الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

قوِّ ايمانك بوعود يهوه

قوِّ ايمانك بوعود يهوه

‏«اَلْإِيمَانُ هُوَ ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ».‏ —‏ عب ١١:‏١‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٨١،‏ ١٣٤

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يَخْتَلِفُ رَجَاءُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ عَنْ أُمْنِيَاتِ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْعَالَمِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

مَا أَرْوَعَ ٱلرَّجَاءَ ٱلَّذِي يَتَرَقَّبُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ!‏ فَٱلْمَمْسُوحُونَ وَ ‹ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ› عَلَى ٱلسَّوَاءِ يَرْجُونَ أَنْ يَتِمَّ قَصْدُ يَهْوَهَ ٱلْأَصْلِيُّ وَيَتَقَدَّسَ ٱسْمُهُ.‏ (‏يو ١٠:‏١٦؛‏ مت ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَهٰذَا ٱلرَّجَاءُ هُوَ ٱلْأَنْبَلُ وَٱلْأَهَمُّ.‏ كَمَا أَنَّنَا نَتُوقُ إِلَى نَيْلِ مُكَافَأَةِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،‏ إِمَّا فِي ٱلسَّمٰوَاتِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏٢ بط ٣:‏١٣‏)‏ وَنَرْجُو أَيْضًا أَنْ يَسْتَمِرَّ يَهْوَهُ فِي دَعْمِ وَإِرْشَادِ شَعْبِهِ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ.‏

٢ وَكَثِيرُونَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ أَيْضًا يَأْمُلُونَ أَنْ تَتَحَقَّقَ أُمْنِيَاتُهُمْ.‏ لٰكِنَّ آمَالَهُمْ هٰذِهِ لَيْسَتْ أَكِيدَةً.‏ وَهٰذِهِ هِيَ حَالُ مَلَايِينِ ٱلْمُقَامِرِينَ ٱلَّذِينَ يَتَمَنَّوْنَ أَنْ يَرْبَحُوا ٱلْيَانَصِيبَ.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱلْإِيمَانَ ٱلْحَقِيقِيَّ هُوَ «ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ».‏ فَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَتَحَلَّوْنَ بِٱلْإِيمَانِ مُتَأَكِّدُونَ مِئَةً فِي ٱلْمِئَةِ أَنَّ وُعُودَ يَهْوَهَ سَتَتَحَقَّقُ.‏ (‏عب ١١:‏١‏)‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَرَى كَيْفَ نُقَوِّي إِيمَانَنَا بِهٰذِهِ ٱلْوُعُودِ وَكَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلْإِيمَانُ ٱلْقَوِيُّ ٱلْيَوْمَ.‏

٣ عَلَامَ يَرْتَكِزُ إِيمَانُنَا؟‏

٣ اَلْإِيمَانُ لَيْسَ صِفَةً يُولَدُ بِهَا ٱلْبَشَرُ ٱلنَّاقِصُونَ.‏ فَلِكَيْ نُنَمِّيَهُ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَسْمَحَ لِرُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ بِإِرْشَادِنَا.‏ (‏غل ٥:‏٢٢‏)‏ فَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَعَرَّفَ بِيَهْوَهَ.‏ وَحِينَ نُدْرِكُ أَنَّ إِلٰهَنَا كُلِّيُّ ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْقُدْرَةِ،‏ نَتَأَكَّدُ أَنْ لَا شَيْءَ يَمْنَعُهُ مِنْ إِتْمَامِ وُعُودِهِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْوُعُودُ أَكِيدَةٌ جِدًّا فِي نَظَرِ يَهْوَهَ لِدَرَجَةِ أَنَّهُ يَعْتَبِرُهَا «قَدْ تَمَّتْ» فِعْلًا.‏ ‏(‏اقرإ الرؤيا ٢١:‏٣-‏٦‏.‏)‏ فَيَهْوَهُ هُوَ «ٱلْإِلٰهُ ٱلْأَمِينُ» ٱلَّذِي يَفِي بِوُعُودِهِ دَائِمًا،‏ وَإِيمَانُنَا يَرْتَكِزُ عَلَى هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةِ.‏ —‏ تث ٧:‏٩‏.‏

