هل تحتمي بيهوه؟
«يَهْوَهُ فَادِي نُفُوسِ خُدَّامِهِ، وَكُلُّ ٱلْمُحْتَمِينَ بِهِ لَا يُسْتَذْنَبُونَ». — مز ٣٤:٢٢.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٤٩، ٦٥
١ كَيْفَ يَشْعُرُ ٱلْعَدِيدُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ بِسَبَبِ ٱلْخَطِيَّةِ؟
«يَا لِي مِنْ إِنْسَانٍ بَائِسٍ!». (رو ٧:٢٤) يُرَدِّدُ ٱلْعَدِيدُ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ كَلِمَاتِ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ هٰذِهِ. فَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نُرْضِيَ ٱللهَ، وَنَتَضَايَقُ كَثِيرًا حِينَ نَفْشَلُ فِي ذٰلِكَ بِسَبَبِ نَقْصِنَا. كَمَا أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ ٱرْتَكَبُوا خَطِيَّةً خَطِيرَةً يَشْعُرُونَ أَنَّ ٱللهَ لَنْ يُسَامِحَهُمْ أَبَدًا.
٢ (أ) بِحَسَبِ ٱلْمَزْمُور ٣٤:٢٢، لِمَاذَا لَا يُسَيْطِرُ ٱلشُّعُورُ بِٱلذَّنْبِ عَلَى خُدَّامِ ٱللهِ؟ (ب) مَاذَا نُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ: « دُرُوسٌ أَمْ رُمُوزٌ؟».)
٢ لٰكِنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ تُؤَكِّدُ أَنَّنَا إِذَا ٱحْتَمَيْنَا بِيَهْوَهَ، فَلَا دَاعِيَ أَنْ يُسَيْطِرَ عَلَيْنَا ٱلشُّعُورُ بِٱلذَّنْبِ. (اقرإ المزمور ٣٤:٢٢.) فَكَيْفَ نَحْتَمِي بِهِ؟ وَمَاذَا نَفْعَلُ لِنَسْتَفِيدَ مِنْ رَحْمَتِهِ وَغُفْرَانِهِ؟ نَجِدُ ٱلْجَوَابَ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي تَرْتِيبِ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ ٱلَّذِي عَمِلَ بِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ قَدِيمًا. صَحِيحٌ أَنَّهُ كَانَ جُزْءًا مِنْ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّذِي ٱنْتَهَى يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، لٰكِنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَنْ وَضَعَهُ. لِذٰلِكَ نَتَعَلَّمُ مِنْهُ كَيْفَ يَنْظُرُ يَهْوَهُ إِلَى ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْخُطَاةِ وَٱلتَّوْبَةِ. فَلْنَرَ أَوَّلًا لِمَ وَضَعَ يَهْوَهُ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبَ.
«عَيِّنُوا لَكُمْ مُدُنَ ٱلْمَلْجَإِ»
٣ مَاذَا أَمَرَتِ ٱلشَّرِيعَةُ بِخُصُوصِ مَنْ يَقْتُلُ عَمْدًا؟
٣ يَعْتَبِرُ يَهْوَهُ ٱلْقَتْلَ مَسْأَلَةً خَطِيرَةً. لِذَا أَمَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا بِمُعَاقَبَةِ مَنْ يَقْتُلُونَ عَمْدًا. فَٱلْقَاتِلُ كَانَ يَمُوتُ عَلَى يَدِ «ٱلْمُنْتَقِمِ لِلدَّمِ»، وَهُوَ أَقْرَبُ أَقْرِبَاءِ ٱلضَّحِيَّةِ مِنَ ٱلذُّكُورِ. (عد ٣٥:١٩) وَهٰكَذَا يَدْفَعُ ٱلْقَاتِلُ حَيَاتَهُ ثَمَنَ حَيَاةِ ضَحِيَّتِهِ ٱلْبَرِيئَةِ. وَلَزِمَ أَنْ يُنَفَّذَ ٱلْعِقَابُ بِسُرْعَةٍ لِئَلَّا تَتَنَجَّسَ أَرْضُ ٱلْمَوْعِدِ. أَوْصَى يَهْوَهُ: «لَا تُنَجِّسُوا ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي أَنْتُمْ فِيهَا، لِأَنَّ [سَفْكَ] ٱلدَّمِ يُنَجِّسُ ٱلْأَرْضَ». — عد ٣٥:٣٣، ٣٤.
