يهوه يدعو شعبه من الظلمة
«دَعَاكُمْ [يَهْوَهُ] مِنَ ٱلظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ ٱلْعَجِيبِ». — ١ بط ٢:٩.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١١٦، ١٠٢
١ صِفْ مَا حَدَثَ عِنْدَ دَمَارِ أُورُشَلِيمَ.
سَنَةَ ٦٠٧ قم، ٱجْتَاحَ مَدِينَةَ أُورُشَلِيمَ جَيْشٌ بَابِلِيٌّ ضَخْمٌ بِقِيَادَةِ ٱلْمَلِكِ نَبُوخَذْنَصَّرَ ٱلثَّانِي. وَيَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّهُ قَتَلَ سُكَّانَهَا بِٱلسَّيْفِ، «وَلَمْ يَتَرَأَّفْ عَلَى شَابٍّ أَوْ عَذْرَاءَ، وَلَا عَلَى شَيْخٍ أَوْ هَرِمٍ». وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، «أَحْرَقَ بَيْتَ ٱللهِ وَقَوَّضَ سُورَ أُورُشَلِيمَ». وَأَحْرَقَ أَيْضًا «جَمِيعَ قُصُورِهَا بِٱلنَّارِ وَكُلَّ مَا فِيهَا مِنْ مَتَاعٍ نَفِيسٍ، حَتَّى أَصْبَحَ كُلُّ شَيْءٍ خَرَابًا». — ٢ اخ ٣٦:١٧، ١٩.
٢ أَيُّ تَحْذِيرٍ وَجَّهَهُ يَهْوَهُ إِلَى شَعْبِهِ قَدِيمًا؟
٢ لٰكِنَّ دَمَارَ أُورُشَلِيمَ مَا كَانَ لِيُفَاجِئَ ٱلْيَهُودَ. فَطَوَالَ سَنَوَاتٍ، حَذَّرَهُمْ أَنْبِيَاءُ ٱللهِ مِنْ عَاقِبَةِ تَمَرُّدِهِمْ عَلَى شَرِيعَةِ ٱللهِ. فَكَانُوا سَيُسَلَّمُونَ إِلَى أَيْدِي ٱلْبَابِلِيِّينَ، وَيُقْتَلُ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ بِٱلسَّيْفِ. أَمَّا ٱلنَّاجُونَ فَيُسْبَوْنَ إِلَى بَابِلَ، وَيَقْضُونَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بَقِيَّةَ حَيَاتِهِمْ هُنَاكَ. (ار ١٥:٢) فَكَيْفَ كَانَتْ حَيَاةُ ٱلْمَسْبِيِّينَ فِي بَابِلَ؟ هَلْ مَرَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِفَتْرَةِ سَبْيٍ مُشَابِهَةٍ؟ وَمَتَى حَدَثَ ذٰلِكَ؟
اَلْحَيَاةُ فِي ٱلسَّبْيِ
٣ كَيْفَ ٱخْتَلَفَتْ حَيَاةُ ٱلسَّبْيِ فِي بَابِلَ عَنْ حَيَاةِ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ؟
٣ أَوْصَى يَهْوَهُ شَعْبَهُ أَنْ يَتَكَيَّفُوا مَعَ حَيَاتِهِمِ ٱلْجَدِيدَةِ فِي بَابِلَ. قَالَ لَهُمْ بِوَاسِطَةِ إِرْمِيَا: «اِبْنُوا بُيُوتًا وَٱسْكُنُوا فِيهَا، وَٱغْرِسُوا جَنَّاتٍ وَكُلُوا ثَمَرَهَا. وَٱطْلُبُوا سَلَامَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي سَبَيْتُكُمْ إِلَيْهَا، وَصَلُّوا لِأَجْلِهَا إِلَى يَهْوَهَ؛ لِأَنَّهُ بِسَلَامِهَا يَكُونُ لَكُمْ أَنْتُمْ سَلَامٌ». (ار ٢٩:٥، ٧) وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوا وَصِيَّةَ ٱللهِ عَاشُوا فِي