مقالة الدرس ٤٥
أظهِر الولاء لإخوتك دائمًا
«عامِلوا بَعضُكُم بَعضًا بِوَلاءٍ ورَحمَة». — زك ٧:٩.
التَّرنيمَة ١٠٧ طَريقُ المَحَبَّةِ الإلهِيّ
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١-٢ لِمَ مُهِمٌّ أن نُظهِرَ الوَلاء؟
هل فكَّرتَ مِن قَبل لِمَ مُهِمٌّ أن نُظهِرَ الوَلاء؟ لاحِظِ الأسبابَ التَّالِيَة المَذكورَة في سِفرِ الأمْثَال: «لا يترُكْكَ اللُّطفُ الحُبِّيُّ [أي: الوَلاءُ] والحَقّ! . . . فتجِدَ حُظوَةً وبَصيرَةً صالِحَة في أعيُنِ اللّٰهِ والنَّاس». «ذو اللُّطفِ الحُبِّيِّ يُحسِنُ إلى نَفْسِه». «السَّاعي في أثَرِ البِرِّ واللُّطفِ الحُبِّيِّ يجِدُ حَياة». — ام ٣:٣، ٤؛ ١١:١٧؛ ٢١:٢١.
٢ نجِدُ في هذِهِ الآياتِ ثَلاثَةَ أسبابٍ لنُظهِرَ الوَلاء. أوَّلًا، حينَ نُظهِرُه، نصيرُ ثَمينينَ في عَينِ يَهْوَه. ثانِيًا، نُفيدُ أنفُسَنا. فنكسِبُ مَثَلًا صَداقاتٍ تدومُ طَويلًا. ثالِثًا، ننالُ في المُستَقبَلِ بَرَكاتٍ عَديدَة، كالحَياةِ الأبَدِيَّة. فِعلًا، لَدَينا أسبابٌ مُهِمَّة تدفَعُنا أن نُطيعَ وَصِيَّةَ يَهْوَه: «عامِلوا بَعضُكُم بَعضًا بِوَلاءٍ ورَحمَة». — زك ٧:٩.
٣ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٣ في هذِهِ المَقالَة، سنُجيبُ عن أربَعَةِ أسئِلَة: لِمَن يجِبُ أن نُظهِرَ الوَلاء؟ ماذا نتَعَلَّمُ عنِ الوَلاءِ مِن سِفرِ رَاعُوث؟ كَيفَ نُظهِرُ الوَلاءَ اليَوم؟ وكَيفَ يُفيدُنا ذلِك؟
لِمَن يجِبُ أن نُظهِرَ الوَلاء؟
٤ كَيفَ نتَمَثَّلُ بِيَهْوَه في إظهارِ الوَلاء؟ (مرقس ١٠:٢٩، ٣٠)
٤ كما رأيْنا في المَقالَةِ السَّابِقَة، لا يُظهِرُ يَهْوَه وَلاءَه، أو مَحَبَّتَهُ الثَّابِتَة، إلَّا لِلَّذينَ يُحِبُّونَهُ ويَخدُمونَه. (دا ٩:٤) ونَحنُ نُريدُ أن نتَمَثَّلَ «بِاللّٰهِ كأولادٍ أحِبَّاء». (اف ٥:١) لِذا علَينا أن نُظهِرَ الوَلاء، أوِ المَحَبَّةَ الثَّابِتَة، لِإخوَتِنا في الجَماعَة. — إقرأ مرقس ١٠:٢٩، ٣٠.
٥-٦ في هذا الإيضاح، لِماذا يستَمِرُّ المُوَظَّفُ في عَمَلِه؟
٥ طَبعًا، كُلَّما زادَ فَهمُنا لِلوَلاء، عرَفنا أكثَرَ كَيفَ نُظهِرُهُ لِإخوَتِنا. لذَا، سنُناقِشُ الآنَ إيضاحًا يزيدُ فَهمَنا للوَلاء.
٦ فكِّرْ في مُوَظَّفٍ بقِيَ يعمَلُ في شَرِكَةٍ سِنينَ طَويلَة. ولكنْ طولَ هذِهِ السِّنين، رُبَّما لم يلتَقِ أبَدًا بِمُدَرائِه. كما أنَّهُ لا يُوافِقُ دائِمًا على سِياساتِ الشَّرِكَة. حتَّى إنَّهُ لا يُحِبُّ العَمَلَ فيها. لكنَّهُ سَعيدٌ لِأنَّها تُعطيهِ راتِبًا آخِرَ الشَّهر. وسَيَظَلُّ يعمَلُ فيها حتَّى يتَقاعَد، إلَّا إذا وجَدَ عَمَلًا أفضَل.
