مقالة الدرس ٤٣
يهوه يوجِّه هيئته
«‹لَا بِجَيْشٍ وَلَا بِقُوَّةٍ، بَلْ بِرُوحِي›، قَالَ يَهْوَهُ ٱلْجُنُودِ». — زك ٤:٦.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٤٠ لِمَنْ سَنَحْيَا؟
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ كُلُّ مَسِيحِيٍّ مُعْتَمِدٍ؟
إِذَا كُنْتَ مُعْتَمِدًا، فَأَنْتَ عَبَّرْتَ عَلَنًا عَنْ إِيمَانِكَ بِيَهْوَهَ وَرَغْبَتِكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ إِلَى جَانِبِ هَيْئَتِهِ. * وَلٰكِنْ طَبْعًا يَلْزَمُ أَنْ تُقَوِّيَ دَائِمًا إِيمَانَكَ بِيَهْوَهَ وَثِقَتَكَ بِٱلْهَيْئَةِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا فِي زَمَنِنَا.
٢-٣ بِأَيِّ هَدَفٍ يُوَجِّهُ يَهْوَهُ هَيْئَتَهُ ٱلْيَوْمَ؟ أَوْضِحْ.
٢ يُوَجِّهُ يَهْوَهُ هَيْئَتَهُ ٱلْيَوْمَ كَيْ تَعْكِسَ شَخْصِيَّتَهُ وَقَصْدَهُ وَمَقَايِيسَهُ. سَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ ثَلَاثَ صِفَاتٍ لَدَى يَهْوَهَ نَرَاهَا فِي هَيْئَتِهِ.
٣ أَوَّلًا، «ٱللّٰهُ لَيْسَ مُحَابِيًا». (اع ١٠:٣٤) فَمَحَبَّتُهُ دَفَعَتْهُ أَنْ يُقَدِّمَ ٱبْنَهُ «فِدْيَةً . . . عَنِ ٱلْجَمِيعِ». (١ تي ٢:٦؛ يو ٣:١٦) وَهُوَ يَسْتَخْدِمُ شَعْبَهُ كَيْ يُبَشِّرُوا كُلَّ مَنْ يَسْمَعُ وَيُسَاعِدُوا أَكْبَرَ عَدَدٍ مِنَ ٱلنَّاسِ أَنْ يَخْلُصُوا. ثَانِيًا، يَهْوَهُ إِلٰهُ سَلَامٍ وَتَنْظِيمٍ. (١ كو ١٤:٣٣، ٤٠) وَمِنَ ٱلْمُتَوَقَّعِ أَنْ يَعْبُدَهُ خُدَّامُهُ فِي جَوٍّ مِنَ ٱلسَّلَامِ وَٱلتَّنْظِيمِ. ثَالِثًا، يَهْوَهُ هُوَ ‹ٱلْمُعَلِّمُ ٱلْعَظِيمُ›. (اش ٣٠:٢٠، ٢١) لِذَا تُرَكِّزُ هَيْئَتُهُ عَلَى تَعْلِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَلِكُلِّ ٱلنَّاسِ. فَكَيْفَ كَانَتْ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتُ ٱلثَّلَاثُ ظَاهِرَةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟ وَكَيْفَ هِيَ ظَاهِرَةٌ فِي زَمَنِنَا؟ وَبِأَيِّ طُرُقٍ يُسَاعِدُكَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ وَأَنْتَ تَخْدُمُ يَهْوَهَ إِلَى جَانِبِ هَيْئَتِهِ؟
اَللّٰهُ لَيْسَ مُحَابِيًا
٤ حَسَبَ ٱلْأَعْمَال ١:٨، مَاذَا أَوْصَى يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ، وَكَيْفَ كَانَ سَيُسَاعِدُهُمْ؟
٤ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. أَعْطَتِ ٱلرِّسَالَةُ ٱلَّتِي بَشَّرَ بِهَا يَسُوعُ رَجَاءً لِكُلِّ ٱلْبَشَرِ. (لو ٤:٤٣) وَهُوَ أَوْصَى أَتْبَاعَهُ أَنْ يُكْمِلُوا ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي بَدَأَهُ وَيُبَشِّرُوا ٱلنَّاسَ «إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (اقرإ الاعمال ١:٨.) وَطَبْعًا، لَمْ يَكُونُوا قَادِرِينَ أَنْ يَقُومُوا بِهٰذَا ٱلْعَمَلِ بِقُوَّتِهِمْ. فَكَانُوا سَيَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، «ٱلْمُعِينِ» ٱلَّذِي وَعَدَهُمْ بِهِ. — يو ١٤:٢٦؛ زك ٤:٦.
