قوِّ ايمانك بوعود يهوه
«اَلْإِيمَانُ هُوَ ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ». — عب ١١:١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٨١، ١٣٤
١، ٢ (أ) كَيْفَ يَخْتَلِفُ رَجَاءُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ عَنْ أُمْنِيَاتِ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْعَالَمِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
مَا أَرْوَعَ ٱلرَّجَاءَ ٱلَّذِي يَتَرَقَّبُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ! فَٱلْمَمْسُوحُونَ وَ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› عَلَى ٱلسَّوَاءِ يَرْجُونَ أَنْ يَتِمَّ قَصْدُ يَهْوَهَ ٱلْأَصْلِيُّ وَيَتَقَدَّسَ ٱسْمُهُ. (يو ١٠:١٦؛ مت ٦:٩، ١٠) وَهٰذَا ٱلرَّجَاءُ هُوَ ٱلْأَنْبَلُ وَٱلْأَهَمُّ. كَمَا أَنَّنَا نَتُوقُ إِلَى نَيْلِ مُكَافَأَةِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ، إِمَّا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (٢ بط ٣:١٣) وَنَرْجُو أَيْضًا أَنْ يَسْتَمِرَّ يَهْوَهُ فِي دَعْمِ وَإِرْشَادِ شَعْبِهِ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.
٢ وَكَثِيرُونَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ أَيْضًا يَأْمُلُونَ أَنْ تَتَحَقَّقَ أُمْنِيَاتُهُمْ. لٰكِنَّ آمَالَهُمْ هٰذِهِ لَيْسَتْ أَكِيدَةً. وَهٰذِهِ هِيَ حَالُ مَلَايِينِ ٱلْمُقَامِرِينَ ٱلَّذِينَ يَتَمَنَّوْنَ أَنْ يَرْبَحُوا ٱلْيَانَصِيبَ. بِٱلْمُقَابِلِ، يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱلْإِيمَانَ ٱلْحَقِيقِيَّ هُوَ «ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ». فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَتَحَلَّوْنَ بِٱلْإِيمَانِ مُتَأَكِّدُونَ مِئَةً فِي ٱلْمِئَةِ أَنَّ وُعُودَ يَهْوَهَ سَتَتَحَقَّقُ. (عب ١١:١) وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَرَى كَيْفَ نُقَوِّي إِيمَانَنَا بِهٰذِهِ ٱلْوُعُودِ وَكَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلْإِيمَانُ ٱلْقَوِيُّ ٱلْيَوْمَ.
٣ عَلَامَ يَرْتَكِزُ إِيمَانُنَا؟
غل ٥:٢٢) فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَعَرَّفَ بِيَهْوَهَ. وَحِينَ نُدْرِكُ أَنَّ إِلٰهَنَا كُلِّيُّ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْقُدْرَةِ، نَتَأَكَّدُ أَنْ لَا شَيْءَ يَمْنَعُهُ مِنْ إِتْمَامِ وُعُودِهِ. وَهٰذِهِ ٱلْوُعُودُ أَكِيدَةٌ جِدًّا فِي نَظَرِ يَهْوَهَ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ يَعْتَبِرُهَا «قَدْ تَمَّتْ» فِعْلًا. (اقرإ الرؤيا ٢١:٣-٦.) فَيَهْوَهُ هُوَ «ٱلْإِلٰهُ ٱلْأَمِينُ» ٱلَّذِي يَفِي بِوُعُودِهِ دَائِمًا، وَإِيمَانُنَا يَرْتَكِزُ عَلَى هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةِ. — تث ٧:٩.
