مقالة الدرس ٤٦
يا عروسان، اتكِلا على يهوه وركِّزا على خدمته
«يَهْوَه قُوَّتي . . . علَيهِ توَكَّلَ قَلبي». — مز ٢٨:٧.
التَّرنيمَة ١٣١ «ما جمَعَهُ اللّٰه»
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١-٢ (أ) لِماذا يجِبُ أن يتَّكِلَ العَروسانِ على يَهْوَه؟ (مزمور ٣٧:٣، ٤) (ب) ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
هل ستتَزَوَّجُ قَريبًا؟ أو هل تزَوَّجتَ مُؤَخَّرًا؟ لا شَكَّ إذًا أنَّكَ مُتَشَوِّقٌ أن تُكمِلَ حَياتَكَ معَ الشَّخصِ الَّذي تُحِبُّه. إلَّا أنَّ أمامَكُما تَحَدِّياتٍ كَثيرَة وقَراراتٍ مُهِمَّة لِتأخُذاها. وهذِهِ القَراراتُ ستُؤَثِّرُ على باقي حَياتِكُما. لِذا، مُهِمٌّ جِدًّا أن تتَّكِلا على يَهْوَه. فعِندَئِذٍ سَتأخُذانِ قَراراتٍ حَكيمَة، تُقَوِّيانِ زَواجَكُما، وتعيشانِ بِسَعادَة. أمَّا إذا تجاهَلتُما نَصائِحَ يَهْوَه، فسَتُواجِهانِ على الأرجَحِ مَشاكِلَ تُضعِفُ زَواجَكُما وتُخَسِّرُكُما فَرَحَكُما. — إقرإ المزمور ٣٧:٣، ٤.
٢ صَحيحٌ أنَّ هذِهِ المَقالَةَ مُوَجَّهَةٌ إلى المُتَزَوِّجينَ حَديثًا، لكنَّها تُفيدُ كُلَّ المُتَزَوِّجين. فسَنَتَحَدَّثُ فيها عن شَخصِيَّاتٍ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس، واختِباراتِ إخوَةٍ مُتَزَوِّجينَ في أيَّامِنا. وهكَذا سنتَعَلَّمُ دُروسًا تُفيدُنا في مَجالاتٍ مُختَلِفَة مِن حَياتِنا، بِما فيها الزَّواج.
تَحَدِّياتٌ تُواجِهُ العَروسَين
٣-٤ أيَّةُ تَحَدِّياتٍ تُواجِهُ العَروسَين؟
٣ كَثيرًا ما يُشَجِّعُ النَّاسُ العَروسَينِ بِحُسنِ نِيَّةٍ أن يعيشا «حَياةً طَبيعِيَّة». فالأهلُ مَثَلًا قد يُشَجِّعونَهُما أن يُنجِبا أولادًا في أسرَعِ وَقت. وقدْ ينصَحُهُما الأصدِقاءُ والأقرِباءُ أن يشتَرِيا بَيتًا، ويَفرِشاهُ بِأحسَنِ فَرش.
٤ وإذا لم ينتَبِهِ العَروسان، فقدْ يأخُذانِ قَراراتٍ توقِعُهُما في دُيونٍ كَبيرَة. فيُضطَرَّانِ أن يعمَلا كِلاهُما ساعاتٍ طَويلَة كَي يوفِيا هذِهِ الدُّيون. وهكَذا، لا يبقى لَدَيهِما وَقتٌ كافٍ لِلدَّرسِ الشَّخصِيّ، العِبادَةِ العائِلِيَّة، والخِدمَة. حتَّى إنَّهُما قد يعمَلانِ ساعاتٍ إضافِيَّة ويَغيبانِ عنِ الاجتِماعاتِ كَي يزيدا مَدخولَهُما أو يُحافِظا على وَظيفَتِهِما. وبِالنَّتيجَة، يُفَوِّتانِ فُرَصًا رائِعَة كَي يُوَسِّعا خِدمَتَهُما.
