الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤١

التَّرنيمَة ١٣ يَسُوع هو مِثالي

أيام يسوع الأربعون الأخيرة على الأرض

أيام يسوع الأربعون الأخيرة على الأرض

‏«رَأَوْهُ على مَدى ٤٠ يَومًا،‏ وكَلَّمَهُم عن مَملَكَةِ اللّٰه».‏ —‏ أع ١:‏٣‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

كَيفَ نَتبَعُ المِثالَ الَّذي رَسَمَهُ يَسُوع في آخِرِ ٤٠ يَومًا لهُ على الأرض؟‏

١-‏٢ ماذا حَصَلَ فيما كانَ اثنانِ مِن تَلاميذِ يَسُوع ذاهِبَيْنِ إلى عِمْوَاس؟‏

 اليَومُ هو ١٦ نِيسَان القَمَرِيِّ سَنَةَ ٣٣ ب‌م.‏ تَلاميذُ يَسُوع مُخَدَّرونَ مِن شِدَّةِ الحُزنِ والخَوف.‏ فيُغادِرُ اثنانِ مِنهُم أُورُشَلِيم مُتَّجِهَيْنِ إلى قَريَةٍ اسْمُها عِمْوَاس تَبعُدُ ١١ كيلومِترًا تَقريبًا.‏ هذانِ الرَّجُلانِ يَشعُرانِ بِإحباطٍ شَديدٍ لِأنَّ يَسُوع،‏ الرَّجُلَ الَّذي كانا مِن أتباعِه،‏ قُتِلَ مُنذُ وَقتٍ قَصير.‏ وضاعَت معهُ كُلُّ آمالِهِما بِما سيَفعَلُهُ المَسِيَّا،‏ على الأقَلِّ كما فَكَّرا.‏ لكنَّ مُفاجَأةً كانَت بِانتِظارِهِما.‏

٢ يَقتَرِبُ مِنهُما رَجُلٌ غَريبٌ ويَسيرُ معهُما.‏ فيُخبِرانِهِ عمَّا حَصَلَ لِيَسُوع وكَيفَ خابَ أمَلُهُما.‏ فيَفتَحُ معهُما حَديثًا كانَ سيُغَيِّرُ حَياتَهُما.‏ ويُفَسِّرُ لهُما «ابتِداءً مِن كِتاباتِ مُوسَى وكُلِّ الأنبِياء» لِماذا لَزِمَ أن يَتَعَذَّبَ المَسِيَّا ويَموت.‏ وعِندَما يَصِلُ الرِّجالُ الثَّلاثَةُ إلى عِمْوَاس،‏ يَكشِفُ لهُما هذا الغَريبُ مَن هو:‏ إنَّهُ يَسُوع!‏ تَخَيَّلْ كم فَرِحا عِندَما عَرَفا أنَّ المَسِيَّا حَيّ!‏ —‏ لو ٢٤:‏١٣-‏٣٥‏.‏

٣-‏٤ ماذا حَصَلَ مع تَلاميذِ يَسُوع،‏ وماذا سنَتَعَلَّمُ في هذِهِ المَقالَة؟‏ (‏أعمال ١:‏٣‏)‏

٣ ظَهَرَ يَسُوع لِتَلاميذِهِ عِدَّةَ مَرَّاتٍ خِلالَ آخِرِ ٤٠ يَومًا لهُ على الأرض.‏ ‏(‏إقرإ الأعمال ١:‏٣‏.‏)‏ وخِلالَ هذِهِ الأيَّام،‏ تَغَيَّرَت حالَةُ أتباعِه.‏ فبَعدَ أن كانوا مُجَرَّدَ رِجالٍ حَزينينَ وخائِفين،‏ صاروا جَيشًا سَعيدًا،‏ واثِقًا،‏ مُستَعِدًّا لِمُهِمَّةِ التَّبشيرِ والتَّعليمِ عن مَملَكَةِ اللّٰه.‏ a

