مَن يؤثر على تفكيرك؟
«كُفُّوا عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا». — رو ١٢:٢.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٩، ٥٧
١، ٢ (أ) بِمَ أَجَابَ يَسُوعُ حِينَ نَصَحَهُ بُطْرُسُ أَنْ ‹يَلْطُفَ بِنَفْسِهِ›؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) مَاذَا أَظْهَرَ جَوَابُ يَسُوعَ؟
لَمْ يُصَدِّقِ ٱلرُّسُلُ آذَانَهُمْ! فَبَدَلَ أَنْ يَرُدَّ يَسُوعُ ٱلْمَمْلَكَةَ إِلَى إِسْرَائِيلَ كَمَا تَوَقَّعُوا، أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَتَعَذَّبَ وَيَمُوتَ. لِذَا قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: «اُلْطُفْ بِنَفْسِكَ يَا رَبُّ؛ لَنْ تَلْقَى هٰذَا ٱلْمَصِيرَ أَبَدًا». عِنْدَئِذٍ أَجَابَهُ يَسُوعُ: «اِذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لِأَنَّكَ لَا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللّٰهِ، بَلْ تَفْكِيرَ ٱلنَّاسِ». — مت ١٦:٢١-٢٣؛ اع ١:٦.
٢ كَشَفَ جَوَابُ يَسُوعَ أَنَّ هُنَالِكَ فَرْقًا بَيْنَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ وَتَفْكِيرِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ. (١ يو ٥:١٩) فَكَلِمَاتُ بُطْرُسَ عَكَسَتْ مَوْقِفَ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَنَانِيَّ. أَمَّا تَفْكِيرُ يَهْوَهَ فَمُخْتَلِفٌ تَمَامًا. فَقَدْ أَرَادَ مِنْ يَسُوعَ أَنْ يَسْتَعِدَّ لِمُعَانَاتِهِ وَمَوْتِهِ ٱلْوَشِيكِ. وَيَسُوعُ أَظْهَرَ بِوُضُوحٍ أَنَّهُ يَتَبَنَّى تَفْكِيرَ يَهْوَهَ، وَيَرْفُضُ تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ.
٣ لِمَ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَتَبَنَّى تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ بَدَلَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ؟
٣ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا؟ هَلْ نُفَكِّرُ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ أَمِ ٱلْعَالَمِ؟ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَبْذُلُ جُهْدَنَا لِنُرْضِيَ يَهْوَهَ بِتَصَرُّفَاتِنَا. وَلٰكِنْ مَاذَا عَنْ أَفْكَارِنَا؟ هَلْ نَسْعَى أَيْضًا لِنُفَكِّرَ مِثْلَهُ؟ يَتَطَلَّبُ ذٰلِكَ مِنَّا جُهْدًا كَبِيرًا. بِٱلْمُقَابِلِ، مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَتَشَرَّبَ تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ. فَرُوحُهُ مُنْتَشِرٌ حَوْلَنَا. (اف ٢:٢) كَمَا أَنَّ تَفْكِيرَهُ مُغْرٍ، لِأَنَّهُ يُشَجِّعُ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ عَلَى ٱلْأَنَانِيَّةِ. فَمَا أَسْهَلَ أَنْ نَتَبَنَّى تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ بَدَلَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ!
