الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لا يحرمْك شيء من الجائزة

لا يحرمْك شيء من الجائزة

‏«لَا يَحْرِمْكُمُ ٱلْجَائِزَةَ إِنْسَانٌ».‏ —‏ كو ٢:‏١٨‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٣٢،‏ ١٣٤

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يَرْجُو خُدَّامُ يَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى ٱلْجَائِزَةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

مَنَحَ ٱللهُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ رَجَاءً ثَمِينًا.‏ وَقَدْ دَعَاهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ «جَائِزَةَ دَعْوَةِ ٱللهِ ٱلْعُلْيَا».‏ (‏في ٣:‏١٤‏)‏ فَهُمْ يَرْجُونَ أَنْ يَحْكُمُوا مَعَ يَسُوعَ فِي مَلَكُوتِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ،‏ وَيُسَاعِدُوهُ فِي رَدِّ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْكَمَالِ.‏ (‏رؤ ٢٠:‏٦‏)‏ أَمَّا ٱلْخِرَافُ ٱلْأُخَرُ فَلَدَيْهِمْ رَجَاءٌ سَعِيدٌ آخَرُ.‏ فَجَائِزَتُهُمْ هِيَ ٱلْعَيْشُ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ —‏ ٢ بط ٣:‏١٣‏.‏

٢ وَقَدْ أَرَادَ بُولُسُ أَنْ يَظَلَّ رُفَقَاؤُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أُمَنَاءَ وَيَرْبَحُوا ٱلْجَائِزَةَ.‏ فَأَوْصَاهُمْ قَائِلًا:‏ «أَبْقُوا عُقُولَكُمْ مُرَكَّزَةً فِي مَا هُوَ فَوْقُ».‏ (‏كو ٣:‏٢‏)‏ فَكَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُبْقُوا فِي بَالِهِمْ رَجَاءَهُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ ٱلثَّمِينَ.‏ (‏كو ١:‏٤،‏ ٥‏)‏ وَٱلتَّأَمُّلُ فِي وُعُودِ يَهْوَهَ يُسَاعِدُ خُدَّامَهُ جَمِيعًا أَنْ يُرَكِّزُوا عَلَى ٱلْجَائِزَةِ،‏ سَوَاءٌ كَانَ رَجَاؤُهُمْ سَمَاوِيًّا أَوْ أَرْضِيًّا.‏ —‏ ١ كو ٩:‏٢٤‏.‏

٣ أَيُّ مَخَاطِرَ حَذَّرَ مِنْهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ؟‏

٣ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ حَذَّرَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُولُوسِّي مِنْ مَخَاطِرَ تَحْرِمُهُمْ مِنَ ٱلْجَائِزَةِ.‏ مَثَلًا،‏ نَبَّهَهُمْ مِنْ مَسِيحِيِّينَ زَائِفِينَ حَاوَلُوا أَنْ يُرْضُوا ٱللهَ بِٱتِّبَاعِ ٱلشَّرِيعَةِ بَدَلَ ٱلْإِيمَانِ بِٱلْمَسِيحِ.‏ (‏كو ٢:‏١٦-‏١٨‏)‏ كَمَا تَحَدَّثَ عَنْ مَخَاطِرَ أُخْرَى لَا تَزَالُ مَوْجُودَةً حَتَّى ٱلْيَوْمِ،‏ وَيُمْكِنُ أَنْ تَمْنَعَنَا مِنْ نَيْلِ ٱلْجَائِزَةِ.‏ فَقَدْ أَوْضَحَ كَيْفَ نُقَاوِمُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْفَاسِدَةَ،‏ نَتَغَلَّبُ عَلَى ٱلْخِلَافَاتِ مَعَ إِخْوَتِنَا،‏ وَنُعَالِجُ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلْعَائِلِيَّةَ.‏ فَلْنُنَاقِشِ ٱلْآنَ بَعْضًا مِنَ ٱلنَّصَائِحِ فِي رِسَالَةِ بُولُسَ إِلَى كُولُوسِّي.‏

