مقالة الدرس ٤٥
التَّرنيمَة ١٣٨ «الشَّيبَةُ تاجُ جَمال»
دروس من آخر كلمات قالها رجال أمناء
«ألَيسَ المُسِنُّونَ حُكَماء؟ ألَا يَأتي الفَهمُ معَ العُمر؟». — أي ١٢:١٢.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
الطَّاعَةُ لِيَهْوَه اللّٰهِ تَجلُبُ بَرَكاتٍ الآنَ وتُؤَدِّي إلى حَياةٍ أبَدِيَّة في المُستَقبَل.
١ لِماذا يُمكِنُ أن نَتَعَلَّمَ مِنَ الكِبارِ في العُمر؟
كُلُّنا بِحاجَةٍ إلى التَّوجيهِ لِنَأخُذَ قَراراتٍ مُهِمَّة في حَياتِنا. ونَحصُلُ على الكَثيرِ مِن هذا التَّوجيهِ مِن خِلالِ الشُّيوخِ وغَيرِهِم مِنَ الإخوَةِ والأخَواتِ النَّاضِجين. وحتَّى لَو كانوا أكبَرَ مِنَّا بِكَثير، فلا يَجِبُ أن نَرفُضَ نَصائِحَهُم تِلقائِيًّا ونَعتَبِرَها قَديمَة. فيَهْوَه يُريدُ أن نَتَعَلَّمَ مِنَ الكِبارِ في العُمر. فهُم عاشوا أكثَرَ مِنَّا وصارَ لَدَيهِم بِالتَّالي فُرَصٌ أكثَرُ لِيَكتَسِبوا الخِبرَة، والفَهم، والحِكمَة. — أي ١٢:١٢.
٢ ماذا ستُناقِشُ هذِهِ المَقالَة؟
٢ في زَمَنِ الكِتابِ المُقَدَّس، استَخدَمَ يَهْوَه الكِبارَ في العُمرِ الأُمَناءَ لِيُشَجِّعَ شَعبَهُ ويُوَجِّهَهُم. لاحِظْ مَثَلًا مُوسَى، دَاوُد، والرَّسولَ يُوحَنَّا. فهُم عاشوا في أوْقاتٍ مُختَلِفَة، وظُروفُهُم كانَت مُختَلِفَةً تَمامًا. وفيما اقتَرَبَت حَياتُهُم مِن نِهايَتِها، أعْطَوْا نَصائِحَ حَكيمَة لِلأصغَرِ في العُمر. وكُلُّ واحِدٍ مِن هؤُلاءِ الرِّجالِ الأُمَناءِ شَدَّدَ على أهَمِّيَّةِ الطَّاعَةِ لِلّٰه. ويَهْوَه حَفِظَ كَلِماتِهِمِ الحَكيمَة مِن أجْلِنا نَحنُ اليَوم. فسَواءٌ كُنَّا كِبارًا أو صِغارًا، نَستَفيدُ إذا راجَعْنا نَصائِحَهُم. (رو ١٥:٤؛ ٢ تي ٣:١٦) في هذِهِ المَقالَة، سنَتَأمَّلُ في آخِرِ كَلِماتٍ قالَها هؤُلاءِ الرِّجالُ الثَّلاثَة ونَرى ماذا نَتَعَلَّمُ مِنها.
«يَهْوَه . . . سيُطَوِّلُ عُمرَك»
٣ أيُّ مَسؤولِيَّاتٍ قامَ بها مُوسَى؟
٣ خَدَمَ مُوسَى يَهْوَه بِأمانَةٍ واجتِهاد. فهو كانَ نَبِيًّا، قاضِيًا، قائِدًا، ومُؤَرِّخًا. وهذا أكسَبَهُ دونَ شَكٍّ خِبرَةً كَبيرَة في الحَياة. كما أنَّهُ أخرَجَ أُمَّةَ إسْرَائِيل مِن مِصْر حَيثُ كانوا عَبيدًا، ورَأى بِعَيْنَيْهِ عَجائِبَ كَثيرَة عَمِلَها يَهْوَه. وقدِ استَخدَمَهُ يَهْوَه لِيَكتُبَ أوَّلَ خَمسَةِ أسفارٍ في الكِتابِ المُقَدَّس، المَزْمُور ٩٠، ورُبَّما المَزْمُور ٩١. وهو كَتَبَ على الأرجَحِ سِفرَ أَيُّوب.
