الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل تحتمي بيهوه؟‏

هل تحتمي بيهوه؟‏

‏«يَهْوَهُ فَادِي نُفُوسِ خُدَّامِهِ،‏ وَكُلُّ ٱلْمُحْتَمِينَ بِهِ لَا يُسْتَذْنَبُونَ».‏ —‏ مز ٣٤:‏٢٢‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٤٩،‏ ٦٥

١ كَيْفَ يَشْعُرُ ٱلْعَدِيدُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ بِسَبَبِ ٱلْخَطِيَّةِ؟‏

‏«يَا لِي مِنْ إِنْسَانٍ بَائِسٍ!‏».‏ (‏رو ٧:‏٢٤‏)‏ يُرَدِّدُ ٱلْعَدِيدُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ كَلِمَاتِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ هٰذِهِ.‏ فَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نُرْضِيَ ٱللهَ،‏ وَنَتَضَايَقُ كَثِيرًا حِينَ نَفْشَلُ فِي ذٰلِكَ بِسَبَبِ نَقْصِنَا.‏ كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ ٱرْتَكَبُوا خَطِيَّةً خَطِيرَةً يَشْعُرُونَ أَنَّ ٱللهَ لَنْ يُسَامِحَهُمْ أَبَدًا.‏

٢ ‏(‏أ)‏ بِحَسَبِ ٱلْمَزْمُور ٣٤:‏٢٢‏،‏ لِمَاذَا لَا يُسَيْطِرُ ٱلشُّعُورُ بِٱلذَّنْبِ عَلَى خُدَّامِ ٱللهِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ:‏ «‏ دُرُوسٌ أَمْ رُمُوزٌ؟‏‏».‏)‏

٢ لٰكِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تُؤَكِّدُ أَنَّنَا إِذَا ٱحْتَمَيْنَا بِيَهْوَهَ،‏ فَلَا دَاعِيَ أَنْ يُسَيْطِرَ عَلَيْنَا ٱلشُّعُورُ بِٱلذَّنْبِ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٣٤:‏٢٢‏.‏)‏ فَكَيْفَ نَحْتَمِي بِهِ؟‏ وَمَاذَا نَفْعَلُ لِنَسْتَفِيدَ مِنْ رَحْمَتِهِ وَغُفْرَانِهِ؟‏ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي تَرْتِيبِ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ ٱلَّذِي عَمِلَ بِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ قَدِيمًا.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ كَانَ جُزْءًا مِنْ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّذِي ٱنْتَهَى يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَنْ وَضَعَهُ.‏ لِذٰلِكَ نَتَعَلَّمُ مِنْهُ كَيْفَ يَنْظُرُ يَهْوَهُ إِلَى ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْخُطَاةِ وَٱلتَّوْبَةِ.‏ فَلْنَرَ أَوَّلًا لِمَ وَضَعَ يَهْوَهُ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبَ.‏

‏«عَيِّنُوا لَكُمْ مُدُنَ ٱلْمَلْجَإِ»‏

٣ مَاذَا أَمَرَتِ ٱلشَّرِيعَةُ بِخُصُوصِ مَنْ يَقْتُلُ عَمْدًا؟‏

٣ يَعْتَبِرُ يَهْوَهُ ٱلْقَتْلَ مَسْأَلَةً خَطِيرَةً.‏ لِذَا أَمَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا بِمُعَاقَبَةِ مَنْ يَقْتُلُونَ عَمْدًا.‏ فَٱلْقَاتِلُ كَانَ يَمُوتُ عَلَى يَدِ «ٱلْمُنْتَقِمِ لِلدَّمِ»،‏ وَهُوَ أَقْرَبُ أَقْرِبَاءِ ٱلضَّحِيَّةِ مِنَ ٱلذُّكُورِ.‏ (‏عد ٣٥:‏١٩‏)‏ وَهٰكَذَا يَدْفَعُ ٱلْقَاتِلُ حَيَاتَهُ ثَمَنَ حَيَاةِ ضَحِيَّتِهِ ٱلْبَرِيئَةِ.‏ وَلَزِمَ أَنْ يُنَفَّذَ ٱلْعِقَابُ بِسُرْعَةٍ لِئَلَّا تَتَنَجَّسَ أَرْضُ ٱلْمَوْعِدِ.‏ أَوْصَى يَهْوَهُ:‏ «لَا تُنَجِّسُوا ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا،‏ لِأَنَّ [سَفْكَ] ٱلدَّمِ يُنَجِّسُ ٱلْأَرْضَ».‏ —‏ عد ٣٥:‏٣٣،‏ ٣٤‏.‏

