثيرُ مِن رِجالِ الدِّينِ اليَومَ يعمَلونَ كُلَّ جُهدِهِم لِيُخفوا اسْمَ اللّٰهِ عنِ النَّاس. فقدْ حذَفوهُ مِن تَرجَماتِهِم لِلكِتابِ المُقَدَّس، حتَّى إنَّ بَعضَهُم منَعوا استِعمالَهُ في كَنائِسِهِم. * أمَّا شُهُود يَهْوَه، فلا أحَدَ يُنكِرُ أنَّهُمُ الوَحيدونَ الَّذينَ يُعطونَ اسْمَ يَهْوَه الاحتِرامَ الَّذي يستَحِقُّه. فبِعَكسِ الأديانِ الأُخرى، نعمَلُ كُلَّ جُهدِنا لِنُعلِنَ اسْمَ اللّٰهِ ونكونَ اسْمًا على مُسَمًّى: شُهُودًا لِيَهْوَه. (اش ٤٣:١٠-١٢) كما أنتَجنا أكثَرَ مِن ٢٤٠ مَليونَ نُسخَةٍ مِن تَرجَمَةِ العالَمِ الجَديد. وهذِهِ التَّرجَمَةُ لا تحذِفُ اسْمَ يَهْوَه كباقي التَّرجَمات، بل تستَعمِلُهُ في كُلِّ الأماكِنِ الَّتي يرِدُ فيها. إضافَةً إلى ذلِك، نُصدِرُ مَوادَّ مُؤَسَّسَةً على الكِتابِ المُقَدَّسِ تستَعمِلُ اسْمَ يَهْوَه بِأكثَرَ مِن ٠٠٠,١ لُغَة.
نُحِبُّ الحَقّ
١١ كَيفَ أظهَرَ المَسيحِيُّونَ الأوائِلُ أنَّهُم يُحِبُّونَ الحَقّ؟
١١ يَسُوع أحَبَّ الحَقّ، أيِ الحَقَّ عنِ اللّٰهِ وعن كُلِّ ما سيَفعَلُه. فقدْ عاشَ بِحَسَبِ الحَقّ، وعلَّمَهُ لِلآخَرين. (يو ١٨:٣٧) تَلاميذُ يَسُوع أيضًا أحَبُّوا الحَقَّ كَثيرًا. (يو ٤:٢٣، ٢٤) حتَّى إنَّ الرَّسولَ بُطْرُس سمَّى المَسيحِيَّةَ «طَريقَ الحَقّ». (٢ بط ٢:٢) ولِأنَّ المَسيحِيِّينَ الأوائِلَ أحَبُّوا الحَقّ، رفَضوا المُعتَقَداتِ والتَّقاليدَ والآراءَ الَّتي تتَعارَضُ معه. (كو ٢:٨) بِشَكلٍ مُماثِل، يجتَهِدُ المَسيحِيُّونَ الحَقيقِيُّونَ اليَومَ كَي يظَلُّوا «يَسيرونَ في الحَقّ». (٣ يو ٣، ٤) فهُم يُؤَسِّسونَ كُلَّ مُعتَقَداتِهِم على الكِتابِ المُقَدَّس، ويُطَبِّقونَهُ كامِلًا في حَياتِهِم.