٤ مَاذَا قَالَتِ ٱلشَّرِيعَةُ بِخُصُوصِ مَنْ يَقْتُلُ دُونَ قَصْدٍ؟
٤ وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ قَتَلَ إِسْرَائِيلِيٌّ شَخْصًا عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ؟ اُعْتُبِرَ هٰذَا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّ مُذْنِبًا بِسَفْكِ دَمٍ بَرِيءٍ، مَعَ أَنَّهُ لَمْ يَتَعَمَّدْ فَعْلَتَهُ. (تك ٩:٥) لٰكِنَّ يَهْوَهَ أَعَدَّ لَهُ تَرْتِيبًا رَحِيمًا. فَقَدِ ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَهْرُبَ مِنَ «ٱلْمُنْتَقِمِ لِلدَّمِ» إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ ٱلسِّتِّ. وَكَانَ يَجِدُ ٱلْحِمَايَةَ فِي ٱلْمَدِينَةِ، شَرْطَ أَلَّا يُغَادِرَهَا حَتَّى مَوْتِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ. — عد ٣٥:١٥، ٢٨.
٥ لِمَ يُسَاعِدُنَا تَرْتِيبُ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ أَنْ نَتَعَرَّفَ إِلَى يَهْوَهَ؟
٥ لَمْ يَكُنْ تَرْتِيبُ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ فِكْرَةً بَشَرِيَّةً. فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ‹قَدَّسُوا› هٰذِهِ ٱلْمُدُنَ لِأَنَّ يَهْوَهَ أَمَرَهُمْ: «عَيِّنُوا لَكُمْ مُدُنَ ٱلْمَلْجَإِ». وَبِٱلتَّالِي، يَهْوَهُ هُوَ مَنْ «قَدَّسَ» هٰذِهِ ٱلْمُدُنَ، أَيْ مَيَّزَهَا عَنْ غَيْرِهَا. (يش ٢٠:١، ٢، ٧، ٨) فَمَاذَا يَكْشِفُ لَنَا هٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ عَنْ رَحْمَةِ يَهْوَهَ؟ وَمَاذَا يُعَلِّمُنَا عَنِ ٱلِٱحْتِمَاءِ بِهِ ٱلْيَوْمَ؟
«يَتَكَلَّمُ بِكَلَامِهِ عَلَى مَسَامِعِ شُيُوخِ . . . ٱلْمَدِينَةِ»
٦، ٧ (أ) كَيْفَ عَالَجَ ٱلشُّيُوخُ قَضَايَا ٱلْقَتْلِ غَيْرِ ٱلْعَمْدِيِّ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) لِمَ لَزِمَ أَنْ يَذْهَبَ ٱلْقَاتِلُ سَهْوًا إِلَى ٱلشُّيُوخِ؟
٦ كَمَا رَأَيْنَا، لَزِمَ أَنْ يَهْرُبَ ٱلْقَاتِلُ سَهْوًا إِلَى إِحْدَى مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ. وَفَوْرَ وُصُولِهِ، كَانَ يَعْرِضُ قَضِيَّتَهُ عَلَى ٱلشُّيُوخِ عِنْدَ بَابِ ٱلْمَدِينَةِ. وَيَهْوَهُ أَوْصَاهُمْ أَنْ يُرَحِّبُوا بِهِ. (يش ٢٠:٤) وَبَعْدَ مُدَّةٍ، كَانُوا يُعِيدُونَهُ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي وَقَعَتْ فِيهَا حَادِثَةُ ٱلْقَتْلِ. فَيَنْظُرُ شُيُوخُ تِلْكَ ٱلْمَدِينَةِ فِي قَضِيَّتِهِ. (اقرإ العدد ٣٥:٢٤، ٢٥.) وَإِذَا حَكَمُوا أَنَّهُ قَتَلَ ٱلضَّحِيَّةَ بِٱلْخَطَإِ، كَانُوا يُرْسِلُونَهُ مُجَدَّدًا إِلَى مَدِينَةِ ٱلْمَلْجَإِ.