٤ ونَحنُ نَستَفيدُ كَثيرًا حينَ نَدرُسُ عن هذِهِ الأيَّامِ المُشَوِّقَة مِن حَياةِ يَسُوع.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنَرى كَيفَ استَخدَمَ هذا الوَقت (‏١)‏ كَي يُشَجِّعَ تَلاميذَه،‏ (‏٢)‏ يَزيدَ فَهمَهُم لِلأسفارِ المُقَدَّسَة،‏ و (‏٣)‏ يُدَرِّبَهُم لِيَحمِلوا مَسؤولِيَّاتٍ أكبَر.‏ وفي كُلِّ حالَة،‏ سنَرى كَيفَ نَتبَعُ نَحنُ مِثالَ يَسُوع.‏

شَجِّعِ الآخَرين

٥ لِماذا احتاجَ تَلاميذُ يَسُوع إلى التَّشجيع؟‏

٥ إحتاجَ تَلاميذُ يَسُوع إلى التَّشجيع.‏ لِماذا؟‏ البَعضُ مِنهُم كانوا قد تَرَكوا بُيوتَهُم،‏ عائِلاتِهِم،‏ وأشغالَهُم كَي يَتبَعوا يَسُوع كُلَّ الوَقت.‏ (‏مت ١٩:‏٢٧‏)‏ وآخَرونَ نَبَذَهُمُ المُجتَمَعُ لِأنَّهُم صاروا مِن تَلاميذِه.‏ (‏يو ٩:‏٢٢‏)‏ وهُم قَدَّموا هذِهِ التَّضحِياتِ لِأنَّهُم آمَنوا أنَّ يَسُوع هوَ المَسِيَّا المَوعودُ به.‏ (‏مت ١٦:‏١٦‏)‏ ولكنِ الآنَ بَعدَما قُتِلَ يَسُوع،‏ تَحَطَّمَت آمالُهُم وانهارَت مَعْنَوِيَّاتُهُم.‏

٦ ماذا فَعَلَ يَسُوع بَعدَ قِيامَتِه؟‏

٦ دونَ شَكّ،‏ لم يَعتَبِرْ يَسُوع حُزنَ تَلاميذِهِ دَليلَ ضُعفٍ روحِيّ،‏ بل رَدَّةَ فِعلٍ طَبيعِيَّة على خَسارَةٍ كَبيرَة.‏ لِذلِك في نَفْسِ اليَومِ الَّذي قامَ فيه،‏ بَدَأ يُشَجِّعُ أصدِقاءَه.‏ فهو مَثَلًا ظَهَرَ لِمَرْيَم المَجْدَلِيَّة الَّتي كانَت تَبْكي خارِجَ قَبرِه.‏ (‏يو ٢٠:‏١١،‏ ١٦‏)‏ كما ظَهَرَ لِلتِّلميذَيْنِ المَذكورَيْنِ في بِدايَةِ المَقالَة.‏ وظَهَرَ أيضًا لِلرَّسولِ بُطْرُس.‏ (‏لو ٢٤:‏٣٤‏)‏ فماذا نَتَعَلَّمُ مِن مِثالِ يَسُوع؟‏ لاحِظْ ماذا حَصَلَ أوَّلَ مَرَّةٍ ظَهَرَ فيها.‏

