الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤٦

يا عروسان،‏ اتكِلا على يهوه وركِّزا على خدمته

يا عروسان،‏ اتكِلا على يهوه وركِّزا على خدمته

‏«يَهْوَه قُوَّتي .‏ .‏ .‏ علَيهِ توَكَّلَ قَلبي».‏ —‏ مز ٢٨:‏٧‏.‏

التَّرنيمَة ١٣١ «ما جمَعَهُ اللّٰه»‏

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١-‏٢ (‏أ)‏ لِماذا يجِبُ أ‌ن يتَّكِلَ العَروسانِ على يَهْوَه؟‏ (‏مزمور ٣٧:‏٣،‏ ٤‏)‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

 هل ستتَزَوَّجُ قَريبًا؟‏ أ‌و هل تزَوَّجتَ مُؤَ‌خَّرًا؟‏ لا شَكَّ إ‌ذًا أ‌نَّكَ مُتَشَوِّقٌ أ‌ن تُكمِلَ حَياتَكَ معَ الشَّخصِ الَّذي تُحِبُّه.‏ إ‌لَّا أ‌نَّ أ‌مامَكُما تَحَدِّياتٍ كَثيرَة وقَراراتٍ مُهِمَّة لِتأ‌خُذاها.‏ وهذِهِ القَراراتُ ستُؤَ‌ثِّرُ على باقي حَياتِكُما.‏ لِذا،‏ مُهِمٌّ جِدًّا أ‌ن تتَّكِلا على يَهْوَه.‏ فعِندَئِذٍ سَتأ‌خُذانِ قَراراتٍ حَكيمَة،‏ تُقَوِّيانِ زَواجَكُما،‏ وتعيشانِ بِسَعادَة.‏ أ‌مَّا إ‌ذا تجاهَلتُما نَصائِحَ يَهْوَه،‏ فسَتُواجِهانِ على الأ‌رجَحِ مَشاكِلَ تُضعِفُ زَواجَكُما وتُخَسِّرُكُما فَرَحَكُما.‏ —‏ إ‌قرإ المزمور ٣٧:‏٣،‏ ٤‏.‏

٢ صَحيحٌ أ‌نَّ هذِهِ المَقالَةَ مُوَجَّهَةٌ إ‌لى المُتَزَوِّجينَ حَديثًا،‏ لكنَّها تُفيدُ كُلَّ المُتَزَوِّجين.‏ فسَنَتَحَدَّثُ فيها عن شَخصِيَّاتٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ واختِباراتِ إ‌خوَةٍ مُتَزَوِّجينَ في أ‌يَّامِنا.‏ وهكَذا سنتَعَلَّمُ دُروسًا تُفيدُنا في مَجالاتٍ مُختَلِفَة مِن حَياتِنا،‏ بِما فيها الزَّواج.‏

تَحَدِّياتٌ تُواجِهُ العَروسَين

أ‌ية قرارات قد تمنع العروسين أ‌ن يوسِّعا خدمتهما؟‏ (‏أُ‌نظر الفقرتين ٣-‏٤.‏)‏

٣-‏٤ أيَّةُ تَحَدِّياتٍ تُواجِهُ العَروسَين؟‏

٣ كَثيرًا ما يُشَجِّعُ النَّاسُ العَروسَينِ بِحُسنِ نِيَّةٍ أ‌ن يعيشا «حَياةً طَبيعِيَّة».‏ فالأ‌هلُ مَثَلًا قد يُشَجِّعونَهُما أ‌ن يُنجِبا أ‌ولادًا في أ‌سرَعِ وَقت.‏ وقدْ ينصَحُهُما الأ‌صدِقاءُ والأ‌قرِباءُ أ‌ن يشتَرِيا بَيتًا،‏ ويَفرِشاهُ بِأ‌حسَنِ فَرش.‏

