مقالة الدرس ٤٣
«الحكمة الحقيقية تصرخ»
«الحِكمَةُ الحَقيقِيَّة تَصرُخُ في الشَّارِع. تَرفَعُ صَوتَها في السَّاحات». — أم ١:٢٠.
التَّرنيمَة ٨٨ طُرُقَكَ علِّمني
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a
١ ماذا يفعَلُ مُعظَمُ النَّاس؟ (أمثال ١:٢٠، ٢١)
في بُلدانٍ عَديدَة، كَثيرًا ما نرى الإخوَةَ يعرِضونَ المَطبوعاتِ لِلنَّاسِ في الشَّوارِعِ المُزدَحِمَة. فهل شارَكتَ مِن قَبل في هذا النَّوعِ المُمَيَّزِ مِنَ الخِدمَة؟ في هذِهِ الحال، رُبَّما خطَرَ على بالِكَ التَّشبيهُ المَوجودُ في سِفرِ الأمْثَال: إنَّ الحِكمَةَ تصرُخُ في الأماكِنِ العامَّة كَي يسمَعَ النَّاسُ نَصيحَتَها. (إقرإ الأمثال ١:٢٠، ٢١.) و «الحِكمَةُ الحَقيقِيَّة»، حِكمَةُ يَهْوَه، مَوجودَةٌ في الكِتابِ المُقَدَّسِ وفي مَطبوعاتِنا. والنَّاسُ يحتاجونَ إلَيها لِيَبدَأوا بِالمَشيِ في طَريقِ الحَياة. طَبعًا، نَحنُ نفرَحُ حينَ يقبَلُ أحَدُ الأشخاصِ مَطبوعاتِنا. لكنَّ مُعظَمَ النَّاسِ لا يقبَلونَها. فبَعضُهُم يُفَضِّلونَ أن يبقَوا جاهِلينَ ولا يعرِفوا ماذا يُعَلِّمُ الكِتابُ المُقَدَّس. أمَّا آخَرون، فيَستَهزِئُونَ بنا لِأنَّهُم يعتَبِرونَ الكِتابَ المُقَدَّسَ موضَةً قَديمَة. وهُناك مَن ينتَقِدونَ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّسِ الأخلاقِيَّة، ويَعتَبِرونَ الَّذينَ يتبَعونَها أشخاصًا مُتَطَرِّفين. ولكنْ بِدافِعِ المَحَبَّة، لا يزالُ يَهْوَه يُقَدِّمُ الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة لِلجَميع.
٢ كَيفَ يُعطي يَهْوَه الحِكمَةَ الحَقيقِيَّةَ اليَوم، ولكنْ ماذا يفعَلُ مُعظَمُ النَّاس؟
٢ كما رأيْنا إذًا، يُعطي يَهْوَه الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة مِن خِلالِ كَلِمَتِه، الكِتابِ المُقَدَّس. وهذا الكِتابُ مُتَوَفِّرٌ لِكُلِّ النَّاسِ تَقريبًا. وماذا عن مَطبوعاتِنا؟ بِفَضلِ بَرَكَةِ يَهْوَه، مَطبوعاتُنا مُتَوَفِّرَةٌ بِأكثَرَ مِن ٠٠٠,١ لُغَة. وإذا قرَأَ النَّاسُ هذِهِ المَوادَّ وطبَّقوها، فسَيَسمَعونَ لِلحِكمَةِ الحَقيقِيَّة ويَستَفيدونَ كَثيرًا. لكنَّ مُعظَمَ النَّاسِ يرفُضونَ أن يفعَلوا ذلِك. فحينَ يُريدونَ أن يأخُذوا قَرارًا، يتَّكِلونَ على نَفْسِهِم أو يسمَعونَ لِأشخاصٍ آخَرين. حتَّى إنَّهُم يستَخِفُّونَ بنا لِأنَّنا نتبَعُ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس. فما السَّبَب؟ سنرى الجَوابَ في هذِهِ المَقالَة. ولكنْ لِنرَ أوَّلًا كَيفَ ننالُ الحِكمَةَ مِن يَهْوَه.
