الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

تكلَّم بالحق

تكلَّم بالحق

‏«تَكَلَّمُوا بِٱلْحَقِّ بَعْضُكُمْ مَعَ بَعْضٍ».‏ —‏ زك ٨:‏١٦‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٦٤،‏ ٦٣

١،‏ ٢ أَيُّ أَمْرٍ لَهُ أَسْوَأُ تَأْثِيرٍ عَلَى ٱلْبَشَرِ،‏ وَمَنِ ٱسْتَعْمَلَهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ؟‏

بَعْضُ ٱلِٱخْتِرَاعَاتِ كَٱلتِّلِفُونِ وَٱلسَّيَّارَةِ حَسَّنَتْ حَيَاتَنَا.‏ أَمَّا ٱخْتِرَاعَاتٌ أُخْرَى،‏ كَٱلسَّجَائِرِ وَٱلْقَنَابِلِ،‏ فَتُعَرِّضُنَا لِلْخَطَرِ.‏ لٰكِنْ هُنَاكَ أَمْرٌ أَقْدَمُ مِنْ كُلِّ هٰذِهِ لَهُ أَسْوَأُ تَأْثِيرٍ عَلَى ٱلْبَشَرِ.‏ إِنَّهُ ٱلْكَذِبُ.‏ وَٱلْكَذِبُ هُوَ قَوْلُ شَيْءٍ غَيْرِ صَحِيحٍ عَمْدًا لِخِدَاعِ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَمَنْ كَذَبَ أَوَّلَ مَرَّةٍ؟‏ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ «إِبْلِيسَ» هُوَ «أَبُو ٱلْكَذِبِ».‏ ‏(‏اقرأ يوحنا ٨:‏٤٤‏.‏)‏ وَمَتَى كَذَبَ أَوَّلَ كِذْبَةٍ؟‏

٢ مُنْذُ آلَافِ ٱلسِّنِينَ،‏ وَضَعَ يَهْوَهُ آدَمَ وَحَوَّاءَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ.‏ وَطَلَبَ مِنْهُمَا أَلَّا يَأْكُلَا مِنْ ثَمَرِ «شَجَرَةِ مَعْرِفَةِ ٱلْخَيْرِ وَٱلشَّرِّ»،‏ وَإِلَّا فَسَيَمُوتَانِ.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ عَرَفَ ذٰلِكَ،‏ قَالَ لِحَوَّاءَ بِوَاسِطَةِ حَيَّةٍ:‏ «لَنْ تَمُوتَا».‏ وَكَانَتْ هٰذِهِ أَوَّلَ كِذْبَةٍ فِي ٱلتَّارِيخِ.‏ ثُمَّ تَابَعَ:‏ «اَللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلَانِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَصِيرَانِ كَٱللهِ،‏ عَارِفَيْنِ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ».‏ —‏ تك ٢:‏١٥-‏١٧؛‏ ٣:‏١-‏٥‏.‏

٣ لِمَ كِذْبَةُ ٱلشَّيْطَانِ مُؤْذِيَةٌ جِدًّا،‏ وَمَاذَا نَتَجَ عَنْهَا؟‏

٣ كَانَتْ كِذْبَةُ ٱلشَّيْطَانِ مُؤْذِيَةً جِدًّا لِأَنَّهُ عَرَفَ أَنَّ حَوَّاءَ سَتَمُوتُ إِذَا صَدَّقَتْهُ وَأَكَلَتْ مِنَ ٱلشَّجَرَةِ.‏ وَهٰذَا مَا حَصَلَ.‏ فَآدَمُ وَحَوَّاءُ تَمَرَّدَا عَلَى يَهْوَهَ وَمَاتَا.‏ (‏تك ٣:‏٦؛‏ ٥:‏٥‏)‏ وَبِسَبَبِ هٰذِهِ ٱلْخَطِيَّةِ،‏ «ٱجْتَازَ ٱلْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ ٱلنَّاسِ».‏ وَهٰكَذَا «مَلَكَ ٱلْمَوْتُ» حَتَّى عَلَى ٱلَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا مِثْلَ آدَمَ.‏ (‏رو ٥:‏١٢،‏ ١٤‏)‏ وَبَدَلَ أَنْ نَعِيشَ كَامِلِينَ إِلَى ٱلْأَبَدِ كَمَا قَصَدَ ٱللهُ،‏ صَارَتْ ‹أَيَّامُ سِنِينَا سَبْعِينَ سَنَةً،‏ وَإِنْ كَانَتْ مَعَ ٱلْقُوَّةِ ثَمَانِينَ سَنَةً،‏ فَهِيَ مَلْآنَةٌ شَقَاءً وَأَذًى›.‏ (‏مز ٩٠:‏١٠‏)‏ وَكُلُّ ذٰلِكَ بِسَبَبِ كِذْبَةِ ٱلشَّيْطَانِ.‏

