مقالة الدرس ٤٧
هل سيكون ايمانك قويًّا كفاية؟
«لا تضطَرِبْ قُلوبُكُم. مارِسوا الإيمانَ بِاللّٰه». — يو ١٤:١.
التَّرنيمَة ١١٩ لِيَكُنْ لنا إِيمانٌ قَوِيّ
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ أيُّ سُؤالٍ قد يخطُرُ على بالِنا؟
هل تقلَقُ حينَ تُفَكِّرُ في الأحداثِ الَّتي تنتَظِرُنا: دَمارِ بَابِل العَظيمَة، هُجومِ جُوج، وحَربِ هَرْمَجَدُّون؟ في هذِهِ الحالَة، رُبَّما تتَساءَل: ‹هل سيَكونُ إيماني قَوِيًّا كِفايَةً لِأنجُوَ مِنَ الضِّيقِ العَظيم؟›. حينَ يخطُرُ على بالِكَ هذا السُّؤال، تذَكَّرْ آيَتَنا الرَّئيسِيَّة. قالَ يَسُوع: «لا تضطَرِبْ قُلوبُكُم. مارِسوا الإيمانَ بِاللّٰه». (يو ١٤:١) فالإيمانُ القَوِيُّ سيُساعِدُكَ أن تُواجِهَ المُستَقبَلَ بِثِقَة.
٢ كَيفَ نُقَوِّي إيمانَنا، وماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟
٢ إذًا، ماذا يُساعِدُنا أن نُقَوِّيَ إيمانَنا كَي نُواجِهَ المُستَقبَلَ بِثِقَة؟ جَيِّدٌ أن نُلاحِظَ كَيفَ نتَصَرَّفُ اليَومَ حينَ نُواجِهُ تَحَدِّياتٍ تمتَحِنُ إيمانَنا. فهذا سيَكشِفُ لنا نِقاطَ ضُعفٍ علَينا أن نعمَلَ علَيها. وكُلَّما تجاوَزنا امتِحانًا، صارَ إيمانُنا أقوى. وهذا سيُجَهِّزُنا لِلامتِحاناتِ الَّتي ستُواجِهُنا في المُستَقبَل. في هذِهِ المَقالَة، سنرى أربَعَةَ أُمورٍ قالَها يَسُوع لِتَلاميذِهِ كشَفَت لهُم نِقاطَ ضُعفٍ في إيمانِهِم. ثُمَّ سنرى كَيفَ نُواجِهُ اليَومَ تَحَدِّياتٍ مُشابِهَة، وكَيفَ تُجَهِّزُنا هذِهِ التَّحَدِّياتُ لِلمُستَقبَل.
الإيمانُ بِأنَّ اللّٰهَ سيُؤَمِّنُ حاجاتِنا
٣ أيَّةُ فِكرَةٍ شدَّدَ علَيها يَسُوع في مَتَّى ٦:٣٠، ٣٣؟
٣ كُلُّ رَأسِ عائِلَةٍ يُحِبُّ أن يُؤَمِّنَ الطَّعامَ والسَّكَنَ والثِّيابَ لِزَوجَتِهِ وأولادِه. لكنَّ هذا لَيسَ سَهلًا في أيَّامِنا. فإخوَةٌ كَثيرونَ يخسَرونَ عَمَلَهُم، ولا يجِدونَ عَمَلًا آخَرَ رَغمَ كُلِّ جُهودِهِم. ويَرفُضُ آخَرونَ فُرَصَ عَمَلٍ لِأنَّها لا تُناسِبُنا كَمَسِيحِيِّين. في حالاتٍ كهذِه، نحتاجُ إلى إيمانٍ قَوِيٍّ بِأنَّ يَهْوَه سيُساعِدُنا بِطَريقَةٍ ما كَي نُؤَمِّنَ حاجاتِ عائِلَتِنا. وقدْ شدَّدَ يَسُوع على هذِهِ الفِكرَةِ في مَوعِظَتِهِ على الجَبَل. (إقرأ متى ٦:٣٠، ٣٣.) وعِندَما نثِقُ بِأنَّ يَهْوَه لن يتَخَلَّى عنَّا، نقدِرُ أن نُرَكِّزَ على الأهَمّ: خِدمَتِه. وكُلَّما رأيْنا كَيفَ يهتَمُّ بِحاجاتِنا المادِّيَّة، صِرنا أقرَبَ إلَيهِ وقَويَ إيمانُنا به.
