الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤٤

هل سيخدمون يهوه عندما يكبرون؟‏

هل سيخدمون يهوه عندما يكبرون؟‏

‏«كَانَ يَسُوعُ يَتَقَدَّمُ فِي ٱلْحِكْمَةِ وَٱلْقَامَةِ وَٱلْحُظْوَةِ عِنْدَ ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ».‏ —‏ لو ٢:‏٥٢‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٣٤ اَلْأَوْلَادُ أَمَانَةٌ مِنْ عِنْدِ يَهْوَهَ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ مَا هُوَ أَفْضَلُ قَرَارٍ يَأْخُذُهُ ٱلشَّخْصُ؟‏

 غَالِبًا مَا تُؤَثِّرُ قَرَارَاتُ ٱلْوَالِدِينَ عَلَى مُسْتَقْبَلِ أَوْلَادِهِمْ.‏ فَقَرَارَاتُهُمُ ٱلسَّيِّئَةُ تُسَبِّبُ ٱلْمَشَاكِلَ لِأَوْلَادِهِمْ.‏ أَمَّا ٱلْجَيِّدَةُ فَتُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَعِيشُوا حَيَاةً سَعِيدَةً.‏ طَبْعًا،‏ ٱلْأَوْلَادُ أَيْضًا يَجِبُ أَنْ يَأْخُذُوا قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً.‏ وَأَفْضَلُ قَرَارٍ يَأْخُذُهُ ٱلشَّخْصُ هُوَ أَنْ يَخْدُمَ أَبَانَا ٱلْمُحِبَّ يَهْوَهَ.‏ —‏ مز ٧٣:‏٢٨‏.‏

٢ أَيَّةُ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةٍ أَخَذَهَا يَسُوعُ وَوَالِدَاهُ؟‏

٢ أَرَادَ وَالِدَا يَسُوعَ أَنْ يُسَاعِدَا أَوْلَادَهُمَا كَيْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ.‏ وَٱلْقَرَارَاتُ ٱلَّتِي أَخَذَاهَا أَظْهَرَتْ أَنَّ خِدْمَةَ يَهْوَهَ هِيَ أَهَمُّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِهِمَا.‏ (‏لو ٢:‏٤٠،‏ ٤١،‏ ٥٢‏)‏ وَيَسُوعُ أَيْضًا أَخَذَ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً سَاعَدَتْهُ أَنْ يُتَمِّمَ دَوْرَهُ فِي قَصْدِ يَهْوَهَ.‏ (‏مت ٤:‏١-‏١٠‏)‏ لِذَا صَارَ رَجُلًا لَطِيفًا وَشُجَاعًا وَوَلِيًّا لِيَهْوَهَ.‏ فَمَنْ لَا يَفْتَخِرُ بِٱبْنٍ كَهٰذَا؟‏!‏

٣ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَتُجِيبُ عَنْهَا ٱلْمَقَالَةُ؟‏

٣ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ:‏ أَيَّةُ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةٍ تَتَعَلَّقُ بِيَسُوعَ أَخَذَهَا أَبُوهُ ٱلسَّمَاوِيُّ يَهْوَهُ؟‏ مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلْوَالِدُونَ مِنْ قَرَارَاتِ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ،‏ وَالِدَيْ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏ وَمَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلشَّبَابُ مِنْ قَرَارَاتِ يَسُوعَ؟‏

تَعَلَّمْ مِنْ يَهْوَهَ

٤ أَيُّ قَرَارٍ مُهِمٍّ أَخَذَهُ يَهْوَهُ؟‏

٤ اِخْتَارَ يَهْوَهُ أَفْضَلَ وَالِدَيْنِ لِيَسُوعَ.‏ (‏مت ١:‏١٨-‏٢٣؛‏ لو ١:‏٢٦-‏٣٨‏)‏ فَتَعَابِيرُ مَرْيَمَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُظْهِرُ كَمْ كَانَتْ تُحِبُّ يَهْوَهَ وَكَلِمَتَهُ.‏ (‏لو ١:‏٤٦-‏٥٥‏)‏ وَطَاعَةُ يُوسُفَ تُؤَكِّدُ أَنَّهُ كَانَ يَخَافُ يَهْوَهَ وَيُرِيدُ أَنْ يُرْضِيَهُ.‏ —‏ مت ١:‏٢٤‏.‏

