الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤٦

لا تخف،‏ يهوه معك

لا تخف،‏ يهوه معك

‏«لَنْ أَتْرُكَكَ وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ».‏ —‏ عب ١٣:‏٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٥٥ لَا تَخَافُوا!‏

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ مَاذَا يُشَجِّعُنَا عِنْدَمَا نَشْعُرُ أَنَّنَا وَحْدَنَا فِي ظَرْفٍ صَعْبٍ؟‏ (‏مزمور ١١٨:‏٥-‏٧‏)‏

هَلْ شَعَرْتَ يَوْمًا أَنَّكَ تُوَاجِهُ وَحْدَكَ ظَرْفًا صَعْبًا؟‏ كَثِيرُونَ مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ شَعَرُوا مِثْلَكَ.‏ (‏١ مل ١٩:‏١٤‏)‏ وَلٰكِنْ لَا تَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ وَعَدَكَ:‏ «لَنْ أَتْرُكَكَ وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ».‏ لِذَا تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ بِثِقَةٍ:‏ «يَهْوَهُ مُعِينِي فَلَا أَخَافُ».‏ (‏عب ١٣:‏٥،‏ ٦‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ كَتَبَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى إِخْوَتِهِ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ نَحْوَ سَنَةِ ٦١  ب‌م.‏ وَهِيَ تُذَكِّرُنَا بِٱلْأَفْكَارِ ٱلْمُشَجِّعَةِ فِي ٱلْمَزْمُور ١١٨:‏٥-‏٧‏.‏ (‏اقرأها)‏

٢ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٢ مِثْلَ كَاتِبِ ٱلْمَزْمُورِ،‏ عَرَفَ بُولُسُ مِنْ تَجْرِبَتِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ أَنَّ يَهْوَهَ لَنْ يَتْرُكَهُ وَحْدَهُ إِذَا وَاجَهَ ٱلْمَشَاكِلَ.‏ مَثَلًا،‏ قَبْلَ أَنْ يَكْتُبَ رِسَالَتَهُ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ بِسَنَتَيْنِ تَقْرِيبًا،‏ قَامَ بِرِحْلَةٍ خَطِرَةٍ فِي ٱلْبَحْرِ وَسَطَ ٱلرِّيَاحِ وَٱلْعَوَاصِفِ.‏ (‏اع ٢٧:‏٤،‏ ١٥،‏ ٢٠‏)‏ وَخِلَالَ هٰذِهِ ٱلرِّحْلَةِ وَٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي قَبْلَهَا،‏ كَانَ يَهْوَهُ مَعَهُ وَسَاعَدَهُ بِعِدَّةِ طُرُقٍ.‏ وَسَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ كَيْفَ دَعَمَهُ بِثَلَاثِ طُرُقٍ:‏ يَسُوعَ وَٱلْمَلَائِكَةِ،‏ أَشْخَاصٍ فِي ٱلسُّلْطَةِ،‏ وَٱلْإِخْوَةِ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ.‏ وَفِيمَا نُرَاجِعُ هٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثَ فِي حَيَاةِ بُولُسَ،‏ سَتَزْدَادُ ثِقَتُنَا بِوَعْدِ يَهْوَهَ أَنْ يَسْتَجِيبَ صَلَوَاتِنَا وَيُسَاعِدُنَا.‏

دَعْمٌ مِنْ يَسُوعَ وَٱلْمَلَائِكَةِ

٣ مَاذَا رُبَّمَا فَكَّرَ بُولُسُ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٣ حَوَالَيْ سَنَةِ ٥٦  ب‌م،‏ مَرَّ بُولُسُ بِظَرْفٍ صَعْبٍ وَٱحْتَاجَ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ.‏ فَقَدْ جَرَّهُ جَمْعٌ مِنَ ٱلنَّاسِ خَارِجَ ٱلْهَيْكَلِ فِي أُورُشَلِيمَ وَحَاوَلُوا أَنْ يَقْتُلُوهُ.‏ وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي عِنْدَمَا وَقَفَ أَمَامَ ٱلسَّنْهَدْرِيمِ،‏ كَادَ أَعْدَاؤُهُ يُمَزِّقُونَهُ.‏ (‏اع ٢١:‏٣٠-‏٣٢؛‏ ٢٢:‏٣٠؛‏ ٢٣:‏٦-‏١٠‏)‏ وَآنَذَاكَ،‏ رُبَّمَا فَكَّرَ فِي نَفْسِهِ:‏ ‹كَمْ سَأَتَحَمَّلُ بَعْدُ؟‏!‏›.‏

