الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤١

كيف تجد السعادة الحقيقية؟‏

كيف تجد السعادة الحقيقية؟‏

‏«سَعيدٌ كُلُّ مَن يَخافُ يَهْوَه ويَمْشي في طُرُقِه».‏ —‏ مز ١٢٨:‏١‏.‏

التَّرنيمَة ١١٠ «فَرَحُ يَهْوَه»‏

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ ما هي ‹حاجَتُنا الرُّوحِيَّة›،‏ وكَيفَ ترتَبِطُ بِسَعادَتِنا؟‏

 السَّعادَةُ الحَقيقِيَّة لَيسَت شُعورًا جَميلًا يجيءُ ويَروح،‏ بل تبقى طولَ العُمر.‏ وقالَ يَسُوع في مَوعِظَتِهِ على الجَبَل:‏ «سُعَداءُ هُمُ الَّذينَ يَشعُرونَ أنَّ لَدَيهِم حاجَةً روحِيَّة».‏ (‏مت ٥:‏٣‏)‏ فيَسُوع عرَفَ أنَّ البَشَرَ لَدَيهِم «حاجَةٌ روحِيَّة»،‏ أي رَغبَةٌ طَبيعِيَّة في أن يتَعَرَّفوا على خالِقِهِم يَهْوَه ويَعبُدوه.‏ وبِما أنَّ يَهْوَه هوَ «الإلهُ السَّعيد»،‏ فالَّذينَ يعبُدونَهُ يكونونَ سُعَداءَ أيضًا.‏ —‏ ١ تي ١:‏١١‏.‏

‏«سعداء هم المضطهَدون من أجل الحق».‏ —‏ مت ٥:‏١٠ (‏أُنظر الفقرتين ٢-‏٣.‏)‏ d

٢-‏٣ (‏أ)‏ مَن قالَ يَسُوع إنَّهُم سُعَداء؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة،‏ ولِماذا يهُمُّنا ذلِك؟‏

٢ هل يلزَمُ أن تكونَ ظُروفُنا مِثالِيَّة كَي نشعُرَ بِالسَّعادَةِ الحَقيقِيَّة؟‏ لا.‏ لاحِظْ ماذا ذكَرَ يَسُوع في مَوعِظَتِه على الجَبَل.‏ قال:‏ «سُعَداءُ هُمُ الحَزانى»،‏ أيِ الَّذينَ يحزَنونَ بِسَبَبِ خَطاياهُم أو ظُروفِهِمِ الصَّعبَة.‏ وقالَ أيضًا:‏ «سُعَداءُ هُمُ المُضطَهَدونَ مِن أجْلِ الحَقّ»،‏ وكذلِكَ الَّذينَ ‹يُهينُهُمُ النَّاسُ› لِأنَّهُم يتبَعونَ المَسِيح.‏ (‏مت ٥:‏٤،‏ ١٠،‏ ١١‏)‏ ولكنْ كَيفَ يُمكِنُ أن نكونَ سُعَداءَ في ظُروفٍ كهذِه؟‏

٣ كُلُّنا نمُرُّ بِظُروفٍ صعبَة.‏ ولكنْ كما رَأيْنا،‏ علَّمَنا يَسُوع أنَّنا سنكونُ سُعَداءَ حِينَ نهتَمُّ بِحاجَتِنا الرُّوحِيَّة ونقتَرِبُ إلى اللّٰه.‏ (‏يع ٤:‏٨‏)‏ فكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟‏ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى ثَلاثَ خُطُواتٍ أساسِيَّة لِنجِدَ السَّعادَةَ الحَقيقِيَّة.‏

تغَذَّ روحِيًّا

٤ ما هي أوَّلُ خُطوَةٍ لِنجِدَ السَّعادَةَ الحَقيقِيَّة؟‏ (‏مزمور ١:‏١-‏٣‏)‏

٤ الخُطوَة ١:‏ تغَذَّ روحِيًّا.‏ يحتاجُ البَشَرُ والحَيَواناتُ على السَّواءِ إلى الطَّعامِ الجَسَدِيِّ لِيَبقَوا أحياء.‏ لكنَّ البَشَرَ يحتاجونَ أيضًا إلى الطَّعامِ الرُّوحِيّ.‏ قالَ يَسُوع:‏ «لا يَجِبُ أن يَعيشَ الإنسانُ بِالخُبزِ فَقَط،‏ بل بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخرُجُ مِن فَمِ يَهْوَه».‏ (‏مت ٤:‏٤‏)‏ لِذا،‏ يلزَمُ أن لا ندَعَ يَومًا يمُرُّ دونَ أن نتَغَذَّى بِكَلِمَةِ اللّٰه،‏ الكِتابِ المُقَدَّس.‏ قالَ كاتِبُ المَزْمُور:‏ «سَعيدٌ هوَ الَّذي .‏ .‏ .‏ يَفرَحُ بِشَريعَةِ يَهْوَه،‏ ويَقرَأُها .‏ .‏ .‏ نَهارًا ولَيلًا».‏ —‏ إقرإ المزمور ١:‏١-‏٣‏.‏

