الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤٧

هل انت مستعد ان تعدِّل؟‏

هل انت مستعد ان تعدِّل؟‏

‏«أَخِيرًا أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ،‏ ٱفْرَحُوا،‏ كُونُوا مُصْلَحِينَ».‏ —‏ ٢ كو ١٣:‏١١‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٥٤ «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ»‏

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ حَسَبَ مَتَّى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏،‏ بِأَيِّ مَعْنًى نَحْنُ فِي رِحْلَةٍ؟‏

نَحْنُ جَمِيعًا فِي رِحْلَةٍ إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي سَيَحْكُمُهُ إِلٰهُنَا ٱلْمُحِبُّ يَهْوَهُ.‏ وَكُلَّ يَوْمٍ،‏ نُحَاوِلُ جُهْدَنَا أَنْ نَبْقَى فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يُوصِلُنَا إِلَى هُنَاكَ.‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ قَالَ إِنَّ هٰذَا ٱلطَّرِيقَ صَعْبٌ.‏ ‏(‏اقرأ متى ٧:‏١٣،‏ ١٤‏.‏)‏ وَلِأَنَّنَا نَاقِصُونَ،‏ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ نَبْتَعِدَ عَنْهُ.‏ —‏ غل ٦:‏١‏.‏

٢ مَاذَا سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏ (‏اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ «‏ اَلتَّوَاضُعُ ضَرُورِيٌّ لِنَبْقَى فِي طَرِيقِ ٱلْحَيَاةِ‏».‏)‏

٢ وَكَيْ نَبْقَى فِي طَرِيقِ ٱلْحَيَاةِ ٱلصَّعْبِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُطَبِّقَ نَصِيحَةَ بُولُسَ إِلَى أَهْلِ كُورِنْثُوسَ:‏ «كُونُوا مُصْلَحِينَ».‏ (‏٢ كو ١٣:‏١١‏)‏ وَهٰذَا يَعْنِي أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ أَنْ نُعَدِّلَ فِي طَرِيقَةِ تَفْكِيرِنَا وَمَوَاقِفِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا.‏ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَرَى كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ وَأَصْدِقَاؤُنَا ٱلنَّاضِجُونَ أَنْ نَبْقَى فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلصَّحِيحِ.‏ وَسَنُنَاقِشُ أَيْضًا مَتَى قَدْ يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَنْ نَتْبَعَ تَوْجِيهَاتِ هَيْئَةِ يَهْوَهَ.‏ وَسَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلتَّوَاضُعُ أَنْ نُعَدِّلَ دُونَ أَنْ نَخْسَرَ فَرَحَنَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ.‏

اِسْمَحْ لِكَلِمَةِ ٱللهِ أَنْ تُغَيِّرَ فِيكَ

٣ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا كَلِمَةُ ٱللهِ؟‏

٣ صَعْبٌ أَنْ نَفْحَصَ أَفْكَارَنَا وَمَشَاعِرَنَا.‏ فَقَلْبُنَا غَدَّارٌ وَقَدْ يَجُرُّنَا وَرَاءَهُ دُونَ أَنْ نَشْعُرَ.‏ (‏ار ١٧:‏٩‏)‏ وَسَهْلٌ أَنْ نَخْدَعَ أَنْفُسَنَا «بِتَفْكِيرٍ خَاطِئٍ».‏ (‏يع ١:‏٢٢‏)‏ لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نَسْتَعْمِلَ كَلِمَةَ ٱللهِ لِنَفْحَصَ أَنْفُسَنَا.‏ فَهِيَ تَكْشِفُ مَا فِي دَاخِلِنَا،‏ أَيْ ‹أَفْكَارَ قَلْبِنَا وَنِيَّاتِهِ›.‏ (‏عب ٤:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ إِنَّهَا مِثْلُ صُورَةِ ٱلْأَشِعَّةِ ٱلَّتِي تُرِينَا مَا فِي دَاخِلِ جِسْمِنَا.‏ وَلٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ مُتَوَاضِعِينَ لِنَقْبَلَ ٱلنَّصِيحَةَ مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ وَمِنَ ٱلَّذِينَ يُمَثِّلُونَهُ.‏

