لنواظب على تشجيع بعضنا بعضا
«إِنْ كَانَتْ عِنْدَكُمَا كَلِمَةُ تَشْجِيعٍ لِلشَّعْبِ، فَقُولَا». — اع ١٣:١٥.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٢١، ٤٥
١، ٢ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نُشَجِّعَ ٱلْآخَرِينَ؟
تَقُولُ كْرِيسْتِينَا [١] ٱلْبَالِغَةُ مِنَ ٱلْعُمْرِ ١٨ سَنَةً: «لَا يَتَوَقَّفُ وَالِدَايَ عَنِ ٱنْتِقَادِي، وَبِٱلْكَادِ أَسْمَعُ مِنْهُمَا كَلِمَاتِ مَدْحٍ. وَكَلَامُهُمَا جَارِحٌ جِدًّا. فَهُمَا يَقُولَانِ إِنِّي فَتَاةٌ طَائِشَةٌ، فَاشِلَةٌ، وَسَمِينَةٌ. لِذَا أَبْكِي بِٱسْتِمْرَارٍ وَأُفَضِّلُ عَدَمَ ٱلتَّكَلُّمِ مَعَهُمَا. أَشْعُرُ أَنِّي بِلَا قِيمَةٍ وَبِلَا نَفْعٍ». حَقًّا، كَمْ تَكُونُ ٱلْحَيَاةُ صَعْبَةً دُونَ تَشْجِيعٍ!
٢ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، يَرْفَعُ ٱلتَّشْجِيعُ ٱلْمَعْنَوِيَّاتِ. يَقُولُ رُوبِن: «شَعَرْتُ بِٱلْفَشَلِ وَٱلتَّثَبُّطِ لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ. وَلٰكِنْ فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ، لَاحَظَ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ أَنِّي مُنْزَعِجٌ فِيمَا كُنَّا مَعًا فِي ٱلْخِدْمَةِ. فَرُحْتُ أُخْبِرُهُ بِمَشَاعِرِي، وَأَصْغَى إِلَيَّ بِتَعَاطُفٍ. ثُمَّ ذَكَّرَنِي بِحَسَنَاتِي وَبِمَا قَالَهُ يَسُوعُ إِنَّ كُلًّا مِنَّا أَثْمَنُ مِنْ عَصَافِيرَ دُورِيَّةٍ كَثِيرَةٍ. فَٱنْطَبَعَتْ هٰذِهِ ٱلْآيَةُ فِي ذِهْنِي، وَلَا تَزَالُ تَمَسُّ قَلْبِي. كَمْ قَوَّتْنِي هٰذِهِ ٱلْمُحَادَثَةُ!». — مت ١٠:٣١.
٣ (أ) مَاذَا كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنِ ٱلتَّشْجِيعِ؟ (ب) مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ لَا عَجَبَ إِذًا أَنْ يُشَدِّدَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي حَثِّ، أَوْ عب ٣:١٢، ١٣) وَلَا شَكَّ أَنَّكَ تُدْرِكُ أَهَمِّيَّةَ هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةِ حِينَ تَتَذَكَّرُ مُنَاسَبَةً رَفَعَتْ فِيهَا كَلِمَاتٌ مُشَجِّعَةٌ مَعْنَوِيَّاتِكَ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ: لِمَ ٱلتَّشْجِيعُ مُهِمٌّ؟ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مِثَالُ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ وَٱلرَّسُولِ بُولُسَ عَنِ ٱلتَّشْجِيعِ؟ وَكَيْفَ نُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ؟
تَشْجِيعِ، وَاحِدِنَا ٱلْآخَرَ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ: «اِحْتَرِزُوا، أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، لِئَلَّا يَنْشَأَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ عَدِيمُ ٱلْإِيمَانِ بِٱلِٱبْتِعَادِ عَنِ ٱللهِ ٱلْحَيِّ. بَلْ وَاظِبُوا عَلَى حَثِّ بَعْضِكُمْ بَعْضًا كُلَّ يَوْمٍ، . . . لِئَلَّا يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِٱلْقُوَّةِ ٱلْخَادِعَةِ لِلْخَطِيَّةِ». (جَمِيعُنَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ
٤ مَنْ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ، وَلِمَ هُوَ نَادِرٌ؟
٤ كُلُّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ، وَلَا سِيَّمَا ٱلْأَوْلَادُ. يُوضِحُ مُعَلِّمٌ ٱسْمُهُ تِيمُوثِي إِيفَانْز أَنَّ ٱلْأَوْلَادَ «يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ مِثْلَمَا تَحْتَاجُ ٱلنَّبَاتَاتُ إِلَى ٱلْمِيَاهِ». ثُمَّ يُضِيفُ: «حِينَ يُشَجَّعُ ٱلْوَلَدُ، يُحِسُّ أَنَّ لَهُ قِيمَةً». لٰكِنَّنَا نَعِيشُ فِي «ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ»، لِذٰلِكَ فَإِنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ أَنَانِيُّونَ وَبِلَا حُنُوٍّ وَنَادِرًا مَا يَهْتَمُّونَ بِتَشْجِيعِ ٱلْآخَرِينَ. (٢ تي ٣:١-٥) فَبَعْضُ ٱلْوَالِدِينَ مَثَلًا لَا يَمْدَحُونَ أَوْلَادَهُمْ، لِأَنَّ وَالِدِيهِمْ لَمْ يَمْدَحُوهُمْ قَطُّ. كَمَا يَتَشَكَّى مُوَظَّفُونَ كَثِيرُونَ أَنَّ أَرْبَابَ عَمَلِهِمْ نَادِرًا مَا يَمْدَحُونَهُمْ وَيُقَدِّرُونَهُمْ.
٥ كَيْفَ نُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ؟
٥ وَتَتَوَفَّرُ لَنَا فُرَصٌ كَثِيرَةٌ لِلْمَدْحِ وَٱلتَّشْجِيعِ. مَثَلًا، يُمْكِنُنَا أَنْ نَمْدَحَ ٱلْآخَرِينَ عَلَى أَمْرٍ جَيِّدٍ فَعَلُوهُ. وَكَذٰلِكَ أَنْ نُؤَكِّدَ لَهُمْ أَنَّهُمْ يَتَحَلَّوْنَ بِصِفَاتٍ حُلْوَةٍ، وَأَنْ نُعَزِّيَهُمْ عِنْدَمَا يَشْعُرُونَ بِٱلْحُزْنِ أَوِ ٱلتَّثَبُّطِ. (١ تس ٥:١٤) وَلِأَنَّنَا كَثِيرًا مَا نَكُونُ مَعَ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا، تُتَاحُ لَنَا فُرَصٌ عَدِيدَةٌ كَيْ نُشَجِّعَهُمْ. (اقرإ الجامعة ٤:٩، ١٠.) فَهَلْ نَسْتَغِلُّ هٰذِهِ ٱلْفُرَصَ لِنُخْبِرَهُمْ لِمَ نُحِبُّهُمْ وَنُقَدِّرُهُمْ؟ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «اَلْكَلِمَةُ فِي حِينِهَا مَا أَحْسَنَهَا!». — ام ١٥:٢٣.
٦ لِمَ يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُثَبِّطَنَا؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٦ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ أَنْ يُثَبِّطَنَا، لِأَنَّهُ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلتَّثَبُّطَ يُضْعِفُنَا رُوحِيًّا. فَٱلْأَمْثَال ٢٤:١٠ تَقُولُ: «إِنْ تَثَبَّطْتَ فِي يَوْمِ ٱلشِّدَّةِ، ضَاقَتْ قُوَّتُكَ». مَثَلًا، جَلَبَ ٱلشَّيْطَانُ مَصَائِبَ كَثِيرَةً عَلَى أَيُّوبَ ٱلْأَمِينِ كَيْ يُثَبِّطَهُ. لٰكِنَّ خُطَّتَهُ ٱلْخَبِيثَةَ فَشِلَتْ. (اي ٢:٣؛ ٢٢:٣؛ ٢٧:٥) وَكَيْفَ نُقَاوِمُ ٱلشَّيْطَانَ ٱلْيَوْمَ وَنُفْشِلُ مُخَطَّطَاتِهِ؟ حِينَ نُشَجِّعُ أَعْضَاءَ عَائِلَتِنَا وَٱلْجَمَاعَةِ. وَهٰكَذَا نَجْعَلُ مِنْ بَيْتِنَا وَقَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ مَلْجَأً نَشْعُرُ فِيهِ بِٱلْفَرَحِ وَٱلْأَمَانِ.
