الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٤٧

لا تترك يهوه مهما حصل

لا تترك يهوه مهما حصل

‏«أتَّكِلُ علَيكَ يا يَهْوَه».‏ —‏ مز ٣١:‏١٤‏.‏

التَّرنيمَة ١٢٢ كونوا راسِخينَ غَيرَ مُتَزَعزِعين!‏

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ ماذا يُظهِرُ أنَّ يَهْوَه يُريدُ أن نقتَرِبَ إلَيه؟‏

 يُريدُ يَهْوَه أن يكونَ إلهَنا وأبانا وصَديقَنا.‏ فهو يدعونا أن نقتَرِبَ إلَيه.‏ (‏يع ٤:‏٨‏)‏ كما يسمَعُ صَلَواتِنا،‏ ويُساعِدُنا في الأوقاتِ الصَّعبَة.‏ ومِن خِلالِ هَيئَتِه،‏ يُعَلِّمُنا ويَحمينا.‏ ولكنْ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ نَحنُ لِنقتَرِبَ إلَيه؟‏

٢ كَيفَ نقتَرِبُ إلى يَهْوَه؟‏

٢ نَحنُ نقتَرِبُ إلى يَهْوَه حينَ نُصَلِّي إلَيه،‏ نقرَأُ كَلِمَتَه،‏ ونتَأمَّلُ فيها.‏ فبِهذِهِ الطَّريقَة،‏ نزيدُ مَحَبَّتَنا وتَقديرَنا له،‏ ونرغَبُ بِالتَّالي أن نُطيعَهُ ونُقَدِّمَ لهُ التَّسبيحَ الَّذي يستَحِقُّه.‏ (‏رؤ ٤:‏١١‏)‏ وكُلَّما تعَرَّفنا على يَهْوَه أكثَر،‏ ازدادَت ثِقَتُنا بهِ وبِهَيئَتِه.‏

٣ كَيفَ يُحاوِلُ الشَّيْطَان أن يُبعِدَنا عن يَهْوَه،‏ وكَيفَ نُفَشِّلُ خُطَّتَه؟‏ (‏مزمور ٣١:‏١٣،‏ ١٤‏)‏

٣ لكنَّ الشَّيْطَان يُحاوِلُ أن يُبعِدَنا عن يَهْوَه.‏ وما التَّكتيكُ الَّذي يتبَعُه؟‏ إنَّهُ يستَغِلُّ التَّحَدِّياتِ الَّتي نمُرُّ بها لِيُخَسِّرَنا تَدريجِيًّا ثِقَتَنا بِيَهْوَه وهَيئَتِه.‏ فكَيفَ نُفَشِّلُ خُطَّةَ الشَّيْطَان؟‏ مُهِمٌّ أن نُبقِيَ إيمانَنا بِيَهْوَه قَوِيًّا،‏ ولا ندَعَ ثِقَتَنا بهِ تهتَزّ.‏ وهكَذا،‏ لن نترُكَ يَهْوَه وهَيئَتَهُ مَهما حصَل.‏ —‏ إقرإ المزمور ٣١:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

٤ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٤ في هذِهِ المَقالَة،‏ سنُناقِشُ ثَلاثَةَ تَحَدِّياتٍ تأتينا مِن خارِجِ الجَماعَة،‏ تَحَدِّياتٍ يُمكِنُ أن تُضعِفَ ثِقَتَنا بِيَهْوَه وهَيئَتِه.‏ وسنَرى كَيفَ يستَغِلُّها الشَّيْطَان لِيُبعِدَنا عن يَهْوَه،‏ وكَيفَ نتَغَلَّبُ علَيها ونُفَشِّلُ خُطَّةَ الشَّيْطَان.‏