الحِكمَةُ الحَقيقِيَّة تأتي مِن مَعرِفَةِ يَهْوَه
٣ كَيفَ نُظهِرُ الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة؟
٣ تعني الحِكمَةُ أن نُطَبِّقَ المَعرِفَةَ كَي نأخُذَ قَراراتٍ جَيِّدَة. لكنَّ الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة تشمُلُ أكثَرَ مِن ذلِك. يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس: «خَوفُ يَهْوَه هو بِدايَةُ الحِكمَة، ومَعرِفَةُ الإلهِ الأكثَرِ قَداسَةً هيَ الفَهم». (أم ٩:١٠) فيَجِبُ أن نأخُذَ قَراراتِنا المُهِمَّة على أساسِ «مَعرِفَةِ الإلهِ الأكثَرِ قَداسَة»، أي نبحَثَ في الكِتابِ المُقَدَّسِ ومَطبوعاتِنا كَي نعرِفَ رَأيَ يَهْوَه. وحينَ نفعَلُ ذلِك، نُظهِرُ الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة في حَياتِنا. — أم ٢:٥-٧.
٤ لِماذا يَهْوَه هوَ المَصدَرُ الوَحيدُ لِلحِكمَةِ الحَقيقِيَّة؟
٤ يَهْوَه هوَ المَصدَرُ الوَحيدُ لِلحِكمَةِ الحَقيقِيَّة. (رو ١٦:٢٧) لِماذا نقولُ ذلِك؟ أوَّلًا، يَهْوَه هوَ الخالِق، ويعرِفُ بِالتَّالي كُلَّ شَيءٍ عن خَليقَتِه. (مز ١٠٤:٢٤) ثانِيًا، كُلُّ أعمالِ يَهْوَه تُظهِرُ أنَّهُ حَكيم. (رو ١١:٣٣) ثالِثًا، نَصائِحُ يَهْوَه الحَكيمَة تُفيدُ دائِمًا الَّذينَ يُطَبِّقونَها. (أم ٢:١٠-١٢) حينَ نقبَلُ هذِهِ الحَقائِقَ الثَّلاث، ونأخُذُ قَراراتِنا ونتَصَرَّفُ على أساسِها، ننالُ الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة.
٥ ماذا يحصُلُ اليَومَ لِأنَّ النَّاسَ لا يطلُبونَ الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة؟
٥ يُعجَبُ كَثيرونَ بِالتَّصاميمِ الرَّائِعَة الَّتي يرَونَها في الطَّبيعَة. لكنَّهُم يقولونَ إنَّها أتَت بِالتَّطَوُّر، ويُنكِرونَ وُجودَ خالِق. أمَّا آخَرون، فيَقولونَ إنَّهُم يُؤمِنونَ بِاللّٰه، لكنَّهُم يعتَبِرونَ أنَّ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّسِ لا تنفَعُ في زَمَنِنا. لِذا، يعيشونَ كما يحلو لهُم. ولكنْ فكِّرْ قَليلًا: هل أصبَحَ العالَمُ أفضَلَ لِأنَّ النَّاسَ يعتَمِدونَ على حِكمَتِهِم بَدَلَ حِكمَةِ اللّٰه؟ هل هُم سُعَداءُ فِعلًا، أو لَدَيهِم أمَلٌ قَوِيٌّ بِالمُستَقبَل؟ يُؤَكِّدُ ما نراهُ اليَومَ الحَقيقَةَ المَذكورَة في الأمْثَال ٢١:٣٠: «ما مِن حِكمَةٍ أو تَمييزٍ أو نَصيحَةٍ تَنجَحُ ضِدَّ يَهْوَه». أفَلا يدفَعُنا ذلِك أن نطلُبَ الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة مِن يَهْوَه؟ ولكنْ لِلأسَف، لا يفعَلُ مُعظَمُ النَّاسِ ذلِك. فما السَّبَب؟
لِمَ يرفُضُ النَّاسُ الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة؟
٦ حَسَبَ الأمْثَال ١:٢٢-٢٥، مَن يسُدُّونَ آذانَهُم كَي لا يسمَعوا لِلحِكمَةِ الحَقيقِيَّة؟
٦ «الحِكمَةُ الحَقيقِيَّة تَصرُخُ في الشَّارِع»، لكنَّ أشخاصًا كَثيرينَ يسُدُّونَ آذانَهُم كَي لا يسمَعوا لها. وبِحَسَبِ الكِتابِ المُقَدَّس، هُناك ثَلاثَةُ أنواعٍ مِن هؤُلاءِ الأشخاص: «الجاهِلون»، «المُستَهزِئون»، و «الأغبِياء». (إقرإ الأمثال ١:٢٢-٢٥.) فأيُّ صِفاتٍ تدفَعُهُم أن يرفُضوا الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة؟ وكَيفَ نتَجَنَّبُ هذِهِ الصِّفات؟ لِنرَ معًا الجَواب.