٤ مَاذَا قَالَتِ ٱلشَّرِيعَةُ بِخُصُوصِ مَنْ يَقْتُلُ دُونَ قَصْدٍ؟‏

٤ وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ قَتَلَ إِسْرَائِيلِيٌّ شَخْصًا عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ؟‏ اُعْتُبِرَ هٰذَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّ مُذْنِبًا بِسَفْكِ دَمٍ بَرِيءٍ،‏ مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتَعَمَّدْ فَعْلَتَهُ.‏ (‏تك ٩:‏٥‏)‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ أَعَدَّ لَهُ تَرْتِيبًا رَحِيمًا.‏ فَقَدِ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَهْرُبَ مِنَ «ٱلْمُنْتَقِمِ لِلدَّمِ» إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ ٱلسِّتِّ.‏ وَكَانَ يَجِدُ ٱلْحِمَايَةَ فِي ٱلْمَدِينَةِ،‏ شَرْطَ أَلَّا يُغَادِرَهَا حَتَّى مَوْتِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ.‏ —‏ عد ٣٥:‏١٥،‏ ٢٨‏.‏

٥ لِمَ يُسَاعِدُنَا تَرْتِيبُ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ أَنْ نَتَعَرَّفَ إِلَى يَهْوَهَ؟‏

٥ لَمْ يَكُنْ تَرْتِيبُ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ فِكْرَةً بَشَرِيَّةً.‏ فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ‹قَدَّسُوا› هٰذِهِ ٱلْمُدُنَ لِأَنَّ يَهْوَهَ أَمَرَهُمْ:‏ «عَيِّنُوا لَكُمْ مُدُنَ ٱلْمَلْجَإِ».‏ وَبِٱلتَّالِي،‏ يَهْوَهُ هُوَ مَنْ «قَدَّسَ» هٰذِهِ ٱلْمُدُنَ،‏ أَيْ مَيَّزَهَا عَنْ غَيْرِهَا.‏ (‏يش ٢٠:‏١،‏ ٢،‏ ٧،‏ ٨‏)‏ فَمَاذَا يَكْشِفُ لَنَا هٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ عَنْ رَحْمَةِ يَهْوَهَ؟‏ وَمَاذَا يُعَلِّمُنَا عَنِ ٱلِٱحْتِمَاءِ بِهِ ٱلْيَوْمَ؟‏

‏«يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِهِ عَلَى مَسَامِعِ شُيُوخِ .‏ .‏ .‏ ٱلْمَدِينَةِ»‏

٦،‏ ٧ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ عَالَجَ ٱلشُّيُوخُ قَضَايَا ٱلْقَتْلِ غَيْرِ ٱلْعَمْدِيِّ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏ (‏ب)‏ لِمَ لَزِمَ أَنْ يَذْهَبَ ٱلْقَاتِلُ سَهْوًا إِلَى ٱلشُّيُوخِ؟‏

٦ كَمَا رَأَيْنَا،‏ لَزِمَ أَنْ يَهْرُبَ ٱلْقَاتِلُ سَهْوًا إِلَى إِحْدَى مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ.‏ وَفَوْرَ وُصُولِهِ،‏ كَانَ يَعْرِضُ قَضِيَّتَهُ عَلَى ٱلشُّيُوخِ عِنْدَ بَابِ ٱلْمَدِينَةِ.‏ وَيَهْوَهُ أَوْصَاهُمْ أَنْ يُرَحِّبُوا بِهِ.‏ (‏يش ٢٠:‏٤‏)‏ وَبَعْدَ مُدَّةٍ،‏ كَانُوا يُعِيدُونَهُ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي وَقَعَتْ فِيهَا حَادِثَةُ ٱلْقَتْلِ.‏ فَيَنْظُرُ شُيُوخُ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ فِي قَضِيَّتِهِ.‏ ‏(‏اقرإ العدد ٣٥:‏٢٤،‏ ٢٥‏.‏)‏ وَإِذَا حَكَمُوا أَنَّهُ قَتَلَ ٱلضَّحِيَّةَ بِٱلْخَطَإِ،‏ كَانُوا يُرْسِلُونَهُ مُجَدَّدًا إِلَى مَدِينَةِ ٱلْمَلْجَإِ.‏