٤-٥ ماذا ساعَدَ عائِلَةً حينَ واجَهَت ضيقَةً مادِّيَّة؟
٤ لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ ساعَدَ يَهْوَه عائِلَةَ كَاسْتْرُو في فِنِزْوِيلَّا حينَ واجَهوا ضيقَةً مادِّيَّة. ففي السَّابِق، كانوا يُؤَمِّنونَ مَعيشَتَهُم مِنَ العَمَلِ في مَزرَعَتِهِم. ولكنْ في أحَدِ الأيَّام، استَولَت عِصابَةٌ مُسَلَّحَة على مَزرَعَتِهِم وطرَدَتهُم مِنها. يقولُ الزَّوجُ مِيغِيل: «نعيشُ اليَومَ مِن زِراعَةِ أرضٍ صَغيرَة لَيسَت لنا. وكُلَّ صَباح، أُصَلِّي إلى يَهْوَه كَي يُساعِدَنا أن نُؤَمِّنَ حاجاتِنا لِذلِكَ اليَوم». واضِحٌ أنَّ حَياةَ هذِهِ العائِلَةِ لَيسَت سَهلَة. مع ذلِك، لَدَيهِم إيمانٌ قَوِيٌّ بِأنَّ أبانا السَّماوِيَّ المُحِبَّ سيَهتَمُّ بِحاجاتِهِم. لِذا، يحضُرونَ الاجتِماعاتِ بِانتِظامٍ ويَشتَرِكونَ دائِمًا في الخِدمَة. ولِأنَّهُم يضَعونَ مَملَكَةَ اللّٰهِ أوَّلًا في حَياتِهِم، يُعطيهِم ما يحتاجونَ إلَيه.
٥ مَرَّةً بَعدَ مَرَّة، لاحَظَ مِيغِيل وزَوجَتُهُ يُورَاي كَيفَ يهتَمُّ يَهْوَه بِعائِلَتِهِما خِلالَ الفَترَةِ الصَّعبَة الَّتي يمُرُّونَ بها. فأحيانًا، دفَعَ الإخوَةَ أن يُعطوهُم بَعضَ الأُمورِ الضَّرورِيَّة أو يُساعَدوا مِيغِيل أن يجِدَ عَمَلًا مُناسِبًا. وفي أحيانٍ أُخرى، دعَمَهُم مِن خِلالِ عَمَلِ الإغاثَةِ الَّذي يُنَظِّمُهُ مَكتَبُ الفَرع. فيَهْوَه لم يتَخَلَّ عنهُم أبَدًا، وهذا قوَّى إيمانَهُم. ذكَرَت بِنتُهُما الكَبيرَة جُوسْلِين كَيفَ ساعَدَهُم يَهْوَه في إحدى المَرَّات، ثُمَّ قالَت: «رائِعٌ أن ترى يَدَ يَهْوَه بِهذا الوُضوحِ في حَياتِك. أشعُرُ الآنَ أنَّهُ صَديقٌ لي أقدِرُ أن أتَّكِلَ علَيهِ دائِمًا. والصُّعوباتُ الَّتي تُواجِهُنا الآنَ تُجَهِّزُنا لِلصُّعوباتِ الأكبَرِ في المُستَقبَل».
