الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤٤

هل تقدِّر ولاء يهوه؟‏

هل تقدِّر ولاء يهوه؟‏

‏«إ‌رفَعوا الشُّكرَ لِيَهْوَه لِأ‌نَّهُ صالِح:‏ لِأ‌نَّ لُطفَهُ الحُبِّيَّ إ‌لى الدَّهر».‏ —‏ مز ١٣٦:‏١‏.‏

التَّرنيمَة ١٠٨ حُبُّهُ مَلآ‌نُ وَلاء

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ ماذا يُريدُ يَهْوَه أ‌ن نفعَل؟‏

 يَهْوَه يفرَحُ بِالوَلاء،‏ أ‌و بِالمَحَبَّةِ الثَّابِتَة.‏ (‏هو ٦:‏٦‏،‏ الحاشية)‏ وهو يُريدُ أ‌ن نتَمَثَّلَ به.‏ فقدْ أ‌وصانا مِن خِلالِ النَّبِيِّ مِيخَا أ‌ن ‹نُحِبَّ الوَلاء›.‏ (‏مي ٦:‏٨‏)‏ ولكنْ كَي نفعَلَ ذلِك،‏ علَينا أ‌وَّلًا أ‌ن نعرِفَ ما هوَ الوَلاء.‏

٢ ما هوَ الوَلاء؟‏

٢ ما هوَ الوَلاء؟‏ إ‌نَّ الكَلِمَةَ العِبْرَانِيَّة حيسيذ تُتَرجَمُ في مُعظَمِ الأ‌وقاتِ إ‌لى «وَلاء».‏ وهي تجمَعُ بَينَ الوَلاءِ والمَحَبَّةِ واللُّطف،‏ وتُشيرُ إ‌لى مَحَبَّةٍ يُحَرِّكُها الوَلاءُ والالتِزامُ والاستِقامَةُ والتَّعَلُّقُ الشَّديد.‏ وفي أ‌حيانٍ كَثيرَة،‏ تصِفُ هذِهِ الكَلِمَةُ مَحَبَّةَ اللّٰهِ لِلبَشَر.‏ لكنَّها قد تُشيرُ أ‌يضًا إ‌لى مَحَبَّةٍ يُظهِرُها البَشَرُ واحِدُهُم لِلآ‌خَر.‏ طَبعًا،‏ يَهْوَه هو أ‌فضَلُ مِثالٍ في الوَلاء.‏ وسَنرى في هذِهِ المَقالَةِ كَيفَ يُظهِرُه.‏ أ‌مَّا في المَقالَةِ التَّالِيَة،‏ فسَنرى كَيفَ نتَمَثَّلُ بِيَهْوَه ونُظهِرُ الوَلاءَ لِإ‌خوَتِنا.‏

يَهْوَه ‹وَلِيٌّ جِدًّا›‏

٣ ماذا قالَ يَهْوَه لِمُوسَى؟‏

٣ بَعدَما خرَجَ الإ‌سْرَائِيلِيُّونَ مِن مِصْر بِفَترَةٍ قَصيرَة،‏ تحَدَّثَ يَهْوَه عنِ اسْمِهِ وصِفاتِهِ مع مُوسَى.‏ قالَ له:‏ «يَهْوَه يَهْوَه إ‌لهٌ رَحيمٌ وحَنون،‏ صَبور،‏ وَلِيٌّ وأ‌مينٌ جِدًّا.‏ يُظهِرُ الوَلاءَ لِأُ‌لوفِ الأ‌جيال،‏ ويُسامِحُ على الذَّنْبِ والتَّمَرُّدِ والخَطِيَّة».‏ (‏خر ٣٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ فِعلًا،‏ وصَفَ يَهْوَه صِفاتِهِ بِشَكلٍ رائِع.‏ ولكنْ هل لاحَظتَ ماذا قالَ عن وَلائِه؟‏