٤ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ بُولُسَ بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ؟‏

٤ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ بُولُسَ؟‏ فِي ٱللَّيْلِ بَعْدَ سَجْنِ بُولُسَ،‏ ظَهَرَ لَهُ يَسُوعُ وَقَالَ:‏ «تَشَجَّعْ جِدًّا!‏ لِأَنَّكَ كَمَا كُنْتَ تَشْهَدُ كَامِلًا بِمَا لِي فِي أُورُشَلِيمَ،‏ كَذٰلِكَ لَا بُدَّ أَنْ تَشْهَدَ فِي رُومَا أَيْضًا».‏ (‏اع ٢٣:‏١١‏)‏ فَيَسُوعُ مَدَحَ بُولُسَ لِأَنَّهُ بَشَّرَ بِهِ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ وَوَعَدَهُ أَنْ يَصِلَ بِخَيْرٍ إِلَى رُومَا وَيُبَشِّرَ هُنَاكَ أَيْضًا.‏ وَكَمْ كَانَ هٰذَا ٱلتَّشْجِيعُ فِي وَقْتِهِ!‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ بُولُسَ ٱرْتَاحَ وَٱطْمَأَنَّ كَمَا يَطْمَئِنُّ ٱلطِّفْلُ ٱلصَّغِيرُ فِي حِضْنِ أُمِّهِ.‏

خِلَالَ عَاصِفَةٍ قَوِيَّةٍ فِي ٱلْبَحْرِ،‏ مَلَاكٌ يُطَمِّنُ بُولُسَ أَنَّ كُلَّ مَنْ فِي ٱلسَّفِينَةِ سَيَنْجُونَ مِنَ ٱلْمَوْتِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ٥.‏)‏

٥ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ بُولُسَ بِوَاسِطَةِ مَلَاكٍ؟‏ (‏اُنْظُرْ صُورَةَ ٱلْغِلَافِ.‏)‏

٥ وَلٰكِنْ كَانَ هُنَاكَ مَشَاكِلُ أُخْرَى بِٱنْتِظَارِ بُولُسَ.‏ فَبَعْدَ سَنَتَيْنِ تَقْرِيبًا عَلَى هٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثِ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ كَانَ مُبْحِرًا فِي سَفِينَةٍ مُتَّجِهَةٍ إِلَى إِيطَالِيَا.‏ فَهَبَّتْ عَاصِفَةٌ قَوِيَّةٌ لِدَرَجَةِ أَنَّ طَاقِمَ ٱلسَّفِينَةِ وَٱلرُّكَّابَ فَكَّرُوا أَنَّهُمْ سَيَمُوتُونَ.‏ لٰكِنَّ بُولُسَ لَمْ يَخَفْ.‏ وَٱلسَّبَبُ وَاضِحٌ مِنْ كَلِمَاتِهِ إِلَيْهِمْ:‏ «وَقَفَ بِي هٰذِهِ ٱللَّيْلَةَ مَلَاكُ ٱلْإِلٰهِ ٱلَّذِي أَنَا لَهُ وَٱلَّذِي أُؤَدِّي لَهُ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً،‏ قَائِلًا:‏ ‹لَا تَخَفْ يَا بُولُسُ.‏ فَلَا بُدَّ لَكَ أَنْ تَقِفَ أَمَامَ قَيْصَرَ،‏ وَهَا إِنَّ ٱللهَ قَدْ وَهَبَكَ جَمِيعَ ٱلْمُبْحِرِينَ مَعَكَ›».‏ فَيَهْوَهُ ٱسْتَخْدَمَ مَلَاكًا لِيُطَمِّنَ بُولُسَ مَرَّةً أُخْرَى.‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ وَصَلَ بُولُسُ سَالِمًا إِلَى رُومَا.‏ —‏ اع ٢٧:‏٢٠-‏٢٥؛‏ ٢٨:‏١٦‏.‏