أَمِيتُوا ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْفَاسِدَةَ

٤ لِمَ يُمْكِنُ أَنْ تَحْرِمَنَا ٱلرَّغَبَاتُ ٱلْفَاسِدَةُ مِنَ ٱلْجَائِزَةِ؟‏

٤ بَعْدَمَا ذَكَّرَ بُولُسُ إِخْوَتَهُ بِرَجَائِهِمِ ٱلْبَدِيعِ،‏ أَوْصَاهُمْ:‏ «أَمِيتُوا إِذًا أَعْضَاءَ جَسَدِكُمُ ٱلَّتِي عَلَى ٱلْأَرْضِ مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ،‏ ٱلنَّجَاسَةِ،‏ ٱلشَّهْوَةِ ٱلْجِنْسِيَّةِ،‏ ٱلِٱشْتِهَاءِ ٱلْمُؤْذِي،‏ وَٱلطَّمَعِ ٱلَّذِي هُوَ صَنَمِيَّةٌ».‏ (‏كو ٣:‏٥‏)‏ فَٱلرَّغَبَاتُ ٱلْفَاسِدَةُ يُمْكِنُ أَنْ تَقْوَى جِدًّا،‏ فَتُخَسِّرُنَا عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ وَرَجَاءَنَا أَيْضًا.‏ وَهٰذَا مَا حَدَثَ مَعَ أَخٍ ٱسْتَسْلَمَ لِرَغَبَاتِهِ ٱلْخَاطِئَةِ،‏ لٰكِنَّهُ عَادَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ لَاحِقًا.‏ يُخْبِرُ كَمْ كَانَ تَأْثِيرُهَا قَوِيًّا قَائِلًا:‏ «لَمْ أَنْتَبِهْ لِمَا أَفْعَلُهُ إِلَّا بَعْدَمَا فَاتَ ٱلْأَوَانُ».‏

٥ كَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا عِنْدَمَا نَتَعَرَّضُ لِلْإِغْرَاءِ؟‏

٥ مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ نَبْقَى حَذِرِينَ إِذَا وَاجَهْنَا مَوْقِفًا يُغْرِينَا بِمُخَالَفَةِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا يُفَكِّرُ مَسِيحِيَّانِ فِي ٱلزَّوَاجِ،‏ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يَضَعَا مِنْ بِدَايَةِ عَلَاقَتِهِمَا حُدُودًا وَاضِحَةً فِي مَسَائِلَ مِثْلِ ٱلْعِنَاقِ،‏ ٱلتَّقْبِيلِ،‏ وَٱلتَّوَاجُدِ وَحْدَهُمَا.‏ (‏ام ٢٢:‏٣‏)‏ وَنَحْنُ نَتَعَرَّضُ لِلْإِغْرَاءِ أَيْضًا حِينَ نَعْمَلُ مَعَ شَخْصٍ مِنَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ أَوْ نُسَافِرُ فِي رِحْلَةِ عَمَلٍ.‏ (‏ام ٢:‏١٠-‏١٢،‏ ١٦‏)‏ فَمَاذَا نَفْعَلُ فِي وَضْعٍ كَهٰذَا؟‏ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نُخْبِرَ زُمَلَاءَنَا أَنَّنَا مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ،‏ وَلْنَنْتَبِهْ لِئَلَّا نَرْفَعَ ٱلْكُلْفَةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ.‏ وَلْنَحْتَرِسْ أَيْضًا مِنَ ٱلْمُغَازَلَةِ،‏ لِأَنَّهَا تُؤَدِّي إِلَى عَوَاقِبَ سَيِّئَةٍ.‏ وَعَلَيْنَا أَنْ نَأْخُذَ حَذَرَنَا بِشَكْلٍ خَاصٍّ حِينَ نُحِسُّ بِٱلْوَحْدَةِ أَوِ ٱلْكَآبَةِ.‏ فَفِي أَوْقَاتٍ كَهٰذِهِ،‏ نَرْغَبُ أَنْ نَشْعُرَ أَنَّنَا مَحْبُوبُونَ.‏ وَمِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ تَقْوَى هٰذِهِ ٱلرَّغْبَةُ لِدَرَجِةِ أَنْ نَقْبَلَ ٱلِٱهْتِمَامَ مِنْ أَيٍّ كَانَ.‏ فَلْنَتَّكِلْ عَلَى يَهْوَهَ عِنْدَئِذٍ وَنَطْلُبْ مُسَاعَدَةَ إِخْوَتِنَا.‏ وَهٰكَذَا لَا نَسْمَحُ لِشَيْءٍ أَنْ يُخَسِّرَنَا ٱلْجَائِزَةَ.‏ —‏ اقرإ المزمور ٣٤:‏١٨؛‏ امثال ١٣:‏٢٠‏.‏

