الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مَن يؤثر على تفكيرك؟‏

مَن يؤثر على تفكيرك؟‏

‏«كُفُّوا عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا».‏ —‏ رو ١٢:‏٢‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٦٩،‏ ٥٧

١،‏ ٢ (‏أ)‏ بِمَ أَجَابَ يَسُوعُ حِينَ نَصَحَهُ بُطْرُسُ أَنْ ‹يَلْطُفَ بِنَفْسِهِ›؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏ (‏ب)‏ مَاذَا أَظْهَرَ جَوَابُ يَسُوعَ؟‏

 لَمْ يُصَدِّقِ ٱلرُّسُلُ آذَانَهُمْ!‏ فَبَدَلَ أَنْ يَرُدَّ يَسُوعُ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى إِسْرَائِيلَ كَمَا تَوَقَّعُوا،‏ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَتَعَذَّبَ وَيَمُوتَ.‏ لِذَا قَالَ لَهُ بُطْرُسُ:‏ «اُلْطُفْ بِنَفْسِكَ يَا رَبُّ؛‏ لَنْ تَلْقَى هٰذَا ٱلْمَصِيرَ أَبَدًا».‏ عِنْدَئِذٍ أَجَابَهُ يَسُوعُ:‏ «اِذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ!‏ أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي،‏ لِأَنَّكَ لَا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللّٰهِ،‏ بَلْ تَفْكِيرَ ٱلنَّاسِ».‏ —‏ مت ١٦:‏٢١-‏٢٣؛‏ اع ١:‏٦‏.‏

٢ كَشَفَ جَوَابُ يَسُوعَ أَنَّ هُنَالِكَ فَرْقًا بَيْنَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ وَتَفْكِيرِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ (‏١ يو ٥:‏١٩‏)‏ فَكَلِمَاتُ بُطْرُسَ عَكَسَتْ مَوْقِفَ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَنَانِيَّ.‏ أَمَّا تَفْكِيرُ يَهْوَهَ فَمُخْتَلِفٌ تَمَامًا.‏ فَقَدْ أَرَادَ مِنْ يَسُوعَ أَنْ يَسْتَعِدَّ لِمُعَانَاتِهِ وَمَوْتِهِ ٱلْوَشِيكِ.‏ وَيَسُوعُ أَظْهَرَ بِوُضُوحٍ أَنَّهُ يَتَبَنَّى تَفْكِيرَ يَهْوَهَ،‏ وَيَرْفُضُ تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ.‏

٣ لِمَ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَتَبَنَّى تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ بَدَلَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ؟‏

٣ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا؟‏ هَلْ نُفَكِّرُ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ أَمِ ٱلْعَالَمِ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَبْذُلُ جُهْدَنَا لِنُرْضِيَ يَهْوَهَ بِتَصَرُّفَاتِنَا.‏ وَلٰكِنْ مَاذَا عَنْ أَفْكَارِنَا؟‏ هَلْ نَسْعَى أَيْضًا لِنُفَكِّرَ مِثْلَهُ؟‏ يَتَطَلَّبُ ذٰلِكَ مِنَّا جُهْدًا كَبِيرًا.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَتَشَرَّبَ تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ.‏ فَرُوحُهُ مُنْتَشِرٌ حَوْلَنَا.‏ (‏اف ٢:‏٢‏)‏ كَمَا أَنَّ تَفْكِيرَهُ مُغْرٍ،‏ لِأَنَّهُ يُشَجِّعُ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ عَلَى ٱلْأَنَانِيَّةِ.‏ فَمَا أَسْهَلَ أَنْ نَتَبَنَّى تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ بَدَلَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ!‏

٤ (‏أ)‏ مَاذَا يَحْدُثُ إِذَا سَمَحْنَا لِلْعَالَمِ بِأَنْ يُؤَثِّرَ عَلَى تَفْكِيرِنَا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟‏

٤ وَلٰكِنْ إِذَا سَمَحْنَا لِلْعَالَمِ بِأَنْ يُؤَثِّرَ عَلَى تَفْكِيرِنَا،‏ نَصِيرُ أَنَانِيِّينَ وَنَرْغَبُ أَنْ نُحَدِّدَ لِأَنْفُسِنَا ٱلصَّحَّ وَٱلْخَطَأَ.‏ (‏مر ٧:‏٢١،‏ ٢٢‏)‏ فَكَمْ ضَرُورِيٌّ إِذًا أَنْ نَتَبَنَّى «تَفْكِيرَ ٱللّٰهِ» وَنَرْفُضَ «تَفْكِيرَ ٱلنَّاسِ»!‏ وَهٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ تُسَاعِدُنَا عَلَى ذٰلِكَ.‏ فَسَنَرَى فِيهَا أَنَّ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ لَا يُقَيِّدُنَا بَلْ يُفِيدُنَا،‏ وَسَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ نُقَاوِمُ تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ.‏ أَمَّا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ فَسَنَرَى كَيْفَ نَعْرِفُ نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَى بَعْضِ ٱلْمَسَائِلِ وَنَتَبَنَّاهَا.‏

تَفْكِيرُ يَهْوَهَ يُفِيدُنَا

٥ لِمَ يَرْفُضُ ٱلْبَعْضُ أَنْ يُؤَثِّرَ أَحَدٌ عَلَى أَفْكَارِهِمْ؟‏

٥ يَرْفُضُ ٱلْبَعْضُ أَنْ يُؤَثِّرَ أَيُّ أَحَدٍ عَلَى أَفْكَارِهِمْ،‏ قَائِلِينَ:‏ «أَنَا حُرٌّ فِي تَفْكِيرِي».‏ وَذٰلِكَ لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا قَرَارَاتِهِمْ هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ،‏ وَيَشْعُرُونَ أَنَّ لَهُمُ ٱلْحَقَّ فِي ذٰلِكَ.‏ فَهُمْ لَا يَرْغَبُونَ أَنْ يَتَحَكَّمَ فِيهِمْ أَحَدٌ،‏ أَوْ يَجْعَلَهُمْ مِثْلَ غَيْرِهِمْ.‏ a

٦ (‏أ)‏ أَيُّ حُرِّيَّةٍ أَعْطَاهَا لَنَا يَهْوَهُ؟‏ (‏ب)‏ هَلْ حُرِّيَّتُنَا مُطْلَقَةٌ؟‏

٦ لٰكِنَّ تَبَنِّيَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ لَا يَعْنِي أَلَّا نُكَوِّنَ آرَاءً شَخْصِيَّةً.‏ تَقُولُ ٢ كُورِنْثُوس ٣:‏١٧‏:‏ «حَيْثُ رُوحُ يَهْوَهَ فَهُنَاكَ حُرِّيَّةٌ».‏ فَحِينَ خَلَقَنَا يَهْوَهُ،‏ أَعْطَانَا ٱلْحُرِّيَّةَ لِنَتَمَتَّعَ بِشَخْصِيَّةٍ فَرِيدَةٍ،‏ وَلِتَكُونَ لِكُلٍّ مِنَّا ٱهْتِمَامَاتُهُ وَتَفْضِيلَاتُهُ.‏ لٰكِنَّ حُرِّيَّتَنَا لَهَا حُدُودٌ.‏ ‏(‏اقرأ ١ بطرس ٢:‏١٦‏.‏)‏ فَيَهْوَهُ يُرِيدُ مِنَّا أَنْ نَتْبَعَ إِرْشَادَ كَلِمَتِهِ لِنَعْرِفَ ٱلصَّحَّ وَٱلْخَطَأَ.‏ فَهَلْ يُقَيِّدُنَا ذٰلِكَ أَمْ يُفِيدُنَا؟‏