٥-‏٦ أَيَّةُ ظُرُوفٍ سَمَحَ يَهْوَهُ أَنْ يَمُرَّ بِهَا يَسُوعُ؟‏

٥ لَمْ يَخْتَرْ يَهْوَهُ لِيَسُوعَ وَالِدَيْنِ غَنِيَّيْنِ.‏ فَٱلذَّبِيحَةُ ٱلَّتِي قَدَّمَهَا يُوسُفُ وَمَرْيَمُ بَعْدَ وِلَادَةِ يَسُوعَ أَظْهَرَتْ أَنَّهُمَا فَقِيرَانِ.‏ (‏لو ٢:‏٢٤‏)‏ وَرُبَّمَا كَانَ لَدَى يُوسُفَ مَشْغَلٌ صَغِيرٌ لِلنِّجَارَةِ قُرْبَ بَيْتِهِ فِي ٱلنَّاصِرَةِ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ حَيَاةَ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ كَانَتْ بَسِيطَةً،‏ وَخَاصَّةً عِنْدَمَا كَبُرَتِ ٱلْعَائِلَةُ وَصَارَ لَدَيْهِمَا سَبْعَةُ أَوْلَادٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ.‏ —‏ مت ١٣:‏٥٥،‏ ٥٦‏.‏

٦ حَمَى يَهْوَهُ ٱبْنَهُ يَسُوعَ مِنْ بَعْضِ ٱلْمَخَاطِرِ،‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَحْمِهِ مِنْ كُلِّ ٱلصُّعُوبَاتِ.‏ (‏مت ٢:‏١٣-‏١٥‏)‏ تَخَيَّلْ مَثَلًا كَمْ حَزِنَ يَسُوعُ حِينَ تَعَامَلَ مَعْ أَقْرِبَائِهِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ.‏ فَحَتَّى إِخْوَتُهُ لَمْ يُؤْمِنُوا فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا.‏ (‏مر ٣:‏٢١؛‏ يو ٧:‏٥‏)‏ فَكِّرْ كَمْ تَأَلَّمَ أَيْضًا عِنْدَمَا مَاتَ مُرَبِّيهِ يُوسُفُ وَهُوَ لَا يَزَالُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ شَابًّا صَغِيرًا.‏ وَرُبَّمَا عَنَى ذٰلِكَ أَنْ يَسْتَلِمَ عَمَلَ أَبِيهِ لِأَنَّهُ ٱلِٱبْنُ ٱلْأَكْبَرُ فِي ٱلْعَائِلَةِ.‏ (‏مر ٦:‏٣‏)‏ وَفِيمَا كَانَ يَكْبُرُ،‏ تَعَلَّمَ أَنْ يَتَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّةَ أُمِّهِ وَإِخْوَتِهِ.‏ فَلَا شَكَّ أَنَّهُ عَمِلَ بِٱجْتِهَادٍ لِيُؤَمِّنَ حَاجَاتِهِمْ.‏ لِذَا عَرَفَ مَعْنَى ٱلتَّعَبِ بَعْدَ يَوْمِ عَمَلٍ طَوِيلٍ.‏

عَلِّمْ أَوْلَادَكَ كَيْفَ يُوَاجِهُونَ ٱلْحَيَاةَ بِٱلِٱتِّكَالِ عَلَى كَلِمَةِ يَهْوَهَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ٧.‏)‏ *