٤ كَيْفَ ظَهَرَ تَكَبُّرُ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ؟‏

٤ يُظْهِرُ لَنَا مِثَالُ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ لَنَا إِذَا لَمْ نَكُنْ مُتَوَاضِعِينَ.‏ فَتَكَبُّرُ شَاوُلَ مَنَعَهُ أَنْ يَعْتَرِفَ،‏ حَتَّى لِنَفْسِهِ،‏ أَنَّ عَلَيْهِ أَنْ يُغَيِّرَ فِي طَرِيقَةِ تَفْكِيرِهِ وَتَصَرُّفَاتِهِ.‏ (‏مز ٣٦:‏١،‏ ٢؛‏ حب ٢:‏٤‏)‏ وَظَهَرَ ذٰلِكَ بِوُضُوحٍ عِنْدَمَا أَعْطَاهُ يَهْوَهُ إِرْشَادَاتٍ مُحَدَّدَةً بِخُصُوصِ ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ.‏ فَهُوَ لَمْ يُطِعْهَا.‏ وَحِينَ وَاجَهَهُ ٱلنَّبِيُّ صَمُوئِيلُ،‏ لَمْ يَعْتَرِفْ بِخَطَئِهِ بَلْ حَاوَلَ أَنْ يُبَرِّرَ نَفْسَهُ.‏ فَقَلَّلَ مِنْ أَهَمِّيَّةِ مَا فَعَلَهُ وَوَضَعَ ٱللَّوْمَ عَلَى غَيْرِهِ.‏ (‏١ صم ١٥:‏١٣-‏٢٤‏)‏ وَهٰذِهِ لَمْ تَكُنْ أَوَّلَ مَرَّةٍ.‏ (‏١ صم ١٣:‏١٠-‏١٤‏)‏ فَلِلْأَسَفِ،‏ سَمَحَ شَاوُلُ لِقَلْبِهِ أَنْ يَتَكَبَّرَ وَلَمْ يُصَحِّحْ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ.‏ لِذَا وَبَّخَهُ يَهْوَهُ وَرَفَضَهُ.‏

٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ؟‏

٥ كَيْ لَا نَصِيرَ مُتَكَبِّرِينَ مِثْلَ شَاوُلَ،‏ جَيِّدٌ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹عِنْدَمَا أَقْرَأُ نَصِيحَةً فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ هَلْ أَبْحَثُ عَنْ أَعْذَارٍ كَيْ لَا أُطَبِّقَهَا؟‏ هَلْ أُقَلِّلُ مِنْ أَهَمِّيَّةِ أَغْلَاطِي؟‏ هَلْ أَضَعُ ٱللَّوْمَ عَلَى غَيْرِي؟‏›.‏ إِذَا كَانَ جَوَابُنَا نَعَمْ،‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نُعَدِّلَ فِي طَرِيقَةِ تَفْكِيرِنَا.‏ وَإِلَّا فَقَدْ يَتَكَبَّرُ قَلْبُنَا وَيَرْفُضُ يَهْوَهُ صَدَاقَتَنَا.‏ —‏ يع ٤:‏٦‏.‏

٦ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ وَٱلْمَلِكِ دَاوُدَ؟‏

٦ لَاحِظِ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ ٱلْمَلِكِ شَاوُلَ وَٱلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ فَدَاوُدُ أَحَبَّ «شَرِيعَةَ يَهْوَهَ».‏ (‏مز ١:‏١-‏٣‏)‏ وَعَرَفَ أَنَّ يَهْوَهَ يُخَلِّصُ ٱلْمُتَوَاضِعِينَ،‏ لٰكِنَّهُ يُقَاوِمُ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ.‏ (‏٢ صم ٢٢:‏٢٨‏)‏ لِذَا سَمَحَ لِشَرِيعَةِ يَهْوَهَ أَنْ تُغَيِّرَ فِي تَفْكِيرِهِ.‏ كَتَبَ:‏ «أُبَارِكُ يَهْوَهَ ٱلَّذِي نَصَحَنِي.‏ أَيْضًا فِي ٱللَّيَالِي تُقَوِّمُنِي كُلْيَتَايَ».‏ —‏ مز ١٦:‏٧‏.‏