٦ بِمَ يَعِدُنَا يَسُوعُ،‏ وَلِمَ نَحْتَاجُ إِلَى وَعْدِهِ؟‏

٦ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ؟‏ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ،‏ كَمَا سَاعَدَ بُولُسَ.‏ مَثَلًا،‏ يَعِدُ يَسُوعُ كُلَّ أَتْبَاعِهِ:‏ «سَأَكُونُ مَعَكُمْ دَائِمًا إِلَى أَنْ تَأْتِيَ نِهَايَةُ ٱلْعَالَمِ».‏ (‏مت ٢٨:‏٢٠‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ تُشَجِّعُنَا لِأَنَّنَا نَمُرُّ أَحْيَانًا بِظُرُوفٍ صَعْبَةٍ.‏ فَعِنْدَمَا نَخْسَرُ حَبِيبًا لَنَا فِي ٱلْمَوْتِ،‏ يَحُزُّ ٱلْأَلَمُ فِي قَلْبِنَا رُبَّمَا لِسَنَوَاتٍ.‏ أَوْ قَدْ نُعَانِي كَثِيرًا بِسَبَبِ ٱلْكِبَرِ فِي ٱلْعُمْرِ.‏ أَوْ رُبَّمَا نُحَارِبُ مَشَاعِرَ ٱلْحُزْنِ وَٱلْكَآبَةِ.‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ نَحْنُ نَتَحَمَّلُ لِأَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ يَسُوعَ مَعَنَا ‏«دَائِمًا»،‏ حَتَّى فِي أَسْوَإِ أَيَّامِ حَيَاتِنَا.‏ —‏ مت ١١:‏٢٨-‏٣٠‏.‏

يَدْعَمُنَا ٱلْمَلَائِكَةُ وَيُوَجِّهُونَنَا عِنْدَمَا نُبَشِّرُ ٱلنَّاسَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ٧.‏)‏

٧ حَسَبَ ٱلرُّؤْيَا ١٤:‏٦‏،‏ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ؟‏

٧ تُؤَكِّدُ لَنَا كَلِمَةُ يَهْوَهَ أَنَّهُ يُسَاعِدُنَا بِوَاسِطَةِ مَلَائِكَتِهِ.‏ (‏عب ١:‏٧،‏ ١٤‏)‏ فَهُمْ يَدْعَمُونَنَا وَيُوَجِّهُونَنَا حِينَ نَنْقُلُ ٱلْأَخْبَارَ ٱلْحُلْوَةَ عَنْ مَمْلَكَةِ ٱللهِ،‏ إِلَى ٱلنَّاسِ مِنْ «كُلِّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلُغَةٍ».‏ —‏ مت ٢٤:‏١٣،‏ ١٤‏؛‏ اقرإ الرؤيا ١٤:‏٦‏.‏

دَعْمٌ مِنْ أَشْخَاصٍ فِي ٱلسُّلْطَةِ

٨ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ بُولُسَ بِوَاسِطَةِ قَائِدٍ رُومَانِيٍّ؟‏