تَمَثَّلْ بِخُدَّامِ ٱللهِ فِي ٱلْمَاضِي

٤ بِمَ آمَنَ خُدَّامُ ٱللهِ فِي ٱلْمَاضِي؟‏

٤ يُعَدِّدُ ٱلْإِصْحَاحُ ١١ مِنَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ أَسْمَاءَ ١٦ رَجُلًا وَٱمْرَأَةً تَحَلَّوْا بِٱلْإِيمَانِ.‏ وَيُشِيرُ أَيْضًا إِلَى كَثِيرِينَ أَرْضَوْا يَهْوَهَ «بِإِيمَانِهِمْ».‏ (‏عب ١١:‏٣٩‏)‏ فَجَمِيعُهُمْ ‹تَرَقَّبُوا› بِثِقَةٍ أَنْ يُقِيمَ ٱللهُ ‹ٱلنَّسْلَ› ٱلْمَوْعُودَ بِهِ.‏ وَعَرَفُوا أَنَّ هٰذَا ٱلنَّسْلَ سَيُهْلِكُ كُلَّ ٱلْأَشْرَارِ وَيُحَوِّلُ ٱلْأَرْضَ إِلَى فِرْدَوْسٍ.‏ (‏تك ٣:‏١٥‏)‏ كَمَا أَنَّهُمْ آمَنُوا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُعِيدُهُمْ إِلَى ٱلْحَيَاةِ.‏ لٰكِنَّ قِيَامَتَهُمْ لَنْ تَكُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ،‏ لِأَنَّهُمْ مَاتُوا قَبْلَ أَنْ يَفْتَحَ يَسُوعُ ٱلطَّرِيقَ إِلَيْهَا.‏ (‏غل ٣:‏١٦‏)‏ بَلْ سَيُقَامُونَ لِيَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ.‏ —‏ مز ٣٧:‏١١؛‏ اش ٢٦:‏١٩؛‏ هو ١٣:‏١٤‏.‏

٥،‏ ٦ إِلَامَ تَطَلَّعَ إِبْرَاهِيمُ وَعَائِلَتُهُ؟‏ وَكَيْفَ حَافَظُوا عَلَى إِيمَانٍ قَوِيٍّ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٥ تَقُولُ ٱلْعِبْرَانِيِّين ١١:‏١٣ عَنْ خُدَّامِ ٱللهِ قَدِيمًا:‏ «فِي ٱلْإِيمَانِ مَاتَ هٰؤُلَاءِ أَجْمَعُونَ،‏ وَلَمْ يَنَالُوا إِتْمَامَ ٱلْوُعُودِ،‏ بَلْ مِنْ بَعِيدٍ رَأَوْهَا وَرَحَّبُوا بِهَا».‏ فَقَدْ تَرَقَّبُوا ٱلْعَالَمَ ٱلْجَدِيدَ،‏ وَتَخَيَّلُوا أَنَّهُمْ يَعِيشُونَ فِيهِ.‏ خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ إِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي قَالَ عَنْهُ يَسُوعُ:‏ «إِبْرَاهِيمُ أَبُوكُمُ ٱبْتَهَجَ آمِلًا أَنْ يَرَى يَوْمِي،‏ فَرَآهُ وَفَرِحَ».‏ (‏يو ٨:‏٥٦‏)‏ وَصَحَّ ٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ فِي سَارَةَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَغَيْرِهِمْ.‏ فَقَدْ تَطَلَّعُوا إِلَى ٱلْوَقْتِ حِينَ تَخْضَعُ ٱلْأَرْضُ كُلُّهَا لِلْمَلَكُوتِ،‏ أَيِ ٱلْمَدِينَةِ «ٱلَّتِي ٱللهُ بَانِيهَا وَصَانِعُهَا».‏ —‏ عب ١١:‏٨-‏١١‏.‏