٧ وَلِمَ لَعِبَ ٱلشُّيُوخُ دَوْرًا فِي تِلْكَ ٱلْقَضَايَا؟‏ لِكَيْ يُحَافِظُوا عَلَى طَهَارَةِ ٱلْأُمَّةِ،‏ وَيُسَاعِدُوا ٱلْقَاتِلَ سَهْوًا أَنْ يَسْتَفِيدَ مِنْ رَحْمَةِ يَهْوَهَ.‏ وَذَكَرَ أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱلْقَاتِلَ كَانَ يُعَرِّضُ حَيَاتَهُ لِلْخَطَرِ إِذَا لَمْ يَذْهَبْ إِلَى ٱلشُّيُوخِ.‏ ثُمَّ أَضَافَ:‏ «يَكُونُ دَمُهُ عَلَى رَأْسِهِ،‏ لِأَنَّهُ لَمْ يَسْتَفِدْ مِنَ ٱلْحِمَايَةِ ٱلَّتِي وَفَّرَهَا لَهُ ٱللهُ».‏ فَقَدْ تَوَفَّرَتْ لَهُ ٱلْمُسَاعَدَةُ،‏ وَلٰكِنْ لَزِمَ أَنْ يَقُومَ بِدَوْرِهِ لِلِٱسْتِفَادَةِ مِنْهَا.‏ وَإِلَّا كَانَ يَحِقُّ لِأَقْرَبِ أَقْرِبَاءِ ٱلضَّحِيَّةِ أَنْ يَقْتُلَهُ.‏

٨،‏ ٩ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ يَطْلُبَ ٱلْمَسِيحِيُّ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ إِذَا ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟‏

٨ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ إِذَا ٱرْتَكَبَ ٱلْمَسِيحِيُّ خَطِيَّةً خَطِيرَةً،‏ فَعَلَيْهِ أَنْ يَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ لِيُشْفَى رُوحِيًّا.‏ وَلِمَ هٰذَا مُهِمٌّ؟‏ أَوَّلًا،‏ يَهْوَهُ هُوَ مَنْ رَتَّبَ أَنْ يُعَالِجَ ٱلشُّيُوخُ قَضَايَا ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ.‏ وَهٰذَا وَاضِحٌ فِي كَلِمَتِهِ.‏ (‏يع ٥:‏١٤-‏١٦‏)‏ ثَانِيًا،‏ يُسَاعِدُ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ ٱلْخَاطِئَ ٱلتَّائِبَ أَنْ يَتَصَالَحَ مَعَ ٱللهِ وَيَتَجَنَّبَ تَكْرَارَ ٱلْخَطَإِ.‏ (‏غل ٦:‏١؛‏ عب ١٢:‏١١‏)‏ ثَالِثًا،‏ ٱلشُّيُوخُ مُعَيَّنُونَ وَمُدَرَّبُونَ لِكَيْ يُعَزُّوا ٱلْخُطَاةَ ٱلتَّائِبِينَ وَيُخَفِّفُوا مِنْ أَلَمِهِمْ وَشُعُورِهِمْ بِٱلذَّنْبِ.‏ فَيَهْوَهُ يُشَبِّهُهُمْ بِمَلْجَإٍ أَوْ «سِتْرٍ مِنَ ٱلْعَاصِفَةِ».‏ (‏اش ٣٢:‏١،‏ ٢‏)‏ أَفَلَا يَعْكِسُ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ رَحْمَةَ ٱللهِ؟‏