٦ كَيفَ تُقَوِّي إيمانَكَ حينَ تُواجِهُ ضيقَةً مادِّيَّة؟
٦ هل تمُرُّ أنتَ أيضًا بِضيقَةٍ مادِّيَّة؟ لا شَكَّ إذًا أنَّ هذِهِ الفَترَةَ صَعبَةٌ علَيك. ولكنِ استَغِلَّها لِتُقَوِّيَ إيمانَكَ بِيَهْوَه. فصلِّ إلَيه، واقرَأْ كَلِماتِ يَسُوع في مَتَّى ٦:٢٥-٣٤ وتأمَّلْ فيها. فكِّرْ أيضًا في اختِباراتِ إخوَةٍ ساعَدَهُم يَهْوَه لِأنَّهُم بقوا مَشغولينَ بِالنَّشاطاتِ الثِّيوقراطِيَّة. (١ كو ١٥:٥٨) فهذا سيَزيدُ ثِقَتَكَ بِأنَّ أباكَ السَّماوِيَّ سيَهتَمُّ بك، مِثلَما اهتَمَّ بهِم. فهو يعرِفُ حاجاتِك، ويَعرِفُ كَيفَ يُؤَمِّنُها لك. وكُلَّما ترى يَدَهُ في حَياتِك، يقوى إيمانُكَ لِتُواجِهَ ضيقاتٍ أكبَرَ في المُستَقبَل. — حب ٣:١٧، ١٨.
الإيمانُ لِنُواجِهَ «عاصِفَةً قَوِيَّة»
٧ حَسَبَ مَتَّى ٨:٢٣-٢٦، كَيفَ امتَحَنَت «عاصِفَةٌ قَوِيَّة» إيمانَ التَّلاميذ؟
٧ حينَ كانَ يَسُوع وتَلاميذُهُ في مَركَبٍ وواجَهوا عاصِفَةً قَوِيَّة، استَغَلَّ الفُرصَةَ لِيَكشِفَ لهُم نُقطَةَ ضُعفٍ في إيمانِهِم. (إقرأ متى ٨:٢٣-٢٦.) فيَسُوع كانَ نائِمًا حينَ قوِيَتِ العاصِفَةُ وغطَّتِ الأمواجُ المَركَب. لكنَّ التَّلاميذَ خافوا كَثيرًا، فأيقَظوهُ وترَجَّوهُ أن يُخَلِّصَهُم. عِندَئِذٍ، قالَ لهُم يَسُوع بِهُدوء: «يا قَليلي الإيمان، لِماذا أنتُم خائِفونَ لِهذِهِ الدَّرَجَة؟». فكانَ يلزَمُ أن يعرِفَ التَّلاميذُ أنَّ يَهْوَه يقدِرُ بِسُهولَةٍ أن يُخَلِّصَ يَسُوع والَّذينَ معه. فماذا نتَعَلَّمُ مِن هذِهِ الحادِثَة؟ الإيمانُ القَوِيُّ يُساعِدُنا أن نُواجِهَ أيَّ «عاصِفَةٍ قَوِيَّة»، حَرفِيَّة أو مَجازِيَّة.
٨-٩ كَيفَ مرَّت أنِيل بِامتِحانٍ لِإيمانِها، وماذا ساعَدَها؟
٨ لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ تقَوَّى إيمانُ أُختٍ عازِبَة اسْمُها أنِيل تعيشُ في بُورْتُو رِيكُو. فقدْ واجَهَت حَرفِيًّا «عاصِفَةً قَوِيَّة». فسَنَةَ ٢٠١٧، دمَّرَ إعصارُ مَارِيَّا بَيتَها وخسَّرَها عَمَلَها. تُخبِر: «بِصَراحَة، قلِقتُ كَثيرًا في تِلكَ الفَترَة. لكنِّي تعَلَّمتُ أن أُصَلِّيَ إلى يَهْوَه وأتَّكِلَ علَيه، ولا أسمَحَ لِلقَلَقِ بِأن يشُلَّني».