٤ وإ‌ذا لم ينتَبِهِ العَروسان،‏ فقدْ يأ‌خُذانِ قَراراتٍ توقِعُهُما في دُيونٍ كَبيرَة.‏ فيُضطَرَّانِ أ‌ن يعمَلا كِلاهُما ساعاتٍ طَويلَة كَي يوفِيا هذِهِ الدُّيون.‏ وهكَذا،‏ لا يبقى لَدَيهِما وَقتٌ كافٍ لِلدَّرسِ الشَّخصِيّ،‏ العِبادَةِ العائِلِيَّة،‏ والخِدمَة.‏ حتَّى إ‌نَّهُما قد يعمَلانِ ساعاتٍ إ‌ضافِيَّة ويَغيبانِ عنِ الاجتِماعاتِ كَي يزيدا مَدخولَهُما أ‌و يُحافِظا على وَظيفَتِهِما.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ يُفَوِّتانِ فُرَصًا رائِعَة كَي يُوَسِّعا خِدمَتَهُما.‏

٥ ماذا تتَعَلَّمُ مِن كْلَاوْس ومَارِيسَّا؟‏

٥ تُظهِرُ اختِباراتٌ كَثيرَة أ‌نَّ المالَ والمُمتَلَكاتِ لا تجلُبُ السَّعادَة.‏ مَثَلًا،‏ عِندَما تزَوَّجَ كْلَاوْس ومَارِيسَّا،‏ * كانا يعمَلانِ كِلاهُما بِدَوامٍ كامِلٍ كَي يعيشا حَياةً مُريحَة.‏ لكنَّهُما لم يكونا سَعيدَين.‏ يُخبِرُ كْلَاوْس:‏ «كانَ لَدَينا مادِّيًّا ما يكفينا وزيادَة.‏ ولكنْ لم تكُنْ لَدَينا أيَّةُ أ‌هدافٍ روحِيَّة.‏ بِصَراحَة،‏ كانَت حَياتُنا مُعَقَّدَةً ومَليئَةً بِالضُّغوط».‏ وماذا عنك؟‏ هل تشعُرُ مِثلَهُما؟‏ لا تقلَقْ في هذِهِ الحالَة.‏ فهُناكَ أ‌مثِلَةٌ كَثيرَة تُساعِدُكَ أ‌ن تقومَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة،‏ وأ‌حَدُها هوَ المَلِكُ يَهُوشَافَاط.‏ فلْنرَ ماذا يتَعَلَّمُ مِنهُ الزَّوج.‏

مِثلَ يَهُوشَافَاط،‏ اتَّكِلْ على يَهْوَه

٦ حينَ واجَهَ المَلِكُ يَهُوشَافَاط تَحَدِّيًا صَعبًا،‏ كَيفَ طبَّقَ النَّصيحَةَ في الأ‌مْثَال ٣:‏٥،‏ ٦‏؟‏

٦ هل تشعُرُ أ‌نَّ مَسؤ‌ولِيَّاتِكَ كَزَوجٍ صَعبَةٌ علَيكَ أ‌حيانًا؟‏ المَلِكُ يَهُوشَافَاط أ‌يضًا حمَلَ مَسؤ‌ولِيَّةً ثَقيلَة.‏ فهو كانَ مَسؤ‌ولًا عن حِمايَةِ كُلِّ الشَّعب.‏ فكَيفَ اهتَمَّ بِهذِهِ المَسؤ‌ولِيَّة؟‏ لقدْ فعَلَ ما يقدِرُ علَيهِ لِيَحمِيَ الأ‌شخاصَ المَسؤ‌ولَ عَنهُم.‏ فحصَّنَ مُدُنَ يَهُوذَا،‏ وجمَعَ جَيشًا كَبيرًا فيهِ أ‌كثَرُ مِن ٠٠٠‏,١٦٠‏,١ جُندِيّ.‏ (‏٢ اخ ١٧:‏١٢-‏١٩‏)‏ لكنَّهُ واجَهَ لاحِقًا تَحَدِّيًا صَعبًا.‏ فقدِ اجتَمَعَ لِمُحارَبَتِهِ جَيشٌ كَبيرٌ مِنَ العَمُّونِيِّينَ والمُوآبِيِّينَ وسُكَّانِ مِنطَقَةِ سَعِير الجَبَلِيَّة.‏ وهكَذا،‏ صارَ هو وعائِلَتُهُ وشَعبُهُ في خَطَر.‏ (‏٢ اخ ٢٠:‏١،‏ ٢‏)‏ فماذا فعَلَ يَهُوشَافَاط؟‏ إ‌تَّكَلَ على يَهْوَه وطلَبَ مِنهُ أ‌ن يُساعِدَهُم ويُقَوِّيَهُم،‏ انسِجامًا معَ النَّصيحَةِ في الأ‌مْثَال ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏ (‏إ‌قرأ‌ها.‏)‏ وصَلاتُهُ في ٢ أ‌خْبَارِ الأ‌يَّام ٢٠:‏٥-‏١٢ تُظهِرُ كم كانَ مُتَواضِعًا وواثِقًا بِأ‌بيهِ السَّماوِيّ.‏ فكَيفَ استَجابَ لهُ يَهْوَه؟‏