٥-‏٦ (‏أ)‏ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس؟‏ (‏ب)‏ كَيفَ يُفيدُنا الكِتابُ المُقَدَّس؟‏

٥ في الكِتابِ المُقَدَّس،‏ يُخبِرُنا يَهْوَه بِمَحَبَّةٍ مَعلوماتٍ مُهِمَّة لِنكونَ سُعَداء.‏ ففي كَلِمَتِه،‏ نتَعَلَّمُ كَيفَ يُريدُ مِنَّا أن نعيشَ حَياتَنا.‏ ونعرِفُ كَيفَ نقتَرِبُ إلَيهِ وننالُ غُفرانَه.‏ كما نتَعَلَّمُ عنِ الرَّجاءِ الرَّائِعِ الَّذي وضَعَهُ أمامَنا.‏ (‏إر ٢٩:‏١١‏)‏ وهذِهِ المَعلوماتُ تملَأُ قَلبَنا بِالفَرَح.‏

٦ يُعطينا الكِتابُ المُقَدَّسُ أيضًا نَصائِحَ كَثيرَة تُفيدُنا في حَياتِنا اليَومِيَّة.‏ وحينَ نُطَبِّقُها،‏ نجِدُ السَّعادَةَ الحَقيقِيَّة.‏ لِذلِك،‏ حينَ تضعُفُ مَعنَوِيَّاتُكَ بِسَبَبِ مَشاكِلِ الحَياة،‏ خصِّصِ المَزيدَ مِنَ الوَقتِ لِتقرَأَ كَلِمَةَ يَهْوَه وتتَأمَّلَ فيها.‏ قالَ يَسُوع:‏ «سُعَداءُ هُمُ الَّذينَ يَسمَعونَ كَلامَ اللّٰهِ ويُطيعونَه».‏ —‏ لو ١١:‏٢٨‏.‏

٧ كَيفَ تستَفيدُ كامِلًا مِن قِراءَتِكَ لِلكِتابِ المُقَدَّس؟‏

٧ حينَ تقرَأُ الكِتابَ المُقَدَّس،‏ خُذْ وَقتَكَ لِتتَلَذَّذَ بِما تقرَأُه.‏ إلَيكَ هذا المَثَل.‏ لِنقُلْ إنَّ صَديقًا أعَدَّ لكَ طَعامَكَ المُفَضَّل.‏ لكنَّكَ كُنتَ مُستَعجِلًا جِدًّا،‏ أو كانَ بالُكَ مَشغولًا،‏ فأكَلتَ الطَّعامَ دونَ أن تتَلَذَّذَ به.‏ وفي النِّهايَة،‏ تتَفاجَأُ أنَّهُ انتَهى،‏ وتتَمَنَّى لَو أنَّكَ أكَلتَهُ على مَهلٍ وتلَذَّذتَ بِكُلِّ لُقمَة.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ يُمكِنُ أن تقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِاستِعجال،‏ فلا تتَلَذَّذُ بِرِسالَتِه.‏ ولكنْ بَدَلَ ذلِك،‏ خُذْ وَقتَكَ لِتتَمَتَّعَ بِما تقرَأُه.‏ حاوِلْ أن تعيشَ القِصَّة،‏ تتَخَيَّلَ الأصوات،‏ وتُفَكِّرَ في ما تقرَأُه.‏ فبِهذِهِ الطَّريقَة،‏ تزيدُ سَعادَتُك.‏

٨ كَيفَ يُتَمِّمُ «العَبدُ الأمينُ الحَكيمُ» مَسؤولِيَّتَه؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الحاشِيَة.‏)‏