٧ وَلِمَ لَعِبَ ٱلشُّيُوخُ دَوْرًا فِي تِلْكَ ٱلْقَضَايَا؟ لِكَيْ يُحَافِظُوا عَلَى طَهَارَةِ ٱلْأُمَّةِ، وَيُسَاعِدُوا ٱلْقَاتِلَ سَهْوًا أَنْ يَسْتَفِيدَ مِنْ رَحْمَةِ يَهْوَهَ. وَذَكَرَ أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ ٱلْقَاتِلَ كَانَ يُعَرِّضُ حَيَاتَهُ لِلْخَطَرِ إِذَا لَمْ يَذْهَبْ إِلَى ٱلشُّيُوخِ. ثُمَّ أَضَافَ: «يَكُونُ دَمُهُ عَلَى رَأْسِهِ، لِأَنَّهُ لَمْ يَسْتَفِدْ مِنَ ٱلْحِمَايَةِ ٱلَّتِي وَفَّرَهَا لَهُ ٱللهُ». فَقَدْ تَوَفَّرَتْ لَهُ ٱلْمُسَاعَدَةُ، وَلٰكِنْ لَزِمَ أَنْ يَقُومَ بِدَوْرِهِ لِلِٱسْتِفَادَةِ مِنْهَا. وَإِلَّا كَانَ يَحِقُّ لِأَقْرَبِ أَقْرِبَاءِ ٱلضَّحِيَّةِ أَنْ يَقْتُلَهُ.
٨، ٩ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ يَطْلُبَ ٱلْمَسِيحِيُّ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ إِذَا ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً؟
٨ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، إِذَا ٱرْتَكَبَ ٱلْمَسِيحِيُّ خَطِيَّةً خَطِيرَةً، فَعَلَيْهِ أَنْ يَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ لِيُشْفَى رُوحِيًّا. وَلِمَ هٰذَا مُهِمٌّ؟ أَوَّلًا، يَهْوَهُ هُوَ مَنْ رَتَّبَ أَنْ يُعَالِجَ يع ٥:١٤-١٦) ثَانِيًا، يُسَاعِدُ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ ٱلْخَاطِئَ ٱلتَّائِبَ أَنْ يَتَصَالَحَ مَعَ ٱللهِ وَيَتَجَنَّبَ تَكْرَارَ ٱلْخَطَإِ. (غل ٦:١؛ عب ١٢:١١) ثَالِثًا، ٱلشُّيُوخُ مُعَيَّنُونَ وَمُدَرَّبُونَ لِكَيْ يُعَزُّوا ٱلْخُطَاةَ ٱلتَّائِبِينَ وَيُخَفِّفُوا مِنْ أَلَمِهِمْ وَشُعُورِهِمْ بِٱلذَّنْبِ. فَيَهْوَهُ يُشَبِّهُهُمْ بِمَلْجَإٍ أَوْ «سِتْرٍ مِنَ ٱلْعَاصِفَةِ». (اش ٣٢:١، ٢) أَفَلَا يَعْكِسُ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ رَحْمَةَ ٱللهِ؟
ٱلشُّيُوخُ قَضَايَا ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ. وَهٰذَا وَاضِحٌ فِي كَلِمَتِهِ. (٩ وَكَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ ٱللهِ ٱلْيَوْمَ لَجَأُوا إِلَى ٱلشُّيُوخِ، وَشَعَرُوا بِٱلرَّاحَةِ بَعْدَمَا نَالُوا مُسَاعَدَتَهُمْ. مَثَلًا، ٱرْتَكَبَ أَخٌ ٱسْمُهُ دَانِيَال خَطِيَّةً خَطِيرَةً، وَأَخْفَاهَا طَوَالَ شُهُورٍ عَنِ ٱلشُّيُوخِ. يُخْبِرُ: «مَرَّتْ مُدَّةٌ مِنَ ٱلْوَقْتِ، فَشَعَرْتُ أَنَّ ٱلْأَوَانَ فَاتَ لِأَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ ٱلشُّيُوخِ. لٰكِنَّنِي ظَلَلْتُ خَائِفًا أَنْ يَنْكَشِفَ أَمْرِي وَأَحْصُدَ عَوَاقِبَ تَصَرُّفَاتِي. وَكُنْتُ كُلَّمَا صَلَّيْتُ إِلَى يَهْوَهَ، أَبْدَأُ بِٱلِٱعْتِذَارِ عَمَّا فَعَلْتُ». لٰكِنَّهُ طَلَبَ مُسَاعَدَتَهُمْ أَخِيرًا. يَتَذَكَّرُ: «فِي ٱلْبِدَايَةِ، خِفْتُ أَنْ أُخْبِرَهُمْ. وَلٰكِنْ بَعْدَ ذٰلِكَ، شَعَرْتُ أَنَّ حِمْلًا ثَقِيلًا رُفِعَ عَنِّي. وَأَصْبَحْتُ أُصَلِّي دُونَ أَيِّ عَائِقٍ». وَهٰكَذَا صَارَ دَانِيَال يَنْعَمُ بِرَاحَةِ ٱلضَّمِيرِ، وَقَدْ عُيِّنَ مُؤَخَّرًا خَادِمًا مُسَاعِدًا.