حينَ نمُرُّ بِمَشاكِل

٥ كَيفَ يُمكِنُ أن تُخَسِّرَنا المَشاكِلُ ثِقَتَنا بِيَهْوَه وهَيئَتِه؟‏

٥ نمُرُّ أحيانًا بِمَشاكِلَ صَعبَة.‏ فقدْ نخسَرُ عَمَلَنا،‏ أو نُواجِهُ مُقاوَمَةً مِن عائِلَتِنا.‏ ومَشاكِلُ كهذِه يُمكِنُ أن تُخَسِّرَنا ثِقَتَنا بِيَهْوَه وهَيئَتِه،‏ وتُبعِدَنا بِالتَّالي عنه.‏ فحينَ نُعاني من مُشكِلَةٍ لِمُدَّةٍ طَويلَة،‏ قد تسوَدُّ الدُّنيا في عَينِنا.‏ والشَّيْطَان يستَغِلُّ ذلِك لِيُشَكِّكَنا أنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا،‏ وحتَّى لِيَجعَلَنا نُفَكِّرُ أنَّ مُشكِلَتَنا هي بِسَبَبِ يَهْوَه وهَيئَتِه.‏ هذا ما حصَلَ مع بَعضِ الإسْرَائِيلِيِّينَ في مِصْر.‏ ففي البِدايَة،‏ صدَّقوا أنَّ يَهْوَه عيَّنَ مُوسَى وهَارُون لِيُحَرِّرَهُم مِن مِصْر.‏ (‏خر ٤:‏٢٩-‏٣١‏)‏ ولكنْ حينَ عذَّبَهُم فِرْعَوْن،‏ لاموا مُوسَى وهَارُون على مَشاكِلِهِم.‏ قالوا لهُما:‏ ‏«بِسَبَبِكُما يَكرَهُنا فِرْعَوْن وخُدَّامُه.‏ لقد وَضَعْتُما سَيفًا في يَدِهِم لِيَقتُلونا».‏ (‏خر ٥:‏١٩-‏٢١‏)‏ فقدْ لاموا خادِمَيْنِ وَلِيَّيْنِ لِلّٰهِ على مَشاكِلِهِم.‏ ألَيسَ هذا أمرًا مُؤسِفًا؟‏ إذًا،‏ كَيفَ تتَجَنَّبُ أن تفعَلَ مِثلَهُم حينَ تُعاني مِن مُشكِلَةٍ لِمُدَّةٍ طَويلَة؟‏ كَيفَ تُحافِظُ على ثِقَتِكَ بِيَهْوَه وهَيئَتِه؟‏

٦ كَيفَ تتَمَثَّلُ بِحَبَقُوق حينَ تمُرُّ بِمَشاكِل؟‏ (‏حبقوق ٣:‏١٧-‏١٩‏)‏

٦ إفتَحْ قَلبَكَ لِيَهْوَه في الصَّلاة،‏ واطلُبْ مُساعَدَتَه.‏ واجَهَ النَّبِيُّ حَبَقُوق مَشاكِلَ كَثيرَة.‏ ويَبدو أنَّهُ بدَأَ يشُكُّ أنَّ يَهْوَه يهتَمُّ به.‏ فماذا فعَل؟‏ فتَحَ قَلبَهُ لِيَهْوَه في الصَّلاة.‏ قالَ له:‏ «إلى متى يا يَهْوَه أصرُخُ إلَيكَ لِتُساعِدَنا وأنتَ لا تَسمَع؟‏ .‏ .‏ .‏ لِماذا تَتَحَمَّلُ رُؤيَةَ الظُّلم؟‏».‏ (‏حب ١:‏٢،‏ ٣‏)‏ ويَهْوَه استَجابَ صَلاةَ خادِمِهِ الوَلِيِّ الصَّادِقَة.‏ (‏حب ٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ بَعدَ ذلِك،‏ تأمَّلَ حَبَقُوق كَيفَ يُخَلِّصُ يَهْوَه خُدَّامَه.‏ فتأكَّدَ أنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بِه،‏ وسيُساعِدُهُ أن يتَحَمَّلَ أيَّ مُشكِلَة.‏ وهكَذا،‏ استَعادَ حَبَقُوق فَرَحَه.‏ ‏(‏إقرأ حبقوق ٣:‏١٧-‏١٩‏.‏)‏ فكَيفَ تتَمَثَّلُ به؟‏ حينَ تمُرُّ بِمَشاكِل،‏ صلِّ إلى يَهْوَه وأخبِرْهُ كَيفَ تشعُر.‏ ثُمَّ اطلُبْ مِنهُ المُساعَدَة،‏ وثِقْ أنَّهُ سيُعطيكَ القُوَّةَ لِتتَحَمَّل.‏ وعِندَما ترى كَيفَ يُساعِدُك،‏ سيَقوى إيمانُكَ بهِ أكثَرَ فأكثَر.‏