٧،‏ ٨ لِمَاذَا لَا يُقَيِّدُنَا تَفْكِيرُ يَهْوَهَ؟‏ أَوْضِحْ.‏

٧ إِلَيْكَ ٱلْإِيضَاحَ ٱلتَّالِيَ.‏ يَسْعَى ٱلْوَالِدُونَ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَهُمْ مِنْ صِغَرِهِمْ مَبَادِئَ وَصِفَاتٍ جَيِّدَةً.‏ فَيُرَبُّونَهُمْ مَثَلًا عَلَى ٱلصِّدْقِ وَٱلِٱجْتِهَادِ وَمُرَاعَاةِ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَهٰذَا طَبْعًا لَا يُقَيِّدُ حُرِّيَّةَ ٱلْأَوْلَادِ،‏ بَلْ يُعِدُّهُمْ لِيَنْجَحُوا فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ فَحِينَ يَكْبُرُونَ وَيَتْرُكُونَ ٱلْبَيْتَ،‏ سَيَلْزَمُ أَنْ يَتَّخِذُوا قَرَارَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةَ.‏ وَإِذَا تَمَسَّكُوا بِٱلْمَبَادِئِ ٱلَّتِي غَرَسَهَا فِيهِمْ وَالِدُوهُمْ،‏ فَسَيَتَّخِذُونَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً.‏ وَهٰكَذَا يَتَجَنَّبُونَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ وَٱلْهُمُومِ وَخَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ.‏

٨ وَكَأَبٍ مُحِبٍّ،‏ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يَنْجَحَ أَوْلَادُهُ فِي ٱلْحَيَاةِ.‏ (‏اش ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ لِذَا زَوَّدَنَا بِمَبَادِئَ تُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَتَصَرَّفُ وَنُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَهُوَ يَدْعُونَا أَنْ نُفَكِّرَ مِثْلَهُ وَنَعِيشَ بِحَسَبِ مَبَادِئِهِ.‏ وَهٰذَا لَا يُقَيِّدُ حُرِّيَّتَنَا،‏ بَلْ يُسَاعِدُنَا لِنَكُونَ حُكَمَاءَ وَنَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ صَحِيحَةً.‏ (‏مز ٩٢:‏٥؛‏ ام ٢:‏١-‏٥؛‏ اش ٥٥:‏٩‏)‏ فَسَيُرْشِدُنَا إِلَى خِيَارَاتٍ تُفْرِحُنَا،‏ دُونَ أَنْ يَحْرِمَنَا مِنْ تَفْضِيلَاتِنَا.‏ (‏مز ١:‏٢،‏ ٣‏)‏ حَقًّا،‏ إِنَّ تَبَنِّيَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ مُفِيدٌ لَنَا.‏

تَفْكِيرُ يَهْوَهَ أَفْضَلُ مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ

٩،‏ ١٠ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ أَفْضَلُ مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ؟‏

٩ هُنَالِكَ سَبَبٌ آخَرُ يَدْفَعُنَا لِنُفَكِّرَ مِثْلَ يَهْوَهَ،‏ وَهُوَ أَنَّ تَفْكِيرَهُ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ.‏ فَٱلْعَالَمُ يُقَدِّمُ نَصَائِحَ حَوْلَ ٱلْآدَابِ،‏ ٱلسَّعَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ،‏ ٱلنَّجَاحِ فِي ٱلْعَمَلِ،‏ وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْمَجَالَاتِ.‏ لٰكِنَّ أَغْلَبَ نَصَائِحِهِ تَتَعَارَضُ تَمَامًا مَعَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ وَنَصَائِحِ كَلِمَتِهِ.‏ مَثَلًا،‏ يُشَجِّعُ ٱلْعَالَمُ عَلَى ٱلْأَنَانِيَّةِ وَتَقَبُّلِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ.‏ كَمَا يُؤَيِّدُ ٱلْهَجْرَ وَٱلطَّلَاقَ لِأَتْفَهِ ٱلْأَسْبَابِ،‏ ظَنًّا أَنَّ ذٰلِكَ يُحَقِّقُ ٱلسَّعَادَةَ.‏ فَهَلْ نَصَائِحُ ٱلْعَالَمِ مُنَاسِبَةٌ أَكْثَرَ لِأَيَّامِنَا؟‏

