الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤٨

كُن واعيًا حين يُمتحن ولاؤك

كُن واعيًا حين يُمتحن ولاؤك

‏«كُنْ واعِيًا في كُلِّ شَيء».‏ —‏ ٢ تي ٤:‏٥‏.‏

التَّرنيمَة ١٢٣ الإذعانُ بِوَلاءٍ لِلتَّرتيبِ الثِّيوقراطِيّ

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ ماذا يعني أن ‹نكونَ واعين›؟‏ (‏٢ تيموثاوس ٤:‏٥‏)‏

 أحيانًا،‏ نُواجِهُ تَحَدِّياتٍ تمتَحِنُ وَلاءَنا لِيَهْوَه وهَيئَتِه.‏ فكَيفَ نتَغَلَّبُ علَيها؟‏ مُهِمٌّ أن ‹نكونَ واعينَ› ونُبقِيَ إيمانَنا بِيَهْوَه قَوِيًّا.‏ ‏(‏إقرأ ٢ تيموثاوس ٤:‏٥‏.‏)‏ ولكنْ ماذا يعني أن ‹نكونَ واعين›؟‏ يعني أن نبقى هادِئين،‏ نُفَكِّرَ بِمَوضوعِيَّة،‏ ونسعى لِنعرِفَ رَأيَ يَهْوَه ونتبَعَه.‏ وعِندَئِذٍ،‏ لن تتَحَكَّمَ مَشاعِرُنا في تَفكيرِنا.‏

٢ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٢ في المَقالَةِ السَّابِقَة،‏ ناقَشنا ثَلاثَةَ تَحَدِّياتٍ تأتينا مِن خارِجِ الجَماعَة.‏ لكِنَّنا قد نُواجِهُ أيضًا تَحَدِّياتٍ داخِلَ الجَماعَةِ تمتَحِنُ وَلاءَنا لِيَهْوَه.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنُناقِشُ ثَلاثَةً مِنها:‏ (‏١)‏ حينَ ننزَعِجُ مِن أحَدِ الإخوَة،‏ (‏٢)‏ حينَ ننالُ تَأديبًا،‏ و (‏٣)‏ حينَ نستَصعِبُ أحَدَ التَّغييراتِ التَّنظيمِيَّة.‏ فكَيفَ نكونُ واعينَ ونبقى أولِياءَ لِيَهْوَه وهَيئَتِهِ في حالاتٍ كهذِه؟‏

هلِ انزَعَجتَ مِن أحَدِ الإخوَة؟‏

٣ ماذا قد نفعَلُ حينَ ننزَعِجُ مِن أحَدِ الإخوَة؟‏

٣ هلِ انزَعَجتَ مَرَّةً مِن أخٍ في الجَماعَة،‏ أو حتَّى مِن أخٍ مَسؤول؟‏ على الأرجَح،‏ لم يقصِدْ هذا الأخُ أن يُؤْذِيَك.‏ (‏رو ٣:‏٢٣؛‏ يع ٣:‏٢‏)‏ لكنَّ تَصَرُّفَهُ أزعَجَكَ كَثيرًا.‏ فبقيتَ تُفَكِّرُ في ما حصَل،‏ وطارَ النَّومُ مِن عَينِك.‏ حتَّى إنَّك بدَأتَ تُفَكِّر:‏ ‹كَيفَ يتَصَرَّفُ أخٌ بِهذِهِ الطَّريقَة؟‏ هل هذِه هي فِعلًا هَيئَةُ يَهْوَه؟‏›.‏ ولكنْ تذَكَّرْ أنَّ هذا بِالضَّبطِ هو ما يُريدُهُ الشَّيْطَان.‏ (‏٢ كو ٢:‏١١‏)‏ فأفكارٌ سَلبِيَّة كهذِه قد تُبعِدُكَ عن يَهْوَه وهَيئَتِه.‏ إذًا،‏ كَيفَ تكونُ واعِيًا وتتَجَنَّبُها؟‏

