مقالة الدرس ٤٦
التَّرنيمَة ٤٩ تَفريحُ قَلبِ يَهْوَه
أيها الإخوة، هل تسعون لتصيروا خدامًا مساعدين؟
«السَّعادَةُ في العَطاءِ أكثَرُ مِنَ السَّعادَةِ في الأخذ». — أع ٢٠:٣٥.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
تُشَجِّعُ هذِهِ المَقالَةُ الإخوَةَ المُعتَمِدينَ أن يَسْعَوْا لِيَصيروا خُدَّامًا مُساعِدينَ ويَبلُغوا المُؤَهِّلاتِ اللَّازِمَة.
١ كَيفَ شَعَرَ الرَّسولُ بُولُس تِجاهَ الخُدَّامِ المُساعِدين؟
الخُدَّامُ المُساعِدونَ يَقومونَ بِعَمَلٍ مُهِمٍّ في الجَماعات. ولا شَكَّ أنَّ الرَّسولَ بُولُس قَدَّرَ هؤُلاءِ الرِّجالَ الأوْلِياء. فحينَ كَتَبَ إلى المَسِيحِيِّينَ في فِيلِبِّي، سَلَّمَ بِالتَّحديدِ على الخُدَّامِ المُساعِدينَ إلى جانِبِ الشُّيوخ. — في ١:١.
٢ كَيفَ يَشعُرُ أخٌ اسْمُهُ لُوِيس بِخُصوصِ تَعيينِهِ كخادِمٍ مُساعِد؟
٢ سَواءٌ كانَ الإخوَةُ الذُّكورُ المُعتَمِدونَ صِغارًا أو كِبارًا في العُمر، فهُم يَفرَحونَ عِندَما يَصيرونَ خُدَّامًا مُساعِدين. دِيفِن مَثَلًا كانَ عُمرُهُ ١٨ سَنَةً عِندَما نالَ هذا التَّعيين. أمَّا لُوِيس فقد صارَ خادِمًا مُساعِدًا وهو في أوَّلِ خَمسيناتِه. وقد عَبَّرَ عن مَشاعِرِ كَثيرينَ قائِلًا: «أشعُرُ أنَّهُ امتِيازٌ كَبيرٌ لي أن أخدُمَ إخوَتي في الجَماعَةِ كخادِمٍ مُساعِد، وخاصَّةً عِندَما أُفَكِّرُ في كُلِّ المَحَبَّةِ الَّتي أظهَروها لي مِن قَبل».
٣ أيُّ أسئِلَةٍ سنُناقِشُها؟
٣ إذا كُنتَ أخًا مُعتَمِدًا ولَستَ بَعد خادِمًا مُساعِدًا، فهل يُمكِنُكَ أن تَضَعَ هذا الهَدَف؟ ماذا قد يَدفَعُكَ أن تَفعَلَ ذلِك؟ وما هيَ المُؤَهِّلاتُ المُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّسِ الَّتي يَلزَمُ أن تَبلُغَها؟ في هذِهِ المَقالَة، سنُجيبُ عن هذِهِ الأسئِلَة. ولكنْ في البِدايَة، لِنُناقِشْ ما هو دَورُ الخادِمِ المُساعِد.