كَلِمَةُ ٱللهِ

تُحَذِّرُنَا كَلِمَةُ ٱللهِ عِنْدَمَا نَبْتَعِدُ عَنِ ٱلطَّرِيقِ.‏ وَإِذَا كُنَّا مُتَوَاضِعِينَ،‏ نَسْمَحُ لَهَا أَنْ تُصَحِّحَ تَفْكِيرَنَا ٱلْخَاطِئَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ٧.‏)‏

٧ إِلَامَ يَدْفَعُنَا ٱلتَّوَاضُعُ؟‏

٧ إِذَا كُنَّا مُتَوَاضِعِينَ،‏ نَسْمَحُ لِكَلِمَةِ ٱللهِ أَنْ تُصَحِّحَ تَفْكِيرَنَا ٱلْخَاطِئَ قَبْلَ أَنْ يَتَحَوَّلَ إِلَى عَمَلٍ خَاطِئٍ.‏ فَكَلِمَةُ ٱللهِ مِثْلُ صَوْتٍ يَقُولُ لَنَا:‏ «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ.‏ اُسْلُكُوا فِيهَا».‏ فَهِيَ تُحَذِّرُنَا حِينَ نَبْتَعِدُ إِلَى ٱلشِّمَالِ أَوْ إِلَى ٱلْيَمِينِ.‏ (‏اش ٣٠:‏٢١‏)‏ وَعِنْدَمَا نَسْمَعُ لِيَهْوَهَ،‏ نَسْتَفِيدُ بِعِدَّةِ طُرُقٍ.‏ (‏اش ٤٨:‏١٧‏)‏ فَنَحْنُ مَثَلًا نَتَجَنَّبُ ٱلْإِحْرَاجَ ٱلَّذِي نُحِسُّ بِهِ حِينَ يُعْطِينَا أَحَدٌ نَصِيحَةً.‏ وَنَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ لِأَنَّنَا نَشْعُرُ أَنَّهُ يُعَامِلُنَا كَمَا يُعَامِلُ ٱلْأَبُ أَوْلَادَهُ.‏ —‏ عب ١٢:‏٧‏.‏

٨ حَسَبَ يَعْقُوب ١:‏٢٢-‏٢٥‏،‏ كَيْفَ تُشْبِهُ كَلِمَةُ ٱللهِ ٱلْمِرْآةَ؟‏

٨ كَلِمَةُ ٱللهِ هِيَ مِثْلُ مِرْآةٍ لَنَا.‏ ‏(‏اقرأ يعقوب ١:‏٢٢-‏٢٥‏.‏)‏ كُلَّ صَبَاحٍ،‏ نَنْظُرُ فِي ٱلْمِرْآةِ قَبْلَ أَنْ نَتْرُكَ ٱلْبَيْتَ كَيْ نُحَسِّنَ فِي شَكْلِنَا.‏ بِطَرِيقَةٍ مُشَابِهَةٍ،‏ عِنْدَمَا نَقْرَأُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ كُلَّ يَوْمٍ،‏ نَجِدُ طُرُقًا لِنُحَسِّنَ فِي تَفْكِيرِنَا وَمَوَاقِفِنَا.‏ كَثِيرُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَقْرَأُوا ٱلْآيَةَ ٱلْيَوْمِيَّةَ كُلَّ صَبَاحٍ قَبْلَ أَنْ يَتْرُكُوا ٱلْبَيْتَ.‏ وَيَسْمَحُونَ لَهَا أَنْ تُؤَثِّرَ فِي تَفْكِيرِهِمْ.‏ ثُمَّ خِلَالَ ٱلنَّهَارِ يُحَاوِلُونَ أَنْ يُطَبِّقُوا مَا قَرَأُوهُ.‏ أَيْضًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نَدْرُسَ وَنَتَأَمَّلَ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ كُلَّ يَوْمٍ.‏ قَدْ يَبْدُو هٰذَا بَسِيطًا،‏ لٰكِنَّهُ مِنْ أَهَمِّ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُبْقِينَا فِي طَرِيقِ ٱلْحَيَاةِ ٱلصَّعْبِ.‏