٤ كَيفَ كانَ يُوسُف واعِيًا،‏ وماذا نتَعَلَّمُ مِنه؟‏ (‏تكوين ٥٠:‏١٩-‏٢١‏)‏

٤ لا تحقِد.‏ كانَ إخوَةُ يُوسُف يكرَهونَه.‏ لِذلِك عامَلوهُ بِطَريقَةٍ سَيِّئَة حينَ كانَ مُراهِقًا.‏ حتَّى إنَّ بَعضَهُم أرادوا أن يقتُلوه.‏ (‏تك ٣٧:‏٤،‏ ١٨-‏٢٢‏)‏ وفي النِّهايَة،‏ باعوهُ عَبدًا.‏ لِذا،‏ واجَهَ يُوسُف صُعوباتٍ كَبيرَة لِمُدَّةِ ١٣ سَنَةً تَقريبًا.‏ مع ذلِك،‏ لم يشُكَّ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّه،‏ ولم يُفَكِّرْ أنَّهُ تخَلَّى عنهُ في وَقتِ الحاجَة.‏ فيُوسُف لم يُصبِحْ حاقِدًا،‏ بل كانَ واعِيًا وظلَّ هادِئًا.‏ كما أنَّه لم ينتَقِمْ مِن إخوَتِهِ عِندَما أتَتهُ الفُرصَة،‏ بل سامَحَهُم وأظهَرَ لهُمُ المَحَبَّة.‏ (‏تك ٤٥:‏٤،‏ ٥‏)‏ فماذا ساعَدَ يُوسُف؟‏ كانَ يُفَكِّرُ بِمَوضوعِيَّة.‏ فبَدَلَ أن يُرَكِّزَ على مَشاكِلِه،‏ ركَّزَ على مَشيئَةِ يَهْوَه.‏ ‏(‏إقرإ التكوين ٥٠:‏١٩-‏٢١‏.‏)‏ فكَيفَ تتَمَثَّلُ به؟‏ حينَ يُعامِلُكَ الآخَرونَ بِطَريقَةٍ سَيِّئَة،‏ لا تحقِدْ على يَهْوَه أو تُفَكِّرْ أنَّهُ تخَلَّى عنك.‏ بل لاحِظْ كَيفَ يُساعِدُكَ لِتتَحَمَّلَ المُشكِلَة.‏ وسامِحِ الآخَرينَ بِدافِعِ المَحَبَّة.‏ —‏ ١ بط ٤:‏٨‏.‏

٥ كَيفَ كانَ مِيكِيَاس واعِيًا؟‏

٥ لاحِظْ أيضًا ماذا حصَلَ مع شَيخٍ في أمِيرْكَا الجَنوبِيَّة اسْمُهُ مِيكِيَاس.‏ b فمَرَّةً،‏ شعَرَ أنَّ بَعضَ الإخوَةِ المَسؤولينَ عامَلوهُ بِقَسوَة.‏ قال:‏ «لم أتَضايَقْ في حَياتي إلى هذا الحَدّ.‏ كُنتُ مَصدومًا،‏ ولم أستَطِعْ أن أنامَ في اللَّيل.‏ وبقيتُ أبكي مِنَ اليَأس».‏ مع ذلِك،‏ كانَ مِيكِيَاس واعِيًا،‏ وبذَلَ جُهدَهُ لِيَتَغَلَّبَ على المَشاعِرِ السَّلبِيَّة.‏ فظلَّ يُصَلِّي إلى يَهْوَه،‏ ويَطلُبُ مِنهُ أن يُعطِيَهُ روحَهُ القُدُسَ ويُقَوِّيَهُ لِيَحتَمِل.‏ كما بحَثَ في مَطبوعاتِنا عن مَعلوماتٍ تُساعِدُه.‏ فكَيفَ تتَمَثَّلُ به؟‏ إذا انزَعَجتَ بِسَبَبِ كَلامِ أحَدِ الإخوَةِ أو تَصَرُّفاتِه،‏ فابْقَ هادِئًا وحاوِلْ أن تتَغَلَّبَ على المَشاعِرِ السَّلبِيَّة.‏ صلِّ إلى يَهْوَه كَي يُساعِدَكَ أن تفهَمَ لِماذا تكَلَّمَ الأخُ أو تصَرَّفَ بِهذِهِ الطَّريقَة.‏ فهكَذا لن تشُكَّ في نَواياه،‏ وسَيَكونُ أسهَلَ علَيكَ أن تُسامِحَه.‏ (‏أم ١٩:‏١١‏)‏ أيضًا،‏ تذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يرى كُلَّ ما تمُرُّ به،‏ وسَيُعطيكَ القُوَّةَ لِتتَحَمَّل.‏ —‏ ٢ أخ ١٦:‏٩؛‏ جا ٥:‏٨‏.‏