٥-٦ كَيْفَ سَاعَدَ ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَتْبَاعَ يَسُوعَ؟
٥ نَالَ أَتْبَاعُ يَسُوعَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم. وَبِمُسَاعَدَةِ هٰذَا ٱلرُّوحِ، بَدَأُوا فَوْرًا يُبَشِّرُونَ. وَفِي وَقْتٍ قَصِيرٍ، قَبِلَ ٱلْآلَافُ رِسَالَتَهُمْ. (اع ٢:٤١؛ ٤:٤) وَعِنْدَمَا وَاجَهُوا ٱلْمُقَاوَمَةَ، لَمْ يَسْتَسْلِمُوا لِلْخَوْفِ بَلْ طَلَبُوا مُسَاعَدَةَ ٱللّٰهِ. فَهُمْ صَلَّوْا: «أَعْطِ عَبِيدَكَ أَنْ يُوَاظِبُوا عَلَى ٱلتَّكَلُّمِ بِكَلِمَتِكَ بِكُلِّ جُرْأَةٍ». وَفِي ٱلْحَالِ، ٱمْتَلَأُوا مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَٱسْتَمَرُّوا «يَتَكَلَّمُونَ بِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ بِجُرْأَةٍ». — اع ٤:١٨-٢٠، ٢٩، ٣١.
٦ وَقَدْ وَاجَهَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ صُعُوبَاتٍ أُخْرَى. مَثَلًا، كَانَ لَدَيْهِمْ نُسَخٌ قَلِيلَةٌ فَقَطْ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُمْ كُتُبٌ تَشْرَحُ تِلْكَ ٱلْأَسْفَارَ، بِعَكْسِنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ. وَلَزِمَ أَنْ يُبَشِّرُوا أَشْخَاصًا يَتَكَلَّمُونَ لُغَاتٍ كَثِيرَةً. وَلٰكِنْ رَغْمَ كُلِّ ذٰلِكَ، حَقَّقَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمُبَشِّرُونَ ٱلنَّشِيطُونَ مَا بَدَا مُسْتَحِيلًا. فَفِي ٣٠ سَنَةً تَقْرِيبًا، بَشَّرُوا «فِي كُلِّ ٱلْخَلِيقَةِ ٱلَّتِي تَحْتَ ٱلسَّمَاءِ». — كو ١:٦، ٢٣.
٧ كَيْفَ عَرَفَ خُدَّامُ يَهْوَهَ قَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مَاذَا يُرِيدُ مِنْهُمْ، وَمَاذَا فَعَلُوا؟
٧ فِي زَمَنِنَا. لَا يَزَالُ يَهْوَهُ يُوَجِّهُ شَعْبَهُ وَيُقَوِّيهِمْ. وَمُعْظَمُ هٰذَا ٱلتَّوْجِيهِ يَأْتِي مِنْ خِلَالِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّذِي كُتِبَ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَفِيهِ نَقْرَأُ عَنْ خِدْمَةِ يَسُوعَ وَعَنْ وَصِيَّتِهِ لِأَتْبَاعِهِ أَنْ يُكْمِلُوا ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي بَدَأَهُ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) فَقَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ سَنَةٍ، ذَكَرَتْ هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ فِي عَدَدِ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ١٨٨١: «نَحْنُ لَمْ نُدْعَ وَلَمْ نُعَيَّنْ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ لِنَنَالَ ٱلْإِكْرَامَ وَنَجْمَعَ ثَرْوَةً، بَلْ لِنُنْفِقَ وَنُنْفَقَ، وَنُبَشِّرَ». وَقَالَتْ أَيْضًا كُرَّاسَةُ إِلَى ٱلْمُؤْتَمَنِينَ عَلَى ٱلْعَمَلِ ٱلَّتِي نُشِرَتْ سَنَةَ ١٩١٩: «إِنَّ ٱلْعَمَلَ يَبْدُو هَائِلًا، وَلٰكِنَّهُ لِلرَّبِّ، وَبِفَضْلِ قُوَّتِهِ سَنَقُومُ بِإِنْجَازِهِ». فَمِثْلَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، بَذَلَ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ كُلَّ جُهْدِهِمْ بِشَجَاعَةٍ لِيُتَمِّمُوا ٱلْعَمَلَ. وَكَانُوا وَاثِقِينَ أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ سَيُسَاعِدُهُمْ أَنْ يُبَشِّرُوا كُلَّ ٱلنَّاسِ. وَلَدَيْنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ ٱلثِّقَةُ نَفْسُهَا.