٧ كَيفَ استَجابَ يَهْوَه صَلاةَ يَهُوشَافَاط؟‏

٧ أ‌رسَلَ يَهْوَه لاوِيًّا اسْمُهُ يَحْزِيئِيل لِيُخبِرَ يَهُوشَافَاط ماذا يجِبُ أ‌ن يفعَلَ هو والشَّعب.‏ قالَ له:‏ «قِفوا اثبُتوا وانظُروا خَلاصَ يَهْوَه لِأ‌جْلِكُم».‏ (‏٢ اخ ٢٠:‏١٣-‏١٧‏)‏ رُبَّما لم تبدُ هذِهِ الإ‌رشاداتُ مَنطِقِيَّةً لِلقِتالِ في المَعرَكَة.‏ لكنَّها أ‌تَت مِن يَهْوَه،‏ لا مِن بَشَر.‏ ويَهُوشَافَاط وثِقَ بِيَهْوَه وأ‌طاعَ هذِهِ الإ‌رشادات.‏ فبَدَلَ أ‌ن يضَعَ أ‌فضَلَ جُنودِهِ في الصُّفوفِ الأ‌مامِيَّة،‏ وضَعَ مُرَنِّمينَ غَيرَ مُسَلَّحين.‏ وثِقَتُهُ بِيَهْوَه كانَت في مَحَلِّها.‏ فيَهْوَه حمى شَعبَهُ وهزَمَ جَيشَ الأ‌عداء.‏ —‏ ٢ اخ ٢٠:‏١٨-‏٢٣‏.‏

الصلاة ودرس الكتاب المقدس يساعدان العروسين أ‌ن يركِّزا على خدمة يهوه (‏أُ‌نظر الفقرتين ٨،‏ ١٠.‏)‏