بَابِلَ حَيَاةً كَرِيمَةً إِلَى حَدٍّ مَا. فَقَدْ سَمَحَ لَهُمُ ٱلْبَابِلِيُّونَ أَنْ يَهْتَمُّوا بِمُعْظَمِ شُؤُونِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ، وَيَتَنَقَّلُوا بِحُرِّيَّةٍ فِي أَرْجَاءِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ. زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ بَابِلَ كَانَتْ مَرْكَزًا تِجَارِيًّا مُهِمًّا فِي تِلْكَ ٱلْأَيَّامِ. وَتُظْهِرُ ٱلْمَخْطُوطَاتُ ٱلْأَثَرِيَّةُ أَنَّ يَهُودًا كَثِيرِينَ تَعَلَّمُوا ٱلتِّجَارَةَ هُنَاكَ، فِيمَا أَصْبَحَ آخَرُونَ حِرَفِيِّينَ مَهَرَةً. حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ صَارُوا أَغْنِيَاءَ. حَقًّا، كَمِ ٱخْتَلَفَتْ حَيَاتُهُمْ فِي ٱلسَّبْيِ عَنْ حَيَاةِ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلَّتِي عَاشُوهَا فِي مِصْرَ قَبْلَ قُرُونٍ! — اقرإ الخروج ٢:٢٣-٢٥.
٤ مَنْ عَانَى ٱلْمَصِيرَ نَفْسَهُ كَبَاقِي ٱلْأُمَّةِ، وَلِمَ لَمْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ تَأْدِيَةِ كُلِّ فَرَائِضِ ٱلشَّرِيعَةِ؟
٤ وُجِدَ بَيْنَ ٱلْمَسْبِيِّينَ ٱلْيَهُودِ خُدَّامٌ أَوْلِيَاءُ لِيَهْوَهَ. وَرَغْمَ أَنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا مُذْنِبِينَ، عَانَوْا نَفْسَ مَصِيرِ ٱلْأُمَّةِ ٱلْمُتَمَرِّدَةِ. صَحِيحٌ أَنَّهُمْ أَمَّنُوا حَاجَاتِهِمِ ٱلْمَادِّيَّةَ، وَلٰكِنْ مَاذَا عَنْ حَاجَاتِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةِ؟ فَهَيْكَلُ يَهْوَهَ وَمَذْبَحُهُ مُدَمَّرَانِ، وَٱلْكَهَنَةُ لَمْ يَعُودُوا يَقُومُونَ بِمَهَامِّهِمْ بِطَرِيقَةٍ مُنَظَّمَةٍ. لٰكِنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلْأُمَنَاءَ فَعَلُوا كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِمْ لِيَتْبَعُوا شَرِيعَةَ ٱللهِ. خُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ دَانِيَالَ وَرِفَاقَهُ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُو. فَقَدِ ٱمْتَنَعُوا عَنِ ٱلْأَطْعِمَةِ ٱلنَّجِسَةِ. كَمَا أَنَّ دَانِيَالَ ٱعْتَادَ أَنْ يُصَلِّيَ إِلَى إِلٰهِهِ. (دا ١:٨؛ ٦:١٠) لٰكِنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلْأُمَنَاءَ لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يُؤَدُّوا كُلَّ فَرَائِضِ ٱلشَّرِيعَةِ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا تَحْتَ سَيْطَرَةِ أُمَّةٍ وَثَنِيَّةٍ.