٥ ماذا تتَعَلَّمُ مِن كْلَاوْس ومَارِيسَّا؟
٥ تُظهِرُ اختِباراتٌ كَثيرَة أنَّ المالَ والمُمتَلَكاتِ لا تجلُبُ السَّعادَة. مَثَلًا، عِندَما تزَوَّجَ كْلَاوْس ومَارِيسَّا، * كانا يعمَلانِ كِلاهُما بِدَوامٍ كامِلٍ كَي يعيشا حَياةً مُريحَة. لكنَّهُما لم يكونا سَعيدَين. يُخبِرُ كْلَاوْس: «كانَ لَدَينا مادِّيًّا ما يكفينا وزيادَة. ولكنْ لم تكُنْ لَدَينا أيَّةُ أهدافٍ روحِيَّة. بِصَراحَة، كانَت حَياتُنا مُعَقَّدَةً ومَليئَةً بِالضُّغوط». وماذا عنك؟ هل تشعُرُ مِثلَهُما؟ لا تقلَقْ في هذِهِ الحالَة. فهُناكَ أمثِلَةٌ كَثيرَة تُساعِدُكَ أن تقومَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة، وأحَدُها هوَ المَلِكُ يَهُوشَافَاط. فلْنرَ ماذا يتَعَلَّمُ مِنهُ الزَّوج.
مِثلَ يَهُوشَافَاط، اتَّكِلْ على يَهْوَه
٦ حينَ واجَهَ المَلِكُ يَهُوشَافَاط تَحَدِّيًا صَعبًا، كَيفَ طبَّقَ النَّصيحَةَ في الأمْثَال ٣:٥، ٦؟
٦ هل تشعُرُ أنَّ مَسؤولِيَّاتِكَ كَزَوجٍ صَعبَةٌ علَيكَ أحيانًا؟ المَلِكُ يَهُوشَافَاط أيضًا حمَلَ مَسؤولِيَّةً ثَقيلَة. فهو كانَ مَسؤولًا عن حِمايَةِ كُلِّ الشَّعب. فكَيفَ اهتَمَّ بِهذِهِ المَسؤولِيَّة؟ لقدْ فعَلَ ما يقدِرُ علَيهِ لِيَحمِيَ الأشخاصَ المَسؤولَ عَنهُم. فحصَّنَ مُدُنَ يَهُوذَا، وجمَعَ جَيشًا كَبيرًا فيهِ أكثَرُ مِن ٠٠٠,١٦٠,١ جُندِيّ. (٢ اخ ١٧:١٢-١٩) لكنَّهُ واجَهَ لاحِقًا تَحَدِّيًا صَعبًا. فقدِ اجتَمَعَ لِمُحارَبَتِهِ جَيشٌ كَبيرٌ مِنَ العَمُّونِيِّينَ والمُوآبِيِّينَ وسُكَّانِ مِنطَقَةِ سَعِير الجَبَلِيَّة. وهكَذا، صارَ هو وعائِلَتُهُ وشَعبُهُ في خَطَر. (٢ اخ ٢٠:١، ٢) فماذا فعَلَ يَهُوشَافَاط؟ إتَّكَلَ على يَهْوَه وطلَبَ مِنهُ أن يُساعِدَهُم ويُقَوِّيَهُم، انسِجامًا معَ النَّصيحَةِ في الأمْثَال ٣:٥، ٦. (إقرأها.) وصَلاتُهُ في ٢ أخْبَارِ الأيَّام ٢٠:٥-١٢ تُظهِرُ كم كانَ مُتَواضِعًا وواثِقًا بِأبيهِ السَّماوِيّ. فكَيفَ استَجابَ لهُ يَهْوَه؟
٧ كَيفَ استَجابَ يَهْوَه صَلاةَ يَهُوشَافَاط؟
٧ أرسَلَ يَهْوَه لاوِيًّا اسْمُهُ يَحْزِيئِيل لِيُخبِرَ يَهُوشَافَاط ماذا يجِبُ أن يفعَلَ هو والشَّعب. قالَ له: «قِفوا اثبُتوا وانظُروا خَلاصَ يَهْوَه لِأجْلِكُم». (٢ اخ ٢٠:١٣-١٧) رُبَّما لم تبدُ هذِهِ الإرشاداتُ مَنطِقِيَّةً لِلقِتالِ في المَعرَكَة. لكنَّها أتَت مِن يَهْوَه، لا مِن بَشَر. ويَهُوشَافَاط وثِقَ بِيَهْوَه وأطاعَ هذِهِ الإرشادات. فبَدَلَ أن يضَعَ أفضَلَ جُنودِهِ في الصُّفوفِ الأمامِيَّة، وضَعَ مُرَنِّمينَ غَيرَ مُسَلَّحين. وثِقَتُهُ بِيَهْوَه كانَت في مَحَلِّها. فيَهْوَه حمى شَعبَهُ وهزَمَ جَيشَ الأعداء. — ٢ اخ ٢٠:١٨-٢٣.