٣ اَلْإِيمَانُ لَيْسَ صِفَةً يُولَدُ بِهَا ٱلْبَشَرُ ٱلنَّاقِصُونَ. فَلِكَيْ نُنَمِّيَهُ، عَلَيْنَا أَنْ نَسْمَحَ لِرُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ بِإِرْشَادِنَا. (تَمَثَّلْ بِخُدَّامِ ٱللهِ فِي ٱلْمَاضِي
٤ بِمَ آمَنَ خُدَّامُ ٱللهِ فِي ٱلْمَاضِي؟
٤ يُعَدِّدُ ٱلْإِصْحَاحُ ١١ مِنَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ أَسْمَاءَ ١٦ رَجُلًا وَٱمْرَأَةً تَحَلَّوْا بِٱلْإِيمَانِ. وَيُشِيرُ أَيْضًا إِلَى كَثِيرِينَ أَرْضَوْا يَهْوَهَ «بِإِيمَانِهِمْ». (عب ١١:٣٩) فَجَمِيعُهُمْ ‹تَرَقَّبُوا› بِثِقَةٍ أَنْ يُقِيمَ ٱللهُ ‹ٱلنَّسْلَ› ٱلْمَوْعُودَ بِهِ. وَعَرَفُوا أَنَّ هٰذَا ٱلنَّسْلَ سَيُهْلِكُ كُلَّ ٱلْأَشْرَارِ وَيُحَوِّلُ ٱلْأَرْضَ إِلَى فِرْدَوْسٍ. (تك ٣:١٥) كَمَا أَنَّهُمْ آمَنُوا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِيدُهُمْ إِلَى ٱلْحَيَاةِ. لٰكِنَّ قِيَامَتَهُمْ لَنْ تَكُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ، لِأَنَّهُمْ مَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَفْتَحَ يَسُوعُ ٱلطَّرِيقَ إِلَيْهَا. (غل ٣:١٦) بَلْ سَيُقَامُونَ لِيَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ. — مز ٣٧:١١؛ اش ٢٦:١٩؛ هو ١٣:١٤.
٥، ٦ إِلَامَ تَطَلَّعَ إِبْرَاهِيمُ وَعَائِلَتُهُ؟ وَكَيْفَ حَافَظُوا عَلَى إِيمَانٍ قَوِيٍّ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٥ تَقُولُ ٱلْعِبْرَانِيِّين ١١:١٣ عَنْ خُدَّامِ ٱللهِ قَدِيمًا: «فِي ٱلْإِيمَانِ مَاتَ هٰؤُلَاءِ أَجْمَعُونَ، وَلَمْ يَنَالُوا إِتْمَامَ ٱلْوُعُودِ، بَلْ مِنْ بَعِيدٍ رَأَوْهَا وَرَحَّبُوا بِهَا». فَقَدْ تَرَقَّبُوا ٱلْعَالَمَ ٱلْجَدِيدَ، وَتَخَيَّلُوا أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ فِيهِ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي قَالَ عَنْهُ يَسُوعُ: «إِبْرَاهِيمُ أَبُوكُمُ ٱبْتَهَجَ آمِلًا أَنْ يَرَى يَوْمِي، فَرَآهُ وَفَرِحَ». (يو ٨:٥٦) وَصَحَّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِي سَارَةَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَغَيْرِهِمْ. فَقَدْ تَطَلَّعُوا إِلَى ٱلْوَقْتِ حِينَ تَخْضَعُ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا لِلْمَلَكُوتِ، أَيِ ٱلْمَدِينَةِ «ٱلَّتِي ٱللهُ بَانِيهَا وَصَانِعُهَا». — عب ١١:٨-١١.
٦ وَقَدْ حَافَظَ إِبْرَاهِيمُ وَعَائِلَتُهُ عَلَى إِيمَانٍ قَوِيٍّ لِأَنَّهُمْ ظَلُّوا يَتَعَلَّمُونَ عَنْ يَهْوَهَ. وَكَيْفَ ٱكْتَسَبُوا مَعْرِفَتَهُمْ؟ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ، بِوَاسِطَةِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا أَوِ ٱلسِّجِلَّاتِ ٱلْقَدِيمَةِ، أَوْ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَائِكَةِ أَوِ ٱلرُّؤَى أَوِ ٱلْأَحْلَامِ. لٰكِنَّ ٱلْأَهَمَّ أَنَّهُمْ لَمْ يَنْسَوْا مَا تَعَلَّمُوهُ، بَلْ قَدَّرُوا وُعُودَ ٱللهِ وَوَصَايَاهُ وَتَأَمَّلُوا فِيهَا. وَلِأَنَّ رَجَاءَهُمْ كَانَ أَكِيدًا جِدًّا، تَحَمَّلُوا كُلَّ ٱلْمِحَنِ وَبَقُوا أَوْلِيَاءَ لِلهِ.