٨ عيَّنَ يَسُوع «العَبدَ الأمينَ الحَكيمَ» كَي يُعطِيَنا الطَّعامَ الرُّوحِيَّ في الوَقتِ المُناسِب.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥‏)‏ وفِعلًا،‏ يُعِدُّ لنا العَبدُ الأمينُ وَفرَةً مِنَ الطَّعامِ الرُّوحِيّ.‏ b والكِتابُ المُقَدَّسُ هوَ المُكَوِّنُ الرَّئيسِيُّ في كُلِّ ما يُعِدُّه.‏ (‏١ تس ٢:‏١٣‏)‏ وهكَذا،‏ يُساعِدُنا الطَّعامُ الرُّوحِيُّ أن نفهَمَ تَفكيرَ يَهْوَه.‏ لِذلِك،‏ نقرَأُ بُرجَ المُراقَبَة و إستَيقِظْ!‏ والمَقالاتِ على ‎jw.‎org. ونُحَضِّرُ جَيِّدًا لِاجتِماعاتِ وَسَطِ الأُسبوعِ ونِهايَةِ الأُسبوع.‏ كما نُشاهِدُ كُلَّ البَرامِجِ الشَّهرِيَّة لِمَحَطَّةِ JW.‏ و حينَ نتَغَذَّى روحِيًّا بِشَكلٍ جَيِّد،‏ نقدِرُ أن نقومَ بِالخُطوَةِ الثَّانِيَة لِنجِدَ السَّعادَةَ الحَقيقِيَّة.‏

إتبَعْ مَقاييسَ يَهْوَه

٩ ما هيَ الخُطوَةُ الثَّانِيَة لِنجِدَ السَّعادَةَ الحَقيقِيَّة؟‏

٩ الخُطوَة ٢:‏ إتبَعْ مَقاييسَ يَهْوَه.‏ قالَ كاتِبُ المَزْمُور:‏ «سَعيدٌ كُلُّ مَن يَخافُ يَهْوَه ويَمْشي في طُرُقِه».‏ (‏مز ١٢٨:‏١‏)‏ وماذا يعني أن نخافَ يَهْوَه؟‏ يعني أن نحتَرِمَهُ كَثيرًا ولا نفعَلَ أيَّ شَيءٍ يُزَعِّلُه.‏ (‏أم ١٦:‏٦‏)‏ لِذلِك،‏ نحنُ نجتَهِدُ دائِمًا لِنتبَعَ مَقاييسَ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإِ المَذكورَة في الكِتابِ المُقَدَّس.‏ (‏٢ كو ٧:‏١‏)‏ وحينَ نفعَلُ ما يُحِبُّهُ يَهْوَه ونرفُضُ ما يكرَهُه،‏ سنكونُ سُعَداءَ بِالتَّأكيد.‏ —‏ مز ٣٧:‏٢٧؛‏ ٩٧:‏١٠؛‏ رو ١٢:‏٩‏.‏

١٠ حَسَبَ رُومَا ١٢:‏٢‏،‏ ماذا يجِبُ أن نفعَل؟‏

١٠ إقرأ روما ١٢:‏٢‏.‏ طَبعًا،‏ يَهْوَه لهُ الحَقُّ أن يُحَدِّدَ الصَّوابَ والخَطَأ.‏ ولكنْ لا يكفي أن نعرِفَ هذِهِ الحَقيقَة.‏ فيَلزَمُ أن نلتَزِمَ بِمَقاييسِه.‏ مَثَلًا،‏ قد يعرِفُ أحَدُ الأشخاصِ أنَّ الدَّولَةَ لها الحَقُّ أن تُحَدِّدَ السُّرعَةَ القُصوى على الطُّرُقِ الرَّئيسِيَّة.‏ لكنَّهُ قد لا يرغَبُ أن يلتَزِمَ بِهذِهِ السُّرعَة.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ يتَخَطَّاها أثناءَ القِيادَة.‏ إذًا،‏ يكشِفُ سُلوكُنا كم نثِقُ أنَّ مَقاييسَ يَهْوَه تُؤَدِّي إلى أفضَلِ حَياة.‏ (‏أم ١٢:‏٢٨‏)‏ ودَاوُد كانَ واثِقًا بِذلِك مِئَةً في المِئَة.‏ قال:‏ «تَدُلُّني على طَريقِ الحَياة.‏ الَّذي في حَضرَتِكَ يَفرَحُ كَثيرًا؛‏ الَّذي عن يَمينِكَ يَكونُ سَعيدًا إلى الأبَد».‏ —‏ مز ١٦:‏١١‏.‏

١١-‏١٢ (‏أ)‏ مِمَّ يجِبُ أن ننتَبِهَ حينَ نُواجِهُ مَشاكِلَ تُقلِقُنا أو تُضعِفُ مَعنَوِيَّاتِنا؟‏ (‏ب)‏ كَيفَ تُساعِدُنا فِيلِبِّي ٤:‏٨ حينَ نختارُ التَّسلِيَة؟‏