٨ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ بُولُسَ؟‏ سَنَةَ ٥٦  ب‌م،‏ أَكَّدَ يَسُوعُ لِبُولُسَ أَنَّهُ سَيَصِلُ إِلَى رُومَا.‏ لٰكِنَّ بَعْضَ ٱلْيَهُودِ فِي أُورُشَلِيمَ كَانُوا يُخَطِّطُونَ لِقَتْلِهِ.‏ وَعِنْدَمَا عَرَفَ بِذٰلِكَ قَائِدُ ٱلْجُنْدِ ٱلْرُومَانِيُّ كُلُودِيُوسُ لِيسِيَاسُ،‏ تَدَخَّلَ وَأَنْقَذَهُ.‏ فَأَرْسَلَ بِسُرْعَةٍ عَدَدًا كَبِيرًا مِنَ ٱلْجُنُودِ لِيُرَافِقُوهُ إِلَى قَيْصَرِيَّةَ مَسَافَةَ ١٠٥ كلم تَقْرِيبًا.‏ وَهُنَاكَ،‏ أَمَرَ ٱلْحَاكِمُ فِيلِكْسُ أَنْ يَبْقَى بُولُسُ «تَحْتَ حِرَاسَةٍ فِي قَصْرِ هِيرُودُسَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيِّ».‏ وَهٰكَذَا لَمْ يَعُدْ أَعْدَاءُ بُولُسَ قَادِرِينَ أَنْ يُؤْذُوهُ.‏ —‏ اع ٢٣:‏١٢-‏٣٥‏.‏

٩ كَيْفَ سَاعَدَ ٱلْحَاكِمُ فِسْتُوسُ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ؟‏

٩ بَعْدَ سَنَتَيْنِ،‏ كَانَ بُولُسُ لَا يَزَالُ سَجِينًا فِي قَيْصَرِيَّةَ.‏ وَكَانَ فِسْتُوسُ قَدِ ٱسْتَلَمَ ٱلْحُكْمَ بَدَلَ فِيلِكْسَ.‏ فَتَرَجَّاهُ ٱلْيَهُودُ أَنْ يَجْلُبَ بُولُسَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُحَاكِمُوهُ،‏ لٰكِنَّهُ رَفَضَ.‏ فَرُبَّمَا عَرَفَ أَنَّهُمْ يُخَطِّطُونَ «لِيَقْضُوا عَلَيْهِ فِي ٱلطَّرِيقِ».‏ —‏ اع ٢٤:‏٢٧–‏٢٥:‏٥‏.‏

١٠ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِسْتُوسَ عَلَى طَلَبِ بُولُسَ؟‏

١٠ فِي مَا بَعْدُ،‏ ٱنْعَقَدَتْ مُحَاكَمَةُ بُولُسَ فِي قَيْصَرِيَّةَ.‏ وَلِأَنَّ فِسْتُوسَ أَرَادَ أَنْ يُرْضِيَ ٱلْيَهُودَ،‏ سَأَلَ بُولُسَ:‏ «أَتُرِيدُ أَنْ تَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَتُحَاكَمَ هُنَاكَ أَمَامِي؟‏».‏ عَرَفَ بُولُسُ أَنَّهُ قَدْ يُقْتَلُ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ وَعَرَفَ أَيْضًا كَيْفَ يُنْقِذُ حَيَاتَهُ وَيَصِلُ إِلَى رُومَا كَيْ يُكْمِلَ خِدْمَتَهُ.‏ لِذَا جَاوَبَهُ:‏ «إِلَى قَيْصَرَ أَرْفَعُ دَعْوَايَ!‏».‏ فَتَكَلَّمَ فِسْتُوسُ مَعْ مُسْتَشَارِيهِ،‏ ثُمَّ قَالَ لِبُولُسَ:‏ «إِلَى قَيْصَرَ رَفَعْتَ دَعْوَاكَ،‏ فَإِلَى قَيْصَرَ تَذْهَبُ».‏ وَقَرَارُ فِسْتُوسَ أَنْقَذَ بُولُسَ مِنْ يَدِ أَعْدَائِهِ.‏ وَبَعْدَ وَقْتٍ قَصِيرٍ،‏ وَصَلَ بُولُسُ إِلَى رُومَا.‏ وَصَارَ مِنْ جَدِيدٍ بَعِيدًا عَنِ ٱلَّذِينَ يَنْوُونَ لَهُ ٱلشَّرَّ.‏ —‏ اع ٢٥:‏٦-‏١٢‏.‏