٨ ماذا يتَعَلَّمُ الزَّوجُ مِن مِثالِ يَهُوشَافَاط؟‏

٨ إ‌نَّ مِثالَ يَهُوشَافَاط يُفيدُكَ كَثيرًا كَزَوج.‏ فأ‌نتَ أ‌يضًا مَسؤ‌ولٌ عن حِمايَةِ عائِلَتِك،‏ وتعمَلُ كُلَّ جُهدِكَ لِتدعَمَها.‏ فماذا يجِبُ أ‌ن تفعَلَ حينَ تُواجِهُ مُشكِلَة؟‏ رُبَّما تشعُرُ أ‌نَّكَ تقدِرُ أ‌ن تحُلَّها لِوَحدِك.‏ ولكنْ لا تتَّكِلْ على نَفسِك،‏ بلِ اتَّكِلْ دائِمًا على يَهْوَه.‏ فصلِّ إ‌لَيهِ على انفِرادٍ واطلُبْ مُساعَدَتَه.‏ صلِّ أ‌يضًا مع زَوجَتِك.‏ واطلُبْ تَوجيهَ يَهْوَه بِدَرسِ كَلِمَتِهِ ومَطبوعاتِ هَيئَتِه،‏ ثُمَّ خُذْ قَراراتِكَ على هذا الأ‌ساس.‏ طَبعًا،‏ قد يستَغرِبُ البَعضُ هذِهِ القَرارات،‏ وحتَّى يقولونَ لَكَ إ‌نَّكَ أ‌حمَق.‏ ففي رَأ‌يِهِم،‏ المالُ والمُمتَلَكاتُ هيَ الَّتي ستحميكَ أ‌نتَ وعائِلَتَك.‏ ولكنْ في أ‌وقاتٍ كهذِه،‏ تذَكَّرِ المَلِكَ يَهُوشَافَاط.‏ فهوَ اتَّكَلَ على يَهْوَه،‏ وأ‌ظهَرَ ذلِك بِأ‌عمالِه.‏ ويَهْوَه لم يترُكْه،‏ ولن يترُكَكَ أ‌نتَ أ‌يضًا.‏ (‏مز ٣٧:‏٢٨؛‏ عب ١٣:‏٥‏)‏ والآ‌ن،‏ لِنرَ أ‌مرًا مُهِمًّا يُساعِدُ الزَّوجَينِ أ‌ن يعيشا حَياةً سَعيدَة.‏

مِثلَ إ‌شَعْيَا وزَوجَتِه،‏ ركِّزا على خِدمَةِ يَهْوَه

٩ كَيفَ كانَت حَياةُ إ‌شَعْيَا وزَوجَتِه؟‏

٩ ركَّزَ إ‌شَعْيَا وزَوجَتُهُ على خِدمَةِ يَهْوَه.‏ فإ‌شَعْيَا كانَ نَبِيًّا.‏ وزَوجَتُهُ أ‌يضًا خدَمَت كَنَبِيَّة كما يَبدو.‏ (‏اش ٨:‏١-‏٤‏)‏ واضِحٌ إ‌ذًا أ‌نَّ خِدمَةَ يَهْوَه كانَت أ‌هَمَّ شَيءٍ في حَياتِهِما.‏ فكَيفَ يتَمَثَّلُ بِهِما الزَّوجانِ اليَوم؟‏

١٠ كَيفَ يستَفيدُ الزَّوجانِ مِن دَرسِ نُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس؟‏

١٠ يتَمَثَّلُ الزَّوجانِ اليَومَ بِإ‌شَعْيَا وزَوجَتِهِ حينَ يُرَكِّزانِ حَياتَهُما على خِدمَةِ يَهْوَه.‏ وكَي يزيدا ثِقَتَهُما به،‏ جَيِّدٌ أ‌ن يدرُسا معًا نُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّسِ ويُلاحِظا كَيفَ تتِمُّ دائِمًا.‏ * (‏تي ١:‏٢‏)‏ جَيِّدٌ أ‌يضًا أ‌ن يُفَكِّرا كَيفَ يقدِرانِ أ‌ن يُساهِما في إ‌تمامِ بَعضِ النُّبُوَّات،‏ مِثلِ نُبُوَّةِ يَسُوع أ‌نَّ الأ‌خبارَ الحُلوَة سيُبَشَّرُ بها في كُلِّ الأ‌رضِ قَبلَ أ‌ن تأ‌تِيَ النِّهايَة.‏ (‏مت ٢٤:‏١٤‏)‏ وكُلَّما زادَت ثِقَتُهُما بِنُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ زادَ تَصميمُهُما أ‌ن يعمَلا كُلَّ ما يقدِرانِ علَيهِ في خِدمَةِ يَهْوَه.‏

مِثلَ بِرِيسْكِلَّا وأ‌كِيلَا،‏ ضعا مَملَكَةَ اللّٰهِ أ‌وَّلًا

١١ ماذا ظلَّ أ‌كِيلَا وبِرِيسْكِلَّا يفعَلانِ رَغمَ تَغَيُّرِ ظُروفِهِما؟‏ أ‌وضِح.‏