١٠ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اَلْحِكْمَةُ تَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِهَا».‏ (‏مت ١١:‏١٩‏)‏ فَمَعَ أَنَّ ٱلْعَالَمَ يُحَقِّقُ تَقَدُّمًا كَبِيرًا فِي ٱلتِّكْنُولُوجْيَا،‏ يَفْشَلُ فِي حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْكَبِيرَةِ ٱلَّتِي تَقِفُ فِي طَرِيقِ سَعَادَتِنَا،‏ كَٱلْحَرْبِ وَٱلْعُنْصُرِيَّةِ وَٱلْجَرِيمَةِ.‏ وَمَاذَا عَنْ تَسَاهُلِهِ ٱلْأَخْلَاقِيِّ؟‏ يَعْتَرِفُ كَثِيرُونَ أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى تَفَكُّكِ ٱلْعَائِلَاتِ،‏ ٱنْتِشَارِ ٱلْأَمْرَاضِ،‏ وَعَوَاقِبَ سَيِّئَةٍ أُخْرَى.‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ يَتَمَتَّعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَتَبَنَّوْنَ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ بِحَيَاةٍ عَائِلِيَّةٍ سَعِيدَةٍ،‏ صِحَّةٍ جَيِّدَةٍ،‏ وَعَلَاقَاتٍ طَيِّبَةٍ مَعَ إِخْوَتِهِمْ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ (‏اش ٢:‏٤؛‏ اع ١٠:‏٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١ كو ٦:‏٩-‏١١‏)‏ أَفَلَا يُؤَكِّدُ ذٰلِكَ أَنَّ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ؟‏

١١ مَنْ وَجَّهَ تَفْكِيرَ مُوسَى،‏ وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟‏

١١ وَمُنْذُ ٱلْقَدِيمِ،‏ عَرَفَ خُدَّامُ يَهْوَهَ أَنَّ تَفْكِيرَهُ أَفْضَلُ مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ.‏ مَثَلًا،‏ تَعَلَّمَ مُوسَى «حِكْمَةَ ٱلْمِصْرِيِّينَ كُلَّهَا»،‏ لٰكِنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَصْدَرُ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ.‏ (‏اع ٧:‏٢٢؛‏ مز ٩٠:‏١٢‏)‏ لِذَا تَرَجَّاهُ قَائِلًا:‏ «عَرِّفْنِي طُرُقَكَ».‏ (‏خر ٣٣:‏١٣‏)‏ وَلِأَنَّ مُوسَى تَبَنَّى تَفْكِيرَ يَهْوَهَ،‏ أَعْطَاهُ دَوْرًا مُهِمًّا فِي إِتْمَامِ قَصْدِهِ،‏ وَٱعْتَبَرَهُ مِثَالًا فِي ٱلْإِيمَانِ.‏ —‏ عب ١١:‏٢٤-‏٢٧‏.‏

١٢ عَلَامَ ٱسْتَنَدَ بُولُسُ فِي قَرَارَاتِهِ؟‏

١٢ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ كَانَ رَجُلًا ذَكِيًّا وَمُثَقَّفًا،‏ وَأَجَادَ لُغَتَيْنِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ.‏ (‏اع ٥:‏٣٤؛‏ ٢١:‏٣٧،‏ ٣٩؛‏ ٢٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ لٰكِنَّهُ ٱسْتَنَدَ فِي قَرَارَاتِهِ عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ،‏ وَرَفَضَ حِكْمَةَ ٱلْعَالَمِ.‏ ‏(‏اقرإ الاعمال ١٧:‏٢؛‏ ١ كورنثوس ٢:‏٦،‏ ٧،‏ ١٣‏.‏)‏ وَبِٱلنَّتِيجَةِ،‏ حَقَّقَ نَجَاحًا كَبِيرًا فِي خِدْمَتِهِ وَتَطَلَّعَ إِلَى مُكَافَأَةٍ أَبَدِيَّةٍ.‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٨‏.‏