١١ أَيَّةُ كَلِمَاتٍ مُشَجِّعَةٍ رُبَّمَا فَكَّرَ فِيهَا بُولُسُ؟‏

١١ عِنْدَمَا كَانَ بُولُسُ يَنْتَظِرُ أَنْ تَبْدَأَ رِحْلَتُهُ إِلَى إِيطَالِيَا،‏ رُبَّمَا فَكَّرَ فِي تَحْذِيرِ يَهْوَهَ لِلْأَشْرَارِ بِفَمِ إِشَعْيَا:‏ «خَطِّطُوا خُطَّةً فَتَبْطُلُ!‏ تَكَلَّمُوا كَلِمَةً فَلَا تَثْبُتُ،‏ لِأَنَّ ٱللهَ مَعَنَا!‏».‏ (‏اش ٨:‏١٠‏)‏ فَبُولُسُ كَانَ مُتَأَكِّدًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَكُونُ مَعَهُ،‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ هٰذَا قَوَّاهُ لِيُوَاجِهَ ٱلصُّعُوبَاتِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُهُ.‏

كَمَا فِي ٱلْمَاضِي،‏ قَدْ يُوَجِّهُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلسُّلْطَةِ لِيَحْمُوا خُدَّامَهُ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ١٢.‏)‏

١٢ كَيْفَ عَامَلَ يُولِيُوسُ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ،‏ وَمَاذَا أَدْرَكَ بُولُسُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ؟‏

١٢ سَنَةَ ٥٨  ب‌م،‏ بَدَأَ بُولُسُ رِحْلَتَهُ إِلَى إِيطَالِيَا.‏ وَكَسَجِينٍ،‏ وُضِعَ تَحْتَ سُلْطَةِ ضَابِطٍ رُومَانِيٍّ ٱسْمُهُ يُولِيُوسُ.‏ وَمُنْذُ تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ،‏ كَانَ فِي يَدِ يُولِيُوسَ أَنْ يُنَكِّدَ حَيَاةَ بُولُسَ أَوْ يُسَهِّلَهَا.‏ فَكَيْفَ ٱسْتَعْمَلَ سُلْطَتَهُ؟‏ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلتَّالِي عِنْدَمَا تَوَقَّفَتِ ٱلسَّفِينَةُ،‏ «عَامَلَ يُولِيُوسُ بُولُسَ بِلُطْفٍ إِنْسَانِيٍّ وَسَمَحَ لَهُ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أَصْدِقَائِهِ».‏ وَفِي مَا بَعْدُ،‏ أَنْقَذَ يُولِيُوسُ حَيَاةَ بُولُسَ.‏ كَيْفَ؟‏ حِينَ تَحَطَّمَتِ ٱلسَّفِينَةُ،‏ أَرَادَ ٱلْجُنُودُ أَنْ يَقْتُلُوا كُلَّ ٱلسُّجَنَاءِ عَلَى مَتْنِهَا كَيْ لَا يَهْرُبُوا.‏ لٰكِنَّ يُولِيُوسَ مَنَعَهُمْ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّهُ «رَغِبَ أَنْ يُنَجِّيَ بُولُسَ».‏ وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ أَدْرَكَ بُولُسُ أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَخْدَمَ هٰذَا ٱلضَّابِطَ ٱلَّذِي قَلْبُهُ طَيِّبٌ كَيْ يَحْمِيَهُ.‏ —‏ اع ٢٧:‏١-‏٣،‏ ٤٢-‏٤٤‏.‏

‏(‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ١٣.‏)‏

١٣ كَيْفَ قَدْ يُوَجِّهُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلسُّلْطَةِ؟‏