ما هو دَورُ الخادِمِ المُساعِد؟
٤ ما هو دَورُ الخادِمِ المُساعِد؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٤ الخادِمُ المُساعِدُ هو أخٌ مُعتَمِدٌ يُعَيَّنُ بِالرُّوحِ القُدُسِ لِيُساعِدَ الشُّيوخَ مِن خِلالِ الاهتِمامِ بِالكَثيرِ مِنَ المَسائِلِ العَمَلِيَّة في الجَماعَة. فبَعضُ الخُدَّامِ المُساعِدينَ يَتَأكَّدونَ أنَّ النَّاشِرينَ لَدَيهِم ما يَكْفي مِنَ المُقاطَعاتِ والمَطبوعاتِ لِلخِدمَة. ويُساهِمُ الخُدَّامُ المُساعِدونَ في تَنظيفِ قاعَةِ المَلَكوتِ وصِيانَتِها. كما أنَّهُم يَخدُمونَ كحُجَّابٍ ويُشَغِّلونَ أجهِزَةَ الصَّوتِ والصُّورَةِ خِلالَ اجتِماعاتِ الجَماعَة. فالكَثيرُ مِن أعمالِ الخُدَّامِ المُساعِدينَ هو مِن طَبيعَةٍ عَمَلِيَّة. إلَّا أنَّهُم بِالدَّرَجَةِ الأُولى والأهَمِّ رِجالٌ روحِيُّون. فهُم يُحِبُّونَ يَهْوَه ويَعيشونَ حَسَبَ مَقاييسِهِ الصَّائِبَة. كما أنَّهُم يُحِبُّونَ مِن كُلِّ قَلبِهِم إخوَتَهُم وأخَواتِهِمِ المَسِيحِيِّين. (مت ٢٢:٣٧-٣٩) ولكنْ كَيفَ يَسْعى الأخُ المُعتَمِدُ لِيَصيرَ خادِمًا مُساعِدًا؟
٥ كَيفَ يَسْعى الأخُ لِيَصيرَ خادِمًا مُساعِدًا؟
٥ يَذكُرُ الكِتابُ المُقَدَّسُ المُؤَهِّلاتِ الَّتي يَلزَمُ أن يَبلُغَها الأخُ لِيَصيرَ خادِمًا مُساعِدًا. (١ تي ٣:٨-١٠، ١٢، ١٣) وتَقدِرُ أن تَسْعى إلى هذا الامتِيازِ حينَ تَدرُسُ المُؤَهِّلاتِ المُؤَسَّسَة على الكِتابِ المُقَدَّسِ ثُمَّ تَجتَهِدُ لِتَبلُغَها. ولكنْ علَيكَ أوَّلًا أن تَفحَصَ دَوافِعَك.
ماذا يَدفَعُكَ لِتَسْعى إلى هذا الامتِياز؟
٦ ماذا يَلزَمُ أن يَكونَ دافِعُكَ لِتَقومَ بِأيِّ نَوعٍ مِنَ الخِدمَةِ مِن أجْلِ إخوَتِكَ وأخَواتِك؟ (متى ٢٠:٢٨؛ أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٦ مَثَلُنا الأعْلى يَسُوع المَسِيح كانَ دافِعُهُ المَحَبَّة، المَحَبَّةَ لِأبيهِ والمَحَبَّةَ لِلنَّاس. وهذِهِ المَحَبَّةُ دَفَعَتهُ أن يَعمَلَ بِاجتِهادٍ ويَقومَ بِمُهِمَّاتٍ مُتَواضِعَة مِن أجْلِ الآخَرين. (إقرأ متى ٢٠:٢٨؛ يو ١٣:٥، ١٤، ١٥) وإذا كانَتِ المَحَبَّةُ دافِعَكَ أنتَ أيضًا، فسَيُبارِكُكَ يَهْوَه ويُساعِدُكَ أن تَصِلَ إلى هَدَفِكَ أن تَصيرَ خادِمًا مُساعِدًا. — ١ كو ١٦:١٤؛ ١ بط ٥:٥.
٧ لِماذا يَجِبُ أن يَتَجَنَّبَ الأخُ الطُّموحَ الأنانِيّ؟
٧ في العالَم، غالِبًا ما يُعجَبُ النَّاسُ بِالأشخاصِ الَّذينَ يَلفِتونَ النَّظَرَ إلى أنفُسِهِم. لكنَّ الوَضعَ مُختَلِفٌ في هَيئَةِ يَهْوَه. فالأخُ الَّذي دافِعُهُ المَحَبَّة، كما كانَ يَسُوع، لا يَطمَحُ أن يَكونَ لَدَيهِ مَركَزٌ أو سُلطَةٌ على الآخَرين. فلَو عُيِّنَ في الجَماعَةِ شَخصٌ لَدَيهِ طُموحٌ كهذا، فسَيَرفُضُ على الأرجَحِ أن يَقومَ بِبَعضِ المُهِمَّاتِ المُتَواضِعَة اللَّازِمَة لِلاهتِمامِ بِخِرافِ يَهْوَه الثَّمينَة. فقد يَعتَبِرُ هذِهِ المُهِمَّاتِ أدْنى مِن مُستَواه. (يو ١٠:١٢) وطَبعًا، لن يُبارِكَ يَهْوَه جُهودَ أيِّ شَخصٍ يُسَيِّرُهُ التَّكَبُّرُ أوِ الطُّموحُ الأنانِيّ. — ١ كو ١٠:٢٤، ٣٣؛ ١٣:٤، ٥.