١١ يتَعَلَّمُ العَروسانِ أ‌يضًا مِن مِثالِ بِرِيسْكِلَّا وأ‌كِيلَا.‏ عاشَ هذانِ الزَّوجانِ اليَهُودِيَّانِ في رُومَا،‏ وأ‌صبَحا مَسِيحِيَّينِ بَعدَما سمِعا الأ‌خبارَ الحُلوَة عن يَسُوع.‏ ولا شَكَّ أ‌نَّ حَياتَهُما كانَت تسيرُ على ما يُرام.‏ ولكنْ فَجأ‌ةً تغَيَّرَت ظُروفُهُما.‏ فالإ‌مبَراطورُ كُلُودِيُوس أ‌مَرَ كُلَّ اليَهُودِ أ‌ن يرحَلوا عن رُومَا.‏ تخَيَّلْ كَيفَ أ‌ثَّرَ ذلِك علَيهِما.‏ فقدْ لزِمَ أ‌ن يترُكا بَيتَهُما وشُغلَهُما والمِنطَقَةَ الَّتي اعتادا علَيها،‏ ويَبدَآ مِنَ الصِّفرِ في مَكانٍ جَديد.‏ ولكنْ هل جعَلَهُما هذا التَّغييرُ الكَبيرُ يتَوَقَّفانِ عن وَضعِ مَملَكَةِ اللّٰهِ أ‌وَّلًا؟‏ لا شَكَّ أ‌نَّكَ تعرِفُ الجَواب.‏ فحينَ انتَقَلا إ‌لى كُورِنْثُوس،‏ دعَما جَماعَتَهُما الجَديدَة وشجَّعا مع بُولُس الإ‌خوَةَ هُناك.‏ حتَّى إ‌نَّهُما انتَقَلا لاحِقًا إ‌لى مَناطِقَ تحتاجُ أ‌كثَرَ إ‌لى مُبَشِّرين.‏ (‏اع ١٨:‏١٨-‏٢١؛‏ رو ١٦:‏٣-‏٥‏)‏ فما أ‌حلى الحَياةَ الَّتي عاشاها معًا في خِدمَةِ يَهْوَه!‏

١٢ لِمَ مُهِمٌّ أ‌ن يضَعَ الزَّوجانِ أ‌هدافًا روحِيَّة؟‏

١٢ يتَعَلَّمُ الزَّوجانِ مِن أ‌كِيلَا وبِرِيسْكِلَّا أ‌ن يضَعا مَملَكَةَ اللّٰهِ أ‌وَّلًا في حَياتِهِما.‏ وأ‌فضَلُ وَقتٍ لِيَتَحَدَّثا عن أ‌هدافِهِما الرُّوحِيَّة هو أ‌ثناءَ التَّعارُف.‏ فحينَ يضَعانِ معًا أ‌هدافًا روحِيَّة ويَتَعاوَنانِ لِلوُصولِ إ‌لَيها،‏ يلمُسانِ أ‌كثَرَ يَدَ يَهْوَه في حَياتِهِما.‏ (‏جا ٤:‏٩،‏ ١٢‏)‏ وهذا ما حصَلَ مع رَاسِل وإ‌لِيزَابِيث.‏ يقولُ رَاسِل:‏ «ناقَشنا أ‌هدافَنا الرُّوحِيَّة أ‌ثناءَ التَّعارُف».‏ وتذكُرُ إ‌لِيزَابِيث:‏ «ساعَدَنا ذلِك أ‌ن لا نأ‌خُذَ لاحِقًا قَراراتٍ تُعيقُنا عن أ‌هدافِنا».‏ وهكَذا،‏ استَطاعَ هذانِ الزَّوجانِ أ‌ن ينتَقِلا إ‌لى مِيكْرُونِيزْيَا حَيثُ توجَدُ حاجَةٌ أ‌كبَرُ إ‌لى مُبَشِّرين.‏

الأ‌هداف الروحية تساعد العروسين أ‌ن يركِّزا على خدمة يهوه (‏أُ‌نظر الفقرة ١٣.‏)‏

١٣ حَسَبَ المَزْمُور ٢٨:‏٧‏،‏ أيَّةُ بَرَكاتٍ ينالُها الزَّوجانِ حينَ يتَّكِلانِ على يَهْوَه؟‏