٧ حَسَبَ القِصَّةِ في يُوحَنَّا ٢٠:‏١١-‏١٦‏،‏ ماذا كانَت مَرْيَم تَفعَلُ في صَباحِ ١٦ نِيسَان القَمَرِيّ،‏ وماذا فَعَلَ يَسُوع الَّذي كانَ يُراقِبُها؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٧ إقرأ يوحنا ٢٠:‏١١-‏١٦‏.‏ في الصَّباحِ الباكِرِ يَومَ ١٦ نِيسَان القَمَرِيّ،‏ ذَهَبَت بَعضُ النِّساءِ الأميناتِ إلى القَبرِ حَيثُ وُضِعَ جَسَدُ يَسُوع.‏ (‏لو ٢٤:‏١،‏ ١٠‏)‏ لِنُرَكِّزْ على ما حَصَلَ مع إحْداهُنَّ،‏ وهي مَرْيَم المَجْدَلِيَّة.‏ فحينَ وَصَلَت إلى القَبر،‏ وَجَدَتهُ فارِغًا.‏ فرَكَضَت لِتُخبِرَ بُطْرُس ويُوحَنَّا،‏ ثُمَّ تَبِعَتهُما وهُما يَركُضانِ نَحوَ القَبر.‏ وحينَ رَأى بُطْرُس ويُوحَنَّا القَبرَ فارِغًا،‏ عادا مِن حَيثُ أتَيا.‏ لكنَّ مَرْيَم لم تَعُد،‏ بل بَقِيَت هُناك تَبْكي.‏ ولم تَكُنْ تَعرِفُ أنَّ يَسُوع يُراقِبُها.‏ وهو رَأى دُموعَ هذِهِ المَرأةِ الأمينَة وتَأثَّرَ كَثيرًا.‏ لِذلِك ظَهَرَ لها وفَعَلَ شَيئًا بَسيطًا،‏ ولكنْ مُشَجِّعًا جِدًّا.‏ تَكَلَّمَ معها وأعْطاها تَعيينًا مُهِمًّا:‏ أن تَنقُلَ خَبَرَ قِيامَتِهِ إلى إخوَتِه.‏ —‏ يو ٢٠:‏١٧،‏ ١٨‏.‏

تمثَّلْ بيسوع وكن دقيق الملاحظة ومتعاطفًا مع الأشخاص المُحبَطين (‏أُنظر الفقرة ٧.‏)‏


٨ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوع؟‏

٨ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوع؟‏ إذا كُنَّا مِثلَ يَسُوع نَعرِفُ ما هي مَشاكِلُ إخوَتِنا وأخَواتِنا ونَتَكَلَّمُ معهُم بِتَعاطُف،‏ فسَنَقدِرُ أن نَفعَلَ الكَثيرَ لِنُشَجِّعَهُم أن يَستَمِرُّوا في خِدمَةِ يَهْوَه.‏ لاحِظِ اختِبارَ أُختٍ اسْمُها جُوسْلِين ماتَت أُختُها في حادِثٍ مَأساوِيّ.‏ تَقول:‏ «طَوالَ أشهُرٍ كَثيرَة،‏ غَرِقتُ في حُزنٍ عَميق».‏ لكنَّ أخًا وزَوجَتَهُ دَعَيا جُوسْلِين إلى بَيتِهِما،‏ استَمَعا إلَيها بِتَعاطُف،‏ وأكَّدا لها أنَّ قيمَتَها كَبيرَةٌ في عَيْنَيِ اللّٰه.‏ تَقولُ جُوسْلِين:‏ «شَعَرتُ أنَّ يَهْوَه استَخدَمَهُما لِيُخرِجَني مِنَ البَحرِ الهائِجِ الَّذي أتَخَبَّطُ فيهِ ويُوصِلَني إلى بَرِّ الأمان.‏ فهُما ساعَداني أن أستَعيدَ رَغبَتي في خِدمَةِ يَهْوَه».‏ نَحنُ أيضًا نَقدِرُ أن نُشَجِّعَ الآخَرينَ حينَ نَستَمِعُ إلَيهِم بِانتِباهٍ فيما يَفتَحونَ لنا قَلبَهُم،‏ ثُمَّ نَتَكَلَّمُ معهُم بِتَعاطُفٍ كَي نُقَوِّيَهُم في خِدمَتِهِم لِلّٰه.‏ —‏ رو ١٢:‏١٥‏.‏

ساعِدْهُم أن يُحَلِّلوا الأسفارَ المُقَدَّسَة

٩ أيُّ تَحَدٍّ واجَهَهُ التَّلاميذ،‏ وكَيفَ ساعَدَهُم يَسُوع؟‏

٩ قَبِلَ تَلاميذُ يَسُوع كَلِمَةَ اللّٰهِ وعَمِلوا جُهدًا لِيُطَبِّقوها في حَياتِهِم.‏ (‏يو ١٧:‏٦‏)‏ مع ذلِك،‏ مَوتُ يَسُوع كمُجرِمٍ على خَشَبَةِ آلامٍ أوْقَعَهُم في حَيرَة.‏ لكنَّ يَسُوع أدرَكَ أنَّ شُكوكَهُم لَيسَت نابِعَةً مِن قَلبٍ شِرِّير،‏ بل مِن نَقصٍ في فَهمِ الأسفارِ المُقَدَّسَة.‏ (‏لو ٩:‏٤٤،‏ ٤٥؛‏ يو ٢٠:‏٩‏)‏ لِذلِك عَلَّمَهُم كَيفَ يُحَلِّلونَها.‏ لاحِظْ كَيفَ فَعَلَ ذلِك عِندَما ظَهَرَ لِلتِّلميذَيْنِ في الطَّريقِ إلى عِمْوَاس.‏