٤ (أ) مَاذَا يَحْدُثُ إِذَا سَمَحْنَا لِلْعَالَمِ بِأَنْ يُؤَثِّرَ عَلَى تَفْكِيرِنَا؟ (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٤ وَلٰكِنْ إِذَا سَمَحْنَا لِلْعَالَمِ بِأَنْ يُؤَثِّرَ عَلَى تَفْكِيرِنَا، نَصِيرُ أَنَانِيِّينَ وَنَرْغَبُ أَنْ نُحَدِّدَ لِأَنْفُسِنَا ٱلصَّحَّ وَٱلْخَطَأَ. (مر ٧:٢١، ٢٢) فَكَمْ ضَرُورِيٌّ إِذًا أَنْ نَتَبَنَّى «تَفْكِيرَ ٱللّٰهِ» وَنَرْفُضَ «تَفْكِيرَ ٱلنَّاسِ»! وَهٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ تُسَاعِدُنَا عَلَى ذٰلِكَ. فَسَنَرَى فِيهَا أَنَّ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ لَا يُقَيِّدُنَا بَلْ يُفِيدُنَا، وَسَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ نُقَاوِمُ تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ. أَمَّا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، فَسَنَرَى كَيْفَ نَعْرِفُ نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَى بَعْضِ ٱلْمَسَائِلِ وَنَتَبَنَّاهَا.
تَفْكِيرُ يَهْوَهَ يُفِيدُنَا
٥ لِمَ يَرْفُضُ ٱلْبَعْضُ أَنْ يُؤَثِّرَ أَحَدٌ عَلَى أَفْكَارِهِمْ؟
٥ يَرْفُضُ ٱلْبَعْضُ أَنْ يُؤَثِّرَ أَيُّ أَحَدٍ عَلَى أَفْكَارِهِمْ، قَائِلِينَ: «أَنَا حُرٌّ فِي تَفْكِيرِي». وَذٰلِكَ لِأَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا قَرَارَاتِهِمْ هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ، وَيَشْعُرُونَ أَنَّ لَهُمُ ٱلْحَقَّ فِي ذٰلِكَ. فَهُمْ لَا يَرْغَبُونَ أَنْ يَتَحَكَّمَ فِيهِمْ أَحَدٌ، أَوْ يَجْعَلَهُمْ مِثْلَ غَيْرِهِمْ. a
٦ (أ) أَيُّ حُرِّيَّةٍ أَعْطَاهَا لَنَا يَهْوَهُ؟ (ب) هَلْ حُرِّيَّتُنَا مُطْلَقَةٌ؟
٦ لٰكِنَّ تَبَنِّيَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ لَا يَعْنِي أَلَّا نُكَوِّنَ آرَاءً شَخْصِيَّةً. تَقُولُ ٢ كُورِنْثُوس ٣:١٧: «حَيْثُ رُوحُ يَهْوَهَ فَهُنَاكَ حُرِّيَّةٌ». فَحِينَ خَلَقَنَا يَهْوَهُ، أَعْطَانَا ٱلْحُرِّيَّةَ لِنَتَمَتَّعَ بِشَخْصِيَّةٍ فَرِيدَةٍ، وَلِتَكُونَ لِكُلٍّ مِنَّا ٱهْتِمَامَاتُهُ وَتَفْضِيلَاتُهُ. لٰكِنَّ حُرِّيَّتَنَا لَهَا حُدُودٌ. (اقرأ ١ بطرس ٢:١٦.) فَيَهْوَهُ يُرِيدُ مِنَّا أَنْ نَتْبَعَ إِرْشَادَ كَلِمَتِهِ لِنَعْرِفَ ٱلصَّحَّ وَٱلْخَطَأَ. فَهَلْ يُقَيِّدُنَا ذٰلِكَ أَمْ يُفِيدُنَا؟
٧، ٨ لِمَاذَا لَا يُقَيِّدُنَا تَفْكِيرُ يَهْوَهَ؟ أَوْضِحْ.