٦ مَاذَا نُبْقِي فِي بَالِنَا حِينَ نَخْتَارُ تَسْلِيَتَنَا؟‏

٦ وَلِكَيْ نُمِيتَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَرْفُضَ ٱلتَّسْلِيَةَ ٱلْفَاسِدَةَ.‏ فَمُعْظَمُ أَنْوَاعِ ٱلتَّسْلِيَةِ ٱلْيَوْمَ تُذَكِّرُنَا بِٱلْفَسَادِ ٱلَّذِي ٱنْتَشَرَ فِي سَدُومَ وَعَمُورَةَ.‏ (‏يه ٧‏)‏ وَمَنْ يُعِدُّونَهَا يَعْرِضُونَ ٱلْفَسَادَ ٱلْجِنْسِيَّ عَلَى أَنَّهُ تَصَرُّفٌ عَادِيٌّ لَا يُؤْذِي أَحَدًا.‏ فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَبْقَى مُنْتَبِهِينَ دَائِمًا.‏ وَبَدَلَ أَنْ نَقْبَلَ ٱلتَّسْلِيَةَ كَيْفَمَا كَانَتْ،‏ لِنَخْتَرْ تَسْلِيَةً لَا تَحْرِمُنَا مِنْ جَائِزَةِ ٱلْحَيَاةِ.‏ —‏ ام ٤:‏٢٣‏.‏

‏«اِلْبَسُوا» ٱلْمَحَبَّةَ وَٱللُّطْفَ

٧ مَاذَا يَحْصُلُ أَحْيَانًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏

٧ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلِٱنْتِمَاءَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بَرَكَةٌ رَائِعَةٌ.‏ فَنَحْنُ نَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللهِ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ وَنَدْعَمُ وَاحِدُنَا ٱلْآخَرَ بِمَحَبَّةٍ وَلُطْفٍ.‏ وَهٰذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى ٱلْجَائِزَةِ.‏ وَلٰكِنْ يُمْكِنُ لِسُوءِ ٱلتَّفَاهُمِ أَنْ يُوَتِّرَ عَلَاقَتَنَا مَعَ إِخْوَتِنَا.‏ وَإِذَا لَمْ نُصْلِحِ ٱلْوَضْعَ،‏ فَمِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ يَتَحَوَّلَ ٱلتَّوَتُّرُ إِلَى نُفُورٍ وَٱسْتِيَاءٍ.‏ —‏ اقرأ ١ بطرس ٣:‏٨،‏ ٩‏.‏

٨،‏ ٩ ‏(‏أ)‏ أَيُّ صِفَتَيْنِ تُسَاعِدَانِنَا أَنْ نَرْبَحَ ٱلْجَائِزَةَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى ٱلسَّلَامِ حِينَ يَجْرَحُنَا أَحَدٌ؟‏

٨ فَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلِٱسْتِيَاءَ وَلَا نَسْمَحُ لَهُ أَنْ يُعِيقَنَا عَنْ نَيْلِ ٱلْجَائِزَةِ؟‏ قَالَ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُولُوسِّي:‏ «كَمُخْتَارِي ٱللهِ ٱلْقُدُّوسِينَ وَٱلْمَحْبُوبِينَ،‏ ٱلْبَسُوا عَوَاطِفَ ٱلْحَنَانِ وَٱلرَّأْفَةِ،‏ وَٱللُّطْفَ،‏ وَٱتِّضَاعَ ٱلْعَقْلِ،‏ وَٱلْوَدَاعَةَ،‏ وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ.‏ اِسْتَمِرُّوا مُتَحَمِّلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لِأَحَدٍ سَبَبٌ لِلتَّشَكِّي مِنْ آخَرَ.‏ كَمَا سَامَحَكُمْ يَهْوَهُ،‏ هٰكَذَا ٱفْعَلُوا أَنْتُمْ أَيْضًا.‏ وَلٰكِنْ مَعَ هٰذِهِ جَمِيعِهَا،‏ ٱلْبَسُوا ٱلْمَحَبَّةَ،‏ فَإِنَّهَا رِبَاطُ وَحْدَةٍ كَامِلٌ».‏ —‏ كو ٣:‏١٢-‏١٤‏.‏