٧-٨ (أ) ماذا يدفَعُ الشَّخصَ أن يُظهِرَ الوَلاء؟ (ب) ماذا سنرى في سِفرِ رَاعُوث؟
٧ فما الفَرقُ بَينَ الشَّخصِ الوَليِّ وهذا المُوَظَّف؟ الدَّافِع. فكِّرْ مَثَلًا في خُدَّامِ يَهْوَه في الماضي. ماذا دفَعَهُم أن يُظهِروا الوَلاء؟ لم يُظهِروهُ لِأنَّهُم كانوا مُضطَرِّين، بل لِأنَّهُم أرادوا ذلِكَ مِن كُلِّ قَلبِهِم. دَاوُد مَثَلًا، دفَعَهُ قَلبُهُ أن يُظهِرَ الوَلاءَ لِصَديقِهِ يُونَاثَان، مع أنَّ أبا يُونَاثَان أرادَ قَتلَه. وحتَّى بَعدَ سَنَواتٍ مِن مَوتِ صَديقِه، ظلَّ دَاوُد يُظهِرُ الوَلاءَ لِمَفِيبُوشَث، ابنِ يُونَاثَان. — ١ صم ٢٠:٩، ١٤، ١٥؛ ٢ صم ٤:٤؛ ٨:١٥؛ ٩:١، ٦، ٧.
٨ ويُمكِنُنا أن نتَعَلَّمَ المَزيدَ عنِ الوَلاءِ حينَ نتَأمَّلُ في سِفرِ رَاعُوث. فَلْنرَ كَيفَ أظهَرَ أشخاصٌ مَذكورونَ فيهِ هذِهِ الصِّفَة، وكَيفَ نتَمَثَّلُ بهِم في جَماعَتِنا. *
ماذا نتَعَلَّمُ عنِ الوَلاءِ مِن سِفرِ رَاعُوث؟
٩ لِماذا شعَرَت نُعْمِي أنَّ يَهْوَه يُقاوِمُها؟
٩ يحكي سِفرُ رَاعُوث عن امرَأةٍ اسمُها نُعْمِي، وزَوجَةِ ابْنِها رَاعُوث، ورَجُلٍ يخافُ اللّٰهَ اسْمُهُ بُوعَز كانَ مِن أقرِباءِ زَوجِها. بدَأَتِ القِصَّةُ حينَ حصَلَت مَجاعَةٌ في إسْرَائِيل. فاضطُرَّت نُعْمِي أن تنتَقِلَ مع زَوجِها وابْنَيها إلى مُوآب. لكنَّ زَوجَها ماتَ هُناك. بَعدَ ذلِك، تزَوَّجَ ابْناها. ولِلأسَفِ ماتا هُما أيضًا. (را ١:٣-٥؛ ٢:١) فغرِقَت نُعْمِي في الحُزنِ واليَأس، حتَّى إنَّها شعَرَت أنَّ يَهْوَه يقِفُ ضِدَّها. لاحِظْ ماذا قالَت: «يَهْوَه قاوَمَني»، «القادِرُ على كُلِّ شَيءٍ جَعَلَ حَياتي مُرَّةً جِدًّا»، «يَهْوَه قد قاوَمَني والقادِرُ على كُلِّ شَيءٍ جَلَبَ علَيَّ المُصيبَة». — را ١:١٣، ٢٠، ٢١.