٧ مَاذَا أَعْطَانَا يَهْوَهُ لِنُبْقِيَ إِيمَانَنَا قَوِيًّا، وَمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ؟
٧ وَمَاذَا عَنَّا ٱلْيَوْمَ؟ أَعْطَانَا يَهْوَهُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِكَامِلِهِ لِنَبْقَى أَقْوِيَاءَ فِي ٱلْإِيمَانِ. لِذَا يَجِبُ أَنْ نَقْرَأَ كَلِمَتَهُ يَوْمِيًّا وَنَتْبَعَ إِرْشَادَهَا، لِنَكُونَ ‹سُعَدَاءَ› وَ «نَنْجَحَ» فِي حَيَاتِنَا. (مز ١:١-٣؛ اقرإ الاعمال ١٧:١١.) كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ يُزَوِّدُنَا بِوَفْرَةٍ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ بِوَاسِطَةِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ». (مت ٢٤:٤٥) فَلْنَتَمَثَّلْ بِٱلْخُدَّامِ ٱلْأُمَنَاءِ قَدِيمًا، وَنَتَأَمَّلْ دَائِمًا فِي وُعُودِ ٱللهِ وَنُطِعْ وَصَايَاهُ. وَهٰكَذَا نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لَهُ وَنَتَرَقَّبُ بِثِقَةٍ حُكْمَ ٱلْمَلَكُوتِ.
٨ كَيْفَ تُقَوِّي ٱلصَّلَاةُ إِيمَانَنَا؟
٨ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى خُدَّامِ ٱللهِ قَدِيمًا، مَاذَا سَاعَدَهُمْ أَيْضًا أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى إِيمَانٍ قَوِيٍّ؟ لَقَدْ صَلَّوْا إِلَى يَهْوَهَ نح ١:٤، ١١؛ مز ٣٤:٤، ١٥، ١٧؛ دا ٩:١٩-٢١) بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَسْكُبَ هَمَّنَا لِيَهْوَهَ، وَاثِقِينَ أَنَّهُ يَسْمَعُنَا وَيُقَوِّينَا لِنَحْتَمِلَ ٱلْمِحَنَ وَنُحَافِظَ عَلَى فَرَحِنَا. وَحِينَ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا، يَتَقَوَّى إِيمَانُنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. (اقرأ ١ يوحنا ٥:١٤، ١٥.) وَبِمَا أَنَّ ٱلْإِيمَانَ هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ، فَعَلَيْنَا أَنْ ‹نُدَاوِمَ عَلَى طَلَبِ› رُوحِ ٱللهِ، تَمَامًا كَمَا شَجَّعَنَا يَسُوعُ. — لو ١١:٩، ١٣.
طَلَبًا لِلْعَوْنِ، وَتَقَوَّى إِيمَانُهُمْ حِينَ ٱسْتَجَابَ لَهُمْ. (٩ مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَشْمُلَ صَلَوَاتُنَا؟
٩ وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ تَقْتَصِرَ صَلَوَاتُنَا عَلَى طَلَبِ ٱلْمُسَاعَدَةِ مِنْ يَهْوَهَ. ‹فَأَعْمَالُهُ ٱلْعَجِيبَةُ هِيَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُعَدَّ›، لِذَا يَجِبُ أَنْ نَشْكُرَهُ وَنُسَبِّحَهُ عَلَيْهَا يَوْمِيًّا. (مز ٤٠:٥) وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَيْضًا أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. فَعَلَيْنَا مَثَلًا أَنْ نَذْكُرَ «ٱلْمُقَيَّدِينَ فِي ٱلسِّجْنِ»، وَكَذٰلِكَ «ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ» بَيْنَنَا. وَحِينَ نَرَى كَيْفَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَهُ صَلَوَاتِنَا، يَتَقَوَّى إِيمَانُنَا بِهِ وَنَقْتَرِبُ إِلَيْهِ. — عب ١٣:٣، ٧.