٤ مَنِ الَّذينَ شَجَّعَهُم مُوسَى، ولِماذا؟
٤ قَبلَ وَقتٍ قَصيرٍ مِن مَوتِ مُوسَى بِعُمرِ ١٢٠ سَنَة، جَمَعَ كُلَّ الإسْرَائِيلِيِّينَ لِيُذَكِّرَهُم بِما رَأَوْهُ وعاشوه. فالبَعضُ مِنهُم شَهِدوا في صِغَرِهِمِ العَلاماتِ والعَجائِبَ الكَثيرَة الَّتي عَمِلَها يَهْوَه، ورَأَوْا أيضًا كَيفَ عاقَبَ مِصْر. (خر ٧:٣، ٤) فهُم عَبَروا بَينَ حائِطَيْنِ مِنَ الماءِ بَعدَما شَقَّ يَهْوَه البَحرَ الأحْمَر، وشَهِدوا نِهايَةَ جَيشِ فِرْعَوْن. (خر ١٤:٢٩-٣١) وفي الصَّحراء، لَمَسوا حِمايَةَ يَهْوَه واهتِمامَهُ بهِم. (تث ٨:٣، ٤) والآنَ فيما كانَتِ الأُمَّةُ تَستَعِدُّ لِتَدخُلَ أرضَ المَوْعِد، استَفادَ مُوسَى مِن هذِهِ الفُرصَةِ الأخيرَة لِيُشَجِّعَ الشَّعب. a
٥ أيُّ تَأكيدٍ تَضَمَّنَتهُ كَلِماتُ مُوسَى الأخيرَة لِلإسْرَائِيلِيِّينَ في التَّثْنِيَة ٣٠:١٩، ٢٠؟
٥ ماذا قالَ مُوسَى؟ (إقرإ التثنية ٣٠:١٩، ٢٠.) كانَ أمامَ أُمَّةِ إسْرَائِيل مُستَقبَلٌ مُشرِق. فبِبَرَكَةِ يَهْوَه، كانَ يُمكِنُ أن يَعيشَ الإسْرَائِيلِيُّونَ حَياةً طَويلَة في الأرضِ الَّتي وَعَدَهُمُ بها اللّٰه. وكم كانَت تِلكَ الأرضُ جَميلَةً ومُثمِرَة! وَصَفَها لهُم مُوسَى: «فيها مُدُنٌ عَظيمَة وجَميلَة لم تَبْنِها، وبُيوتٌ مَليئَة بِالخَيراتِ لم تَملَأْها، وآبارٌ مَحفورَة في الصَّخرِ لم تَحفِرْها، وكُرومٌ وأشجارُ زَيتونٍ لم تَزرَعْها». — تث ٦:١٠، ١١.
٦ لِماذا سَمَحَ اللّٰهُ لِلأَشُورِيِّينَ والبَابِلِيِّينَ أن يَغلِبوا الإسْرَائِيلِيِّين؟
٦ أيضًا، أعْطى مُوسَى تَحذيرًا لِلإسْرَائِيلِيِّين. فإذا أرادوا أن يَبْقَوْا أحياءً في أرضِهِمِ الجَميلَة، كانَ علَيهِم أن يُطيعوا وَصايا يَهْوَه. وقد شَجَّعَهُم مُوسَى أن ‹يَختاروا الحَياةَ› حينَ يَسمَعونَ لِيَهْوَه و ‹يَلتَصِقونَ به›. لكنَّهُم رَفَضوا يَهْوَه. لِذلِك سَمَحَ لاحِقًا لِلأَشُورِيِّينَ وفي ما بَعد لِلبَابِلِيِّينَ أن يَغلِبوهُم ويَأخُذوهُم إلى الأسْر. — ٢ مل ١٧:٦-٨، ١٣، ١٤؛ ٢ أخ ٣٦:١٥-١٧، ٢٠.