١٠ ماذا فعَلَ يَهْوَه حينَ سمِعَ كَلِماتِ نُعْمِي؟
١٠ ماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ يَهْوَه حينَ سمِعَ كَلِماتِ نُعْمِي؟ لم يتَخَلَّ عن خادِمَتِهِ المُتَضايِقَة، بل تعاطَفَ معها وتفَهَّمَ مَشاعِرَها. فهو يعرِفُ أنَّ الظُّلمَ «قد يجعَلُ الحَكيمَ يُجَنّ». (جا ٧:٧) ولكنْ في الوَقتِ نَفْسِه، عرَفَ أنَّ نُعْمِي تحتاجُ إلى المُساعَدَةِ كَي ترى أنَّهُ يقِفُ معها لا ضِدَّها. فكَيفَ ساعَدَها؟ (١ صم ٢:٨) دفَعَ رَاعُوث أن تُظهِرَ لها الوَلاء. ورَاعُوث أرادَت مِن كُلِّ قَلبِها أن تدعَمَ نُعْمِي. فساعَدَتها بِلُطفٍ أن تتَغَلَّبَ على مَشاعِرِها السَّلبِيَّة، وتتَأكَّدَ أنَّ يَهْوَه لا يزالُ يُحِبُّها. فماذا نتَعَلَّمُ مِن رَاعُوث؟
١١ ماذا يدفَعُ إخوَةً كَثيرينَ أن يُساعِدوا المُتَضايِقين؟
١١ الوَلاءُ يدفَعُنا أن نُساعِدَ المُتَضايِقين. مِثلَما بقِيَت رَاعُوث مع نُعْمِي وساعَدَتها، يسعى إخوَةٌ كَثيرونَ اليَومَ لِيُساعِدوا الإخوَةَ المُتَضايِقينَ واليائِسينَ في الجَماعَة. وهذا لِأنَّهُم يُحِبُّونَ إخوَتَهُم كَثيرًا، ويُريدونَ مِن كُلِّ قَلبِهِم أن يفعَلوا أيَّ شَيءٍ لِمُساعَدَتِهِم. (ام ١٢:٢٥؛ ٢٤:١٠) وهكَذا يُطَبِّقونَ نَصيحَةَ بُولُس: «عزُّوا النُّفوسَ المُكتَئِبَة، ادعَموا الضُّعَفاء، تحَلَّوا بِطولِ الأناةِ نَحوَ الجَميع». — ١ تس ٥:١٤.
١٢ ما هي غالِبًا أفضَلُ طَريقَةٍ لِنُساعِدَ إخوَتَنا اليائِسين؟
١٢ في أغلَبِ الحالات، أفضَلُ طَريقَةٍ لِنُساعِدَ إخوَتَنا اليائِسينَ هي أن نسمَعَهُم ونُؤَكِّدَ لهُم أنَّنا نُحِبُّهُم. ويَهْوَه يُلاحِظُ اهتِمامَنا بِخِرافِهِ الغالِيَة ويُقَدِّرُهُ كَثيرًا. (مز ٤١:١) تقولُ الأمْثَال ١٩:١٧: «مَن يتَحَنَّنُ على المِسكينِ يُقرِضُ يَهْوَه، وعن صَنيعِهِ يُجازيه».
١٣ ما الفَرقُ بَينَ قَرارَي رَاعُوث وعُرْفَة، وكَيفَ دلَّ قَرارُ رَاعُوث على وَلائِها؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
١٣ نتَعَلَّمُ شَيئًا آخَرَ عنِ الوَلاءِ حينَ نتَأمَّلُ في ما حصَلَ مع نُعْمِي بَعدَ مَوتِ زَوجِها وابْنَيها. فعِندَما سمِعَت أنَّ «يَهْوَه وَجَّهَ انتِباهَهُ إلى شَعبِهِ وأعْطاهُم طَعامًا»، قرَّرَت أن تعودَ إلى إسْرَائِيل. (را ١:٦) وذَهَبَت معها زَوجَتا ابْنَيها، رَاعُوث وعُرْفَة. في الطَّريق، طلَبَت نُعْمِي مِنهُما ثَلاثَ مَرَّاتٍ أن ترجِعا. فماذا حدَث؟ «قَبَّلَت عُرْفَة حَماتَها وغادَرَت. أمَّا رَاعُوث فأصَرَّت أن تَبْقى معها». (را ١:٧-١٤) لم تُخطِئْ عُرْفَة حينَ رجَعَت إلى مُوآب. فهي فعَلَت بِالضَّبطِ ما طلَبَتهُ حَماتُها. لكنَّ رَاعُوث فعَلَت أكثَرَ مِنَ المَطلوب. فقدْ قرَّرَت أن تبقى مع نُعْمِي لِأنَّها تحتاجُ إلى المُساعَدَة. (را ١:١٦، ١٧) وقَرارُها هذا كانَ دَليلًا على الوَلاء. فهي لم تكُنْ مُضطَرَّةً أن تبقى معها، بل أرادَت ذلِك مِن كُلِّ قَلبِها. فماذا نتَعَلَّمُ مِن رَاعُوث؟
