الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

أُونِيسِيم وَجِيرَالْدِين

يهوه يبارك الذين يرجعون الى بلدهم

يهوه يبارك الذين يرجعون الى بلدهم

كَثِيرُونَ مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا هَاجَرُوا مِنْ بَلَدِهِمْ كَيْ يُحَسِّنُوا أَوْضَاعَهُمْ.‏ لٰكِنَّهُمُ ٱلْآنَ يَرْجِعُونَ إِلَيْهِ.‏ فَمَا ٱلسَّبَبُ؟‏ مَحَبَّتُهُمْ لِيَهْوَهَ وَلِأَخِيهِمِ ٱلْإِنْسَانِ تَدْفَعُهُمْ أَنْ يَعُودُوا لِيَخْدُمُوا فِي مَنَاطِقَ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ كَبِيرَةٌ إِلَى مُبَشِّرِينَ.‏ (‏مت ٢٢:‏٣٧-‏٣٩‏)‏ فَمَا ٱلتَّضْحِيَاتُ ٱلَّتِي يُقَدِّمُونَهَا؟‏ وَأَيَّةُ بَرَكَاتٍ يَنَالُونَهَا؟‏ لِنَرَ مَعًا مَاذَا حَصَلَ مَعْ بَعْضِ ٱلْإِخْوَةِ مِنَ ٱلْكَامِيرُون فِي غَرْبِ إِفْرِيقْيَا.‏

‏«أَفْضَلُ مَكَانٍ ‹لِلصَّيْدِ›»‏

سَنَةَ ١٩٩٨،‏ هَاجَرَ أَخٌ ٱسْمُهُ أُونِيسِيم مِنْ بَلَدِهِ ٱلْكَامِيرُون،‏ وَبَقِيَ فِي ٱلْخَارِجِ ١٤ سَنَةً.‏ وَلٰكِنْ ذَاتَ يَوْمٍ،‏ سَمِعَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ مَثَلًا عَنْ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ.‏ قَالَ ٱلْخَطِيبُ:‏ «إِذَا كَانَ رَفِيقَانِ يَصْطَادَانِ ٱلسَّمَكَ مَعًا فِي مَوْقِعَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ،‏ ثُمَّ بَدَأَ أَحَدُهُمَا يَصْطَادُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلسَّمَكِ،‏ أَفَلَا يَنْتَقِلُ رَفِيقُهُ إِلَى جَانِبِهِ لِيَصْطَادَ هُوَ أَيْضًا سَمَكًا أَكْثَرَ؟‏».‏

هٰذَا ٱلْمَثَلُ دَفَعَ أُونِيسِيم أَنْ يُفَكِّرَ فِي ٱلْعَوْدَةِ إِلَى بَلَدِهِ ٱلْكَامِيرُون لِيُسَاعِدَ فِي ٱلصَّيْدِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ فَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ هُنَاكَ يُحِبُّونَ أَنْ يَدْرُسُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ.‏ لٰكِنَّهُ كَانَ قَلِقًا بَعْضَ ٱلشَّيْءِ.‏ فَهَلْ سَيَتَكَيَّفُ مَعَ ٱلظُّرُوفِ فِي بَلَدِهِ بَعْدَ كُلِّ هٰذِهِ ٱلسِّنِينَ فِي ٱلْخَارِجِ؟‏ كَيْ يَعْرِفَ ٱلْجَوَابَ،‏ قَرَّرَ أَنْ يُجَرِّبَ ٱلْحَيَاةَ هُنَاكَ ٦ أَشْهُرٍ.‏ وَسَنَةَ ٢٠١٢،‏ ٱسْتَقَرَّ فِي ٱلْكَامِيرُون.‏