١٣ أَيُّ مَسْؤُولِيَّةٍ تَقَعُ عَلَى كُلٍّ مِنَّا؟‏

١٣ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ.‏ فَإِذَا أَطَعْنَا مَبَادِئَهُ،‏ نَعِيشُ حَيَاةً سَعِيدَةً وَنَاجِحَةً.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا يُجْبِرُنَا أَنْ نَتَبَنَّى تَفْكِيرَهُ.‏ كَمَا أَنَّ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ» وَٱلشُّيُوخَ لَا يُجْبِرُونَنَا عَلَى ذٰلِكَ.‏ (‏مت ٢٤:‏٤٥؛‏ ٢ كو ١:‏٢٤‏)‏ فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مَسْؤُولٌ عَنْ تَعْدِيلِ تَفْكِيرِهِ لِيَنْسَجِمَ مَعَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ.‏ فَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ؟‏

تَجَنَّبْ تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ

١٤،‏ ١٥ (‏أ)‏ فِيمَ يَلْزَمُ أَنْ نَتَأَمَّلَ لِنُفَكِّرَ مِثْلَ يَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَتَجَنَّبَ تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ بِحَسَبِ رُومَا ١٢:‏٢‏؟‏ أَوْضِحْ.‏

١٤ تَقُولُ رُومَا ١٢:‏٢‏:‏ «كُفُّوا عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا،‏ بَلْ غَيِّرُوا شَكْلَكُمْ بِتَغْيِيرِ ذِهْنِكُمْ،‏ لِتَتَبَيَّنُوا بِٱلِٱخْتِبَارِ مَا هِيَ مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ ٱلصَّالِحَةُ ٱلْمَقْبُولَةُ ٱلْكَامِلَةُ».‏ إِذًا،‏ حَتَّى لَوْ شَاكَلْنَا ٱلْعَالَمَ أَوْ تَشَبَّهْنَا بِهِ قَبْلَ مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ،‏ نَقْدِرُ أَنْ نُغَيِّرَ تَفْكِيرَنَا لِيَنْسَجِمَ مَعَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ.‏ وَمَعَ أَنَّ تَفْكِيرَنَا يَتَأَثَّرُ إِلَى حَدٍّ مَا بِٱلْعَوَامِلِ ٱلْوِرَاثِيَّةِ وَتَجَارِبِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ فَهُوَ قَابِلٌ لِلتَّغْيِيرِ.‏ وَبِٱلْإِجْمَالِ،‏ يَعْتَمِدُ هٰذَا ٱلتَّغْيِيرُ عَلَى مَا نُغَذِّي بِهِ عُقُولَنَا وَمَا نُفَكِّرُ فِيهِ.‏ فَحِينَ نَتَأَمَّلُ فِي تَفْكِيرِ يَهْوَهَ،‏ نَقْتَنِعُ أَنَّهُ دَائِمًا عَلَى حَقٍّ.‏ وَعِنْدَئِذٍ نَرْغَبُ فِي تَغْيِيرِ تَفْكِيرِنَا لِيَنْسَجِمَ مَعَ تَفْكِيرِهِ.‏

١٥ وَلٰكِنْ كَيْ نُغَيِّرَ ذِهْنَنَا وَنُفَكِّرَ مِثْلَ يَهْوَهَ،‏ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ ‹نَكُفَّ عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا›.‏ فَيَلْزَمُ أَنْ نَتَوَقَّفَ عَنْ تَغْذِيَةِ عُقُولِنَا بِأَفْكَارٍ تَتَعَارَضُ مَعَ تَفْكِيرِ ٱللّٰهِ.‏ وَإِلَّا فَسَنَكُونُ مِثْلَ شَخْصٍ يَتَنَاوَلُ طَعَامًا مُغَذِّيًا لِيُحَسِّنَ صِحَّتَهُ،‏ لٰكِنَّهُ يَتَنَاوَلُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ طَعَامًا فَاسِدًا.‏ فَنَحْنُ لَنْ نَسْتَفِيدَ مِنَ ٱلتَّغَذِّي بِأَفْكَارِ ٱللّٰهِ مَا دُمْنَا نُفْسِدُ عُقُولَنَا بِأَفْكَارِ ٱلْعَالَمِ.‏