١٣ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ؟‏ قَدْ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ لِيَدْفَعَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلسُّلْطَةِ أَنْ يَفْعَلُوا مَا يُرِيدُهُ،‏ طَبْعًا حِينَ يَنْسَجِمُ ذٰلِكَ مَعْ قَصْدِهِ.‏ كَتَبَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ:‏ «قَلْبُ ٱلْمَلِكِ كَجَدَاوِلِ مَاءٍ فِي يَدِ يَهْوَهَ.‏ حَيْثُمَا سُرَّ يُوَجِّهُهُ».‏ (‏ام ٢١:‏١‏)‏ مَا مَعْنَى هٰذَا ٱلْمَثَلِ؟‏ اَلنَّاسُ أَحْيَانًا يَحْفِرُونَ قَنَاةً لِيُوَجِّهُوا مَجْرَى مَاءٍ كَمَا يُرِيدُونَ.‏ بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ،‏ يَقْدِرُ يَهْوَهُ أَنْ يَسْتَعْمِلَ رُوحَهُ لِيُوَجِّهَ أَفْكَارَ ٱلْحُكَّامِ كَيْ تَصِيرَ مُنْسَجِمَةً مَعْ قَصْدِهِ.‏ وَهٰكَذَا يَنْدَفِعُونَ أَنْ يَأْخُذُوا قَرَارَاتٍ لِصَالِحِ شَعْبِهِ.‏ —‏ قارن عزرا ٧:‏٢١،‏ ٢٥،‏ ٢٦‏.‏

١٤ بِنَاءً عَلَى ٱلْأَعْمَال ١٢:‏٥‏،‏ مِنْ أَجْلِ مَنْ جَيِّدٌ أَنْ نُصَلِّيَ؟‏

١٤ مَا دَوْرُنَا نَحْنُ؟‏ جَيِّدٌ أَنْ نُصَلِّيَ مِنْ أَجْلِ ٱلْحُكَّامِ وَأَصْحَابِ ٱلسُّلْطَةِ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ قَرَارَاتٍ تُؤَثِّرُ عَلَى خِدْمَتِنَا وَحَيَاتِنَا.‏ (‏١ تي ٢:‏١،‏ ٢؛‏ نح ١:‏١١‏)‏ وَمِثْلَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ نَحْنُ أَيْضًا نُصَلِّي مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْمَحْبُوسِينَ.‏ ‏(‏اقرإ الاعمال ١٢:‏٥؛‏ عب ١٣:‏٣‏)‏ وَأَكْثَرُ مِنْ ذٰلِكَ،‏ يُمْكِنُ أَنْ نَتَرَجَّى يَهْوَهَ أَنْ يُوَجِّهَ أَفْكَارَ حُرَّاسِ ٱلسِّجْنِ كَيْ يَنْدَفِعُوا،‏ مِثْلَ يُولِيُوسَ،‏ أَنْ يُعَامِلُوا إِخْوَتَنَا «بِلُطْفٍ إِنْسَانِيٍّ».‏ —‏ اُنْظُرِ «ٱلْمُلَاحَظَاتِ» فِي ٱلطَّبْعَةِ ٱلدِّرَاسِيَّةِ لِتَرْجَمَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ عَلَى ٱلْأَعْمَال ٢٧:‏٣ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏.‏

دَعْمٌ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ

١٥-‏١٦ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ بُولُسَ بِوَاسِطَةِ أَرِسْتَرْخُسَ وَلُوقَا؟‏

١٥ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ بُولُسَ؟‏ فِي رِحْلَةِ بُولُسَ إِلَى رُومَا،‏ سَاعَدَهُ يَهْوَهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ مِنْ خِلَالِ إِخْوَتِهِ.‏ وَهٰذِهِ بَعْضُ ٱلْأَمْثِلَةِ.‏

١٦ قَرَّرَ صَدِيقَا بُولُسَ ٱلْوَفِيَّانِ أَرِسْتَرْخُسُ وَلُوقَا أَنْ يُسَافِرَا مَعَهُ إِلَى رُومَا.‏ * وَكَانَا مُسْتَعِدَّيْنِ أَنْ يُخَاطِرَا بِحَيَاتِهِمَا لِيَكُونَا مَعَهُ،‏ مَعْ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَعِدْهُمَا كَمَا يَبْدُو أَنْ يَصِلَا بِخَيْرٍ.‏ فَهُمَا عَرَفَا خِلَالَ ٱلرِّحْلَةِ ٱلصَّعْبَةِ أَنَّهُمَا سَيَنْجُوَانِ مِنَ ٱلْمَوْتِ.‏ لِذٰلِكَ عِنْدَمَا صَعِدَا إِلَى ٱلسَّفِينَةِ فِي قَيْصَرِيَّةَ،‏ لَا بُدَّ أَنَّ بُولُسَ شَكَرَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ عَلَى هٰذَيْنِ ٱلصَّدِيقَيْنِ ٱلشُّجَاعَيْنِ.‏ —‏ اع ٢٧:‏١،‏ ٢،‏ ٢٠-‏٢٥‏.‏