٨-٩ أَيَّةُ أَدَوَاتٍ ٱسْتَعْمَلَتْهَا ٱلْهَيْئَةُ مِنْ قَبْلُ وَتَسْتَعْمِلُهَا ٱلْآنَ لِتُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ؟
٨ عَلَى مَرِّ ٱلزَّمَنِ، ٱسْتَعْمَلَتْ هَيْئَةُ يَهْوَهَ أَفْضَلَ ٱلْأَدَوَاتِ لِتَنْشُرَ ٱلْأَخْبَارَ ٱلْحُلْوَةَ عَنْ مَمْلَكَةِ ٱللّٰهِ. وَمِنْ هٰذِهِ ٱلْأَدَوَاتِ ٱلْمَطْبُوعَاتُ، «رِوَايَةُ ٱلْخَلْقِ ٱلْمُصَوَّرَةُ»، ٱلْفُونُوغْرَافُ، ٱلسَّيَّارَاتُ ٱلْمُجَهَّزَةُ بِمُكَبِّرَاتٍ لِلصَّوْتِ، ٱلْبَرْامِجُ ٱلْإِذَاعِيَّةُ، وَمُؤَخَّرًا ٱلْأَجْهِزَةُ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةُ وَٱلْإِنْتِرْنِت. كَمَا أَنَّهَا تَقُومُ بِأَضْخَمِ عَمَلِ تَرْجَمَةٍ فِي ٱلتَّارِيخِ. وَكُلُّ ذٰلِكَ كَيْ يَسْمَعَ جَمِيعُ ٱلنَّاسِ ٱلْأَخْبَارَ ٱلْحُلْوَةَ بِلُغَتِهِمْ. وَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ لَا يُفَرِّقُ بَيْنَ إِنْسَانٍ وَآخَرَ، فَقَدْ أَنْبَأَ أَنَّ ٱلْبِشَارَةَ سَتَصِلُ إِلَى «كُلِّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلُغَةٍ وَشَعْبٍ». (رؤ ١٤:٦، ٧) فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُعْطِيَ كُلَّ ٱلنَّاسِ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَسْمَعُوا عَنْ مَمْلَكَتِهِ.