٦ وَقَدْ حَافَظَ إِبْرَاهِيمُ وَعَائِلَتُهُ عَلَى إِيمَانٍ قَوِيٍّ لِأَنَّهُمْ ظَلُّوا يَتَعَلَّمُونَ عَنْ يَهْوَهَ.‏ وَكَيْفَ ٱكْتَسَبُوا مَعْرِفَتَهُمْ؟‏ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ بِوَاسِطَةِ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلْأَكْبَرِ سِنًّا أَوِ ٱلسِّجِلَّاتِ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ أَوْ بِوَاسِطَةِ ٱلْمَلَائِكَةِ أَوِ ٱلرُّؤَى أَوِ ٱلْأَحْلَامِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْأَهَمَّ أَنَّهُمْ لَمْ يَنْسَوْا مَا تَعَلَّمُوهُ،‏ بَلْ قَدَّرُوا وُعُودَ ٱللهِ وَوَصَايَاهُ وَتَأَمَّلُوا فِيهَا.‏ وَلِأَنَّ رَجَاءَهُمْ كَانَ أَكِيدًا جِدًّا،‏ تَحَمَّلُوا كُلَّ ٱلْمِحَنِ وَبَقُوا أَوْلِيَاءَ لِلهِ.‏

٧ مَاذَا أَعْطَانَا يَهْوَهُ لِنُبْقِيَ إِيمَانَنَا قَوِيًّا،‏ وَمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ؟‏

٧ وَمَاذَا عَنَّا ٱلْيَوْمَ؟‏ أَعْطَانَا يَهْوَهُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِكَامِلِهِ لِنَبْقَى أَقْوِيَاءَ فِي ٱلْإِيمَانِ.‏ لِذَا يَجِبُ أَنْ نَقْرَأَ كَلِمَتَهُ يَوْمِيًّا وَنَتْبَعَ إِرْشَادَهَا،‏ لِنَكُونَ ‹سُعَدَاءَ› وَ «نَنْجَحَ» فِي حَيَاتِنَا.‏ (‏مز ١:‏١-‏٣‏؛‏ اقرإ الاعمال ١٧:‏١١‏.‏)‏ كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ يُزَوِّدُنَا بِوَفْرَةٍ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ بِوَاسِطَةِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ».‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥‏)‏ فَلْنَتَمَثَّلْ بِٱلْخُدَّامِ ٱلْأُمَنَاءِ قَدِيمًا،‏ وَنَتَأَمَّلْ دَائِمًا فِي وُعُودِ ٱللهِ وَنُطِعْ وَصَايَاهُ.‏ وَهٰكَذَا نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لَهُ وَنَتَرَقَّبُ بِثِقَةٍ حُكْمَ ٱلْمَلَكُوتِ.‏

٨ كَيْفَ تُقَوِّي ٱلصَّلَاةُ إِيمَانَنَا؟‏

٨ بِٱلْعَوْدَةِ إِلَى خُدَّامِ ٱللهِ قَدِيمًا،‏ مَاذَا سَاعَدَهُمْ أَيْضًا أَنْ يُحَافِظُوا عَلَى إِيمَانٍ قَوِيٍّ؟‏ لَقَدْ صَلَّوْا إِلَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلْعَوْنِ،‏ وَتَقَوَّى إِيمَانُهُمْ حِينَ ٱسْتَجَابَ لَهُمْ.‏ (‏نح ١:‏٤،‏ ١١؛‏ مز ٣٤:‏٤،‏ ١٥،‏ ١٧؛‏ دا ٩:‏١٩-‏٢١‏)‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ يُمْكِنُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَسْكُبَ هَمَّنَا لِيَهْوَهَ،‏ وَاثِقِينَ أَنَّهُ يَسْمَعُنَا وَيُقَوِّينَا لِنَحْتَمِلَ ٱلْمِحَنَ وَنُحَافِظَ عَلَى فَرَحِنَا.‏ وَحِينَ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا،‏ يَتَقَوَّى إِيمَانُنَا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ ‏(‏اقرأ ١ يوحنا ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏)‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلْإِيمَانَ هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ،‏ فَعَلَيْنَا أَنْ ‹نُدَاوِمَ عَلَى طَلَبِ› رُوحِ ٱللهِ،‏ تَمَامًا كَمَا شَجَّعَنَا يَسُوعُ.‏ —‏ لو ١١:‏٩،‏ ١٣‏.‏