٧ (‏أ)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ جَيِّدٌ أَنْ يُفَكِّرَ فِيهَا ٱلْمُتَزَوِّجُونَ بِخُصُوصِ تَرْبِيَةِ ٱلْأَوْلَادِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلْأَمْثَال ٢:‏١-‏٦ أَنْ نُدَرِّبَ أَوْلَادَنَا؟‏

٧ إِذَا كُنْتَ مُتَزَوِّجًا وَتَرْغَبُ أَنْ تُنْجِبَ ٱلْأَوْلَادَ،‏ فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أَنَا وَرَفِيقُ زَوَاجِي مُتَوَاضِعَانِ وَنُحِبُّ يَهْوَهَ وَكَلِمَتَهُ لِيُؤَمِّنَنَا عَلَى تَرْبِيَةِ طِفْلٍ صَغِيرٍ؟‏›.‏ (‏مز ١٢٧:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَإِذَا كَانَ لَدَيْكَ أَوْلَادٌ،‏ فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أُعَلِّمُ أَوْلَادِي أَهَمِّيَّةَ ٱلِٱجْتِهَادِ فِي ٱلْعَمَلِ؟‏›.‏ (‏جا ٣:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ ‹هَلْ أُحَاوِلُ جُهْدِي أَنْ أَحْمِيَهُمْ مِنْ مَخَاطِرِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ؟‏›.‏ (‏ام ٢٢:‏٣‏)‏ طَبْعًا،‏ لَنْ تَقْدِرَ أَنْ تَحْمِيَ أَوْلَادَكَ مِنْ كُلِّ صُعُوبَاتِ ٱلْحَيَاةِ.‏ فَهٰذَا مُسْتَحِيلٌ.‏ لٰكِنَّكَ تَقْدِرُ أَنْ تُعَلِّمَهُمْ بِمَحَبَّةٍ كَيْفَ يُوَاجِهُونَهَا بِٱلِٱتِّكَالِ عَلَى كَلِمَةِ يَهْوَهَ.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ٢:‏١-‏٦‏.‏)‏ مَثَلًا،‏ إِذَا تَرَكَ أَحَدُ أَفْرَادِ ٱلْعَائِلَةِ ٱلْحَقَّ،‏ فَعَلِّمْ أَوْلَادَكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ.‏ (‏مز ٣١:‏٢٣‏)‏ وَإِذَا مَاتَ شَخْصٌ تُحِبُّونَهُ،‏ فَسَاعِدْهُمْ أَنْ يَرَوْا كَيْفَ تُعَزِّينَا كَلِمَةُ ٱللّٰهِ كَيْ نَتَغَلَّبَ عَلَى حُزْنِنَا وَنَشْعُرَ بِٱلسَّلَامِ.‏ —‏ ٢ كو ١:‏٣،‏ ٤؛‏ ٢ تي ٣:‏١٦‏.‏

تَعَلَّمْ مِنْ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ

٨ كَيْفَ طَبَّقَ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ ٱلتَّثْنِيَة ٦:‏٦،‏ ٧‏؟‏

٨ سَاعَدَ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ ٱبْنَهُمَا يَسُوعَ أَنْ يَصِيرَ شَابًّا يُحِبُّ يَهْوَهَ.‏ فَهُمَا أَحَبَّا يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمَا وَأَطَاعَا إِرْشَادَاتِه لِلْوَالِدِينَ.‏ ‏(‏اقرإ التثنية ٦:‏٦،‏ ٧‏.‏)‏ وَكَانَ كُلُّ هَمِّهِمَا أَنْ يُحِبَّ أَوْلَادُهُمَا يَهْوَهَ أَيْضًا.‏