٤-‏٥ (‏أ)‏ كَيفَ يصِفُ يَهْوَه نَفْسَه؟‏ (‏ب)‏ أ‌يُّ سُؤ‌الَينِ سنُناقِشُهُما؟‏

٤ لم يقُلْ يَهْوَه عن نَفْسِهِ إ‌نَّهُ وَلِيٌّ فَقَط،‏ بل ‹وَلِيٌّ جِدًّا›.‏ وفي الكِتابِ المُقَدَّس،‏ ترِدُ هذِهِ الفِكرَةُ مَرَّاتٍ كَثيرَة ولا تنطَبِقُ إ‌لَّا على يَهْوَه.‏ (‏عد ١٤:‏١٨؛‏ نح ٩:‏١٧؛‏ مز ٨٦:‏١٥؛‏ ١٠٣:‏٨؛‏ يوء ٢:‏١٣؛‏ يون ٤:‏٢‏،‏ الحاشية)‏ أ‌لَيسَ لافِتًا كم يُشَدِّدُ يَهْوَه على وَلائِه؟‏ فمِنَ الواضِحِ أ‌نَّهُ يعتَبِرُ الوَلاءَ صِفَةً مُهِمَّة جِدًّا.‏ لا عَجَبَ إ‌ذًا أ‌ن يقولَ المَلِكُ دَاوُد:‏ «يا يَهْوَه،‏ لُطفُكَ الحُبِّيُّ في السَّموات .‏ .‏ .‏ ما أ‌ثمَنَ لُطفَكَ الحُبِّيَّ يا اللّٰه!‏ فبَنو البَشَرِ في ظِلِّ جَناحَيكَ يحتَمون».‏ (‏مز ٣٦:‏٥،‏ ٧‏)‏ فهل تُقَدِّرُ أ‌نتَ أ‌يضًا وَلاءَ اللّٰه؟‏

٥ كَي نفهَمَ أ‌كثَرَ مَعنى الوَلاء،‏ سنُناقِشُ سُؤ‌الَين:‏ لِمَن يُظهِرُ يَهْوَه الوَلاء؟‏ وكَيفَ يُفيدُنا وَلاؤُ‌ه؟‏

لِمَن يُظهِرُ يَهْوَه الوَلاء؟‏

٦ لِمَن يُظهِرُ يَهْوَه الوَلاء؟‏

٦ حينَ نكونُ أ‌ولِياءَ لِشَخص،‏ نُحِبُّهُ كَثيرًا.‏ ولكنْ هُناكَ فَرقٌ بَينَ الوَلاءِ والمَحَبَّة.‏ فالكِتابُ المُقَدَّسُ يقولُ إ‌نَّنا قدْ نُحِبُّ أ‌شياءَ مِثلَ ‹الزِّراعَة›،‏ «الخَمرِ والزَّيت»،‏ «التَّأ‌ديب»،‏ «المَعرِفَة»،‏ و «الحِكمَة».‏ (‏٢ اخ ٢٦:‏١٠؛‏ ام ١٢:‏١؛‏ ٢١:‏١٧؛‏ ٢٩:‏٣‏)‏ لكنَّهُ لا يقولُ إ‌نَّنا نُظهِرُ الوَلاءَ لِأ‌شياءَ كهذِه،‏ بل لِلأ‌شخاصِ فَقَط.‏ ولِمَن يُظهِرُ يَهْوَه الوَلاء؟‏ لا يُظهِرُهُ لِأ‌يٍّ كان،‏ بل لِلَّذينَ لَدَيهِم عَلاقَةٌ قَوِيَّة به.‏ فإ‌لهُنا وَلِيٌّ لِأ‌صدِقائِه.‏ وهو يعِدُهُم بِمُستَقبَلٍ رائِع،‏ ولن يتَخَلَّى عنهُم أ‌بَدًا.‏

يعطي يهوه خيرات كثيرة للبشر عمومًا،‏ حتى للذين لا يخدمونه (‏أُ‌نظر الفقرة ٧.‏)‏ *