٧ ماذا حاوَلَ أخو شِيرْلِي أن يفعَل،‏ ولكنْ كَيفَ حافَظَت على ثِقَتِها بِيَهْوَه؟‏

٧ إستَمِرَّ في روتينِكَ الرُّوحِيّ.‏ لاحِظْ كَيفَ ساعَدَ ذلِك أُختًا في بَابْوَا غِينْيَا الجَدِيدَة اسْمُها شِيرْلِي.‏ b فعائِلَتُها كانَت فَقيرَة،‏ ولم يكُنْ سَهلًا علَيهِم أحيانًا أن يُؤَمِّنوا لُقمَةَ العَيش.‏ لِذلِك حاوَلَ أخوها أن يهُزَّ ثِقَتَها بِيَهْوَه،‏ وقالَ لها:‏ «أنتِ تقولينَ إنَّ روحَ اللّٰهِ القُدُسَ يُساعِدُكُم،‏ ولكنْ أينَ هذِهِ المُساعَدَة؟‏!‏ فعائِلَتُكُم لا تزالُ فَقيرَة.‏ وأنتِ تُضَيِّعينَ وَقتَكِ في التَّبشير».‏ تقولُ شِيرْلِي:‏ «بدَأتُ أتَساءَل:‏ ‹هل يهتَمُّ اللّٰهُ بنا فِعلًا؟‏›.‏ لكنِّي صلَّيتُ فَورًا إلى اللّٰهِ وأخبَرتُهُ بِكُلِّ ما أُفَكِّرُ فيه.‏ كما بقيتُ أقرَأُ الكِتابَ المُقَدَّسَ ومَطبوعاتِنا،‏ أُبَشِّر،‏ وأحضُرُ الاجتِماعات».‏ ولم يمضِ وَقتٌ طَويلٌ حتَّى لاحَظَت شِيرْلِي أنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بِعائِلَتِها.‏ فهُم لم يجوعوا،‏ بل كانوا سُعَداء.‏ تُخبِر:‏ «شعَرتُ أنَّ يَهْوَه استَجابَ صَلَواتي».‏ (‏١ تي ٦:‏٦-‏٨‏)‏ أنتَ أيضًا،‏ إذا تابَعتَ روتينَكَ الرُّوحِيّ،‏ فلن تسمَحَ لِلمَشاكِلِ والشُّكوكِ أن تُبعِدَكَ عن يَهْوَه.‏

حينَ يتَعَرَّضُ إخوَةٌ مَسؤولونَ لِلاضطِهاد

٨ ماذا قد يحصُلُ لِلإخوَةِ المَسؤولين؟‏

٨ مِن خِلالِ وَسائِلِ الإعلامِ ومَواقِعِ التَّواصُلِ الاجتِماعِيّ،‏ ينشُرُ أعداؤُنا أكاذيبَ لِيُشَوِّهوا سُمعَةَ الإخوَةِ المَسؤولينَ في هَيئَةِ يَهْوَه.‏ (‏مز ٣١:‏١٣‏)‏ حتَّى إنَّ بَعضَ الإخوَةِ يُعتَقَلونَ ويُتَّهَمونَ بِأنَّهُم مُجرِمون.‏ هذا ما حصَلَ معَ الرَّسولِ بُولُس في القَرنِ الأوَّل.‏ فقدِ اتُّهِمَ ظُلمًا واعتُقِل.‏ فماذا فعَلَ المَسيحِيُّونَ آنَذاك؟‏