٨ أيُّ نَصيحَةٍ أعْطاها يَسُوع لِرُسُلِه؟
٨ في بَعضِ الأحيان، حتَّى رِفاقُ يَسُوع الأقرَبُ إلَيهِ سَعَوْا وَراءَ الامتِيازاتِ بِهَدَفٍ خاطِئ. لاحِظْ ما فَعَلَهُ اثنانِ مِن رُسُلِ يَسُوع، يَعْقُوب ويُوحَنَّا. فهُما طَلَبا مِنهُ أن يُعْطِيَهُما مَركَزًا مُهِمًّا في مَملَكَتِه. لكنَّ يَسُوع لم يَمدَحْهُما على طُموحِهِما. بل أوْضَحَ لِكُلِّ الرُّسُلِ الـ ١٢: «مَن يُريدُ أن يَكونَ عَظيمًا بَينَكُم يَجِبُ أن يَكونَ خادِمًا لكُم. ومَن يُريدُ أن يَكونَ الأوَّلَ بَينَكُم يَجِبُ أن يَكونَ عَبدًا لِلجَميع». (مر ١٠:٣٥-٣٧، ٤٣، ٤٤) فالإخوَةُ الَّذينَ يَسْعَوْنَ إلى امتِيازٍ ما بِالدَّافِعِ الصَّحيح، أي خِدمَةِ الآخَرين، سيَكونونَ بَرَكَةً لِلجَماعَة. — ١ تس ٢:٨.
كَيفَ تُقَوِّي رَغبَتَكَ أن تَسْعى إلى امتِياز؟
٩ كَيفَ تُقَوِّي رَغبَتَكَ أن تَسْعى إلى امتِياز؟
٩ لا شَكَّ أنَّكَ تُحِبُّ يَهْوَه وتُريدُ أن تَخدُمَ الآخَرين. مع ذلِك، قد تَنقُصُكَ الرَّغبَةُ أن تَقومَ بِالعَمَلِ الإضافِيِّ المَطلوبِ مِنَ الخادِمِ المُساعِد. فكَيفَ تُقَوِّي رَغبَتَكَ في هذِهِ الخِدمَة؟ فَكِّرْ مَثَلًا في الأفراحِ الَّتي تَأتي مِن خِدمَةِ إخوَتِكَ وأخَواتِك. قالَ يَسُوع: «السَّعادَةُ في العَطاءِ أكثَرُ مِنَ السَّعادَةِ في الأخذ». (أع ٢٠:٣٥) وقد عاشَ حَسَبَ هذا المَبدَإ. ووَجَدَ الفَرَحَ الحَقيقِيَّ في خِدمَةِ الآخَرين. ويُمكِنُ أن يَحصُلَ هذا معكَ أنتَ أيضًا.