بَقُوا أَوْلِيَاءَ لِلهِ
١٠ مَاذَا سَاعَدَ كَثِيرِينَ أَنْ يَبْقَوْا أَوْلِيَاءَ لِلهِ؟
١٠ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ١١ مِنَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ، ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مِحَنًا مَرَّ بِهَا ٱلْعَدِيدُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ، دُونَ أَنْ يَذْكُرَهُمْ بِٱلِٱسْمِ. مَثَلًا، تَحَدَّثَ عَنْ نِسَاءٍ أَمِينَاتٍ ٱسْتَعَدْنَ أَبْنَاءَهُنَّ بِٱلْقِيَامَةِ. وَتَحَدَّثَ أَيْضًا عَنْ أَشْخَاصٍ «لَمْ يَقْبَلُوا فِدَاءً، لِكَيْ يَحْصُلُوا عَلَى قِيَامَةٍ أَفْضَلَ». (عب ١١:٣٥) صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ مَنْ هُمْ بِٱلتَّحْدِيدِ، لٰكِنَّ أَشْخَاصًا مِثْلَ نَابُوتَ وَزَكَرِيَّا رُجِمُوا لِأَنَّهُمْ أَطَاعُوا ٱللهَ وَفَعَلُوا مَشِيئَتَهُ. (١ مل ٢١:٣، ١٥؛ ٢ اخ ٢٤:٢٠، ٢١) كَمَا سَنَحَتْ لِدَانِيَالَ وَرِفَاقِهِ فُرْصَةُ أَنْ «يَقْبَلُوا فِدَاءً» بِٱلْمُسَايَرَةِ عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِهِمْ. لٰكِنَّ إِيمَانَهُمُ ٱلْقَوِيَّ بِٱللهِ سَاعَدَهُمْ أَنْ ‹يَسُدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ› وَ ‹يُهْمِدُوا قُوَّةَ ٱلنَّارِ›. — عب ١١:٣٣، ٣٤؛ دا ٣:١٦-١٨، ٢٠، ٢٨؛ ٦:١٣، ١٦، ٢١-٢٣.
١١ أَيُّ مِحَنٍ وَاجَهَهَا بَعْضُ ٱلْأَنْبِيَاءِ بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ؟
١١ وَوَاجَهَ أَنْبِيَاءُ مِثْلُ مِيخَايَا وَإِرْمِيَا «ٱلسُّخْرِيَّةَ . . . وَٱلسُّجُونَ» بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ. وَآخَرُونَ مِثْلُ إِيلِيَّا «هَامُوا فِي ٱلْقِفَارِ وَٱلْجِبَالِ وَٱلْمَغَاوِرِ وَأَوْجَارِ ٱلْأَرْضِ». لٰكِنَّ ‹تَرَقُّبَهُمُ ٱلْأَكِيدَ لِلْأُمُورِ ٱلْمَرْجُوَّةِ› مَكَّنَهُمْ جَمِيعًا مِنِ ٱحْتِمَالِ تِلْكَ ٱلْمِحَنِ. — عب ١١:١، ٣٦-٣٨؛ ١ مل ١٨:١٣؛ ٢٢:٢٤-٢٧؛ ار ٢٠:١، ٢؛ ٢٨:١٠، ١١؛ ٣٢:٢.
١٢ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِثَالٍ فِي ٱلْإِيمَانِ؟ وَمَاذَا سَاعَدَهُ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟
١٢ وَأَخِيرًا، ذَكَرَ بُولُسُ أَعْظَمَ مِثَالٍ فِي ٱلْإِيمَانِ، مِثَالِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. قَالَ: «مِنْ أَجْلِ ٱلْفَرَحِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ ٱحْتَمَلَ خَشَبَةَ ٱلْآلَامِ، مُحْتَقِرًا ٱلْخِزْيَ، وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ ٱللهِ». (عب ١٢:٢) فَيَسُوعُ حَافَظَ عَلَى إِيمَانِهِ تَحْتَ أَقْسَى ٱلْمِحَنِ. لِذَا شَجَّعَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ ‹يَتَفَكَّرُوا بِإِمْعَانٍ› فِي مِثَالِهِ. (اقرإ العبرانيين ١٢:٣.) وَقَدْ تَمَثَّلَ بِيَسُوعَ ٱلشُّهَدَاءُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَائِلُ كَٱلتِّلْمِيذِ أَنْتِيبَاسَ، وَرَفَضُوا أَنْ يُسَايِرُوا عَلَى حِسَابِ إِيمَانِهِمْ. (رؤ ٢:١٣) فَحَصَلُوا عَلَى مُكَافَأَةِ ٱلْقِيَامَةِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ، وَهِيَ تَفُوقُ ‹ٱلْقِيَامَةَ ٱلْأَفْضَلَ› ٱلَّتِي رَجَاهَا خُدَّامُ ٱللهِ قَدِيمًا. (عب ١١:٣٥) فَبَعْدَ وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ عَامَ ١٩١٤، أُقِيمَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلرَّاقِدُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ فِي ٱلسَّمَاءِ، لِيَمْلِكُوا مَعَ يَسُوعَ عَلَى ٱلْبَشَرِ. — رؤ ٢٠:٤.