٥ بِمَ وَعَدَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ، وَلِمَ بَدَا هٰذَا ٱلْوَعْدُ مُسْتَحِيلًا؟
٥ فَهَلْ يَتَمَكَّنُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مُجَدَّدًا مِنْ تَأْدِيَةِ كُلِّ فَرَائِضِ ٱلْعِبَادَةِ؟ بَدَا هٰذَا ٱلْأَمْرُ مُسْتَحِيلًا آنَذَاكَ. فَٱلْبَابِلِيُّونَ لَمْ يُطْلِقُوا أَسْرَاهُمْ قَطُّ. وَلٰكِنْ لَا شَيْءَ مُسْتَحِيلٌ عَلَى ٱللهِ. فَقَدْ وَعَدَ بِتَحْرِيرِ شَعْبِهِ، وَهٰذَا بِٱلضَّبْطِ مَا حَدَثَ. فَهُوَ يَفِي بِوُعُودِهِ دَائِمًا. — اش ٥٥:١١.
هَلْ مَرَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِفَتْرَةِ سَبْيٍ مُشَابِهَةٍ؟
٦، ٧ لِمَ لَزِمَ أَنْ نُعَدِّلَ مَفْهُومَنَا؟
٦ هَلْ مَرَّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِفَتْرَةٍ تُشْبِهُ فَتْرَةَ سَبْيِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي بَابِلَ؟ لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ، ذَكَرَتْ هٰذِهِ ٱلْمَجَلَّةُ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءَ وَقَعُوا فِي ٱلْأَسْرِ ٱلْبَابِلِيِّ عَامَ ١٩١٨، ثُمَّ تَحَرَّرُوا مِنْهُ عَامَ ١٩١٩. لٰكِنَّنَا سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ لِمَ لَزِمَ أَنْ نُعَدِّلَ هٰذَا ٱلْمَفْهُومَ.
٧ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي: بَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ هِيَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلْعَالَمِيَّةُ لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. وَشَعْبُ ٱللهِ لَمْ يُسْتَعْبَدُوا لِلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ عَامَ ١٩١٨. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱضْطُهِدُوا فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، لٰكِنَّ هٰذَا ٱلِٱضْطِهَادَ أَتَى بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ مِنَ ٱلْحُكُومَاتِ، وَلَيْسَ مِنَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. حَتَّى قَبْلَ وَقْتٍ طَوِيلٍ
مِنِ ٱنْدِلَاعِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى، كَانَ خُدَّامُ ٱللهِ ٱلْمَمْسُوحُونَ يَتَحَرَّرُونَ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. لِذَا مِنْ غَيْرِ ٱلْمَنْطِقِيِّ ٱلِٱسْتِنْتَاجُ أَنَّ شَعْبَ ٱللهِ أُسِرُوا رُوحِيًّا سَنَةَ ١٩١٨.مَتَى بَدَأَ ٱلْأَسْرُ ٱلْبَابِلِيُّ؟
٨ مَاذَا حَدَثَ بَعْدَ مَوْتِ ٱلرُّسُلِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٨ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ بم، مُسِحَ آلَافُ ٱلْيَهُودِ وَٱلْمُتَهَوِّدِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. فَأَصْبَحَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْجُدُدُ ‹جِنْسًا مُخْتَارًا، كَهَنُوتًا مَلَكِيًّا، أُمَّةً مُقَدَّسَةً، شَعْبَ ٱقْتِنَاءٍ›. (اقرأ ١ بطرس ٢:٩، ١٠.) وَقَدْ سَهِرَ ٱلرُّسُلُ عَلَى خَيْرِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَلٰكِنْ بَعْدَ مَوْتِ ٱلرُّسُلِ بِشَكْلٍ خَاصٍّ، قَامَ «رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُعَوَّجَةٍ لِيَجْتَذِبُوا ٱلتَّلَامِيذَ وَرَاءَهُمْ». (اع ٢٠:٣٠؛ ٢ تس ٢:٦-٨) وَكَثِيرُونَ مِنْهُمْ كَانُوا إِخْوَةً مَسْؤُولِينَ وَنُظَّارًا فِي ٱلْجَمَاعَاتِ، ثُمَّ أَصْبَحُوا «أَسَاقِفَةً» فِي مَا بَعْدُ. وَرَغْمَ أَنَّ يَسُوعَ قَالَ لِأَتْبَاعِهِ: «أَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ»، بَدَأَ يَتَشَكَّلُ صَفُّ رِجَالِ دِينٍ. (مت ٢٣:٨) وَكَانَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْبَارِزُونَ مُعْجَبِينَ بِفَلْسَفَاتِ أَرِسْطُو وَأَفْلَاطُون، فَعَلَّمُوا عَقَائِدَ بَاطِلَةً بَدَلَ حَقِّ كَلِمَةِ ٱللهِ.
