الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤٣

التَّرنيمَة ٩٠ تَبادَلوا التَّشجيع

كيف تتغلب على الشكوك؟‏

كيف تتغلب على الشكوك؟‏

‏«تَيَقَّنوا مِن كُلِّ شَيء».‏ —‏ ١ تس ٥:‏٢١‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

كَيفَ نَتَخَلَّصُ مِنَ الشُّكوكِ المُزعِجَة الَّتي قد تُؤَثِّرُ على خِدمَتِنا لِيَهْوَه؟‏

١-‏٢ (‏أ)‏ ما هي بَعضُ الشُّكوكِ الَّتي قد تَخطُرُ على بالِ خُدَّامِ يَهْوَه؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

 النَّاسُ مِن كُلِّ الأعمارِ لَدَيهِم شُكوك.‏ a فَكِّرْ مَثَلًا في شاهِدٍ شابٍّ يَتَساءَلُ هل يَهتَمُّ يَهْوَه بهِ فِعلًا،‏ ورُبَّما يَحتارُ هل يَعتَمِدُ أم لا.‏ أو تَخَيَّلْ أخًا في مُنتَصَفِ العُمرِ اختارَ في شَبابِهِ أن يَضَعَ مَملَكَةَ اللّٰهِ أوَّلًا بَدَلَ أن يَسْعى وَراءَ مِهنَةٍ مُربِحَة في هذا العالَم.‏ والآنَ أحوالُهُ المادِّيَّة صارَت ضَيِّقَةً وبِالكادِ يُؤَمِّنُ حاجاتِ عائِلَتِه،‏ فرُبَّما يُعيدُ التَّفكيرَ في قَرارِه.‏ أو تَصَوَّرْ أُختًا كَبيرَة في العُمرِ طاقَتُها مَحدودَة.‏ ورُبَّما تَشعُرُ بِالإحباطِ لِأنَّها لم تَعُدْ تَقدِرُ أن تَفعَلَ كما مِن قَبل.‏ هل تَشعُرُ مِثلَ أحَدِ هؤُلاءِ الأشخاص؟‏ رُبَّما تَساءَلتَ يَومًا:‏ ‹هل يَراني يَهْوَه فِعلًا؟‏ هلِ التَّضحِياتُ الَّتي قَدَّمتُها مِن أجْلِهِ كانَت في مَحَلِّها؟‏ هل ما زِلتُ نافِعًا له؟‏›.‏

٢ إذا تَرَكْنا هذِهِ الأسئِلَةَ دونَ جَواب،‏ فقد تُؤَثِّرُ سَلبِيًّا على عِبادَتِنا.‏ لِذلِك سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَةِ كَيفَ يُساعِدُنا التَّركيزُ على مَبادِئِ الكِتابِ المُقَدَّسِ إذا كُنَّا نَشُكُّ (‏١)‏ أنَّ يَهْوَه يَهتَمُّ بنا،‏ (‏٢)‏ أنَّ قَراراتِنا كانَت في مَحَلِّها،‏ أو (‏٣)‏ أنَّنا ما زِلنا نافِعينَ لِيَهْوَه.‏

كَيفَ تَتَغَلَّبُ على شُكوكِك؟‏

٣ ما هي إحْدى الطُّرُقِ لِنَتَغَلَّبَ على شُكوكِنا؟‏

٣ إحْدى الطُّرُقِ لِنَتَغَلَّبَ على شُكوكِنا هي أن نَرجِعَ إلى كَلِمَةِ اللّٰهِ لِنَجِدَ أجوِبَةً عن أسئِلَتِنا.‏ وحينَ نَفعَلُ ذلِك،‏ نَصيرُ أقْوى،‏ نَنْمو روحِيًّا،‏ ونُصبِحُ جاهِزينَ أكثَرَ ‹لِنَثبُتَ في الإيمان›.‏ —‏ ١ كو ١٦:‏١٣‏.‏

٤ كَيفَ ‹نَتَيَقَّنُ مِن كُلِّ شَيء›؟‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏٢١‏)‏