٩ أَيَّةُ قَرَارَاتٍ مُهِمَّةٍ أَخَذَهَا يُوسُفُ وَمَرْيَمُ؟‏

٩ كَانَ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ يَهْتَمَّانِ دَائِمًا بِحَاجَاتِ أَوْلَادِهِمَا ٱلرُّوحِيَّةِ.‏ فَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ كَعَائِلَةٍ حَضَرُوا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أَيَّامَ ٱلسَّبْتِ فِي مَجْمَعِ ٱلنَّاصِرَةِ،‏ وَذَهَبُوا سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَحْتَفِلُوا بِعِيدِ ٱلْفِصْحِ.‏ (‏لو ٢:‏٤١؛‏ ٤:‏١٦‏)‏ وَخِلَالَ هٰذِهِ ٱلرِّحْلَاتِ،‏ رُبَّمَا عَلَّمَ يُوسُفُ وَمَرْيَمُ يَسُوعَ وَإِخْوَتَهُ عَنْ تَارِيخِ شَعْبِ يَهْوَهَ.‏ فَرُبَّمَا زَارُوا مَعًا ٱلْأَمَاكِنَ ٱلْمَذْكُورَةَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ وَعِنْدَمَا كَبُرَتِ ٱلْعَائِلَةُ،‏ لَا بُدَّ أَنَّهُ صَارَ صَعْبًا عَلَى يُوسُفَ وَمَرْيَمَ أَنْ يُحَافِظَا عَلَى بَرْنَامَجٍ رُوحِيٍّ جَيِّدٍ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ كَافَاهُمَا عَلَى تَعَبِهِمَا.‏ فَقَدْ بَقِيَتْ عَائِلَتُهُمَا قَوِيَّةً رُوحِيًّا.‏

١٠ أَيُّ دَرْسَيْنِ يَتَعَلَّمُهُمَا ٱلْوَالِدُونَ مِنْ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ؟‏

١٠ مَاذَا تَتَعَلَّمُ مِنْ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ؟‏ اَلدَّرْسُ ٱلْأَوَّلُ وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنْ تُظْهِرَ لِأَوْلَادِكَ بِٱلْكَلَامِ وَٱلْعَمَلِ أَنَّكَ تُحِبُّ يَهْوَهَ كَثِيرًا.‏ فَلَا تَنْسَ أَنَّ أَفْضَلَ هَدِيَّةٍ تُقَدِّمُهَا لَهُمْ هِيَ أَنْ تُرَبِّيَهُمْ عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ.‏ وَٱلدَّرْسُ ٱلْمُهِمُّ ٱلْآخَرُ هُوَ أَنْ تُعَلِّمَهُمْ كَيْفَ يَلْتَزِمُونَ بِبَرْنَامَجٍ لِلدَّرْسِ وَٱلصَّلَاةِ وَٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَٱلْخِدْمَةِ.‏ (‏١ تي ٦:‏٦‏)‏ طَبْعًا،‏ عَلَيْكَ أَنْ تَهْتَمَّ بِحَاجَاتِهِمِ ٱلْمَادِّيَّةِ.‏ (‏١ تي ٥:‏٨‏)‏ وَلٰكِنْ أَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ عَلَاقَتَهُمُ ٱلْقَوِيَّةَ بِيَهْوَهَ،‏ لَا ٱلْمَالَ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ،‏ هِيَ ٱلَّتِي سَتُخَلِّصُهُمْ مِنْ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ لِيَعِيشُوا فِي عَالَمِ ٱللّٰهِ ٱلْجَدِيدِ.‏ * —‏ حز ٧:‏١٩؛‏ ١ تي ٤:‏٨‏.‏

نَفْرَحُ جِدًّا عِنْدَمَا نَرَى وَالِدِينَ يَأْخُذُونَ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً لِخَيْرِ عَائِلَاتِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ١١.‏)‏ *

١١ (‏أ)‏ كَيْفَ تُسَاعِدُ ١ تِيمُوثَاوُس ٦:‏١٧-‏١٩ ٱلْوَالِدِينَ أَنْ يَأْخُذُوا قَرَارَاتٍ لِخَيْرِ أَوْلَادِهِمْ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَهْدَافٍ قَدْ تُفَكِّرُ فِيهَا عَائِلَتُكَ،‏ وَمَا هِيَ ٱلْبَرَكَاتُ؟‏ (‏ اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «فَكِّرُوا فِي هٰذِهِ ٱلْأَهْدَافِ‏».‏)‏