«يَهْرُبُ إِلَى وَاحِدَةٍ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمُدُنِ»
١٠ مَاذَا لَزِمَ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْقَاتِلُ سَهْوًا لِكَيْ يُرْحَمَ؟
١٠ لِكَيْ يُرْحَمَ ٱلْقَاتِلُ سَهْوًا، وَجَبَ أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً دُونَ تَأْخِيرٍ. فَلَزِمَ أَنْ يَهْرُبَ إِلَى أَقْرَبِ مَدِينَةِ مَلْجَإٍ. (اقرأ يشوع ٢٠:٤.) وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَيُّ مَجَالٍ لِلِٱسْتِهْتَارِ. فَحَيَاتُهُ ٱعْتَمَدَتْ عَلَى وُصُولِهِ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ وَبَقَائِهِ فِيهَا حَتَّى مَوْتِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذَا تَطَلَّبَ مِنْهُ ٱلتَّضْحِيَاتِ. فَقَدِ ٱضْطُرَّ أَنْ يَتَخَلَّى عَنْ عَمَلِهِ وَبَيْتِهِ وَحُرِّيَّةِ ٱلتَّنَقُّلِ. * (عد ) لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلتَّضْحِيَاتِ كَانَتْ فِي مَحَلِّهَا. فَإِذَا غَادَرَ ٱلْقَاتِلُ مَدِينَةَ ٱلْمَلْجَإِ، كَانَ يُعَرِّضُ حَيَاتَهُ لِلْخَطَرِ وَيُظْهِرُ أَنَّهُ يَسْتَخِفُّ بِٱلدَّمِ ٱلَّذِي سَفَكَهُ. ٣٥:٢٥
١١ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلتَّائِبُ أَنَّهُ يُقَدِّرُ فِعْلًا رَحْمَةَ ٱللهِ؟
١١ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلتَّائِبِ أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً حَازِمًا لِيَسْتَفِيدَ مِنْ رَحْمَةِ ٱللهِ. فَعَلَيْهِ أَنْ يَتَوَقَّفَ تَمَامًا عَنْ مُمَارَسَاتِهِ ٱلْخَاطِئَةِ. وَهٰذَا يَشْمُلُ أَنْ يَتَجَنَّبَ أَيَّ شَيْءٍ يَقُودُهُ إِلَى ٱلْخَطَايَا ٱلْخَطِيرَةِ. قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلتَّائِبِينَ فِي كُورِنْثُوسَ: «حُزْنُكُمْ هٰذَا بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللهِ، كَمْ أَنْتَجَ فِيكُمْ مِنِ ٱجْتِهَادٍ، بَلْ مِنْ تَبْرِئَةٍ لِأَنْفُسِكُمْ، بَلْ مِنْ غَيْظٍ، بَلْ مِنْ خَوْفٍ، بَلْ مِنْ شَوْقٍ، بَلْ مِنْ غَيْرَةٍ، بَلْ مِنْ تَصْوِيبٍ لِلْخَطَإِ!». (٢ كو ٧:١٠، ١١) فَحِينَ نَجْتَهِدُ لِنَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ، نُظْهِرُ لِيَهْوَهَ أَنَّنَا لَا نَسْتَخِفُّ بِٱلْمَسْأَلَةِ وَلَا نَعْتَبِرُ رَحْمَتَهُ تَحْصِيلَ حَاصِلٍ.