هل نِلتَ تَأديبًا؟‏

٦ لِمَ مُهِمٌّ أن نعتَبِرَ التَّأديبَ دَليلًا على مَحَبَّةِ يَهْوَه؟‏ (‏عبرانيين ١٢:‏٥،‏ ٦،‏ ١١‏)‏

٦ قد نحزَنُ كَثيرًا حينَ ننالُ تَأديبًا.‏ ولكنْ إذا ركَّزنا على مَشاعِرَ كهذِه،‏ فقدْ نستَخِفُّ بِالتَّأديبِ ونشعُرُ أنَّهُ ظالِمٌ وقاسٍ جِدًّا.‏ وعِندَئِذٍ،‏ سيَفوتُنا أمرٌ مُهِمّ:‏ إنَّ التَّأديبَ دَليلٌ على مَحَبَّةِ يَهْوَه لنا.‏ ‏(‏إقرإ العبرانيين ١٢:‏٥،‏ ٦،‏ ١١‏.‏)‏ والشَّيْطَان سيَستَغِلُّ هذِهِ الفُرصَة.‏ فهو يُريدُ أن نرفُضَ التَّأديب،‏ وحتَّى أن نبتَعِدَ عن يَهْوَه والجَماعَة.‏ إذًا،‏ كَيفَ تكونُ واعِيًا إذا نِلتَ تَأديبًا؟‏

قبل بطرس بتواضع النصيحة والتأديب،‏ فأعطاه يهوه مسؤوليات كبيرة (‏أُنظر الفقرة ٧.‏)‏

٧ (‏أ)‏ مِثلَما تُظهِرُ الصُّوَر،‏ أيُّ مَسؤولِيَّاتٍ أعطاها يَهْوَه لِبُطْرُس بَعدَما قبِلَ التَّأديب؟‏ (‏ب)‏ كَيفَ تتَمَثَّلُ بِبُطْرُس؟‏

٧ إقبَلِ التَّأديبَ وقُمْ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة.‏ أكثَرَ مِن مَرَّة،‏ وبَّخَ يَسُوع بُطْرُس أمامَ الرُّسُلِ الآخَرين.‏ (‏مر ٨:‏٣٣؛‏ لو ٢٢:‏٣١-‏٣٤‏)‏ لا شَكَّ أنَّ بُطْرُس شعَرَ بِالإحراج.‏ لكنَّهُ ظلَّ وَلِيًّا لِيَسُوع.‏ فقدْ قبِلَ التَّأديب،‏ وتعَلَّمَ مِن أخطائِه.‏ ويَهْوَه كافَأَ بُطْرُس على وَلائِه،‏ وأعطاهُ مَسؤولِيَّاتٍ كَبيرَة في الجَماعَة.‏ (‏يو ٢١:‏١٥-‏١٧؛‏ أع ١٠:‏٢٤-‏٣٣؛‏ ١ بط ١:‏١‏)‏ فكَيفَ نتَمَثَّلُ بِبُطْرُس؟‏ حينَ ننالُ تَأديبًا،‏ مُهِمٌّ أن لا نُرَكِّزَ على الإحراجِ الَّذي قد نشعُرُ به.‏ فيَجِبُ أن نقبَلَ التَّأديب،‏ ونقومَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة.‏ وعِندَئِذٍ،‏ نصيرُ مُفيدينَ أكثَرَ لِيَهْوَه والإخوَة.‏

٨-‏٩ كَيفَ شعَرَ بِرْنَارْدُو بَعدَما نالَ تَأديبًا،‏ ولكنْ ماذا ساعَدَه؟‏

٨ لاحِظْ كَيفَ شعَرَ شَيخٌ في مُوزَمْبِيق اسْمُهُ بِرْنَارْدُو حينَ جرَت تَنحِيَتُه.‏ يُخبِر:‏ «تضايَقتُ كَثيرًا مِنَ التَّأديبِ الَّذي نِلتُه.‏ فلم أقبَلْه،‏ ولم أستَعِدْ ثِقَتي بِيَهْوَه وهَيئَتِه،‏ إلَّا بَعدَ عِدَّةِ أشهُر».‏ فقدْ شعَرَ بِرْنَارْدُو بِالإحراج،‏ وخافَ أن ينظُرَ إلَيهِ الإخوَةُ بِطَريقَةٍ سَلبِيَّة.‏ فماذا ساعَدَه؟‏