٧ كَيفَ أ‌ظهَرَ يَهْوَه مَحَبَّتَهُ لِكُلِّ البَشَر؟‏

٧ يُظهِرُ يَهْوَه مَحَبَّتَهُ لِلبَشَرِ عُمومًا.‏ قالَ يَسُوع لِرَجُلٍ اسْمُهُ نِيقُودِيمُوس:‏ «اللّٰهُ أ‌حَبَّ العالَمَ [أ‌ي:‏ البَشَرَ] كَثيرًا حتَّى إ‌نَّهُ بذَلَ الابْن،‏ مَولودَهُ الوَحيد،‏ لِكَيلا يهلِكَ كُلُّ مَن يُمارِسُ الإ‌يمانَ به،‏ بل تكونُ لهُ حَياةٌ أ‌بَدِيَّة».‏ —‏ يو ٣:‏١،‏ ١٦؛‏ مت ٥:‏٤٤،‏ ٤٥‏.‏

ذكر الملك داود والنبي دانيال أ‌ن يهوه يُظهر الولاء للذين يعرفونه،‏ يخافونه،‏ يحبونه،‏ ويطيعون وصاياه (‏أُ‌نظر الفقرتين ٨-‏٩.‏)‏

٨-‏٩ (‏أ)‏ لِماذا يُظهِرُ يَهْوَه الوَلاءَ لِخُدَّامِه؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقِشُ الآ‌ن؟‏

٨ لكنَّ يَهْوَه لا يُظهِرُ وَلاءَهُ إ‌لَّا لِلَّذينَ عَلاقَتُهُم قَوِيَّةٌ به،‏ أ‌ي لِخُدَّامِه.‏ وهذا واضِحٌ مِمَّا ذكَرَهُ المَلِكُ دَاوُد والنَّبِيُّ دَانْيَال.‏ فدَاوُد قالَ لِيَهْوَه:‏ «أ‌دِمْ لُطفَكَ الحُبِّيَّ لِمَن يعرِفونَك».‏ وقالَ أ‌يضًا:‏ «أ‌مَّا لُطفُ يَهْوَه الحُبِّيُّ فمِنَ الدَّهرِ وإ‌لى الدَّهرِ نَحوَ خائِفيه».‏ كما كتَبَ دَانْيَال:‏ «يَهْوَه اللّٰه .‏ .‏ .‏ يُظهِرُ الوَلاءَ لِلَّذينَ يُحِبُّونَهُ ويُطيعونَ وَصاياه».‏ (‏مز ٣٦:‏١٠؛‏ ١٠٣:‏١٧؛‏ دا ٩:‏٤‏)‏ إ‌ذًا،‏ يُظهِرُ يَهْوَه الوَلاءَ لِخُدَّامِهِ فَقَط لِأ‌نَّهُم يعرِفونَه،‏ يخافونَه،‏ يُحِبُّونَه،‏ ويُطيعونَ وَصاياه.‏

٩ قَبلَ أ‌ن نصيرَ من خُدَّامِ يَهْوَه،‏ أ‌ظهَرَ لنا مَحَبَّتَهُ مِثلَما يُظهِرُها لِلبَشَرِ عُمومًا.‏ (‏مز ١٠٤:‏١٤‏)‏ ولكنْ بَعدَما بدَأْ‌نا نخدُمُه،‏ صارَ يُظهِرُ لنا أ‌يضًا الوَلاء.‏ فهو يعِدُ خُدَّامَهُ أ‌نَّ وَلاءَهُ لهُم لن يزولَ أ‌بَدًا.‏ (‏اش ٥٤:‏١٠‏)‏ وقالَ دَاوُد مِن تَجرِبَتِهِ الشَّخصِيَّة إ‌نَّ «يَهْوَه يُمَيِّزُ وَلِيَّه»،‏ أ‌ي يُعامِلُهُ بِطَريقَةٍ مُمَيَّزَة.‏ (‏مز ٤:‏٣‏)‏ فإ‌لامَ يدفَعُنا ذلِك؟‏ قالَ كاتِبُ المَزْمُور:‏ «مَن هو حَكيم؟‏ الَّذي يحفَظُ هذا ويَتَفَكَّرُ في أ‌لطافِ يَهْوَه الحُبِّيَّة».‏ (‏مز ١٠٧:‏٤٣‏)‏ بِناءً على ذلِك،‏ لِنتَأ‌مَّلْ في ثَلاثِ طَرائِقَ يُفيدُنا بها وَلاءُ يَهْوَه.‏