١٢ مَاذَا يَتْرُكُ ٱلْمَسِيحِيُّ كَيْ يَسْتَمِرَّ فِي ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ رَحْمَةِ ٱللهِ؟
١٢ وَلِكَيْ يَسْتَمِرَّ ٱلْمَسِيحِيُّ فِي ٱلِٱسْتِفَادَةِ مِنْ رَحْمَةِ يَهْوَهَ، عَلَيْهِ أَنْ يَتَخَلَّى عَنْ كُلِّ مَا يُعَرِّضُهُ لِٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ، وَلَوْ كَانَ عَزِيزًا عَلَى قَلْبِهِ. (مت ١٨:٨، ٩) فَإِذَا كَانَ بَعْضُ أَصْدِقَائِكَ يُشَجِّعُونَكَ عَلَى أَعْمَالٍ تُغْضِبُ يَهْوَهَ، فَهَلْ تَقْطَعُ عَلَاقَتَكَ بِهِمْ؟ وَفِي حَالِ صَعُبَ عَلَيْكَ أَنْ تَشْرَبَ ٱلْكُحُولَ بِٱعْتِدَالٍ، فَهَلْ تَتَجَنَّبُ ٱلظُّرُوفَ ٱلَّتِي تُغْرِيكَ بِأَنْ تُكْثِرَ ٱلشُّرْبَ؟ وَإِذَا كُنْتَ تُصَارِعُ رَغَبَاتٍ جِنْسِيَّةً فَاسِدَةً، فَهَلْ تَتَجَنَّبُ ٱلْأَفْلَامَ وَمَوَاقِعَ ٱلْإِنْتِرْنِت وَأَيَّ شَيْءٍ آخَرَ يُوَلِّدُ فِيكَ أَفْكَارًا نَجِسَةً؟ تَذَكَّرْ أَنَّ أَيَّ تَضْحِيَةٍ تَبْذُلُهَا لِتُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِكَ لِيَهْوَهَ هِيَ فِي مَحَلِّهَا. فَلَا شَيْءَ يُؤْلِمُ أَكْثَرَ مِنَ ٱلشُّعُورِ بِأَنَّ يَهْوَهَ تَرَكَكَ. وَلَا شَيْءَ يُفْرِحُ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ تَنْعَمَ بِمَحَبَّتِهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. — اش ٥٤:٧، ٨.
«تَكُونُ لَكُمْ مَلْجَأً»
١٣ لِمَ تَمَتَّعَ ٱللَّاجِئُ بِٱلْأَمَانِ وَٱلسَّعَادَةِ فِي مَدِينَةِ ٱلْمَلْجَإِ؟
١٣ مَا إِنْ دَخَلَ ٱلْقَاتِلُ سَهْوًا إِلَى مَدِينَةِ ٱلْمَلْجَإِ حَتَّى أَصْبَحَ فِي أَمَانٍ. قَالَ يَهْوَهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْمُدُنِ: «تَكُونُ لَكُمْ مَلْجَأً». (يش ٢٠:٢، ٣) فَيَهْوَهُ لَمْ يَطْلُبْ أَنْ تُعَادَ مُحَاكَمَةُ ٱلْقَاتِلِ سَهْوًا. كَمَا أَنَّ ٱلْمُنْتَقِمَ لِلدَّمِ لَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ يَدْخُلَ ٱلْمَدِينَةَ وَيَأْخُذَ بِٱلثَّأْرِ. لِذٰلِكَ نَعِمَ ٱللَّاجِئُ بِحِمَايَةِ يَهْوَهَ مَا دَامَ فِي دَاخِلِهَا. وَمَدِينَةُ ٱلْمَلْجَإِ لَمْ تَكُنْ سِجْنًا. فَقَدِ ٱسْتَطَاعَ ٱللَّاجِئُ أَنْ يَعْمَلَ فِيهَا وَيُسَاعِدَ ٱلْآخَرِينَ وَيَعْبُدَ يَهْوَهَ بِسَلَامٍ. وَهٰكَذَا عَاشَ حَيَاةً سَعِيدَةً.