٩ كَيْفَ أَصْبَحَتِ ٱلْمَسِيحِيَّةُ ٱلْمُرْتَدَّةُ وَٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةُ ٱلرُّومَانِيَّةُ يَدًا وَاحِدَةً، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟
٩ وَفِي سَنَةِ ٣١٣ بم، مَنَحَ ٱلْإِمْبَرَاطُورُ ٱلرُّومَانِيُّ ٱلْوَثَنِيُّ قُسْطَنْطِينُ ٱلْمَسِيحِيَّةَ ٱلْمُرْتَدَّةَ حُرِّيَّتَهَا ٱلدِّينِيَّةَ. وَمُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ، أَصْبَحَتِ ٱلْكَنِيسَةُ وَٱلدَّوْلَةُ يَدًا وَاحِدَةً. مَثَلًا، دَعَا قُسْطَنْطِين رِجَالَ ٱلدِّينِ إِلَى ٱجْتِمَاعٍ عُرِفَ لَاحِقًا بِمَجْمَعِ نِيقِيَةَ. وَنَتِيجَةَ هٰذَا ٱلِٱجْتِمَاعِ، أَمَرَ بِنَفْيِ ٱلْكَاهِنِ آرِيُوسَ لِأَنَّهُ رَفَضَ أَنْ يُؤْمِنَ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱللهُ. لَاحِقًا، فِي عَهْدِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِ ثِيُودُوسِيُوسَ ٱلْأَوَّلِ (٣٧٩-٣٩٥ بم)، أَصْبَحَتِ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةُ دِينَ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةِ ٱلرَّسْمِيَّ. وَيَذْكُرُ ٱلْمُؤَرِّخُونَ أَنَّ ٱلْإِمْبَرَاطُورِيَّةَ ٱلرُّومَانِيَّةَ ٱلْوَثَنِيَّةَ ٱعْتَنَقَتِ «ٱلْمَسِيحِيَّةَ» فِي عَهْدِهِ. لٰكِنَّ ٱلْعَكْسَ هُوَ ٱلصَّحِيحُ. فَبِحُلُولِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ، كَانَتِ ٱلْمَسِيحِيَّةُ ٱلْمُرْتَدَّةُ هِيَ ٱلَّتِي ٱعْتَنَقَتِ ٱلتَّعَالِيمَ ٱلْوَثَنِيَّةَ وَأَصْبَحَتْ جُزْءًا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. مَعَ ذٰلِكَ، بَقِيَ عَدَدٌ قَلِيلٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمُشَبَّهِينَ بِٱلْحِنْطَةِ. وَبَذَلَ هٰؤُلَاءِ كُلَّ مَا فِي وِسْعِهِمْ لِيَعْبُدُوا ٱللهَ، لٰكِنَّهُمْ كَانُوا مَقْمُوعِينَ. (اقرأ متى ١٣:٢٤، ٢٥، ٣٧-٣٩.) لَقَدْ كَانُوا فِعْلًا أَسْرَى بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ.