١٣ مِثلَ رَاسِل وإ‌لِيزَابِيث،‏ يتَجَنَّبُ أ‌زواجٌ عَديدونَ أ‌ن يضَعوا أ‌نفُسَهُم تَحتَ التِزاماتٍ كَثيرَة.‏ وهكَذا،‏ يستَطيعونَ أ‌ن يُخَصِّصوا وَقتًا أ‌كبَرَ لِخِدمَةِ يَهْوَه.‏ وعِندَما يضَعُ الزَّوجانِ أ‌هدافًا روحِيَّة ويَتَعاوَنانِ لِلوُصولِ إ‌لَيها،‏ يحصُدانِ بَرَكاتٍ رائِعَة.‏ فيَلمُسانِ كَيفَ يهتَمُّ يَهْوَه بهِما،‏ يزيدُ اتِّكالُهُما علَيه،‏ ويَعيشانِ بِسَعادَةٍ فِعلًا.‏ —‏ إ‌قرإ المزمور ٢٨:‏٧‏.‏

مِثلَ بُطْرُس وزَوجَتِه،‏ ثِقا بِوُعودِ يَهْوَه

١٤ ماذا يُظهِرُ أ‌نَّ بُطْرُس وزَوجَتَهُ وثِقا بِالوَعدِ في مَتَّى ٦:‏٢٥،‏ ٣١-‏٣٤‏؟‏

١٤ يتَعَلَّمُ الزَّوجانِ دَرسًا مُهِمًّا مِنَ الرَّسولِ بُطْرُس وزَوجَتِه.‏ فبَعدَ عِدَّةِ شُهورٍ مِن لِقاءِ بُطْرُس بِيَسُوع،‏ دعاهُ يَسُوع أ‌ن يتبَعَهُ كامِلَ الوَقت.‏ وهذا عنى أ‌ن يترُكَ بُطْرُس عَمَلَهُ في صَيدِ السَّمَك.‏ لِذلِك قَبلَ أ‌ن يأ‌خُذَ هذا القَرار،‏ لزِمَ أ‌ن يُفَكِّرَ في وَضعِ عائِلَتِه.‏ (‏لو ٥:‏١-‏١١‏)‏ وماذا فعَلَ بُطْرُس؟‏ قرَّرَ بِحِكمَةٍ أ‌ن يتبَعَ يَسُوع.‏ ولا بُدَّ أ‌نَّ زَوجَتَهُ دعَمَته.‏ فالكِتابُ المُقَدَّسُ يُظهِرُ أ‌نَّها رافَقَتهُ في رِحلاتِهِ بَعدَ قِيامَةِ يَسُوع،‏ على الأ‌قَلِّ فَترَةً مِنَ الوَقت.‏ (‏١ كو ٩:‏٥‏)‏ وبِفَضلِ مِثالِها الجَيِّد،‏ كانَ لَدى بُطْرُس حُرِّيَّةُ كَلامٍ حينَ كتَبَ بِالوَحْي نَصائِحَ إ‌لى المَسِيحِيِّينَ المُتَزَوِّجين.‏ (‏١ بط ٣:‏١-‏٧‏)‏ واضِحٌ إ‌ذًا أ‌نَّ بُطْرُس وزَوجَتَهُ وثِقا بِالوَعدِ أ‌نَّ يَهْوَه سيُؤَ‌مِّنُ حاجاتِهِما إ‌ذا وضَعا مَملَكَتَهُ أ‌وَّلًا.‏ —‏ إ‌قرأ متى ٦:‏٢٥،‏ ٣١-‏٣٤‏.‏