يُخْبِرُ أُونِيسِيم أَنَّهُ ٱضْطُرَّ أَنْ يَتَعَوَّدَ مِنْ جَدِيدٍ عَلَى ٱلطَّقْسِ ٱلْحَارِّ وَظُرُوفِ ٱلْحَيَاةِ فِي بَلَدِهِ.‏ يَقُولُ وَٱلِٱبْتِسَامَةُ عَلَى وَجْهِهِ:‏ «كَانَ عَلَيَّ أَنْ أَتَعَوَّدَ ثَانِيَةً عَلَى ٱلْمَقَاعِدِ ٱلْخَشَبِيَّةِ ٱلْقَاسِيَةِ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَلٰكِنْ كُلَّمَا رَكَّزْتُ أَكْثَرَ عَلَى ٱلْبَرْنَامَجِ،‏ نَسِيتُ ٱلْكَرَاسِيَ ٱلْمُنَجَّدَةَ ٱلَّتِي كُنْتُ أَجْلِسُ عَلَيْهَا مِنْ قَبْلُ».‏

سَنَةَ ٢٠١٣،‏ تَزَوَّجَ أُونِيسِيم مِنْ جِيرَالْدِينَ ٱلَّتِي عَادَتْ مِنْ فَرَنْسَا إِلَى ٱلْكَامِيرُون بَعْدَ ٩ سِنِينَ.‏ وَكَيْفَ بَارَكَهُمَا يَهْوَهُ لِأَنَّهُمَا وَضَعَا ٱلْخِدْمَةَ أَوَّلًا؟‏ يَقُولُ أُونِيسِيم:‏ «حَضَرْنَا مَعًا مَدْرَسَةَ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱلْآنَ نَخْدُمُ فِي بَيْتَ إِيلَ.‏ وَٱلسَّنَةَ ٱلْمَاضِيَةَ،‏ ٱعْتَمَدَ فِي جَمَاعَتِنَا ٢٠ شَخْصًا يَدْرُسُونَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ.‏ أَشْعُرُ أَنِّي ٱلْآنَ فِي أَفْضَلِ مَكَانٍ ‹لِلصَّيْدِ›».‏ (‏مر ١:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وَتُضِيفُ جِيرَالْدِين:‏ «اَلْبَرَكَاتُ ٱلَّتِي نِلْتُهَا أَكْثَرُ بِكَثِيرٍ مِمَّا تَوَقَّعْتُ».‏

صَارَ عِنْدَهَا أَوْلَادٌ رُوحِيُّونَ

سَام–‏كَاسْتِيل وَجُودِيت

هَاجَرَتْ جُودِيت إِلَى ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ،‏ لٰكِنَّهَا كَانَتْ تَرْغَبُ مِنْ كُلِّ قَلْبِهَا أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ أَكْثَرَ.‏ تُخْبِرُ:‏ «كُنْتُ كُلَّمَا زُرْتُ عَائِلَتِي فِي ٱلْكَامِيرُون،‏ أَعُودُ إِلَى ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ وَأَنَا أَبْكِي،‏ لِأَنِّي أَتْرُكُ أَشْخَاصًا كَثِيرِينَ بَدَأْتُ أَدْرُسُ مَعَهُمُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ».‏ لٰكِنَّ جُودِيت تَرَدَّدَتْ فِي ٱلْعَوْدَةِ لِأَنَّ عَمَلَهَا أَمَّنَ لَهَا مَصَارِيفَ وَالِدِهَا ٱلطِّبِّيَّةَ فِي ٱلْكَامِيرُون.‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ ٱتَّكَلَتْ عَلَى يَهْوَهَ وَعَادَتْ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهَا ٱشْتَاقَتْ إِلَى بَعْضِ ٱلْأُمُورِ ٱلْمُرِيحَةِ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ،‏ لٰكِنَّهَا صَلَّتْ إِلَى يَهْوَهَ.‏ وَهٰذَا سَاعَدَهَا أَنْ تَتَكَيَّفَ مَعَ ٱلْوَضْعِ.‏ كَمَا أَنَّ نَاظِرَ ٱلدَّائِرَةِ وَزَوْجَتَهُ وَقَفَا إِلَى جَانِبِهَا وَشَجَّعَاهَا كَثِيرًا.‏