١١ نَحْنُ نَفْرَحُ جِدًّا عِنْدَمَا نَرَى وَالِدِينَ كَثِيرِينَ يَأْخُذُونَ قَرَارَاتٍ لِخَيْرِ أَوْلَادِهِمِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ فَهُمْ يَحْضُرُونَ مَعًا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْأُسْبُوعِيَّةَ وَٱلدَّائِرِيَّةَ وَٱلسَّنَوِيَّةَ.‏ وَيُبَشِّرُونَ مَعًا فِي مُقَاطَعَةِ جَمَاعَتِهِمْ،‏ وَحَتَّى فِي ٱلْمُقَاطَعَاتِ ٱلَّتِي لَا تُخْدَمُ دَائِمًا.‏ وَعَائِلَاتٌ أُخْرَى تَزُورُ بَيْتَ إِيلَ أَوْ تُشَارِكُ فِي مَشَارِيعِ ٱلْبِنَاءِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ.‏ طَبْعًا،‏ قَدْ يَكُونُ هٰذَا صَعْبًا عَلَيْهِمْ أَوْ يَتَطَلَّبُ مِنْهُمْ أَنْ يُضَحُّوا بِٱلْمَالِ.‏ لٰكِنَّهُ يُغْنِيهِمْ رُوحِيًّا.‏ ‏(‏اقرأ ١ تيموثاوس ٦:‏١٧-‏١٩‏.‏)‏ فَٱلْأَوْلَادُ ٱلَّذِينَ يَكْبُرُونَ فِي عَائِلَاتٍ كَهٰذِهِ غَالِبًا مَا يَبْقَوْنَ نَشَاطَى رُوحِيًّا وَلَا يَنْدَمُونَ عَلَى شَيْءٍ فِي حَيَاتِهِمْ.‏ * —‏ ام ١٠:‏٢٢‏.‏

تَعَلَّمْ مِنْ يَسُوعَ

١٢ مَاذَا لَزِمَ أَنْ يَفْعَلَ يَسُوعُ وَهُوَ يَكْبُرُ؟‏

١٢ يَأْخُذُ يَهْوَهُ دَائِمًا ٱلْقَرَارَاتِ ٱلصَّحَّ بِخُصُوصِ يَسُوعَ.‏ وَيُوسُفُ وَمَرْيَمُ أَخَذَا قَرَارَاتٍ أَثَّرَتْ فِيهِ إِيجَابِيًّا.‏ وَلٰكِنْ كَانَ عَلَيْهِ هُوَ أَيْضًا أَنْ يَتَحَمَّلَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ وَيَأْخُذَ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً.‏ (‏غل ٦:‏٥‏)‏ فَمِثْلَ كُلِّ ٱلْبَشَرِ،‏ كَانَ لَدَيْهِ إِرَادَةٌ حُرَّةٌ.‏ وَكَانَ يَقْدِرُ أَنْ يُفَكِّرَ بِأَنَانِيَّةٍ وَيَفْعَلَ مَا يُرْضِيهِ.‏ لٰكِنَّهُ ٱخْتَارَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَتِهِ بِيَهْوَهَ.‏ (‏يو ٨:‏٢٩‏)‏ فَمَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلشَّبَابُ ٱلْيَوْمَ مِنْ مِثَالِهِ؟‏

لَا تَرْفُضْ أَبَدًا تَدْرِيبَ وَالِدَيْكَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ١٣.‏)‏ *