٨ ماذا يتَعَلَّمُ الزَّوجُ مِن مِثالِ يَهُوشَافَاط؟
٨ إنَّ مِثالَ يَهُوشَافَاط يُفيدُكَ كَثيرًا كَزَوج. فأنتَ أيضًا مَسؤولٌ عن حِمايَةِ عائِلَتِك، وتعمَلُ كُلَّ جُهدِكَ لِتدعَمَها. فماذا يجِبُ أن تفعَلَ حينَ تُواجِهُ مُشكِلَة؟ رُبَّما تشعُرُ أنَّكَ تقدِرُ أن تحُلَّها لِوَحدِك. ولكنْ لا تتَّكِلْ على نَفسِك، بلِ اتَّكِلْ دائِمًا على يَهْوَه. فصلِّ إلَيهِ على انفِرادٍ واطلُبْ مُساعَدَتَه. صلِّ أيضًا مع زَوجَتِك. واطلُبْ تَوجيهَ يَهْوَه بِدَرسِ كَلِمَتِهِ ومَطبوعاتِ هَيئَتِه، ثُمَّ خُذْ قَراراتِكَ على هذا الأساس. طَبعًا، قد يستَغرِبُ البَعضُ هذِهِ القَرارات، وحتَّى يقولونَ لَكَ إنَّكَ أحمَق. ففي رَأيِهِم، المالُ والمُمتَلَكاتُ هيَ الَّتي ستحميكَ أنتَ وعائِلَتَك. ولكنْ في أوقاتٍ كهذِه، تذَكَّرِ المَلِكَ يَهُوشَافَاط. فهوَ اتَّكَلَ على يَهْوَه، وأظهَرَ ذلِك بِأعمالِه. ويَهْوَه لم يترُكْه، ولن يترُكَكَ أنتَ أيضًا. (مز ٣٧:٢٨؛ عب ١٣:٥) والآن، لِنرَ أمرًا مُهِمًّا يُساعِدُ الزَّوجَينِ أن يعيشا حَياةً سَعيدَة.
مِثلَ إشَعْيَا وزَوجَتِه، ركِّزا على خِدمَةِ يَهْوَه
٩ كَيفَ كانَت حَياةُ إشَعْيَا وزَوجَتِه؟
٩ ركَّزَ إشَعْيَا وزَوجَتُهُ على خِدمَةِ يَهْوَه. فإشَعْيَا كانَ نَبِيًّا. وزَوجَتُهُ أيضًا خدَمَت كَنَبِيَّة كما يَبدو. (اش ٨:١-٤) واضِحٌ إذًا أنَّ خِدمَةَ يَهْوَه كانَت أهَمَّ شَيءٍ في حَياتِهِما. فكَيفَ يتَمَثَّلُ بِهِما الزَّوجانِ اليَوم؟
١٠ كَيفَ يستَفيدُ الزَّوجانِ مِن دَرسِ نُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس؟
١٠ يتَمَثَّلُ الزَّوجانِ اليَومَ بِإشَعْيَا وزَوجَتِهِ حينَ يُرَكِّزانِ حَياتَهُما على خِدمَةِ يَهْوَه. وكَي يزيدا ثِقَتَهُما به، جَيِّدٌ أن يدرُسا معًا نُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّسِ ويُلاحِظا كَيفَ تتِمُّ دائِمًا. * (تي ١:٢) جَيِّدٌ أيضًا أن يُفَكِّرا كَيفَ يقدِرانِ أن يُساهِما في إتمامِ بَعضِ النُّبُوَّات، مِثلِ نُبُوَّةِ يَسُوع أنَّ الأخبارَ الحُلوَة سيُبَشَّرُ بها في كُلِّ الأرضِ قَبلَ أن تأتِيَ النِّهايَة. (مت ٢٤:١٤) وكُلَّما زادَت ثِقَتُهُما بِنُبُوَّاتِ الكِتابِ المُقَدَّس، زادَ تَصميمُهُما أن يعمَلا كُلَّ ما يقدِرانِ علَيهِ في خِدمَةِ يَهْوَه.
مِثلَ بِرِيسْكِلَّا وأكِيلَا، ضعا مَملَكَةَ اللّٰهِ أوَّلًا
١١ ماذا ظلَّ أكِيلَا وبِرِيسْكِلَّا يفعَلانِ رَغمَ تَغَيُّرِ ظُروفِهِما؟ أوضِح.