١٤ (أ) ماذا يفعَلُ إخوَةٌ كَثيرونَ اليَوم؟ (ب) حَسَبَ العِبْرَانِيِّين ١٣:١٦، أيَّةُ تَضحِياتٍ تُرضي اللّٰه؟
١٤ الوَلاءُ يدفَعُنا أن نفعَلَ أكثَرَ مِنَ المَطلوب. اليَومَ أيضًا، يُظهِرُ إخوَةٌ كَثيرونَ الوَلاءَ لِإخوَتِهِم، حتَّى لَو كانوا لا يعرِفونَهُم. مَثَلًا، حينَ تحصُلُ كارِثَةٌ طَبيعِيَّة، يسألونَ فَورًا كَيفَ يستَطيعونَ أن يُساعِدوا الإخوَةَ المُتَضَرِّرين. وحينَ يعرِفونَ أنَّ أخًا في الجَماعَةِ يمُرُّ بِضيقَةٍ مالِيَّة، يبحَثونَ بِسُرعَةٍ عن طُرُقٍ لِيُساعِدوه. ومِثلَ المَسِيحِيِّينَ في مَقْدُونْيَة، يفعَلونَ أكثَرَ مِنَ المَطلوب. فهُم يُقَدِّمونَ تَضحِياتٍ «فَوقَ طاقَتِهِم» لِيُساعِدوا إخوَتَهُمُ المُحتاجين. (٢ كو ٨:٣) ولا شَكَّ أنَّ المَحَبَّةَ الَّتي يُظهِرونَها تُرضي يَهْوَه وتُفَرِّحُهُ كَثيرًا. — إقرإ العبرانيين ١٣:١٦.
كَيفَ نُظهِرُ الوَلاءَ اليَوم؟
١٥-١٦ ماذا فعَلَت رَاعُوث حينَ رفَضَت نُعْمِي أن تقبَلَ مُساعَدَتَها؟
١٥ نتَعَلَّمُ دُروسًا كَثيرَة مِن قِصَّةِ رَاعُوث ونُعْمِي. إلَيكَ بَعضًا مِنها.
١٦ لا تستَسلِم. عِندَما قالَت رَاعُوث لِنُعْمِي إنَّها ستذهَبُ معها إلى يَهُوذَا، رفَضَت نُعْمِي ذلِك في البِدايَة. لكنَّ رَاعُوث لم تستَسلِم. فماذا كانَتِ النَّتيجَة؟ «لمَّا رَأت نُعْمِي أنَّ رَاعُوث مُصِرَّةٌ أن تَذهَبَ معها، لم تَعُدْ تُحاوِلُ إقناعَها». — را ١:١٥-١٨.
١٧ ماذا يُساعِدُنا أن لا نستَسلِم؟
١٧ التَّطبيق: نحتاجُ إلى الصَّبرِ كَي نُساعِدَ شَخصًا يائِسًا، ولكنْ لا يجِبُ أن نستَسلِم. مَثَلًا، قد ترفُضُ أُختٌ يائِسَة مُساعَدَتَنا في البِدايَة. * لكنَّ الوَلاءَ سيَدفَعُنا أن نعمَلَ كُلَّ جُهدِنا كَي نقِفَ إلى جانِبِها. (غل ٦:٢) ونتَمَنَّى أن تقبَلَ مُساعَدَتَنا في النِّهايَة، وتسمَحَ لنا أن نُشَجِّعَها.
١٨ ماذا جرَحَ رَاعُوث دونَ شَكّ؟
١٨ لا تأخُذْ على خاطِرِك. عِندَما وصَلَت نُعْمِي ورَاعُوث إلى بَيْت لَحْم، قالَت نُعْمِي لِجاراتِها: «كانَ لَدَيَّ كُلُّ شَيءٍ عِندَما ذَهَبْت، لكنَّ يَهْوَه أرجَعَني ويَدايَ فارِغَتان». (را ١:٢١) تخَيَّلْ كَيفَ أثَّرَت هذِهِ الكَلِماتُ على رَاعُوث الواقِفَة بِجانِبِها. فهي ضحَّت كَثيرًا مِن أجلِ نُعْمِي: بكَت معها، عزَّتها، ومشَت معها لِأيَّامٍ خِلالَ رِحلَتِهِما الطَّويلَة. فكَيفَ تقولُ نُعْمِي الآن: «يَهْوَه أرجَعَني ويَدايَ فارِغَتان»؟! هذِهِ الكَلِماتُ شطَبَت كُلَّ التَّضحِياتِ الَّتي قامَت بها رَاعُوث. ولا شَكَّ أنَّها جرَحَتها كَثيرًا. مع ذلِك، لم تترُكْ رَاعُوث حَماتَها نُعْمِي.