٩ وتذكُرُ أنِيل أمرًا آخَرَ ساعَدَها في تِلكَ الفَترَةِ الصَّعبَة: الطَّاعَة. تقول: «حينَ اتَّبَعتُ إرشاداتِ الهَيئَة، استَطَعتُ أن أبقى هادِئَة. وقدْ رأيْتُ يَدَ يَهْوَه مِن خِلالِ الإخوَة. فهُم شجَّعوني وأمَّنوا لي ما أحتاجُه. أعطاني يَهْوَه أكثَرَ بِكَثيرٍ مِمَّا طلَبتُه، وهذا قوَّى إيماني جِدًّا».
١٠ ماذا تفعَلُ إذا كُنتَ تُواجِهُ «عاصِفَةً قَوِيَّة»؟
١٠ هل تُواجِهُ «عاصِفَةً قَوِيَّة» في حَياتِك؟ قد تكونُ عاصِفَةً حَرفِيَّة، مِثلَ كارِثَةٍ طَبيعِيَّة. أو قد تكونُ عاصِفَةً مَجازِيَّة، مِثلَ مُشكِلَةٍ صِحِّيَّة تشعُرُ بِسَبَبِها بِاليَأسِ والضَّياع. في حالاتٍ كهذِه، طَبيعِيٌّ أن تقلَق. ولكنْ لا تسمَحْ لِلقَلَقِ أن يُخَسِّرَكَ ثِقَتَكَ بِيَهْوَه. بل صلِّ إلى أبيكَ السَّماوِيِّ واتَّكِلْ علَيه. تذَكَّرْ أيضًا كَيفَ ساعَدَكَ في الماضي. (مز ٧٧:١١، ١٢) فهذا سيَزيدُ ثِقَتَكَ بِأنَّهُ لن يترُكَكَ أبَدًا، لا الآنَ ولا في المُستَقبَل.
١١ لِمَ مُهِمٌّ أن نُطيعَ الَّذينَ يأخُذونَ القِيادَة؟
١١ أيُّ أمرٍ آخَرَ ذكَرَتهُ أنِيل يُساعِدُكَ أن تُواجِهَ «عاصِفَةً قَوِيَّة»؟ الطَّاعَة. فثِقْ بِالَّذينَ يأخُذونَ القِيادَة، فيَهْوَه ويَسُوع يثِقانِ بهِم. وإذا شعَرتَ أنَّ أحَدَ إرشاداتِهِم غَيرُ مَنطِقِيّ، فتذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يُبارِكُ الطَّائِعين. وهو يُخَلِّصُ حَياتَهُم، مِثلَما تُظهِرُ كَلِمَتُهُ واختِباراتُ العَديدِ مِن خُدَّامِه. (خر ١٤:١-٤؛ ٢ اخ ٢٠:١٧) تأمَّلْ إذًا في أمثِلَةٍ كهذِه. وهكَذا، ستندَفِعُ أن تُطيعَ إرشاداتِ الهَيئَةِ الآنَ وفي المُستَقبَل. (عب ١٣:١٧) وعِندَئِذٍ، لا داعِيَ أن تخافَ مِنَ العاصِفَةِ الأقوى الَّتي تنتَظِرُنا. — ام ٣:٢٥.