ثِقْ بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٤-١٦.)
١٤ لِمَ لَا دَاعِيَ أَنْ يَشْعُرَ ٱلْمَسِيحِيُّ بِٱلذَّنْبِ بَعْدَ تَوْبَتِهِ؟
١٤ يُعَانِي بَعْضُ ٱلْخُطَاةِ ٱلتَّائِبِينَ مِنْ عَذَابِ ٱلضَّمِيرِ. وَيَشْعُرُونَ أَنَّ يَهْوَهَ لَنْ يَنْسَى أَبَدًا خَطِيَّتَهُمُ ٱلْخَطِيرَةَ. فَهَلْ هٰذَا مَا تَشْعُرُ بِهِ؟ تَأَكَّدْ أَنَّ يَهْوَهَ يَغْفِرُ ٱلْخَطِيَّةَ كَامِلًا، فَلَا دَاعِيَ أَنْ تَظَلَّ تَشْعُرُ بِٱلذَّنْبِ. وَهٰذَا مَا لَمَسَهُ دَانِيَالُ ٱلْمَذْكُورُ سَابِقًا. فَبَعْدَمَا قَوَّمَهُ ٱلشُّيُوخُ وَسَاعَدُوهُ كَيْ يَرْتَاحَ ضَمِيرُهُ، قَالَ: «أَخِيرًا ٱرْتَحْتُ. فَبَعْدَمَا عَالَجَ ٱلشُّيُوخُ ٱلْمَسْأَلَةَ، مَا عُدْتُ المزمور ١٠٣:٨-١٢.
أَشْعُرُ بِٱلذَّنْبِ. وَيَهْوَهُ حِينَ يَغْفِرُ خَطِيَّتَنَا، يَفْتَحُ مَعَنَا صَفْحَةً جَدِيدَةً. فَهُوَ يَعِدُ بِأَنْ يَأْخُذَ مَعَاصِيَنَا بَعِيدًا عَنَّا. وَلَنْ نَرَاهَا بَعْدَ ذٰلِكَ». وَقَدِيمًا، مَا كَانَ ٱللَّاجِئُ يَخَافُ مِنَ ٱلْمُنْتَقِمِ لِلدَّمِ بَعْدَمَا يَدْخُلُ مَدِينَةَ ٱلْمَلْجَإِ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، بَعْدَمَا يَغْفِرُ يَهْوَهُ لَنَا، لَا دَاعِيَ أَنْ نَخَافَ أَنْ يَنْبُشَ ٱلْمَاضِيَ وَيُحَاسِبَنَا عَلَى خَطِيَّتِنَا. — اقرإ١٥، ١٦ كَيْفَ تَزْدَادُ ثِقَتُكَ بِرَحْمَةِ ٱللهِ حِينَ تَتَأَمَّلُ فِي دَوْرِ يَسُوعَ بِصِفَتِهِ فَادِيَنَا وَرَئِيسَ كَهَنَتِنَا؟
١٥ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، لَدَيْنَا نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ سَبَبٌ أَقْوَى لِنَثِقَ بِرَحْمَةِ يَهْوَهَ. فَمَعَ أَنَّ بُولُسَ قَالَ إِنَّهُ «إِنْسَانٌ بَائِسٌ» لِأَنَّهُ فَشِلَ فِي إِطَاعَةِ ٱللهِ كَامِلًا، أَضَافَ: «اَلشُّكْرُ لِلهِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَا!» (رو ٧:٢٥) فَرَغْمَ خَطَايَاهُ ٱلْمَاضِيَةِ ٱلَّتِي تَابَ عَنْهَا وَصِرَاعِهِ ٱلْمُسْتَمِرِّ مَعَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ، وَثِقَ أَنَّ يَهْوَهَ غَفَرَ لَهُ عَلَى أَسَاسِ ذَبِيحَةِ ٱلْمَسِيحِ. فَيَسُوعُ، بِصِفَتِهِ فَادِيَنَا، «يُطَهِّرُ ضَمَائِرَنَا» وَيُطَمْئِنُ قُلُوبَنَا. (عب ٩:١٣، ١٤) وَبِصِفَتِهِ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، «هُوَ قَادِرٌ أَيْضًا أَنْ يُخَلِّصَ تَمَامًا ٱلَّذِينَ يَقْتَرِبُونَ بِهِ إِلَى ٱللهِ، إِذْ هُوَ حَيٌّ كُلَّ حِينٍ لِيَشْفَعَ لَهُمْ». (عب ٧:٢٤، ٢٥) فَبِفَضْلِ خِدْمَاتِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ قَدِيمًا، وَثِقَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنَّ يَهْوَهَ يَغْفِرُ خَطَايَاهُمْ. وَبِمَا أَنَّ رَئِيسَ كَهَنَتِنَا هُوَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ، فَلَدَيْنَا سَبَبٌ أَقْوَى لِنَثِقَ أَنَّنَا «نَنَالُ رَحْمَةً وَنَجِدُ نِعْمَةً عِنْدَمَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْعَوْنِ». — عب ٤:١٥، ١٦.
١٦ إِذًا، آمِنْ بِذَبِيحَةِ يَسُوعَ لِكَيْ تَحْتَمِيَ بِيَهْوَهَ. وَلَا تَعْتَبِرْ أَنَّهَا تُفِيدُ ٱلنَّاسَ عُمُومًا فَحَسْبُ، بَلْ ثِقْ أَنَّهَا تُفِيدُكَ أَنْتَ أَيْضًا. (غل ٢:٢٠، ٢١) آمِنْ أَنَّ يَهْوَهَ يَغْفِرُ لَكَ عَلَى أَسَاسِهَا، وَأَنَّهَا تَفْتَحُ لَكَ ٱلْمَجَالَ كَيْ تَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. فَفِدْيَةُ يَسُوعَ هَدِيَّةٌ مِنْ يَهْوَهَ إِلَيْكَ.
١٧ لِمَ تَرْغَبُ فِي ٱلِٱحْتِمَاءِ بِيَهْوَهَ؟
١٧ كَخُلَاصَةٍ إِذًا، يَكْشِفُ تَرْتِيبُ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ ٱلْكَثِيرَ عَنْ رَحْمَةِ يَهْوَهَ. فَهُوَ يُعَلِّمُنَا أَنَّ ٱلْحَيَاةَ مُقَدَّسَةٌ فِي نَظَرِهِ. وَيُظْهِرُ أَيْضًا كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلشُّيُوخُ، وَمَاذَا تَشْمُلُ ٱلتَوْبَةُ ٱلصَّادِقَةُ، وَلِمَ نَثِقُ كَامِلًا بِغُفْرَانِ يَهْوَهَ. فَهَلْ تَرْغَبُ فِي ٱلِٱحْتِمَاءِ بِيَهْوَهَ؟ تَأَكَّدْ أَنَّهُ أَفْضَلُ مَلْجَإٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. (مز ٩١:١، ٢) وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَرَى كَيْفَ يُسَاعِدُنَا تَرْتِيبُ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِعَدْلِ يَهْوَهَ وَرَحْمَتِهِ.
^ الفقرة 10 يُرَجِّحُ ٱلْعُلَمَاءُ ٱلْيَهُودُ أَنَّ عَائِلَةَ ٱلْقَاتِلِ سَهْوًا ٱنْتَقَلَتْ أَيْضًا إِلَى مَدِينَةِ ٱلْمَلْجَإِ.