٧ إِلَيْكَ ٱلْإِيضَاحَ ٱلتَّالِيَ. يَسْعَى ٱلْوَالِدُونَ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَهُمْ مِنْ صِغَرِهِمْ مَبَادِئَ وَصِفَاتٍ جَيِّدَةً. فَيُرَبُّونَهُمْ مَثَلًا عَلَى ٱلصِّدْقِ وَٱلِٱجْتِهَادِ وَمُرَاعَاةِ ٱلْآخَرِينَ. وَهٰذَا طَبْعًا لَا يُقَيِّدُ حُرِّيَّةَ ٱلْأَوْلَادِ، بَلْ يُعِدُّهُمْ لِيَنْجَحُوا فِي ٱلْحَيَاةِ. فَحِينَ يَكْبُرُونَ وَيَتْرُكُونَ ٱلْبَيْتَ، سَيَلْزَمُ أَنْ يَتَّخِذُوا قَرَارَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةَ. وَإِذَا تَمَسَّكُوا بِٱلْمَبَادِئِ ٱلَّتِي غَرَسَهَا فِيهِمْ وَالِدُوهُمْ، فَسَيَتَّخِذُونَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ قَرَارَاتٍ جَيِّدَةً. وَهٰكَذَا يَتَجَنَّبُونَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ وَٱلْهُمُومِ وَخَيْبَاتِ ٱلْأَمَلِ.
٨ وَكَأَبٍ مُحِبٍّ، يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ يَنْجَحَ أَوْلَادُهُ فِي ٱلْحَيَاةِ. (اش ٤٨:١٧، ١٨) لِذَا زَوَّدَنَا بِمَبَادِئَ تُعَلِّمُنَا كَيْفَ نَتَصَرَّفُ وَنُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ. وَهُوَ يَدْعُونَا أَنْ نُفَكِّرَ مِثْلَهُ وَنَعِيشَ بِحَسَبِ مَبَادِئِهِ. وَهٰذَا لَا يُقَيِّدُ حُرِّيَّتَنَا، بَلْ يُسَاعِدُنَا لِنَكُونَ حُكَمَاءَ وَنَتَّخِذَ قَرَارَاتٍ صَحِيحَةً. (مز ٩٢:٥؛ ام ٢:١-٥؛ اش ٥٥:٩) فَسَيُرْشِدُنَا إِلَى خِيَارَاتٍ تُفْرِحُنَا، دُونَ أَنْ يَحْرِمَنَا مِنْ تَفْضِيلَاتِنَا. (مز ١:٢، ٣) حَقًّا، إِنَّ تَبَنِّيَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ مُفِيدٌ لَنَا.
تَفْكِيرُ يَهْوَهَ أَفْضَلُ مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ
٩، ١٠ مَاذَا يُؤَكِّدُ أَنَّ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ أَفْضَلُ مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ؟
٩ هُنَالِكَ سَبَبٌ آخَرُ يَدْفَعُنَا لِنُفَكِّرَ مِثْلَ يَهْوَهَ، وَهُوَ أَنَّ تَفْكِيرَهُ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ. فَٱلْعَالَمُ يُقَدِّمُ نَصَائِحَ حَوْلَ ٱلْآدَابِ، ٱلسَّعَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ، ٱلنَّجَاحِ فِي ٱلْعَمَلِ، وَغَيْرِهَا مِنَ ٱلْمَجَالَاتِ. لٰكِنَّ أَغْلَبَ نَصَائِحِهِ تَتَعَارَضُ تَمَامًا مَعَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ وَنَصَائِحِ كَلِمَتِهِ. مَثَلًا، يُشَجِّعُ ٱلْعَالَمُ عَلَى ٱلْأَنَانِيَّةِ وَتَقَبُّلِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ. كَمَا يُؤَيِّدُ ٱلْهَجْرَ وَٱلطَّلَاقَ لِأَتْفَهِ ٱلْأَسْبَابِ، ظَنًّا أَنَّ ذٰلِكَ يُحَقِّقُ ٱلسَّعَادَةَ. فَهَلْ نَصَائِحُ ٱلْعَالَمِ مُنَاسِبَةٌ أَكْثَرَ لِأَيَّامِنَا؟