أَمْثِلَةُ ٱلْإِيمَانِ فِي أَيَّامِنَا
١٣، ١٤ أَيَّةُ مِحَنٍ مَرَّ بِهَا رُودُولْف غْرَايْخِن، وَمَاذَا سَاعَدَهُ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟
١٣ يَتْبَعُ ٱلْمَلَايِينُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ فِي أَيَّامِنَا مِثَالَ يَسُوعَ. فَهُمْ يَتَأَمَّلُونَ فِي وُعُودِ ٱللهِ وَيَبْقَوْنَ أَوْلِيَاءَ خِلَالَ ٱلْمِحَنِ. وَأَحَدُ هٰؤُلَاءِ هُوَ ٱلْأَخُ رُودُولْف غْرَايْخِنُ ٱلْمَوْلُودُ فِي أَلْمَانِيَا عَامَ ١٩٢٥. فَلَطَالَمَا تَذَكَّرَ ٱلرُّسُومَاتِ ٱلْمُعَلَّقَةَ عَلَى جُدْرَانِ بَيْتِهِ ٱلَّتِي تُصَوِّرُ مَشَاهِدَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. كَتَبَ: «كَانَتْ إِحْدَى ٱلصُّوَرِ تَعْرِضُ ٱلذِّئْبَ وَٱلْخَرُوفَ، ٱلْجَدْيَ وَٱلنَّمِرَ، ٱلْعِجْلَ وَٱلشِّبْلَ — جَمِيعَهَا بِسَلَامٍ، وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا. . . . لَقَدْ أَثَّرَتْ فِيَّ صُوَرٌ كَهٰذِهِ تَأْثِيرًا دَائِمًا». (اش ١١:٦-٩) وَرَغْمَ أَنَّهُ عَانَى ٱضْطِهَادًا عَنِيفًا سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً، أَوَّلًا عَلَى يَدِ ٱلْغِسْتَابُو ٱلنَّازِيِّينَ ثُمَّ شُرْطَةِ شْتَازِي ٱلشُّيُوعِيَّةِ فِي أَلْمَانِيَا ٱلشَّرْقِيَّةِ، بَقِيَ إِيمَانُهُ بِٱلْأَرْضِ ٱلْفِرْدَوْسِيَّةِ قَوِيًّا.
١٤ كَمَا وَاجَهَ رُودُولْفُ ٱمْتِحَانَاتٍ قَاسِيَةً أُخْرَى. فَقَدْ مَاتَتْ أُمُّهُ ٱلْعَزِيزَةُ مِنْ مَرَضِ ٱلتَّيْفُوسِ فِي مُعَسْكَرِ ٱعْتِقَالِ رَفِنْسْبْرُوك. كَمَا ضَعُفَ أَبُوهُ رُوحِيًّا وَوَقَّعَ وَثِيقَةً يُنْكِرُ فِيهَا أَنَّهُ وَاحِدٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ. إِلَّا أَنَّ إِيمَانَ رُودُولْف بَقِيَ قَوِيًّا. فَبَعْدَمَا أُطْلِقَ سَرَاحُهُ، تَمَتَّعَ بِٱمْتِيَازِ ٱلْخِدْمَةِ كَنَاظِرِ دَائِرَةٍ، ثُمَّ دُعِيَ إِلَى مَدْرَسَةِ جِلْعَادَ. وَعُيِّنَ بَعْدَ ذٰلِكَ مُرْسَلًا فِي تْشِيلِي، حَيْثُ خَدَمَ مُجَدَّدًا كَنَاظِرِ دَائِرَةٍ. لٰكِنَّ مِحَنَهُ لَمْ تَنْتَهِ. فَبَعْدَ سَنَةٍ مِنْ زَوَاجِهِ بِمُرْسَلَةٍ ٱسْمُهَا بَاتْسِي، مَاتَتْ طِفْلَتُهُمَا. وَلَاحِقًا، مَرِضَتْ زَوْجَتُهُ ٱلْحَبِيبَةُ وَمَاتَتْ بِعُمْرِ ٤٣ سَنَةً فَقَطْ. مَعَ ذٰلِكَ، ٱحْتَمَلَ رُودُولْف وَٱسْتَمَرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ. فَعِنْدَمَا نُشِرَتْ قِصَّةُ حَيَاتِهِ فِي عَدَدِ ١ آبَ (أُغُسْطُس) ١٩٩٧ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، ٱلصَّفَحَاتِ ٢٠-٢٥، كَانَ يَخْدُمُ فَاتِحًا عَادِيًّا وَشَيْخًا رَغْمَ مَرَضِهِ وَتَقَدُّمِهِ فِي ٱلسِّنِّ. [١]
١٥ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ فِي أَيَّامِنَا تُظْهِرُ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ يَحْتَمِلُونَ بِفَرَحٍ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ؟