الإيمانُ لِنتَحَمَّلَ الظُّلم
١٢ حَسَبَ لُوقَا ١٨:١-٨، كَيفَ نُظهِرُ الإيمانَ عِندَما نتَعَرَّضُ لِلظُّلم؟
١٢ عرَفَ يَسُوع أنَّ الظُّلمَ يُمكِنُ أن يمتَحِنَ إيمانَ تَلاميذِه. لِذا، أخبَرَهُم مَثَلًا مَذكورًا في لُوقَا ١٨. فحكى لهُم عن أرمَلَةٍ ظلَّت تذهَبُ إلى قاضٍ ظالِمٍ وتتَرَجَّاهُ أن يحكُمَ لها بِالعَدل. وكانَت هذِهِ الأرمَلَةُ واثِقَةً أنَّ جُهودَها ستأتي بِنَتيجَة. وبِالفِعل، استَجابَ لها القاضي في النِّهايَة. فما الدَّرسُ الَّذي نتَعَلَّمُهُ مِن هذا المَثَل؟ بِعَكسِ ذلِكَ القاضي، يَهْوَه لَيسَ ظالِمًا. لِذا، قالَ يَسُوع: «أفَلَا يُجري اللّٰهُ العَدلَ لِمُختاريهِ الصَّارِخينَ إلَيهِ نَهارًا ولَيلًا؟». (إقرأ لوقا ١٨:١-٨.) ثُمَّ أضاف: «متى جاءَ ابْنُ الإنسان، فهل يجِدُ الإيمانَ على الأرض؟». إذًا، عِندَما نتَعَرَّضُ لِلظُّلم، يجِبُ أن نُظهِرَ إيمانًا قَوِيًّا كإيمانِ هذِهِ الأرمَلَة. كَيف؟ علَينا أن نصبِرَ ونستَمِرَّ في الصَّلاة، واثِقينَ أنَّ يَهْوَه سيَتَدَخَّلُ لِصالِحِنا عاجِلًا أم آجِلًا. وعلَينا أن نُؤْمِنَ أيضًا بِقُوَّةِ الصَّلاة. فأحيانًا، يستَجيبُ لنا يَهْوَه بِطُرُقٍ لا نتَخَيَّلُها.
١٣ كَيفَ ساعَدَتِ الصَّلاةُ عائِلَةً حينَ تعَرَّضَت لِلظُّلم؟
١٣ إلَيكَ ما حصَلَ مع أُختٍ اسْمُها فِيرُو تعيشُ في جُمْهُورِيَّةِ الكُونْغُو الدِّيمُوقْرَاطِيَّة. فحينَ هاجَمَ رِجالُ ميليشيا قَريَتَهُم، هرَبَت مع زَوجِها غَيرِ المُؤْمِنِ وبِنتِها الَّتي كانَت بِعُمرِ ١٥ سَنَة. ولكنْ في الطَّريق، وقَفوا عِندَ حاجِزٍ لِلميليشيا. فاعتَقَلوهُم وهدَّدوهُم بِالقَتل. خافَت فِيرُو كَثيرًا وبدَأَت تبكي. لِذا حاوَلَت بِنتُها أن تُهَدِّئَها. فصلَّت بِصَوتٍ عالٍ، وذكَرَتِ اسْمَ يَهْوَه أكثَرَ مِن مَرَّةٍ في صَلاتِها. وحينَ أنهَتِ الصَّلاة، سألَها قائِدُ الميليشيا: «يا بِنت، مَن علَّمَكِ أن تُصَلِّي؟». فأجابَته: «أُمِّي علَّمَتني أن أُصَلِّيَ هكَذا، على أساسِ الصَّلاةِ في مَتَّى ٦:٩-١٣». عِندَئِذٍ، قالَ لها القائِد: «سأدَعُكُم تُكمِلونَ طَريقَكُم، لن نُؤذِيَكُم. لِيَكُنْ يَهْوَه إلهُكُم معكُم».
١٤ ماذا يُمكِنُ أن يمتَحِنَ إيمانَنا، وماذا يُساعِدُنا أن نبقى أُمَناء؟
١٤ تُؤَكِّدُ اختِباراتٌ كهذِه أهَمِّيَّةَ الصَّلاة. ولكنْ ماذا لَو صلَّيتَ إلى يَهْوَه ولم يستَجِبْ لكَ بِسُرعَةٍ أو بِطَريقَةٍ مُمَيَّزَة؟ تمَثَّلْ بِالأرمَلَةِ في مَثَلِ يَسُوع واستَمِرَّ في الصَّلاة. ثِقْ أنَّ يَهْوَه لن يتَخَلَّى عنك، بل سَيَستَجيبُ لكَ في الوَقتِ المُناسِبِ وبِالطَّريقَةِ المُناسِبَة. اطلُبْ مِنهُ دائِمًا رُوحَهُ القُدُس. (في ٤:١٣) وتذَكَّرْ أنَّهُ قَريبًا سيُبارِكُكَ لِدَرَجَةِ أنَّكَ ستَنسى كُلَّ العَذابِ الَّذي مرَرتَ به. وأمانَتُكَ الآنَ ستُجَهِّزُكَ لِلمَشاكِلِ في المُستَقبَل. — ١ بط ١:٦، ٧.