٤ ‏(‏أ)‏ أَيُّ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا؟‏ (‏ب)‏ بِحَسَبِ ٱلْمَزْمُور ١٥:‏١،‏ ٢‏،‏ كَيْفَ نَكُونُ أَصْدِقَاءَ لِيَهْوَهَ؟‏

٤ قَالَ يَسُوعُ عَنِ ٱلشَّيْطَانِ فِي يُوحَنَّا ٨:‏٤٤‏:‏ «لَمْ يَثْبُتْ فِي ٱلْحَقِّ،‏ لِأَنَّهُ لَا حَقَّ فِيهِ».‏ وَٱلشَّيْطَانُ لَمْ يَتَغَيَّرْ.‏ فَهُوَ «يُضِلُّ ٱلْمَسْكُونَةَ كُلَّهَا» بِأَكَاذِيبِهِ.‏ (‏رؤ ١٢:‏٩‏)‏ لٰكِنَّنَا لَا نُرِيدُ أَنْ يُضِلَّنَا وَيُخَسِّرَنَا عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ،‏ كَمَا حَصَلَ مَعَ آدَمَ وَحَوَّاءَ.‏ لِذَا سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ:‏ كَيْفَ يُضِلُّ ٱلشَّيْطَانُ ٱلنَّاسَ؟‏ لِمَ يَكْذِبُ ٱلنَّاسُ؟‏ وَكَيْفَ ‹نَتَكَلَّمُ بِٱلْحَقِّ› دَائِمًا؟‏ —‏ اقرإ المزمور ١٥:‏١،‏ ٢‏.‏

كَيْفَ يُضِلُّ ٱلشَّيْطَانُ ٱلنَّاسَ؟‏

٥ كَيْفَ يُضِلُّ ٱلشَّيْطَانُ ٱلنَّاسَ ٱلْيَوْمَ؟‏

٥ أَظْهَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّنَا نَقْدِرُ أَنْ نَتَجَنَّبَ خِدَاعَ ٱلشَّيْطَانِ.‏ قَالَ:‏ «نَحْنُ لَا نَجْهَلُ مُخَطَّطَاتِهِ».‏ (‏٢ كو ٢:‏١١‏)‏ فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ هُوَ تَحْتَ سُلْطَةِ إِبْلِيسَ.‏ وَهٰذَا يَشْمُلُ ٱلْأَدْيَانَ ٱلْبَاطِلَةَ،‏ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْفَاسِدَةَ،‏ وَٱلتِّجَارَةَ ٱلْجَشِعَةَ.‏ (‏١ يو ٥:‏١٩‏)‏ لِذٰلِكَ لَا نَسْتَغْرِبُ أَنْ يَدْفَعَ ٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ أَصْحَابَ ٱلْمَرَاكِزِ أَنْ ‹يَتَفَوَّهُوا بِٱلْأَكَاذِيبِ›.‏ (‏١ تي ٤:‏١،‏ ٢‏)‏ مَثَلًا،‏ يَكْذِبُ تُجَّارٌ كَثِيرُونَ وَيُرَوِّجُونَ مُنْتَجَاتٍ مُؤْذِيَةً كَيْ يَخْدَعُوا ٱلنَّاسَ وَيَأْخُذُوا مَالَهُمْ.‏

٦،‏ ٧ ‏(‏أ)‏ لِمَ أَكَاذِيبُ رِجَالِ ٱلدِّينِ هِيَ مِنْ أَخْطَرِ أَنْوَاعِ ٱلْكَذِبِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَكَاذِيبَ سَمِعْتَهَا مِنْ رِجَالِ ٱلدِّينِ؟‏