١٠ كَيفَ أقنَعَ يَسُوع التِّلميذَيْنِ أنَّهُ فِعلًا المَسِيَّا؟‏ (‏لوقا ٢٤:‏١٨-‏٢٧‏)‏

١٠ إقرأ لوقا ٢٤:‏١٨-‏٢٧‏.‏ لاحِظْ أنَّ يَسُوع لم يُخبِرِ الرَّجُلَيْنِ فَوْرًا مَن هو،‏ بل طَرَحَ علَيهِما أسئِلَة.‏ لِماذا؟‏ رُبَّما أرادَ مِنهُما أن يُعَبِّرا عمَّا في قَلبِهِما وعَقلِهِما.‏ وقد فَعَلا ذلِك.‏ فقالا لهُ إنَّهُما كانا يَتَوَقَّعانِ أن يُخَلِّصَ يَسُوع إسْرَائِيل مِن ظُلمِ الرُّومَان.‏ وبَعدَما أخبَراهُ بِصَراحَةٍ عن مَخاوِفِهِما،‏ استَعمَلَ يَسُوع الأسفارَ المُقَدَّسَة لِيُساعِدَهُما أن يَفهَما ما حَصَل.‏ b ولاحِقًا في تِلكَ الأُمسِيَة،‏ قَضى يَسُوع وَقتًا معَ التَّلاميذِ الآخَرينَ يَشرَحُ لهُم هذِهِ الحَقائِق.‏ (‏لو ٢٤:‏٣٣-‏٤٨‏)‏ فماذا نَتَعَلَّمُ مِن هذِهِ القِصَّة؟‏

١١-‏١٢ (‏أ)‏ أيُّ دَرسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِن أُسلوبِ يَسُوع في تَعليمِ حَقائِقِ الكِتابِ المُقَدَّس؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.‏)‏ (‏ب)‏ كَيفَ نالَ نُورْتِي المُساعَدَةَ مِنَ الأخِ الَّذي عَلَّمَهُ الحَقّ؟‏

١١ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوع؟‏ أوَّلًا،‏ عِندَما تُعَلِّمُ تِلميذًا لِلكِتابِ المُقَدَّس،‏ اطرَحْ أسئِلَةً لَبِقَة تَدفَعُهُ أن يُعَبِّرَ عمَّا في عَقلِهِ وقَلبِه.‏ (‏أم ٢٠:‏٥‏)‏ وحينَ تَفهَمُ مَشاعِرَه،‏ أظهِرْ لهُ كَيفَ يَجِدُ آياتٍ تَنطَبِقُ في حالَتِه.‏ ثُمَّ قاوِمْ رَغبَتَكَ أن تَقولَ لهُ ماذا يَفعَل.‏ بَدَلًا مِن ذلِك،‏ ساعِدْهُ أن يُحَلِّلَ الأسفارَ المُقَدَّسَة ويُمَيِّزَ كَيفَ يُطَبِّقُ مَبادِئَها في حَياتِه.‏ لاحِظِ اختِبارَ أخٍ في غَانَا اسْمُهُ نُورْتِي.‏