١٦ مِمَّ يَلْزَمُ أَنْ نَحْمِيَ أَنْفُسَنَا؟‏

١٦ وَلٰكِنْ هَلْ نَقْدِرُ أَنْ نَتَجَنَّبَ أَفْكَارَ ٱلْعَالَمِ كُلِّيًّا؟‏ كَلَّا.‏ فَنَحْنُ لَا نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ،‏ وَبِٱلتَّالِي لَا مَهْرَبَ مِنَ ٱلتَّعَرُّضِ لِأَفْكَارِهِ.‏ (‏١ كو ٥:‏٩،‏ ١٠‏)‏ حَتَّى حِينَ نُبَشِّرُ ٱلنَّاسَ،‏ نَسْمَعُ أَفْكَارًا تَتَعَارَضُ مَعَ تَفْكِيرِ ٱللّٰهِ.‏ لٰكِنَّنَا لَسْنَا مُضْطَرِّينَ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِيهَا أَوْ نَقْبَلَهَا.‏ فَمِثْلَ يَسُوعَ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَرْفُضَ فَوْرًا ٱلْأَفْكَارَ ٱلَّتِي يَبُثُّهَا ٱلشَّيْطَانُ.‏ وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَيْضًا أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلتَّعَرُّضَ دُونَ لُزُومٍ لِأَفْكَارِ ٱلْعَالَمِ.‏ —‏ اقرإ الامثال ٤:‏٢٣‏.‏

١٧ كَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا مِنَ ٱلتَّعَرُّضِ دُونَ لُزُومٍ لِأَفْكَارِ ٱلْعَالَمِ؟‏

١٧ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَخْتَارَ أَصْدِقَاءَنَا بِعِنَايَةٍ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُحَذِّرُنَا مِنْ مُصَادَقَةِ أَشْخَاصٍ لَا يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ لِئَلَّا نَتَأَثَّرَ بِتَفْكِيرِهِمْ.‏ (‏ام ١٣:‏٢٠؛‏ ١ كو ١٥:‏١٢،‏ ٣٢،‏ ٣٣‏)‏ وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَيْضًا أَنْ نَأْخُذَ حَذَرَنَا عِنْدَ ٱخْتِيَارِ ٱلتَّسْلِيَةِ.‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَرْفُضَ ٱلتَّسْلِيَةَ ٱلَّتِي تُرَوِّجُ نَظَرِيَّةَ ٱلتَّطَوُّرِ أَوِ ٱلْعُنْفَ أَوِ ٱلْفَسَادَ ٱلْجِنْسِيَّ.‏ وَهٰكَذَا نَتَجَنَّبُ إِفْسَادَ عَقْلِنَا بِأَفْكَارٍ «ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ».‏ —‏ ٢ كو ١٠:‏٥‏.‏

هَلْ تُسَاعِدُ أَوْلَادَكَ لِيَرْفُضُوا ٱلتَّسْلِيَةَ ٱلْمُؤْذِيَةَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٨،‏ ١٩.‏)‏

١٨،‏ ١٩ (‏أ)‏ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَحْتَرِسَ مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِي يُقَدَّمُ بِطَرِيقَةٍ مُبَطَّنَةٍ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٨ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نُمَيِّزَ تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ وَنَرْفُضَهُ حِينَ يُقَدَّمُ بِطَرِيقَةٍ مُبَطَّنَةٍ.‏ مَثَلًا،‏ تُحَرِّفُ بَعْضُ ٱلتَّقَارِيرِ ٱلْإِخْبَارِيَّةِ ٱلْمَعْلُومَاتِ لِتَدْعَمَ آرَاءً سِيَاسِيَّةً مُعَيَّنَةً.‏ وَتُرَوِّجُ تَقَارِيرُ أُخْرَى ٱلْأَهْدَافَ وَٱلْإِنْجَازَاتِ ٱلْمُهِمَّةَ فِي نَظَرِ ٱلْعَالَمِ.‏ وَتُشَجِّعُ بَعْضُ قِصَصِ ٱلْأَطْفَالِ بِطَرِيقَةٍ مُبَطَّنَةٍ عَلَى تَقَبُّلِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ.‏ هٰذَا وَإِنَّ بَعْضَ ٱلْأَفْلَامِ وَٱلْكُتُبِ تُشَجِّعُ ٱلنَّاسَ أَلَّا يُفَكِّرُوا إِلَّا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَائِلَاتِهِمْ.‏ وَتَعْرِضُ أَفْكَارًا كَهٰذِهِ عَلَى أَنَّهَا مَنْطِقِيَّةٌ وَمُسْتَحَبَّةٌ وَصَحِيحَةٌ.‏ لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارَ تَتَعَارَضُ فِي ٱلْوَاقِعِ مَعَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ سَعَادَتَنَا وَسَعَادَةَ عَائِلَتِنَا تَعْتَمِدُ عَلَى مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ.‏ —‏ مت ٢٢:‏٣٦-‏٣٩‏.‏