٩ وَكَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ لَجَأُوا إِلَى ٱلشُّيُوخِ،‏ وَشَعَرُوا بِٱلرَّاحَةِ بَعْدَمَا نَالُوا مُسَاعَدَتَهُمْ.‏ مَثَلًا،‏ ٱرْتَكَبَ أَخٌ ٱسْمُهُ دَانِيَال خَطِيَّةً خَطِيرَةً،‏ وَأَخْفَاهَا طَوَالَ شُهُورٍ عَنِ ٱلشُّيُوخِ.‏ يُخْبِرُ:‏ «مَرَّتْ مُدَّةٌ مِنَ ٱلْوَقْتِ،‏ فَشَعَرْتُ أَنَّ ٱلْأَوَانَ فَاتَ لِأَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ.‏ لٰكِنَّنِي ظَلَلْتُ خَائِفًا أَنْ يَنْكَشِفَ أَمْرِي وَأَحْصُدَ عَوَاقِبَ تَصَرُّفَاتِي.‏ وَكُنْتُ كُلَّمَا صَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَهَ،‏ أَبْدَأُ بِٱلِٱعْتِذَارِ عَمَّا فَعَلْتُ».‏ لٰكِنَّهُ طَلَبَ مُسَاعَدَتَهُمْ أَخِيرًا.‏ يَتَذَكَّرُ:‏ «فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ خِفْتُ أَنْ أُخْبِرَهُمْ.‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ شَعَرْتُ أَنَّ حِمْلًا ثَقِيلًا رُفِعَ عَنِّي.‏ وَأَصْبَحْتُ أُصَلِّي دُونَ أَيِّ عَائِقٍ».‏ وَهٰكَذَا صَارَ دَانِيَال يَنْعَمُ بِرَاحَةِ ٱلضَّمِيرِ،‏ وَقَدْ عُيِّنَ مُؤَخَّرًا خَادِمًا مُسَاعِدًا.‏

‏«يَهْرُبُ إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمُدُنِ»‏

١٠ مَاذَا لَزِمَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْقَاتِلُ سَهْوًا لِكَيْ يُرْحَمَ؟‏

١٠ لِكَيْ يُرْحَمَ ٱلْقَاتِلُ سَهْوًا،‏ وَجَبَ أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً دُونَ تَأْخِيرٍ.‏ فَلَزِمَ أَنْ يَهْرُبَ إِلَى أَقْرَبِ مَدِينَةِ مَلْجَإٍ.‏ ‏(‏اقرأ يشوع ٢٠:‏٤‏.‏)‏ وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَيُّ مَجَالٍ لِلِٱسْتِهْتَارِ.‏ فَحَيَاتُهُ ٱعْتَمَدَتْ عَلَى وُصُولِهِ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ وَبَقَائِهِ فِيهَا حَتَّى مَوْتِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا تَطَلَّبَ مِنْهُ ٱلتَّضْحِيَاتِ.‏ فَقَدِ ٱضْطُرَّ أَنْ يَتَخَلَّى عَنْ عَمَلِهِ وَبَيْتِهِ وَحُرِّيَّةِ ٱلتَّنَقُّلِ.‏ * (‏عد ٣٥:‏٢٥‏)‏ لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلتَّضْحِيَاتِ كَانَتْ فِي مَحَلِّهَا.‏ فَإِذَا غَادَرَ ٱلْقَاتِلُ مَدِينَةَ ٱلْمَلْجَإِ،‏ كَانَ يُعَرِّضُ حَيَاتَهُ لِلْخَطَرِ وَيُظْهِرُ أَنَّهُ يَسْتَخِفُّ بِٱلدَّمِ ٱلَّذِي سَفَكَهُ.‏

١١ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلتَّائِبُ أَنَّهُ يُقَدِّرُ فِعْلًا رَحْمَةَ ٱللهِ؟‏