١٣ أَيُّ قَرَارٍ مُهِمٍّ أَخَذَهُ يَسُوعُ مُنْذُ صِغَرِهِ؟‏

١٣ اِخْتَارَ يَسُوعُ مُنْذُ صِغَرِهِ أَنْ يُطِيعَ وَالِدَيْهِ.‏ فَهُوَ لَمْ يَرْفُضْ يَوْمًا نَصَائِحَهُمَا،‏ وَلَمْ يُفَكِّرْ أَبَدًا أَنَّهُ يَفْهَمُ أَكْثَرَ مِنْهُمَا.‏ بَلْ «بَقِيَ خَاضِعًا لَهُمَا».‏ (‏لو ٢:‏٥١‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ أَخَذَ بِجِدِّيَّةٍ مَسْؤُولِيَّتَهُ كَٱبْنٍ بِكْرٍ فِي ٱلْعَائِلَةِ.‏ فَعَمِلَ بِٱجْتِهَادٍ لِيَتَعَلَّمَ مِهْنَةَ مُرَبِّيهِ يُوسُفَ وَيُؤَمِّنَ حَاجَاتِ ٱلْعَائِلَةِ.‏

١٤ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ كَانَ تِلْمِيذًا مُجْتَهِدًا لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ؟‏

١٤ لَا بُدَّ أَنَّ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ أَخْبَرَا يَسُوعَ عَمَّا حَصَلَ عِنْدَ وِلَادَتِهِ وَمَاذَا قَالَ عَنْهُ آنَذَاكَ ٱلْمَلَائِكَةُ وَٱلنَّاسُ.‏ (‏لو ٢:‏٨-‏١٩،‏ ٢٥-‏٣٨‏)‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكْتَفِ بِمَا سَمِعَهُ،‏ بَلْ دَرَسَ أَيْضًا بِٱجْتِهَادٍ كَلِمَةَ ٱللّٰهِ.‏ كَيْفَ نَعْرِفُ ذٰلِكَ؟‏ عِنْدَمَا كَانَ صَبِيًّا عُمْرُهُ ١٢ سَنَةً،‏ ٱنْدَهَشَ ٱلْمُعَلِّمُونَ فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ «فَهْمِهِ وَأَجْوِبَتِهِ».‏ (‏لو ٢:‏٤٦،‏ ٤٧‏)‏ وَفِي ٱلْعُمْرِ نَفْسِهِ،‏ كَانَ قَدْ تَأَكَّدَ مِنْ خِلَالِ دَرْسِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ أَبُوهُ.‏ —‏ لو ٢:‏٤٢،‏ ٤٣،‏ ٤٩‏.‏

١٥ كَيْفَ أَظْهَرَتْ حَيَاةُ يَسُوعَ أَنَّهُ قَرَّرَ أَنْ يَفْعَلَ مَا يُرِيدُهُ يَهْوَهُ؟‏

١٥ عَرَفَ يَسُوعُ دَوْرَهُ فِي قَصْدِ يَهْوَهَ وَقَبِلَ أَنْ يَقُومَ بِهِ.‏ (‏يو ٦:‏٣٨‏)‏ فَهُوَ عَرَفَ مَثَلًا ٱلْحَقِيقَةَ ٱلْمُؤْلِمَةَ أَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلنَّاسِ سَيَكْرَهُونَهُ.‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ قَرَّرَ أَنْ يُطِيعَ يَهْوَهَ.‏ فَعِنْدَمَا ٱعْتَمَدَ سَنَةَ ٢٩  ب‌م،‏ كَانَ أَهَمُّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِهِ أَنْ يَفْعَلَ مَا يُرِيدُهُ يَهْوَهُ.‏ (‏عب ١٠:‏٥-‏٧‏)‏ وَحَتَّى وَهُوَ بَيْنَ ٱلْحَيَاةِ وَٱلْمَوْتِ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ،‏ لَمْ يَتَرَدَّدْ أَبَدًا فِي فِعْلِ مَشِيئَةِ أَبِيهِ.‏ —‏ يو ١٩:‏٣٠‏.‏