١١ أحيانًا،‏ نُواجِهُ مَشاكِلَ تُقلِقُنا أو تُضعِفُ مَعنَوِيَّاتِنا.‏ وفي أوقاتٍ كهذِه،‏ قد نُريدُ أن نفعَلَ أيَّ شَيءٍ كي نرتاحَ مِنها.‏ هذا شُعورٌ طَبيعِيّ،‏ ولكنْ يجِبُ أن ننتَبِهَ كَي لا نفعَلَ شَيئًا يكرَهُهُ يَهْوَه.‏ —‏ أف ٥:‏١٠-‏١٢،‏ ١٥-‏١٧‏.‏

١٢ نصَحَ بُولُس المَسيحِيِّينَ في فِيلِبِّي أن يُفَكِّروا دائِمًا في «كُلِّ ما هو صائِبٌ في نَظَرِ اللّٰه،‏ كُلِّ ما هو طاهِر،‏ كُلِّ ما يَستَحِقُّ المَحَبَّة،‏ [و] كُلِّ ما يَدُلُّ على أخلاقٍ عالِيَة».‏ ‏(‏إقرأ فيلبي ٤:‏٨‏.‏)‏ صَحيحٌ أنَّ بُولُس لم يكُنْ يتَحَدَّثُ تَحديدًا عنِ التَّسلِيَة،‏ ولكنْ يُمكِنُنا أن نُطَبِّقَ نَصيحَتَهُ في هذا المَجال.‏ لِذا فكِّرْ في الأغاني الَّتي تسمَعُها،‏ الأفلامِ الَّتي تُشاهِدُها،‏ القِصَصِ الَّتي تقرَأُها،‏ أو ألعابِ الفيديو الَّتي تتَسَلَّى بها.‏ هل تنسَجِمُ تَسلِيَتُكَ هذِه مع نَصيحَةِ بُولُس؟‏ نَحنُ نُريدُ أن نعيشَ حَياتَنا حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه العالِيَة.‏ (‏مز ١١٩:‏١-‏٣‏)‏ وعِندَئِذٍ،‏ سننعَمُ بِراحَةِ الضَّمير،‏ وسَنقدِرُ أن نقومَ بِالخُطوَةِ التَّالِيَة لِنجِدَ السَّعادَةَ الحَقيقِيَّة.‏ —‏ أع ٢٣:‏١‏.‏

أعطِ الأولَوِيَّةَ لِعِبادَةِ يَهْوَه

١٣ ما هيَ الخُطوَةُ الثَّالِثَة لِنجِدَ السَّعادَةَ الحَقيقِيَّة؟‏ (‏يوحنا ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏

١٣ الخُطوَة ٣:‏ تأكَّدْ أنَّكَ تضَعُ عِبادَةَ اللّٰهِ أوَّلًا في حَياتِك.‏ يستَحِقُّ يَهْوَه أن نعبُدَهُ لِأنَّهُ خلَقَنا.‏ (‏رؤ ٤:‏١١؛‏ ١٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ لِذلِك،‏ يلزَمُ أن نُعطِيَ الأولَوِيَّةَ في حَياتِنا لِعِبادَتِهِ بِالطَّريقَةِ الَّتي تُرضيه:‏ «بِالرُّوحِ والحَقّ».‏ ‏(‏إقرأ يوحنا ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏)‏ فنَحنُ نُريدُ أن يُرشِدَنا روحُ اللّٰهِ في عِبادَتِنا،‏ كَي تكونَ مُنسَجِمَةً معَ الحَقِّ المَوجودِ في كَلِمَتِه.‏ وحتَّى لَو كُنَّا نعيشُ في بَلَدٍ يفرِضُ قُيودًا على عَمَلِنا أو يحظُرُه،‏ يلزَمُ أن نُعطِيَ الأولَوِيَّةَ لِعِبادَتِنا.‏ فالآن،‏ يوجَدُ أكثَرُ مِن ١٠٠ أخٍ وأُختٍ في السِّجنِ لِمُجَرَّدِ أنَّهُم شُهودٌ لِيَهْوَه.‏ c لكنَّهُم يعمَلونَ بِفَرَحٍ كُلَّ ما يقدِرونَ علَيهِ لِيُصَلُّوا،‏ يدرُسوا،‏ ويُخبِروا الآخَرينَ عنِ اللّٰهِ ومَملَكَتِه.‏ فحتَّى عِندَما يُهينُنا النَّاسُ ويَضطَهِدونَنا،‏ نفرَحُ لِأنَّنا نعرِفُ أنَّ يَهْوَه معنا وسَيُكافِئُنا.‏ —‏ يع ١:‏١٢؛‏ ١ بط ٤:‏١٤‏.‏