٩ وَمَاذَا عَنِ ٱلَّذِينَ يَصْعُبُ ٱلْوُصُولُ إِلَيْهِمْ، رُبَّمَا لِأَنَّهُمْ يَعِيشُونَ فِي أَبْنِيَةٍ لَهَا بَوَّابَاتٌ مُقْفَلَةٌ أَوْ عَلَيْهَا حِرَاسَةٌ؟ لَقَدْ وَجَّهَ يَهْوَهُ ٱلْأُمُورَ كَيْ تَبْدَأَ هَيْئَتُهُ بِٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ. فَسَنَةَ ٢٠٠١، وَافَقَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ أَنْ يَسْتَعْمِلَ ٱلْإِخْوَةُ عَرَبَاتِ وَطَاوِلَاتِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ فِي فَرَنْسَا وَلَاحِقًا فِي بُلْدَانٍ أُخْرَى. وَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ جَيِّدَةً جِدًّا. وَسَنَةَ ٢٠١١، بَدَأَ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ بَرْنَامَجًا تَجْرِيبِيًّا لِلْخِدْمَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ فِي ٱلْمُدُنِ ٱلْكُبْرَى. وَكَانَ ذٰلِكَ فِي أَحَدِ شَوَارِعِ نْيُويُورْكَ ٱلْمُزْدَحِمَةِ. وَفِي أَوَّلِ سَنَةٍ، وَزَّعُوا ١٢٩,١٠٢ كِتَابًا وَ ٩١١,٦٨ مَجَلَّةً. وَطَلَبَ ٧٠١,٤ شَخْصًا دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ! فَبَدَا وَاضِحًا أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يَدْعَمُ هٰذَا ٱلْعَمَلَ. وَعِنْدَئِذٍ وَافَقَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ عَلَى ٱسْتِعْمَالِ عَرَبَاتِ وَطَاوِلَاتِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ.
١٠ كَيْفَ نُحَسِّنُ خِدْمَتَنَا؟
١٠ مَا دَوْرُكَ؟ اِسْتَفِدْ بِشَكْلٍ كَامِلٍ مِنْ تَدْرِيبِ يَهْوَهَ لَكَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. بَشِّرْ دَائِمًا مَعَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ فِي فَرِيقِكَ كَيْ تَسْتَفِيدَ مِنْ خِبْرَتِهِمْ وَتَتَشَجَّعَ بِمِثَالِهِمْ. لَا تَتَوَقَّفْ عَنِ ٱلْخِدْمَةِ وَلَوْ وَاجَهْتَ ٱلْمَشَاكِلَ. فَحَسَبَ آيَتِنَا ٱلرَّئِيسِيَّةِ، نَحْنُ نَفْعَلُ مَشِيئَةَ يَهْوَهَ لَا بِقُوَّتِنَا، بَلْ بِقُوَّةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (زك ٤:٦) فَفِي ٱلنِّهَايَةِ، هٰذَا ٱلْعَمَلُ هُوَ عَمَلُهُ وَهُوَ سَيَدْعَمُنَا بِٱلتَّأْكِيدِ.
يَهْوَهُ إِلٰهُ سَلَامٍ وَتَنْظِيمٍ
١١ كَيْفَ عَمِلَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ بِوَحْدَةٍ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ لِتُحَافِظَ عَلَى ٱلتَّنْظِيمِ؟
١١ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. عَمِلَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي أُورُشَلِيمَ بِوَحْدَةٍ لِتُحَافِظَ عَلَى ٱلسَّلَامِ وَٱلتَّنْظِيمِ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ. (اع ٢:٤٢) مَثَلًا، عِنْدَمَا نَشَأَتْ مَسْأَلَةُ ٱلْخِتَانِ نَحْوَ سَنَةِ ٤٩ بم، نَاقَشَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ ٱلْمَوْضُوعَ تَحْتَ تَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَلَوْ بَقِيَتِ ٱلْجَمَاعَةُ مُقَسَّمَةً بِسَبَبِ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ، لَمَا نَجَحَتْ فِي عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ. فَمَعْ أَنَّ ٱلرُّسُلَ وَٱلشُّيُوخَ كَانُوا مِنَ ٱلْيَهُودِ، لَمْ يَتَأَثَّرُوا بِٱلْعَادَاتِ ٱلْيَهُودِيَّةِ وَلَا بِٱلَّذِينَ كَانُوا يَتَمَسَّكُونَ بِهَا وَيُعَلِّمُونَهَا. بَلِ ٱعْتَمَدُوا عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَتَوْجِيهِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (اع ١٥:١، ٢، ٥-٢٠، ٢٨) وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ بَارَكَ يَهْوَهُ قَرَارَهُمْ، وَٱزْدَادَ ٱلسَّلَامُ وَٱلْوَحْدَةُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ، وَتَقَدَّمَ عَمَلُ ٱلتَّبْشِيرِ. — اع ١٥:٣٠، ٣١؛ ١٦:٤، ٥.