١٧ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ بُولُسَ بِوَاسِطَةِ ٱلْإِخْوَةِ؟‏

١٧ خِلَالَ ٱلرِّحْلَةِ إِلَى رُومَا،‏ سَاعَدَ ٱلْإِخْوَةُ بُولُسَ مَرَّاتٍ عَدِيدَةً.‏ مَثَلًا فِي مَرْفَإِ صَيْدُونَ،‏ سَمَحَ لَهُ يُولِيُوسُ أَنْ «يَذْهَبَ إِلَى أَصْدِقَائِهِ وَيَنْعَمَ بِعِنَايَتِهِمْ».‏ وَلَاحِقًا،‏ عِنْدَمَا وَصَلَ بُولُسُ وَمَنْ مَعَهُ إِلَى مَدِينَةِ بُوطِيُولِي،‏ طَلَبَ مِنْهُمُ ٱلْإِخْوَةُ هُنَاكَ أَنْ ‹يَبْقَوْا عِنْدَهُمْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ›.‏ وَبُولُسُ بِدَوْرِهِ فَرَّحَ ٱلْإِخْوَةَ دُونَ شَكٍّ فِي صَيْدُونَ وَبُوطِيُولِي بِٱخْتِبَارَاتِهِ ٱلْحُلْوَةِ فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ (‏قارن الاعمال ١٥:‏٢،‏ ٣‏.‏)‏ وَبَعْدَمَا ٱرْتَاحَ بُولُسُ وَمَنْ مَعَهُ وَتَشَجَّعُوا،‏ أَكْمَلُوا رِحْلَتَهُمْ إِلَى رُومَا.‏ —‏ اع ٢٧:‏٣؛‏ ٢٨:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

مِثْلَ بُولُسَ،‏ يَدْعَمُنَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ إِخْوَتِنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ١٨.‏)‏

١٨ لِمَ شَكَرَ بُولُسُ ٱللهَ وَتَشَجَّعَ؟‏

١٨ غَادَرَ بُولُسُ بُوطِيُولِي وَٱتَّجَهَ بَرًّا إِلَى رُومَا.‏ وَفِي ٱلطَّرِيقِ،‏ لَا بُدَّ أَنَّهُ تَذَكَّرَ كَلِمَاتِهِ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ هُنَاكَ قَبْلَ ثَلَاثِ سِنِينَ:‏ «لِي ٱشْتِيَاقٌ مُنْذُ عِدَّةِ سِنِينَ أَنْ أَجِيءَ إِلَيْكُمْ».‏ (‏رو ١٥:‏٢٣‏)‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَتَوَقَّعْ أَنْ يَجِيءَ كَسَجِينٍ.‏ لِذَا حِينَ رَأَى إِخْوَةً مِنْ رُومَا آتِينَ لِيُلَاقُوهُ،‏ «شَكَرَ ٱللهَ وَتَشَجَّعَ».‏ (‏اع ٢٨:‏١٥‏)‏ لَاحِظْ أَنَّ بُولُسَ شَكَرَ ٱللهَ عَلَى مَجِيءِ ٱلْإِخْوَةِ.‏ فَهُوَ أَدْرَكَ مَرَّةً أُخْرَى أَنَّ يَهْوَهَ يُسَاعِدُهُ بِوَاسِطَتِهِمْ.‏

‏(‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ١٩.‏)‏

١٩ حَسَبَ ١ بُطْرُس ٤:‏١٠‏،‏ كَيْفَ قَدْ يَسْتَخْدِمُنَا يَهْوَهُ لِيُسَاعِدَ إِخْوَتَنَا ٱلْمُتَضَايِقِينَ؟‏