٧ لِماذا يبقى البَعضُ ‹جاهِلين›؟
٧ «الجاهِلونَ» هُم أشخاصٌ بَسيطون، ساذِجون، ويَنخَدِعونَ بِسُهولَة. (أم ١٤:١٥، الحاشية) كَثيرًا ما نلتَقي بِأشخاصٍ كهؤُلاءِ في الخِدمَة. فالمَلايينُ يقَعونَ ضَحِيَّةَ خِداعِ القادَةِ الدِّينِيِّينَ والسِّياسِيِّين. لا يُدرِكُ بَعضُ هؤُلاءِ الأشخاصِ أنَّهُم مَخدوعون، حتَّى إنَّهُم ينصَدِمونَ حينَ يكتَشِفونَ ذلِك. لكنَّ الأمْثَال ١:٢٢ تتَحَدَّثُ عن أشخاصٍ يبقَونَ جاهِلينَ بِإرادَتِهِم لِأنَّهُم يُحِبُّونَ ذلِك. (إر ٥:٣١) فكَثيرونَ يُريدونَ أن يعيشوا كما يحلو لهُم، ولا يهُمُّهُم أن يعرِفوا تَعاليمَ الكِتابِ المُقَدَّسِ ويُطَبِّقوها. مَثَلًا، قالَتِ امرَأةٌ مُتَدَيِّنَة في كِيبَك بِكَنَدَا لِلأخِ الَّذي بشَّرَها: «إذا خدَعَنا الكاهِن، فهذِه غَلطَتُهُ هو، لا نَحن». ولكنْ طَبعًا، نَحنُ لا نُريدُ أبَدًا أن نتَمَثَّلَ بِالَّذينَ يبقَونَ جاهِلينَ بِإرادَتِهِم. — أم ١:٣٢؛ ٢٧:١٢.
٨ ماذا يُساعِدُنا أن نصيرَ حُكَماء؟
٨ مِنَ المُناسِبِ إذًا أن يُشَجِّعَنا الكِتابُ المُقَدَّسُ أن لا نبقى جاهِلين، بل ‹نصيرَ مُكتَمِلي النُّمُوِّ في قُوى الفَهم›. (١ كو ١٤:٢٠) وكَيفَ نفعَلُ ذلِك ونصيرُ حُكَماء؟ يجِبُ أن نُطَبِّقَ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّسِ في حَياتِنا. وفيما نُطَبِّقُها، سنرى كَيفَ تُساعِدُنا أن نتَجَنَّبَ المَشاكِلَ ونأخُذَ قَراراتٍ حَكيمَة. ومُهِمٌّ جِدًّا أن نفحَصَ نَفْسَنا لِنرى إلى أيِّ حَدٍّ تقَدَّمنا في تَطبيقِها. مَثَلًا، هل ندرُسُ الكِتابَ المُقَدَّسَ ونحضُرُ الاجتِماعاتِ مُنذُ فَترَة، لكنَّنا لم نأخُذْ بَعد الخُطُواتِ اللَّازِمَة لِننتَذِرَ ونعتَمِد؟ أمَّا إذا كُنَّا مُعتَمِدين، فهل نسعى لِنُحَسِّنَ مَهاراتِنا في التَّبشيرِ والتَّعليم؟ هل تُظهِرُ قَراراتُنا أنَّنا نتبَعُ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس؟ هل نُظهِرُ الصِّفاتِ المَسيحِيَّة في تَعامُلاتِنا معَ الآخَرين؟ إذا رأيْنا أنَّنا بِحاجَةٍ أن نتَحَسَّن، فلْنُفَكِّرْ جَيِّدًا في نَصائِحِ يَهْوَه الَّتي «تَجعَلُ قَليلَ الخِبرَةِ حَكيمًا». — مز ١٩:٧.