الإيمانُ لِنتَغَلَّبَ على العَقَبات
١٥ حَسَبَ مَتَّى ١٧:١٩، ٢٠، أيُّ عَقَبَةٍ واجَهَتِ التَّلاميذ؟
١٥ علَّمَ يَسُوع تَلاميذَهُ أنَّ الإيمانَ يُساعِدُهُم أن يتَغَلَّبوا على العَقَبات. (إقرأ متى ١٧:١٩، ٢٠.) ففي إحدى المَرَّات، لم يستَطِعِ التَّلاميذُ أن يُخرِجوا شَيطانًا مِن صَبِيّ، مع أنَّهُم أخرَجوا شَياطينَ مِن قَبل. فماذا كانَتِ المُشكِلَة؟ أوضَحَ لهُم يَسُوع أنَّهُم يحتاجونَ إلى إيمانٍ أقوى. فلَو كانَ إيمانُهُم كافِيًا، لَاستَطاعوا أن يتَغَلَّبوا على عَقَباتٍ تُشبِهُ الجِبال. واليَومَ أيضًا، قد نُواجِهُ عَقَباتٍ هائِلَة كهذِه.
١٦ كَيفَ ساعَدَ الإيمانُ غَايْدِي خِلالَ المَأساةِ الَّتي مرَّت بها؟
١٦ لاحِظْ ما حصَلَ مع أُختٍ اسْمُها غَايْدِي تعيشُ في غْوَاتِيمَالَا. فحينَ كانَت عائِدَةً مِنِ اجتِماعٍ مع زَوجِها إيدِي، هاجَمَهُما مُجرِمونَ وقتَلوا زَوجَها. فَكَيفَ ساعَدَها الإيمانُ خِلالَ هذِهِ المَأساة؟ تُخبِر: «الصَّلاةُ ساعَدَتني أن أُلقِيَ هُمومي على يَهْوَه وريَّحَتني كَثيرًا. كما لمَستُ دَعمَ يَهْوَه مِن خِلالِ عائِلَتي والإخوَةِ في الجَماعَة. وحاوَلتُ أن أبقى مَشغولَةً في خِدمَةِ يَهْوَه. فهذا خفَّفَ وَجَعي، وساعَدَني أن أعيشَ كُلَّ يَومٍ بِيَومِهِ ولا أقلَقَ بِشَأنِ المُستَقبَل. وتعَلَّمتُ بَعدَ هذِهِ المَأساةِ أنِّي أقدِرُ أن أُواجِهَ أيَّةَ مُشكِلَة، مَهما كانَت كَبيرَة، بِمُساعَدَةِ يَهْوَه ويَسُوع والهَيئَة».
١٧ كَيفَ نُواجِهُ عَقَباتٍ تُشبِهُ الجِبال؟
١٧ هل فقَدتَ شَخصًا عَزيزًا بِالمَوت؟ إذًا، لِمَ لا تُحاوِلُ أن تُقَوِّيَ إيمانَكَ بِالقِيامَة؟ فيُمكِنُكَ مَثَلًا أن تقرَأَ القِصَصَ عنِ القِياماتِ في الكِتابِ المُقَدَّس. أو هل فُصِلَ أحَدُ أفرادِ عائِلَتِك؟ إذًا، لِمَ لا تدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّسَ لِتزيدَ ثِقَتَكَ بِتَأديبِ يَهْوَه؟ المُهِمُّ أن تستَغِلَّ أيَّةَ مُشكِلَةٍ تُواجِهُها لِتُقَوِّيَ إيمانَكَ بِاللّٰه. فافتَحْ قَلبَكَ له. ولا تعزِلْ نَفْسَكَ عن إخوَتِك، بلِ ابْقَ قَريبًا مِنهُم. (ام ١٨:١) إنشَغِلْ أيضًا بِالنَّشاطاتِ الَّتي تزيدُ احتِمالَك، حتَّى لَوِ اضطُرِرتَ أن تقومَ بها بِدُموع. (مز ١٢٦:٥، ٦) فاستَمِرَّ في حُضورِ الاجتِماعات، الاشتِراكِ في الخِدمَة، وقِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس. وركِّزْ على البَرَكاتِ الَّتي يُخَبِّئُها لكَ يَهْوَه في المُستَقبَل. وفيما ترى يَدَهُ في حَياتِك، سيَقوى إيمانُكَ أكثَرَ فأكثَر.