٩ مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَشْمُلَ صَلَوَاتُنَا؟‏

٩ وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ تَقْتَصِرَ صَلَوَاتُنَا عَلَى طَلَبِ ٱلْمُسَاعَدَةِ مِنْ يَهْوَهَ.‏ ‹فَأَعْمَالُهُ ٱلْعَجِيبَةُ هِيَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُعَدَّ›،‏ لِذَا يَجِبُ أَنْ نَشْكُرَهُ وَنُسَبِّحَهُ عَلَيْهَا يَوْمِيًّا.‏ (‏مز ٤٠:‏٥‏)‏ وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَيْضًا أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ فَعَلَيْنَا مَثَلًا أَنْ نَذْكُرَ «ٱلْمُقَيَّدِينَ فِي ٱلسِّجْنِ»،‏ وَكَذٰلِكَ «ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ» بَيْنَنَا.‏ وَحِينَ نَرَى كَيْفَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَهُ صَلَوَاتِنَا،‏ يَتَقَوَّى إِيمَانُنَا بِهِ وَنَقْتَرِبُ إِلَيْهِ.‏ —‏ عب ١٣:‏٣،‏ ٧‏.‏

بَقُوا أَوْلِيَاءَ لِلهِ

١٠ مَاذَا سَاعَدَ كَثِيرِينَ أَنْ يَبْقَوْا أَوْلِيَاءَ لِلهِ؟‏

١٠ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ١١ مِنَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ‏،‏ ذَكَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مِحَنًا مَرَّ بِهَا ٱلْعَدِيدُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ،‏ دُونَ أَنْ يَذْكُرَهُمْ بِٱلِٱسْمِ.‏ مَثَلًا،‏ تَحَدَّثَ عَنْ نِسَاءٍ أَمِينَاتٍ ٱسْتَعَدْنَ أَبْنَاءَهُنَّ بِٱلْقِيَامَةِ.‏ وَتَحَدَّثَ أَيْضًا عَنْ أَشْخَاصٍ «لَمْ يَقْبَلُوا فِدَاءً،‏ لِكَيْ يَحْصُلُوا عَلَى قِيَامَةٍ أَفْضَلَ».‏ (‏عب ١١:‏٣٥‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ مَنْ هُمْ بِٱلتَّحْدِيدِ،‏ لٰكِنَّ أَشْخَاصًا مِثْلَ نَابُوتَ وَزَكَرِيَّا رُجِمُوا لِأَنَّهُمْ أَطَاعُوا ٱللهَ وَفَعَلُوا مَشِيئَتَهُ.‏ (‏١ مل ٢١:‏٣،‏ ١٥؛‏ ٢ اخ ٢٤:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ كَمَا سَنَحَتْ لِدَانِيَالَ وَرِفَاقِهِ فُرْصَةُ أَنْ «يَقْبَلُوا فِدَاءً» بِٱلْمُسَايَرَةِ عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِهِمْ.‏ لٰكِنَّ إِيمَانَهُمُ ٱلْقَوِيَّ بِٱللهِ سَاعَدَهُمْ أَنْ ‹يَسُدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ› وَ ‹يُهْمِدُوا قُوَّةَ ٱلنَّارِ›.‏ —‏ عب ١١:‏٣٣،‏ ٣٤؛‏ دا ٣:‏١٦-‏١٨،‏ ٢٠،‏ ٢٨؛‏ ٦:‏١٣،‏ ١٦،‏ ٢١-‏٢٣‏.‏

١١ أَيُّ مِحَنٍ وَاجَهَهَا بَعْضُ ٱلْأَنْبِيَاءِ بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ؟‏

١١ وَوَاجَهَ أَنْبِيَاءُ مِثْلُ مِيخَايَا وَإِرْمِيَا «ٱلسُّخْرِيَّةَ .‏ .‏ .‏ وَٱلسُّجُونَ» بِسَبَبِ إِيمَانِهِمْ.‏ وَآخَرُونَ مِثْلُ إِيلِيَّا «هَامُوا فِي ٱلْقِفَارِ وَٱلْجِبَالِ وَٱلْمَغَاوِرِ وَأَوْجَارِ ٱلْأَرْضِ».‏ لٰكِنَّ ‹تَرَقُّبَهُمُ ٱلْأَكِيدَ لِلْأُمُورِ ٱلْمَرْجُوَّةِ› مَكَّنَهُمْ جَمِيعًا مِنِ ٱحْتِمَالِ تِلْكَ ٱلْمِحَنِ.‏ —‏ عب ١١:‏١،‏ ٣٦-‏٣٨؛‏ ١ مل ١٨:‏١٣؛‏ ٢٢:‏٢٤-‏٢٧؛‏ ار ٢٠:‏١،‏ ٢؛‏ ٢٨:‏١٠،‏ ١١؛‏ ٣٢:‏٢‏.‏