٩ يُخبِرُ بِرْنَارْدُو كَيفَ صحَّحَ تَفكيرَه:‏ «وأنا شَيخ،‏ كُنتُ أفتَحُ العِبْرَانِيِّين ١٢:‏٧ لِلإخوَةِ كَي أُساعِدَهُم أن ينظُروا إلى التَّأديبِ بِطَريقَةٍ صَحيحَة.‏ لِذا فكَّرت:‏ ‹مَن يلزَمُ أن يُطَبِّقَ هذِهِ النَّصيحَة؟‏›.‏ طَبعًا،‏ كُلُّ شَعبِ يَهْوَه،‏ بِمَن فيهِم أنا».‏ ثُمَّ قامَ بِرْنَارْدُو بِخُطُواتٍ إضافِيَّة لِيَستَعيدَ ثِقَتَهُ بِيَهْوَه وهَيئَتِه.‏ فصارَ يقرَأُ أكثَرَ الكِتابَ المُقَدَّسَ ويَتَأمَّلُ فيه.‏ ورَغمَ أنَّهُ كانَ مُحرَجًا،‏ ظلَّ يُبَشِّرُ معَ الإخوَةِ ويُجاوِبُ في الاجتِماعات.‏ وبَعدَ فَترَة،‏ تعَيَّنَ شَيخًا مِن جَديد.‏ فكَيفَ تتَمَثَّلُ بِبِرْنَارْدُو إذا نِلتَ تَأديبًا؟‏ لا تُرَكِّزْ على الإحراجِ الَّذي قد تشعُرُ به.‏ بلِ اقبَلِ التَّأديب،‏ وقُمْ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة.‏ c (‏أم ٨:‏٣٣؛‏ ٢٢:‏٤‏)‏ وعِندَئِذٍ،‏ ثِقْ أنَّ يَهْوَه سيُكافِئُكَ لِأنَّكَ بقيتَ وَلِيًّا لهُ ولِهَيئَتِه.‏

هل تستَصعِبُ أحَدَ التَّغييراتِ التَّنظيمِيَّة؟‏

١٠ كَيفَ امتَحَنَ أحَدُ التَّغييراتِ التَّنظيمِيَّة وَلاءَ الإسْرَائِيلِيِّين؟‏

١٠ قد تمتَحِنُ التَّغييراتُ التَّنظيمِيَّة وَلاءَنا لِيَهْوَه،‏ وحتَّى قد تُبعِدُنا عنهُ إذا لم ننتَبِه.‏ لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ امتَحَنَ أحَدُ التَّغييراتِ التَّنظيمِيَّة وَلاءَ الإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا.‏ فقَبلَ الشَّريعَةِ المُوسَوِيَّة،‏ كانَ رُؤوسُ العائِلاتِ يقومونَ بِمَسؤولِيَّةِ الكَهَنَة.‏ فقدْ بنَوا مَذابِح،‏ وقدَّموا ذَبائِحَ مِن أجْلِ عائِلاتِهِم.‏ (‏تك ٨:‏٢٠،‏ ٢١؛‏ ١٢:‏٧؛‏ ٢٦:‏٢٥؛‏ ٣٥:‏١،‏ ٦،‏ ٧؛‏ أي ١:‏٥‏)‏ ولكنْ حينَ أعطى يَهْوَه الشَّريعَةَ المُوسَوِيَّة،‏ لزِمَ أن يتَخَلَّى رُؤوسُ العائِلاتِ عن هذِهِ المَسؤولِيَّة.‏ فيَهْوَه عيَّنَ الكَهَنَةَ مِن عائِلَةِ هَارُون لِيَقوموا بها.‏ وفي حالِ قدَّمَ رَأسُ عائِلَةٍ الذَّبائِحَ بَدَلَ الكَهَنَة،‏ كانَ يجِبُ أن يُقتَل.‏ d (‏لا ١٧:‏٣-‏٦،‏ ٨،‏ ٩‏)‏ فهل بِسَبَبِ هذا التَّغييرِ تمَرَّدَ قُورَح ودَاثَان وأبِيرَام والرُّؤَساءُ الـ‍ ٢٥٠ على مُوسَى وهَارُون؟‏ (‏عد ١٦:‏١-‏٣‏)‏ لا نعرِفُ الجَواب.‏ ولكنْ بِغَضِّ النَّظَرِ عنِ السَّبَب،‏ لم يبقَ قُورَح والَّذينَ معهُ أولِياءَ لِيَهْوَه.‏ إذًا،‏ كَيفَ تبقى وَلِيًّا لِيَهْوَه حينَ تحصُلُ تَغييراتٌ تَنظيمِيَّة؟‏