٤ إقرأ ١ تسالونيكي ٥:‏٢١‏.‏ لاحِظْ أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ يُشَجِّعُنا أن ‹نَتَيَقَّنَ مِن كُلِّ شَيء›،‏ أي نَفحَصَ كُلَّ شَيء.‏ فكَيفَ نَفعَلُ ذلِك؟‏ حينَ نُقارِنُ ما نُؤْمِنُ بهِ مع ما يَقولُهُ الكِتابُ المُقَدَّسُ لِنَتَأكَّدَ هل قَناعاتُنا صَحيحَة.‏ مَثَلًا،‏ فَكِّرْ في حالَةِ الشَّابِّ الَّذي يَتَساءَلُ هل لهُ قيمَةٌ في عَيْنَيِ اللّٰه.‏ هل يَجِبُ بِكُلِّ بَساطَةٍ أن يَستَسلِمَ لِشُكوكِهِ ويَعتَبِرَها صَحيحَة؟‏ لا،‏ بل علَيهِ أن ‹يَتَيَقَّنَ مِن كُلِّ شَيءٍ› حينَ يَبحَثُ عن رَأْيِ يَهْوَه.‏

٥ كَيفَ «نَسمَعُ» جَوابَ يَهْوَه عن أسئِلَتِنا؟‏

٥ فيما نَقرَأُ كَلِمَةَ يَهْوَه،‏ «نَسمَعُهُ» يَتَكَلَّمُ معنا.‏ ولكنْ كَي نَعرِفَ رَأْيَهُ في سُؤالٍ مُعَيَّن،‏ يَلزَمُ أن نَبذُلَ الجُهد.‏ فعلَينا أن نُرَكِّزَ في قِراءَتِنا لِلكِتابِ المُقَدَّسِ على المَوْضوعِ الَّذي يَعْنينا.‏ ونَقدِرُ أن نَقومَ بِبَحثٍ عن هذا المَوْضوعِ بِواسِطَةِ أدَواتِ الدَّرسِ الكَثيرَة الَّتي تُوَفِّرُها لنا هَيئَةُ يَهْوَه.‏ (‏أم ٢:‏٣-‏٦‏)‏ وبِإمكانِنا أن نُصَلِّيَ إلى يَهْوَه كَي يُوَجِّهَنا خِلالَ بَحثِنا ويُساعِدَنا لِنَعرِفَ رَأْيَهُ في السُّؤالِ الَّذي يُقلِقُنا.‏ بَعدَ ذلِك،‏ نَقدِرُ أن نَبحَثَ عن مَبادِئَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ ومَعلوماتٍ مُفيدَة في حالَتِنا.‏ وسَنَستَفيدُ أيضًا إذا راجَعْنا قِصَصًا لِشَخصِيَّاتٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ واجَهوا حالَةً تُشبِهُ حالَتَنا.‏

٦ ما دَورُ الاجتِماعاتِ في التَّخَلُّصِ مِن شُكوكِنا؟‏

٦ أيضًا،‏ «نَسمَعُ» يَهْوَه يَتَكَلَّمُ معنا في اجتِماعاتِنا.‏ فإذا كُنَّا نَحضُرُ الاجتِماعاتِ دائِمًا،‏ فقد نَسمَعُ نُقطَةً في خِطابٍ أو جَوابًا مِنَ الحُضورِ يَكونُ بِالضَّبطِ ما نَحتاجُهُ لِنَتَخَلَّصَ مِن شُكوكِنا.‏ (‏أم ٢٧:‏١٧‏)‏ لِنُناقِشِ الآنَ كَيفَ نَتَغَلَّبُ على شُكوكٍ مُحَدَّدَة.‏

حينَ تَشُكُّ أنَّ يَهْوَه يَهتَمُّ بك

٧ أيُّ سُؤالٍ قد يَخطُرُ على بالِ البَعض؟‏

٧ هل تَساءَلتَ مَرَّةً:‏ ‹هل يَراني يَهْوَه فِعلًا›؟‏ إذا شَعَرتَ أنَّكَ بِلا قيمَة،‏ فقد تَبْدو لَكَ فِكرَةُ الصَّداقَةِ مع خالِقِ الكَونِ غَيرَ مَنطِقِيَّة،‏ أو حتَّى مِنَ المُستَحيلات.‏ دَاوُد أيضًا رُبَّما خَطَرَت على بالِهِ هذِهِ الفِكرَة.‏ فهو تَفاجَأَ أنَّ يَهْوَه يُلاحِظُ البَشَرَ أساسًا،‏ وسَأل:‏ «يا يَهْوَه،‏ مَن هوَ الإنسانُ حتَّى تَهتَمَّ به،‏ وابنُ الإنسانِ حتَّى تَنتَبِهَ له؟‏!‏».‏ (‏مز ١٤٤:‏٣‏)‏ فأينَ تَجِدُ جَوابًا عن هذا السُّؤال؟‏

