الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤٤

ابنِ صداقات قوية قبل ان تأتي النهاية

ابنِ صداقات قوية قبل ان تأتي النهاية

‏«اَلرَّفِيقُ ٱلْحَقِيقِيُّ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ».‏ —‏ ام ١٧:‏١٧‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٠١ اَلْعَمَلُ مَعًا بِٱتِّحَادٍ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

سَنَحْتَاجُ إِلَى أَصْدِقَاءَ حَقِيقِيِّينَ خِلَالَ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ» (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٢.‏)‏ *

١-‏٢ حَسَبَ ١ بُطْرُس ٤:‏٧،‏ ٨‏،‏ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَحْتَمِلَ ٱلضِّيقَاتِ؟‏

فِيمَا نَقْتَرِبُ مِنْ نِهَايَةِ «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ»،‏ نُوَاجِهُ ضِيقَاتٍ كَثِيرَةً.‏ (‏٢ تي ٣:‏١‏)‏ مَثَلًا فِي إِفْرِيقْيَا ٱلْغَرْبِيَّةِ،‏ غَرِقَ أَحَدُ ٱلْبُلْدَانِ بَعْدَ ٱلِٱنْتِخَابَاتِ فِي ٱلِٱضْطِرَابَاتِ وَأَعْمَالِ ٱلْعُنْفِ.‏ وَطَوَالَ أَكْثَرَ مِنْ ٦ أَشْهُرٍ،‏ لَمْ يَتَمَكَّنْ إِخْوَتُنَا ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ فِي مِنْطَقَةِ ٱلْقِتَالِ مِنَ ٱلتَّنَقُّلِ بِحُرِّيَّةٍ.‏ فَلَجَأَ بَعْضُهُمْ إِلَى إِخْوَةٍ يَعِيشُونَ فِي مَنَاطِقَ آمِنَةٍ.‏ قَالَ أَحَدُهُمْ:‏ «قَدَّرْتُ وُجُودَ أَصْدِقَاءَ إِلَى جَانِبِي فِي هٰذَا ٱلظَّرْفِ.‏ فَكُلٌّ مِنَّا شَجَّعَ ٱلْآخَرَ».‏

٢ وَعِنْدَمَا يَبْدَأُ «ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ»،‏ سَنُقَدِّرُ وُجُودَ أَصْدِقَاءَ مُحِبِّينَ إِلَى جَانِبِنَا.‏ (‏رؤ ٧:‏١٤‏)‏ لِذَا ضَرُورِيٌّ أَنْ نَبْنِيَ ٱلْآنَ صَدَاقَاتٍ قَوِيَّةً.‏ ‏(‏اقرأ ١ بطرس ٤:‏٧،‏ ٨‏.‏)‏ وَمَا حَصَلَ مَعْ إِرْمِيَا يُعَلِّمُنَا ٱلْكَثِيرَ.‏ فَأَصْدِقَاؤُهُ سَاعَدُوهُ أَنْ يَتَخَطَّى ٱلْمَصَاعِبَ فِي ٱلْفَتْرَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ دَمَارَ أُورُشَلِيمَ.‏ * فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ قِصَّتِهِ؟‏

تَعَلَّمْ مِنْ مِثَالِ إِرْمِيَا

٣ ‏(‏أ)‏ لِمَ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يَنْعَزِلَ إِرْمِيَا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا قَالَ إِرْمِيَا لِبَارُوخَ،‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟‏

٣ عَاشَ إِرْمِيَا ٤٠ سَنَةً عَلَى ٱلْأَقَلِّ بَيْنَ أَشْخَاصٍ أَشْرَارٍ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ جِيرَانُهُ وَرُبَّمَا بَعْضُ أَقْرِبَائِهِ مِنْ مَدِينَتِهِ عَنَاثُوثَ.‏ (‏ار ١١:‏٢١؛‏ ١٢:‏٦‏)‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَنْعَزِلْ.‏ فَهُوَ عَبَّرَ عَنْ مَشَاعِرِهِ لِكَاتِبِهِ ٱلْوَفِيِّ بَارُوخَ وَبِٱلتَّالِي لَنَا.‏ (‏ار ٨:‏٢١؛‏ ٩:‏١؛‏ ٢٠:‏١٤-‏١٨؛‏ ٤٥:‏١‏)‏ وَفِيمَا كَانَ بَارُوخُ يَكْتُبُ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلَّتِي مَرَّ بِهَا إِرْمِيَا،‏ لَا شَكَّ أَنَّ مَحَبَّتَهُمَا قَوِيَتْ وَزَادَ ٱلِٱحْتِرَامُ بَيْنَهُمَا.‏ —‏ ار ٢٠:‏١،‏ ٢؛‏ ٢٦:‏٧-‏١١‏.‏

٤ مَاذَا طَلَبَ يَهْوَهُ مِنْ إِرْمِيَا،‏ وَكَيْفَ قَوَّى هٰذَا ٱلتَّعْيِينُ صَدَاقَةَ إِرْمِيَا وَبَارُوخَ؟‏

٤ طَوَالَ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ،‏ حَذَّرَ إِرْمِيَا ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِشَجَاعَةٍ مِمَّا سَيَحْدُثُ لِأُورُشَلِيمَ.‏ (‏ار ٢٥:‏٣‏)‏ وَكَيْ يَدْفَعَهُمْ يَهْوَهُ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ،‏ طَلَبَ أَيْضًا مِنْ إِرْمِيَا أَنْ يَكْتُبَ تَحْذِيرَاتِهِ فِي دَرْجٍ.‏ (‏ار ٣٦:‏١-‏٤‏)‏ فَعَمِلَ إِرْمِيَا وَبَارُوخُ مَعًا،‏ طَوَالَ أَشْهُرٍ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ لِيُتَمِّمَا هٰذَا ٱلتَّعْيِينَ مِنْ يَهْوَهَ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْأَشْهُرِ،‏ لَا بُدَّ أَنَّهُمَا نَاقَشَا أَفْكَارًا تَبْنِي ٱلْإِيمَانَ.‏

٥ كَيْفَ أَظْهَرَ بَارُوخُ أَنَّهُ صَدِيقٌ حَقِيقِيٌّ لِإِرْمِيَا؟‏

٥ بَعْدَ ٱلِٱنْتِهَاءِ مِنْ كِتَابَةِ ٱلدَّرْجِ،‏ لَزِمَ أَنْ يَتَّكِلَ إِرْمِيَا عَلَى صَدِيقِهِ بَارُوخَ كَيْ يَنْقُلَ رِسَالَةَ يَهْوَهَ.‏ (‏ار ٣٦:‏٥،‏ ٦‏)‏ وَبَارُوخُ أَنْجَزَ هٰذِهِ ٱلْمُهِمَّةَ ٱلْخَطِرَةَ بِشَجَاعَةٍ.‏ تَخَيَّلْ كَمْ كَانَ إِرْمِيَا فَخُورًا بِصَدِيقِهِ لِأَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى ٱلْهَيْكَلِ وَفَعَلَ كَمَا أَوْصَاهُ.‏ (‏ار ٣٦:‏٨-‏١٠‏)‏ وَلَمَّا سَمِعَ رُؤَسَاءُ يَهُوذَا بِمَا فَعَلَهُ بَارُوخُ،‏ طَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يَقْرَأَ ٱلدَّرْجَ أَمَامَهُمْ.‏ (‏ار ٣٦:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ ثُمَّ قَرَّرُوا أَنْ يُخْبِرُوا ٱلْمَلِكَ يَهُويَاقِيمَ مَا قَالَهُ إِرْمِيَا.‏ وَنَصَحُوا بَارُوخَ:‏ «اِذْهَبْ وَٱخْتَبِئْ أَنْتَ وَإِرْمِيَا،‏ فَلَا يَعْرِفَ أَحَدٌ إِطْلَاقًا أَيْنَ أَنْتُمَا».‏ (‏ار ٣٦:‏١٦-‏١٩‏)‏ وَنَصِيحَتُهُمْ كَانَتْ فِي مَحَلِّهَا.‏