أَمْثِلَةٌ فِي ٱلتَّشْجِيعِ
٧، ٨ (أ) كَيْفَ يَرْسُمُ يَهْوَهُ ٱلْمِثَالَ فِي ٱلتَّشْجِيعِ؟ (ب) كَيْفَ يَتَمَثَّلُ ٱلْوَالِدُونَ بِيَهْوَهَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٧ يَهْوَهُ. رَنَّمَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ: «يَهْوَهُ قَرِيبٌ مِنَ ٱلْمُنْكَسِرِي ٱلْقَلْبِ، وَيُخَلِّصُ ٱلْمُنْسَحِقِي ٱلرُّوحِ». (مز ٣٤:١٨) مَثَلًا، قَوَّى يَهْوَهُ ٱلنَّبِيَّ ٱلْأَمِينَ إِرْمِيَا وَشَجَّعَهُ عِنْدَمَا كَانَ خَائِفًا وَمُثَبَّطًا. (ار ١:٦-١٠) كَمَا أَرْسَلَ مَلَاكًا لِيُقَوِّيَ ٱلنَّبِيَّ ٱلْمُسِنَّ دَانِيَالَ. فَدَعَاهُ ٱلْمَلَاكُ: «أَيُّهَا ٱلرَّجُلُ ٱلْمَحْبُوبُ جِدًّا». (دا ١٠: ٨، ١١، ١٨، ١٩) فَهَلْ تُشَجِّعُ أَنْتَ أَيْضًا ٱلنَّاشِرِينَ وَٱلْفَاتِحِينَ وَٱلْمُسِنِّينَ فِي جَمَاعَتِكَ ٱلَّذِينَ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْقُوَّةِ وَٱلدَّعْمِ؟
٨ كَمَا رَسَمَ يَهْوَهُ مِثَالًا لِلْآبَاءِ. فَرَغْمَ أَنَّهُ قَضَى مَعَ يَسُوعَ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً فِي ٱلسَّمَاءِ، عَرَفَ أَنَّ ٱبْنَهُ لَا يَزَالُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمَدْحِ وَٱلتَّشْجِيعِ أَثْنَاءَ وُجُودِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَقَدْ ذَكَرَ فِي مُنَاسَبَتَيْنِ: «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ». (مت ٣:١٧؛ ١٧:٥) وَهٰكَذَا مَدَحَ ٱبْنَهُ وَأَكَّدَ لَهُ أَنَّهُ فَخُورٌ بِهِ. وَلَا بُدَّ أَنَّ يَسُوعَ تَشَجَّعَ حِينَمَا سَمِعَ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ. أَوَّلًا، فِي بِدَايَةِ خِدْمَتِهِ؛ وَثَانِيًا، فِي آخِرِ سَنَةٍ مِنْ حَيَاتِهِ ٱلْأَرْضِيَّةِ. وَحِينَ شَعَرَ يَسُوعُ بِحُزْنٍ شَدِيدٍ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ، أَرْسَلَ يَهْوَهُ مَلَاكًا لِيُقَوِّيَهُ. (لو ٢٢:٤٣) فَأَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ، هَلْ تَتْبَعُونَ مِثَالَ يَهْوَهَ وَتُشَجِّعُونَ أَوْلَادَكُمْ عَلَى ٱلدَّوَامِ؟ اِمْدَحُوهُمْ حِينَ يُحْسِنُونَ ٱلتَّصَرُّفَ. وَٱبْذُلُوا كُلَّ مَا فِي وِسْعِكُمْ لِتُشَجِّعُوهُمْ وَتُسَاعِدُوهُمْ عِنْدَمَا يَمُرُّونَ بِتَجَارِبَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ.