١٠ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع أنَّهُ سَعيدٌ بِأن يَخدُمَ الآخَرين؟ (مرقس ٦:٣١-٣٤)
١٠ إلَيكَ مَثَلًا يوضِحُ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع أنَّهُ سَعيدٌ بِأن يَخدُمَ الآخَرين. (إقرأ مرقس ٦:٣١-٣٤.) ففي إحْدى المَرَّات، كانَ يَسُوع ورُسُلُهُ مُتعَبين. فذَهَبوا إلى مَكانٍ مُنعَزِلٍ لِيَرتاحوا قَليلًا. لكنَّ جَمعًا مِنَ النَّاسِ سَبَقوهُم إلى هُناك لِأنَّهُم يُريدونَ أن يَتَعَلَّموا مِن يَسُوع. كانَ يَقدِرُ يَسُوع أن يَرفُضَ أن يُعَلِّمَهُم. فهو ورِفاقُهُ «لم يَكُنْ لَدَيهِم وَقتٌ حتَّى لِيَأكُلوا». أو كانَ يَقدِرُ أن يُخبِرَهُم فِكرَةً أوِ اثنَتَيْنِ فَقَط ثُمَّ يَطلُبَ مِنهُم أن يَذهَبوا إلى بُيوتِهِم. لكنْ لِأنَّ المَحَبَّةَ هي دافِعُه، «بَدَأ يُعَلِّمُهُم أشياءَ كَثيرَة». وظَلَّ يُعَلِّمُهُم إلى أن «تَأخَّرَ الوَقت». (مر ٦:٣٥) وقد فَعَلَ ذلِك لا لِأنَّهُ مُجبَر، بل لِأنَّهُ «أشفَقَ علَيهِم». فهو أرادَ أن يُعَلِّمَهُم لِأنَّهُ يُحِبُّهُم. واضِحٌ إذًا أنَّ خِدمَةَ الآخَرينَ فَرَّحَت يَسُوع كَثيرًا.
١١ كَيفَ خَدَمَ يَسُوع النَّاسَ بِطَريقَةٍ عَمَلِيَّة؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١١ عِندَما خَدَمَ يَسُوع الجَمع، لم يَكتَفِ بِتَعليمِهِم. بلِ اهتَمَّ بِحاجاتِهِمِ الجَسَدِيَّة أيضًا. فهو عَمِلَ عَجيبَةً وأمَّنَ لهُمُ الطَّعام، وطَلَبَ مِن تَلاميذِهِ أن يُوَزِّعوهُ علَيهِم. (مر ٦:٤١) وبِفِعلِهِ ذلِك، عَلَّمَ تَلاميذَهُ كَيفَ يَخدُمونَ الآخَرين. وأظهَرَ أيضًا أنَّ الخِدماتِ العَمَلِيَّة، مِثلَ الخِدماتِ الَّتي يُقَدِّمُها الخُدَّامُ المُساعِدون، لها أهَمِّيَّتُها. تَخَيَّلْ كم فَرِحَ الرُّسُلُ عِندَما تَعاوَنوا مع يَسُوع ووَزَّعوا هذا الطَّعامَ المُزَوَّدَ بِعَجيبَةٍ إلى أن «أكَلَ الجَميعُ وشَبِعوا»! (مر ٦:٤٢) وطَبعًا، لم تَكُنْ هذِه هيَ المَرَّةَ الوَحيدَة الَّتي وَضَعَ فيها يَسُوع مَصلَحَةَ الآخَرينَ قَبلَ مَصلَحَتِه. فهو كَرَّسَ كُلَّ حَياتِهِ على الأرضِ لِخِدمَةِ غَيرِه. (مت ٤:٢٣؛ ٨:١٦) ووَجَدَ الفَرَحَ والسَّعادَةَ في تَعليمِ النَّاسِ والاهتِمامِ بِحاجاتِهِم بِتَواضُع. ولا شَكَّ أنَّكَ أنتَ أيضًا ستَشعُرُ بِفَرَحٍ كَبيرٍ فيما تَسْعى بِغَيرِ أنانِيَّةٍ لِتَصيرَ خادِمًا مُساعِدًا.