١١ يتَعَلَّمُ العَروسانِ أيضًا مِن مِثالِ بِرِيسْكِلَّا وأكِيلَا. عاشَ هذانِ الزَّوجانِ اليَهُودِيَّانِ في رُومَا، وأصبَحا مَسِيحِيَّينِ بَعدَما سمِعا الأخبارَ الحُلوَة عن يَسُوع. ولا شَكَّ أنَّ حَياتَهُما كانَت تسيرُ على ما يُرام. ولكنْ فَجأةً تغَيَّرَت ظُروفُهُما. فالإمبَراطورُ كُلُودِيُوس أمَرَ كُلَّ اليَهُودِ أن يرحَلوا عن رُومَا. تخَيَّلْ كَيفَ أثَّرَ ذلِك علَيهِما. فقدْ لزِمَ أن يترُكا بَيتَهُما وشُغلَهُما والمِنطَقَةَ الَّتي اعتادا علَيها، ويَبدَآ مِنَ الصِّفرِ في مَكانٍ جَديد. ولكنْ هل جعَلَهُما هذا التَّغييرُ الكَبيرُ يتَوَقَّفانِ عن وَضعِ مَملَكَةِ اللّٰهِ أوَّلًا؟ لا شَكَّ أنَّكَ تعرِفُ الجَواب. فحينَ انتَقَلا إلى كُورِنْثُوس، دعَما جَماعَتَهُما الجَديدَة وشجَّعا مع بُولُس الإخوَةَ هُناك. حتَّى إنَّهُما انتَقَلا لاحِقًا إلى مَناطِقَ تحتاجُ أكثَرَ إلى مُبَشِّرين. (اع ١٨:١٨-٢١؛ رو ١٦:٣-٥) فما أحلى الحَياةَ الَّتي عاشاها معًا في خِدمَةِ يَهْوَه!
١٢ لِمَ مُهِمٌّ أن يضَعَ الزَّوجانِ أهدافًا روحِيَّة؟
١٢ يتَعَلَّمُ الزَّوجانِ مِن أكِيلَا وبِرِيسْكِلَّا أن يضَعا مَملَكَةَ اللّٰهِ أوَّلًا في حَياتِهِما. وأفضَلُ وَقتٍ لِيَتَحَدَّثا عن أهدافِهِما الرُّوحِيَّة هو أثناءَ التَّعارُف. فحينَ يضَعانِ معًا أهدافًا روحِيَّة ويَتَعاوَنانِ لِلوُصولِ إلَيها، يلمُسانِ أكثَرَ يَدَ يَهْوَه في حَياتِهِما. (جا ٤:٩، ١٢) وهذا ما حصَلَ مع رَاسِل وإلِيزَابِيث. يقولُ رَاسِل: «ناقَشنا أهدافَنا الرُّوحِيَّة أثناءَ التَّعارُف». وتذكُرُ إلِيزَابِيث: «ساعَدَنا ذلِك أن لا نأخُذَ لاحِقًا قَراراتٍ تُعيقُنا عن أهدافِنا». وهكَذا، استَطاعَ هذانِ الزَّوجانِ أن ينتَقِلا إلى مِيكْرُونِيزْيَا حَيثُ توجَدُ حاجَةٌ أكبَرُ إلى مُبَشِّرين.
١٣ حَسَبَ المَزْمُور ٢٨:٧، أيَّةُ بَرَكاتٍ ينالُها الزَّوجانِ حينَ يتَّكِلانِ على يَهْوَه؟
١٣ مِثلَ رَاسِل وإلِيزَابِيث، يتَجَنَّبُ أزواجٌ عَديدونَ أن يضَعوا أنفُسَهُم تَحتَ التِزاماتٍ كَثيرَة. وهكَذا، يستَطيعونَ أن يُخَصِّصوا وَقتًا أكبَرَ لِخِدمَةِ يَهْوَه. وعِندَما يضَعُ الزَّوجانِ أهدافًا روحِيَّة ويَتَعاوَنانِ لِلوُصولِ إلَيها، يحصُدانِ بَرَكاتٍ رائِعَة. فيَلمُسانِ كَيفَ يهتَمُّ يَهْوَه بهِما، يزيدُ اتِّكالُهُما علَيه، ويَعيشانِ بِسَعادَةٍ فِعلًا. — إقرإ المزمور ٢٨:٧.