اِسْمَعْ لِأَصْدِقَائِكَ ٱلنَّاضِجِينَ

اَلْأَصْدِقَاءُ ٱلنَّاضِجُونَ

قَدْ يُحَذِّرُكَ صَدِيقٌ نَاضِجٌ بِلُطْفٍ مِنْ تَصَرُّفٍ خَاطِئٍ،‏ فَهَلْ تُقَدِّرُ شَجَاعَتَهُ لِأَنَّهُ فَاتَحَكَ بِٱلْمَوْضُوعِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ٩.‏)‏

٩ مَتَى قَدْ يُقَدِّمُ لَكَ صَدِيقٌ نَصِيحَةً؟‏

٩ هَلْ بَدَأْتَ يَوْمًا تَسِيرُ فِي طَرِيقٍ يُبْعِدُكَ عَنْ يَهْوَهَ؟‏ (‏مز ٧٣:‏٢،‏ ٣‏)‏ هَلِ ٱقْتَرَبَ مِنْكَ صَدِيقٌ نَاضِجٌ وَأَعْطَاكَ نَصِيحَةً؟‏ إِذَا سَمِعْتَ لَهُ وَعَمِلْتَ بِنَصِيحَتِهِ،‏ فَأَنْتَ فَعَلْتَ ٱلصَّحَّ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّكَ تُقَدِّرُ كَثِيرًا شَجَاعَتَهُ لِأَنَّهُ حَذَّرَكَ مِنَ ٱلْخَطَإِ.‏ —‏ ام ١:‏٥‏.‏

١٠ مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَفْعَلَ إِذَا قَدَّمَ لَكَ صَدِيقُكَ نَصِيحَةً؟‏

١٠ يُذَكِّرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «جُرُوحُ ٱلْمُحِبِّ أَمِينَةٌ».‏ (‏ام ٢٧:‏٦‏)‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ فَكِّرْ فِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ.‏ تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَنْتَظِرُ عَلَى ٱلرَّصِيفِ لِتَجْتَازَ طَرِيقًا،‏ لٰكِنَّكَ تَلْتَهِي بِتِلِفُونِكَ.‏ فَتَمْشِي إِلَى ٱلْأَمَامِ دُونَ أَنْ تَتَأَكَّدَ أَنَّ طَرِيقَكَ آمِنٌ.‏ فِي هٰذِهِ ٱللَّحْظَةِ،‏ يُمْسِكُ صَدِيقُكَ ذِرَاعَكَ بِقُوَّةٍ وَيَشُدُّكَ إِلَى ٱلْوَرَاءِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ يُوْجِعُكَ وَرُبَّمَا تَزْرَقُّ يَدُكَ،‏ لٰكِنَّ حَرَكَتَهُ ٱلسَّرِيعَةَ تُنْقِذُ حَيَاتَكَ.‏ وَحَتَّى لَوْ بَقِيتَ مَوْجُوعًا عِدَّةَ أَيَّامٍ،‏ فَهَلْ تَغْضَبُ مِنْ صَدِيقِكَ؟‏ طَبْعًا لَا،‏ بَلْ تُقَدِّرُ مَا فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِكَ.‏ بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ،‏ إِذَا قَالَ لَكَ صَدِيقُكَ إِنَّ كَلَامَكَ أَوْ تَصَرُّفَاتِكَ لَا تُرْضِي ٱللهَ،‏ فَرُبَّمَا تَتَضَايَقُ فِي ٱلْبِدَايَةِ.‏ وَلٰكِنْ لَا تَغْضَبْ مِنْهُ وَتَرْفُضْ نَصِيحَتَهُ.‏ هٰذَا لَيْسَ تَصَرُّفًا ذَكِيًّا.‏ (‏جا ٧:‏٩‏)‏ بَدَلًا مِنْ ذٰلِكَ،‏ قَدِّرْ شَجَاعَتَهُ لِأَنَّهُ فَاتَحَكَ بِٱلْمَوْضُوعِ.‏