٩ ماذا فعَلَ بَعضُ المَسيحِيِّينَ حينَ كانَ بُولُس مَسجونًا؟‏

٩ لِلأسَف،‏ حينَ كانَ بُولُس مَسجونًا في رُومَا،‏ توَقَّفَ بَعضُ المَسيحِيِّينَ عن دَعمِه.‏ (‏٢ تي ١:‏٨،‏ ١٥‏)‏ ولكنْ لِماذا؟‏ هل خجِلوا لِأنَّ النَّاسَ اعتَبَروهُ مُجرِمًا؟‏ (‏٢ تي ٢:‏٨،‏ ٩‏)‏ هل خافوا أن يتَعَرَّضوا هُم أيضًا لِلاضطِهاد؟‏ بِغَضِّ النَّظَرِ عنِ السَّبَب،‏ تخَيَّلْ كَيفَ شعَرَ بُولُس الَّذي تحَمَّلَ صُعوباتٍ كَثيرَة،‏ وحتَّى خاطَرَ بِحَياتِه،‏ مِن أجْلِهِم.‏ (‏أع ٢٠:‏١٨-‏٢١؛‏ ٢ كو ١:‏٨‏)‏ لا نُريدُ أبَدًا أن نكونَ مِثلَ الَّذينَ تخَلَّوا عن بُولُس في وَقتِ الحاجَة.‏ إذًا،‏ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ حينَ يتَعَرَّضُ إخوَةٌ مَسؤولونَ لِلاضطِهاد؟‏

١٠ ماذا يجِبُ أن نتَذَكَّرَ حينَ يتَعَرَّضُ إخوَةٌ مَسؤولونَ لِلاضطِهاد؟‏

١٠ تذَكَّرْ لِماذا يتَعَرَّضونَ لِلاضطِهاد.‏ تقولُ ٢ تِيمُوثَاوُس ٣:‏١٢‏:‏ «جَميعُ الَّذينَ يرغَبونَ في أن يحيَوا بِتَعَبُّدٍ لِلّٰهِ في المَسِيح يَسُوع سيُضطَهَدونَ أيضًا».‏ لِذلِك،‏ لا نستَغرِبُ حينَ يستَهدِفُ الشَّيْطَان الإخوَةَ المَسؤولين.‏ فهو يُريدُ أن يُخَوِّفَنا،‏ وأن يُخَسِّرَ هؤُلاءِ الإخوَةَ وَلاءَهُم.‏ —‏ ١ بط ٥:‏٨‏.‏

مثلما دعم أنيسيفورس بشجاعة بولس وهو مسجون،‏ يدعم الإخوة اليوم إخوتهم المسجونين،‏ كما يظهر في هذه الصورة الإيضاحية (‏أُنظر الفقرتين ١١-‏١٢.‏)‏

١١ كَيفَ نتَمَثَّلُ بِأُنِيسِيفُورُس؟‏ (‏٢ تيموثاوس ١:‏١٦-‏١٨‏)‏

١١ إدعَمْ هؤُلاءِ الإخوَةَ بِوَلاء.‏ (‏إقرأ ٢ تيموثاوس ١:‏١٦-‏١٨‏.‏)‏ هذا ما فعَلَهُ أُنِيسِيفُورُس حينَ كانَ بُولُس مَسجونًا.‏ فهو «ما خجِلَ بِسَلاسِلِ» بُولُس،‏ بل فتَّشَ عنه.‏ ثُمَّ بذَلَ جُهدَهُ لِيُساعِدَه،‏ مع أنَّ هذا عرَّضَ حَياتَهُ لِلخَطَر.‏ فكَيفَ نتَمَثَّلُ به؟‏ بَدَلَ أن نخافَ مِنَ النَّاس،‏ لِندعَمِ الإخوَةَ المَسؤولينَ الَّذينَ يتَعَرَّضونَ لِلاضطِهاد.‏ فيَجِبُ أن نُدافِعَ عنهُم ونبذُلَ جُهدَنا لِنُساعِدَهُم.‏ (‏أم ١٧:‏١٧‏)‏ فهُم يحتاجونَ مَحَبَّتَنا ودَعمَنا.‏