حين تغيَّر تعيين القهاتيين،‏ خدموا بفرح كمرنمين وبوابين وعمال مخازن (‏أُنظر الفقرة ١١.‏)‏

١١ ماذا نتَعَلَّمُ مِنَ القَهَاتِيِّين؟‏

١١ إدعَمْ كامِلًا التَّغييراتِ التَّنظيمِيَّة.‏ خِلالَ تَنَقُّلِ الإسْرَائِيلِيِّينَ في الصَّحراء،‏ قامَ القَهَاتِيُّونَ بِتَعيينٍ مُهِمّ.‏ فكُلَّما انتَقَلَ المُخَيَّم،‏ كانوا يحمِلونَ صُندوقَ العَهدِ أمامَ كُلِّ الشَّعب.‏ (‏عد ٣:‏٢٩،‏ ٣١؛‏ ١٠:‏٣٣؛‏ يش ٣:‏٢-‏٤‏)‏ فِعلًا،‏ كانَ لَدَيهِم تَعيينٌ مُمَيَّز.‏ ولكنْ بَعدَما استَقَرَّ الإسْرَائِيلِيُّونَ في أرضِ المَوعِد،‏ لم تعُدْ هُناك حاجَةٌ إلى نَقلِ صُندوقِ العَهدِ تَكرارًا،‏ وبِالتَّالي تغَيَّرَ تَعيِينُ القَهَاتِيِّين.‏ ففي زَمَنِ المَلِكِ سُلَيْمَان،‏ خدَموا كمُرَنِّمينَ وبَوَّابينَ وعُمَّالَ مَخازِن.‏ (‏١ أخ ٦:‏٣١-‏٣٣؛‏ ٢٦:‏١،‏ ٢٤‏)‏ لكنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ لا يذكُرُ إطلاقًا أنَّهُمُ تشَكَّوا أوِ اعتَبَروا أنَّهُم يستَحِقُّونَ تَعيينًا أهَمّ.‏ فماذا تتَعَلَّمُ مِنهُم؟‏ إدعَمْ مِن كُلِّ قَلبِكَ التَّغييراتِ الَّتي تُجريها هَيئَةُ يَهْوَه،‏ حتَّى لَو أثَّرَت على تَعيينِك.‏ وافرَحْ بِأيِّ تَعيينٍ تنالُه،‏ وتذَكَّرْ أنَّهُ لا يُحَدِّدُ قيمَتَكَ عِندَ يَهْوَه.‏ فهو يُقَدِّرُ أكثَرَ بِكَثيرٍ طاعَتَكَ لهُ مِن كُلِّ القَلب.‏ —‏ ١ صم ١٥:‏٢٢‏.‏

١٢ كَيفَ شعَرَت زَيْنَة حينَ تعَيَّنَت في الحَقل؟‏

١٢ لاحِظْ أيضًا ماذا حصَلَ مع أُختٍ في الشَّرقِ الأوسَطِ اسْمُها زَيْنَة.‏ فقدْ خدَمَت في بَيْت إيل أكثَرَ مِن ٢٣ سَنَة،‏ وكانَت تُحِبُّ كَثيرًا هذا التَّعيين.‏ لكنَّها تعَيَّنَت لاحِقًا في الحَقل.‏ تُخبِر:‏ «كانَ هذا صَدمَةً كَبيرَة لي.‏ فشعَرتُ أنِّي بِلا فائِدَة،‏ وبقيتُ أسألُ نَفْسي:‏ ‹ما المُشكِلَةُ فِيّ؟‏›».‏ ولِلأسَف،‏ زادَ بَعضُ الإخوَةِ الطِّينَ بَلَّة.‏ فكانوا يقولونَ لها:‏ «لَو كُنتِ مُجتَهِدَة،‏ لَما استَغنَت عنكِ الهَيئَة».‏ فانهارَت مَعنَوِيَّاتُ زَيْنَة،‏ وصارَت تبكي كُلَّ لَيلَة.‏ لكنَّها تقول:‏ «لم أشُكَّ أبَدًا في مَحَبَّةِ يَهْوَه أو قَراراتِ هَيئَتِه».‏ فكَيفَ بقِيَت زَيْنَة واعِيَة؟‏