٨ حَسَبَ ١ صَمُوئِيل ١٦:‏٦،‏ ٧،‏ ١٠-‏١٢‏،‏ ماذا يُلاحِظُ يَهْوَه في البَشَر؟‏

٨ يُعَلِّمُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ أنَّ يَهْوَه يُلاحِظُ الَّذينَ يَبْدونَ بِلا قيمَةٍ في عُيونِ الآخَرين.‏ مَثَلًا،‏ أرسَلَ يَهْوَه صَمُوئِيل إلى بَيتِ يَسَّى لِيُعَيِّنَ أحَدَ أبنائِهِ مَلِكًا على إسْرَائِيل في المُستَقبَل.‏ فدَعا يَسَّى سَبعَةً مِن أبنائِهِ الثَّمانِيَة لِيُقابِلوا صَمُوئِيل،‏ ولم يَدْعُ ابْنَهُ الأصغَرَ دَاوُد.‏ b لكنَّ دَاوُد هوَ الَّذي اختارَهُ يَهْوَه.‏ ‏(‏إقرأ ١ صموئيل ١٦:‏٦،‏ ٧،‏ ١٠-‏١٢‏.‏)‏ فيَهْوَه رَأى كَيفَ كانَ دَاوُد مِنَ الدَّاخِل:‏ شابًّا يُقَدِّرُ الأُمورَ الرُّوحِيَّة.‏

٩ لِماذا تَقدِرُ أن تَثِقَ بِأنَّ يَهْوَه يَهتَمُّ بك؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٩ فَكِّرْ كَيفَ أظهَرَ يَهْوَه مِن قَبل أنَّهُ يَراكَ ويَهتَمُّ بك.‏ فهو يُقَدِّمُ لكَ نَصائِحَ مُفَصَّلَة على قِياسِك.‏ (‏مز ٣٢:‏٨‏)‏ كَيفَ يُمكِنُ أن يَفعَلَ ذلِك لَو أنَّهُ لا يَعرِفُكَ جَيِّدًا؟‏!‏ (‏مز ١٣٩:‏١‏)‏ وعِندَما تُطَبِّقُ نَصائِحَ يَهْوَه وتَرى كم تُفيدُك،‏ ستَقتَنِعُ أنَّهُ يَهتَمُّ بك.‏ (‏١ أخ ٢٨:‏٩؛‏ أع ١٧:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ ويَهْوَه يُلاحِظُ جُهودَك.‏ فهو يَراكَ مِنَ الدَّاخِلِ ويُحِبُّ أن تَكونَ قَريبًا مِنه.‏ (‏إر ١٧:‏١٠‏)‏ يَهْوَه يُريدُ أن تَتَجاوَبَ معهُ وتَصيرَ صَديقَه.‏ —‏ ١ يو ٤:‏١٩‏.‏

إذا فتَّشت عن يهوه فسيدعك تجده.‏ —‏ ١ أخ ٢٨:‏٩ (‏أُنظر الفقرة ٩.‏)‏ c


حينَ تَشُكُّ أنَّ قَراراتِكَ كانَت في مَحَلِّها

١٠ حينَ نُفَكِّرُ في قَراراتِنا السَّابِقَة،‏ أيُّ سُؤالَيْنِ قد يَخطُرانِ على بالِنا؟‏

١٠ في مَرحَلَةٍ لاحِقَة مِن حَياةِ البَعض،‏ قد يُراجِعونَ حِساباتِهِم ويَتَساءَلونَ هل أخَذوا قَراراتٍ صائِبَة.‏ فرُبَّما قَرَّروا أن يَتَخَلَّوْا عن مِهنَةٍ مُربِحَة أو تِجارَةٍ ناجِحَة كَي يَخدُموا يَهْوَه أكثَر.‏ والآنَ بَعدَما مَرَّ الوَقت،‏ أو حتَّى عَشَراتُ السِّنين،‏ رُبَّما يَرَوْنَ مَعارِفَهُمُ الَّذينَ وَضَعوا أهدافًا عالَمِيَّة يَتَمَتَّعونَ كما يَبْدو بِاستِقرارٍ مادِّيّ.‏ فيَبدَأونَ يُفَكِّرون:‏ ‹هلِ التَّضحِياتُ الَّتي قَدَّمتُها لِيَهْوَه كانَت في مَحَلِّها؟‏ أم أنَّها ضَيَّعَت علَيَّ فُرَصًا أُخْرى؟‏›.‏