١١ لِمَ قَدْ يَرْفُضُ أَحَدٌ نَصِيحَةً جَيِّدَةً مِنْ صَدِيقِهِ؟‏

١١ وَمَاذَا قَدْ يَمْنَعُ ٱلشَّخْصَ أَنْ يَقْبَلَ نَصِيحَةً جَيِّدَةً مِنْ صَدِيقٍ مُحِبٍّ؟‏ اَلتَّكَبُّرُ.‏ فَٱلْأَشْخَاصُ ٱلْمُتَكَبِّرُونَ يُحِبُّونَ أَنْ يَسْمَعُوا كَلَامًا ‹يُدَغْدِغُ آذَانَهُمْ›،‏ أَيْ كَلَامًا يُرْضِيهِمْ.‏ «فَيُحَوِّلُونَ آذَانَهُمْ عَنِ ٱلْحَقِّ».‏ (‏٢ تي ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ أَفْهَمُ مِنْ غَيْرِهِمْ وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى أَيِّ نَصِيحَةٍ.‏ لٰكِنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ كَتَبَ:‏ «إِنْ ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيْءٌ وَهُوَ لَا شَيْءَ،‏ فَهُوَ يَخْدَعُ عَقْلَهُ».‏ (‏غل ٦:‏٣‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلْمَلِكَ سُلَيْمَانَ قَالَ:‏ «وَلَدٌ فَقِيرٌ وَحَكِيمٌ خَيْرٌ مِنْ مَلِكٍ شَيْخٍ وَغَبِيٍّ لَمْ يَعُدْ يُدْرِكُ ٱلْحَاجَةَ إِلَى قُبُولِ ٱلتَّحْذِير».‏ —‏ جا ٤:‏١٣‏.‏

١٢ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مِثَالُ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ حَسَبَ غَلَاطِيَة ٢:‏١١-‏١٤‏؟‏

١٢ لَاحِظْ مَا فَعَلَهُ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ عِنْدَمَا أَعْطَاهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ نَصِيحَةً قَوِيَّةً قُدَّامَ ٱلْآخَرِينَ.‏ ‏(‏اقرأ غلاطية ٢:‏١١-‏١٤‏.‏)‏ فَهُوَ لَمْ يُرَكِّزْ عَلَى أُسْلُوبِهِ وَيَغْضَبْ مِنْهُ،‏ وَلَمْ يَتَضَايَقْ لِأَنَّهُ تَكَلَّمَ أَمَامَ ٱلْجَمِيعِ.‏ بَلْ كَانَ حَكِيمًا وَقَبِلَ ٱلنَّصِيحَةَ دُونَ أَنْ يَحْقِدَ عَلَيْهِ.‏ حَتَّى إِنَّهُ قَالَ عَنْهُ لَاحِقًا:‏ «أَخُونَا ٱلْحَبِيبُ».‏ —‏ ٢ بط ٣:‏١٥‏.‏

١٣ أَيَّةُ نِقَاطٍ يَجِبُ أَنْ نُبْقِيَهَا فِي بَالِنَا عِنْدَمَا نُعْطِي نَصِيحَةً؟‏