١٢ كَيفَ نتَمَثَّلُ بِالإخوَةِ في رُوسِيَا؟‏

١٢ لاحِظْ كَيفَ يدعَمُ الإخوَةُ في رُوسِيَا إخوَتَهُمُ الَّذينَ يُسجَنون.‏ ففي مَرَّاتٍ عَديدَة،‏ يأتي إخوَةٌ كَثيرونَ إلى المَحكَمَةِ لِيَدعَموا الإخوَةَ المَوقوفين.‏ فكَيفَ نتَمَثَّلُ بهِم؟‏ لا نستَسلِمْ لِخَوفِ الإنسانِ حينَ يتَعَرَّضُ الإخوَةُ المَسؤولونَ لِلافتِراء،‏ يُعتَقَلون،‏ أو يُتَّهَمونَ ظُلمًا.‏ بل لِنُصَلِّ مِن أجْلِهِم،‏ نهتَمَّ بِأفرادِ عائِلَتِهِم،‏ ونبذُلْ جُهدَنا لِمُساعَدَتِهِم.‏ —‏ أع ١٢:‏٥؛‏ ٢ كو ١:‏١٠،‏ ١١‏.‏

حينَ نتَعَرَّضُ لِلاستِهزاء

١٣ كَيفَ يُمكِنُ أن يُخَسِّرَنا الاستِهزاءُ ثِقَتَنا بِيَهْوَه وهَيئَتِه؟‏

١٣ أحيانًا،‏ يستَهزِئُ بنا أقرِباؤُنا،‏ أو زُمَلاؤُنا في العَمَلِ أوِ المَدرَسَة،‏ لِأنَّنا نُبَشِّرُ ونعيشُ بِحَسَبِ مَقاييسِ يَهْوَه.‏ (‏١ بط ٤:‏٤‏)‏ مَثَلًا،‏ قد يقولُ لكَ أحَدُ أقرِبائِكَ أو زُمَلائِك:‏ «أنا أُحِبُّك،‏ لكنِّي لا أُحِبُّ دينَك.‏ هَيئَتُكُم مُتَشَدِّدَةٌ جِدًّا،‏ وتتبَعُ قَواعِدَ مِنَ العَصرِ الحَجَرِيّ».‏ وقدْ ينتَقِدُ شَخصٌ آخَرُ الطَّريقَةَ الَّتي نُعامِلُ بها المَفصولين،‏ ويَقولُ لك:‏ «كَيفَ تقولونَ إنَّكُم تُحِبُّونَ بَعضُكُم بَعضًا؟‏!‏».‏ تَعليقاتٌ كهذِه قد تزرَعُ فيكَ الشُّكوك.‏ فتتَساءَل:‏ ‹هل مَطالِبُ يَهْوَه مَعقولَة؟‏ هل تُبالِغُ الهَيئَة؟‏›.‏ في هذِهِ الحالَة،‏ ماذا يُساعِدُكَ أن تُحافِظَ على ثِقَتِكَ بِيَهْوَه وهَيئَتِه؟‏

لم يصدِّق أيوب أكاذيب أصدقائه المزيفين الذين استهزأوا به،‏ بل صمَّم أن يبقى وليًّا ليهوه (‏أُنظر الفقرة ١٤.‏)‏

١٤ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ حينَ نتَعَرَّضُ لِلاستِهزاء؟‏ (‏مزمور ١١٩:‏٥٠-‏٥٢‏)‏