١١ ماذا ضايَقَ كاتِبَ المَزْمُور ٧٣‏؟‏

١١ إذا خَطَرَت على بالِكَ أسئِلَةٌ مِن هذا النَّوع،‏ ففَكِّرْ كَيفَ شَعَرَ كاتِبُ المَزْمُور ٧٣‏.‏ لقد بَدا لهُ أنَّ الآخَرينَ يَتَمَتَّعونَ بِصِحَّةٍ جَيِّدَة ويَتَنَعَّمونَ بِحَياةٍ مُزدَهِرَة خالِيَة مِنَ الهُموم.‏ (‏مز ٧٣:‏٣-‏٥،‏ ١٢‏)‏ وفيما راحَ يُراقِبُهُم ويَتَأمَّلُ في نَجاحِهِمِ الظَّاهِرِيّ،‏ شَعَرَ أنَّ جُهودَهُ في خِدمَةِ يَهْوَه هي بِلا فائِدَة.‏ وكانَ ‹يُعاني طولَ اليَوم› مِن هذِهِ الفِكرَةِ المُزعِجَة.‏ (‏مز ٧٣:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فكَيفَ تَعامَلَ مع أفكارِهِ السَّلبِيَّة؟‏

١٢ حَسَبَ المَزْمُور ٧٣:‏١٦-‏١٨‏،‏ كَيفَ تَخَطَّى كاتِبُ المَزْمُور أفكارَهُ المُزعِجَة؟‏

١٢ إقرإ المزمور ٧٣:‏١٦-‏١٨‏.‏ ذَهَبَ كاتِبُ المَزْمُور إلى مَكانِ يَهْوَه المُقَدَّسِ المَليءِ بِالسَّلام.‏ وهُناكَ استَطاعَ أن يُفَكِّرَ بِوُضوح.‏ فمَيَّزَ أنَّهُ حتَّى لَو بَدَت حَياةُ البَعضِ سَهلَة،‏ فمُستَقبَلُهُم على المَدى البَعيدِ غَيرُ مَضمون.‏ وهذِهِ الفِكرَةُ مَنَحَتهُ السَّلامَ وأكَّدَت لهُ أنَّ وَضعَ الأهدافِ الرُّوحِيَّة كانَ أفضَلَ قَرارٍ على الإطلاق.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ جَدَّدَ تَصميمَهُ أن يَستَمِرَّ في خِدمَةِ يَهْوَه.‏ —‏ مز ٧٣:‏٢٣-‏٢٨‏.‏

١٣ كَيفَ تَجِدُ السَّلامَ إذا كُنتَ تَشُكُّ بِقَراراتِكَ السَّابِقَة؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٣ تَقدِرُ أنتَ أيضًا أن تَجِدَ السَّلامَ بِمُساعَدَةِ كَلِمَةِ اللّٰه.‏ كَيف؟‏ تَأمَّلْ في قيمَةِ ما لَدَيك،‏ بِما في ذلِكَ الكُنوزُ الَّتي جَمَعتَها في السَّماء،‏ وقارِنْها بِالنَّتيجَةِ الَّتي يَحصُلُ علَيها الَّذينَ مُكافَأَتُهُم هي فَقَط ما يُقَدِّمُهُ هذا العالَم.‏ فرُبَّما يَتَّكِلونَ كامِلًا على ما حَقَّقوهُ في هذِهِ الحَياةِ لِأنَّهُم لا يَتَوَقَّعونَ شَيئًا آخَرَ في المُستَقبَل.‏ أمَّا أنتَ فيَهْوَه يَعِدُكَ بِبَرَكاتٍ تَفوقُ كُلَّ أحلامِك.‏ (‏مز ١٤٥:‏١٦‏)‏ أيضًا،‏ تَأمَّلْ في هذِهِ الفِكرَة:‏ هل تَعرِفُ فِعلًا كَيفَ ستَكونُ حَياتُكَ لَو أخَذتَ قَراراتٍ مُختَلِفَة؟‏ هُناك أمرٌ واحِدٌ نَعرِفُهُ جَيِّدًا:‏ الَّذينَ يَأخُذونَ قَراراتِهِم بِناءً على مَحَبَّتِهِم لِلّٰهِ ومَحَبَّتِهِم لِقَريبِهِم لن يَفوتَهُم أبَدًا أيُّ شَيءٍ جَيِّدٍ حَقًّا.‏