٩ فَٱلْمَحَبَّةُ وَٱللُّطْفُ يُسَاعِدَانِنَا أَنْ نُسَامِحَ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَإِذَا جَرَحَنَا أَحَدُ إِخْوَتِنَا بِكَلَامِهِ أَوْ تَصَرُّفَاتِهِ،‏ فَلْنَتَذَكَّرْ أَوْقَاتًا جَرَحْنَا نَحْنُ فِيهَا إِخْوَتَنَا وَسَامَحُونَا.‏ أَفَلَمْ نُقَدِّرْ مَحَبَّتَهُمْ وَلُطْفَهُمْ؟‏!‏ ‏(‏اقرإ الجامعة ٧:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏)‏ هٰذَا وَإِنَّنَا شَاكِرُونَ لِأَنَّ ٱلْمَسِيحَ يُوَحِّدُنَا.‏ (‏كو ٣:‏١٥‏)‏ فَنَحْنُ نُحِبُّ ٱلْإِلٰهَ نَفْسَهُ،‏ نُبَشِّرُ بِٱلرِّسَالَةِ ذَاتِهَا،‏ وَنُوَاجِهُ مَشَاكِلَ مُشَابِهَةً.‏ وَحِينَ نُسَامِحُ ٱلْآخَرِينَ بِمَحَبَّةٍ وَلُطْفٍ،‏ نُسَاهِمُ فِي ٱلْحِفَاظِ عَلَى وَحْدَتِنَا وَنَبْقَى مُرَكِّزِينَ عَلَى ٱلْجَائِزَةِ.‏

١٠،‏ ١١ ‏(‏أ)‏ لِمَ ٱلْغَيْرَةُ خَطِيرَةٌ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْغَيْرَةَ؟‏

١٠ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى،‏ يُمْكِنُ لِلْغَيْرَةِ أَنْ تَحْرِمَنَا مِنَ ٱلْجَائِزَةِ.‏ وَهٰذَا مَا تُوضِحُهُ أَمْثِلَةٌ عَدِيدَةٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَقَايِينُ غَارَ مِنْ أَخِيهِ هَابِيلَ وَقَتَلَهُ.‏ وَقُورَحُ وَدَاثَانُ وَأَبِيرَامُ حَسَدُوا مُوسَى وَتَمَرَّدُوا عَلَيْهِ.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمَلِكَ شَاوُلَ غَارَ مِنْ دَاوُدَ وَحَاوَلَ أَنْ يَقْتُلَهُ.‏ فَلَا عَجَبَ أَنْ يَقُولَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «حَيْثُ تَكُونُ ٱلْغَيْرَةُ وَٱلنَّزْعَةُ إِلَى ٱلْخِصَامِ،‏ هُنَاكَ ٱلتَّشْوِيشُ وَكُلُّ رَذِيلَةٍ».‏ —‏ يع ٣:‏١٦‏.‏