١٢ لِماذا لا داعي أن يُفَكِّرَ أحَدٌ مِنَّا أنَّهُ لا يَملِكُ أيَّ قُدُراتٍ لِيَخدُمَ الجَماعَة؟
١٢ إذا شَعَرتَ أنْ لَيسَ لَدَيكَ قُدُراتٌ بارِزَة، فلا تَيأس. لا شَكَّ أنَّكَ تَملِكُ صِفاتٍ تَجعَلُ مِنكَ شَخصًا مُفيدًا لِلجَماعَة. فَكِّرْ في التَّحليلِ المَنطِقِيِّ الَّذي ذَكَرَهُ بُولُس في ١ كُورِنْثُوس ١٢:١٢-٣٠ وَصَلِّ في هذا الخُصوص. فكَلِماتُ بُولُس تُظهِرُ بِوُضوحٍ أنَّك، مِثلَ كُلِّ واحِدٍ مِن خُدَّامِ يَهْوَه، تَلعَبُ دَورًا مُهِمًّا وضَرورِيًّا في الجَماعَة. وإذا لم تَكُنْ تَبلُغُ الآنَ المُؤَهِّلاتِ لِتَصيرَ خادِمًا مُساعِدًا، فلا تَستَسلِم. بَدَلًا مِن ذلِك، حاوِلْ أن تَفعَلَ كُلَّ ما تَقدِرُ علَيهِ لِتَكونَ نافِعًا لِيَهْوَه ولِإخوَتِك. وكُنْ على ثِقَةٍ أنَّ الشُّيوخَ سيَأخُذونَ قُدُراتِكَ بِعَيْنِ الاعتِبارِ حينَ يُعْطونَكَ تَعيينًا ما. — رو ١٢:٤-٨.
١٣ ما هيَ الحَقيقَةُ المُهِمَّة بِخُصوصِ مُعظَمِ مُؤَهِّلاتِ الرِّجالِ الَّذينَ يَنالونَ تَعيينات؟
١٣ إلَيكَ سَبَبًا إضافِيًّا يُظهِرُ لِماذا يَلزَمُ أن تَسْعى لِتَصيرَ خادِمًا مُساعِدًا: مُعظَمُ المُؤَهِّلاتِ تَنطَبِقُ على جَميعِ المَسِيحِيِّين. ففي الواقِع، كُلُّ المَسِيحِيِّينَ يَلزَمُ أن يَقتَرِبوا إلى يَهْوَه، يَشعُروا بِفَرَحِ العَطاء، ويَكونوا مِثالِيِّينَ في حَياتِهِم كمَسِيحِيِّين. فأيُّ أُمورٍ بِالتَّحديدِ يَقدِرُ أن يَفعَلَها الأخُ لِيَسْعى أن يَصيرَ خادِمًا مُساعِدًا؟
كَيفَ تَسْعى لِتَصيرَ خادِمًا مُساعِدًا؟
١٤ ما مَعْنى أن يَكونَ الإخوَةُ «جِدِّيِّين»؟ (١ تيموثاوس ٣:٨-١٠، ١٢)
١٤ لِنُناقِشِ الآنَ بَعضَ المُؤَهِّلاتِ المَذكورَة في ١ تِيمُوثَاوُس ٣:٨-١٠، ١٢. (إقرأها.) فالخُدَّامُ المُساعِدونَ يَلزَمُ أن يَكونوا «جِدِّيِّين». وهذِهِ الصِّفَةُ يُمكِنُ أن تُتَرجَمَ أيضًا إلى «يَستَحِقُّونَ الاحتِرام»، «رَزينين»، أو «جَديرينَ بِالإكرام». طَبعًا، هذا لا يَعْني أنَّكَ لا يَلزَمُ أبَدًا أن تَضحَكَ أو تَكونَ مَرِحًا. (جا ٣:١، ٤) ولكنْ يَلزَمُ أن تَأخُذَ كُلَّ مَسؤولِيَّاتِكَ بِجِدِّيَّة. وإذا صارَ مَعروفًا عنكَ أنَّكَ شَخصٌ يُتَّكَلُ علَيه، فسَتَنالُ احتِرامَ الجَماعَة.
١٥ ما المَقصودُ بِالعِبارَتَيْن «غَيرُ مُخادِعينَ في كَلامِهِم» و «لا يَطمَعونَ في رِبحٍ غَيرِ شَريف»؟
١٥ «غَيرُ مُخادِعينَ في كَلامِهِم». يَعْني ذلِك أن تَكونَ شَخصًا صادِقًا، مُستَقيمًا، وجَديرًا بِالثِّقَة. تَحتَرِمُ كَلِمَتَك، ولا تَخدَعُ غَيرَك. (أم ٣:٣٢) والعِبارَة «لا يَطمَعونَ في رِبحٍ غَيرِ شَريف» تَدُلُّ أنَّكَ يَلزَمُ أن تَكونَ مُستَقيمًا في المَسائِلِ التِّجارِيَّة وفي التَّعامُلِ بِالمال. فلن تَستَغِلَّ عَلاقَتَكَ الطَّيِّبَة بِرِفاقِكَ المَسِيحِيِّينَ لِتَجمَعَ المال.