٦ مَاذَا فَعَلَ إِرْمِيَا وَبَارُوخُ عِنْدَمَا تَعَرَّضَا لِلْمُقَاوَمَةِ؟‏

٦ عِنْدَمَا سَمِعَ ٱلْمَلِكُ يَهُويَاقِيمُ كَلِمَاتِ إِرْمِيَا،‏ غَضِبَ جِدًّا وَأَحْرَقَ ٱلدَّرْجَ.‏ ثُمَّ أَمَرَ بِٱلْقَبْضِ عَلَى إِرْمِيَا وَبَارُوخَ.‏ لٰكِنَّ إِرْمِيَا لَمْ يَشْعُرْ بِٱلْخَوْفِ أَبَدًا.‏ بَلْ أَخَذَ دَرْجًا جَدِيدًا،‏ أَعْطَاهُ لِبَارُوخَ،‏ وَأَمْلَى عَلَيْهِ «كُلَّ كَلَامِ ٱلْكِتَابِ ٱلَّذِي أَحْرَقَهُ بِٱلنَّارِ يَهُويَاقِيمُ،‏ مَلِكُ يَهُوذَا».‏ —‏ ار ٣٦:‏٢٦-‏٢٨،‏ ٣٢‏.‏

٧ مَاذَا حَصَلَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ عِنْدَمَا عَمِلَ إِرْمِيَا وَبَارُوخُ مَعًا؟‏

٧ حِينَ يَمُرُّ أَشْخَاصٌ بِضِيقٍ مَعًا،‏ غَالِبًا مَا تَقْوَى عَلَاقَتُهُمْ.‏ تَخَيَّلْ إِرْمِيَا وَبَارُوخَ يُعِيدَانِ كِتَابَةَ ٱلدَّرْجِ ٱلَّذِي أَحْرَقَهُ ٱلْمَلِكُ ٱلشِّرِّيرُ يَهُويَاقِيمُ.‏ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ زَادَ ذٰلِكَ تَقْدِيرَ كُلٍّ مِنْهُمَا لِصِفَاتِ صَدِيقِهِ ٱلْحُلْوَةِ.‏ فَأَيَّةُ دُرُوسٍ نَتَعَلَّمُهَا مِنْ هٰذِهِ ٱلْقِصَّةِ؟‏

عَبِّرْ عَنْ مَشَاعِرِكَ وَأَفْكَارِكَ

٨ لِمَ رُبَّمَا صَعْبٌ أَنْ نَبْنِيَ صَدَاقَاتٍ جَدِيدَةً،‏ وَلِمَ عَلَيْنَا أَنْ نُحَاوِلَ؟‏

٨ رُبَّمَا صَعْبٌ عَلَيْنَا أَنْ نَفْتَحَ قَلْبَنَا لِلْآخَرِينَ لِأَنَّ أَحَدًا جَرَحَنَا فِي ٱلْمَاضِي.‏ (‏ام ١٨:‏١٩،‏ ٢٤‏)‏ أَوْ قَدْ نَشْعُرُ أَنْ لَا وَقْتَ لَدَيْنَا وَلَا طَاقَةَ لِنَبْنِيَ صَدَاقَاتٍ جَدِيدَةً.‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُحَاوِلَ وَنَبْذُلَ جُهْدَنَا.‏ فَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ يَقِفَ إِخْوَتُنَا إِلَى جَانِبِنَا فِي ٱلضِّيقَاتِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُقَوِّيَ ٱلْآنَ صَدَاقَتَنَا مَعْهُمْ.‏ وَإِحْدَى ٱلطُّرُقِ ٱلْمُهِمَّةِ لِفِعْلِ ذٰلِكَ هِيَ أَنْ نُخْبِرَهُمْ عَنْ أَفْكَارِنَا وَمَشَاعِرِنَا.‏ —‏ ١ بط ١:‏٢٢‏.‏