١١ لٰكِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱللُّطْفَ يُسَاعِدَانِنَا أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلْغَيْرَةَ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ:‏ «اَلْمَحَبَّةُ طَوِيلَةُ ٱلْأَنَاةِ وَلَطِيفَةٌ.‏ اَلْمَحَبَّةُ لَا تَغَارُ».‏ (‏١ كو ١٣:‏٤‏)‏ وَلِكَيْلَا تَتَأَصَّلَ ٱلْغَيْرَةُ فِينَا،‏ يَجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى إِخْوَتِنَا مِثْلَمَا يَنْظُرُ يَهْوَهُ إِلَيْهِمْ.‏ فَهُوَ يَعْتَبِرُنَا جَمِيعًا أَعْضَاءً فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ يُمَثِّلُ ٱلْجَمَاعَةَ.‏ تَقُولُ كَلِمَتُهُ:‏ «إِذَا تَمَجَّدَ عُضْوٌ،‏ تَفْرَحُ مَعَهُ سَائِرُ ٱلْأَعْضَاءِ».‏ (‏١ كو ١٢:‏١٦-‏١٨،‏ ٢٦‏)‏ فَيَجِبُ أَنْ نَفْرَحَ لِفَرَحِ إِخْوَتِنَا،‏ بَدَلَ أَنْ نَغَارَ مِنْهُمْ.‏ وَيُونَاثَانُ بْنُ شَاوُلَ رَسَمَ لَنَا مِثَالًا جَيِّدًا.‏ فَهُوَ لَمْ يَحْسُدْ دَاوُدَ حِينَ عَيَّنَهُ يَهْوَهُ وَرِيثًا لِلْعَرْشِ.‏ بَلْ شَجَّعَهُ وَوَقَفَ إِلَى جَانِبِهِ.‏ (‏١ صم ٢٣:‏١٦-‏١٨‏)‏ فَهَلْ نَتَمَثَّلُ بِلُطْفِ يُونَاثَانَ وَمَحَبَّتِهِ؟‏

اِرْبَحُوا ٱلْجَائِزَةَ مَعًا كَعَائِلَةٍ

١٢ أَيُّ نَصَائِحَ تُسَاعِدُ ٱلْعَائِلَةَ لِتَرْبَحَ ٱلْجَائِزَةَ؟‏

١٢ حِينَ تُطَبِّقُ ٱلْعَائِلَاتُ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يَزِيدُ فَرَحُهَا وَسَلَامُهَا.‏ وَهٰذَا يُسَاعِدُهَا أَنْ تَرْبَحَ ٱلْجَائِزَةَ.‏ وَقَدْ قَدَّمَ بُولُسُ نَصَائِحَ مُفِيدَةً لِلْعَائِلَاتِ فِي كُولُوسِّي.‏ قَالَ:‏ «أَيَّتُهَا ٱلزَّوْجَاتُ،‏ كُنَّ خَاضِعَاتٍ لِأَزْوَاجِكُنَّ،‏ كَمَا يَلِيقُ فِي ٱلرَّبِّ.‏ أَيُّهَا ٱلْأَزْوَاجُ،‏ كُونُوا دَائِمًا مُحِبِّينَ لِزَوْجَاتِكُمْ وَلَا تَغْضَبُوا عَلَيْهِنَّ غَضَبًا مَرِيرًا.‏ أَيُّهَا ٱلْأَوْلَادُ،‏ أَطِيعُوا وَالِدِيكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ،‏ فَهٰذَا مَرْضِيٌّ جِدًّا فِي ٱلرَّبِّ.‏ أَيُّهَا ٱلْآبَاءُ،‏ لَا تُغِيظُوا أَوْلَادَكُمْ لِئَلَّا تَتَثَبَّطَ عَزِيمَتُهُمْ».‏ (‏كو ٣:‏١٨-‏٢١‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ تَطْبِيقَ هٰذِهِ ٱلنَّصَائِحِ لَا يَزَالُ نَافِعًا لِلْأَزْوَاجِ وَٱلزَّوْجَاتِ وَٱلْأَوْلَادِ ٱلْيَوْمَ.‏

١٣ كَيْفَ تَجْذِبُ ٱلْأُخْتُ زَوْجَهَا إِلَى ٱلْحَقِّ؟‏

١٣ لِنَأْخُذْ مَثَلًا أُخْتًا لَا يُعَامِلُهَا زَوْجُهَا غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنِ جَيِّدًا.‏ هَلْ يَتَحَسَّنُ ٱلْوَضْعُ إِذَا خَاصَمَتْهُ وَتَذَمَّرَتْ مِنْ سُلُوكِهِ؟‏ حَتَّى لَوْ سَمِعَ لَهَا وَعَمِلَ مَا يُرْضِيهَا،‏ فَهَلْ يَجْذِبُهُ تَصَرُّفُهَا إِلَى ٱلْحَقِّ؟‏ اَلِٱحْتِمَالُ ضَعِيفٌ طَبْعًا.‏ أَمَّا إِذَا ٱحْتَرَمَتْ رِئَاسَتَهُ،‏ فَتُحَافِظُ عَلَى سَلَامِ عَائِلَتِهَا وَتُمَجِّدُ يَهْوَهَ.‏ وَمَنْ يَعْلَمُ،‏ رُبَّمَا تَجْذِبُ زَوْجَهَا إِلَى ٱلْحَقِّ،‏ فَيَرْبَحَا ٱلْجَائِزَةَ مَعًا.‏ —‏ اقرأ ١ بطرس ٣:‏١،‏ ٢‏.‏