١٦ (أ) ما مَعْنى «لا يُكثِرونَ مِن شُربِ النَّبيذ»؟ (ب) ما مَعْنى أن يَكونَ لَدَيكَ «ضَميرٌ طاهِر»؟
١٦ «لا يُكثِرونَ مِن شُربِ النَّبيذ». وهذا يَعْني أنَّكَ لا يَجِبُ أن تَشرَبَ كَمِّيَّةً كَبيرَة مِنَ الكُحول، ولا يَلزَمُ أن يَكونَ لَدَيكَ صيتٌ بِأنَّكَ تَشرَبُ بِإفراط. مِن جِهَةٍ أُخْرى، أن يَكونَ لَدَيكَ «ضَميرٌ طاهِر» يَعْني أنَّكَ تَعيشُ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه. فمع أنَّكَ لَستَ كامِلًا، تَشعُرُ بِالسَّلامِ الَّذي يَنتِجُ مِنَ العَلاقَةِ الجَيِّدَة بِاللّٰه.
١٧ كَيفَ يُظهِرُ الأخُ أنَّهُ يَستَحِقُّ الثِّقَةَ فيما «يُمتَحَنُ . . . مِن ناحِيَةِ الجَدارَة»؟ (١ تيموثاوس ٣:١٠؛ أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٧ ‹مُمتَحَنونَ مِن ناحِيَةِ الجَدارَة›. المَقصودُ هُنا هو أن تَكونَ قد أظهَرتَ أنَّكَ تَستَحِقُّ أن تُؤْتَمَنَ على مَسؤولِيَّة. لِذلِك حينَ يُعْطيكَ الشُّيوخُ تَعيينًا، اتبَعْ بِدِقَّةٍ تَعليماتِهِم وإرشاداتِ الهَيئَة. تَأكَّدْ أنَّكَ تَفهَمُ ما يَشمُلُهُ التَّعيينُ ومتى يَلزَمُ أن يَنتَهي. وفيما تَقومُ بِكُلِّ تَعيينٍ بِاجتِهاد، سيُلاحِظُ الآخَرونَ في الجَماعَةِ تَقَدُّمَكَ الجَيِّدَ ويُقَدِّرونَ ما تَفعَلُه. ويا شُيوخ، لا تَنْسَوْا أن تُدَرِّبوا الإخوَةَ المُعتَمِدين. (إقرأ ١ تيموثاوس ٣:١٠.) فهل هُناك في جَماعَتِكُم إخوَةٌ مُعتَمِدونَ في أوَّلِ مُراهَقَتِهِم أو أصغَر؟ هل هُم مِثالِيُّونَ في عاداتِ دَرسِهِمِ الشَّخصِيّ؟ هل يُجاوِبونَ دائِمًا في الاجتِماعاتِ ويُشارِكونَ في خِدمَةِ الحَقل؟ في هذِهِ الحالَة، أَعْطوهُم تَعييناتٍ تُناسِبُ عُمرَهُم وظُروفَهُم. وهكَذا يُمتَحَنُ هؤُلاءِ الإخوَةُ الصِّغارُ «مِن ناحِيَةِ الجَدارَة». وعِندَما يَصِلونَ إلى آخِرِ سَنَواتِ مُراهَقَتِهِم، يُصبِحونَ على الأرجَحِ مُؤَهَّلينَ لِيَكونوا خُدَّامًا مُساعِدين.