١٣ كَيفَ تغَلَّبَت زَيْنَة على مَشاعِرِها السَّلبِيَّة؟‏

١٣ تغَلَّبَت زَيْنَة على مَشاعِرِها السَّلبِيَّة.‏ كَيف؟‏ قرَأَت مَقالاتٍ في مَطبوعاتِنا تتَحَدَّثُ عنِ التَّحَدِّي الَّذي تُواجِهُه.‏ وقدْ ساعَدَتها كَثيرًا المَقالَة «‏بِإمكانِكُم أن تتَغَلَّبوا على التَّثَبُّط!‏‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١ شُبَاط (‏فِبْرَايِر)‏ ٢٠٠١.‏ ناقَشَت هذِهِ المَقالَةُ مِثالَ مُرْقُس،‏ الَّذي رُبَّما صارَعَ مَشاعِرَ مُماثِلَة حينَ تغَيَّرَ تَعيينُه.‏ تتَذَكَّرُ زَيْنَة:‏ «مِثالُ مُرْقُس كانَ الدَّواءَ لِيَأسي».‏ أيضًا،‏ بَدَلَ أن تغرَقَ زَيْنَة في الشَّفَقَةِ على نَفْسِها،‏ بقِيَت تُبَشِّرُ معَ الإخوَةِ وتقضي الوَقتَ معهُم.‏ وهكَذا،‏ تأكَّدَت أنَّ هَيئَةَ يَهْوَه تتبَعُ تَوجيهَ روحِه،‏ وتأخُذُ أفضَلَ قَراراتٍ لِإتمامِ عَمَلِه.‏ كما لمَسَت كم يهتَمُّ بها الإخوَةُ الَّذينَ يأخُذونَ القِيادَة.‏

١٤ أيُّ تَغييرٍ تَنظيمِيٍّ استَصعَبَهُ فْلَادُو،‏ وماذا ساعَدَه؟‏

١٤ لاحِظْ أيضًا ماذا حصَلَ مع فْلَادُو،‏ شَيخٍ في سْلُوفِينْيَا عُمرُهُ ٧٣ سَنَة.‏ فقدِ اندَمَجَت جَماعَتُهُ مع جَماعَةٍ أُخرى،‏ وأُغلِقَت قاعَةُ المَلَكوتِ الَّتي كانَ يجتَمِعُ فيها.‏ كانَ هذا صَعبًا جِدًّا علَيه.‏ يُخبِر:‏ «لم أفهَمْ لِماذا أُغلِقَت قاعَتُنا الجَميلَة.‏ زعِلتُ خُصوصًا لِأنَّنا جدَّدناها مُؤَخَّرًا.‏ ولِأنِّي نَجَّار،‏ صنَعتُ أنا بِنَفْسي بَعضَ المَفروشاتِ الجَديدَة.‏ كما تطَلَّبَ الدَّمجُ تَعديلاتٍ أُخرى كَثيرَة،‏ وهي لم تكُنْ سَهلَةً علَينا نَحنُ الكِبارَ في العُمر».‏ فماذا ساعَدَ فْلَادُو أن يدعَمَ هذا القَرار؟‏ يقول:‏ «حينَ نتَكَيَّفُ معَ التَّغييراتِ الَّتي تُجريها هَيئَةُ يَهْوَه،‏ نحصُدُ بَرَكاتٍ دائِمًا.‏ كما تُجَهِّزُنا هذِهِ التَّغييراتُ لِتَغييراتٍ أكبَرَ في المُستَقبَل».‏ فهل تُواجِهُ حالَةً مُشابِهَة؟‏ هل تغَيَّرَ تَعيينُك،‏ أوِ اندَمَجَت جَماعَتُك مع جَماعَةٍ أُخرى؟‏ ثِقْ أنَّ يَهْوَه يفهَمُ مَشاعِرَك.‏ إبقَ وَلِيًّا لهُ ولِهَيئَتِه،‏ وادعَمِ التَّغيير.‏ وتأكَّدْ أنَّهُ سيُبارِكُكَ على ذلِك.‏ —‏ مز ١٨:‏٢٥‏.‏