٦ وَأَكَاذِيبُ رِجَالِ ٱلدِّينِ هِيَ مِنْ أَخْطَرِ أَنْوَاعِ ٱلْكَذِبِ.‏ فَٱلَّذِي يُصَدِّقُهَا وَيَفْعَلُ مَا يَكْرَهُهُ ٱللهُ قَدْ يَخْسَرُ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ.‏ (‏هو ٤:‏٩‏)‏ وَيَسُوعُ عَرَفَ أَنَّ رِجَالَ ٱلدِّينِ فِي أَيَّامِهِ يَخْدَعُونَ ٱلنَّاسَ.‏ قَالَ لَهُمْ بِجُرْأَةٍ:‏ «وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْمُرَاؤُونَ،‏ لِأَنَّكُمْ تَجُوبُونَ ٱلْبَحْرَ وَٱلْيَابِسَةَ لِتَصْنَعُوا مُتَهَوِّدًا وَاحِدًا،‏ وَمَتَى صَارَ تَجْعَلُونَهُ يَسْتَحِقُّ ٱلْهَلَاكَ فِي وَادِي هِنُّومَ»،‏ أَيِ ٱلْمَوْتَ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ (‏مت ٢٣:‏١٥‏)‏ وَأَدَانَهُمْ قَائِلًا إِنَّهُمْ ‹مِنْ أَبِيهِمْ إِبْلِيسَ،‏ قَاتِلِ ٱلنَّاسِ›.‏ —‏ يو ٨:‏٤٤‏.‏

٧ وَفِي أَيَّامِنَا،‏ يَكْثُرُ رِجَالُ ٱلدِّينِ وَتَكْثُرُ تَسْمِيَاتُهُمْ:‏ قَسٌّ،‏ أُسْقُفٌ،‏ حَاخَامٌ،‏ وَغَيْرُهَا.‏ وَكَٱلْفَرِّيسِيِّينَ،‏ يُخْفِي هٰؤُلَاءِ حَقَّ كَلِمَةِ ٱللهِ وَ ‹يُبْدِلُونَهُ بِٱلْكَذِبِ›.‏ (‏رو ١:‏١٨،‏ ٢٥‏)‏ وَمِنْ أَكَاذِيبِهِمْ خُلُودُ ٱلنَّفْسِ،‏ ٱلتَّقَمُّصُ،‏ وَنَارُ جَهَنَّمَ.‏ وَهُمْ يَنْشُرُونَ ٱلْفِكْرَةَ أَنَّ ٱللهَ يَرْضَى عَنْ طَرِيقَةِ حَيَاةِ ٱلْمِثْلِيِّينَ وَزَوَاجِهِمْ.‏

٨ أَيُّ كِذْبَةٍ سَيُعْلِنُهَا ٱلسِّيَاسِيُّونَ قَرِيبًا،‏ وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ رَدَّةُ فِعْلِنَا؟‏

٨ وَٱلسِّيَاسِيُّونَ أَيْضًا يُضِلُّونَ ٱلنَّاسَ بِأَكَاذِيبِهِمْ.‏ وَقَرِيبًا سَنَسْمَعُ وَاحِدَةً مِنْ أَكْبَرِ ٱلْأَكَاذِيبِ.‏ فَهُمْ سَيُعْلِنُونَ أَنَّهُمْ حَقَّقُوا ‹ٱلسَّلَامَ وَٱلْأَمْنَ› فِي ٱلْعَالَمِ.‏ لٰكِنْ حِينَئِذٍ يَأْتِيهِمْ «هَلَاكٌ مُفَاجِئٌ».‏ فَلَا نَنْخَدِعْ بِهٰذِهِ ٱلْكِذْبَةِ وَنَنْسَ أَنَّ نِظَامَ ٱلشَّيْطَانِ سَيَزُولُ قَرِيبًا.‏ فَنَحْنُ نَعْرِفُ «حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ آتٍ كَسَارِقٍ فِي ٱللَّيْلِ».‏ —‏ ١ تس ٥:‏١-‏٤‏.‏