١٩ ماذا يُساعِدُنا أن نبقى إلى جانِبِ شَخصٍ مُتَضايِق؟
١٩ التَّطبيق: اليَومَ أيضًا، قد تجرَحُنا أُختٌ مُتَضايِقَة بِكَلامِها، رَغمَ كُلِّ جُهودِنا لِمُساعَدَتِها. ولكنْ لا يجِبُ أن نأخُذَ على خاطِرِنا. بل يلزَمُ أن نبقى إلى جانِبِ أُختِنا المُتَضايِقَة، ونطلُبَ مِن يَهْوَه أن يُساعِدَنا كَي نجِدَ طَريقَةً لِنُشَجِّعَها. — ام ١٧:١٧.
٢٠ كَيفَ نالَت رَاعُوث التَّشجيعَ الَّذي تحتاجُه؟
٢٠ قدِّمِ التَّشجيعَ لِمَن يحتاجُه. بَعدَما أظهَرَت رَاعُوث الوَلاءَ لِنُعْمِي وشَجَّعَتها، صارَت هي أيضًا بِحاجَةٍ إلى التَّشجيع. فدفَعَ يَهْوَه بُوعَز أن يُشَجِّعَها. قالَ لها بُوعَز: «لِيُبارِكْكِ يَهْوَه على ما فَعَلْتِه، ولْتَكُنْ مُكافَأَتُكِ عَظيمَةً مِن يَهْوَه إلهِ إسْرَائِيل الَّذي جِئتِ لِتَحتَمي تَحتَ جَناحَيْه». أثَّرَت هذِهِ الكَلِماتُ في رَاعُوث كَثيرًا. فأجابَت بُوعَز: «أنتَ شَجَّعْتَني وطَمَّنْتَني بِكَلامِك». (را ٢:١٢، ١٣) واضِحٌ إذًا أنَّ كَلِماتِهِ أعطَتها القُوَّةَ الَّتي تحتاجُها لِتَستَمِرَّ في دَعمِ نُعْمِي.
٢١ حَسَبَ إشَعْيَا ٣٢:١، ٢، ماذا يُقَدِّمُ الشُّيوخُ لِلإخوَة؟
٢١ التَّطبيق: الأشخاصُ الَّذينَ يُظهِرونَ الوَلاءَ لِغَيرِهِم ويُشَجِّعونَهُم، يحتاجونَ هُم أيضًا إلى التَّشجيعِ أحيانًا. ومِثلَما لاحَظَ بُوعَز دَعمَ رَاعُوث لِنُعْمِي ومدَحَها علَيه، يُلاحِظُ الشُّيوخُ الدَّعمَ الَّذي يُقَدِّمُهُ الإخوَةُ الأولياءُ ويَمدَحونَهُم علَيه. وهذا المَدحُ يُعطي الإخوَةَ القُوَّةَ الَّتي يحتاجونَها لِيَستَمِرُّوا في دَعمِ غَيرِهِم. — إقرأ اشعيا ٣٢:١، ٢.