١٤ صمِّمْ أن تتبَعَ مَقاييسَ يَهْوَه.‏ هذا ما فعَلَهُ أيُّوب،‏ مع أنَّهُ تعَرَّضَ لِلاستِهزاءِ مِن أصدِقاءَ مُزَيَّفين.‏ مَثَلًا،‏ قالَ لهُ أحَدُهُم إنَّ اللّٰهَ لا يهُمُّهُ أساسًا هل يتبَعُ مَقاييسَهُ أم لا.‏ (‏أي ٤:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ٢٢:‏٣‏)‏ لكنَّ أيُّوب لم يُصَدِّقْ أكاذيبَ كهذِه.‏ فقدْ عرَفَ أنَّ مَقاييسَ يَهْوَه صَحيحَة،‏ وكانَ مُصَمِّمًا أن يتبَعَها.‏ لِذلِك لم يسمَحْ لِأحَدٍ أن يُخَسِّرَهُ وَلاءَه.‏ (‏أي ٢٧:‏٥،‏ ٦‏)‏ فكَيفَ تتَمَثَّلُ به؟‏ حينَ تتَعَرَّضُ لِلاستِهزاء،‏ لا تشُكَّ في مَقاييسِ يَهْوَه لِلصَّوابِ والخَطَإ.‏ بل تذَكَّرْ كَيفَ أفادَتكَ مَرَّةً بَعدَ أُخرى.‏ وصمِّمْ أن لا تترُكَ يَهْوَه والهَيئَةَ الَّتي تتبَعُ مَقاييسَه،‏ مَهما استَهزَأَ بكَ الآخَرون.‏ —‏ إقرإ المزمور ١١٩:‏٥٠-‏٥٢‏.‏

١٥ لِماذا تعَرَّضَت بْرِيجِيت لِلاستِهزاء؟‏

١٥ لاحِظْ ماذا فعَلَت أُختٌ في الهِنْد اسْمُها بْرِيجِيت حينَ تعَرَّضَت لِلاستِهزاء.‏ فبَعدَ فَترَةٍ قَصيرَة مِن مَعمودِيَّتِها سَنَةَ ١٩٩٧،‏ خسِرَ زَوجُها غَيرُ المُؤْمِنِ عَمَلَه،‏ وصارَ صَعبًا علَيهِ أن يُعيلَها هي والبَنات.‏ لِذا قرَّرَ أن ينتَقِلوا إلى مَدينَةٍ أُخرى لِيَعيشوا مع والِدَيه.‏ ولكنْ بِما أنَّهُ كانَ عاطِلًا عنِ العَمَل،‏ اضطُرَّت بْرِيجِيت أن تعمَلَ بِدَوامٍ كامِلٍ لِتُعيلَ العائِلَة.‏ كما أنَّ أقرَبَ جَماعَةٍ كانَت تبعُدُ حَوالَي ٣٥٠ كلم.‏ ولِلأسَف،‏ تعَرَّضَت بْرِيجِيت لِمُقاوَمَةٍ شَديدَة مِن عائِلَةِ زَوجِها.‏ حتَّى إنَّها اضطُرَّت أن تنتَقِلَ مع عائِلَتِها مُجَدَّدًا.‏ لكنَّ المَشاكِلَ لم تنتَهِ عِندَ هذا الحَدّ.‏ فزَوجُها ماتَ فَجأَةً.‏ وبَعدَ ذلِك،‏ أُصيبَت إحدى بَناتِها بِالسَّرَطان،‏ وماتَت بِعُمر ١٢ سَنَةً فَقَط.‏ وما زادَ الطِّينَ بَلَّةً أنَّ أقرِباءَ بْرِيجِيت لاموها على كُلِّ هذِهِ المَصائِب.‏ فقدْ قالوا إنَّها حصَلَت بِسَبَبِها لِأنَّها أصبَحَت مِن شُهودِ يَهْوَه.‏ رَغمَ كُلِّ ذلِك،‏ ظلَّت بْرِيجِيت تثِقُ بِيَهْوَه ولم تترُكْ هَيئَتَه.‏