١٢ عِندَما كانَ عُمرُ نُورْتِي ١٦ سَنَة،‏ بَدَأ يَدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّس.‏ ولكنْ بَعدَ وَقتٍ قَصير،‏ بَدَأَت عائِلَتُهُ تُقاوِمُه.‏ فماذا ساعَدَهُ أن يَبْقى ثابِتًا؟‏ كانَ الأخُ الَّذي يَدرُسُ معهُ قدِ استَخدَمَ مَتَّى الفَصل ١٠ لِيُوضِحَ لهُ أنَّ المَسِيحِيِّينَ الحَقيقِيِّينَ سيُضطَهَدون.‏ يَقولُ نُورْتِي:‏ «لِذلِك عِندَما بَدَأَ الاضطِهاد،‏ كُنتُ مُقتَنِعًا أنِّي وَجَدتُ الحَقّ».‏ وقد ساعَدَهُ الأخُ أيضًا أن يُحَلِّلَ مَتَّى ١٠:‏١٦ كَي يَكونَ حَذِرًا وفي نَفْسِ الوَقتِ لَبِقًا حينَ يُناقِشُ المَسائِلَ الدِّينِيَّة مع عائِلَتِه.‏ وبَعدَ مَعمودِيَّتِه،‏ أرادَ نُورْتِي أن يَصيرَ فاتِحًا،‏ لكنَّ أباهُ تَوَقَّعَ مِنهُ أن يَدخُلَ إلى الجامِعَة.‏ وبَدَلَ أن يَقولَ الأخُ لِنُورْتِي ماذا يَفعَل،‏ طَرَحَ علَيهِ أسئِلَةً لِيُعَبِّرَ عمَّا في داخِلِه،‏ ثُمَّ ساعَدَهُ أن يُحَلِّلَ مَبادِئَ مِنَ الأسفارِ المُقَدَّسَة.‏ وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟‏ قَرَّرَ نُورْتِي أن يَبدَأَ بِالخِدمَةِ كامِلَ الوَقت.‏ وبِسَبَبِ قَرارِه،‏ طَرَدَهُ أبوهُ مِنَ البَيت.‏ وكَيفَ يَشعُرُ نُورْتِي بِخُصوصِ ما حَصَل؟‏ يَقول:‏ «أنا مُقتَنِعٌ أنِّي أخَذتُ القَرارَ الصَّحيح».‏ نَحنُ أيضًا حينَ نُعْطي وَقتًا لِنُساعِدَ الآخَرينَ أن يُحَلِّلوا الأسفارَ المُقَدَّسَة،‏ نُساعِدُهُم أن يَصيروا مَسِيحِيِّينَ ثابِتينَ في الحَقّ.‏ —‏ أف ٣:‏١٦-‏١٩‏.‏

تمثَّلْ بيسوع وساعد الآخرين أن يحلِّلوا الأسفار المقدسة (‏أُنظر الفقرة ١١.‏)‏ e


ساعِدِ الشُّبَّانَ أن يَصيروا «عَطايا في رِجال»‏

١٣ ماذا فَعَلَ يَسُوع كَي يَستَمِرَّ عَمَلُ أبيه؟‏ (‏أفسس ٤:‏٨‏)‏

١٣ حينَ كانَ يَسُوع على الأرض،‏ أنجَزَ بِأفضَلِ طَريقَةٍ مُمكِنَة العَمَلَ الَّذي أعْطاهُ لهُ أبوه.‏ (‏يو ١٧:‏٤‏)‏ لكنَّ يَسُوع لم يَمتَلِكِ المَوْقِفَ:‏ «إذا أرَدتَ أن يُنجَزَ العَمَلُ بِالطَّريقَةِ الصَّحيحَة،‏ فعلَيكَ أن تُنجِزَهُ أنتَ بِنَفْسِك».‏ لِذلِك خِلالَ خِدمَتِهِ ثَلاثَ سِنينٍ ونِصفًا،‏ دَرَّبَ الآخَرينَ أن يَقوموا بِالعَمَل.‏ وقَبلَ عَودَتِهِ إلى السَّماء،‏ ائْتَمَنَ تَلاميذَه،‏ الَّذينَ رُبَّما كانَ بَعضُهُم في عِشريناتِهِم،‏ على مَسؤولِيَّةٍ مُهِمَّة:‏ أن يَعتَنوا بِخِرافِ يَهْوَه الثَّمينَة ويَأخُذوا القِيادَةَ في عَمَلِ التَّبشيرِ والتَّعليم.‏ ‏(‏إقرأ أفسس ٤:‏٨‏.‏)‏ فكَيفَ استَعمَلَ يَسُوع آخِرَ ٤٠ يَومًا لهُ لِيُساعِدَ هؤُلاءِ الرِّجالَ المُخْلِصين،‏ الأوْلِياء،‏ والمُجتَهِدينَ أن يَصيروا «عَطايا في رِجال»؟‏ —‏ أُنظُرِ المُلاحَظَةَ الدِّراسِيَّة على أَفَسُس ٤:‏٨ (‏بِالإنْكِلِيزِيَّة)‏‏.‏