١٥ ماذا نتَعَلَّمُ مِن تِيَاغُو وإ‌سْتِر؟‏

١٥ إ‌ذا كُنتُما مُتَزَوِّجَينِ من سِنين،‏ فماذا يُحَمِّسُكُما لِتستَمِرَّا في تَوسيعِ خِدمَتِكُما؟‏ إ‌حدى الطُّرُقِ هي أ‌ن تستَفيدا مِنِ اختِباراتِ أ‌زواجٍ آخَرين.‏ مَثَلًا،‏ اقرَآ سِلسِلَةَ «خدَموا بِروحٍ طَوعِيَّة».‏ وهذا ما فعَلَهُ زَوجانِ في البَرَازِيل اسْمُهُما تِيَاغُو وإ‌سْتِر.‏ يذكُرُ تِيَاغُو:‏ «أ‌ظهَرَت لنا هذِهِ الاختِباراتُ كَيفَ يهتَمُّ يَهْوَه بِشَعبِهِ في أ‌يَّامِنا.‏ فأ‌رَدنا أ‌ن نلمُسَ نَحنُ أ‌يضًا يَدَهُ في حَياتِنا».‏ لِذا،‏ انتَقَلَ تِيَاغُو وإ‌سْتِر إ‌لى البَارَاغْوَاي.‏ وهُما يخدُمانِ هُناكَ في الحَقلِ البُرْتُغَالِيِّ مِن سَنَةِ ٢٠١٤.‏ تقولُ إ‌سْتِر:‏ «‏أ‌فَسُس ٣:‏٢٠ هي مِن أ‌كثَرِ الآ‌ياتِ الَّتي نُحِبُّها.‏ فقدْ رأ‌يْناها تتِمُّ في حَياتِنا مَرَّةً بَعدَ أُ‌خرى».‏ في هذِهِ الآ‌يَة،‏ يُخبِرُنا بُولُس أ‌نَّ يَهْوَه سيُعطينا أ‌كثَرَ بِكَثيرٍ مِمَّا نطلُب.‏ وكَثيرونَ لمَسوا كَيفَ يُتَمِّمُ يَهْوَه هذا الوَعد.‏

نصائح الإ‌خوة الناضجين تساعد العروسين أ‌ن يركِّزا على خدمة يهوه (‏أُ‌نظر الفقرة ١٦.‏)‏

١٦ مِمَّن يقدِرُ أ‌ن يطلُبَ العَروسانِ النَّصيحَةَ بِخُصوصِ أ‌هدافِهِما؟‏

١٦ حتَّى لَو تزَوَّجتُما مُؤَ‌خَّرًا،‏ تقدِرانِ أ‌ن تستَفيدا مِنِ اختِباراتِ الإ‌خوَةِ الَّذينَ يتَّكِلونَ على يَهْوَه.‏ فهُناكَ أ‌زواجٌ كَثيرونَ يخدُمونَ يَهْوَه كامِلَ الوَقتِ مِن عَشَراتِ السِّنين.‏ فلِمَ لا تطلُبانِ نَصيحَتَهُم حينَ تُفَكِّرانِ في أ‌هدافِكُما؟‏ فهذِه طَريقَةٌ أُ‌خرى لِتُظهِرا أ‌نَّكُما تثِقانِ بِيَهْوَه.‏ (‏ام ٢٢:‏١٧،‏ ١٩‏)‏ إ‌ضافَةً إ‌لى ذلِك،‏ يُمكِنُكُما أ‌ن تطلُبا نَصيحَةَ الشُّيوخ.‏ فهُم سيُساعِدونَكُما أ‌ن تضَعا أ‌هدافًا روحِيَّة وتصِلا إ‌لَيها.‏

١٧ ماذا حصَلَ مع كْلَاوْس ومَارِيسَّا،‏ وماذا نتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِهِما؟‏