١٢ ماذا تفعَلُ الهَيئَةُ الحاكِمَة حينَ تُلاحِظُ خَطَأً في فَهمِنا، وبِأيِّ هَدَف؟
١٢ لا يدَّعي شُهُود يَهْوَه أنَّهُم يفهَمونَ كامِلًا كُلَّ شَيءٍ في الكِتابِ المُقَدَّس. وأحيانًا، يُخطِئون في فَهمِهِم لِبَعضِ التَّعاليمِ أو في المَسائِلِ التَّنظيمِيَّة. ولا يجِبُ أن نستَغرِبَ ذلِك. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يقولُ بِوُضوحٍ إنَّ المَعرِفَةَ الدَّقيقَة تزدادُ معَ الوَقت. (كو ١:٩، ١٠) فيَهْوَه يكشِفُ الحَقَّ لِشَعبِهِ تَدريجِيًّا، وعلَينا بِالتَّالي أن نصبِرَ حتَّى نفهَمَ الحَقَّ بِشَكلٍ أوضَح. (ام ٤:١٨) وماذا تفعَلُ الهَيئَةُ الحاكِمَة حينَ تُلاحِظُ خَطَأً في فَهمِنا؟ لا تتَرَدَّدُ أبَدًا في تَعديلِه. وبِأيِّ هَدَف؟ بِعَكسِ طَوائِفِ العالَمِ المَسيحِيِّ الَّتي تسعَى لِتُرضِيَ رَعاياها أوِ النَّاس، تقومُ الهَيئَةُ بِالتَّعديلاتِ كَي نقتَرِبَ أكثَرَ إلى يَهْوَه ونتبَعَ بِدِقَّةٍ طَريقَةَ العِبادَةِ الَّتي أسَّسَها يَسُوع. (يع ٤:٤) فنَحنُ لا نقومُ بِالتَّغييراتِ حينَ تتَغَيَّرُ آراءُ النَّاس، بل حينَ نفهَمُ أكثَرَ الكِتابَ المُقَدَّس. مِنَ الواضِحِ إذًا أنَّنا نُحِبُّ الحَقّ. — ١ تس ٢:٣، ٤.
نُحِبُّ بَعضُنا بَعضًا مَحَبَّةً شَديدَة
١٣ ما هي أهَمُّ صِفَةٍ تُمَيِّزُ المَسيحِيِّينَ الحَقيقِيِّين، وكَيفَ تَظهَرُ بَينَ شُهُود يَهْوَه؟
١٣ المَحَبَّةُ هي أهَمُّ صِفَةٍ مِنَ الصِّفاتِ الَّتي ميَّزَتِ المَسيحِيِّينَ في القَرنِ الأوَّل. قالَ يَسُوع: «بِهذا يعرِفُ الجَميعُ أنَّكُم تَلاميذي، إن كانَ لكُم مَحَبَّةٌ بَعضًا لِبَعض». (يو ١٣:٣٤، ٣٥) واليَوم، يتَمَيَّزُ شُهُود يَهْوَه حَولَ العالَمِ بِمَحَبَّتِهِم ووَحدَتِهِم. فبِعَكسِ الأديانِ الأُخرى، نَحنُ مِثلُ عائِلَةٍ واحِدَة رَغمَ أنَّنا مِن بُلدانٍ وحَضاراتٍ مُختَلِفَة. وتَظهَرُ مَحَبَّتُنا بِوُضوحٍ في الاجتِماعاتِ الأُسبوعِيَّة والدَّائِرِيَّة والسَّنَوِيَّة. ألا يُقَوِّي ذلِك اقتِناعَكَ بِأنَّنا نعبُدُ يَهْوَه بِالطَّريقَةِ الَّتي تُرضيه؟
١٤ حَسَبَ كُولُوسِي ٣:١٢-١٤، كَيفَ نُظهِرُ مَحَبَّةً شَديدَة لِإخوَتِنا؟
١٤ يوصينا الكِتابُ المُقَدَّس: «أَحِبُّوا بَعضُكُم بَعضًا مَحَبَّةً شَديدَة». (١ بط ٤:٨) ولا شَكَّ أنَّنا نُظهِرُ مَحَبَّةً كهذِه لِإخوَتِنا. فنَحنُ نُسامِحُهُم ونتَحَمَّلُ ضَعَفاتِهِم. كما نُحاوِلُ دائِمًا أن نُظهِرَ الكَرَمَ والضِّيافَةَ لِكُلِّ أفرادِ الجَماعَة، حتَّى لِلَّذينَ أخطَأُوا في حَقِّنا. (إقرأ كولوسي ٣:١٢-١٤.) فهذِهِ المَحَبَّةُ هي فِعلًا أهَمُّ صِفَةٍ تُمَيِّزُنا كَمَسِيحِيِّينَ حَقيقِيِّين.