٩ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ أَنَّهُ يَثِقُ بِأَصْدِقَائِهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُقَوِّي ٱلْمُحَادَثَاتُ ٱلصَّرِيحَةُ صَدَاقَاتِنَا؟‏ أَعْطِ مِثَالًا.‏

٩ وَثِقَ يَسُوعُ بِتَلَامِيذِهِ،‏ لِذَا تَكَلَّمَ مَعْهُمْ بِصَرَاحَةٍ.‏ (‏يو ١٥:‏١٥‏)‏ وَنَحْنُ نَتَمَثَّلُ بِهِ حِينَ نُخْبِرُ إِخْوَتَنَا عَنْ أَفْرَاحِنَا وَأَحْزَانِنَا وَهُمُومِنَا.‏ أَيْضًا،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَسْتَمِعَ إِلَيْهِمْ جَيِّدًا عِنْدَمَا يَتَكَلَّمُونَ مَعْنَا.‏ فَقَدْ نَجِدُ أَنَّ لَدَيْنَا ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْأَفْكَارِ وَٱلْمَشَاعِرِ وَٱلْأَهْدَافِ ٱلْمُتَشَابِهَةِ.‏ إِلَيْكَ مِثَالَ أُخْتٍ فِي عِشْرِينَاتِهَا ٱسْمُهَا سِينْدِي.‏ فَلَدَيْهَا صَدِيقَةٌ فَاتِحَةٌ فِي سِتِّينَاتِهَا ٱسْمُهَا مَارِي لُوِيز.‏ وَهُمَا تُبَشِّرَانِ مَعًا كُلَّ خَمِيسٍ صَبَاحًا،‏ وَتَتَحَدَّثَانِ سَوِيًّا عَنْ مَوَاضِيعَ مُتَنَوِّعَةٍ.‏ تَقُولُ سِينْدِي:‏ «أُحِبُّ أَنْ أَتَكَلَّمَ مَعِ ٱلْإِخْوَةِ عَنْ مَوَاضِيعَ عَمِيقَةٍ.‏ فَهٰكَذَا أَتَعَرَّفُ إِلَيْهِمْ جَيِّدًا وَأَفْهَمُهُمْ أَكْثَرَ».‏ فِعْلًا،‏ تَقْوَى ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَ ٱلْأَصْدِقَاءِ عِنْدَمَا يَفْتَحُونَ قَلْبَهُمْ وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ.‏ وَمِثْلَ سِينْدِي،‏ إِذَا أَخَذْتَ ٱلْمُبَادَرَةَ وَتَحَدَّثْتَ مَعْ إِخْوَتِكَ بِصِدْقٍ وَصَرَاحَةٍ،‏ تَقْوَى عَلَى ٱلْأَرْجَحِ صَدَاقَتُكَ مَعْهُمْ.‏ —‏ ام ٢٧:‏٩‏.‏

اِشْتَرِكْ مَعْهُمْ فِي ٱلْخِدْمَةِ

اَلْأَصْدِقَاءُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يُبَشِّرُونَ مَعًا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٠.‏)‏

١٠ حَسَبَ ٱلْأَمْثَال ٢٧:‏١٧‏،‏ كَيْفَ يُفِيدُنَا أَنْ نُبَشِّرَ مَعْ إِخْوَتِنَا؟‏

١٠ عِنْدَمَا نُبَشِّرُ مَعْ إِخْوَتِنَا وَنَرَى صِفَاتِهِمِ ٱلْحُلْوَةَ،‏ نَتَعَلَّمُ مِنْهُمْ وَنُحِبُّهُمْ أَكْثَرَ،‏ مِثْلَمَا حَصَلَ مَعْ إِرْمِيَا وَبَارُوخَ.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ٢٧:‏١٧‏.‏)‏ فَكَيْفَ تَشْعُرُ عِنْدَمَا تَسْمَعُ رَفِيقَكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ يُدَافِعُ عَنْ إِيمَانِهِ بِشَجَاعَةٍ أَوْ يَتَكَلَّمُ بِٱقْتِنَاعٍ عَنْ يَهْوَهَ وَوُعُودِهِ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ سَتُحِبُّهُ أَكْثَرَ.‏