١٠ قَالَ يَسُوعُ: «اَلْحِكْمَةُ تَتَبَرَّرُ بِأَعْمَالِهَا». (مت ١١:١٩) فَمَعَ أَنَّ ٱلْعَالَمَ يُحَقِّقُ تَقَدُّمًا كَبِيرًا فِي ٱلتِّكْنُولُوجْيَا، يَفْشَلُ فِي حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْكَبِيرَةِ ٱلَّتِي تَقِفُ فِي طَرِيقِ سَعَادَتِنَا، كَٱلْحَرْبِ وَٱلْعُنْصُرِيَّةِ وَٱلْجَرِيمَةِ. وَمَاذَا عَنْ تَسَاهُلِهِ ٱلْأَخْلَاقِيِّ؟ يَعْتَرِفُ كَثِيرُونَ أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى تَفَكُّكِ ٱلْعَائِلَاتِ، ٱنْتِشَارِ ٱلْأَمْرَاضِ، وَعَوَاقِبَ سَيِّئَةٍ أُخْرَى. بِٱلْمُقَابِلِ، يَتَمَتَّعُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَتَبَنَّوْنَ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ بِحَيَاةٍ عَائِلِيَّةٍ سَعِيدَةٍ، صِحَّةٍ جَيِّدَةٍ، وَعَلَاقَاتٍ طَيِّبَةٍ مَعَ إِخْوَتِهِمْ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. (اش ٢:٤؛ اع ١٠:٣٤، ٣٥؛ ١ كو ٦:٩-١١) أَفَلَا يُؤَكِّدُ ذٰلِكَ أَنَّ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ؟
١١ مَنْ وَجَّهَ تَفْكِيرَ مُوسَى، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
١١ وَمُنْذُ ٱلْقَدِيمِ، عَرَفَ خُدَّامُ يَهْوَهَ أَنَّ تَفْكِيرَهُ أَفْضَلُ مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ. مَثَلًا، تَعَلَّمَ مُوسَى «حِكْمَةَ ٱلْمِصْرِيِّينَ كُلَّهَا»، لٰكِنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ مَصْدَرُ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ. (اع ٧:٢٢؛ مز ٩٠:١٢) لِذَا تَرَجَّاهُ قَائِلًا: «عَرِّفْنِي طُرُقَكَ». (خر ٣٣:١٣) وَلِأَنَّ مُوسَى تَبَنَّى تَفْكِيرَ يَهْوَهَ، أَعْطَاهُ دَوْرًا مُهِمًّا فِي إِتْمَامِ قَصْدِهِ، وَٱعْتَبَرَهُ مِثَالًا فِي ٱلْإِيمَانِ. — عب ١١:٢٤-٢٧.
١٢ عَلَامَ ٱسْتَنَدَ بُولُسُ فِي قَرَارَاتِهِ؟
١٢ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ كَانَ رَجُلًا ذَكِيًّا وَمُثَقَّفًا، وَأَجَادَ لُغَتَيْنِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ. (اع ٥:٣٤؛ ٢١:٣٧، ٣٩؛ ٢٢:٢، ٣) لٰكِنَّهُ ٱسْتَنَدَ فِي قَرَارَاتِهِ عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، وَرَفَضَ حِكْمَةَ ٱلْعَالَمِ. (اقرإ الاعمال ١٧:٢؛ ١ كورنثوس ٢:٦، ٧، ١٣.) وَبِٱلنَّتِيجَةِ، حَقَّقَ نَجَاحًا كَبِيرًا فِي خِدْمَتِهِ وَتَطَلَّعَ إِلَى مُكَافَأَةٍ أَبَدِيَّةٍ. — ٢ تي ٤:٨.