١٦ أَيُّ دَرْسٍ يَتَعَلَّمُهُ ٱلْأَوْلَادُ مِنْ يَسُوعَ؟‏

١٦ أَطِعْ وَالِدَيْكَ.‏ مِثْلَ يُوسُفَ وَمَرْيَمَ،‏ وَالِدَاكَ أَيْضًا لَيْسَا كَامِلَيْنِ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ عَيَّنَهُمَا كَيْ يَحْمِيَاكَ وَيُدَرِّبَاكَ وَيُرْشِدَاكَ.‏ فَإِذَا سَمِعْتَ لَهُمَا وَٱحْتَرَمْتَ سُلْطَتَهُمَا،‏ تَكُونُ مُوَفَّقًا فِي حَيَاتِكَ.‏ —‏ اف ٦:‏١-‏٤‏.‏

١٧ حَسَبَ يَشُوع ٢٤:‏١٥‏،‏ أَيُّ قَرَارٍ يَلْزَمُ أَنْ يَأْخُذَهُ ٱلشَّبَابُ؟‏

١٧ قَرِّرْ أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ.‏ تَعَرَّفْ جَيِّدًا عَلَى يَهْوَهَ.‏ وَٱعْرِفْ مَا هِيَ مَشِيئَتُهُ وَكَيْفَ يُؤَثِّرُ ذٰلِكَ فِي حَيَاتِكَ.‏ (‏رو ١٢:‏٢‏)‏ وَعِنْدَئِذٍ تَقْدِرُ أَنْ تَأْخُذَ أَهَمَّ قَرَارٍ:‏ أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ.‏ ‏(‏اقرأ يشوع ٢٤:‏١٥؛‏ جا ١٢:‏١‏)‏ وَإِذَا وَضَعْتَ بَرْنَامَجًا لِتَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَتَدْرُسَهُ،‏ فَسَتَقْوَى مَحَبَّتُكَ لِيَهْوَهَ وَيَزِيدُ إِيمَانُكَ بِهِ.‏

١٨ أَيُّ قَرَارٍ آخَرَ يَلْزَمُ أَنْ يَأْخُذَهُ ٱلشَّبَابُ،‏ وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟‏

١٨ قَرِّرْ أَنْ تَضَعَ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِكَ.‏ يُرِيدُ عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ أَنْ يُقْنِعَكَ بِأَنَّكَ سَتَعِيشُ سَعِيدًا إِذَا ٱسْتَعْمَلْتَ مَوَاهِبَكَ لِمَصْلَحَتِكَ.‏ لٰكِنَّ ٱلْحَقِيقَةَ هِيَ أَنَّكَ إِذَا رَكَضْتَ وَرَاءَ أَهْدَافٍ مَادِّيَّةٍ،‏ تَطْعَنُ نَفْسَكَ «بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ».‏ (‏١ تي ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ أَمَّا إِذَا سَمِعْتَ لِيَهْوَهَ وَقَرَّرْتَ أَنْ تَضَعَ مَشِيئَتَهُ أَوَّلًا،‏ «تَعْمَلُ بِحِكْمَةٍ» وَتَنْجَحُ فِي حَيَاتِكَ.‏ —‏ يش ١:‏٨‏.‏

مَا هُوَ قَرَارُكَ؟‏

١٩ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلْوَالِدُونَ؟‏

١٩ إِذَا كُنْتَ وَالِدًا،‏ فَٱبْذُلْ كُلَّ جُهْدِكَ كَيْ تُسَاعِدَ أَوْلَادَكَ أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ عِنْدَمَا يَكْبُرُونَ.‏ اِتَّكِلْ عَلَيْهِ كَيْ تَأْخُذَ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً.‏ (‏ام ٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ وَتَذَكَّرْ أَنَّ أَوْلَادَكَ يَتَأَثَّرُونَ بِأَعْمَالِكَ أَكْثَرَ مِنْ كَلَامِكَ.‏ لِذَا خُذْ قَرَارَاتٍ تُسَاعِدُهُمْ أَنْ يُرْضُوا يَهْوَهَ فِي حَيَاتِهِمْ.‏