تَقُولُ جُودِيت وَهِيَ تَعُودُ بِٱلذَّاكِرَةِ إِلَى تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ:‏ «فِي ٣ سِنِينَ،‏ صَارَ عِنْدِي ٤ أَوْلَادٍ رُوحِيِّينَ.‏ وَهٰذَا فَرَّحَنِي كَثِيرًا».‏ وَعِنْدَمَا تَزَوَّجَتْ جُودِيت،‏ بَدَأَتْ تَخْدُمُ كَفَاتِحَةٍ خُصُوصِيَّةٍ مَعْ زَوْجِهَا سَام–‏كَاسْتِيل‏.‏ أَمَّا ٱلْآنَ فَهُمَا يَخْدُمَانِ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلدَّائِرِيِّ.‏ وَمَاذَا عَنْ أَبِيهَا؟‏ وَجَدَتْ هِيَ وَعَائِلَتُهَا مُسْتَشْفًى خَارِجَ ٱلْبَلَدِ مُسْتَعِدًّا أَنْ يُجْرِيَ ٱلْعَمَلِيَّةَ ٱلْجِرَاحِيَّةَ مَجَّانًا.‏ وَٱلْمُفْرِحُ أَنَّ ٱلْعَمَلِيَّةَ نَجَحَتْ.‏

أَحَسَّا بِدَعْمِ يَهْوَهَ

فِيكْتُور وَكَارُولِين

سَافَرَ أَخٌ ٱسْمُهُ فِيكْتُور إِلَى كَنَدَا كَيْ يَتَعَلَّمَ فِي ٱلْجَامِعَةِ.‏ لٰكِنَّهُ قَرَأَ مَقَالَةً فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَنِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي.‏ فَقَرَّرَ أَنْ يَتْرُكَ ٱلْجَامِعَةَ وَيَتَّجِهَ إِلَى تَعْلِيمٍ مِهَنِيٍّ مُدَّتُهُ أَقْصَرُ.‏ يُخْبِرُ:‏ «هٰذَا سَاعَدَنِي أَنْ أَجِدَ عَمَلًا بِسُرْعَةٍ وَأُحَقِّقَ أُمْنِيَتِي أَنْ أَخْدُمَ كَفَاتِحٍ».‏ وَفِي مَا بَعْدُ،‏ تَزَوَّجَ فِيكْتُور أُخْتًا ٱسْمُهَا كَارُولِين وَذَهَبَا مَعًا إِلَى ٱلْكَامِيرُون.‏ وَهُنَاكَ،‏ عِنْدَمَا كَانَا يَزُورَانِ مَكْتَبَ ٱلْفَرْعِ،‏ شَجَّعَهُمَا بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ أَنْ يُفَكِّرَا فِي ٱلْخِدْمَةِ فِي ٱلْكَامِيرُون.‏ يَقُولُ فِيكْتُور:‏ «لَمْ يَكُنْ لَدَيْنَا سَبَبٌ لِنَرْفُضَ،‏ وَخَاصَّةً لِأَنَّ حَيَاتَنَا كَانَتْ بَسِيطَةً».‏ وَمَعْ أَنَّ كَارُولِين عَانَتْ مِنْ بَعْضِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلصِّحِّيَّةِ،‏ قَرَّرَا أَنْ يَنْتَقِلَا إِلَى ٱلْكَامِيرُون.‏