١٣ وَمَاذَا لَوْ شَعَرْتَ أَنَّ عَلَيْكَ أَنْ تُقَدِّمَ نَصِيحَةً لِصَدِيقٍ؟‏ أَيَّةُ نِقَاطٍ يَجِبُ أَنْ تُبْقِيَهَا فِي بَالِكَ؟‏ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّمَ مَعَهُ،‏ ٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ أَنَا «بَارٌّ بِإِفْرَاطٍ»؟‏›.‏ (‏جا ٧:‏١٦‏)‏ فَٱلشَّخْصُ ٱلْبَارُّ بِإِفْرَاطٍ يَحْكُمُ عَلَى غَيْرِهِ حَسَبَ مَقَايِيسِهِ هُوَ،‏ لَا مَقَايِيسِ يَهْوَهَ.‏ وَهُوَ عُمُومًا لَا يَتَعَاطَفُ مَعْ غَيْرِهِ.‏ وَبَعْدَ أَنْ تَفْحَصَ نَفْسَكَ،‏ إِذَا شَعَرْتَ أَنَّكَ مَا زِلْتَ تُرِيدُ أَنْ تُكَلِّمَ صَدِيقَكَ،‏ فَأَخْبِرْهُ بِوُضُوحٍ مَا هِيَ ٱلْمُشْكِلَةُ.‏ اِطْرَحْ عَلَيْهِ أَسْئِلَةً تُسَاعِدُهُ أَنْ يَفْهَمَ مَا هُوَ خَطَأُهُ.‏ وَلِتَكُنْ نَصِيحَتُكَ مَبْنِيَّةً عَلَى مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْحَكِيمَةِ.‏ (‏ام ٣:‏٥‏)‏ وَلَا تَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلَّذِي سَيُحَاسِبُهُ لَا أَنْتَ.‏ (‏رو ١٤:‏١٠‏)‏ وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَكُونَ مُتَعَاطِفًا مِثْلَ يَسُوعَ عِنْدَمَا تُعْطِيهِ ٱلنَّصِيحَةَ.‏ (‏مت ١٢:‏٢٠‏)‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ سَيُعَامِلُنَا كَمَا نُعَامِلُ غَيْرَنَا.‏ —‏ يع ٢:‏١٣‏.‏

اِتْبَعْ تَوْجِيهَاتِ هَيْئَةِ يَهْوَهَ

هَيْئَةُ يَهْوَهَ

تُحَضِّرُ لَنَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ مَطْبُوعَاتٍ وَفِيدْيُوَاتٍ وَٱجْتِمَاعَاتٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُطَبِّقَ نَصَائِحَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَأَحْيَانًا تُعَدِّلُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ بَعْضَ ٱلْأُمُورِ كَيْ تَتَكَيَّفَ مَعَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفَقْرَةَ ١٤.‏)‏

١٤ مَاذَا تُحَضِّرُ لَنَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ؟‏

١٤ يُرْشِدُنَا يَهْوَهُ فِي طَرِيقِ ٱلْحَيَاةِ بِوَاسِطَةِ ٱلْجُزْءِ ٱلْأَرْضِيِّ مِنْ هَيْئَتِهِ.‏ فَهَيْئَةُ يَهْوَهَ تُحَضِّرُ لَنَا فِيدْيُوَاتٍ وَمَطْبُوعَاتٍ وَٱجْتِمَاعَاتٍ تُسَاعِدُنَا جَمِيعًا أَنْ نُطَبِّقَ نَصَائِحَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْمَعْلُومَاتُ تَسْتَحِقُّ ثِقَتَنَا لِأَنَّهَا مُؤَسَّسَةٌ عَلَى كَلِمَةِ ٱللهِ.‏ وَعِنْدَمَا يَأْخُذُ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ قَرَارَاتٍ مُرْتَبِطَةً بِعَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ،‏ يَتَّكِلُونَ عَلَى ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ يُرَاجِعُونَ قَرَارَاتِهِمْ بِٱسْتِمْرَارٍ.‏ لِمَاذَا؟‏ «لِأَنَّ مَشْهَدَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ فِي تَغَيُّرٍ»،‏ وَيَلْزَمُ أَنْ تَتَكَيَّفَ هَيْئَةُ يَهْوَهَ مَعَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ.‏ —‏ ١ كو ٧:‏٣١‏.‏