١٢ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ هُنَاكَ سَلَامًا وَتَنْظِيمًا فِي هَيْئَةِ يَهْوَهَ ٱلْيَوْمَ؟
١٢ فِي زَمَنِنَا. تَعْمَلُ هَيْئَةُ يَهْوَهَ لِتُحَافِظَ عَلَى ٱلسَّلَامِ وَٱلتَّنْظِيمِ بَيْنَ شَعْبِهِ. فَقَدْ تَضَمَّنَتْ مَجَلَّةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَبَشِيرِ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ فِي عَدَدِ ١٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٨٩٥ مَقَالَةً مُؤَسَّسَةً عَلَى ١ كُورِنْثُوس ١٤:٤٠ عُنْوَانُهَا «بِلِيَاقَةٍ وَبِحَسَبِ تَرْتِيبٍ». ذَكَرَتِ ٱلْمَقَالَةُ: «فِي ٱلْكَنِيسَةِ ٱلْأُولَى، شَدَّدَ ٱلرُّسُلُ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلتَّنْظِيمِ وَٱلتَّرْتِيبِ . . . وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتْبَعَ تَمَامًا ‹كُلَّ مَا كُتِبَ مِنْ قَبْلُ لِإِرْشَادِنَا›». (رو ١٥:٤) وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، لَا تَزَالُ هَيْئَةُ يَهْوَهَ تَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِهَا لِتُحَافِظَ عَلَى ٱلسَّلَامِ وَٱلتَّنْظِيمِ، تَمَامًا كَمَا فَعَلَتِ ٱلْجَمَاعَةُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. مَثَلًا، إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَحْضُرَ دَرْسَ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي جَمَاعَةٍ أُخْرَى، أَوْ حَتَّى فِي بَلَدٍ آخَرَ، فَأَنْتَ تَعْرِفُ كَيْفَ سَيُدَارُ ٱلدَّرْسُ وَأَيَّةُ مَقَالَةٍ سَتُنَاقَشُ. وَسَتَشْعُرُ فَوْرًا أَنَّكَ بَيْنَ عَائِلَتِكَ. وَطَبْعًا، وَحْدَهُ رُوحُ يَهْوَهَ يُمْكِنُ أَنْ يُحَقِّقَ هٰذِهِ ٱلْوَحْدَةَ. — صف ٣:٩.
١٣ بِنَاءً عَلَى يَعْقُوب ٣:١٧، مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَسْأَلَ نَفْسَكَ؟
١٣ مَا دَوْرُكَ؟ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يُحَافِظَ شَعْبُهُ عَلَى «وَحْدَانِيَّةِ ٱلرُّوحِ فِي رِبَاطِ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدِ». (اف ٤:) لِذَا ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَنَا شَخْصٌ مُسَالِمٌ يُسَاهِمُ فِي وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ؟ هَلْ أُطِيعُ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ؟ هَلْ أَنَا شَخْصٌ يُتَّكَلُ عَلَيْهِ، وَخَاصَّةً إِذَا كَانَ عِنْدِي مَسْؤُولِيَّاتٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟ هَلْ أَنَا خَدُومٌ وَدَقِيقٌ فِي مَوَاعِيدِي؟›. (اقرأ ١-٣يعقوب ٣:١٧.) إِذَا شَعَرْتَ أَنَّكَ بِحَاجَةٍ أَنْ تَتَحَسَّنَ فِي بَعْضِ ٱلْمَجَالَاتِ، فَصَلِّ إِلَى يَهْوَهَ وَٱطْلُبْ رُوحَهُ. وَكُلَّمَا سَمَحْتَ لِرُوحِ ٱللّٰهِ أَنْ يُحَسِّنَ شَخْصِيَّتَكَ وَتَصَرُّفَاتِكَ، أَحَبَّكَ ٱلْإِخْوَةُ أَكْثَرَ وَقَدَّرُوا وُجُودَكَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.