لِمَ يَكْذِبُ ٱلنَّاسُ؟‏

٩،‏ ١٠ ‏(‏أ)‏ لِمَ يَكْذِبُ ٱلنَّاسُ،‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ حَقِيقَةٍ عَنْ يَهْوَهَ لَا يَجِبُ أَنْ نَنْسَاهَا؟‏

٩ لَمْ يَعُدِ ٱلْكَذِبُ ٱلْيَوْمَ مَحْصُورًا بِأَصْحَابِ ٱلْمَرَاكِزِ.‏ ذَكَرَتْ مَجَلَّةُ نَاشُونَال جِيُوغْرَافِيك،‏ فِي ٱلْمَقَالَةِ «لِمَ ٱلْكَذِبُ؟‏»،‏ أَنَّ ٱلْكَذِبَ صَارَ مُتَأَصِّلًا فِي طَبِيعَةِ ٱلْبَشَرِ.‏ وَغَالِبًا مَا يَكْذِبُونَ لِيُخْفُوا أَغْلَاطَهُمْ أَوْ جَرَائِمَهُمْ،‏ أَوْ رُبَّمَا لِيَتَبَاهَوْا أَوْ يُحَسِّنُوا وَضْعَهُمُ ٱلْمَادِّيَّ.‏ وَأَضَافَتِ ٱلْمَقَالَةُ أَنَّ ٱلنَّاسَ يَكْذِبُونَ بِسُهُولَةٍ،‏ أَكَاذِيبَ صَغِيرَةً وَكَبِيرَةً،‏ عَلَى ٱلْغُرَبَاءِ وَزُمَلَاءِ ٱلْعَمَلِ وَٱلْأَصْدِقَاءِ وَٱلْأَحِبَّاءِ.‏

١٠ وَمَا نَتِيجَةُ كُلِّ هٰذَا ٱلْكَذِبِ؟‏ يَفْقِدُ ٱلنَّاسُ ٱلثِّقَةَ وَاحِدُهُمْ بِٱلْآخَرِ وَتَتَحَطَّمُ ٱلْعَلَاقَاتُ بَيْنَهُمْ.‏ تَخَيَّلْ مَثَلًا كَمْ يَتَأَلَّمُ رَجُلٌ حِينَ يَكْتَشِفُ أَنَّ زَوْجَتَهُ خَانَتْهُ وَكَذَبَتْ عَلَيْهِ.‏ أَوْ فَكِّرْ فِي رَجُلٍ يُسِيءُ فِي ٱلسِّرِّ إِلَى عَائِلَتِهِ،‏ لٰكِنَّهُ يَتَظَاهَرُ أَمَامَ ٱلنَّاسِ أَنَّهُ رَبُّ عَائِلَةٍ مِثَالِيٌّ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ مَنْ يَتَصَرَّفُ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ يَخْدَعُ ٱلْآخَرِينَ،‏ لٰكِنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَخْدَعَ يَهْوَهَ.‏ ‹فَكُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ› أَمَامَهُ.‏ —‏ عب ٤:‏١٣‏.‏

١١ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مِثَالِ حَنَانِيَّا وَسَفِّيرَةَ ٱلرَّدِيءِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

١١ يُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنْ زَوْجَيْنِ مَسِيحِيَّيْنِ ٱسْمُهُمَا حَنَانِيَّا وَسَفِّيرَةُ خَطَّطَا لِخِدَاعِ ٱلرُّسُلِ.‏ فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ ‹ٱلشَّيْطَانَ جَعَلَهُمَا يَتَجَرَّآنِ وَيَكْذِبَانِ› عَلَى ٱللهِ.‏ فَقَدْ بَاعَا حَقْلًا وَتَبَرَّعَا بِجُزْءٍ مِنْ ثَمَنِهِ.‏ لٰكِنَّهُمَا ٱدَّعَيَا أَنَّهُمَا تَبَرَّعَا بِكُلِّ ثَمَنِهِ كَيْ يَتَبَاهَيَا أَمَامَ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ رَأَى مَا فَعَلَاهُ وَعَاقَبَهُمَا.‏ —‏ اع ٥:‏١-‏١٠‏.‏