١١ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلتَّائِبِ أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً حَازِمًا لِيَسْتَفِيدَ مِنْ رَحْمَةِ ٱللهِ.‏ فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَوَقَّفَ تَمَامًا عَنْ مُمَارَسَاتِهِ ٱلْخَاطِئَةِ.‏ وَهٰذَا يَشْمُلُ أَنْ يَتَجَنَّبَ أَيَّ شَيْءٍ يَقُودُهُ إِلَى ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ.‏ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلتَّائِبِينَ فِي كُورِنْثُوسَ:‏ «حُزْنُكُمْ هٰذَا بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللهِ،‏ كَمْ أَنْتَجَ فِيكُمْ مِنِ ٱجْتِهَادٍ،‏ بَلْ مِنْ تَبْرِئَةٍ لِأَنْفُسِكُمْ،‏ بَلْ مِنْ غَيْظٍ،‏ بَلْ مِنْ خَوْفٍ،‏ بَلْ مِنْ شَوْقٍ،‏ بَلْ مِنْ غَيْرَةٍ،‏ بَلْ مِنْ تَصْوِيبٍ لِلْخَطَإِ!‏».‏ (‏٢ كو ٧:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فَحِينَ نَجْتَهِدُ لِنَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ،‏ نُظْهِرُ لِيَهْوَهَ أَنَّنَا لَا نَسْتَخِفُّ بِٱلْمَسْأَلَةِ وَلَا نَعْتَبِرُ رَحْمَتَهُ تَحْصِيلَ حَاصِلٍ.‏

١٢ مَاذَا يَتْرُكُ ٱلْمَسِيحِيُّ كَيْ يَسْتَمِرَّ فِي ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ رَحْمَةِ ٱللهِ؟‏

١٢ وَلِكَيْ يَسْتَمِرَّ ٱلْمَسِيحِيُّ فِي ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ رَحْمَةِ يَهْوَهَ،‏ عَلَيْهِ أَنْ يَتَخَلَّى عَنْ كُلِّ مَا يُعَرِّضُهُ لِٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ،‏ وَلَوْ كَانَ عَزِيزًا عَلَى قَلْبِهِ.‏ (‏مت ١٨:‏٨،‏ ٩‏)‏ فَإِذَا كَانَ بَعْضُ أَصْدِقَائِكَ يُشَجِّعُونَكَ عَلَى أَعْمَالٍ تُغْضِبُ يَهْوَهَ،‏ فَهَلْ تَقْطَعُ عَلَاقَتَكَ بِهِمْ؟‏ وَفِي حَالِ صَعُبَ عَلَيْكَ أَنْ تَشْرَبَ ٱلْكُحُولَ بِٱعْتِدَالٍ،‏ فَهَلْ تَتَجَنَّبُ ٱلظُّرُوفَ ٱلَّتِي تُغْرِيكَ بِأَنْ تُكْثِرَ ٱلشُّرْبَ؟‏ وَإِذَا كُنْتَ تُصَارِعُ رَغَبَاتٍ جِنْسِيَّةً فَاسِدَةً،‏ فَهَلْ تَتَجَنَّبُ ٱلْأَفْلَامَ وَمَوَاقِعَ ٱلْإِنْتِرْنِت وَأَيَّ شَيْءٍ آخَرَ يُوَلِّدُ فِيكَ أَفْكَارًا نَجِسَةً؟‏ تَذَكَّرْ أَنَّ أَيَّ تَضْحِيَةٍ تَبْذُلُهَا لِتُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ لِيَهْوَهَ هِيَ فِي مَحَلِّهَا.‏ فَلَا شَيْءَ يُؤْلِمُ أَكْثَرَ مِنَ ٱلشُّعُورِ بِأَنَّ يَهْوَهَ تَرَكَكَ.‏ وَلَا شَيْءَ يُفْرِحُ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ تَنْعَمَ بِمَحَبَّتِهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ —‏ اش ٥٤:‏٧،‏ ٨‏.‏

‏«تَكُونُ لَكُمْ مَلْجَأً»‏

١٣ لِمَ تَمَتَّعَ ٱللَّاجِئُ بِٱلْأَمَانِ وَٱلسَّعَادَةِ فِي مَدِينَةِ ٱلْمَلْجَإِ؟‏

١٣ مَا إِنْ دَخَلَ ٱلْقَاتِلُ سَهْوًا إِلَى مَدِينَةِ ٱلْمَلْجَإِ حَتَّى أَصْبَحَ فِي أَمَانٍ.‏ قَالَ يَهْوَهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْمُدُنِ:‏ «تَكُونُ لَكُمْ مَلْجَأً».‏ (‏يش ٢٠:‏٢،‏ ٣‏)‏ فَيَهْوَهُ لَمْ يَطْلُبْ أَنْ تُعَادَ مُحَاكَمَةُ ٱلْقَاتِلِ سَهْوًا.‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمُنْتَقِمَ لِلدَّمِ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَدْخُلَ ٱلْمَدِينَةَ وَيَأْخُذَ بِٱلثَّأْرِ.‏ لِذٰلِكَ نَعِمَ ٱللَّاجِئُ بِحِمَايَةِ يَهْوَهَ مَا دَامَ فِي دَاخِلِهَا.‏ وَمَدِينَةُ ٱلْمَلْجَإِ لَمْ تَكُنْ سِجْنًا.‏ فَقَدِ ٱسْتَطَاعَ ٱللَّاجِئُ أَنْ يَعْمَلَ فِيهَا وَيُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ وَيَعْبُدَ يَهْوَهَ بِسَلَامٍ.‏ وَهٰكَذَا عَاشَ حَيَاةً سَعِيدَةً.‏