١٨ ما مَعْنى أن يَكونَ الأخُ «لا تُهمَةَ علَيه»؟
١٨ «لا تُهمَةَ علَيهِم». إذا كُنتَ شَخصًا «لا تُهمَةَ علَيه»، فهذا يَعْني أنْ لا أحَدَ يَقدِرُ أن يُوَجِّهَ إلَيكَ تُهمَةً صَحيحَة بِأنَّكَ فَعَلتَ خَطَأً كَبيرًا. طَبعًا، قد تُوَجَّهُ إلى المَسِيحِيِّينَ اتِّهاماتٌ كاذِبَة. يَسُوع تَعَرَّضَ لِاتِّهاماتٍ كاذِبَة، وتَنَبَّأَ أنَّ أتباعَهُ سيَحصُلُ معهُمُ الشَّيءُ نَفْسُه. (يو ١٥:٢٠) ولكنْ إذا أبْقَيتَ سُلوكَكَ طاهِرًا، مِثلَما فَعَلَ يَسُوع، تَكسِبُ صيتًا جَيِّدًا في الجَماعَة. — مت ١١:١٩.
١٩ ماذا يَشمُلُ أن يَكونَ الأخُ «زَوجَ امرَأةٍ واحِدَة»؟
١٩ «زَوجُ امرَأةٍ واحِدَة». إذا كُنتَ مُتَزَوِّجًا، يَجِبُ أن تَلتَزِمَ بِمِقياسِ يَهْوَه الأساسِيِّ لِلزَّواج: رَجُلٌ واحِدٌ وامرَأةٌ واحِدَة. (مت ١٩:٣-٩) فالرَّجُلُ المَسِيحِيُّ لا يَجِبُ أبَدًا أن يَرتَكِبَ العَهارَة. (عب ١٣:٤) وأكثَرُ مِن ذلِك، علَيكَ أن تَكونَ وَفِيًّا لِزَوجَتِكَ ولا تُعْطِيَ أبَدًا اهتِمامًا غَيرَ لائِقٍ لِنِساءٍ أُخْرَيات. — أي ٣١:١.
٢٠ كَيفَ يُشرِفُ الرَّجُلُ على بَيتِهِ «بِطَريقَةٍ جَيِّدَة»؟
٢٠ «مُشرِفًا بِطَريقَةٍ جَيِّدَة على أوْلادِهِ وبَيتِه». إذا كُنتَ رَأسَ عائِلَة، يَجِبُ أن تَأخُذَ مَسؤولِيَّاتِكَ بِجِدِّيَّة. فاعقِدِ العِبادَةَ العائِلِيَّة بِانتِظام. إشتَرِكْ في الخِدمَةِ مع كُلِّ فَردٍ مِن عائِلَتِكَ كُلَّما أمكَن. ساعِدْ أوْلادَكَ أن يَصيرَ لَدَيهِم عَلاقَةٌ شَخصِيَّة بِيَهْوَه. (أف ٦:٤) فالرَّجُلُ الَّذي يَعتَني بِعائِلَتِهِ يُبَرهِنُ أنَّهُ قادِرٌ أن يَهتَمَّ بِالجَماعَة. — قارن ١ تيموثاوس ٣:٥.
٢١ إذا لم تَكونوا بَعد خُدَّامًا مُساعِدين، فماذا يُمكِنُ أن تَفعَلوا؟
٢١ يا إخوَتَنا، إذا لم تَكونوا بَعد خُدَّامًا مُساعِدين، فمِن فَضلِكُم تَأمَّلوا في هذِهِ المَقالَةِ وصَلُّوا إلى يَهْوَه بِهذا الخُصوص. أُدرُسوا مُؤَهِّلاتِ الخُدَّامِ المُساعِدينَ واجتَهِدوا لِتَبلُغوها. فَكِّروا كم تُحِبُّونَ يَهْوَه وإخوَتَكُم وأخَواتِكُم. قَوُّوا رَغبَتَكُم أن تَخدُموهُم. (١ بط ٤:٨، ١٠) أُشعُروا بِالفَرَحِ الَّذي يَأتي مِن خِدمَةِ عائِلَتِكُمُ الرُّوحِيَّة. ولْيُبارِكْ يَهْوَه بِكَرَمٍ الجُهودَ الَّتي تَبذُلونَها فيما تَسْعَوْنَ لِتَصيروا خُدَّامًا مُساعِدين! — في ٢:١٣.
التَّرنيمَة ١٧ «أُريد»
a وصف الصور: إلى اليمين، يسوع يخدم تلاميذه بتواضع؛ إلى الشمال، خادم مساعد يهتم بأخ كبير في الجماعة.