١٦ كَيفَ بارَكَ يَهْوَه بْرِيجِيت؟‏

١٦ بِما أنَّ بْرِيجِيت كانَتْ تعيشُ بَعيدًا عنِ الجَماعَة،‏ شجَّعَها ناظِرُ الدَّائِرَةِ أن تُبَشِّرَ في مِنطَقَتِها وتعقِدَ الاجتِماعاتِ في بَيتِها.‏ في البِدايَة،‏ شعَرَت بْرِيجِيت أنَّ هذا سيَكونُ صَعبًا جِدًّا.‏ لكنَّها طبَّقَت إرشاداتِ الأخ.‏ فبشَّرَت في مِنطَقَتِها،‏ عقَدَتِ الاجتِماعاتِ في بَيتِها،‏ وخصَّصَت وَقتًا لِلعِبادَةِ العائِلِيَّة مع بَناتِها.‏ وماذا كانَتِ النَّتيجَة؟‏ صارَت تدرُسُ الكِتابَ المُقَدَّسَ مع أشخاصٍ كَثيرين،‏ وقدِ اعتَمَدَ عَدَدٌ مِنهُم.‏ وسَنَةَ ٢٠٠٥،‏ صارَت فاتِحَةً عادِيَّة.‏ ويَهْوَه بارَكَها لِأنَّها بقِيَت وَلِيَّةً لهُ ولِهَيئَتِه.‏ فالآن،‏ تخدُمُ كُلُّ بَناتِها يَهْوَه بِأمانَة،‏ كما تُوجَدُ جَماعَتانِ في مِنطَقَتِها.‏ وقدْ لمَسَت بْرِيجِيت كَيفَ قوَّاها يَهْوَه لِتتَحَمَّلَ مَشاكِلَها واستِهزاءَ عائِلَتِها.‏

إبقَ وَلِيًّا لِيَهْوَه وهَيئَتِه

١٧ عَلامَ نَحنُ مُصَمِّمون؟‏

١٧ يُريدُ الشَّيْطَان أن نظُنَّ أنَّ يَهْوَه لن يُساعِدَنا حينَ نُواجِهُ مَشاكِل،‏ وأنَّ حَياتَنا ستكونُ صَعبَةً إذا بقينا في هَيئَتِه.‏ وهو يُريدُ أن نخافَ حينَ يتَعَرَّضُ الإخوَةُ المَسؤولونَ لِلافتِراء،‏ يُتَّهَمونَ ظُلمًا،‏ أو يُسجَنون.‏ كما يستَغِلُّ الاستِهزاءَ لِيُشَكِّكَنا في مَقاييسِ يَهْوَه وهَيئَتِه.‏ لكنَّنا نعرِفُ خُطَطَهُ ولا ننخَدِعُ بِها.‏ (‏٢ كو ٢:‏١١‏)‏ فلا تُصَدِّقْ أكاذيبَ الشَّيْطَان.‏ بلِ ابْقَ وَلِيًّا لِيَهْوَه وهَيئَتِه،‏ وثِقْ أنَّهُ لن يترُكَكَ أبَدًا.‏ (‏مز ٢٨:‏٧‏)‏ لِذلِك،‏ لا تترُكْ يَهْوَه مَهما حصَل.‏ —‏ رو ٨:‏٣٥-‏٣٩‏.‏

١٨ ماذا سنرى في المَقالَةِ التَّالِيَة؟‏

١٨ في هذِهِ المَقالَة،‏ ناقَشنا تَحَدِّياتٍ تأتينا مِن خارِجِ الجَماعَة.‏ لكنَّنا قد نُواجِهُ أيضًا تَحَدِّياتٍ داخِلَ الجَماعَةِ تمتَحِنُ وَلاءَنا لِيَهْوَه وهَيئَتِه.‏ فكَيفَ نتَغَلَّبُ على هذِهِ التَّحَدِّيات؟‏ سنرى الجَوابَ في المَقالَةِ التَّالِيَة.‏

التَّرنيمَة ١١٨ زِدْ إيماني!‏

a كَي نبقى أولِياءَ لِيَهْوَه في هذِهِ الأيَّامِ الأخيرَة،‏ يلزَمُ أن نُحافِظَ على ثِقَتِنا بهِ وبِهَيئَتِه.‏ لكنَّنا نمُرُّ بِتَحَدِّياتٍ عَديدَة،‏ والشَّيْطَان يُحاوِلُ أن يستَغِلَّها كَي يُخَسِّرَنا ثِقَتَنا.‏ لِذلِك سنُناقِشُ ثَلاثَةً مِن هذِهِ التَّحَدِّيات،‏ ونرى كَيفَ نبقى أولِياءَ لِيَهْوَه وهَيئَتِه.‏

b تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.‏