١٤ كَيفَ ساعَدَ يَسُوع تَلاميذَهُ أن يَنْموا روحِيًّا خِلالَ آخِرِ ٤٠ يَومًا لهُ على الأرض؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٤ أعْطى يَسُوع لِتَلاميذِهِ نَصائِحَ صَريحَة ولكنْ كُلُّها مَحَبَّة.‏ فهو مَثَلًا لاحَظَ أنَّ البَعضَ مِنهُم لَدَيهِم مَيلٌ إلى الشَّكّ،‏ فأعْطاهُم النَّصيحَةَ المُناسِبَة.‏ (‏لو ٢٤:‏٢٥-‏٢٧؛‏ يو ٢٠:‏٢٧‏)‏ وقد شَدَّدَ على أهَمِّيَّةِ أن يُعْطوا الأوْلَوِيَّةَ لِلرِّعايَةِ ولَيسَ لِلعَمَلِ الدُّنيَوِيّ.‏ (‏يو ٢١:‏١٥‏)‏ كما ذَكَّرَهُم أن لا يَهتَمُّوا زِيادَةً عنِ اللُّزومِ بِالامتِيازاتِ الَّتي قد يَنالُها الآخَرونَ في خِدمَةِ يَهْوَه.‏ (‏يو ٢١:‏٢٠-‏٢٢‏)‏ وهو صَحَّحَ بَعضَ أفكارِهِمِ الخاطِئَة عن مَملَكَةِ اللّٰه،‏ وساعَدَهُم أن يُرَكِّزوا على التَّبشيرِ بِالأخبارِ الحُلْوَة.‏ (‏أع ١:‏٦-‏٨‏)‏ فماذا يَتَعَلَّمُ الشُّيوخُ مِن يَسُوع؟‏

تمثَّلْ بيسوع وساعد الشبان أن يصيروا مؤهلين لمسؤوليات إضافية (‏أُنظر الفقرة ١٤.‏)‏


١٥-‏١٦ (‏أ)‏ بِأيِّ طُرُقٍ يَقدِرُ الشُّيوخُ أن يَتَمَثَّلوا بِيَسُوع؟‏ (‏ب)‏ كَيفَ استَفادَ بَاتْرِيك مِنَ النَّصيحَة؟‏

١٥ كَيفَ يَتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِيَسُوع؟‏ يَجِبُ أن يُدَرِّبوا الرِّجال،‏ بِمَن فيهِمِ الأصغَرُ نِسبِيًّا،‏ ويُساعِدوهُم كَي يَصيروا مُؤَهَّلينَ لِمَسؤولِيَّاتٍ أكبَر.‏ c ولا يَتَوَقَّعُ الشُّيوخُ الكَمالَ مِنَ الَّذينَ يَتَدَرَّبون.‏ فيَلزَمُ أن يُقَدِّموا لهُم بِمَحَبَّةٍ نَصائِحَ مُفيدَة كَي يَكتَسِبوا خِبرَةً ويَرَوْا أهَمِّيَّةَ أن يَكونوا مُتَواضِعين،‏ أُمَناء،‏ ومُستَعِدِّينَ لِيَخدُموا غَيرَهُم.‏ —‏ ١ تي ٣:‏١؛‏ ٢ تي ٢:‏٢؛‏ ١ بط ٥:‏٥‏.‏