«زِدنا إيمانًا»
١٨ ماذا تفعَلُ إذا اكتَشَفتَ ضُعفًا في إيمانِك؟
١٨ ماذا لَو واجَهتَ مُشكِلَةً الآنَ أو في الماضي، واكتَشَفتَ بِسَبَبِها ضُعفًا في إيمانِك؟ لا داعِيَ أن تقلَق، بلِ اعتَبِرْ ذلِكَ فُرصَةً لِتُقَوِّيَ إيمانَك. تمَثَّلْ بِالرُّسُلِ الَّذينَ قالوا لِيَسُوع: «زِدنا إيمانًا». (لو ١٧:٥) فكِّرْ أيضًا في اختِباراتِ الإخوَةِ الَّذينَ تحَدَّثنا عنهُم. فمِثلَ مِيغِيل ويُورَاي، تذَكَّرْ كُلَّ المَرَّاتِ الَّتي ساعَدَكَ فيها يَهْوَه. ومِثلَما فعَلَت أنِيل وبِنتُ الأُختِ فِيرُو، استَمِرَّ في الصَّلاةِ إلى يَهْوَه، خُصوصًا عِندَما تمُرُّ بِمُشكِلَةٍ كَبيرَة. ومِثلَ غَايْدِي، لاحِظْ كَيفَ يُساعِدُكَ يَهْوَه مِن خِلالِ عائِلَتِكَ وأصدِقائِك. وإذا سمَحتَ لِيَهْوَه أن يدعَمَكَ الآن، فسَيَزيدُ إيمانُكَ بِأنَّهُ سيَدعَمُكَ في المُستَقبَل.
١٩ بِمَ كانَ يَسُوع واثِقًا، وبِماذا تثِقُ أنت؟
١٩ صَحيحٌ أنَّ يَسُوع دلَّ تَلاميذَهُ على نِقاطِ ضُعفٍ في إيمانِهِم، لكنَّهُ وثِقَ أنَّهُم بِمُساعَدَةِ يَهْوَه سيَبقَونَ أُمَناءَ خِلالَ الامتِحانات. (يو ١٤:١؛ ١٦:٣٣) كما وثِقَ أنَّ الإيمانَ القَوِيَّ سيُساعِدُ جَمعًا كَثيرًا أن ينجوا مِنَ الضِّيقِ العَظيم. (رؤ ٧:٩، ١٤) فهل ستكونُ بَينَهُم؟ يُمكِنُكَ أن تثِقَ بِذلِكَ إذا اتَّكَلتَ على مُساعَدَةِ يَهْوَه، واستَفَدتَ مِن كُلِّ فُرصَةٍ الآنَ لِتُقَوِّيَ إيمانَك. — عب ١٠:٣٩.
التَّرنيمَة ١١٨ زِدْ إِيماني!
^ كُلُّنا مُتَشَوِّقونَ أن نرى نِهايَةَ هذا العالَم. ولكنْ في الوَقتِ نَفْسِه، قد نتَساءَل: ‹هل سيَكونُ إيمانُنا قَوِيًّا كِفايَةً لِننجُوَ مِنَ الضِّيقِ العَظيم؟›. في هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ نَصائِحَ واختِباراتٍ تُساعِدُنا أن نُقَوِّيَ إيمانَنا.