١٢ مَا مَصِيرُ ٱلْكَذَّابِينَ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٢ وَكَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ تِجَاهَ ٱلْكَذَّابِينَ؟‏ إِنَّ مَصِيرَ ٱلشَّيْطَانِ وَكُلِّ ٱلْكَذَّابِينَ غَيْرِ ٱلتَّائِبِينَ هُوَ «بُحَيْرَةُ ٱلنَّارِ»،‏ أَيِ ٱلْهَلَاكُ ٱلْأَبَدِيُّ.‏ (‏رؤ ٢٠:‏١٠؛‏ ٢١:‏٨؛‏ مز ٥:‏٦‏)‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَضَعُ ٱلْكَذَّابِينَ فِي نَفْسِ ٱلْخَانَةِ مَعَ ٱلْمُشَبَّهِينَ ‹بِٱلْكِلَابِ›،‏ أَيِ ٱلَّذِينَ يَقُومُونَ بِأَعْمَالٍ يَشْمَئِزُّ مِنْهَا ٱللهُ.‏ —‏ رؤ ٢٢:‏١٥‏.‏

١٣ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَكْذِبَ ٱللهُ،‏ وَإِلَامَ يَدْفَعُنَا ذٰلِكَ؟‏

١٣ طَبْعًا،‏ «لَيْسَ ٱللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ»،‏ بَلْ «يَسْتَحِيلُ أَنْ يَكْذِبَ».‏ (‏عد ٢٣:‏١٩؛‏ عب ٦:‏١٨‏)‏ وَهُوَ ‹يُبْغِضُ لِسَانَ ٱلزُّورِ›.‏ (‏ام ٦:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فَكَيْ نُرْضِيَهُ،‏ لَا ‹نَكْذِبُ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ› بَلْ نَقُولُ ٱلْحَقِيقَةَ.‏ —‏ كو ٣:‏٩‏.‏

نَحْنُ ‹نَتَكَلَّمُ بِٱلْحَقِّ›‏

١٤ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُمَيِّزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ عَنْ غَيْرِهِمْ؟‏ (‏ب)‏ أَوْضِحِ ٱلْمَبْدَأَ فِي مَتَّى ١٢:‏٣٤‏.‏

١٤ مَا هُوَ أَحَدُ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ عَنْ أَعْضَاءِ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْبَاطِلَةِ؟‏ نَحْنُ ‹نَتَكَلَّمُ بِٱلْحَقِّ›.‏ ‏(‏اقرأ زكريا ٨:‏١٦،‏ ١٧‏.‏)‏ وَقَالَ بُولُسُ:‏ «نُوَصِّي بِأَنْفُسِنَا كَخُدَّامِ ٱللهِ .‏ .‏ .‏ بِكَلَامٍ حَقٍّ».‏ (‏٢ كو ٦:‏٤،‏ ٧‏)‏ كَمَا ذَكَرَ يَسُوعُ:‏ «مِنْ فَيْضِ ٱلْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ ٱلْفَمُ».‏ (‏مت ١٢:‏٣٤‏)‏ وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلصَّادِقَ فِي قَلْبِهِ يَقُولُ ٱلْحَقِيقَةَ دَائِمًا.‏ فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِٱلْحَقِّ فِي كُلِّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ،‏ مَعَ ٱلْغُرَبَاءِ وَزُمَلَاءِ ٱلْعَمَلِ وَٱلْأَصْدِقَاءِ وَٱلْأَحِبَّاءِ.‏ وَٱلْآنَ لِنَتَحَدَّثْ عَنْ مَجَالَاتٍ نُظْهِرُ فِيهَا أَنَّنَا صَادِقُونَ.‏

مَا رَأْيُكَ فِي حَيَاةِ هٰذِهِ ٱلْأُخْتِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٥،‏ ١٦.‏)‏

١٥ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا لَا يَلْزَمُ أَنْ نَعِيشَ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلشَّبَابَ أَنْ يُقَاوِمُوا ضَغْطَ رِفَاقِهِمْ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏

١٥ إِذَا كُنْتَ شَابًّا،‏ فَرُبَّمَا تُحِبُّ أَنْ تَكُونَ مَقْبُولًا بَيْنَ رِفَاقِكَ.‏ لٰكِنِ ٱحْذَرْ لِئَلَّا تَعِيشَ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً.‏ فَٱلْبَعْضُ يَتَظَاهَرُونَ أَنَّهُمْ يُطَبِّقُونَ وَصَايَا ٱللهِ أَمَامَ عَائِلَتِهِمْ وَٱلْجَمَاعَةِ.‏ لٰكِنَّهُمْ يَصِيرُونَ شَخْصًا آخَرَ عَلَى مَوَاقِعِ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ أَوْ مَعَ ٱلَّذِينَ مِنَ ٱلْعَالَمِ.‏ فَيَقُولُونَ كَلَامًا بَذِيئًا،‏ يَلْبَسُونَ ثِيَابًا غَيْرَ مُحْتَشِمَةٍ،‏ يَسْمَعُونَ أَغَانِيَ فَاسِدَةً،‏ يَسْكَرُونَ،‏ يَتَعَاطَوْنَ ٱلْمُخَدِّرَاتِ،‏ يُصَاحِبُونَ بِٱلسِّرِّ،‏ وَيَفْعَلُونَ أُمُورًا أَسْوَأَ.‏ إِنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلشَّبَابَ يَعِيشُونَ كِذْبَةً.‏ فَهُمْ يَكْذِبُونَ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَعَلَى ٱلْإِخْوَةِ وَعَلَى يَهْوَهَ.‏ (‏مز ٢٦:‏٤،‏ ٥‏)‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ يَعْرِفُ مَنْ ‹يُكْرِمُهُ بِشَفَتَيْهِ أَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنْهُ بَعِيدًا›.‏ (‏مر ٧:‏٦‏)‏ فَمِنَ ٱلْأَفْضَلِ أَنْ نُطَبِّقَ ٱلْأَمْثَال ٢٣:‏١٧‏:‏ «لَا يَحْسُدْ قَلْبُكَ ٱلْخُطَاةَ،‏ بَلْ كُنْ فِي مَخَافَةِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ كُلَّهُ».‏ *

١٦ كَيْفَ يَلْزَمُ أَنْ تُجِيبَ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ فِي طَلَبٍ لِلْخِدْمَةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ؟‏

١٦ وَرُبَّمَا تُفَكِّرُ فِي ٱلْفَتْحِ ٱلْعَادِيِّ أَوِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ كَٱلْخِدْمَةِ فِي بَيْتَ إِيلَ.‏ وَفِيمَا تَمْلَأُ ٱلطَّلَبَ،‏ مُهِمٌّ جِدًّا أَنْ تُجِيبَ بِصِدْقٍ عَنْ كُلِّ ٱلْأَسْئِلَةِ حَوْلَ صِحَّتِكَ وَتَسْلِيَتِكَ وَسُلُوكِكَ.‏ (‏عب ١٣:‏١٨‏)‏ وَمَاذَا لَوْ كُنْتَ تَقُومُ بِعَمَلٍ يَكْرَهُهُ يَهْوَهُ أَوْ يُعَذِّبُ ضَمِيرَكَ وَلَمْ تُخْبِرِ ٱلشُّيُوخَ بَعْدُ؟‏ اُطْلُبْ مُسَاعَدَتَهُمْ كَيْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ.‏ —‏ رو ٩:‏١؛‏ غل ٦:‏١‏.‏

١٧ كَيْفَ نَتَصَرَّفُ عِنْدَمَا تَسْأَلُنَا ٱلسُّلُطَاتُ عَنْ إِخْوَتِنَا؟‏

١٧ وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ كُنْتَ تَعِيشُ فِي بَلَدٍ تَحْتَ ٱلْحَظْرِ،‏ وَٱسْتَدْعَتْكَ ٱلسُّلُطَاتُ لِتَسْأَلَكَ عَنِ ٱلْإِخْوَةِ؟‏ هَلْ يَجِبُ أَنْ تَقُولَ كُلَّ مَا تَعْرِفُهُ؟‏ عِنْدَمَا طَرَحَ حَاكِمٌ رُومَانِيٌّ أَسْئِلَةً عَلَى يَسُوعَ،‏ طَبَّقَ يَسُوعُ ٱلْمَبْدَأَ:‏ «لِلصَّمْتِ وَقْتٌ،‏ وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ».‏ فَلَمْ يُجِبْ عَنْ كُلِّ أَسْئِلَتِهِ.‏ (‏جا ٣:‏١،‏ ٧؛‏ مت ٢٧:‏١١-‏١٤‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا،‏ فِي مَوْقِفٍ كَهٰذَا نَتَصَرَّفُ بِحَذَرٍ وَحِكْمَةٍ لِئَلَّا نُعَرِّضَ إِخْوَتَنَا لِلْخَطَرِ.‏ —‏ ام ١٠:‏١٩؛‏ ١١:‏١٢‏.‏

عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ تُقَرِّرُ مَتَى تَسْكُتُ وَمَتَى تَقُولُ ٱلْحَقِيقَةَ كَامِلَةً؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٧،‏ ١٨.‏)‏

١٨ كَيْفَ نَتَصَرَّفُ عِنْدَمَا يَسْأَلُنَا ٱلشُّيُوخُ عَنْ إِخْوَتِنَا؟‏

١٨ لِنَفْرِضْ أَنَّ أَحَدَ ٱلْإِخْوَةِ ٱرْتَكَبَ خَطَأً خَطِيرًا وَأَنْتَ تَعْرِفُ بِٱلْأَمْرِ.‏ قَدْ يَسْأَلُكَ ٱلشُّيُوخُ عَنِ ٱلْمَوْضُوعِ لِأَنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ عَنْ طَهَارَةِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَكَيْفَ تَتَصَرَّفُ؟‏ وَمَاذَا لَوْ كَانَ ٱلْخَاطِئُ صَدِيقًا أَوْ قَرِيبًا لَكَ؟‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «مَنْ يَبُثُّ ٱلْأَمَانَةَ يَنْطِقُ بِٱلْبِرِّ»،‏ أَيْ إِنَّ ٱلشَّاهِدَ ٱلْأَمِينَ يَقُولُ ٱلْحَقَّ.‏ (‏ام ١٢:‏١٧؛‏ ٢١:‏٢٨‏)‏ فَمِنْ مَسْؤُولِيَّتِكَ أَنْ تُخْبِرَ ٱلشُّيُوخَ ٱلْحَقِيقَةَ كَامِلَةً،‏ لَا جُزْءًا مِنْهَا فَقَطْ.‏ فَمِنْ حَقِّهِمْ أَنْ يَعْرِفُوا كُلَّ ٱلْوَقَائِعِ.‏ وَهٰكَذَا يَتَّضِحُ لَهُمْ مَا هِيَ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِيُسَاعِدُوا ٱلْخَاطِئَ أَنْ يَسْتَعِيدَ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ.‏ —‏ يع ٥:‏١٤،‏ ١٥‏.‏

١٩ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٩ صَلَّى دَاوُدُ إِلَى يَهْوَهَ:‏ «أَنْتَ تُسَرُّ بِٱلصِّدْقِ فِي ٱلْبَاطِنِ».‏ (‏مز ٥١:‏٦‏)‏ فَقَدْ عَرَفَ دَاوُدُ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ نَكُونَ صَادِقِينَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ.‏ وَٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ‹يَتَكَلَّمُونَ بِٱلْحَقِّ بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ› فِي كُلِّ أَوْجُهِ حَيَاتِهِمْ.‏ وَهُنَاكَ طَرِيقَةٌ أُخْرَى تُمَيِّزُ خُدَّامَ ٱللهِ،‏ وَهِيَ تَعْلِيمُ ٱلْحَقِّ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَهٰذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.‏

^ ‎الفقرة 15‏ اُنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ١٥،‏ «‏كَيْفَ أُقَاوِمُ ضَغْطَ ٱلنَّظِيرِ؟‏‏»،‏ وَٱلْفَصْلَ ١٦،‏ «‏هَلْ مِنْ دَاعٍ أَنْ يَعْرِفَ أَحَدٌ أَنَّنِي أَعِيشُ حَيَاةً مُزْدَوِجَةً؟‏‏»،‏ مِنْ كِتَابِ أَسْئِلَةٌ يَطْرَحُهَا ٱلْأَحْدَاثُ —‏ أَجْوِبَةٌ تَنْجَحُ،‏ ٱلْجُزْءِ ٢.‏