بَدَأَ فِيكْتُور وَكَارُولِين يَخْدُمَانِ كَفَاتِحَيْنِ عَادِيَّيْنِ لِيُسَاعِدَا ٱلْعَدَدَ ٱلْكَبِيرَ مِنَ ٱلْمُهْتَمِّينَ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ.‏ وَلِفَتْرَةٍ مِنَ ٱلْوَقْتِ،‏ عَاشَا مِنَ ٱلْمَالِ ٱلَّذِي وَفَّرَاهُ مِنْ قَبْلُ.‏ بَعْدَ ذٰلِكَ،‏ عَمِلَا بِضْعَةَ أَشْهُرٍ فِي كَنَدَا،‏ ثُمَّ عَادَا إِلَى ٱلْكَامِيرُون وَأَكْمَلَا خِدْمَتَهُمَا.‏ وَكَيْفَ بَارَكَهُمَا يَهْوَهُ؟‏ حَضَرَا مَدْرَسَةَ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ،‏ خَدَمَا كَفَاتِحَيْنِ خُصُوصِيَّيْنِ،‏ وَهُمَا ٱلْآنَ يَخْدُمَانِ فِي مَشَارِيعِ ٱلْبِنَاءِ.‏ يَقُولُ فِيكْتُور:‏ «لَمَّا ضَحَّيْنَا بِرَاحَتِنَا،‏ أَحْسَسْنَا بِدَعْمِ يَهْوَهَ».‏

سَاعَدَا ٱلنَّاسَ أَنْ يَنْذُرُوا حَيَاتَهُمْ لِيَهْوَهَ

أَلَان وَسْتِيفَانِي

عِنْدَمَا كَانَ أَلَان تِلْمِيذًا جَامِعِيًّا فِي أَلْمَانِيَا سَنَةَ ٢٠٠٢،‏ قَرَأَ ٱلنَّشْرَةَ أَيُّهَا ٱلْأَحْدَاثُ — كَيْفَ سَتَسْتَخْدِمُونَ حَيَاتَكُمْ؟‏.‏ فَٱنْدَفَعَ أَنْ يُغَيِّرَ أَهْدَافَهُ.‏ وَسَنَةَ ٢٠٠٦،‏ حَضَرَ مَدْرَسَةَ تَدْرِيبِ ٱلْخُدَّامِ وَعُيِّنَ فِي بَلَدِهِ ٱلْأُمِّ ٱلْكَامِيرُون.‏

وَهُنَاكَ،‏ وَجَدَ أَلَان وَظِيفَةً بِدَوَامٍ جُزْئِيٍّ.‏ وَلَاحِقًا بَدَأَ يَعْمَلُ فِي وَظِيفَةٍ بِمَعَاشٍ أَفْضَلَ،‏ لٰكِنَّهُ خَافَ أَنْ يُؤَثِّرَ ذٰلِكَ سَلْبِيًّا عَلَى خِدْمَتِهِ.‏ لِذَا عِنْدَمَا دُعِيَ إِلَى ٱلْخِدْمَةِ كَفَاتِحٍ خُصُوصِيٍّ،‏ قَبِلَ دُونَ تَرَدُّدٍ.‏ وَمَعْ أَنَّ صَاحِبَ ٱلْعَمَلِ عَرَضَ عَلَيْهِ مَعَاشًا مُغْرِيًا،‏ لَمْ يَتَرَاجَعْ عَنْ قَرَارِهِ.‏ وَفِي مَا بَعْدُ،‏ تَزَوَّجَ سْتِيفَانِي ٱلَّتِي عَاشَتْ سَنَوَاتٍ فِي فَرَنْسَا.‏ وَلٰكِنْ مَا هِيَ ٱلصُّعُوبَاتُ ٱلَّتِي وَاجَهَتْهَا سْتِيفَانِي بَعْدَمَا ٱنْتَقَلَتْ إِلَى ٱلْكَامِيرُون؟‏