كُنْ واعِيًا في كُلِّ شَيء

١٥ كَيفَ نكونُ واعينَ حينَ نُواجِهُ تَحَدِّياتٍ داخِلَ الجَماعَة؟‏

١٥ فيما نقتَرِبُ مِن نِهايَةِ هذا النِّظام،‏ نتَوَقَّعُ أن نُواجِهَ المَزيدَ مِنَ التَّحَدِّياتِ داخِلَ الجَماعَة.‏ وهذِهِ التَّحَدِّياتُ تمتَحِنُ وَلاءَنا لِيَهْوَه.‏ لِذا يلزَمُ أن نكونَ واعين.‏ فإذا انزَعَجتَ مِن أحَدِ الإخوَة،‏ فانتَبِهْ كَي لا تُصبِحَ حاقِدًا.‏ وإذا نِلتَ تَأديبًا،‏ فلا تُرَكِّزْ على الإحراجِ الَّذي قد تشعُرُ به.‏ بلِ اقبَلِ التَّأديب،‏ وقُمْ بِالتَّعديلاتِ اللَّازِمَة.‏ وحينَ تُجري هَيئَةُ يَهْوَه تَغييرًا يُؤَثِّرُ علَيكَ شَخصِيًّا،‏ كُنْ مُذعِنًا وادعَمْهُ مِن كُلِّ قَلبِك.‏

١٦ كَيفَ تُحافِظُ على ثِقَتِكَ بِيَهْوَه وهَيئَتِه؟‏

١٦ إذًا،‏ حينَ تُواجِهُ تَحَدِّياتٍ تمتَحِنُ وَلاءَك،‏ حافِظْ على ثِقَتِكَ بِيَهْوَه وهَيئَتِه.‏ ولكنْ كَي تنجَحَ في ذلِك،‏ يلزَمُ أن تكونَ واعِيًا.‏ وهذا يعني أن تبقى هادِئًا،‏ تُفَكِّرَ بِمَوضوعِيَّة،‏ وتسعى لِتعرِفَ رَأيَ يَهْوَه وتتبَعَه.‏ فادرُسْ عن شَخصِيَّاتٍ في الكِتابِ المُقَدَّسِ واجَهَت مَشاكِلَ مُشابِهَة،‏ وتأمَّلْ في مِثالِهِم.‏ صلِّ إلى يَهْوَه كَي يُساعِدَك.‏ ولا تعزِلْ نَفْسَكَ عنِ الجَماعَة.‏ وهكَذا،‏ لن يقدِرَ الشَّيْطَان أن يُبعِدَكَ عن يَهْوَه وهَيئَتِهِ مَهما حصَل.‏ —‏ يع ٤:‏٧‏.‏

التَّرنيمَة ١٢٦ إسهَروا،‏ تشَجَّعوا،‏ واثبُتوا

a أحيانًا،‏ نُواجِهُ تَحَدِّياتٍ داخِلَ الجَماعَةِ تمتَحِنُ وَلاءَنا لِيَهْوَه وهَيئَتِه.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنُناقِشُ ثَلاثَةً مِن هذِهِ التَّحَدِّيات،‏ ونرى كَيفَ نُحافِظُ على وَلائِنا.‏

b تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.‏

c ستجِدُ المَزيدَ مِنَ الاقتِراحاتِ المُفيدَة في مَقالَة «لِمَ لا تسعى مِن جَديدٍ إلى نَيلِ الامتِيازات؟‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١٥ آب (‏أُغُسْطُس)‏ ٢٠٠٩،‏ الصَّفَحات ٣٠-‏٣٢‏.‏

d بِحَسَبِ الشَّريعَة،‏ إذا أرادَ رُؤوسُ العائِلاتِ أن يذبَحوا حَيَوانًا لِلأكل،‏ لزِمَ أن يجلُبوهُ إلى المَكانِ المُقَدَّس.‏ ولكنْ كانَ هُناكَ استِثناءاتٌ بِالنِّسبَةِ إلى الَّذينَ عاشوا بَعيدًا جِدًّا.‏ —‏ تث ١٢:‏٢١‏.‏