٩ كَيفَ يرفُضُ «المُستَهزِئونَ» الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة؟
٩ «المُستَهزِئونَ» همُ النَّوعُ الثَّاني مِنَ الأشخاصِ الَّذينَ يرفُضونَ الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة. أحيانًا، نلتَقي بِأشخاصٍ كهؤُلاءِ في الخِدمَة، أشخاصٍ يُحِبُّونَ أن يسخَروا مِن غَيرِهِم. (مز ١٢٣:٤) والكِتابُ المُقَدَّسُ يُحَذِّرُنا أنَّهُ في الأيَّامِ الأخيرَة سيَكونُ هُناك مُستَهزِئونَ كَثيرون. (٢ بط ٣:٣، ٤) فمِثلَ صِهرَي لُوط الطَّائِع، يتَجاهَلُ كَثيرونَ اليَومَ تَحذيراتِ اللّٰه. (تك ١٩:١٤) وهُم يتبَعونَ «شَهَواتِهِمِ الشِّرِّيرَة»، ويَضحَكونَ علَينا لِأنَّنا نتبَعُ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس. (يه ٧، ١٧، ١٨) ينطَبِقُ هذا الوَصفُ على المُرتَدِّينَ وغَيرِهِم مِمَّن يرفُضونَ يَهْوَه.
١٠ حَسَبَ المَزْمُور ١:١، كَيفَ نتَجَنَّبُ أن نصيرَ مِثلَ المُستَهزِئين؟
١٠ وكَيفَ نتَجَنَّبُ أن نصيرَ مِثلَ هؤُلاءِ المُستَهزِئين؟ إحدى الطُّرُقِ هي أن لا نقضِيَ الوَقتَ مع أشخاصٍ كهؤُلاء. (إقرإ المزمور ١:١.) وهذا يعني أن لا نسمَعَ لِلمُرتَدِّينَ أو نقرَأَ ما يكتُبونَه. فإذا لم ننتَبِه، يُمكِنُ أن نصيرَ بِسُهولَةٍ انتِقادِيِّينَ مِثلَهُم، ونشُكَّ في يَهْوَه وفي إرشاداتِ هَيئَتِه. لِذا، مُهِمٌّ أن يسألَ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا نَفْسَه: ‹هل مِن عادَتي أن أنتَقِدَ تَوجيهاتِ الهَيئَةِ أوِ التَّعديلاتِ الَّتي تُجريها على فَهمِنا الرُّوحِيّ؟ هل أميلُ أن أبحَثَ عن أخطاءٍ في الَّذينَ يأخُذونَ القِيادَة؟›. مُهِمٌّ جِدًّا أن نُلاحِظَ بِسُرعَةٍ مُيولًا كهذِه، ونَسعى فَورًا لِنُصَحِّحَها. وعِندَئِذٍ، سيَرضى يَهْوَه عنَّا. — أم ٣:٣٤، ٣٥.