١٤ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ أَخٌ لَا تَحْتَرِمُهُ زَوْجَتُهُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنَةِ؟‏

١٤ وَمَاذَا عَنْ أَخٍ لَا تَحْتَرِمُهُ زَوْجَتُهُ غَيْرُ ٱلْمُؤْمِنَةِ؟‏ هَلْ يَكْسِبُ ٱحْتِرَامَهَا إِذَا صَرَخَ فِي وَجْهِهَا لِيُبَرْهِنَ أَنَّهُ سَيِّدُ ٱلْبَيْتِ؟‏ طَبْعًا لَا.‏ فَعَلَيْهِ أَنْ يُطِيعَ ٱللهَ وَيُمَارِسَ رِئَاسَتَهُ بِمَحَبَّةٍ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ.‏ (‏اف ٥:‏٢٣‏)‏ فَيَسُوعُ يُمَارِسُ رِئَاسَتَهُ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ بِمَحَبَّةٍ وَصَبْرٍ.‏ (‏لو ٩:‏٤٦-‏٤٨‏)‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ رُبَّمَا تَقْبَلُ ٱلزَّوْجَةُ ٱلْحَقَّ بِفَضْلِ سُلُوكِ زَوْجِهَا.‏

١٥ كَيْفَ يُعَبِّرُ ٱلزَّوْجُ ٱلْمَسِيحِيُّ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِزَوْجَتِهِ؟‏

١٥ يُوصِي يَهْوَهُ ٱلْأَزْوَاجَ:‏ «كُونُوا دَائِمًا مُحِبِّينَ لِزَوْجَاتِكُمْ وَلَا تَغْضَبُوا عَلَيْهِنَّ غَضَبًا مَرِيرًا».‏ (‏كو ٣:‏١٩‏)‏ وَٱلزَّوْجُ ٱلْمُحِبُّ يُكْرِمُ زَوْجَتَهُ،‏ فَيَسْمَعُ رَأْيَهَا وَيُؤَكِّدُ لَهَا أَنَّهُ يُقَدِّرُهُ.‏ (‏١ بط ٣:‏٧‏)‏ وَمَعَ أَنَّهُ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ دَائِمًا،‏ يَأْخُذُ قَرَارَاتٍ أَفْضَلَ عِنْدَمَا يَتَشَاوَرُ مَعَهَا.‏ (‏ام ١٥:‏٢٢‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلزَّوْجَ ٱلْمُحِبَّ لَا يُطَالِبُ زَوْجَتَهُ أَنْ تَحْتَرِمَهُ،‏ بَلْ يَسْعَى لِيَكْسِبَ ٱحْتِرَامَهَا.‏ وَحِينَ يُحِبُّ ٱلرَّجُلُ زَوْجَتَهُ وَأَوْلَادَهُ،‏ يُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ بِفَرَحٍ وَيَرْبَحُوا ٱلْجَائِزَةَ مَعًا كَعَائِلَةٍ.‏

كَيْفَ نُعَالِجُ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلْعَائِلِيَّةَ لِئَلَّا تَحْرِمَنَا مِنَ ٱلْجَائِزَةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٣-‏١٥.‏)‏