٢٠ كَيْفَ يَسْتَفِيدُ ٱلشَّبَابُ إِذَا قَرَّرُوا أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ؟‏

٢٠ أَمَّا إِذَا كُنْتَ شَابًّا،‏ فَقَدْ يُسَاعِدُكَ وَالِدَاكَ أَنْ تَأْخُذَ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً فِي حَيَاتِكَ.‏ لٰكِنْ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَبْذُلَ جُهْدَكَ كَيْ تَرْبَحَ رِضَى يَهْوَهَ.‏ لِذَا تَمَثَّلْ بِيَسُوعَ وَٱخْتَرْ أَنْ تَخْدُمَ أَبَاكَ ٱلسَّمَاوِيَّ ٱلْمُحِبَّ.‏ وَهٰكَذَا تَعِيشُ أَحْلَى حَيَاةٍ ٱلْآنَ وَفِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ —‏ ١ تي ٤:‏١٦‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٣٣ لِنَعْبُدْ يَهْوَهَ مُنْذُ ٱلصِّغَرِ

^ يُرِيدُ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْ يَخْدُمَ أَوْلَادُهُمْ يَهْوَهَ بِفَرَحٍ عِنْدَمَا يَكْبُرُونَ.‏ فَأَيَّةُ قَرَارَاتٍ يَأْخُذُونَهَا كَيْ يُسَاعِدُوهُمْ؟‏ وَأَيَّةُ قَرَارَاتٍ يَأْخُذُهَا ٱلشَّبَابُ كَيْ يَعِيشُوا حَيَاةً سَعِيدَةً؟‏ سَتُعْطِينَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ ٱلْجَوَابَ.‏

^ اُنْظُرْ كِتَابَ يَهْوَهُ يَرُدُّ ٱلْعِبَادَةَ ٱلنَّقِيَّةَ!‏ ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٦٩-‏٧٠،‏ ٱلْفَقْرَتَيْنِ ١٧-‏١٨ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏.‏

^ اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «‏إِنَّهُمَا أَفْضَلُ أَبَوَيْنِ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ‏» فِي إِسْتَيْقِظْ!‏ عَدَدِ كَانُونَ ٱلثَّانِي–‏آذَارَ (‏يَنَايِر–‏مَارِس)‏ ٢٠١٢،‏ ٱلصَّفْحَةِ ٢٠،‏ وَٱلْمَقَالَةَ «‏رِسَالَةٌ خُصُوصِيَّةٌ إِلَى وَالِدَيْهِمَا‏» فِي إِسْتَيْقِظْ!‏ عَدَدِ ٨ آذَارَ (‏مَارِس)‏ ١٩٩٩،‏ ٱلصَّفْحَةِ ٢٥.‏

^ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ لَا شَكَّ أَنَّ مَرْيَمَ رَبَّتِ ٱبْنَهَا يَسُوعَ عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ.‏ وَجَيِّدٌ أَنْ تَتَمَثَّلَ بِهَا ٱلْأُمَّهَاتُ ٱلْيَوْمَ.‏

^ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ لَا شَكَّ أَنَّ يُوسُفَ قَدَّرَ أَهَمِّيَّةَ ٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلْمَجْمَعِ مَعْ عَائِلَتِهِ.‏ وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يُقَدِّرَ ٱلْآبَاءُ ٱلْيَوْمَ أَهَمِّيَّةَ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ مَعْ عَائِلَاتِهِمْ.‏

^ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ تَعَلَّمَ يَسُوعُ مَهَارَاتٍ مِنْ مُرَبِّيهِ يُوسُفَ.‏ وَجَيِّدٌ أَنْ يَتَعَلَّمَ ٱلشَّبَابُ ٱلْيَوْمَ مَهَارَاتٍ مِنْ آبَائِهِمْ.‏