٩ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مُعَامَلَةِ يَسُوعَ لِتَلَامِيذِهِ؟
٩ يَسُوعُ. فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي أَسَّسَ فِيهَا يَسُوعُ ٱلِٱحْتِفَالَ بِٱلذِّكْرَى، غَسَلَ أَقْدَامَ تَلَامِيذِهِ لِيُعَلِّمَهُمْ دَرْسًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ. لٰكِنَّهُمُ ٱسْتَمَرُّوا يَتَجَادَلُونَ فِي أَيُّهُمُ ٱلْأَعْظَمُ. كَمَا وَثِقَ بُطْرُسُ بِنَفْسِهِ ثِقَةً زَائِدَةً. (لو ٢٢:٢٤، ٣٣، ٣٤) مَعَ ذٰلِكَ، مَدَحَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ ٱلْأُمَنَاءَ لِأَنَّهُمُ ٱلْتَصَقَوا بِهِ فِي مِحَنِهِ. وَأَنْبَأَ أَنَّهُمْ سَيَعْمَلُونَ أَعْمَالًا أَعْظَمَ مِنَ ٱلَّتِي عَمِلَهَا. كَمَا أَكَّدَ لَهُمْ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّهُمْ. (لو ٢٢:٢٨؛ يو ١٤:١٢؛ ١٦:٢٧) أَفَلَا يَجِبُ أَنْ تَتَمَثَّلَ بِيَسُوعَ وَتَمْدَحَ أَوْلَادَكَ وَٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ عَلَى صِفَاتِهِمِ ٱلْجَيِّدَةِ، بَدَلَ أَنْ تُرَكِّزَ عَلَى تَقْصِيرَاتِهِمْ؟
١٠، ١١ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ بُولُسَ ٱهْتَمَّ كَثِيرًا بِتَشْجِيعِ إِخْوَتِهِ؟
١٠ اَلرَّسُولُ بُولُسُ. أَتَى بُولُسُ فِي رَسَائِلِهِ عَلَى ذِكْرِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْحُلْوَةِ ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا رُفَقَاؤُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ. فَرَغْمَ أَنَّهُ سَافَرَ مَعَ بَعْضِهِمْ سَنَوَاتٍ عَدِيدَةً وَرَأَى عُيُوبَهُمْ، تَكَلَّمَ عَنْهُمْ بِإِيجَابِيَّةٍ. مَثَلًا دَعَا تِيمُوثَاوُسَ «وَلَدِي ٱلْحَبِيبَ وَٱلْأَمِينَ فِي ٱلرَّبِّ». وَقَالَ إِنَّهُ يَهْتَمُّ بِرُفَقَائِهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا. (١ كو ٤:١٧؛ في ٢:١٩، ٢٠) وَفِي رِسَالَتِهِ إِلَى كُورِنْثُوسَ، مَدَحَ تِيطُسَ وَقَالَ عَنْهُ إِنَّهُ ‹شَرِيكُهُ وَرَفِيقُهُ فِي ٱلْعَمَلِ›. (٢ كو ٨:٢٣) وَلَا شَكَّ أَنَّ تِيمُوثَاوُسَ وَتِيطُسَ تَشَجَّعَا كَثِيرًا حِينَ عَرَفَا رَأْيَ بُولُسَ فِيهِمَا.
١١ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، خَاطَرَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا بِحَيَاتِهِمَا كَيْ يُشَجِّعَا ٱلْإِخْوَةَ. مَثَلًا، بَعْدَمَا تَعَرَّضَا لِهَجَمَاتٍ وَحْشِيَّةٍ فِي لِسْتَرَةَ، عَادَا إِلَيْهَا لِيُشَجِّعَا ٱلتَّلَامِيذَ ٱلْجُدُدَ أَنْ يَبْقَوْا فِي ٱلْإِيمَانِ. (اع ١٤:١٩-٢٢) وَرَغْمَ أَنَّ بُولُسَ وَاجَهَ جَمْعًا غَاضِبًا فِي أَفَسُسَ، بَقِيَ هُنَاكَ مُدَّةً مِنَ ٱلْوَقْتِ لِتَشْجِيعِ ٱلْإِخْوَةِ. تَقُولُ ٱلْأَعْمَال ٢٠:١، ٢: «بَعْدَ أَنْ هَمَدَ ٱلشَّغَبُ، ٱسْتَدْعَى بُولُسُ ٱلتَّلَامِيذَ، فَشَجَّعَهُمْ وَوَدَّعَهُمْ، ثُمَّ خَرَجَ لِيُسَافِرَ إِلَى مَقْدُونِيَةَ. وَبَعْدَ ٱجْتِيَازِهِ فِي تِلْكَ ٱلنَّوَاحِي وَتَشْجِيعِهِمْ هُنَاكَ بِكَلَامٍ كَثِيرٍ، جَاءَ إِلَى ٱلْيُونَانِ». تُظْهِرُ هٰذِهِ ٱلْأَمْثِلَةُ أَنَّ بُولُسَ ٱهْتَمَّ كَثِيرًا بِتَشْجِيعِ إِخْوَتِهِ.