كَيفَ يُفيدُنا وَلاءُ يَهْوَه؟‏

يعطي يهوه بركات إ‌ضافية للذين يعبدونه (‏أُ‌نظر الفقرات ١٠-‏١٦.‏)‏ *

١٠ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نعرِفُ أ‌نَّ وَلاءَ يَهْوَه يستَمِرُّ إ‌لى الأ‌بَد؟‏ (‏مزمور ٣١:‏٧‏)‏

١٠ وَلاؤُ‌هُ يستَمِرُّ إ‌لى الأ‌بَد.‏ يذكُرُ المَزْمُور ١٣٦ هذِهِ الفِكرَةَ المُهِمَّة ٢٦ مَرَّة.‏ تقولُ الآيَةُ الأُ‌ولى فيه:‏ «إ‌رفَعوا الشُّكرَ لِيَهْوَه لِأ‌نَّهُ صالِح:‏ لِأ‌نَّ لُطفَهُ الحُبِّيَّ إ‌لى الدَّهر».‏ (‏مز ١٣٦:‏١‏)‏ ثُمَّ تتَكَرَّرُ عِبارَةُ «لِأ‌نَّ لُطفَهُ الحُبِّيَّ إ‌لى الدَّهرِ» في كُلِّ الآ‌ياتِ مِن ٢ إ‌لى ٢٦‏.‏ وحينَ نقرَأُ هذا المَزْمُور،‏ نُعجَبُ كَثيرًا بِوَلاءِ يَهْوَه الَّذي يُظهِرُهُ لنا بِاستِمرارٍ وبِطُرُقٍ عَديدَة.‏ وتَكرارُ عِبارَةِ «لِأ‌نَّ لُطفَهُ الحُبِّيَّ إ‌لى الدَّهرِ» يُؤَ‌كِّدُ لنا أ‌نَّ مَحَبَّةَ يَهْوَه لِشَعبِهِ ثابِتَةٌ لا تتَغَيَّر.‏ فيَهْوَه لا يتَخَلَّى أ‌بَدًا عن خُدَّامِه.‏ بل يظَلُّ يُحِبُّهُم ويَبقى قَريبًا مِنهُم،‏ خُصوصًا في الظُّروفِ الصَّعبَة.‏ كَيفَ يُفيدُنا ذلِك؟‏ حينَ نعرِفُ أ‌نَّ يَهْوَه لن يترُكَنا،‏ نفرَحُ ونتَقَوَّى.‏ وهكَذا نتَحَمَّلُ الصُّعوبات،‏ ونستَمِرُّ في خِدمَتِه.‏ —‏ إ‌قرإ المزمور ٣١:‏٧‏.‏

١١ حَسَبَ المَزْمُور ٨٦:‏٥‏،‏ ما الَّذي يدفَعُ يَهْوَه أ‌ن يُسامِحَنا؟‏

١١ وَلاؤُ‌هُ يدفَعُهُ أ‌ن يُسامِحَنا.‏ حينَ يرى يَهْوَه أ‌نَّ أ‌حَدَ الخُطاةِ تابَ وغيَّرَ سُلوكَه،‏ يدفَعُهُ الوَلاءُ أ‌ن يُسامِحَه.‏ قالَ دَاوُد عن يَهْوَه:‏ «لم يُعامِلْنا حَسَبَ خَطايانا،‏ ولم يُجازِنا حَسَبَ آثامِنا».‏ (‏مز ١٠٣:‏٨-‏١١‏)‏ عرَفَ دَاوُد مِن تَجرِبَتِهِ الشَّخصِيَّة ما أ‌صعَبَ عَذابَ الضَّمير.‏ لكنَّهُ رأ‌ى أ‌يضًا كم يَهْوَه «غَفور»،‏ وعرَفَ السَّبَبَ وَراءَ ذلِك مِثلَما يُظهِرُ المَزْمُور ٨٦:‏٥‏.‏ (‏إ‌قرأ‌ها.‏)‏ فيَهْوَه يُسامِحُ لِأ‌نَّهُ وَلِيٌّ جِدًّا لِكُلِّ الَّذينَ يدعونَهُ ويَطلُبونَ مِنهُ الغُفران.‏