قِصَّةٌ حَقيقِيَّة

١٤ ماذا حصَلَ لِأخٍ شابٍّ في طَاجِكْسْتَان،‏ ولِماذا؟‏

١٤ تُؤَكِّدُ اختِباراتٌ عَديدَة أنَّ الخُطُواتِ الثَّلاثَ الَّتي رأيْناها تُساعِدُنا أن نجِدَ السَّعادَةَ الحَقيقِيَّة،‏ مَهما كانَت ظُروفُنا.‏ لاحِظْ ماذا حصَلَ مع جُوفِيدُون بُوبُوجُونُوف،‏ أخٍ عُمرُهُ ١٩ سَنَةً مِن طَاجِكْسْتَان.‏ فهو رفَضَ أن يُؤَدِّيَ الخِدمَةَ العَسكَرِيَّة.‏ لِذا في ٤ تِشْرِين الأوَّل (‏أُكْتُوبَر)‏ ٢٠١٩،‏ أُخِذَ بِالقُوَّةِ مِن بَيتِه،‏ وبقِيَ في الحَبسِ لِشُهور.‏ وكانَ يُعامَلُ كالمُجرِمين،‏ وضُرِبَ كَي يُؤَدِّيَ قَسَمَ الوَلاءِ ويَلبَسَ البَدلَةَ العَسكَرِيَّة.‏ فقدْ تعَرَّضَ لِظُلمٍ شَديدٍ تحَدَّثَت عنهُ وَسائِلُ الإعلامِ في بُلدانٍ عَديدَة.‏ ثُمَّ حُكِمَ علَيهِ وأُرسِلَ إلى السِّجن.‏ وبقِيَ مَسجونًا حتَّى أصدَرَ الرَّئيسُ عَفوًا عنهُ وأمَرَ بِإطلاقِ سَراحِه.‏ ولكنْ طولَ الفَترَةِ الصَّعبَة الَّتي مرَّ بها،‏ اهتَمَّ جُوفِيدُون بِحاجَتِهِ الرُّوحِيَّة.‏ لِذلِكَ استَطاعَ أن يُحافِظَ على استِقامَتِهِ وفَرَحِه.‏

ظل جوفيدون يتغذى روحيًّا،‏ اتبع مقاييس يهوه،‏ ووضع عبادته أولًا في حياته (‏أُنظر الفقرات ١٥-‏١٧.‏)‏

١٥ كَيفَ ظلَّ جُوفِيدُون يتَغَذَّى روحِيًّا في السِّجن؟‏

١٥ في السِّجن،‏ لم يكُنْ لَدى جُوفِيدُون كِتابٌ مُقَدَّسٌ أو أيٌّ مِن مَطبوعاتِنا.‏ لكنَّهُ ظلَّ يتَغَذَّى روحِيًّا.‏ كَيف؟‏ كانَ الإخوَةُ يجلُبونَ لهُ الطَّعام،‏ ويَكتُبونَ الآيَةَ اليَومِيَّة على الكيس.‏ وهكَذا،‏ استَطاعَ جُوفِيدُون أن يقرَأَ الكِتابَ المُقَدَّسَ ويَتَأمَّلَ فيهِ كُلَّ يَوم.‏ وبَعدَما أُطلِقَ سَراحُه،‏ نصَحَ الَّذين لم يُواجِهوا بَعد امتِحاناتٍ صَعبَة:‏ «مُهِمٌّ جِدًّا أن تستَغِلُّوا حُرِّيَّتَكُمُ الآنَ لِتقرَأُوا كَلِمَةَ يَهْوَه والمَطبوعات،‏ وهكَذا تزيدونَ مَعرِفَتَكُم عنه».‏