١١-‏١٢ أَعْطِ مِثَالًا يُوضِحُ كَيْفَ تُقَوِّي ٱلْخِدْمَةُ صَدَاقَاتِنَا.‏

١١ إِلَيْكَ مِثَالَيْنِ يُظْهِرَانِ كَيْفَ تُقَرِّبُ ٱلْخِدْمَةُ ٱلْإِخْوَةَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ.‏ طَلَبَتْ أُخْتٌ ٱسْمُهَا أَدِلِين (‏٢٣ سَنَةً)‏ مِنْ صَدِيقَتِهَا كَانْدِيس أَنْ تَذْهَبَ مَعْهَا لِتُبَشِّرَا فِي مُقَاطَعَةٍ نَادِرًا مَا تُخْدَمُ.‏ تَقُولُ أَدِلِين:‏ «أَرَدْنَا أَنْ نَزِيدَ فَرَحَنَا وَغَيْرَتَنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةُ كَانَتْ سَتُشَجِّعُنَا لِنَسْتَمِرَّ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِكُلِّ طَاقَتِنَا».‏ وَكَيْفَ ٱسْتَفَادَتَا مِنَ ٱلْخِدْمَةِ مَعًا؟‏ تُخْبِرُ أَدِلِين:‏ «فِي نِهَايَةِ كُلِّ يَوْمٍ،‏ كُنَّا نَتَكَلَّمُ عَنْ مَشَاعِرِنَا،‏ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي أَثَّرَتْ فِينَا،‏ وَكَيْفَ شَعَرْنَا أَنَّ يَهْوَهَ يُوَجِّهُنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْأَحَادِيثُ ٱلْعَمِيقَةُ فَرَّحَتْنَا وَقَوَّتْ عَلَاقَتَنَا».‏

١٢ اَلْمِثَالُ ٱلْآخَرُ هُوَ مِثَالُ أُخْتَيْنِ عَازِبَتَيْنِ مِنْ فَرَنْسَا ٱسْمُهُمَا لَيْلَى وَمَارِيَان.‏ فَهُمَا ذَهَبَتَا لِتُبَشِّرَا ٥ أَسَابِيعَ فِي بَانْغِي،‏ عَاصِمَةِ جُمْهُورِيَّةِ إِفْرِيقْيَا ٱلْوُسْطَى.‏ تَتَذَكَّرُ لَيْلَى:‏ «صَحِيحٌ أَنَّ بَعْضَ ٱلْخِلَافَاتِ حَصَلَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ مَارِيَان،‏ لٰكِنَّ ٱلتَّكَلُّمَ بِصِدْقٍ وَمَحَبَّةٍ قَوَّى عَلَاقَتَنَا.‏ فَعِنْدَمَا رَأَيْتُ كَمْ هِيَ مَرِنَةٌ وَتُحِبُّ ٱلنَّاسَ وَغَيُورَةٌ فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ صِرْتُ أُقَدِّرُهَا أَكْثَرَ».‏ طَبْعًا،‏ لَا دَاعِيَ أَنْ تُسَافِرَ إِلَى بَلَدٍ آخَرَ لِتُقَوِّيَ عَلَاقَتَكَ بِٱلْإِخْوَةِ.‏ فَكُلَّ مَرَّةٍ تُبَشِّرُ مَعْ أَحَدِ ٱلنَّاشِرِينَ فِي جَمَاعَتِكَ،‏ لَدَيْكَ فُرْصَةٌ أَنْ تَتَعَرَّفَ إِلَيْهِ أَكْثَرَ.‏