١٦ لاحِظْ كَيفَ استَفادَ أخٌ اسْمُهُ بَاتْرِيك مِنَ النَّصيحَة.‏ فحينَ كانَ صَغيرًا في العُمر،‏ كانَ يَتَكَلَّمُ بِقَسوَةٍ ويَتَصَرَّفُ بِفَظاظَةٍ حتَّى معَ الأخَوات.‏ فلاحَظَ شَيخٌ ناضِجٌ نُقطَةَ ضُعفِهِ وأعْطاهُ نَصيحَةً لَطيفَة ولكنْ مُباشِرَة.‏ يَقولُ بَاتْرِيك:‏ «أنا سَعيدٌ لِأنَّهُ فَعَلَ ذلِك.‏ كُنتُ أشعُرُ بِالإحباطِ حينَ أرى إخوَةً آخَرينَ يَنالونَ امتِيازاتِ خِدمَةٍ أرَدتُ أن أحصُلَ علَيها.‏ لكنَّ نَصيحَةَ الشَّيخِ ساعَدَتني لِأرى أهَمِّيَّةَ أن أُرَكِّزَ على خِدمَةِ إخوَتي وأخَواتي بِتَواضُع،‏ لا على الحُصولِ على مَركَزٍ أوِ امتِيازٍ في الجَماعَة».‏ وبِالنَّتيجَة،‏ تَعَيَّنَ بَاتْرِيك شَيخًا حينَ كانَ في أوَّلِ عِشريناتِه.‏ —‏ أم ٢٧:‏٩‏.‏

١٧ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع أنَّهُ يَثِقُ بِتَلاميذِه؟‏

١٧ لم يُعْطِ يَسُوع لِتَلاميذِهِ مَسؤولِيَّةَ التَّبشيرِ فَقَط،‏ بلِ التَّعليمِ أيضًا.‏ (‏أُنظر مراجع دليل اجتماع الخدمة والحياة المسيحية،‏ نيسان [أبريل] ٢٠١٨،‏ ص ٤ ف ٢‏.‏)‏ ورُبَّما شَعَروا أنَّهُم غَيرُ مُؤَهَّلينَ لِهذا التَّعيين.‏ لكنَّ يَسُوع لم يَشُكَّ أبَدًا في قُدرَتِهم على القِيامِ به،‏ وقد قالَ لهُم ذلِك.‏ فهو عَبَّرَ عن ثِقَتِهِ التَّامَّة بهِم قائِلًا:‏ «مِثلَما أرسَلَني الآب،‏ أُرسِلُكُم أنا أيضًا».‏ —‏ يو ٢٠:‏٢١‏.‏

١٨ كَيفَ يَتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِيَسُوع؟‏

١٨ كَيفَ يَتَمَثَّلُ الشُّيوخُ بِيَسُوع؟‏ الشُّيوخُ الَّذينَ لَدَيهِم خِبرَةٌ يُفَوِّضونَ المَسؤولِيَّات.‏ (‏في ٢:‏١٩-‏٢٢‏)‏ مَثَلًا،‏ قد يَشمُلُ الشُّيوخُ الإخوَةَ الأصغَرَ سِنًّا بِتَنظيفِ قاعَةِ المَلَكوتِ وصِيانَتِها.‏ وبَعدَ أن يُفَوِّضوا لهُم عَمَلًا ما،‏ يُعَبِّرونَ عن ثِقَتِهِم بهِم حينَ يُدَرِّبونَهُم جَيِّدًا ثُمَّ يَثِقونَ بِأنَّهُم سيُنجِزونَ العَمَلَ بِالطَّريقَةِ الصَّحيحَة.‏ يَقولُ شَيخٌ جَديدٌ اسْمُهُ مَاثْيُو:‏ «أُقَدِّرُ كَثيرًا الشُّيوخَ الأقدَمَ مِنِّي الَّذينَ يُدَرِّبونَني جَيِّدًا لِأَقومَ بِالتَّعييناتِ ويَثِقونَ أنَّني سأُتَمِّمُها.‏ إستَفَدتُ عِندَما اعتَبَروا أغلاطي جُزْءًا مِن عَمَلِيَّةِ التَّعَلُّمِ وساعَدوني كَي أتَحَسَّن».‏ d