لِنُشَجِّعْ بَعْضُنَا بَعْضًا
١٢ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟
١٢ رَتَّبَ يَهْوَهُ بِمَحَبَّةٍ أَنْ نَجْتَمِعَ مَعًا بِٱنْتِظَامٍ، لِكَيْ نَتَعَلَّمَ عَنْهُ وَنُشَجِّعَ وَاحِدُنَا ٱلْآخَرَ. (١ كو ١٤:٣١؛ اقرإ العبرانيين ١٠:٢٤، ٢٥.) تَقُولُ كْرِيسْتِينَا ٱلْمَذْكُورَةُ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ: «أُحِبُّ ٱلذَّهَابَ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ لِأَنِّي أَجِدُ فِيهَا إِخْوَةً مُحِبِّينَ وَمُشَجِّعِينَ. فَأَحْيَانًا أَكُونُ مُكْتَئِبَةً حِينَ أَصِلُ إِلَى قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. لٰكِنَّ ٱلْأَخَوَاتِ يُعَانِقْنَنِي وَيَقُلْنَ لِي إِنِّي جَمِيلَةٌ وَيُعَبِّرْنَ لِي عَنْ مَحَبَّتِهِنَّ. كَمَا يُخْبِرْنَنِي أَنَّهُنَّ مَسْرُورَاتٌ بِتَقَدُّمِي ٱلرُّوحِيِّ. وَهٰذَا ٱلتَّشْجِيعُ يَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِي كَثِيرًا». فَكَمْ هُوَ مُنْعِشٌ أَنْ «نَتَبَادَلَ ٱلتَّشْجِيعَ»! — رو ١:١١، ١٢.
١٣ لِمَ يَحْتَاجُ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ؟
١٣ حَتَّى ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ يَهْوَهَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلتَّشْجِيعِ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ يَشُوعَ ٱلَّذِي خَدَمَ يَهْوَهَ بِوَلَاءٍ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً. فَقَدْ طَلَبَ يَهْوَهُ مِنْ مُوسَى أَنْ يُشَجِّعَهُ قَائِلًا: «فَوِّضْ يَشُوعَ وَشَجِّعْهُ وَشَدِّدْهُ، لِأَنَّهُ هُوَ ٱلَّذِي يَعْبُرُ أَمَامَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ، وَهُوَ ٱلَّذِي يُورِثُهُمُ ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي تَرَاهَا». (تث ٣:٢٧، ٢٨) فَيَشُوعُ كَانَ عَلَى وَشْكِ أَنْ يَتَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّةً كَبِيرَةً: قِيَادَةَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لِيَمْتَلِكُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ. وَكَانَ سَيَخُوضُ مَعَارِكَ عَدِيدَةً، وَسَيُهْزَمُ فِي وَاحِدَةٍ عَلَى ٱلْأَقَلِّ. (يش ٧:١-٩) فَلَا عَجَبَ أَنَّهُ ٱحْتَاجَ إِلَى ٱلدَّعْمِ وَٱلتَّشْجِيعِ. نَحْنُ أَيْضًا، عَلَيْنَا أَنْ نُشَجِّعَ ٱلشُّيُوخَ وَنُظَّارَ ٱلدَّوَائِرِ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ لِلِٱعْتِنَاءِ بِرَعِيَّةِ ٱللهِ. (اقرأ ١ تسالونيكي ٥:١٢، ١٣.) يُخْبِرُ نَاظِرُ دَائِرَةٍ: «أَحْيَانًا يَكْتُبُ إِلَيْنَا ٱلْإِخْوَةُ رَسَائِلَ يَشْكُرُونَنَا فِيهَا وَيُعَبِّرُونَ لَنَا كَمْ تَمَتَّعُوا بِٱلزِّيَارَةِ. وَنَحْنُ نَحْتَفِظُ بِهٰذِهِ ٱلرَّسَائِلِ وَنَقْرَأُهَا كُلَّمَا شَعَرْنَا بِٱلتَّثَبُّطِ. فَهِيَ تُشَجِّعُنَا فِعْلًا».