١٩ مَا دَوْرُنَا نَحْنُ؟‏ هَلْ تَعْرِفُ أَخًا أَوْ أُخْتًا فِي جَمَاعَتِكَ يَمُرُّ بِظَرْفٍ صَعْبٍ؟‏ فَرُبَّمَا هُوَ مَرِيضٌ،‏ أَوْ خَسِرَ شَخْصًا يُحِبُّهُ فِي ٱلْمَوْتِ،‏ أَوْ يُوَاجِهُ مُشْكِلَةً أُخْرَى.‏ اُطْلُبْ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَكَ كَيْ تُعَبِّرَ لَهُ عَنِ ٱهْتِمَامِكَ وَمَحَبَّتِكَ بِٱلْكَلَامِ أَوْ بِٱلْعَمَلِ.‏ فَرُبَّمَا هٰذَا مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ بِٱلضَّبْطِ.‏ ‏(‏اقرأ ١ بطرس ٤:‏١٠‏)‏ * وَهٰكَذَا تَفْرَحُ أَنْتَ وَتُقَوِّي ثِقَةَ أَخِيكَ بِوَعْدِ يَهْوَهَ:‏ «لَنْ أَتْرُكَكَ وَلَنْ أَتَخَلَّى عَنْكَ».‏

٢٠ لِمَ نَقُولُ بِثِقَةٍ:‏ «يَهْوَهُ مُعِينِي»؟‏

٢٠ نَحْنُ أَيْضًا كَبُولُسَ،‏ نُوَاجِهُ خِلَالَ رِحْلَتِنَا فِي هٰذِهِ ٱلْحَيَاةِ مَشَاكِلَ تُشْبِهُ ٱلْعَوَاصِفَ.‏ لٰكِنَّنَا لَا نَخَافُ لِأَنَّ يَهْوَهَ مَعَنَا.‏ فَهُوَ يَدْعَمُنَا بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ وَٱلْمَلَائِكَةِ.‏ وَيُسَاعِدُنَا أَيْضًا بِوَاسِطَةِ أَشْخَاصٍ فِي ٱلسُّلْطَةِ،‏ إِذَا كَانَ هٰذَا يَنْسَجِمُ مَعْ قَصْدِهِ.‏ وَكَمَا يَحْصُلُ مَعْ كَثِيرِينَ مِنَّا،‏ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ رُوحَهُ ٱلْقُدُسَ لِيُحَرِّكَ قُلُوبَ إِخْوَتِنَا وَيُقَدِّمُوا لَنَا ٱلْمُسَاعَدَةَ.‏ حَقًّا،‏ نَقْدِرُ أَنْ نَقُولَ بِثِقَةٍ مِثْلَ بُولُسَ:‏ «يَهْوَهُ مُعِينِي فَلَا أَخَافُ.‏ مَاذَا يَفْعَلُ بِي ٱلْإِنْسَانُ؟‏».‏ —‏ عب ١٣:‏٦‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٣٨ لَنْ يَتْرُكَكَ!‏

^ ‎الفقرة 5‏ تَتَحَدَّثُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ عَنْ ثَلَاثِ طُرُقٍ سَاعَدَ بِهَا يَهْوَهُ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ حِينَ مَرَّ بِظُرُوفٍ صَعْبَةٍ.‏ وَهِيَ سَتُقَوِّي ثِقَتَنَا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَكُونُ مَعَنَا،‏ كَمَا كَانَ مَعَهُ،‏ كَيْ نُوَاجِهَ مَشَاكِلَ ٱلْحَيَاةِ.‏

^ ‎الفقرة 16‏ سَافَر أَرِسْتَرْخُسُ وَلُوقَا مِنْ قَبْلُ مَعْ بُولُسَ.‏ كَمَا أَنَّهُمَا بَقِيَا مَعَهُ وَهُوَ مَسْجُونٌ فِي رُومَا.‏ —‏ اع ١٦:‏١٠-‏١٢؛‏ ٢٠:‏٤؛‏ كو ٤:‏١٠،‏ ١٤‏.‏