١٩ علامَ يَجِبُ أن نُصَمِّم؟‏

١٩ إستَخدَمَ يَسُوع أيَّامَه الأربَعينَ الأخيرَةَ على الأرضِ لِيُشَجِّعَ الآخَرين،‏ يُعَلِّمَهُم،‏ ويُدَرِّبَهُم.‏ فلْنُصَمِّمْ أن نَتبَعَ مِثالَهُ بِدِقَّة.‏ (‏١ بط ٢:‏٢١‏)‏ وهو سيُساعِدُنا أن نَفعَلَ ذلِك.‏ فقد وَعَدَنا:‏ «أنا سأكونُ معكُم دائِمًا إلى أن تَأتِيَ نِهايَةُ العالَم».‏ —‏ مت ٢٨:‏٢٠‏.‏

التَّرنيمَة ١٥ مَجِّدوا ابْنَ يَهْوَه البِكر!‏

a تُسَجِّلُ الأناجيلُ وسِفرانِ آخَرانِ في الكِتابِ المُقَدَّسِ مُناسَباتٍ عَديدَة ظَهَرَ فيها يَسُوع لِلآخَرينَ بَعدَ قِيامَتِهِ مِثلِ مَرْيَم المَجْدَلِيَّة (‏يو ٢٠:‏١١-‏١٨‏)‏؛‏ نِساءٍ أُخْرَيات (‏مت ٢٨:‏٨-‏١٠؛‏ لو ٢٤:‏٨-‏١١‏)‏؛‏ ٢ مِنَ التَّلاميذ (‏لو ٢٤:‏١٣-‏١٥‏)‏؛‏ بُطْرُس (‏لو ٢٤:‏٣٤‏)‏؛‏ الرُّسُلِ ما عَدا تُومَا (‏يو ٢٠:‏١٩-‏٢٤‏)‏؛‏ الرُّسُلِ بِمَن فيهِم تُومَا (‏يو ٢٠:‏٢٦‏)‏؛‏ ٧ تَلاميذ (‏يو ٢١:‏١،‏ ٢‏)‏؛‏ أكثَرَ مِن ٥٠٠ تِلميذ (‏مت ٢٨:‏١٦؛‏ ١ كو ١٥:‏٦‏)‏؛‏ أخيهِ يَعْقُوب (‏١ كو ١٥:‏٧‏)‏؛‏ كُلِّ الرُّسُل (‏أع ١:‏٤‏)‏؛‏ والرُّسُلِ قُربَ بَيْت عَنْيَا.‏ (‏لو ٢٤:‏٥٠-‏٥٢‏)‏ ورُبَّما ظَهَرَ مَرَّاتٍ أُخْرى،‏ لكنَّها لم تُسَجَّل.‏ —‏ يو ٢١:‏٢٥‏.‏

b تَجِدُ على مَوْقِعِنا jw.‎org لائِحَةً بِالنُّبُوَّاتِ عنِ المَسِيَّا في المَقالَة «‏هل تُثبِتُ النُّبُوَّاتُ أنَّ يَسُوع هوَ المَسِيَّا؟‏‏».‏

c في بَعضِ الحالات،‏ يُمكِنُ تَعيينُ رِجالٍ مُؤَهَّلينَ في أواسِطِ عِشريناتِهِم أو أواخِرِها لِيَكونوا نُظَّارَ دَوائِر.‏ لكنْ يَجِبُ أوَّلًا أن يَكتَسِبوا خِبرَةً كشُيوخ.‏

d لِلمَزيدِ مِنَ الاقتِراحاتِ حَولَ مُساعَدَةِ الشُّبَّانِ الأصغَرِ سِنًّا لِيَصيروا مُؤَهَّلينَ لِلمَسؤولِيَّات،‏ راجِعْ عَدَد آب (‏أُغُسْطُس)‏ ٢٠١٨ مِن بُرجِ المُراقَبَة،‏ الصَّفحَتَيْن ١١-‏١٢،‏ الفَقَرات ١٥-‏١٧‏،‏ وكَذلِك عَدَد ١٥ نَيْسَان (‏أبْرِيل)‏ ٢٠١٥،‏ الصَّفَحات ٣-‏١٣‏.‏

e وصف الصور:‏ بعد أن تعلَّم تلميذ للكتاب المقدس كيف يحلِّل الأسفار المقدسة،‏ يقرِّر أن يرمي زينة عيد الميلاد.‏