يَهْوَهُ يُعَلِّمُنَا وَيُجَهِّزُنَا
١٤ حَسَبَ كُولُوسِي ١:٩، ١٠، كَيْفَ عَلَّمَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ؟
١٤ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. يُحِبُّ يَهْوَهُ أَنْ يُعَلِّمَ شَعْبَهُ. (مز ٣٢:٨) فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَتَعَرَّفُوا عَلَيْهِ وَيُحِبُّوهُ وَيَعِيشُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَهٰذَا كُلُّهُ مُسْتَحِيلٌ إِذَا لَمْ يُعَلِّمْهُمْ. (يو ١٧:٣) فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ لِيُعَلِّمَ شَعْبَهُ. (اقرأ كولوسي ١:٩، ١٠.) وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ، «ٱلْمُعِينُ» ٱلَّذِي وَعَدَ بِهِ يَسُوعُ، كَانَ لَهُ دَوْرٌ مُهِمٌّ فِي ذٰلِكَ. (يو ١٤:١٦) فَهُوَ سَاعَدَ ٱلتَّلَامِيذَ أَنْ يَفْهَمُوا كَلِمَةَ ٱللّٰهِ، وَذَكَّرَهُمْ بِأُمُورٍ كَثِيرَةٍ قَالَهَا يَسُوعُ أَوْ فَعَلَهَا، وَهِيَ كُتِبَتْ لَاحِقًا فِي ٱلْأَنَاجِيلِ. وَهٰذِهِ ٱلْمَعْرِفَةُ قَوَّتْ إِيمَانَهُمْ وَمَحَبَّتَهُمْ لِلّٰهِ وَٱبْنِهِ وَوَاحِدِهِمْ لِلْآخَرِ.
١٥ كَيْفَ تَرَى يَهْوَهَ يُتَمِّمُ وَعْدَهُ فِي إِشَعْيَا ٢:٢، ٣؟
١٥ فِي زَمَنِنَا. أَنْبَأَ يَهْوَهُ أَنَّ أَشْخَاصًا مِنْ كُلِّ ٱلْأُمَمِ، سَيَصْعَدُونَ «فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ» إِلَى جَبَلِهِ ٱلْمَجَازِيِّ لِيَتَعَلَّمُوا عَنْ طُرُقِهِ. (اقرأ اشعيا ٢:٢، ٣.) وَهٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةُ تَتِمُّ ٱلْآنَ. فَٱلْعِبَادَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ تَرْتَفِعُ فَوْقَ كُلِّ عِبَادَةٍ خَاطِئَةٍ. وَيَهْوَهُ يُعِدُّ لَنَا وَلِيمَةً رُوحِيَّةً غَنِيَّةً. (اش ٢٥:٦) فَهُوَ يُعْطِينَا بِوَاسِطَةِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ» أَطْبَاقًا كَثِيرَةً وَمُنَوَّعَةً، مِنَ ٱلْمَقَالَاتِ وَٱلْخِطَابَاتِ إِلَى ٱلْفِيدْيُوَاتِ وَٱلرُّسُومِ ٱلْمُتَحَرِّكَةِ ٱلرَّقْمِيَّةِ. (مت ٢٤:٤٥) لِذَا نَقُولُ كَمَا قَالَ أَلِيهُو صَدِيقُ أَيُّوبَ: «مَنْ مِثْلُ [يَهْوَهَ] مُعَلِّمًا؟». — اي ٣٦:٢٢.