١٢ مَنْ هُوَ أَعْظَمُ مِثَالٍ فِي ٱلْإِيمَانِ؟‏ وَمَاذَا سَاعَدَهُ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏

١٢ وَأَخِيرًا،‏ ذَكَرَ بُولُسُ أَعْظَمَ مِثَالٍ فِي ٱلْإِيمَانِ،‏ مِثَالِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ قَالَ:‏ «مِنْ أَجْلِ ٱلْفَرَحِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ ٱحْتَمَلَ خَشَبَةَ ٱلْآلَامِ،‏ مُحْتَقِرًا ٱلْخِزْيَ،‏ وَجَلَسَ عَنْ يَمِينِ عَرْشِ ٱللهِ».‏ (‏عب ١٢:‏٢‏)‏ فَيَسُوعُ حَافَظَ عَلَى إِيمَانِهِ تَحْتَ أَقْسَى ٱلْمِحَنِ.‏ لِذَا شَجَّعَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ ‹يَتَفَكَّرُوا بِإِمْعَانٍ› فِي مِثَالِهِ.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ١٢:‏٣‏.‏)‏ وَقَدْ تَمَثَّلَ بِيَسُوعَ ٱلشُّهَدَاءُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَائِلُ كَٱلتِّلْمِيذِ أَنْتِيبَاسَ،‏ وَرَفَضُوا أَنْ يُسَايِرُوا عَلَى حِسَابِ إِيمَانِهِمْ.‏ (‏رؤ ٢:‏١٣‏)‏ فَحَصَلُوا عَلَى مُكَافَأَةِ ٱلْقِيَامَةِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ،‏ وَهِيَ تَفُوقُ ‹ٱلْقِيَامَةَ ٱلْأَفْضَلَ› ٱلَّتِي رَجَاهَا خُدَّامُ ٱللهِ قَدِيمًا.‏ (‏عب ١١:‏٣٥‏)‏ فَبَعْدَ وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ عَامَ ١٩١٤،‏ أُقِيمَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلرَّاقِدُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ لِيَمْلِكُوا مَعَ يَسُوعَ عَلَى ٱلْبَشَرِ.‏ —‏ رؤ ٢٠:‏٤‏.‏

أَمْثِلَةُ ٱلْإِيمَانِ فِي أَيَّامِنَا

١٣،‏ ١٤ أَيَّةُ مِحَنٍ مَرَّ بِهَا رُودُولْف غْرَايْخِن،‏ وَمَاذَا سَاعَدَهُ عَلَى ٱلِٱحْتِمَالِ؟‏

١٣ يَتْبَعُ ٱلْمَلَايِينُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ فِي أَيَّامِنَا مِثَالَ يَسُوعَ.‏ فَهُمْ يَتَأَمَّلُونَ فِي وُعُودِ ٱللهِ وَيَبْقَوْنَ أَوْلِيَاءَ خِلَالَ ٱلْمِحَنِ.‏ وَأَحَدُ هٰؤُلَاءِ هُوَ ٱلْأَخُ رُودُولْف غْرَايْخِنُ ٱلْمَوْلُودُ فِي أَلْمَانِيَا عَامَ ١٩٢٥.‏ فَلَطَالَمَا تَذَكَّرَ ٱلرُّسُومَاتِ ٱلْمُعَلَّقَةَ عَلَى جُدْرَانِ بَيْتِهِ ٱلَّتِي تُصَوِّرُ مَشَاهِدَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ كَتَبَ:‏ «كَانَتْ إِحْدَى ٱلصُّوَرِ تَعْرِضُ ٱلذِّئْبَ وَٱلْخَرُوفَ،‏ ٱلْجَدْيَ وَٱلنَّمِرَ،‏ ٱلْعِجْلَ وَٱلشِّبْلَ —‏ جَمِيعَهَا بِسَلَامٍ،‏ وَصَبِيٌّ صَغِيرٌ يَسُوقُهَا.‏ .‏ .‏ .‏ لَقَدْ أَثَّرَتْ فِيَّ صُوَرٌ كَهٰذِهِ تَأْثِيرًا دَائِمًا».‏ (‏اش ١١:‏٦-‏٩‏)‏ وَرَغْمَ أَنَّهُ عَانَى ٱضْطِهَادًا عَنِيفًا سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً،‏ أَوَّلًا عَلَى يَدِ ٱلْغِسْتَابُو ٱلنَّازِيِّينَ ثُمَّ شُرْطَةِ شْتَازِي ٱلشُّيُوعِيَّةِ فِي أَلْمَانِيَا ٱلشَّرْقِيَّةِ،‏ بَقِيَ إِيمَانُهُ بِٱلْأَرْضِ ٱلْفِرْدَوْسِيَّةِ قَوِيًّا.‏