تَقُولُ:‏ «صَارَ عِنْدِي حَسَاسِيَّةٌ وَشَعَرْتُ بِبَعْضِ ٱلْأَوْجَاعِ.‏ لٰكِنِّي أَخَذْتُ ٱلْعِلَاجَ ٱلْمُنَاسِبَ،‏ فَتَحَسَّنَتْ صِحَّتِي».‏ وَقَدْ بَارَكَ يَهْوَهُ هٰذَيْنِ ٱلزَّوْجَيْنِ لِأَنَّهُمَا ٱحْتَمَلَا ٱلصُّعُوبَاتِ.‏ يُخْبِرُ أَلَان:‏ «عِنْدَمَا ذَهَبْنَا لِنَخْدُمَ فِي قَرْيَةٍ بَعِيدَةٍ ٱسْمُهَا كَاتِيه،‏ وَجَدْنَا كَثِيرِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَدْرُسُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ.‏ فَصِرْنَا نَدْرُسُ مَعَهُمْ عَبْرَ ٱلْهَاتِفِ.‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ ٱعْتَمَدَ ٱثْنَانِ مِنْهُمْ وَتَأَسَّسَ فَرِيقٌ مِنْ ٥ نَاشِرِينَ».‏ وَتُضِيفُ سْتِيفَانِي:‏ «لَا فَرْحَةَ أَكْبَرُ مِنْ مُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ أَنْ يَنْذُرُوا حَيَاتَهُمْ لِيَهْوَهَ.‏ وَلِأَنَّنَا هُنَا،‏ ذُقْنَا هٰذِهِ ٱلْفَرْحَةَ عِدَّةَ مَرَّاتٍ».‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَخْدُمُ أَلَان وَسْتِيفَانِي فِي ٱلْعَمَلِ ٱلدَّائِرِيِّ.‏

‏«أَخَذْنَا ٱلْقَرَارَ ٱلصَّحَّ»‏

لِييُونْس وَجِيزِيل

اِعْتَمَدَتْ جِيزِيل حِينَ كَانَتْ تَدْرُسُ ٱلطِّبَّ فِي إِيطَالِيَا.‏ وَقَدْ تَأَثَّرَتْ بِمِثَالِ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱللَّذَيْنِ عَلَّمَاهَا ٱلْحَقَّ.‏ فَهُمَا كَانَا فَاتِحَيْنِ وَحَيَاتُهُمَا بَسِيطَةٌ.‏ لِذَا أَرَادَتْ أَنْ تَفْعَلَ مِثْلَهُمَا وَتَزِيدَ خِدْمَتَهَا.‏ فَبَدَأَتْ تَخْدُمُ كَفَاتِحَةٍ عَادِيَّةٍ وَهِيَ تُنْهِي دِرَاسَتَهَا.‏

أَرَادَتْ جِيزِيل أَنْ تَعُودَ إِلَى ٱلْكَامِيرُون لِتَخْدُمَ يَهْوَهَ أَكْثَرَ.‏ وَلٰكِنْ كَانَ لَدَيْهَا بَعْضُ ٱلْمَخَاوِفِ.‏ تَقُولُ:‏ «لَزِمَ أَنْ أَتَخَلَّى عَنْ أَوْرَاقِ إِقَامَتِي فِي إِيطَالِيَا،‏ وَأَبْتَعِدَ عَنْ عَائِلَتِي وَأَصْدِقَائِي ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ هُنَاكَ».‏ مَعْ ذٰلِكَ،‏ ٱنْتَقَلَتْ جِيزِيل إِلَى ٱلْكَامِيرُون فِي أَيَّارَ (‏مَايُو)‏ ٢٠١٦.‏ وَبَعْدَ فَتْرَةٍ تَزَوَّجَتْ لِييُونْس،‏ وَطَلَبَ مِنْهُمَا مَكْتَبُ ٱلْفَرْعِ أَنْ يَنْتَقِلَا إِلَى بَلْدَةِ أَيُوس حَيْثُ هُنَاكَ حَاجَةٌ كَبِيرَةٌ إِلَى مُبَشِّرِينَ.‏