١٦ كَيْفَ تَسْتَفِيدُ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ؟
١٦ مَا دَوْرُكَ؟ سَيُسَاعِدُكَ رُوحُ يَهْوَهَ أَنْ تُطَبِّقَ مَا تَقْرَأُهُ وَتَدْرُسُهُ فِي كَلِمَتِهِ. صَلِّ كَمَا صَلَّى صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «عَلِّمْنِي يَا يَهْوَهُ طَرِيقَكَ. فَسَأَسْلُكُ فِي حَقِّكَ. وَحِّدْ قَلْبِي لِيَخَافَ ٱسْمَكَ». (مز ٨٦:١١) وَٱسْتَمِرَّ فِي تَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي يُعْطِيهِ لَنَا يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ وَهَيْئَتِهِ. طَبْعًا لَيْسَ هَدَفُكَ أَنْ تَزِيدَ مَعْرِفَتَكَ فَقَطْ، بَلْ أَنْ تَقْتَنِعَ بِٱلْحَقِّ وَتَعِيشَهُ فِي حَيَاتِكَ. وَلَا شَكَّ أَنَّ رُوحَ يَهْوَهَ سَيُسَاعِدُكَ. وَهَدَفُكَ أَيْضًا أَنْ تُشَجِّعَ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ فِي جَمَاعَتِكَ، فَهُمْ عَائِلَتُكَ ٱلرُّوحِيَّةُ. (عب ١٠:٢٤، ٢٥) وَٱطْلُبْ مِنْ يَهْوَهَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ كَيْ تُجَاوِبَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَتُعْطِيَ أَفْضَلَ مَا عِنْدَكَ فِي تَعْيِينَاتِكَ. وَهٰكَذَا يَرَى يَهْوَهُ وَٱبْنُهُ كَمْ تُحِبُّ ‹خِرَافَهُمَا ٱلصَّغِيرَةَ›. — يو ٢١:١٥-١٧.
١٧ كَيْفَ تَدْعَمُ هَيْئَةَ يَهْوَهَ؟
١٧ عَنْ قَرِيبٍ، ٱلْهَيْئَةُ ٱلْوَحِيدَةُ ٱلَّتِي سَتَبْقَى عَلَى ٱلْأَرْضِ هِيَ ٱلَّتِي يُوَجِّهُهَا رُوحُ ٱللّٰهِ. لِذَا ٱعْمَلْ مَعَهَا مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ. تَمَثَّلْ بِيَهْوَهَ وَبِصِفَاتِهِ ٱلْحُلْوَةِ. فَلَا تُفَرِّقْ بَيْنَ شَخْصٍ وَآخَرَ، بَلْ بَشِّرْ كُلَّ ٱلنَّاسِ. أَحِبَّ مِثْلَهُ ٱلسَّلَامَ وَٱلتَّنْظِيمَ وَحَافِظْ عَلَى وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ. اِسْتَفِدْ بِشَكْلٍ كَامِلٍ مِنَ ٱلْوَلِيمَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلَّتِي يُعِدُّهَا لَنَا مُعَلِّمُنَا ٱلْعَظِيمُ يَهْوَهُ. وَهٰكَذَا فِيمَا يَقْتَرِبُ عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ مِنْ نِهَايَتِهِ، لَنْ يَغْلِبَكَ ٱلْخَوْفُ. بَلْ سَتَقِفُ بِثِقَةٍ إِلَى جَانِبِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ بِوَلَاءٍ مَعْ هَيْئَتِهِ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٣ مُتَّكَلِي، قُوَّتِي، وَرَجَائِي
^ هَلْ أَنْتَ مُقْتَنِعٌ أَنَّ يَهْوَهَ يُوَجِّهُ هَيْئَتَهُ ٱلْيَوْمَ؟ سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ كَيْفَ وَجَّهَ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ وَكَيْفَ يُوَجِّهُ شَعْبَهُ فِي زَمَنِنَا.
^ شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ: تَتَأَلَّفُ هَيْئَةُ يَهْوَهَ ٱلْكَوْنِيَّةُ مِنْ جُزْءٍ سَمَاوِيٍّ وَجُزْءٍ أَرْضِيٍّ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، تُشِيرُ كَلِمَةُ «هَيْئَةٍ» إِلَى ٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ.
^ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: أُخْتٌ فَاتِحَةٌ شَاهَدَتْ فِيدْيُوَاتٍ عَنْ إِخْوَةٍ يَخْدُمُونَ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ كَبِيرَةٌ، فَتَأَثَّرَتْ بِمِثَالِهِمْ. وَفِي ٱلْآخِرِ، حَقَّقَتْ هَدَفَهَا أَنْ تَنْتَقِلَ إِلَى بَلَدٍ آخَرَ لِتَخْدُمَ هُنَاكَ.