٧ ماذا نَتَعَلَّمُ مِن كَلِماتِ مُوسَى؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
٧ ما الدَّرسُ لنا؟ الطَّاعَةُ تُؤَدِّي إلى الحَياة. فمِثلَ الإسْرَائِيلِيِّينَ الَّذينَ كانوا يَستَعِدُّونَ لِيَدخُلوا أرضَ المَوْعِد، نَحنُ على أبوابِ العالَمِ الجَديدِ الَّذي وَعَدَنا بهِ اللّٰه، حَيثُ سنَرى الأرضَ تَصيرُ فِردَوسًا. (إش ٣٥:١؛ لو ٢٣:٤٣) وهُناك، لن يَكونَ الشَّيْطَان وأبالِسَتُهُ مَوْجودين. (رؤ ٢٠:٢، ٣) ولن تَعودَ الأديانُ المُزَيَّفَة تُبعِدُ النَّاسَ عن يَهْوَه. (رؤ ١٧:١٦) أيضًا، لن تَظلِمَ الحُكوماتُ البَشَرِيَّة رَعاياها في ما بَعد. (رؤ ١٩:١٩، ٢٠) ولن يَكونَ هُناك أبدًا أشخاصٌ مُتَمَرِّدون. (مز ٣٧:١٠، ١١) فالنَّاسُ في كُلِّ مَكانٍ سيُطيعونَ وَصايا يَهْوَه العادِلَة الَّتي تَدْعو إلى الوَحدَةِ والسَّلام. لِذلِك سيُحِبُّ الجَميعُ بَعضُهُم بَعضًا ويَثِقونَ واحِدُهُم بِالآخَر. (إش ١١:٩) ما أروَعَ هذا الأمَل! وهُناك شَيءٌ بَعد: إذا أطَعنا يَهْوَه، فسَنَبْقى أحياءً في الفِردَوسِ لَيسَ فَقَط مِئاتِ السِّنينَ بل كُلَّ الأبَدِيَّة. — مز ٣٧:٢٩؛ يو ٣:١٦.
٨ كَيفَ ساعَدَ وَعْدُ الحَياةِ الأبَدِيَّة أخًا يَخدُمُ كمُرسَلٍ مُنذُ وَقتٍ طَويل؟ (يهوذا ٢٠، ٢١)
٨ إذا أبْقَينا في بالِنا دائِمًا وَعْدَ اللّٰهِ بِالحَياةِ الأبَدِيَّة، يَقْوى تَصميمُنا أن نَلتَصِقَ بِاللّٰهِ مَهْما واجَهْنا مِن صُعوبات. (إقرأ يهوذا ٢٠، ٢١.) وهذا الوَعْدُ يُعْطينا القُوَّةَ أيضًا لِنُحارِبَ ضَعَفاتِنا الشَّخصِيَّة. وهذا ما فَعَلَهُ أخٌ في إفْرِيقْيَا يَخدُمُ كمُرسَلٍ مُنذُ وَقتٍ طَويل. فقد كانَ لَدَيهِ ضُعفٌ يُغريهِ بِاستِمرارٍ لِيَفعَلَ الخَطَأ. يَقول: «عِندَما أدرَكتُ أنَّ أمَلي بِالحَياةِ الأبَدِيَّة مُعَرَّضٌ لِلخَطَر، صَمَّمتُ أكثَرَ مِن قَبل أن أُحارِبَ مُشكِلَتي وأتَرَجَّى يَهْوَه لِيُساعِدَني. وبِدَعمِه، رَبِحتُ المَعرَكَة!».
ستَكونُ ناجِحًا في حَياتِك
٩ أيُّ ضيقاتٍ واجَهَها دَاوُد في حَياتِه؟
٩ كانَ دَاوُد مَلِكًا عَظيمًا. وكانَ أيضًا موسيقِيًّا، شاعِرًا، مُحارِبًا، ونَبِيًّا. وقد واجَهَ ضيقاتٍ كَثيرَة. فطَوالَ سَنَوات، عاشَ كهارِبٍ مِنَ المَلِكِ الغَيورِ شَاوُل. وبَعدَما صارَ مَلِكًا، اضطُرَّ مِن جَديدٍ أن يَهرُبَ لِيُخَلِّصَ حَياتَهُ عِندَما حاوَلَ ابْنُهُ أَبْشَالُوم أن يَستَوْلِيَ على عَرشِه. ولكنْ رَغمَ هذِهِ الصُّعوباتِ ونَقائِصِهِ الشَّخصِيَّة، بَقِيَ دَاوُد وَلِيًّا لِلّٰهِ حتَّى آخِرِ حَياتِه. ويَهْوَه قالَ إنَّهُ ‹رَجُلٌ مِثلَما يَتَمَنَّاهُ قَلبُه›. فلا شَكَّ أنَّ نَصائِحَ دَاوُد تَستَحِقُّ انتِباهَنا. — أع ١٣:٢٢؛ ١ مل ١٥:٥.