سَامِحْ وَرَكِّزْ عَلَى ٱلصِّفَاتِ ٱلْحُلْوَةِ

١٣ أَيُّ تَحَدٍّ قَدْ نُوَاجِهُهُ عِنْدَمَا نَقْضِي وَقْتًا مَعْ إِخْوَتِنَا؟‏

١٣ عِنْدَمَا نَقْضِي وَقْتًا مَعْ إِخْوَتِنَا،‏ لَا نَرَى نِقَاطَ قُوَّتِهِمْ فَقَطْ،‏ بَلْ أَيْضًا ضَعَفَاتِهِمْ.‏ فَكَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى عَلَاقَةٍ قَوِيَّةٍ بِهِمْ؟‏ لِنَرَ مَاذَا سَاعَدَ إِرْمِيَا أَنْ يَرَى ٱلصِّفَاتِ ٱلْحُلْوَةَ فِي ٱلْآخَرِينَ وَيُسَامِحَهُمْ عَلَى أَغْلَاطِهِمْ.‏

١٤ مَاذَا تَعَلَّمَ إِرْمِيَا عَنْ يَهْوَهَ،‏ وَكَيْفَ سَاعَدَهُ ذٰلِكَ؟‏

١٤ كَتَبَ إِرْمِيَا ٱلسِّفْرَ ٱلَّذِي يَحْمِلُ ٱسْمَهُ،‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَيْضًا سِفْرَيْ مُلُوكِ ٱلْأَوَّلَ وَٱلثَّانِيَ.‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ هٰذَا ٱلتَّعْيِينَ سَاعَدَهُ أَنْ يَرَى كَمْ يَهْوَهُ رَحِيمٌ مَعِ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ.‏ مَثَلًا،‏ عَرَفَ إِرْمِيَا أَنَّ ٱلْمَلِكَ أَخْآبَ تَابَ عَنْ أَعْمَالِهِ ٱلسَّيِّئَةِ،‏ فَلَمْ يَقْضِ يَهْوَهُ عَلَى عَائِلَتِهِ خِلَالَ حَيَاتِهِ.‏ (‏١ مل ٢١:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ أَيْضًا،‏ عَرَفَ إِرْمِيَا أَنَّ مَنَسَّى كَانَ شِرِّيرًا جِدًّا،‏ حَتَّى إِنَّهُ أَغْضَبَ يَهْوَهَ أَكْثَرَ مِنْ أَخْآبَ.‏ لٰكِنْ عِنْدَمَا تَابَ،‏ سَامَحَهُ يَهْوَهُ.‏ (‏٢ مل ٢١:‏١٦،‏ ١٧؛‏ ٢ اخ ٣٣:‏١٠-‏١٣‏)‏ وَهَاتَانِ ٱلْقِصَّتَانِ سَاعَدَتَا إِرْمِيَا أَنْ يَتَمَثَّلَ بِيَهْوَهَ وَيَكُونَ صَبُورًا وَرَحِيمًا مَعْ أَصْدِقَائِهِ.‏ —‏ مز ١٠٣:‏٨،‏ ٩‏.‏

١٥ كَيْفَ تَمَثَّلَ إِرْمِيَا بِيَهْوَهَ حِينَ فَقَدَ بَارُوخُ تَرْكِيزَهُ عَلَى تَعْيِينِهِ؟‏

١٥ لَاحِظْ مَثَلًا كَيْفَ سَاعَدَ إِرْمِيَا بَارُوخَ عِنْدَمَا فَقَدَ وَقْتِيًّا تَرْكِيزَهُ عَلَى تَعْيِينِهِ.‏ فَبَدَلَ أَنْ يَقْطَعَ ٱلْأَمَلَ مِنْهُ،‏ نَقَلَ إِلَيْهِ رِسَالَةً مِنَ ٱللهِ لَطِيفَةً وَصَرِيحَةً فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ.‏ (‏ار ٤٥:‏١-‏٥‏)‏ فَأَيَّةُ دُرُوسٍ نَتَعَلَّمُهَا مِنْ هٰذِهِ ٱلْقِصَّةِ؟‏

اَلْأَصْدِقَاءُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يُسَامِحُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٦.‏)‏

١٦ حَسَبَ ٱلْأَمْثَال ١٧:‏٩‏،‏ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى صَدَاقَتِنَا مَعْ إِخْوَتِنَا؟‏

١٦ طَبْعًا،‏ إِخْوَتُنَا لَيْسُوا كَامِلِينَ.‏ لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ كَيْ نُحَافِظَ عَلَى صَدَاقَتِنَا مَعْهُمْ.‏ فَإِذَا أَخْطَأَ أَحَدُهُمْ،‏ فَقَدْ نُعْطِيهِ نَصِيحَةً لَطِيفَةً وَصَرِيحَةً مُؤَسَّسَةً عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏مز ١٤١:‏٥‏)‏ وَحَتَّى لَوْ جَرَحَنَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُسَامِحَ وَنَنْسَى.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ١٧:‏٩‏.‏)‏ فِعْلًا،‏ مُهِمٌّ جِدًّا فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى صِفَاتِ إِخْوَتِنَا ٱلْحُلْوَةِ،‏ لَا عَلَى أَغْلَاطِهِمْ.‏ فَهٰذَا يُقَوِّي صَدَاقَتَنَا مَعْهُمْ.‏ وَنَحْنُ سَنَحْتَاجُ إِلَى هٰذِهِ ٱلصَّدَاقَاتِ خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.‏

كُنْ مُحِبًّا وَوَفِيًّا

١٧ كَيْفَ بَرْهَنَ إِرْمِيَا أَنَّهُ صَدِيقٌ حَقِيقِيٌّ وَقْتَ ٱلضِّيقِ؟‏

١٧ بَرْهَنَ إِرْمِيَا أَنَّهُ صَدِيقٌ حَقِيقِيٌّ وَقْتَ ٱلضِّيقِ.‏ فَعِنْدَمَا رُمِيَ فِي بِئْرٍ مَلِيئَةٍ بِٱلْوَحْلِ،‏ أَنْقَذَهُ مُوَظَّفٌ فِي بَلَاطِ ٱلْمَلِكِ ٱسْمُهُ عَبْدَ مَلِكُ.‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ خَافَ عَبْدَ مَلِكُ أَنْ يُؤْذِيَهُ ٱلرُّؤَسَاءُ.‏ وَحِينَ سَمِعَ إِرْمِيَا بِٱلْأَمْرِ،‏ لَمْ يَتْرُكْ صَدِيقَهُ يُوَاجِهُ ٱلْمُشْكِلَةَ وَحْدَهُ.‏ فَمَعْ أَنَّ إِرْمِيَا كَانَ مَسْجُونًا،‏ فَعَلَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ لِيُسَاعِدَ عَبْدَ مَلِكَ.‏ فَهُوَ نَقَلَ إِلَيْهِ وَعْدًا مُشَجِّعًا مِنْ يَهْوَهَ لِيُطَمْئِنَهُ.‏ —‏ ار ٣٨:‏٧-‏١٣؛‏ ٣٩:‏١٥-‏١٨‏.‏

اَلْأَصْدِقَاءُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَقِفُونَ إِلَى جَانِبِ إِخْوَتِهِمْ فِي ٱلظُّرُوفِ ٱلصَّعْبَةِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٨.‏)‏

١٨ حَسَبَ ٱلْأَمْثَال ١٧:‏١٧‏،‏ مَاذَا نَفْعَلُ عِنْدَمَا يَمُرُّ أَصْدِقَاؤُنَا بِظُرُوفٍ صَعْبَةٍ؟‏