١٣ أَيُّ مَسْؤُولِيَّةٍ تَقَعُ عَلَى كُلٍّ مِنَّا؟
١٣ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ أَفْضَلُ بِكَثِيرٍ مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ. فَإِذَا أَطَعْنَا مَبَادِئَهُ، نَعِيشُ حَيَاةً سَعِيدَةً وَنَاجِحَةً. لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا يُجْبِرُنَا أَنْ نَتَبَنَّى تَفْكِيرَهُ. كَمَا أَنَّ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ» وَٱلشُّيُوخَ لَا يُجْبِرُونَنَا عَلَى ذٰلِكَ. (مت ٢٤:٤٥؛ ٢ كو ١:٢٤) فَكُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا مَسْؤُولٌ عَنْ تَعْدِيلِ تَفْكِيرِهِ لِيَنْسَجِمَ مَعَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ. فَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ؟
تَجَنَّبْ تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ
١٤، ١٥ (أ) فِيمَ يَلْزَمُ أَنْ نَتَأَمَّلَ لِنُفَكِّرَ مِثْلَ يَهْوَهَ؟ (ب) لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَتَجَنَّبَ تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ بِحَسَبِ رُومَا ١٢:٢؟ أَوْضِحْ.
١٤ تَقُولُ رُومَا ١٢:٢: «كُفُّوا عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا، بَلْ غَيِّرُوا شَكْلَكُمْ بِتَغْيِيرِ ذِهْنِكُمْ، لِتَتَبَيَّنُوا بِٱلِٱخْتِبَارِ مَا هِيَ مَشِيئَةُ ٱللّٰهِ ٱلصَّالِحَةُ ٱلْمَقْبُولَةُ ٱلْكَامِلَةُ». إِذًا، حَتَّى لَوْ شَاكَلْنَا ٱلْعَالَمَ أَوْ تَشَبَّهْنَا بِهِ قَبْلَ مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ، نَقْدِرُ أَنْ نُغَيِّرَ تَفْكِيرَنَا لِيَنْسَجِمَ مَعَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ. وَمَعَ أَنَّ تَفْكِيرَنَا يَتَأَثَّرُ إِلَى حَدٍّ مَا بِٱلْعَوَامِلِ ٱلْوِرَاثِيَّةِ وَتَجَارِبِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ، فَهُوَ قَابِلٌ لِلتَّغْيِيرِ. وَبِٱلْإِجْمَالِ، يَعْتَمِدُ هٰذَا ٱلتَّغْيِيرُ عَلَى مَا نُغَذِّي بِهِ عُقُولَنَا وَمَا نُفَكِّرُ فِيهِ. فَحِينَ نَتَأَمَّلُ فِي تَفْكِيرِ يَهْوَهَ، نَقْتَنِعُ أَنَّهُ دَائِمًا عَلَى حَقٍّ. وَعِنْدَئِذٍ نَرْغَبُ فِي تَغْيِيرِ تَفْكِيرِنَا لِيَنْسَجِمَ مَعَ تَفْكِيرِهِ.
١٥ وَلٰكِنْ كَيْ نُغَيِّرَ ذِهْنَنَا وَنُفَكِّرَ مِثْلَ يَهْوَهَ، عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ ‹نَكُفَّ عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا›. فَيَلْزَمُ أَنْ نَتَوَقَّفَ عَنْ تَغْذِيَةِ عُقُولِنَا بِأَفْكَارٍ تَتَعَارَضُ مَعَ تَفْكِيرِ ٱللّٰهِ. وَإِلَّا فَسَنَكُونُ مِثْلَ شَخْصٍ يَتَنَاوَلُ طَعَامًا مُغَذِّيًا لِيُحَسِّنَ صِحَّتَهُ، لٰكِنَّهُ يَتَنَاوَلُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ طَعَامًا فَاسِدًا. فَنَحْنُ لَنْ نَسْتَفِيدَ مِنَ ٱلتَّغَذِّي بِأَفْكَارِ ٱللّٰهِ مَا دُمْنَا نُفْسِدُ عُقُولَنَا بِأَفْكَارِ ٱلْعَالَمِ.