١٤ كَمَا وَاجَهَ رُودُولْفُ ٱمْتِحَانَاتٍ قَاسِيَةً أُخْرَى.‏ فَقَدْ مَاتَتْ أُمُّهُ ٱلْعَزِيزَةُ مِنْ مَرَضِ ٱلتَّيْفُوسِ فِي مُعَسْكَرِ ٱعْتِقَالِ رَفِنْسْبْرُوك.‏ كَمَا ضَعُفَ أَبُوهُ رُوحِيًّا وَوَقَّعَ وَثِيقَةً يُنْكِرُ فِيهَا أَنَّهُ وَاحِدٌ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ.‏ إِلَّا أَنَّ إِيمَانَ رُودُولْف بَقِيَ قَوِيًّا.‏ فَبَعْدَمَا أُطْلِقَ سَرَاحُهُ،‏ تَمَتَّعَ بِٱمْتِيَازِ ٱلْخِدْمَةِ كَنَاظِرِ دَائِرَةٍ،‏ ثُمَّ دُعِيَ إِلَى مَدْرَسَةِ جِلْعَادَ.‏ وَعُيِّنَ بَعْدَ ذٰلِكَ مُرْسَلًا فِي تْشِيلِي،‏ حَيْثُ خَدَمَ مُجَدَّدًا كَنَاظِرِ دَائِرَةٍ.‏ لٰكِنَّ مِحَنَهُ لَمْ تَنْتَهِ.‏ فَبَعْدَ سَنَةٍ مِنْ زَوَاجِهِ بِمُرْسَلَةٍ ٱسْمُهَا بَاتْسِي،‏ مَاتَتْ طِفْلَتُهُمَا.‏ وَلَاحِقًا،‏ مَرِضَتْ زَوْجَتُهُ ٱلْحَبِيبَةُ وَمَاتَتْ بِعُمْرِ ٤٣ سَنَةً فَقَطْ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ ٱحْتَمَلَ رُودُولْف وَٱسْتَمَرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ.‏ فَعِنْدَمَا نُشِرَتْ قِصَّةُ حَيَاتِهِ فِي عَدَدِ ١ آبَ (‏أُغُسْطُس)‏ ١٩٩٧ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ ٱلصَّفَحَاتِ ٢٠-‏٢٥‏،‏ كَانَ يَخْدُمُ فَاتِحًا عَادِيًّا وَشَيْخًا رَغْمَ مَرَضِهِ وَتَقَدُّمِهِ فِي ٱلسِّنِّ.‏ ‏[١]‏

١٥ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ فِي أَيَّامِنَا تُظْهِرُ أَنَّ شُهُودَ يَهْوَهَ يَحْتَمِلُونَ بِفَرَحٍ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ؟‏