١٠ لِماذا أعْطى دَاوُد نَصائِحَ لِابْنِهِ سُلَيْمَان الَّذي كانَ سيَملِكُ بَعدَه؟
١٠ فَكِّرْ مَثَلًا في النَّصائِحِ الَّتي أعْطاها دَاوُد لِابْنِهِ سُلَيْمَان الَّذي كانَ سيَملِكُ بَعدَه. فيَهْوَه كانَ قدِ اختارَ هذا الشَّابَّ لِيَستَمِرَّ في نَشرِ العِبادَةِ النَّقِيَّة ويَبْنِيَ هَيكَلًا يُكرِمُ اللّٰه. (١ أخ ٢٢:٥) وكانَ سُلَيْمَان سيُواجِهُ صُعوبات. فماذا قالَ لهُ أبوه؟ لِنَرَ معًا.
١١ حَسَبَ ١ مُلُوك ٢:٢، ٣، ماذا أكَّدَ دَاوُد لِسُلَيْمَان، وكَيفَ تَبَيَّنَ أنَّ كَلِماتِهِ صَحيحَة؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١١ ماذا قالَ دَاوُد؟ (إقرأ ١ ملوك ٢:٢، ٣.) أوْصى دَاوُد ابْنَهُ أن يُطيعَ يَهْوَه كَي يَنجَحَ في حَياتِه. وطَوالَ سَنَواتٍ كَثيرَة، حَقَّقَ سُلَيْمَان نَجاحًا باهِرًا. (١ أخ ٢٩:٢٣-٢٥) فهو بَنى الهَيكَلَ الضَّخمَ وكَتَبَ عِدَّةَ أسفارٍ في الكِتابِ المُقَدَّسِ أو ساهَمَ في كِتابَتِها. وقدِ اشتَهَرَ بِحِكمَتِهِ وغِناه. (١ مل ٤:٣٤) ولكنْ كما قالَ دَاوُد، كانَ سُلَيْمَان سيَنجَحُ فَقَط إذا استَمَرَّ في إطاعَةِ اللّٰه. ولِلأسَف، بَدَأ سُلَيْمَان في أواخِرِ حَياتِهِ يَعبُدُ آلِهَةً أُخْرى. فأزالَ يَهْوَه رِضاهُ عنه، وهذا خَسَّرَهُ الحِكمَةَ الَّتي كانَت تُمَكِّنُهُ أن يَحكُمَ بِعَدل. — ١ مل ١١:٩، ١٠؛ ١٢:٤.
١٢ ماذا نَتَعَلَّمُ مِن كَلِماتِ دَاوُد؟
١٢ ما الدَّرسُ لنا؟ الطَّاعَةُ تُؤَدِّي إلى النَّجاح. (مز ١:١-٣) طَبعًا، لم يَعِدْنا يَهْوَه بِأن يُعْطِيَنا غِنى سُلَيْمَان ومَجدَه. ولكنْ إذا أطَعناه، فسَيَمنَحُنا الحِكمَةَ الَّتي تُساعِدُنا أن نَأخُذَ قَراراتٍ جَيِّدَة. (أم ٢:٦، ٧؛ يع ١:٥) فمَبادِئُهُ الحَكيمَة تُوَجِّهُنا في مَسائِلَ حَياتِيَّة مِثلِ العَمَل، التَّعليم، التَّسلِيَة، والمال. وإذا طَبَّقناها، تَحْمينا مِنَ الأذى الدَّائِم. (أم ٢:١٠، ١١) ويَصيرُ لَدَينا صَداقاتٌ قَوِيَّة. كما أنَّنا نَحصُلُ على التَّوجيهِ الَّذي نَحتاجُ إلَيهِ لِنَعيشَ حَياةً عائِلِيَّة سَعيدَة.