١٦ عَلامَ ركَّزَ جُوفِيدُون؟‏

١٦ والأخ جُوفِيدُون اتَّبَعَ مَقاييسَ يَهْوَه.‏ فبَدَلَ أن يُفَكِّرَ في رَغَباتٍ خاطِئَة ويَقومَ بِتَصَرُّفاتٍ سَيِّئَة،‏ ركَّزَ على يَهْوَه وما يُحِبُّه.‏ مَثَلًا،‏ تأمَّلَ جُوفِيدُون في جَمالِ خَليقَةِ اللّٰه.‏ فكُلَّ صَباح،‏ كانَ يستَيقِظُ على صَوتِ العَصافير.‏ وفي اللَّيل،‏ كانَ يُحَدِّقُ في القَمَرِ والنُّجوم.‏ قال:‏ «هذِهِ الهَدايا مِن يَهْوَه فرَّحَتني وشجَّعَتني».‏ فنَحنُ نفرَحُ حينَ نُقَدِّرُ الطَّعامَ الرُّوحِيَّ والأشياءَ الأُخرى الَّتي يُعطيها لنا يَهْوَه.‏ وهذا الفَرَحُ سيُقَوِّينا لِنحتَمِل.‏

١٧ كَيفَ تنطَبِقُ ١ بُطْرُس ١:‏٦،‏ ٧ على مَن يمُرُّونَ بِامتِحاناتٍ مِثلَ جُوفِيدُون؟‏

١٧ جُوفِيدُون أيضًا وضَعَ عِبادَةَ يَهْوَه أوَّلًا في حَياتِه.‏ فهو عرَفَ كم مُهِمٌّ أن يبقى أمينًا لِلّٰه.‏ فيَسُوع قال:‏ «يَجِبُ أن تَعبُدَ يَهْوَه إلهَكَ وتُقَدِّمَ لهُ وَحْدَهُ خِدمَةً مُقَدَّسَة».‏ (‏لو ٤:‏٨‏)‏ لِذا،‏ حينَ حاوَلَ الجُنودُ والضُّبَّاطُ أن يجعَلوا جُوفِيدُون يترُكُ دينَه،‏ ظلَّ يُصَلِّي إلى يَهْوَه نَهارًا ولَيلًا كَي يُساعِدَهُ أن لا يستَسلِم.‏ وهكَذا رَغمَ كُلِّ المُعامَلَةِ الظَّالِمَة الَّتي تعَرَّضَ لها،‏ بقِيَ جُوفِيدُون أمينًا لِيَهْوَه.‏ وهو يفرَحُ كَثيرًا الآن،‏ فقدْ صارَ عِندَهُ شَيءٌ غالٍ جِدًّا:‏ الإيمانُ المُمتَحَن.‏ —‏ إقرأ ١ بطرس ١:‏٦،‏ ٧‏.‏

١٨ كَيفَ نُحافِظُ على فَرَحِنا؟‏

١٨ يُخبِرُنا يَهْوَه كَيفَ نجِدُ السَّعادَةَ الحَقيقِيَّة.‏ وقدْ رأيْنا ثَلاثَ خُطُواتٍ لِنجِدَها.‏ فاجتَهِدْ إذًا لِتقومَ بِهذِهِ الخُطُوات.‏ وهكَذا،‏ ستُحافِظُ على فَرَحِكَ رَغمَ الظُّروفِ الصَّعبَة،‏ وسَتقولُ أنتَ أيضًا:‏ «سَعيدٌ هوَ الشَّعبُ الَّذي إلهُهُ يَهْوَه!‏».‏ —‏ مز ١٤٤:‏١٥‏.‏

التَّرنيمَة ٨٩ أصغوا،‏ أطيعوا،‏ احصُدوا البَرَكات

a يستَصعِبُ كَثيرونَ أن يجِدوا السَّعادَةَ الحَقيقِيَّة،‏ لِأنَّهُم يبحَثونَ عنها بِطُرُقٍ خاطِئَة.‏ فهُم يسعَونَ وَراءَ المَلَذَّات،‏ الغِنى،‏ الشُّهرَة،‏ أوِ السُّلطَة.‏ ولكنْ حينَ كانَ يَسُوع على الأرض،‏ أخبَرَنا كَيفَ نجِدُ السَّعادَةَ الحَقيقِيَّة.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى ثَلاثَ خُطُواتٍ تُساعِدُنا أن نجِدَها.‏

b أُنظُرْ مَقالَة «‏هل تنالُ ‹الطَّعامَ في حينِه›؟‏‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١٥ آب (‏أُغُسْطُس)‏ ٢٠١٤.‏

c لِتعرِفَ أكثَر،‏ ابحَثْ عن «‏سُجِنوا بِسَبَبِ إيمانِهِم‏» على ‎jw.‎org.‏

d وصف الصورة:‏ إخوة يُظهِرون دعمهم لأخ يُعتقل ويؤخذ ليُحاكم في المحكمة.‏