يَبْنِي ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ رُوحِيًّا حِينَ يَمْدَحُونَهُمْ وَيُشَجِّعُونَهُمْ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٤.)
١٤ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْمَدْحَ وَٱلتَّشْجِيعَ يُسَاعِدَانِ عَلَى تَطْبِيقِ مَشُورَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٤ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، يُسَاعِدُ ٱلْمَدْحُ وَٱلتَّشْجِيعُ ٱلشَّخْصَ أَنْ يُطَبِّقَ مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَبُولُسُ مَدَحَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُورِنْثُوسَ لِأَنَّهُمْ طَبَّقُوا مَشُورَتَهُ. وَلَا بُدَّ أَنَّ هٰذَا شَجَّعَهُمْ كَيْ يُوَاصِلُوا فِعْلَ ٱلصَّوَابِ. (٢ كو ٧:٨-١١) وَٱلْيَوْمَ، بِمَقْدُورِ ٱلشُّيُوخِ وَٱلْآبَاءِ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِبُولُسَ. يَقُولُ أَبٌ لِوَلَدَيْنِ ٱسْمُهُ أَنْدْرِيَاس: «يُسَاعِدُ ٱلتَّشْجِيعُ ٱلْأَوْلَادَ أَنْ يَقْتَرِبُوا إِلَى يَهْوَهَ وَيُصْبِحُوا أَشْخَاصًا نَاضِجِينَ. وَيَدْفَعُهُمْ أَيْضًا إِلَى تَطْبِيقِ ٱلنَّصِيحَةِ. صَحِيحٌ أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ مَا هُوَ ٱلصَّوَابُ، لٰكِنَّ ٱلتَّشْجِيعَ ٱلْمُسْتَمِرَّ يُسَاعِدُهُمْ أَنْ يُدَاوِمُوا عَلَى فِعْلِهِ».
كَيْفَ نُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ؟
١٥ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِتَشْجِيعِ ٱلْآخَرِينَ؟
١٥ قَدِّرِ ٱلْإِخْوَةَ وَٱلْأَخَوَاتِ وَٱمْدَحْهُمْ عَلَى جُهُودِهِمْ وَصِفَاتِهِمِ ٱلْحَسَنَةِ. (٢ اخ ١٦:٩؛ اي ١:٨) بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، تَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ. فَهُمَا يُقَدِّرَانِ جُهُودَنَا، حَتَّى لَوْ حَدَّتِ ٱلظُّرُوفُ مِمَّا يُمْكِنُنَا فِعْلُهُ. (اقرأ لوقا ٢١:١-٤؛ ٢ كورنثوس ٨:١٢.) مَثَلًا، يَبْذُلُ بَعْضُ أَحِبَّائِنَا ٱلْمُسِنِّينَ جُهْدًا كَبِيرًا لِيَحْضُرُوا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَيَشْتَرِكُوا فِي ٱلْخِدْمَةِ بِٱنْتِظَامٍ. فَهَلْ نَمْدَحُ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ وَنُشَجِّعُهُمْ؟
١٦ مَتَى نُشَجِّعُ ٱلْآخَرِينَ؟
١٦ شَجِّعِ ٱلْآخَرِينَ كُلَّمَا أَمْكَنَ. إِذَا لَاحَظْتَ أَنَّ ٱلشَّخْصَ يَسْتَحِقُّ ٱلْمَدْحَ، فَلَا تَتَرَدَّدْ أَبَدًا فِي مَدْحِهِ. خُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ حِينَ وَصَلَ بُولُسُ وَبَرْنَابَا إِلَى أَنْطَاكِيَةَ فِي بِيسِيدِيَةَ. فَقَدْ طَلَبَ مِنْهُمَا رُؤَسَاءُ ٱلْمَجْمَعِ قَائِلِينَ: «أَيُّهَا ٱلرَّجُلَانِ ٱلْأَخَوَانِ، إِنْ كَانَتْ عِنْدَكُمَا كَلِمَةُ تَشْجِيعٍ لِلشَّعْبِ، فَقُولَا». فَٱنْتَهَزَ بُولُسُ هٰذِهِ ٱلْفُرْصَةَ وَأَلْقَى خِطَابًا مُشَجِّعًا. (اع ١٣:١٣-١٦، ٤٢-٤٤) فَإِذَا ٱعْتَدْنَا تَشْجِيعَ ٱلْآخَرِينَ، يُرَجَّحُ أَنْ يُبَادِرُوا هُمْ أَيْضًا إِلَى تَشْجِيعِنَا. — لو ٦:٣٨.