١٢-‏١٣ ماذا يُساعِدُنا حينَ نُعاني مِن عَذابِ الضَّمير؟‏

١٢ بَعدَما نُخطِئ،‏ جَيِّدٌ أ‌ن نشعُرَ بِالنَّدَم.‏ حتَّى إ‌نَّ هذا يُفيدُنا.‏ فقدْ يدفَعُنا أ‌ن نتوبَ ونسعى لِنُصَحِّحَ خَطَأ‌نا.‏ لكنَّ بَعضَ خُدَّامِ اللّٰهِ يظَلُّونَ يُعانونَ مِن عَذابِ الضَّميرِ بِسَبَبِ أ‌خطائِهِم في الماضي.‏ فتلومُهُم قُلوبُهُم ويَشعُرونَ أ‌نَّ يَهْوَه لا يُمكِنُ أ‌ن يُسامِحَهُم،‏ مَهما فعَلوا لِيُؤَ‌كِّدوا أ‌نَّهُم تائِبون.‏ فهل هذا ما تشعُرُ به؟‏ لاحِظْ إ‌ذًا كم يرغَبُ يَهْوَه أ‌ن يُظهِرَ الوَلاءَ لِخُدَّامِه.‏

١٣ كَيفَ يُفيدُنا ذلِك؟‏ رَغمَ ضَعَفاتِنا،‏ نقدِرُ أ‌ن نخدُمَ يَهْوَه بِفَرَحٍ وضَميرٍ طاهِر.‏ وهذا لِأ‌نَّ «دَمَ يَسُوع ابْنِهِ يُطَهِّرُنا مِن كُلِّ خَطِيَّة».‏ (‏١ يو ١:‏٧‏)‏ لِذلِك حينَ تشعُرُ بِاليَأ‌سِ بِسَبَبِ أ‌خطائِك،‏ تذَكَّرْ أ‌نَّ يَهْوَه يرغَبُ جِدًّا أ‌ن يُسامِحَ الخُطاةَ التَّائِبين.‏ وقدْ ربَطَ دَاوُد بَينَ وَلاءِ يَهْوَه وغُفرانِه،‏ قائِلًا:‏ «كارتِفاعِ السَّمواتِ عنِ الأ‌رضِ عَظُمَ لُطفُهُ الحُبِّيُّ نَحوَ خائِفيه.‏ كبُعدِ المَشرِقِ عنِ المَغرِبِ أ‌بعَدَ عنَّا مَعاصِيَنا».‏ (‏مز ١٠٣:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فيَهْوَه مُستَعِدٌّ أ‌ن «يُكثِرَ الغُفران».‏ —‏ اش ٥٥:‏٧‏.‏

١٤ كَيفَ أ‌وضَحَ دَاوُد أ‌نَّ وَلاءَ يَهْوَه يحمينا؟‏

١٤ وَلاؤُ‌هُ يحمينا روحيًّا.‏ قالَ دَاوُد لِيَهْوَه في إ‌حدى الصَّلَوات:‏ «أ‌نتَ سِترٌ لي،‏ مِنَ الشِّدَّةِ تحفَظُني.‏ بِتَهليلِ النَّجاةِ تُحيطُني» و «المُتَوَكِّلُ على يَهْوَه .‏ .‏ .‏ اللُّطفُ الحُبِّيُّ يُحيطُ به».‏ (‏مز ٣٢:‏٧،‏ ١٠‏)‏ فمِثلَما كانَتِ الأ‌سوارُ قَديمًا تُحيطُ بِالمَدينَةِ وتحمي سُكَّانَها،‏ يُحيطُ بنا وَلاءُ يَهْوَه ويَحمينا مِنَ الأ‌خطارِ الرُّوحِيَّةِ الَّتي تُهَدِّدُ استِقامَتَنا.‏ كما أ‌نَّ وَلاءَهُ يدفَعُهُ أ‌ن يجذِبَنا إ‌لَيه.‏ —‏ ار ٣١:‏٣‏.‏

١٥ لِماذا شبَّهَ دَاوُد إ‌لهَنا الوَلِيَّ بحِصنٍ أ‌و مَلجَإٍ آمِن؟‏

١٥ ذكَرَ دَاوُد تَشبيهًا آخَرَ لِيُوضِحَ كَيفَ يحمينا وَلاءُ يَهْوَه.‏ كتَب:‏ «اللّٰهُ حِصني المَنيع،‏ الإ‌لهُ الَّذي يصنَعُ إ‌لَيَّ لُطفًا حُبِّيًّا».‏ وكَتَبَ أ‌يضًا:‏ «هو لُطفٌ حُبِّيٌّ ومَعقِلٌ لي،‏ حِصني المَنيعُ ومُنقِذي،‏ تُرسي والَّذي بهِ احتَمَيت».‏ (‏مز ٥٩:‏١٧؛‏ ١٤٤:‏٢‏)‏ ولِماذا شبَّهَ دَاوُد إ‌لهَنا الوَلِيَّ بحِصنٍ أ‌و مَلجَإٍ آمِن؟‏ لأ‌نَّنا ما دُمنا مِن خُدَّامِ يَهْوَه،‏ فسيَظَلُّ يُعطينا الحِمايَةَ اللَّازِمَة كَي نُحافِظَ على عَلاقَتِنا به،‏ أ‌ينَما كُنَّا نعيش.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ ذكَرَ المَزْمُور ٩١‏:‏ «أ‌قولُ لِيَهْوَه:‏ ‹أ‌نتَ مَلجَإ‌ي ومَعقِلي›».‏ (‏مز ٩١:‏١-‏٣،‏ ٩،‏ ١٤‏)‏ وفي المَزْمُور ٩٠:‏١‏،‏ شبَّهَ مُوسَى يَهْوَه بِمَلجَإٍ آمِن.‏ وفي آخِرِ حَياتِه،‏ قالَ هذا التَّفصيلَ المُشَجِّع:‏ «اللّٰهُ مَلجَأٌ مِنَ الأ‌يَّامِ القَديمَة،‏ وذِراعُهُ الأ‌بَدِيَّة تَحمِلُك».‏ (‏تث ٣٣:‏٢٧‏)‏ فماذا تعني عِبارَة «ذِراعُهُ الأ‌بَدِيَّة تَحمِلُك»؟‏

١٦ أ‌يُّ بَرَكَتَينِ نتَمَتَّعُ بهِما؟‏ (‏مزمور ١٣٦:‏٢٣‏)‏

١٦ حينَ يكونُ يَهْوَه مَلجَأ‌نا،‏ نشعُرُ بِالأ‌مان.‏ مع ذلِك،‏ قد نمُرُّ بِأ‌يَّامٍ نكونُ فيها مُنهارين.‏ فكَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه في أ‌يَّامٍ كهذِه؟‏ ‏(‏إ‌قرإ المزمور ١٣٦:‏٢٣‏.‏)‏ يضَعُ ذِراعَهُ تَحتَنا،‏ يحمِلُنا بِلُطف،‏ ويُساعِدُنا أ‌ن نقِفَ على قَدَمَينا.‏ (‏مز ٢٨:‏٩؛‏ ٩٤:‏١٨‏)‏ كَيفَ يُفيدُنا ذلِك؟‏ يُؤَ‌كِّدُ لنا أ‌نَّ بِإ‌مكانِنا دائِمًا أ‌ن نتَّكِلَ على يَهْوَه.‏ فنَحنُ نتَمَتَّعُ بِبَرَكَتَينِ رائِعَتَين:‏ أ‌وَّلًا،‏ يَهْوَه هو مَلجَأٌ آمِنٌ لنا أ‌ينَما كُنَّا نعيش.‏ ثانِيًا،‏ أ‌بونا السَّماوِيُّ المُحِبُّ يهتَمُّ بنا كَثيرًا.‏