١٨ وَٱلْيَوْمَ،‏ يُوَاجِهُ إِخْوَتُنَا مَصَاعِبَ عَدِيدَةً.‏ مَثَلًا،‏ يُعَانِي كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْحُرُوبِ أَوِ ٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ.‏ فِي أَوْقَاتٍ كَهٰذِهِ،‏ قَدْ نَفْتَحُ بُيُوتَنَا لَهُمْ أَوْ نُسَاعِدُهُمْ مَادِّيًّا.‏ وَلٰكِنْ بِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِهِمْ.‏ وَإِذَا عَلِمْنَا أَنَّ أَخًا كَئِيبٌ،‏ فَرُبَّمَا لَا نَعْرِفُ مَاذَا نَقُولُ أَوْ مَاذَا نَفْعَلُ.‏ لٰكِنْ نَقْدِرُ جَمِيعًا أَنْ نُسَاعِدَ.‏ مَثَلًا،‏ قَدْ نَقْضِي وَقْتًا مَعْهُ،‏ نَسْتَمِعُ إِلَيْهِ،‏ نَتَعَاطَفُ مَعْهُ،‏ أَوْ نَقْرَأُ لَهُ آيَةً مُعَزِّيَةً نُحِبُّهَا.‏ (‏اش ٥٠:‏٤‏)‏ فَٱلْمُهِمُّ هُوَ أَنْ نَكُونَ بِجَانِبِ أَصْدِقَائِنَا عِنْدَمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْنَا.‏ —‏ اقرإ الامثال ١٧:‏١٧‏.‏

١٩ كَيْفَ سَتُسَاعِدُنَا صَدَاقَاتُنَا ٱلْقَوِيَّةُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏

١٩ لِنُصَمِّمْ أَنْ نَبْنِيَ ٱلْآنَ صَدَاقَاتٍ قَوِيَّةً مَعْ إِخْوَتِنَا وَنُحَافِظَ عَلَيْهَا.‏ فَأَعْدَاؤُنَا سَيُحَاوِلُونَ أَنْ يُقَسِّمُونَا مِنْ خِلَالِ نَشْرِ ٱلْأَكَاذِيبِ.‏ وَهَدَفُهُمْ هُوَ أَنْ نَنْقَلِبَ بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ.‏ لٰكِنَّهُمْ لَنْ يَنْجَحُوا.‏ فَهُمْ لَنْ يَقْدِرُوا أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَنَا أَوْ يُدَمِّرُوا صَدَاقَاتِنَا.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ هٰذِهِ ٱلصَّدَاقَاتُ لَنْ تَدُومَ حَتَّى نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ فَقَطْ بَلْ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٢٤ هَيَّا نَصْعَدُ جَبَلَ بَيْتِ يَهْوَهَ!‏

^ ‎الفقرة 5‏ نَحْنُ نَقْتَرِبُ مِنَ ٱلنِّهَايَةِ،‏ لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نُقَوِّيَ عَلَاقَتَنَا بِإِخْوَتِنَا.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَتَعَلَّمُ عَنْ مِثَالِ إِرْمِيَا.‏ وَسَنَرَى أَيْضًا كَيْفَ يُسَاعِدُنَا بِنَاءُ صَدَاقَاتٍ قَوِيَّةٍ ٱلْآنَ أَنْ نَحْتَمِلَ ٱلْمَصَاعِبَ.‏

^ ‎الفقرة 2‏ اَلْأَحْدَاثُ فِي سِفْرِ إِرْمِيَا لَيْسَتْ مَكْتُوبَةً بِٱلتَّرْتِيبِ ٱلزَّمَنِيِّ.‏

^ ‎الفقرة 57‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ نَرَى فِي هٰذِهِ ٱلصُّورَةِ مَا قَدْ يَحْدُثُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ خِلَالَ «ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ»:‏ إِخْوَةٌ وَأَخَوَاتٌ مُخْتَبِئُونَ مَعًا فِي عُلِّيَّةٍ وَيُشَجِّعُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.‏ وَتُظْهِرُ ٱلصُّوَرُ ٱلثَّلَاثُ ٱلتَّالِيَةُ أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ نَفْسَهُمْ كَانُوا قَدْ بَنَوْا صَدَاقَاتٍ قَوِيَّةً قَبْلَ أَنْ يَبْدَأَ ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ.‏