مِثلَ بُطْرُس وزَوجَتِه، ثِقا بِوُعودِ يَهْوَه
١٤ ماذا يُظهِرُ أنَّ بُطْرُس وزَوجَتَهُ وثِقا بِالوَعدِ في مَتَّى ٦:٢٥، ٣١-٣٤؟
١٤ يتَعَلَّمُ الزَّوجانِ دَرسًا مُهِمًّا مِنَ الرَّسولِ بُطْرُس وزَوجَتِه. فبَعدَ عِدَّةِ شُهورٍ مِن لِقاءِ بُطْرُس بِيَسُوع، دعاهُ يَسُوع أن يتبَعَهُ كامِلَ الوَقت. وهذا عنى أن يترُكَ بُطْرُس عَمَلَهُ في صَيدِ السَّمَك. لِذلِك قَبلَ أن يأخُذَ هذا القَرار، لزِمَ أن يُفَكِّرَ في وَضعِ عائِلَتِه. (لو ٥:١-١١) وماذا فعَلَ بُطْرُس؟ قرَّرَ بِحِكمَةٍ أن يتبَعَ يَسُوع. ولا بُدَّ أنَّ زَوجَتَهُ دعَمَته. فالكِتابُ المُقَدَّسُ يُظهِرُ أنَّها رافَقَتهُ في رِحلاتِهِ بَعدَ قِيامَةِ يَسُوع، على الأقَلِّ فَترَةً مِنَ الوَقت. (١ كو ٩:٥) وبِفَضلِ مِثالِها الجَيِّد، كانَ لَدى بُطْرُس حُرِّيَّةُ كَلامٍ حينَ كتَبَ بِالوَحْي نَصائِحَ إلى المَسِيحِيِّينَ المُتَزَوِّجين. (١ بط ٣:١-٧) واضِحٌ إذًا أنَّ بُطْرُس وزَوجَتَهُ وثِقا بِالوَعدِ أنَّ يَهْوَه سيُؤَمِّنُ حاجاتِهِما إذا وضَعا مَملَكَتَهُ أوَّلًا. — إقرأ متى ٦:٢٥، ٣١-٣٤.
١٥ ماذا نتَعَلَّمُ مِن تِيَاغُو وإسْتِر؟
١٥ إذا كُنتُما مُتَزَوِّجَينِ من سِنين، فماذا يُحَمِّسُكُما لِتستَمِرَّا في تَوسيعِ خِدمَتِكُما؟ إحدى الطُّرُقِ هي أن تستَفيدا مِنِ اختِباراتِ أزواجٍ آخَرين. مَثَلًا، اقرَآ سِلسِلَةَ «خدَموا بِروحٍ طَوعِيَّة». وهذا ما فعَلَهُ زَوجانِ في البَرَازِيل اسْمُهُما تِيَاغُو وإسْتِر. يذكُرُ تِيَاغُو: «أظهَرَت لنا هذِهِ الاختِباراتُ كَيفَ يهتَمُّ يَهْوَه بِشَعبِهِ في أيَّامِنا. فأرَدنا أن نلمُسَ نَحنُ أيضًا يَدَهُ في حَياتِنا». لِذا، انتَقَلَ تِيَاغُو وإسْتِر إلى البَارَاغْوَاي. وهُما يخدُمانِ هُناكَ في الحَقلِ البُرْتُغَالِيِّ مِن سَنَةِ ٢٠١٤. تقولُ إسْتِر: «أفَسُس ٣:٢٠ هي مِن أكثَرِ الآياتِ الَّتي نُحِبُّها. فقدْ رأيْناها تتِمُّ في حَياتِنا مَرَّةً بَعدَ أُخرى». في هذِهِ الآيَة، يُخبِرُنا بُولُس أنَّ يَهْوَه سيُعطينا أكثَرَ بِكَثيرٍ مِمَّا نطلُب. وكَثيرونَ لمَسوا كَيفَ يُتَمِّمُ يَهْوَه هذا الوَعد.
١٦ مِمَّن يقدِرُ أن يطلُبَ العَروسانِ النَّصيحَةَ بِخُصوصِ أهدافِهِما؟
١٦ حتَّى لَو تزَوَّجتُما مُؤَخَّرًا، تقدِرانِ أن تستَفيدا مِنِ اختِباراتِ الإخوَةِ الَّذينَ يتَّكِلونَ على يَهْوَه. فهُناكَ أزواجٌ كَثيرونَ يخدُمونَ يَهْوَه كامِلَ الوَقتِ مِن عَشَراتِ السِّنين. فلِمَ لا تطلُبانِ نَصيحَتَهُم حينَ تُفَكِّرانِ في أهدافِكُما؟ فهذِه طَريقَةٌ أُخرى لِتُظهِرا أنَّكُما تثِقانِ بِيَهْوَه. (ام ٢٢:١٧، ١٩) إضافَةً إلى ذلِك، يُمكِنُكُما أن تطلُبا نَصيحَةَ الشُّيوخ. فهُم سيُساعِدونَكُما أن تضَعا أهدافًا روحِيَّة وتصِلا إلَيها.