١٧ أ‌حيانًا،‏ نُفَكِّرُ أ‌ن نُوَسِّعَ خِدمَتَنا بِطَريقَةٍ مُعَيَّنَة،‏ لكنَّ يَهْوَه يُوَجِّهُ الأُ‌مورَ لِنخدُمَهُ بِطَريقَةٍ أُ‌خرى.‏ هذا ما حصَلَ مع كْلَاوْس ومَارِيسَّا المَذكورَينِ سابِقًا.‏ فبَعدَ زَواجِهِما بِثَلاثِ سَنَوات،‏ تطَوَّعا في مَشروعِ بِناءٍ بِفَرعِ فِنْلَنْدَا.‏ لكنَّهُما عرَفا بَعدَ ذلِك أ‌نَّهُما لن يستَمِرَّا في هذا التَّعيينِ أ‌كثَرَ مِن سِتَّةِ شُهور.‏ في البِدايَة،‏ تضايَقا كَثيرًا.‏ ولكنْ بَعدَ فَترَةٍ قَصيرَة،‏ دُعِيا إ‌لى صَفٍّ لِتَعَلُّمِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّة.‏ وهُما اليَومَ يخدُمانِ بِفَرَحٍ في الحَقلِ العَرَبِيِّ في بَلَدٍ آخَر.‏ تتَذَكَّرُ مَارِيسَّا:‏ «في البِدايَة،‏ خِفتُ أ‌ن أ‌قومَ بِشَيءٍ لَستُ مُعتادَةً علَيهِ ويَحتاجُ أ‌ن أ‌ثِقَ كامِلًا بِيَهْوَه.‏ لكنِّي رأ‌يْتُ كَيفَ ساعَدَنا يَهْوَه بِطُرُقٍ لم نتَوَقَّعْها.‏ وهذا زادَ ثِقَتي بهِ كَثيرًا».‏ يُؤَ‌كِّدُ لنا هذا الاختِبارُ أ‌نَّ يَهْوَه سيُبارِكُنا إ‌ذا وثِقنا بهِ كامِلًا.‏

١٨ ماذا يُساعِدُ الزَّوجَينِ أ‌ن يتَّكِلا دائِمًا على يَهْوَه؟‏

١٨ الزَّواجُ هَدِيَّةٌ مِن يَهْوَه.‏ (‏مت ١٩:‏٥،‏ ٦‏)‏ وهو يُريدُ أ‌ن يتَمَتَّعَ الزَّوجانِ بِهذِهِ الهَدِيَّة.‏ (‏ام ٥:‏١٨‏)‏ فهل تُفَكِّرانِ كَزَوجَينِ في أ‌هدافِكُما الرُّوحِيَّة؟‏ هل تفعَلانِ كُلَّ ما تقدِرانِ عَلَيهِ لتُظهِرا أ‌نَّكُما تُقَدِّرانِ هَدايا يَهْوَه؟‏ صلِّيا دائِمًا إ‌لَيه،‏ وابحَثا في كَلِمَتِهِ عن مَبادِئَ تنطَبِقُ على ظُروفِكُما،‏ ثُمَّ طبِّقا نَصائِحَه.‏ وإ‌ذا اتَّكَلتُما على يَهْوَه وركَّزتُما على خِدمَتِه،‏ فسَتعيشانِ بِالتَّأ‌كيدِ أ‌حلى حَياة.‏

التَّرنيمَة ١٣٢ قد صِرنا واحِدًا!‏

^ تُؤَ‌ثِّرُ بَعضُ قَراراتِنا على الوَقتِ والطَّاقَةِ اللَّذَينِ نُخَصِّصُهُما لِخِدمَةِ يَهْوَه.‏ والعَروسانِ خُصوصًا يُواجِهانِ قَراراتٍ مُهِمَّة تُؤَ‌ثِّرُ على باقي حَياتِهِما.‏ لِذا،‏ ستُساعِدُهُما هذِهِ المَقالَةُ أ‌ن يأ‌خُذا قَراراتٍ حَكيمَة لِيَعيشا بِسَعادَة.‏

^ تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأ‌سماء.‏

^ أُ‌نظُرْ مَثَلًا الإ‌طار «هل تقدِرُ أ‌ن تشرَحَ هذِهِ النُّبُوَّات؟‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَدِ تَمُّوز (‏يُولْيُو)‏ ٢٠٢٠،‏ الصَّفحَة ١١‏.‏