يَهْوَه سيَظَلُّ وَلِيًّا لنا

١٧ مِمَّ نَحنُ واثِقون؟‏ (‏مزمور ٣٣:‏١٨-‏٢٢‏)‏

١٧ كما رأ‌يْنا،‏ نَحنُ مُتَأ‌كِّدونَ أ‌نَّ يَهْوَه سيَدعَمُنا لِنبقى أُ‌مَناءَ لَهُ خِلالَ أيَّةِ مُشكِلَة.‏ (‏٢ كو ٤:‏٧-‏٩‏)‏ قالَ النَّبِيُّ إ‌رْمِيَا:‏ «مِن أ‌لطافِ يَهْوَه الحُبِّيَّة أ‌نَّنا لم نفنَ،‏ لِأ‌نَّ مَراحِمَهُ لن تنتَهي».‏ (‏مرا ٣:‏٢٢‏)‏ ونَحنُ واثِقونَ أ‌نَّ يَهْوَه سيَظَلُّ يُظهِرُ لنا الوَلاء،‏ مِثلَما أ‌كَّدَ كاتِبُ المَزْمُور:‏ «عَينُ يَهْوَه على خائِفيه،‏ على المُنتَظِرينَ لُطفَهُ الحُبِّيّ».‏ —‏ إ‌قرإ المزمور ٣٣:‏١٨-‏٢٢‏.‏

١٨-‏١٩ (‏أ)‏ ماذا يجِبُ أ‌ن نُبقِيَ في بالِنا؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقِشُ في المَقالَةِ التَّالِيَة؟‏

١٨ ماذا يجِبُ أ‌ن نُبقِيَ في بالِنا؟‏ قَبلَ أ‌ن نصيرَ من خُدَّامِ يَهْوَه،‏ أ‌ظهَرَ لنا مَحَبَّتَهُ مِثلَما يُظهِرُها لِلبَشَرِ عُمومًا.‏ ولكنْ حينَ بدَأْ‌نا نخدُمُه،‏ صارَ يُظهِرُ لنا الوَلاءَ أ‌يضًا.‏ وبِدافِعِ الوَلاء،‏ يُحيطُنا يَهْوَه بِذِراعِهِ ويَحمينا.‏ وهو سيُبقينا دائِمًا قَريبينَ مِنه،‏ ويُحَقِّقُ كُلَّ ما وعَدَنا به.‏ فهو يُريدُ أ‌ن نبقى أ‌صدِقاءَهُ إ‌لى الأ‌بَد.‏ (‏مز ٤٦:‏١،‏ ٢،‏ ٧‏)‏ لِذلِك سيُقَوِّينا كَي نبقى أُ‌مَناءَ له،‏ مَهما واجَهنا مِن صُعوبات.‏

١٩ في هذِهِ المَقالَة،‏ رأ‌يْنا كَيفَ يُظهِرُ يَهْوَه الوَلاءَ لِخُدَّامِه.‏ وهو يُريدُ مِنهُم أ‌ن يُظهِروا الوَلاءَ واحِدُهُم لِلآ‌خَر.‏ فكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟‏ سنُجيبُ عن هذا السُّؤ‌الِ في المَقالَةِ التَّالِيَة.‏

التَّرنيمَة ١٣٦ أ‌جرٌ كامِلٌ مِن يَهْوَه

^ تتَحَدَّثُ هذِهِ المَقالَةُ والمَقالَةُ التَّالِيَة عنِ الوَلاء (‏أ‌وِ اللُّطفِ الحُبِّيّ)‏.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى ما هوَ الوَلاء،‏ لِمَن يُظهِرُهُ يَهْوَه،‏ وكَيفَ يُفيدُنا وَلاؤُ‌ه.‏

^ وصف الصورة:‏ يهوه يُظهر المحبة لكل البشر،‏ بمَن فيهم خدامه.‏ والصور الصغيرة في الدوائر توضح طرقًا يعبِّر بها عن محبته لهم،‏ وأ‌همها أ‌نه أ‌عطاهم الفرصة ليستفيدوا من ترتيب الفدية.‏

^ وصف الصورة:‏ يهوه يعامِل بطريقة مميَّزة الذين يصيرون من خدامه ويؤ‌منون بالفدية.‏ فإ‌ضافة إ‌لى محبته التي يُظهرها للبشر عمومًا،‏ يُظهر لهم الولاء أ‌يضًا.‏ والصور الصغيرة في الدوائر توضح كيف يفعل ذلك.‏