ثِقْ بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٤-‏١٦.‏)‏

١٤ لِمَ لَا دَاعِيَ أَنْ يَشْعُرَ ٱلْمَسِيحِيُّ بِٱلذَّنْبِ بَعْدَ تَوْبَتِهِ؟‏

١٤ يُعَانِي بَعْضُ ٱلْخُطَاةِ ٱلتَّائِبِينَ مِنْ عَذَابِ ٱلضَّمِيرِ.‏ وَيَشْعُرُونَ أَنَّ يَهْوَهَ لَنْ يَنْسَى أَبَدًا خَطِيَّتَهُمُ ٱلْخَطِيرَةَ.‏ فَهَلْ هٰذَا مَا تَشْعُرُ بِهِ؟‏ تَأَكَّدْ أَنَّ يَهْوَهَ يَغْفِرُ ٱلْخَطِيَّةَ كَامِلًا،‏ فَلَا دَاعِيَ أَنْ تَظَلَّ تَشْعُرُ بِٱلذَّنْبِ.‏ وَهٰذَا مَا لَمَسَهُ دَانِيَالُ ٱلْمَذْكُورُ سَابِقًا.‏ فَبَعْدَمَا قَوَّمَهُ ٱلشُّيُوخُ وَسَاعَدُوهُ كَيْ يَرْتَاحَ ضَمِيرُهُ،‏ قَالَ:‏ «أَخِيرًا ٱرْتَحْتُ.‏ فَبَعْدَمَا عَالَجَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسْأَلَةَ،‏ مَا عُدْتُ أَشْعُرُ بِٱلذَّنْبِ.‏ وَيَهْوَهُ حِينَ يَغْفِرُ خَطِيَّتَنَا،‏ يَفْتَحُ مَعَنَا صَفْحَةً جَدِيدَةً.‏ فَهُوَ يَعِدُ بِأَنْ يَأْخُذَ مَعَاصِيَنَا بَعِيدًا عَنَّا.‏ وَلَنْ نَرَاهَا بَعْدَ ذٰلِكَ».‏ وَقَدِيمًا،‏ مَا كَانَ ٱللَّاجِئُ يَخَافُ مِنَ ٱلْمُنْتَقِمِ لِلدَّمِ بَعْدَمَا يَدْخُلُ مَدِينَةَ ٱلْمَلْجَإِ.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ بَعْدَمَا يَغْفِرُ يَهْوَهُ لَنَا،‏ لَا دَاعِيَ أَنْ نَخَافَ أَنْ يَنْبُشَ ٱلْمَاضِيَ وَيُحَاسِبَنَا عَلَى خَطِيَّتِنَا.‏ —‏ اقرإ المزمور ١٠٣:‏٨-‏١٢‏.‏

١٥،‏ ١٦ كَيْفَ تَزْدَادُ ثِقَتُكَ بِرَحْمَةِ ٱللهِ حِينَ تَتَأَمَّلُ فِي دَوْرِ يَسُوعَ بِصِفَتِهِ فَادِيَنَا وَرَئِيسَ كَهَنَتِنَا؟‏