١٣ كَيفَ وَجَدَت كَارْمِن الطَّريقَ إلى النَّجاحِ في الحَياة؟
١٣ فَكَّرَت كَارْمِن الَّتي تَعيشُ في مُوزَمْبِيق أنَّ التَّعليمَ العالي هو مِفتاحُ النَّجاح. فدَخَلَت إلى الجامِعَةِ وبَدَأَت تَدرُسُ الهَندَسَةَ المِعمارِيَّة. كَتَبَت: «أحبَبتُ ما كُنتُ أتَعَلَّمُه. لكنَّهُ أخَذَ الكَثيرَ جِدًّا مِن وَقتي وطاقَتي. فلَزِمَ أن أكونَ في الجامِعَةِ مِنَ الـ ٣٠:٧ صَباحًا حتَّى الـ ٠٠:٦ مَساءً. فصارَ صَعبًا علَيَّ أن أصِلَ إلى الاجتِماعات، وتَراجَعتُ روحِيًّا. بَيني وبَينَ نَفْسي، أدرَكتُ أنِّي أُحاوِلُ أن أخدُمَ سَيِّدَيْن». (مت ٦:٢٤) صَلَّت كَارْمِن بِخُصوصِ وَضعِها وعَمِلَت بَحثًا في مَطبوعاتِنا. تُضيف: «بَعدَما قَدَّمَ لي إخوَةٌ ناضِجونَ وأُمِّي نَصائِحَ في مَحَلِّها، قَرَّرتُ أن أترُكَ الجامِعَةَ وأخدُمَ يَهْوَه كامِلَ الوَقت. وهذا ساعَدَني أن آخُذَ أفضَلَ القَراراتِ في حَياتي، ولَستُ نادِمَةً أبَدًا».
١٤ ما هيَ الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة مِن كَلِماتِ مُوسَى ودَاوُد؟
١٤ أحَبَّ مُوسَى ودَاوُد يَهْوَه وقَدَّرا كَثيرًا أهَمِّيَّةَ إطاعَتِه. لِذلِك في آخِرِ كَلِماتٍ لهُما، شَجَّعا الَّذينَ يَسمَعونَهُما أن يَتبَعوا مِثالَهُما ويَلتَصِقوا بِيَهْوَه إلهِهِما. وكِلاهُما أيضًا أعْطَيا تَحذيرًا مُهِمًّا: الَّذينَ يَترُكونَ يَهْوَه يَخسَرونَ رِضاهُ وكَذلِكَ البَرَكاتِ الَّتي وَعَدَهُم بها. وما زالَت نَصائِحُهُما مُفيدَةً لنا نَحنُ اليَوم. وبَعدَ مُوسَى ودَاوُد بِمِئاتِ السِّنين، شَدَّدَ خادِمٌ آخَرُ لِيَهْوَه على أهَمِّيَّةِ البَقاءِ أُمَناءَ لِلّٰه.
‹لا شَيءَ يُفرِحُ أكثَر›
١٥ بِماذا مَرَّ الرَّسولُ يُوحَنَّا في حَياتِه؟
١٥ كانَ يُوحَنَّا رَسولًا غالِيًا على قَلبِ يَسُوع المَسِيح. (مت ١٠:٢؛ يو ١٩:٢٦) فهو رافَقَ يَسُوع في خِدمَتِه، رَأى عَجائِبَه، ووَقَفَ معهُ في الأوْقاتِ الصَّعبَة. وكانَ يُوحَنَّا مَوْجودًا حينَ عُلِّقَ يَسُوع على خَشَبَة، ثُمَّ رَآهُ بَعدَ قِيامَتِه. كما أنَّهُ شَهِدَ كَيفَ ازدَهَرَتِ المَسِيحِيَّةُ في القَرنِ الأوَّل، مِن فَريقٍ صَغيرٍ مِنَ الخُدَّامِ الأُمَناءِ حتَّى وَصَلَتِ الأخبارُ الحُلْوَة إلى «كُلِّ الخَليقَةِ الَّتي تَحتَ السَّماء». — كو ١:٢٣.