أَيُّهَا ٱلشَّبَابُ،‏ لَا يَحْرِمْكُمْ شَيْءٌ مِنَ ٱلْجَائِزَةِ

١٦،‏ ١٧ مَاذَا يُسَاعِدُ ٱلشَّبَابَ أَلَّا يَتَضَايَقُوا مِنْ وَالِدِيهِمْ؟‏

١٦ رُبَّمَا تَشْعُرُ أَيُّهَا ٱلشَّابُّ أَنَّ وَالِدَيْكَ ٱلْمَسِيحِيَّيْنِ لَا يَفْهَمَانِكَ وَيُقَيِّدَانِ حُرِّيَّتَكَ.‏ وَقَدْ يُضَايِقُكَ هٰذَا كَثِيرًا لِدَرَجَةِ أَنَّكَ تُفَكِّرُ فِي تَرْكِ يَهْوَهَ.‏ لٰكِنَّكَ إِذَا تَوَقَّفْتَ عَنْ خِدْمَتِهِ،‏ فَسَتَجِدُ أَنْ لَا أَحَدَ يَهْتَمُّ لِأَمْرِكَ ٱهْتِمَامًا حَقِيقِيًّا مِثْلَ وَالِدَيْكَ وَٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏

١٧ فَكِّرْ قَلِيلًا:‏ لَوْ لَمْ يُوَبِّخْكَ وَالِدَاكَ وَلَا مَرَّةً،‏ أَفَمَا كُنْتَ لِتَشُكَّ فِي مَحَبَّتِهِمَا لَكَ؟‏ (‏عب ١٢:‏٨‏)‏ إِذًا رُبَّمَا تُزْعِجُكَ طَرِيقَتُهُمَا فِي تَأْدِيبِكَ.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ،‏ لَا تُرَكِّزْ عَلَى أُسْلُوبِهِمَا،‏ بَلْ حَاوِلْ أَنْ تَتَفَهَّمَ مَوْقِفَهُمَا.‏ حَافِظْ عَلَى هُدُوئِكَ،‏ وَلَا تَفْقِدْ أَعْصَابَكَ عِنْدَمَا يُوَجِّهَانِ إِلَيْكَ مُلَاحَظَةً.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «ذُو ٱلْمَعْرِفَةِ يُمْسِكُ أَقْوَالَهُ،‏ وَذُو ٱلتَّمْيِيزِ عِنْدَهُ سَكِينَةُ ٱلرُّوحِ».‏ (‏ام ١٧:‏٢٧‏)‏ فَٱلشَّخْصُ ٱلنَّاضِجُ يَقْبَلُ ٱلنَّصَائِحَ بِهُدُوءٍ وَيُطَبِّقُهَا دُونَ أَنْ يُرَكِّزَ عَلَى طَرِيقَةِ تَقْدِيمِهَا.‏ (‏ام ١:‏٨‏)‏ وَتَذَكَّرْ أَنَّ ٱلْوَالِدَيْنِ ٱلْمَسِيحِيَّيْنِ نِعْمَةٌ مِنْ يَهْوَهَ،‏ وَهُمَا سَيَدْعَمَانِكَ لِتَرْبَحَ جَائِزَةَ ٱلْحَيَاةِ.‏

١٨ لِمَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ أَنْ تُبْقِيَ عَيْنَيْكَ عَلَى ٱلْجَائِزَةِ؟‏

١٨ كَخُلَاصَةٍ إِذًا،‏ نَتَطَلَّعُ جَمِيعًا إِلَى مُسْتَقْبَلٍ مُشْرِقٍ،‏ سَوَاءٌ كُنَّا نَرْجُو ٱلْحَيَاةَ ٱلْخَالِدَةَ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوِ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَرَجَاؤُنَا أَكِيدٌ لِأَنَّ خَالِقَ ٱلْكَوْنِ هُوَ مَنْ وَعَدَ بِهِ.‏ وَتُؤَكِّدُ لَنَا كَلِمَتُهُ:‏ «اَلْأَرْضُ تَمْتَلِئُ مِنْ مَعْرِفَةِ يَهْوَهَ».‏ (‏اش ١١:‏٩‏)‏ فَعَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَيَكُونُ كُلُّ ٱلْبَشَرِ عَلَى ٱلْأَرْضِ مُتَعَلِّمِينَ مِنْ يَهْوَهَ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْجَائِزَةُ تَسْتَأْهِلُ أَيَّ جُهْدٍ تَبْذُلُهُ.‏ لِذَا رَكِّزْ عَلَى وَعْدِ يَهْوَهَ وَلَا يَحْرِمْكَ شَيْءٌ مِنَ ٱلْجَائِزَةِ.‏