وَكَيْفَ كَانَتِ ٱلْحَيَاةُ فِي أَيُوس؟‏ تُخْبِرُ جِيزِيل:‏ «غَالِبًا مَا ٱنْقَطَعَتِ ٱلْكَهْرَبَاءُ لِأَسَابِيعَ وَلَمْ نَقْدِرْ أَنْ نَشْحَنَ هَاتِفَنَا ٱلْخَلَوِيَّ.‏ لِذَا كَانَ فِي مُعْظَمِ ٱلْأَوْقَاتِ خَارِجَ ٱلْخِدْمَةِ.‏ وَقَدْ تَعَلَّمْتُ أَنْ أَطْبُخَ عَلَى ٱلْحَطَبِ.‏ وَكُنَّا نَذْهَبُ فِي ٱللَّيْلِ عَلَى ضَوْءِ ٱلْمَشْعَلِ ٱلْكَهْرَبَائِيِّ وَمَعَنَا عَرَبَةُ يَدٍ لِنَجْلُبَ ٱلْمَاءَ مِنَ ٱلنَّبْعِ.‏ فَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ لَا يَكُونُ هُنَاكَ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلنَّاسِ».‏ وَمَاذَا سَاعَدَ لِييُونْس وَجِيزِيل أَنْ يَتَحَمَّلَا هٰذِهِ ٱلظُّرُوفَ؟‏ تَقُولُ جِيزِيل:‏ «بِرُوحِ يَهْوَهَ،‏ مُسَاعَدَةِ وَاحِدِنَا لِلْآخَرِ،‏ تَشْجِيعِ ٱلْعَائِلَةِ وَٱلْأَصْدِقَاءِ،‏ وَدَعْمِهِمِ ٱلْمَادِّيِّ أَحْيَانًا،‏ ٱسْتَطَعْنَا أَنْ نُكْمِلَ».‏

وَهَلْ جِيزِيل سَعِيدَةٌ لِأَنَّهَا رَجَعَتْ إِلَى بَلَدِهَا؟‏ تُجِيبُ:‏ «نَعَمْ،‏ دُونَ أَيِّ شَكٍّ».‏ وَتُكْمِلُ:‏ «وَاجَهْنَا فِي ٱلْبِدَايَةِ بَعْضَ ٱلصُّعُوبَاتِ وَضَعُفَتْ مَعْنَوِيَّاتُنَا.‏ وَلٰكِنْ بَعْدَ أَنْ تَكَيَّفْنَا مَعَ ٱلظُّرُوفِ،‏ شَعَرْنَا أَنَّنَا أَخَذْنَا ٱلْقَرَارَ ٱلصَّحَّ.‏ وَنَحْنُ نَثِقُ بِيَهْوَهَ وَنَشْعُرُ أَنَّنَا أَقْرَبُ إِلَيْهِ».‏ وَقَدْ حَضَرَ لِييُونْس وَجِيزِيل مَدْرَسَةَ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ،‏ وَهُمَا يَخْدُمَانِ ٱلْآنَ كَفَاتِحَيْنِ خُصُوصِيَّيْنِ وَقْتِيَّيْنِ.‏

مِثْلَ ٱلصَّيَّادِ ٱلَّذِي يَتَحَدَّى ٱلصُّعُوبَاتِ لِيَحْصُلَ عَلَى سَمَكٍ كَثِيرٍ،‏ يُقَدِّمُ ٱلَّذِينَ يَرْجِعُونَ إِلَى بَلَدِهِمْ تَضْحِيَاتٍ كَبِيرَةً مِنْ أَجْلِ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ لَنْ يَنْسَى أَبَدًا مَحَبَّتَهُمْ وَتَضْحِيَاتِهِمْ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِهِ.‏ (‏نح ٥:‏١٩؛‏ عب ٦:‏١٠‏)‏ فَإِذَا كَانَ هُنَاكَ حَاجَةٌ كَبِيرَةٌ إِلَى مُبَشِّرِينَ فِي بَلَدِكَ وَأَنْتَ تَعِيشُ فِي ٱلْخَارِجِ،‏ فَهَلْ تَقْدِرُ أَنْ تَرْجِعَ؟‏ إِذَا فَعَلْتَ ذٰلِكَ،‏ فَسَيُبَارِكُكَ يَهْوَهُ بِٱلتَّأْكِيدِ.‏ —‏ ام ١٠:‏٢٢‏.‏