١٦ مِمَّ يَلْزَمُ أَنْ نَحْمِيَ أَنْفُسَنَا؟
١٦ وَلٰكِنْ هَلْ نَقْدِرُ أَنْ نَتَجَنَّبَ أَفْكَارَ ٱلْعَالَمِ كُلِّيًّا؟ كَلَّا. فَنَحْنُ لَا نَقْدِرُ أَنْ نَخْرُجَ مِنْهُ، وَبِٱلتَّالِي لَا مَهْرَبَ مِنَ ٱلتَّعَرُّضِ لِأَفْكَارِهِ. (١ كو ٥:٩، ١٠) حَتَّى حِينَ نُبَشِّرُ ٱلنَّاسَ، نَسْمَعُ أَفْكَارًا تَتَعَارَضُ مَعَ تَفْكِيرِ ٱللّٰهِ. لٰكِنَّنَا لَسْنَا مُضْطَرِّينَ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِيهَا أَوْ نَقْبَلَهَا. فَمِثْلَ يَسُوعَ، عَلَيْنَا أَنْ نَرْفُضَ فَوْرًا ٱلْأَفْكَارَ ٱلَّتِي يَبُثُّهَا ٱلشَّيْطَانُ. وَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَيْضًا أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلتَّعَرُّضَ دُونَ لُزُومٍ لِأَفْكَارِ ٱلْعَالَمِ. — اقرإ الامثال ٤:٢٣.
١٧ كَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا مِنَ ٱلتَّعَرُّضِ دُونَ لُزُومٍ لِأَفْكَارِ ٱلْعَالَمِ؟
١٧ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يَلْزَمُ أَنْ نَخْتَارَ أَصْدِقَاءَنَا بِعِنَايَةٍ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُحَذِّرُنَا مِنْ مُصَادَقَةِ أَشْخَاصٍ لَا يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ لِئَلَّا نَتَأَثَّرَ بِتَفْكِيرِهِمْ. (ام ١٣:٢٠؛ ١ كو ١٥:١٢، ٣٢، ٣٣) وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَيْضًا أَنْ نَأْخُذَ حَذَرَنَا عِنْدَ ٱخْتِيَارِ ٱلتَّسْلِيَةِ. فَعَلَيْنَا أَنْ نَرْفُضَ ٱلتَّسْلِيَةَ ٱلَّتِي تُرَوِّجُ نَظَرِيَّةَ ٱلتَّطَوُّرِ أَوِ ٱلْعُنْفَ أَوِ ٱلْفَسَادَ ٱلْجِنْسِيَّ. وَهٰكَذَا نَتَجَنَّبُ إِفْسَادَ عَقْلِنَا بِأَفْكَارٍ «ضِدَّ مَعْرِفَةِ ٱللّٰهِ». — ٢ كو ١٠:٥.
هَلْ تُسَاعِدُ أَوْلَادَكَ لِيَرْفُضُوا ٱلتَّسْلِيَةَ ٱلْمُؤْذِيَةَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٨، ١٩.)
١٨، ١٩ (أ) لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَحْتَرِسَ مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ ٱلَّذِي يُقَدَّمُ بِطَرِيقَةٍ مُبَطَّنَةٍ؟ (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا، وَلِمَاذَا؟
١٨ عَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نُمَيِّزَ تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ وَنَرْفُضَهُ حِينَ يُقَدَّمُ بِطَرِيقَةٍ مُبَطَّنَةٍ. مَثَلًا، تُحَرِّفُ بَعْضُ ٱلتَّقَارِيرِ ٱلْإِخْبَارِيَّةِ ٱلْمَعْلُومَاتِ لِتَدْعَمَ آرَاءً سِيَاسِيَّةً مُعَيَّنَةً. وَتُرَوِّجُ تَقَارِيرُ أُخْرَى ٱلْأَهْدَافَ وَٱلْإِنْجَازَاتِ ٱلْمُهِمَّةَ فِي نَظَرِ ٱلْعَالَمِ. وَتُشَجِّعُ بَعْضُ قِصَصِ ٱلْأَطْفَالِ بِطَرِيقَةٍ مُبَطَّنَةٍ عَلَى تَقَبُّلِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ. هٰذَا وَإِنَّ بَعْضَ ٱلْأَفْلَامِ وَٱلْكُتُبِ تُشَجِّعُ ٱلنَّاسَ أَلَّا يُفَكِّرُوا إِلَّا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَائِلَاتِهِمْ. وَتَعْرِضُ أَفْكَارًا كَهٰذِهِ عَلَى أَنَّهَا مَنْطِقِيَّةٌ وَمُسْتَحَبَّةٌ وَصَحِيحَةٌ. لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارَ تَتَعَارَضُ فِي ٱلْوَاقِعِ مَعَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَهُوَ يَقُولُ إِنَّ سَعَادَتَنَا وَسَعَادَةَ عَائِلَتِنَا تَعْتَمِدُ عَلَى مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ. — مت ٢٢:٣٦-٣٩.