«إيمانٌ واحِد»
١٥ في أيِّ مَجالاتٍ أُخرى نتَمَثَّلُ بِالمَسيحِيِّينَ الأوائِل؟
١٥ نَحنُ نتَمَثَّلُ بِالمَسيحِيِّينَ الأوائِلِ في مَجالاتٍ أُخرى أيضًا. مَثَلًا، جَماعاتُنا مُنَظَّمَةٌ بِالطَّريقَةِ الَّتي اتَّبَعَها المَسيحِيُّونَ في القَرنِ الأوَّل. فنَحنُ أيضًا لَدَينا نُظَّارٌ جائِلون، شُيوخ، وخُدَّامٌ مُساعِدون. (في ١:١؛ تي ١:٥) ومِثلَ المَسيحِيِّينَ الأوائِل، نحتَرِمُ وَصايا يَهْوَه عنِ الجِنسِ والزَّواج، قَداسَةِ الدَّم، وحِمايَةِ الجَماعَةِ مِنَ الخُطاةِ غَيرِ التَّائِبين. — اع ١٥:٢٨، ٢٩؛ ١ كو ٥:١١-١٣؛ ٦:٩، ١٠؛ عب ١٣:٤.
١٦ ماذا نتَعَلَّمُ مِن أفَسُس ٤:٤-٦؟
١٦ أخبَرَنا يَسُوع أنَّ كَثيرينَ سيَقولونَ إنَّهُم مِن تَلاميذِه، لكنَّهُم في الحَقيقَةِ لَيسوا كذلِك. (مت ٧:٢١-٢٣) كما يُحَذِّرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ أنَّ كَثيرينَ في الأيَّامِ الأخيرَة سيَكونُ لهُم «شَكلُ التَّعَبُّدِ لِلّٰه». (٢ تي ٣:١، ٥) لكنَّهُ يُخبِرُنا بِوُضوحٍ أنَّ اللّٰهَ لا يرضى إلَّا عن «إيمانٍ واحِد». — إقرأ افسس ٤:٤-٦.
١٧ مَن هُمُ الوَحيدونَ اليَومَ الَّذينَ يعبُدونَ اللّٰهَ بِالطَّريقَةِ الَّتي تُرضيه؟
١٧ فمَن لَدَيهِمِ اليَومَ هذا ‹الإيمانُ الواحِد›؟ إنَّهُم شُهُود يَهْوَه، مِثلَما تُظهِرُ الأدِلَّةُ الَّتي ناقَشناها. فقدْ قارَنَّا بَينَ طَريقَةِ عِبادَتِنا والطَّريقَةِ الَّتي اتَّبَعَها يَسُوع والمَسيحِيُّونَ في القَرنِ الأوَّل. فِعلًا، إنَّهُ امتِيازٌ كَبيرٌ لنا أن نكونَ مِن شَعبِ يَهْوَه، ونعرِفَ الحَقَّ عنهُ وعن كُلِّ ما سيَفعَلُه. لِنعمَلْ إذًا كُلَّ جُهدِنا كَي نُقَوِّيَ اقتِناعَنا بِالحَقّ، ونظَلَّ مُتَمَسِّكينَ به.
التَّرنيمَة ٣ مُتَّكَلي، قُوَّتي، ورَجائي
^ في هذِهِ المَقالَة، سنرى كَيفَ رسَمَ لنا يَسُوع المِثالَ في عِبادَةِ يَهْوَه، وكَيفَ اتَّبَعَ المَسيحِيُّونَ في القَرنِ الأوَّلِ مِثالَه. وسَنرى أيضًا أدِلَّةً تُثبِتُ أنَّ شُهُود يَهْوَه يتبَعونَ مِثالَهُ اليَوم.
^ أُنظُرِ الإطار «هلِ استَعمَلَ المَسيحِيُّونَ الأوائِلُ اسْمَ اللّٰه؟» في عَدَدِ ١ تَمُّوز (يُولْيُو) ٢٠١٠ مِن بُرجِ المُراقَبَة، الصَّفحَة ٦.
^ مَثَلًا سَنَةَ ٢٠٠٨، أصدَرَ البابا بِينِيدِيكْتُوس الـ ١٦ أمرًا بِأنَّ اسْمَ اللّٰهِ «لا يجِبُ أن يُستَعمَلَ أو يُلفَظَ» في القَداديسِ والتَّراتيلِ والصَّلَواتِ بِالكَنيسَةِ الكَاثُولِيكِيَّة.
^ وصف الصورة: أصدرت هيئة يهوه ترجمة العالم الجديد بأكثر من ٢٠٠ لغة كي يستطيع الناس أن يقرأوا بلغتهم كتابًا مقدسًا فيه اسم اللّٰه.