١٥ أَيُّ تَحَدٍّ يُوَاجِهُهُ بَعْضُ ٱلنَّاشِرِينَ؟‏

١٥ طَبْعًا،‏ نَحْنُ نَقْبَلُ وَنُطِيعُ دُونَ تَرَدُّدٍ إِرْشَادَاتِ ٱلْهَيْئَةِ فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْعَقَائِدِيَّةِ وَٱلْأَخْلَاقِيَّةِ.‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِنَا إِذَا طَالَتِ ٱلتَّغْيِيرَاتُ جَوَانِبَ أُخْرَى مِنْ حَيَاتِنَا؟‏ مَثَلًا فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْأَخِيرَةِ،‏ زَادَتْ كَثِيرًا كُلْفَةُ بِنَاءِ وَصِيَانَةِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ لِذَا أَعْطَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ تَوْجِيهَاتٍ كَيْ تُسْتَعْمَلَ ٱلْقَاعَاتُ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ.‏ وَنَتِيجَةَ هٰذَا ٱلتَّعْدِيلِ،‏ تُدْمَجُ ٱلْجَمَاعَاتُ مَعًا وَتُبَاعُ بَعْضُ ٱلْقَاعَاتِ.‏ وَيُسْتَعْمَلُ ٱلْمَالُ لِبِنَاءِ قَاعَاتٍ فِي أَمَاكِنَ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ كَبِيرَةٌ إِلَيْهَا.‏ فَإِذَا كُنْتَ تَعِيشُ فِي مِنْطَقَةٍ تُبَاعُ فِيهَا ٱلْقَاعَاتُ وَتُدْمَجُ ٱلْجَمَاعَاتُ،‏ فَقَدْ يَصْعُبُ عَلَيْكَ أَنْ تَتَكَيَّفَ مَعَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ.‏ فَبَعْضُ ٱلنَّاشِرِينَ يَقْطَعُونَ ٱلْآنَ مَسَافَاتٍ أَطْوَلَ كَيْ يَصِلُوا إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ.‏ وَآخَرُونَ تَعِبُوا كَثِيرًا كَيْ يَبْنُوا قَاعَةً أَوْ يَهْتَمُّوا بِصِيَانَتِهَا،‏ وَٱلْآنَ يَسْتَغْرِبُونَ لِمَ تُبَاعُ.‏ فَقَدْ يَشْعُرُونَ أَنَّ وَقْتَهُمْ وَجُهُودَهُمْ هِيَ بِلَا نَفْعٍ.‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ يَتَعَاوَنُونَ مَعَ ٱلتَّرْتِيبَاتِ ٱلْجَدِيدَةِ.‏ وَهُمْ يَسْتَحِقُّونَ كُلَّ ٱلْمَدْحِ.‏

١٦ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا كُولُوسِي ٣:‏٢٣،‏ ٢٤ أَنْ نَبْقَى فَرِحِينَ؟‏

١٦ وَمَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى فَرِحِينَ؟‏ لِنُفَكِّرْ دَائِمًا أَنَّنَا نَعْمَلُ لِيَهْوَهَ وَأَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي يُوَجِّهُ هَيْئَتَهُ.‏ ‏(‏اقرأ كولوسي ٣:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏)‏ وَٱلْمَلِكُ دَاوُدُ رَسَمَ لَنَا مِثَالًا جَيِّدًا حِينَ تَبَرَّعَ بِٱلْمَالِ لِبِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ فَهُوَ قَالَ:‏ «مَنْ أَنَا،‏ وَمَنْ هُوَ شَعْبِي،‏ حَتَّى نَقْدِرَ أَنْ نُقَدِّمَ قَرَابِينَ طَوْعِيَّةً كَهٰذِهِ؟‏ لِأَنَّ مِنْكَ ٱلْجَمِيعَ،‏ وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ».‏ (‏١ اخ ٢٩:‏١٤‏)‏ وَعِنْدَمَا نَتَبَرَّعُ نَحْنُ أَيْضًا،‏ نُعْطِي يَهْوَهَ مَا هُوَ أَسَاسًا مِنْهُ.‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ هُوَ يُقَدِّرُ وَقْتَنَا وَجُهْدَنَا وَتَبَرُّعَاتِنَا لِدَعْمِ عَمَلِهِ.‏ —‏ ٢ كو ٩:‏٧‏.‏