تطلَّعْ إلى الأمام،‏ إلى البركات التي وعدنا بها يهوه (‏أُنظر الفقرة ١٣.‏)‏ d


حينَ تَشُكُّ أنَّكَ نافِعٌ لِيَهْوَه

١٤ كَيفَ هو وَضعُ البَعض،‏ وأيُّ سُؤالٍ قد يُزعِجُهُم؟‏

١٤ بَعضُ خُدَّامِ يَهْوَه يُعانونَ مِن ضَريبَةِ الشَّيخوخَة،‏ يَتَعايَشونَ مع صِحَّةٍ ضَعيفَة،‏ أو لَدَيهِم إعاقَةٌ ما.‏ وهذا يَدفَعُهُم أن يَشُكُّوا أنَّ لهُم قيمَةً في عَيْنَيْ يَهْوَه.‏ وقد يَتَساءَلون:‏ ‹هل ما زِلتُ نافِعًا لِيَهْوَه؟‏›.‏

١٥ بِماذا كانَ كاتِبُ المَزْمُور ٧١ مُقتَنِعًا؟‏

١٥ عَبَّرَ كاتِبُ المَزْمُور ٧١ عن مَخاوِفَ مُشابِهَة.‏ لِذلِك صَلَّى إلى يَهْوَه:‏ «لا تَتَخَلَّ عنِّي عِندَما أخسَرُ قُوَّتي».‏ (‏مز ٧١:‏٩،‏ ١٨‏)‏ لكنَّهُ بَقِيَ مُقتَنِعًا أنَّهُ إذا خَدَمَ إلهَهُ بِوَلاء،‏ فإلهُهُ سيُرشِدُهُ ويَدعَمُه.‏ وكانَ يَعرِفُ أنَّ يَهْوَه يَرْضى عنِ الَّذينَ يَجتَهِدونَ لِيَخدُموهُ رَغمَ الظُّروفِ الَّتي تَحُدُّ مِن عَطائِهِم.‏ —‏ مز ٣٧:‏٢٣-‏٢٥‏.‏

١٦ بِأيِّ طُرُقٍ الكِبارُ في العُمرِ نافِعونَ لِيَهْوَه؟‏ (‏مزمور ٩٢:‏١٢-‏١٥‏)‏

١٦ يا أحِبَّاءَنا الكِبارَ في العُمر،‏ حاوِلوا أن تَرَوْا وَضعَكُم كما يَراهُ يَهْوَه.‏ فهو قادِرٌ أن يَجعَلَكُم تَزدَهِرونَ روحِيًّا حتَّى لَو كُنتُم تُعانونَ جَسَدِيًّا.‏ ‏(‏إقرإ المزمور ٩٢:‏١٢-‏١٥‏.‏)‏ وبَدَلَ أن تُرَكِّزوا على ما لا تَقدِرونَ أن تَفعَلوه،‏ رَكِّزوا على ما تَقدِرونَ أن تَفعَلوه.‏ تَقدِرونَ مَثَلًا أن تُقَوُّوا الآخَرينَ بِمِثالِكُمُ الأمينِ واهتِمامِكُمُ الشَّخصِيّ.‏ تَقدِرونَ أن تُخبِروهُم كَيفَ دَعَمَكُم يَهْوَه على مَرِّ السِّنين،‏ وتُحَدِّثوهُم عن أمَلِكُمُ القَوِيِّ بِوُعودِ يَهْوَه.‏ ولا تَستَخِفُّوا أبَدًا بِمَفعولِ صَلَواتِكُمُ الحارَّة مِن أجْلِهِم.‏ (‏١ بط ٣:‏١٢‏)‏ فبِغَضِّ النَّظَرِ عن ظُروفِنا،‏ كُلُّنا لَدَينا شَيءٌ نُقَدِّمُهُ لِيَهْوَه ولِلآخَرين.‏