١٩ طَبْعًا لَيْسَ خَطَأً أَنْ نَتَسَلَّى.‏ وَلٰكِنْ لِيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ أُمَيِّزُ أَفْكَارَ ٱلْعَالَمِ حِينَ تُعْرَضُ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ مُبَاشِرَةٍ؟‏ هَلْ أَحْمِي نَفْسِي وَأَوْلَادِي مِنْ مُشَاهَدَةِ أَوْ قِرَاءَةِ مَوَادَّ مُعَيَّنَةٍ؟‏ وَهَلْ أُعَلِّمُهُمْ وُجْهَةَ نَظَرِ يَهْوَهَ لِئَلَّا يَتَأَثَّرُوا بِأَفْكَارِ ٱلْعَالَمِ ٱلَّتِي يَرَوْنَهَا وَيَسْمَعُونَهَا؟‏›.‏ فَلِكَيْ نَحْمِيَ أَنْفُسَنَا مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُمَيِّزَ ٱلْفَرْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ.‏

مَنْ يُوَجِّهُ تَفْكِيرَكَ ٱلْآنَ؟‏

٢٠ مَنْ يُؤَثِّرُ عَلَى تَفْكِيرِنَا؟‏

٢٠ تَذَكَّرْ أَنَّ هُنَاكَ مَصْدَرَيْنِ فَقَطْ لِلْمَعْلُومَاتِ:‏ يَهْوَهَ وَعَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ.‏ وَٱلْمَصْدَرُ ٱلَّذِي تَسْتَقِي مِنْهُ مَعْلُومَاتِكَ هُوَ ٱلَّذِي يُؤَثِّرُ عَلَى تَفْكِيرِكَ.‏ فَإِذَا تَشَرَّبْتَ ٱلْأَفْكَارَ ٱلْعَالَمِيَّةَ،‏ فَسَتُفَكِّرُ وَتَتَصَرَّفُ بِأَنَانِيَّةٍ.‏ لِذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تَخْتَارَ بِٱنْتِبَاهٍ مَا تَتَأَمَّلُ فِيهِ.‏

٢١ مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

٢١ وَلٰكِنْ لِنَتَبَنَّى تَفْكِيرَ يَهْوَهَ،‏ لَا يَكْفِي أَنْ نَحْمِيَ أَنْفُسَنَا مِنَ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ.‏ فَعَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي أَفْكَارِ يَهْوَهَ.‏ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ سَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ.‏

a فِي ٱلْوَاقِعِ،‏ يَتَأَثَّرُ ٱلْجَمِيعُ بِغَيْرِهِمْ.‏ وَهٰذَا يَنْطَبِقُ حَتَّى عَلَى أَكْثَرِ ٱلنَّاسِ ٱسْتِقْلَالِيَّةً.‏ فَسَوَاءٌ كُنَّا نُفَكِّرُ فِي أَصْلِ ٱلْحَيَاةِ أَوْ نَخْتَارُ ثِيَابَنَا،‏ يَتَأَثَّرُ رَأْيُنَا إِلَى حَدٍّ مَا بِرَأْيِ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَلٰكِنْ فِي وِسْعِنَا أَنْ نَخْتَارَ بِمَنْ نَتَأَثَّرُ.‏