١٦ مَنِ استَفادَ في الماضي مِن رَسائِلِ يُوحَنَّا، ومَن يَستَفيدُ مِنها اليَوم؟
١٦ نَحوَ نِهايَةِ حَياةِ يُوحَنَّا الطَّويلَة، كانَ لَدَيهِ الامتِيازُ أن يُساهِمَ في كِتابَةِ كَلِمَةِ اللّٰه. فهو سَجَّلَ «رُؤيا مِن يَسُوع المَسِيح» توحي بِالرَّهبَة. (رؤ ١:١) وكَتَبَ الإنجيلَ الَّذي يَحمِلُ اسْمَه. كما أنَّهُ كَتَبَ ثَلاثَ رَسائِلَ موحًى بها. وقد وَجَّهَ رِسالَتَهُ الثَّالِثَة إلى مَسِيحِيٍّ أمينٍ اسْمُهُ غَايُس كانَ يُحِبُّهُ ويَعتَبِرُهُ ابْنًا روحِيًّا له. (٣ يو ١) وآنَذاك، لا بُدَّ أنَّ يُوحَنَّا كانَ لَدَيهِ الكَثيرُ مِنَ الأبناءِ الرُّوحِيِّين. وما كَتَبَهُ هذا الرَّجُلُ المُسِنُّ الأمينُ شَجَّعَ ولا يَزال يُشَجِّعُ كُلَّ أتباعِ يَسُوع حتَّى يَومِنا هذا.
١٧ حَسَبَ ٣ يُوحَنَّا ٤، ما الَّذي يُفرِحُ كَثيرًا؟
١٧ ماذا كَتَبَ يُوحَنَّا؟ (إقرأ ٣ يوحنا ٤.) تَحَدَّثَ يُوحَنَّا عنِ الفَرَحِ الَّذي يَأتي مِن إطاعَةِ اللّٰه. فحينَ كَتَبَ رِسالَتَهُ الثَّالِثَة، كانَ البَعضُ يَنشُرونَ تَعاليمَ خاطِئَة ويُسَبِّبونَ الانقِسامات. لكنَّ آخَرينَ استَمَرُّوا «يَسيرونَ في الحَقّ». فهُم أطاعوا يَهْوَه وكانوا ‹يَسيرونَ بِحَسَبِ وَصاياه›. (٢ يو ٤، ٦) وهؤُلاءِ المَسِيحِيُّونَ الأُمَناءُ فَرَّحوا قَلبَ يُوحَنَّا، والأهَمُّ قَلبَ يَهْوَه. — أم ٢٧:١١.
١٨ ماذا نَتَعَلَّمُ مِن كَلِماتِ يُوحَنَّا؟
١٨ ما الدَّرسُ لنا؟ الأمانَةُ تُؤَدِّي إلى الفَرَح. (١ يو ٥:٣) مَثَلًا، نَحنُ نَشعُرُ بِالسَّعادَةِ لِأنَّنا نَعرِفُ أنَّنا نُفَرِّحُ قَلبَ يَهْوَه. فهو يَفرَحُ حينَ يَرانا نَرفُضُ إغراءاتِ هذا العالَمِ ونَقبَلُ الحَقّ. (أم ٢٣:١٥) والمَلائِكَةُ في السَّماءِ يَفرَحونَ كَثيرًا. (لو ١٥:١٠) ونَحنُ أيضًا نَشعُرُ بِالسَّعادَةِ حينَ نَرى أمانَةَ إخوَتِنا وأخَواتِنا، وخاصَّةً في وَجهِ الضِّيقاتِ والإغراءات. (٢ تس ١:٤) وعِندَما تَنتَهي أيَّامُ هذا العالَم، سنَشعُرُ بِالإنجازِ لِأنَّنا بَرهَنَّا عن وَلائِنا لِيَهْوَه حتَّى في عالَمٍ يُسَيطِرُ علَيهِ الشَّيْطَان.
١٩ ماذا قالَت أُختٌ اسْمُها رَاشِيل عن تَعليمِ الحَقِّ لِلآخَرين؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.)
١٩ ونَحنُ نُحِسُّ بِفَرَحٍ شَديدٍ عِندَما نُخبِرُ الآخَرينَ عنِ الحَقّ. رَاشِيل، الَّتي تَعيشُ في جُمْهُورِيَّةِ الدُّومِينِيكَان، تَشعُرُ أنَّ تَعليمَ أحَدٍ عنِ الإلهِ الرَّائِعِ الَّذي نَخدُمُهُ هوَ امتِيازٌ تَعجَزُ الكَلِماتُ عن وَصفِه. تَقولُ وهي تُفَكِّرُ في أوْلادِها الرُّوحِيِّين: «صَعبٌ أن أصِفَ الفَرَحَ الَّذي يَغمُرُني حينَ أرى الَّذينَ أُعَلِّمُهُمُ الحَقَّ يُحِبُّونَ يَهْوَه أكثَرَ فأكثَر، يَتَّخِذونَهُ مَلجَأً لهُم، ويُغَيِّرونَ حَياتَهُم لِيُفَرِّحوه. هذا الشُّعورُ يُنَسِّيني كُلَّ تَعَبي والتَّضحِياتِ الَّتي أبذُلُها لِأُعَلِّمَهُم».