١٥ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ،‏ لَدَيْنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ سَبَبٌ أَقْوَى لِنَثِقَ بِرَحْمَةِ يَهْوَهَ.‏ فَمَعَ أَنَّ بُولُسَ قَالَ إِنَّهُ «إِنْسَانٌ بَائِسٌ» لِأَنَّهُ فَشِلَ فِي إِطَاعَةِ ٱللهِ كَامِلًا،‏ أَضَافَ:‏ «اَلشُّكْرُ لِلهِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَا!‏» (‏رو ٧:‏٢٥‏)‏ فَرَغْمَ خَطَايَاهُ ٱلْمَاضِيَةِ ٱلَّتِي تَابَ عَنْهَا وَصِرَاعِهِ ٱلْمُسْتَمِرِّ مَعَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ،‏ وَثِقَ أَنَّ يَهْوَهَ غَفَرَ لَهُ عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ.‏ فَيَسُوعُ،‏ بِصِفَتِهِ فَادِيَنَا،‏ «يُطَهِّرُ ضَمَائِرَنَا» وَيُطَمْئِنُ قُلُوبَنَا.‏ (‏عب ٩:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وَبِصِفَتِهِ رَئِيسَ كَهَنَةٍ،‏ «هُوَ قَادِرٌ أَيْضًا أَنْ يُخَلِّصَ تَمَامًا ٱلَّذِينَ يَقْتَرِبُونَ بِهِ إِلَى ٱللهِ،‏ إِذْ هُوَ حَيٌّ كُلَّ حِينٍ لِيَشْفَعَ لَهُمْ».‏ (‏عب ٧:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ فَبِفَضْلِ خِدْمَاتِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ قَدِيمًا،‏ وَثِقَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنَّ يَهْوَهَ يَغْفِرُ خَطَايَاهُمْ.‏ وَبِمَا أَنَّ رَئِيسَ كَهَنَتِنَا هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ،‏ فَلَدَيْنَا سَبَبٌ أَقْوَى لِنَثِقَ أَنَّنَا «نَنَالُ رَحْمَةً وَنَجِدُ نِعْمَةً عِنْدَمَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْعَوْنِ».‏ —‏ عب ٤:‏١٥،‏ ١٦‏.‏

١٦ إِذًا،‏ آمِنْ بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ لِكَيْ تَحْتَمِيَ بِيَهْوَهَ.‏ وَلَا تَعْتَبِرْ أَنَّهَا تُفِيدُ ٱلنَّاسَ عُمُومًا فَحَسْبُ،‏ بَلْ ثِقْ أَنَّهَا تُفِيدُكَ أَنْتَ أَيْضًا.‏ (‏غل ٢:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ آمِنْ أَنَّ يَهْوَهَ يَغْفِرُ لَكَ عَلَى أَسَاسِهَا،‏ وَأَنَّهَا تَفْتَحُ لَكَ ٱلْمَجَالَ كَيْ تَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ فَفِدْيَةُ يَسُوعَ هَدِيَّةٌ مِنْ يَهْوَهَ إِلَيْكَ.‏

١٧ لِمَ تَرْغَبُ فِي ٱلِٱحْتِمَاءِ بِيَهْوَهَ؟‏

١٧ كَخُلَاصَةٍ إِذًا،‏ يَكْشِفُ تَرْتِيبُ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ ٱلْكَثِيرَ عَنْ رَحْمَةِ يَهْوَهَ.‏ فَهُوَ يُعَلِّمُنَا أَنَّ ٱلْحَيَاةَ مُقَدَّسَةٌ فِي نَظَرِهِ.‏ وَيُظْهِرُ أَيْضًا كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلشُّيُوخُ،‏ وَمَاذَا تَشْمُلُ ٱلتَوْبَةُ ٱلصَّادِقَةُ،‏ وَلِمَ نَثِقُ كَامِلًا بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ.‏ فَهَلْ تَرْغَبُ فِي ٱلِٱحْتِمَاءِ بِيَهْوَهَ؟‏ تَأَكَّدْ أَنَّهُ أَفْضَلُ مَلْجَإٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ (‏مز ٩١:‏١،‏ ٢‏)‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَرَى كَيْفَ يُسَاعِدُنَا تَرْتِيبُ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِعَدْلِ يَهْوَهَ وَرَحْمَتِهِ.‏

^ ‎الفقرة 10‏ يُرَجِّحُ ٱلْعُلَمَاءُ ٱلْيَهُودُ أَنَّ عَائِلَةَ ٱلْقَاتِلِ سَهْوًا ٱنْتَقَلَتْ أَيْضًا إِلَى مَدِينَةِ ٱلْمَلْجَإِ.‏