١٩ طَبْعًا لَيْسَ خَطَأً أَنْ نَتَسَلَّى. وَلٰكِنْ لِيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ: ‹هَلْ أُمَيِّزُ أَفْكَارَ ٱلْعَالَمِ حِينَ تُعْرَضُ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ مُبَاشِرَةٍ؟ هَلْ أَحْمِي نَفْسِي وَأَوْلَادِي مِنْ مُشَاهَدَةِ أَوْ قِرَاءَةِ مَوَادَّ مُعَيَّنَةٍ؟ وَهَلْ أُعَلِّمُهُمْ وُجْهَةَ نَظَرِ يَهْوَهَ لِئَلَّا يَتَأَثَّرُوا بِأَفْكَارِ ٱلْعَالَمِ ٱلَّتِي يَرَوْنَهَا وَيَسْمَعُونَهَا؟›. فَلِكَيْ نَحْمِيَ أَنْفُسَنَا مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ، يَلْزَمُ أَنْ نُمَيِّزَ ٱلْفَرْقَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ.
مَنْ يُوَجِّهُ تَفْكِيرَكَ ٱلْآنَ؟
٢٠ مَنْ يُؤَثِّرُ عَلَى تَفْكِيرِنَا؟
٢٠ تَذَكَّرْ أَنَّ هُنَاكَ مَصْدَرَيْنِ فَقَطْ لِلْمَعْلُومَاتِ: يَهْوَهَ وَعَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ. وَٱلْمَصْدَرُ ٱلَّذِي تَسْتَقِي مِنْهُ مَعْلُومَاتِكَ هُوَ ٱلَّذِي يُؤَثِّرُ عَلَى تَفْكِيرِكَ. فَإِذَا تَشَرَّبْتَ ٱلْأَفْكَارَ ٱلْعَالَمِيَّةَ، فَسَتُفَكِّرُ وَتَتَصَرَّفُ بِأَنَانِيَّةٍ. لِذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ تَخْتَارَ بِٱنْتِبَاهٍ مَا تَتَأَمَّلُ فِيهِ.
٢١ مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
٢١ وَلٰكِنْ لِنَتَبَنَّى تَفْكِيرَ يَهْوَهَ، لَا يَكْفِي أَنْ نَحْمِيَ أَنْفُسَنَا مِنَ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ. فَعَلَيْنَا أَيْضًا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي أَفْكَارِ يَهْوَهَ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ.
a فِي ٱلْوَاقِعِ، يَتَأَثَّرُ ٱلْجَمِيعُ بِغَيْرِهِمْ. وَهٰذَا يَنْطَبِقُ حَتَّى عَلَى أَكْثَرِ ٱلنَّاسِ ٱسْتِقْلَالِيَّةً. فَسَوَاءٌ كُنَّا نُفَكِّرُ فِي أَصْلِ ٱلْحَيَاةِ أَوْ نَخْتَارُ ثِيَابَنَا، يَتَأَثَّرُ رَأْيُنَا إِلَى حَدٍّ مَا بِرَأْيِ ٱلْآخَرِينَ. وَلٰكِنْ فِي وِسْعِنَا أَنْ نَخْتَارَ بِمَنْ نَتَأَثَّرُ.