١٧ مَا هِيَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلْفُضْلَى لِمَدْحِ ٱلْآخَرِينَ؟
١٧ اِمْدَحِ ٱلْآخَرِينَ بِصِدْقٍ عَلَى أُمُورٍ مُحَدَّدَةٍ. حِينَ وَجَّهَ يَسُوعُ رِسَالَةً إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ثِيَاتِيرَا، مَدَحَهُمْ عَلَى أُمُورٍ مُحَدَّدَةٍ. (اقرإ الرؤيا ٢:١٨، ١٩.) فَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ؟ يُمْكِنُنَا أَنْ نَبْحَثَ عَنْ نِقَاطٍ مُعَيَّنَةٍ لِنَمْدَحَ أُمًّا تُرَبِّي أَوْلَادَهَا بِمُفْرَدِهَا رَغْمَ ٱلصُّعُوبَاتِ. وَيَنْبَغِي أَنْ يَمْدَحَ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ عَلَى خُطْوَةٍ مُعَيَّنَةٍ ٱتَّخَذُوهَا لِيَتَقَدَّمُوا رُوحِيًّا. إِنَّ مَدْحًا وَتَشْجِيعًا كَهٰذَا يَتْرُكُ أَثَرًا كَبِيرًا فِي ٱلْآخَرِينَ.
١٨، ١٩ كَيْفَ نَبْنِي وَاحِدُنَا ٱلْآخَرَ رُوحِيًّا؟
١٨ طَبْعًا، لَنْ يَتَكَلَّمَ يَهْوَهُ مَعَنَا ٱلْيَوْمَ وَيَطْلُبَ مِنَّا أَنْ نُشَجِّعَ شَخْصًا مُعَيَّنًا، مِثْلَمَا طَلَبَ مِنْ مُوسَى. لٰكِنَّهُ يُسَرُّ حِينَ نَبْنِي ٱلْآخَرِينَ بِكَلَامِنَا. (ام ١٩:١٧؛ عب ١٢:١٢) مَثَلًا، يُمْكِنُنَا أَنْ نُخْبِرَ ٱلْخَطِيبَ ٱلْعَامَّ كَيْفَ سَاعَدَنَا خِطَابُهُ أَنْ نَفْهَمَ آيَةً مُعَيَّنَةً، أَوْ كَيْفَ ٱسْتَفَدْنَا مِنْهُ شَخْصِيًّا. كَتَبَتْ أُخْتٌ إِلَى أَحَدِ ٱلْخُطَبَاءِ: «رَغْمَ أَنَّنَا لَمْ نَتَحَدَّثْ سِوَى بِضْعِ دَقَائِقَ، لَاحَظْتَ أَنِّي حَزِينَةٌ. فَعَزَّيْتَنِي وَرَفَعْتَ مَعْنَوِيَّاتِي. أَنَا أَعْتَبِرُ كَلَامَكَ ٱللَّطِيفَ، مِنْ عَلَى ٱلْمِنْبَرِ وَمَعِي عَلَى ٱنْفِرَادٍ، هَدِيَّةً مِنْ يَهْوَهَ».
١٩ فَلْنُدَاوِمْ إِذًا عَلَى تَطْبِيقِ مَشُورَةِ بُولُسَ: «وَاظِبُوا عَلَى تَعْزِيَةِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا وَبِنَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا، كَمَا أَنْتُمْ فَاعِلُونَ». (١ تس ٥:١١) وَهٰكَذَا نَجِدُ فُرَصًا عَدِيدَةً لِنَبْنِيَ ٱلْآخَرِينَ رُوحِيًّا. وَفِيمَا نُوَاظِبُ عَلَى تَشْجِيعِ بَعْضِنَا بَعْضًا، نَنَالُ رِضَى يَهْوَهَ وَنُفَرِّحُ قَلْبَهُ.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ١) بَعْضُ ٱلْأَسْمَاءِ مُسْتَعَارَةٌ.