١٥ يَخْدُمُ كَثِيرُونَ مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا يَهْوَهَ بِفَرَحٍ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلشَّدِيدِ. فَٱلْمِئَاتُ مَسْجُونُونَ فِي إِرِيتْرِيَا وَسِنْغَافُورَة وَكُورْيَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ لِأَنَّهُمْ يُطِيعُونَ وَصِيَّةَ يَسُوعَ أَلَّا ‹يَأْخُذُوا ٱلسَّيْفَ›. (مت ٢٦:٥٢) وَبَيْنَ هٰؤُلَاءِ ٱلسُّجَنَاءِ إِيسَاك وَبَاوْلُوس وَنِيغِيدِي ٱلَّذِينَ مَضَى عَلَى ٱحْتِجَازِهِمْ فِي إِرِيتْرِيَا أَكْثَرُ مِنْ ٢٠ عَامًا! وَرَغْمَ أَنَّهُمْ حُرِمُوا مِنْ حَقِّهِمْ فِي ٱلزَّوَاجِ وَٱلِٱعْتِنَاءِ بِوَالِدِيهِمِ ٱلْمُسِنِّينَ، بَقُوا أَوْلِيَاءَ تَحْتَ ظُرُوفٍ قَاسِيَةٍ. وَتَدُلُّ وُجُوهُهُمُ ٱلْمُشْرِقَةُ، كَمَا تُرَى فِي ٱلصُّورَةِ عَلَى مَوْقِعِنَا jw.org، أَنَّهُمْ يُحَافِظُونَ عَلَى إِيمَانِهِمْ قَوِيًّا. حَتَّى إِنَّهُمْ نَالُوا ٱحْتِرَامَ حُرَّاسِ ٱلسِّجْنِ.
١٦ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْإِيمَانُ ٱلْقَوِيُّ؟
١٦ لَا يُعَامَلُ مُعْظَمُ شَعْبِ يَهْوَهَ بِقَسْوَةٍ كَهٰذِهِ. لٰكِنَّ إِيمَانَهُمْ يُمْتَحَنُ بِطُرُقٍ أُخْرَى. فَٱلْبَعْضُ يُوَاجِهُونَ ٱلْفَقْرَ أَوِ ٱلْحُرُوبَ ٱلْأَهْلِيَّةَ أَوِ ٱلْكَوَارِثَ ٱلطَّبِيعِيَّةَ. كَمَا يَتَخَلَّى آخَرُونَ عَنِ ٱلْغِنَى وَٱلشُّهْرَةِ لِيُرَكِّزُوا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ، تَمَثُّلًا بِإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَمُوسَى. وَمَاذَا يُمَكِّنُهُمْ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ؟ مَحَبَّتُهُمْ لَهُ وَإِيمَانُهُمُ ٱلْقَوِيُّ بِوُعُودِهِ. فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّهُ يُكَافِئُ خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، حَيْثُ لَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ ظُلْمٌ. — اقرإ المزمور ٣٧:٥، ٧، ٩، ٢٩.
١٧ مَا هُوَ تَصْمِيمُكَ، وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٧ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، رَأَيْنَا أَنَّ ٱلْإِيمَانَ هُوَ «ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ». وَٱلتَّأَمُّلُ فِي وُعُودِ ٱللهِ وَٱلصَّلَاةُ بِٱنْتِظَامٍ يُسَاعِدَانِنَا أَنْ نُبْقِيَ إِيمَانَنَا قَوِيًّا. وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يُمَكِّنُنَا أَنْ نَحْتَمِلَ ٱلْمِحَنَ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُنَاقِشُ ٱلْمَزِيدَ عَنْ مَعْنَى ٱلْإِيمَانِ.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ١٤) اُنْظُرْ أَيْضًا مَقَالَةَ «رَغْمَ ٱلْمِحَنِ، بَقِيَ رَجَائِي سَاطِعًا» فِي عَدَدِ ٢٢ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ٢٠٠٢ مِنْ مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظِ!، ٱلَّتِي تَرْوِي قِصَّةَ حَيَاةِ أَنْدْرِيه هَانُوك مِنِ سْلُوفَاكِيَا.