كَيفَ يُفيدُنا إظهارُ الوَلاء؟
٢٢-٢٣ كَيفَ تغَيَّرَ مَوقِفُ نُعْمِي، ولِماذا؟ (مزمور ١٣٦:٢٣، ٢٦)
٢٢ لاحِقًا، أعطى بُوعَز بِكَرَمٍ طَعامًا لِرَاعُوث ونُعْمِي. (را ٢:١٤-١٨) فماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ نُعْمِي؟ قالَت: «لِيُبارِكْهُ يَهْوَه الَّذي لا يَزالُ يُظهِرُ وَلاءَهُ لِلأحياءِ والأموات». (را ٢:٢٠أ) يا لهُ مِن تَغييرٍ كَبير! فسابِقًا، قالَت نُعْمِي بِحُزن: «يَهْوَه قد قاوَمَني». أمَّا الآن، فتقولُ بِفَرَحٍ «يَهْوَه . . . لا يَزالُ يُظهِرُ وَلاءَه». فما الَّذي غيَّرَ مَوقِفَها ١٨٠ دَرَجَة؟
٢٣ بدَأَت نُعْمِي أخيرًا ترى يَدَ يَهْوَه في حَياتِها. فقدْ دعَمَها بِواسِطَةِ رَاعُوث خِلالَ الرِّحلَةِ إلى يَهُوذَا. (را ١:١٦) كما دفَعَ بُوعَز، وهو «أحَدُ الَّذينَ لهُم حَقُّ الاستِرجاع»، أن يُظهِرَ لهُما الكَرَم. * (را ٢:١٩، ٢٠ب) نَتيجَةً لِذلِك، رُبَّما قالَت لِنَفْسِها: ‹يَهْوَه لم يترُكْني إذًا، بل كانَ معي طولَ الوَقت›. (إقرإ المزمور ١٣٦:٢٣، ٢٦.) ولا شَكَّ أنَّها قدَّرَت كَثيرًا رَاعُوث وبُوعَز لِأنَّهُما لم يترُكاها خِلالَ هذِهِ الفَترَةِ الصَّعبَة. وكم فرِحوا هُمُ الثَّلاثَة حينَ تغَلَّبَت نُعْمِي على يَأسِها وتأكَّدَت أنَّ يَهْوَه لا يزالُ معها!
٢٤ ماذا يدفَعُنا أن نستَمِرَّ في إظهارِ الوَلاءِ لِإخوَتِنا؟
٢٤ ماذا تعَلَّمنا عنِ الوَلاءِ مِن سِفرِ رَاعُوث؟ يدفَعُنا الوَلاءُ أن لا نستَسلِمَ حينَ يرفُضُ الإخوَةُ اليائِسونَ مُساعَدَتَنا. ويَدفَعُنا أيضًا أن نُضَحِّيَ كَي نُساعِدَهُم. كما أنَّ الإخوَةَ الَّذينَ يُظهِرونَ الوَلاءَ لِغَيرِهِم يحتاجونَ هُم أيضًا إلى التَّشجيع. لِذا، على الشُّيوخِ أن يُلاحِظوا جُهودَهُم ويَمدَحوهُم علَيها. وعِندَما نرى كَيفَ يُشَجِّعُ وَلاؤُنا الإخوَةَ اليائِسين، سنفرَحُ كَثيرًا. (اع ٢٠:٣٥) لكنَّ هذا لَيسَ السَّبَبَ الأهَمَّ لِنُظهِرَ الوَلاء. بل نُظهِرُهُ لِأنَّ إلهَنا ‹وَلِيٌّ جِدًّا›، ونَحنُ نُريدُ أن نتَمَثَّلَ بهِ ونُرضِيَه. — خر ٣٤:٦؛ مز ٣٣:٢٢.
التَّرنيمَة ١٣٠ لِنُسامِحْ بَعضُنا بَعضًا
^ يُريدُ يَهْوَه أن نُظهِرَ الوَلاءَ لِإخوَتِنا في الجَماعَة. فكَيفَ نعرِفُ أكثَرَ عن هذِهِ الصِّفَة؟ جَيِّدٌ أن نتَأمَّلَ كَيفَ أظهَرَها خُدَّامُ اللّٰهِ في الماضي. وفي هذِهِ المَقالَة، سنتَحَدَّثُ عَن قِصَّةِ رَاعُوث ونُعْمِي وبُوعَز.
^ كَي تستَفيدَ أكثَرَ مِن هذِهِ المَقالَة، نُشَجِّعُكَ أن تقرَأَ الفَصلَينِ ١ و ٢ مِن سِفرِ رَاعُوث.
^ نُشيرُ إلى مِثالِ أُختٍ لِأنَّنا نُناقِشُ قِصَّةَ نُعْمِي. لكنَّ الأفكارَ في هذِهِ المَقالَةِ تنطَبِقُ أيضًا على الإخوَةِ الذُّكور.
^ لِتَعرِفَ أكثَرَ عن حَقِّ الاستِرجاع، انظُرْ مَقالَة «إقتَدِ بِإيمانِهِم: ‹إمرَأةٌ فاضِلَة›» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد ١ تِشْرِين الأوَّل (أُكْتُوبِر) ٢٠١٢.