١٧ ماذا حصَلَ مع كْلَاوْس ومَارِيسَّا، وماذا نتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِهِما؟
١٧ أحيانًا، نُفَكِّرُ أن نُوَسِّعَ خِدمَتَنا بِطَريقَةٍ مُعَيَّنَة، لكنَّ يَهْوَه يُوَجِّهُ الأُمورَ لِنخدُمَهُ بِطَريقَةٍ أُخرى. هذا ما حصَلَ مع كْلَاوْس ومَارِيسَّا المَذكورَينِ سابِقًا. فبَعدَ زَواجِهِما بِثَلاثِ سَنَوات، تطَوَّعا في مَشروعِ بِناءٍ بِفَرعِ فِنْلَنْدَا. لكنَّهُما عرَفا بَعدَ ذلِك أنَّهُما لن يستَمِرَّا في هذا التَّعيينِ أكثَرَ مِن سِتَّةِ شُهور. في البِدايَة، تضايَقا كَثيرًا. ولكنْ بَعدَ فَترَةٍ قَصيرَة، دُعِيا إلى صَفٍّ لِتَعَلُّمِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّة. وهُما اليَومَ يخدُمانِ بِفَرَحٍ في الحَقلِ العَرَبِيِّ في بَلَدٍ آخَر. تتَذَكَّرُ مَارِيسَّا: «في البِدايَة، خِفتُ أن أقومَ بِشَيءٍ لَستُ مُعتادَةً علَيهِ ويَحتاجُ أن أثِقَ كامِلًا بِيَهْوَه. لكنِّي رأيْتُ كَيفَ ساعَدَنا يَهْوَه بِطُرُقٍ لم نتَوَقَّعْها. وهذا زادَ ثِقَتي بهِ كَثيرًا». يُؤَكِّدُ لنا هذا الاختِبارُ أنَّ يَهْوَه سيُبارِكُنا إذا وثِقنا بهِ كامِلًا.
١٨ ماذا يُساعِدُ الزَّوجَينِ أن يتَّكِلا دائِمًا على يَهْوَه؟
١٨ الزَّواجُ هَدِيَّةٌ مِن يَهْوَه. (مت ١٩:٥، ٦) وهو يُريدُ أن يتَمَتَّعَ الزَّوجانِ بِهذِهِ الهَدِيَّة. (ام ٥:١٨) فهل تُفَكِّرانِ كَزَوجَينِ في أهدافِكُما الرُّوحِيَّة؟ هل تفعَلانِ كُلَّ ما تقدِرانِ عَلَيهِ لتُظهِرا أنَّكُما تُقَدِّرانِ هَدايا يَهْوَه؟ صلِّيا دائِمًا إلَيه، وابحَثا في كَلِمَتِهِ عن مَبادِئَ تنطَبِقُ على ظُروفِكُما، ثُمَّ طبِّقا نَصائِحَه. وإذا اتَّكَلتُما على يَهْوَه وركَّزتُما على خِدمَتِه، فسَتعيشانِ بِالتَّأكيدِ أحلى حَياة.
التَّرنيمَة ١٣٢ قد صِرنا واحِدًا!
^ تُؤَثِّرُ بَعضُ قَراراتِنا على الوَقتِ والطَّاقَةِ اللَّذَينِ نُخَصِّصُهُما لِخِدمَةِ يَهْوَه. والعَروسانِ خُصوصًا يُواجِهانِ قَراراتٍ مُهِمَّة تُؤَثِّرُ على باقي حَياتِهِما. لِذا، ستُساعِدُهُما هذِهِ المَقالَةُ أن يأخُذا قَراراتٍ حَكيمَة لِيَعيشا بِسَعادَة.
^ تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
^ أُنظُرْ مَثَلًا الإطار «هل تقدِرُ أن تشرَحَ هذِهِ النُّبُوَّات؟» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَدِ تَمُّوز (يُولْيُو) ٢٠٢٠، الصَّفحَة ١١.