١٥ يَخْدُمُ كَثِيرُونَ مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا يَهْوَهَ بِفَرَحٍ رَغْمَ ٱلِٱضْطِهَادِ ٱلشَّدِيدِ.‏ فَٱلْمِئَاتُ مَسْجُونُونَ فِي إِرِيتْرِيَا وَسِنْغَافُورَة وَكُورْيَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ لِأَنَّهُمْ يُطِيعُونَ وَصِيَّةَ يَسُوعَ أَلَّا ‹يَأْخُذُوا ٱلسَّيْفَ›.‏ (‏مت ٢٦:‏٥٢‏)‏ وَبَيْنَ هٰؤُلَاءِ ٱلسُّجَنَاءِ إِيسَاك وَبَاوْلُوس وَنِيغِيدِي ٱلَّذِينَ مَضَى عَلَى ٱحْتِجَازِهِمْ فِي إِرِيتْرِيَا أَكْثَرُ مِنْ ٢٠ عَامًا!‏ وَرَغْمَ أَنَّهُمْ حُرِمُوا مِنْ حَقِّهِمْ فِي ٱلزَّوَاجِ وَٱلِٱعْتِنَاءِ بِوَالِدِيهِمِ ٱلْمُسِنِّينَ،‏ بَقُوا أَوْلِيَاءَ تَحْتَ ظُرُوفٍ قَاسِيَةٍ.‏ وَتَدُلُّ وُجُوهُهُمُ ٱلْمُشْرِقَةُ،‏ كَمَا تُرَى فِي ٱلصُّورَةِ عَلَى مَوْقِعِنَا jw.‎org،‏ أَنَّهُمْ يُحَافِظُونَ عَلَى إِيمَانِهِمْ قَوِيًّا.‏ حَتَّى إِنَّهُمْ نَالُوا ٱحْتِرَامَ حُرَّاسِ ٱلسِّجْنِ.‏

هَلْ تَسْتَفِيدُ مِنْ أَمْثِلَةِ ٱلْإِيمَانِ فِي جَمَاعَتِكَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٥،‏ ١٦.‏)‏

١٦ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْإِيمَانُ ٱلْقَوِيُّ؟‏

١٦ لَا يُعَامَلُ مُعْظَمُ شَعْبِ يَهْوَهَ بِقَسْوَةٍ كَهٰذِهِ.‏ لٰكِنَّ إِيمَانَهُمْ يُمْتَحَنُ بِطُرُقٍ أُخْرَى.‏ فَٱلْبَعْضُ يُوَاجِهُونَ ٱلْفَقْرَ أَوِ ٱلْحُرُوبَ ٱلْأَهْلِيَّةَ أَوِ ٱلْكَوَارِثَ ٱلطَّبِيعِيَّةَ.‏ كَمَا يَتَخَلَّى آخَرُونَ عَنِ ٱلْغِنَى وَٱلشُّهْرَةِ لِيُرَكِّزُوا عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ تَمَثُّلًا بِإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَمُوسَى.‏ وَمَاذَا يُمَكِّنُهُمْ أَنْ يَسْتَمِرُّوا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ؟‏ مَحَبَّتُهُمْ لَهُ وَإِيمَانُهُمُ ٱلْقَوِيُّ بِوُعُودِهِ.‏ فَهُمْ يَعْرِفُونَ أَنَّهُ يُكَافِئُ خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ حَيْثُ لَنْ يَكُونَ هُنَالِكَ ظُلْمٌ.‏ —‏ اقرإ المزمور ٣٧:‏٥،‏ ٧،‏ ٩،‏ ٢٩‏.‏

١٧ مَا هُوَ تَصْمِيمُكَ،‏ وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٧ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ رَأَيْنَا أَنَّ ٱلْإِيمَانَ هُوَ «ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ».‏ وَٱلتَّأَمُّلُ فِي وُعُودِ ٱللهِ وَٱلصَّلَاةُ بِٱنْتِظَامٍ يُسَاعِدَانِنَا أَنْ نُبْقِيَ إِيمَانَنَا قَوِيًّا.‏ وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يُمَكِّنُنَا أَنْ نَحْتَمِلَ ٱلْمِحَنَ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ ٱلْمَزِيدَ عَنْ مَعْنَى ٱلْإِيمَانِ.‏

^ ‏[١] ‏(‏اَلْفِقْرَةُ ١٤)‏ اُنْظُرْ أَيْضًا مَقَالَةَ «‏رَغْمَ ٱلْمِحَنِ،‏ بَقِيَ رَجَائِي سَاطِعًا‏» فِي عَدَدِ ٢٢ نَيْسَانَ (‏إِبْرِيل)‏ ٢٠٠٢ مِنْ مَجَلَّةِ إِسْتَيْقِظِ!‏،‏ ٱلَّتِي تَرْوِي قِصَّةَ حَيَاةِ أَنْدْرِيه هَانُوك مِنِ سْلُوفَاكِيَا.‏