١١ كَيفَ ينظُرُ «الأغبِياءُ» إلى مَبادِئِ يَهْوَه الأخلاقِيَّة؟
١١ «الأغبِياءُ» هُمُ النَّوعُ الثَّالِثُ مِنَ الأشخاصِ الَّذينَ يرفُضونَ الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة. وهُم أغبِياءُ لِأنَّهُم لا يُريدونَ أن يعيشوا حَسَبَ مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّسِ الأخلاقِيَّة، بل يُريدونَ أن يفعَلوا ما هو صَحيحٌ في نَظَرِهم. (أم ١٢:١٥) كما أنَّهُم يرفُضونَ يَهْوَه، مَصدَرَ الحِكمَةِ الحَقيقِيَّة. (مز ٥٣:١) وعِندَما نلتَقي بهِم في الخِدمَة، كَثيرًا ما ينتَقِدونَنا بِشِدَّةٍ لِأنَّنا نتبَعُ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس. لكنَّ هؤُلاءِ الأشخاصَ لَيسَ لَدَيهِم شَيءٌ أفضَلُ لِيُقَدِّموه. يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس: «الحِكمَةُ الحَقيقِيَّة لا يُمكِنُ أن يَصِلَ إلَيها الأحمَق؛ لَيسَ لَدَيهِ ما يَقولُهُ عِندَ بَوَّابَةِ المَدينَة». (أم ٢٤:٧) فالغَبِيُّ لَيسَ لَدَيهِ أيُّ حِكمَةٍ حَقيقِيَّة لِيُقَدِّمَها. لِذا يُحَذِّرُنا يَهْوَه: «إبْقَ بَعيدًا عنِ الإنسانِ الغَبِيّ». — أم ١٤:٧.
١٢ كَيفَ نزيدُ مَحَبَّتَنا لِمَبادِئِ يَهْوَه؟
١٢ بِعَكسِ الأغبِياء، نَحنُ نُحِبُّ أن نتبَعَ نَصائِحَ اللّٰه، بِما فيها مَبادِئُهُ الأخلاقِيَّة. ولكنْ كَيفَ تزيدُ مَحَبَّتَكَ لِمَبادِئِه؟ لاحِظْ ماذا يحصُلُ لِلَّذينَ يتَجاهَلونَها ولِلَّذينَ يتبَعونَها. مَثَلًا، لاحِظْ كَيفَ يوقِعُ الأغبِياءُ نَفْسَهُم في مَشاكِل، لِأنَّهُم يرفُضونَ نَصائِحَ يَهْوَه الحَكيمَة. بِالمُقابِل، لاحِظْ كم تحَسَّنَت حَياتُكَ لِأنَّكَ تُطيعُ اللّٰه. — مز ٣٢:٨، ١٠.
١٣ هل يُجبِرُنا يَهْوَه أن نُطيعَ نَصائِحَهُ الحَكيمَة؟
١٣ يُقَدِّمُ يَهْوَه الحِكمَةَ لِلجَميع، لكنَّهُ لا يُجبِرُ أحَدًا أن يقبَلَها. بل يوضِحُ ماذا سيَحدُثُ لِلَّذينَ لا يسمَعونَ لها. (أم ١:٢٩-٣٢) فالَّذينَ لا يُطيعونَ يَهْوَه «سيَتَحَمَّلونَ عَواقِبَ تَصَرُّفاتِهِم». فطَريقَةُ حَياتِهِم لن تجلُبَ لهُم إلَّا المَصائِب، كما أنَّهُم سيَهلَكونَ في النِّهايَة. بِالمُقابِل، يعِدُ يَهْوَه: «الَّذي يَسمَعُ لي . . . سَيَسكُنُ بِأمانٍ ولن يَخافَ مِن أيِّ مُصيبَة». — أم ١:٣٣.
الحِكمَةُ الحَقيقِيَّة تُفيدُنا
١٤-١٥ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ الأمْثَال ٤:٢٣؟
١٤ حينَ نسمَعُ لِلحِكمَةِ الَّتي يُعطيها اللّٰه، نستَفيدُ دائِمًا. وكما رأيْنا، يُقَدِّمُ يَهْوَه نَصائِحَهُ الحَكيمَة لِلجَميع. مَثَلًا، في سِفرِ الأمْثَال، يُقَدِّمُ يَهْوَه نَصائِحَ تُفيدُ في كُلِّ العُصور، نَصائِحَ تُحَسِّنُ حَياةَ الَّذينَ يُطَبِّقونَها. فلْنرَ أربَعًا مِنها.