طَبِّقِ آخِرَ نَصائِحَ قالَها هؤُلاءِ الرِّجالُ الأُمَناء
٢٠ ما الأشياءُ المُشتَرَكَة بَينَنا وبَينَ مُوسَى ودَاوُد ويُوحَنَّا؟
٢٠ عاشَ مُوسَى ودَاوُد ويُوحَنَّا في زَمَنٍ وظُروفٍ مُختَلِفَة عن زَمَنِنا وظُروفِنا. ولكنْ هُناكَ الكَثيرُ مِنَ الأشياءِ المُشتَرَكَة بَينَنا وبَينَهُم. فهُم خَدَموا الإلهَ الحَقيقِيّ، ونَحنُ أيضًا. ومِثلَهُم، نَحنُ نُصَلِّي إلى يَهْوَه، نَتَّكِلُ علَيه، ونَتَطَلَّعُ إلَيهِ لِنَنالَ التَّوجيه. وكَهؤُلاءِ الرِّجالِ القُدَماء، نَحنُ واثِقونَ أنَّ يَهْوَه يُبارِكُ بِكَرَمٍ كُلَّ الَّذينَ يُطيعونَه.
٢١ أيُّ بَرَكاتٍ تَنتَظِرُ الَّذينَ يَسمَعونَ نَصيحَةَ الأُمَناءِ الكِبارِ في العُمرِ كمُوسَى ودَاوُد ويُوحَنَّا؟
٢١ لِنَستَفِدْ إذًا مِنَ الكَلِماتِ الأخيرَة الَّتي قالَها هؤُلاءِ الرِّجالُ الكِبارُ في العُمر ونُطَبِّقْ وَصايا يَهْوَه. وعِندَئِذٍ سنَنجَحُ فِعلًا في كُلِّ ما نَفعَلُه. و ‹سيُطَوِّلُ يَهْوَه عُمرَنا›، نَعَم سنَعيشُ إلى الأبَد! (تث ٣٠:٢٠) وسَنَشعُرُ بِالفَرَحِ لِأنَّنا نُرْضي أبانا السَّماوِيَّ المُحِبّ، الَّذي يوفي بِكُلِّ وُعودِهِ بِطُرُقٍ تَفوقُ إلى حَدٍّ بَعيدٍ كُلَّ ما نَتَوَقَّعُهُ أو نَحلُمُ به. — أف ٣:٢٠.
التَّرنيمَة ١٢٩ سنَحتَمِلُ إلى النِّهايَة
a الأغلَبِيَّةُ السَّاحِقَة مِنَ الإسْرَائِيلِيِّينَ الَّذينَ رَأَوْا عَجائِبَ يَهْوَه عِندَ البَحرِ الأحْمَر لم يَبْقَوْا أحياءً لِيَرَوْا أرضَ المَوْعِد. (عد ١٤:٢٢، ٢٣) فيَهْوَه أصدَرَ حُكمَهُ بِأنَّ المُتَسَجِّلينَ الَّذينَ عُمرُهُم ٢٠ سَنَةً وما فَوق كانوا سيَموتونَ في الصَّحراء. (عد ١٤:٢٩) لكنَّ يَشُوع وكَالِب وكَثيرينَ مِنَ الجيلِ الأصغَرِ ومِن سِبطِ لَاوِي بَقوا أحياءً ورَأَوْا يَهْوَه يُتَمِّمُ وَعْدَهُ حينَ عَبَرَ إسْرَائِيل نَهرَ الأُرْدُنّ ودَخَلوا إلى أرضِ كَنْعَان. — تث ١:٢٤-٤٠.
b وصف الصور: إلى اليمين: داود في آخر أيامه يعطي ابنه سليمان بعض النصائح الحكيمة. إلى الشمال: تلاميذ في مدرسة خدمة الفتح يستفيدون من التعليم الثيوقراطي.