اِبْقَ فِي طَرِيقِ ٱلْحَيَاةِ

١٧ لِمَ لَا دَاعِيَ أَنْ نَتَضَايَقَ إِذَا لَزِمَ أَنْ نُعَدِّلَ؟‏

١٧ كَيْ نَبْقَى فِي طَرِيقِ ٱلْحَيَاةِ ٱلصَّعْبِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَتْبَعَ خُطُوَاتِ يَسُوعَ بِدِقَّةٍ.‏ (‏١ بط ٢:‏٢١‏)‏ وَإِذَا بَدَا أَنَّكَ بِحَاجَةٍ أَنْ تُعَدِّلَ،‏ فَلَا تَتَضَايَقْ.‏ هٰذِهِ عَلَامَةٌ جَيِّدَةٌ تَدُلُّ أَنَّكَ تَنْتَبِهُ لِتَوْجِيهَاتِ يَهْوَهَ.‏ وَلَا تَنْسَ أَنَّهُ يَعْرِفُ أَنَّنَا نَاقِصُونَ،‏ وَلَا يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَتْبَعَ مِثَالَ يَسُوعَ بِشَكْلٍ كَامِلٍ.‏

١٨ كَيْفَ نَصِلُ إِلَى هَدَفِنَا؟‏

١٨ إِذًا،‏ لِنُرَكِّزْ جَمِيعًا عَلَى ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ وَلْنَكُنْ مُسْتَعِدِّينَ أَنْ نُعَدِّلَ فِي طَرِيقَةِ تَفْكِيرِنَا وَمَوَاقِفِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا.‏ (‏ام ٤:‏٢٥؛‏ لو ٩:‏٦٢‏)‏ لِنَبْقَ مُتَوَاضِعِينَ وَ ‹فَرِحِينَ وَمُصْلَحِينَ›.‏ (‏٢ كو ١٣:‏١١‏)‏ وَهٰكَذَا «إِلٰهُ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلسَّلَامِ» سَيَكُونُ مَعَنَا،‏ وَسَنَتَمَتَّعُ بِرِحْلَتِنَا إِلَى ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٣٤ اَلسَّيْرُ بِٱسْتِقَامَةٍ

^ ‎الفقرة 5‏ صَعْبٌ عَلَى ٱلْبَعْضِ مِنَّا أَنْ يُعَدِّلُوا فِي طَرِيقَةِ تَفْكِيرِهِمْ وَمَوَاقِفِهِمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ.‏ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ سَتُوضِحُ لَنَا لِمَ نَحْتَاجُ كُلُّنَا أَنْ نُعَدِّلَ،‏ وَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ دُونَ أَنْ نَخْسَرَ فَرَحَنَا.‏

^ ‎الفقرة 76‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ أَخٌ شَابٌّ يُخْبِرُ أَخًا نَاضِجًا أَكْبَرَ مِنْهُ عَنْ نَتِيجَةِ قَرَارٍ سَيِّئٍ أَخَذَهُ،‏ وَٱلْأَخُ ٱلنَّاضِجُ (‏إِلَى ٱلْيَمِينِ)‏ يَسْتَمِعُ إِلَيْهِ بِهُدُوءٍ لِيَعْرِفَ هَلْ يَحْتَاجُ إِلَى نَصِيحَةٍ.‏