١٥ إحمِ قَلبَكَ المَجازِيّ. يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس: «إحْمِ قَلبَكَ أكثَرَ مِن أيِّ شَيءٍ آخَر، لِأنَّ حَياتَكَ تَعتَمِدُ علَيه». (أم ٤:٢٣) وكَيفَ نحمي قَلبَنا المَجازِيّ؟ فكِّرْ كَيفَ نحمي قَلبَنا الحَرفِيّ. فنَحنُ نأكُلُ طَعامًا صِحِّيًّا، نُمارِسُ الرِّياضَة، ونتَجَنَّبُ العاداتِ السَّيِّئَة. وبِنَفْسِ الطَّريقَة، نحمي قَلبَنا المَجازِيّ. فنَحنُ نتَغَذَّى يَومِيًّا بِكَلِمَةِ اللّٰه. ونستَعِدُّ لِلاجتِماعات، نحضُرُها بِانتِظام، ونُشارِكُ فيها. كما نُحافِظُ على نَشاطِنا بالاجتِهادِ في الخِدمَة. أيضًا، نتَجَنَّبُ أيَّ شَيءٍ يُمكِنُ أن يُفسِدَ تَفكيرَنا ويَجعَلَنا نُنَمِّي عاداتٍ سَيِّئَة. فنتَجَنَّبُ مَثَلًا التَّسلِيَةَ الَّتي تُشَجِّعُ على العَهارَة، ولا نقضي الوَقتَ مع أشخاصٍ سَيِّئين.
١٦ لِماذا تُفيدُنا كَثيرًا النَّصيحَةُ في الأمْثَال ٢٣:٤، ٥؟
١٦ كُنْ راضِيًا بِما لَدَيك. يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس: «لا تُتعِبْ نَفْسَكَ لِتَجمَعَ الثَّروَة. . . . فحينَ تَنظُرُ إلَيها لن تَجِدَها، فسَيَنبُتُ لها أجنِحَةٌ وتَطيرُ مِثلَ نِسرٍ إلى السَّماء». (أم ٢٣:٤، ٥) فالثَّروَةُ يُمكِنُ أن تطيرَ في أيِّ لَحظَة. مع ذلِك، نرى اليَومَ الأغنِياءَ والفُقَراءَ يركُضونَ وَراءَ المال. وكَثيرًا ما يدفَعُهُم ذلِك إلى تَصَرُّفاتٍ تُؤذي صِحَّتَهُم، سُمعَتَهُم، وعَلاقَتَهُم بِالآخَرين. (أم ٢٨:٢٠؛ ١ تي ٦:٩، ١٠) بِالمُقابِل، تُساعِدُنا الحِكمَةُ أن ننظُرَ بِطَريقَةٍ صَحيحَة إلى المال. وهكَذا، نتَجَنَّبُ الطَّمَعَ ونكونُ قَنوعينَ وسُعَداء. — جا ٧:١٢.
١٧ كَيفَ يكونُ لَدَينا «لِسانُ الحُكَماء»؟ (أمثال ١٢:١٨)
١٧ فكِّرْ قَبلَ أن تتَكَلَّم. إذا لم ننتَبِه، فقدْ نجرَحُ الآخَرينَ بِكَلامِنا. يقولُ الكِتابُ المُقَدَّس: «الكَلامُ دونَ تَفكيرٍ هو مِثلُ طَعناتِ السَّيف، أمَّا لِسانُ الحُكَماءِ فيَشْفي». (أم ١٢:١٨) وكَيفَ يكونُ لَدَينا «لِسانُ الحُكَماء»؟ يجِبُ أن نتَجَنَّبَ الثَّرثَرَةَ على أخطاءِ الآخَرين، ونُحافِظَ بِالتَّالي على عَلاقاتٍ جَيِّدَة معهُم. (أم ٢٠:١٩) وكَي نشفِيَ الآخَرينَ بَدَلَ أن نجرَحَهُم، يجِبُ أن نملَأَ قَلبَنا بِأفكارٍ صالِحَة مِن كَلِمَةِ اللّٰه. (لو ٦:٤٥) فعِندَما نتَأمَّلُ في الكِتابِ المُقَدَّس، تصيرُ كَلِماتُنا ‹نَبعَ حِكمَةٍ› يُنعِشُ الآخَرين. — أم ١٨:٤.