١٧ لِماذا يَجِبُ أن نُقاوِمَ المَيلَ إلى مُقارَنَةِ أنفُسِنا بِالآخَرين؟‏

١٧ إذا كُنتَ تَشعُرُ بِالإحباطِ لِأنَّكَ لا تَقدِرُ أن تَفعَلَ المَزيدَ في خِدمَةِ يَهْوَه،‏ فكُنْ على ثِقَةٍ أنَّ ما تُنجِزُه،‏ مَهما كانَ صَغيرًا،‏ لهُ قيمَةٌ كَبيرَة في عَيْنَيْ يَهْوَه.‏ وقد تَميلُ إلى مُقارَنَةِ ما تَفعَلُهُ بِما يَفعَلُهُ غَيرُك.‏ قاوِمْ هذا المَيل!‏ لِماذا؟‏ لِأنَّ يَهْوَه لا يُقارِنُ بَينَ خُدَّامِه.‏ (‏غل ٦:‏٤‏)‏ مَرْيَم مَثَلًا قَدَّمَت لِيَسُوع هَدِيَّةً ثَمينَة مِنَ الزَّيتِ العَطِر.‏ (‏يو ١٢:‏٣-‏٥‏)‏ بِالمُقابِل،‏ الأرمَلَةُ المُحتاجَة تَبَرَّعَت لِلهَيكَلِ بِفَلْسَيْنِ قيمَتُهُما قَليلَةٌ جِدًّا.‏ (‏لو ٢١:‏١-‏٤‏)‏ لكنَّ يَسُوع اعتَبَرَ الهَدِيَّتَيْنِ تَعبيرًا عنِ الإيمان.‏ وأبوهُ يَهْوَه يُقَدِّرُ فِعلًا أيَّ شَيءٍ تَفعَلُه،‏ مَهما بَدا لكَ صَغيرًا،‏ ما دامَ دافِعُكَ هوَ الوَلاءَ والمَحَبَّةَ له.‏

١٨ ماذا يُساعِدُنا أن نَتَغَلَّبَ على شُكوكِنا؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الإطار «‏ كَلِمَةُ يَهْوَه تُساعِدُكَ أن تَتَغَلَّبَ على الشُّكوك‏».‏)‏

١٨ كُلُّنا تُعَذِّبُنا الشُّكوكُ أحيانًا.‏ ولكنْ كما رَأينا،‏ كَلِمَةُ اللّٰهِ المَوثوقُ بها،‏ الكِتابُ المُقَدَّس،‏ تُساعِدُنا أن نُحارِبَها.‏ لِذلِكَ اجتَهِدْ لِتَغلِبَ شُكوكَك،‏ وتُبْدِلَ المَشاعِرَ السَّلبِيَّة بِالثِّقَة.‏ ويَهْوَه يَهتَمُّ بكَ شَخصِيًّا،‏ يُقَدِّرُ تَضحِياتِك،‏ وسَيُكافِئُكَ بِالتَّأكيد.‏ فكُنْ على ثِقَةٍ أنَّ يَهْوَه يَعتَبِرُ كُلَّ خُدَّامِهِ الأوْلِياءِ يَستَحِقُّونَ مَحَبَّتَهُ واهتِمامَه.‏

التَّرنيمَة ١١١ كَثيرَةٌ أفراحُنا

a شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير:‏ نُناقِشُ في هذِهِ المَقالَةِ الشُّكوكَ الَّتي تَجعَلُنا نُفَكِّرُ هل لنا قيمَةٌ في عَيْنَيْ يَهْوَه أو هل قَراراتُنا كانَت حَكيمَة.‏ فهي لَيسَتِ الشُّكوكَ المُشارَ إلَيها في الكِتابِ المُقَدَّسِ الَّتي قد تَدُلُّ على قِلَّةِ إيمانٍ بِيَهْوَه ووُعودِه.‏

b مع أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ لا يُخبِرُنا كم كانَ بِالضَّبطِ عُمرُ دَاوُد حينَ اختارَهُ يَهْوَه،‏ مِنَ المُحتَمَلِ أنَّهُ كانَ لا يَزالُ مُراهِقًا.‏ —‏ أُنظُرْ عَدَد ١ أيْلُول (‏سِبْتَمْبِر)‏ ٢٠١١ مِن بُرجِ المُراقَبَة،‏ الصَّفحَة ٢٨،‏ الفَقَرَة ٧‏.‏

c وصف الصور:‏ شاهدة شابة تبحث في الكتاب المقدس عن رأي يهوه.‏

d وصف الصور:‏ أخ يقوم بعمل يدوي ليعيل عائلته،‏ لكنه يركِّز تفكيره على الفردوس الآتي.‏