١٨ كَيفَ تُساعِدُنا النَّصيحَةُ في الأمْثَال ٢٤:٦ أن ننجَحَ في خِدمَتِنا؟
١٨ إتبَعِ إرشاداتِ الهَيئَة. يُقَدِّمُ لنا الكِتابُ المُقَدَّسُ نَصيحَةً مُفيدَة أُخرى. يقول: «التَّوجيهُ الحَكيمُ ضَرورِيٌّ عِندَما تَشُنُّ حَربَك، وبِاستِشارَةِ كَثيرينَ يَتَحَقَّقُ النَّجاح». (أم ٢٤:٦، الحاشية) وكَيفَ تُساعِدُنا هذِهِ النَّصيحَةُ أن ننجَحَ في خِدمَتِنا؟ بَدَلَ أن نقومَ بِالخِدمَةِ على طَريقَتِنا، تُشَجِّعُنا هذِهِ النَّصيحَةُ أن نتبَعَ الاقتِراحاتِ الَّتي تُقَدَّمُ لنا. ففي الاجتِماعات، يُقَدِّمُ إخوَةٌ لَدَيهِم خِبرَةٌ خِطاباتٍ وتَمثيلِيَّاتٍ تُدَرِّبُنا وتُساعِدُنا أن ننجَحَ في خِدمَتِنا. أيضًا، تُعطينا هَيئَةُ يَهْوَه أدَواتٍ مُفيدَة، مَطبوعاتٍ وفيديوات، كَي نُساعِدَ النَّاسَ أن يفهَموا الكِتابَ المُقَدَّس. فهل تعرِفُ كَيفَ تستَخدِمُ هذِهِ الأدَواتِ جَيِّدًا؟
١٩ ما رَأيُكَ في نَصائِحِ يَهْوَه الحَكيمَة؟ (أمثال ٣:١٣-١٨)
١٩ إقرإ الأمثال ٣:١٣-١٨. نَحنُ نُقَدِّرُ كَثيرًا النَّصائِحَ الحَكيمَة الَّتي نجِدُها في كَلِمَةِ اللّٰه. فِعلًا، ماذا كُنَّا سنفعَلُ بِدونِها؟! في هذِهِ المَقالَة، رأيْنا بَعضَ النَّصائِحِ الحَكيمَة المَوجودَة في سِفرِ الأمْثَال. وطَبعًا، أعطانا يَهْوَه نَصائِحَ حَكيمَة أُخرى في كَلِمَتِه. وبِغَضِّ النَّظَرِ عن رَأيِ العالَمِ فيها، نَحنُ مُقتَنِعونَ بِأنَّ «الَّذينَ يَتَمَسَّكونَ بها جَيِّدًا يَكونونَ سُعَداء». فلْنُصَمِّمْ إذًا أن نُطَبِّقَ دائِمًا نَصائِحَ يَهْوَه الحَكيمَة.
التَّرنيمَة ٣٦ «صُنْ قَلبَك»
a الحِكمَةُ الَّتي يُعطيها يَهْوَه هي أهَمُّ مِن أيِّ شَيءٍ يُقَدِّمُهُ العالَم. وسِفرُ الأمْثَال يُصَوِّرُها وكأنَّها تصرُخُ في السَّاحات. في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ هذا التَّشبيهَ وسَنُجيبُ عن ثَلاثَةِ أسئِلَة: كَيفَ ننالُ الحِكمَةَ الحَقيقِيَّة؟ لِماذا لا يسمَعُ البَعضُ لها؟ وكَيفَ نستَفيدُ حينَ نسمَعُ لها؟