١٠ لِمَ بَدَأَ ٱلنَّاسُ يُشَكِّكُونَ فِي تَعَالِيمِ ٱلْكَنِيسَةِ؟
١٠ فِي ٱلْقُرُونِ ٱلْأُولَى بَعْدَ ٱلْمَسِيحِ، تَمَكَّنَ كَثِيرُونَ مِنْ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱلْيُونَانِيَّةِ أَوِ ٱللَّاتِينِيَّةِ. وَهٰكَذَا ٱسْتَطَاعُوا أَنْ يُقَارِنُوا بَيْنَ تَعَالِيمِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَعَقَائِدِ ٱلْكَنِيسَةِ. نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، رَفَضَ بَعْضُهُمُ ٱلْعَقَائِدَ ٱلَّتِي تَتَعَارَضُ مَعَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لٰكِنَّ ٱلتَّعْبِيرَ عَنْ رَأْيِهِمْ كَانَ خَطِرًا جِدًّا، حَتَّى إِنَّهُ عَرَّضَهُمْ لِلْمَوْتِ.
١١ كَيْفَ مَنَعَتِ ٱلْكَنِيسَةُ ٱلنَّاسَ مِنْ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١١ مَعَ ٱلْوَقْتِ، لَمْ يَعُدْ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ يَتَكَلَّمُونَ ٱلْيُونَانِيَّةَ أَوِ ٱللَّاتِينِيَّةَ. كَمَا أَنَّ ٱلْكَنِيسَةَ مَنَعَتْ تَرْجَمَةَ
كَلِمَةِ ٱللهِ إِلَى لُغَةِ عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، لَمْ يَسْتَطِعْ سِوَى رِجَالِ ٱلدِّينِ وَعَدَدٍ قَلِيلٍ مِنَ ٱلْمُثَقَّفِينَ أَنْ يَقْرَأُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ. حَتَّى إِنَّ بَعْضَ ٱلْكَهَنَةِ لَمْ يُجِيدُوا ٱلْقِرَاءَةَ وَٱلْكِتَابَةَ. زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْكَنِيسَةَ كَانَتْ تُنْزِلُ أَشَدَّ ٱلْعُقُوبَاتِ بِكُلِّ مَنْ يُعَارِضُ تَعَالِيمَهَا. فَٱضْطُرَّ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ أَنْ يَجْتَمِعُوا سِرًّا، هٰذَا إِذَا ٱسْتَطَاعُوا ٱلِٱجْتِمَاعَ أَصْلًا. فَكَمَا حَدَثَ أَثْنَاءَ ٱلسَّبْيِ ٱلْبَابِلِيِّ قَدِيمًا، لَمْ يَتَمَكَّنِ ‹ٱلْكَهَنُوتُ ٱلْمُلُوكِيُّ› ٱلْمَمْسُوحُ مِنَ ٱلْعَمَلِ بِطَرِيقَةٍ مُنَظَّمَةٍ. فَبَابِلُ ٱلْعَظِيمَةُ سَيْطَرَتْ سَيْطَرَةً تَامَّةً عَلَيْهِمْ.اَلنُّورُ بَدَأَ يُشِعُّ مُجَدَّدًا
١٢، ١٣ أَيُّ عَامِلَيْنِ سَاهَمَا فِي إِضْعَافِ قَبْضَةِ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ؟
١٢ هَلْ كَانَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ سَيَتَحَرَّرُونَ يَوْمًا وَيَعْبُدُونَ ٱللهَ عَلَنًا بِطَرِيقَةٍ تُرْضِيهِ؟ نَعَمْ، فَوَمَضَاتُ ٱلنُّورِ ٱلرُّوحِيِّ بَدَأَتْ تُشِعُّ فِي ٱلظُّلْمَةِ. وَيَرْجِعُ ٱلْفَضْلُ فِي ذٰلِكَ إِلَى عَامِلَيْنِ مُهِمَّيْنِ. اَلْعَامِلُ ٱلْأَوَّلُ هُوَ ٱخْتِرَاعُ ٱلطِّبَاعَةِ بِٱلْأَحْرُفِ ٱلْمُتَحَرِّكَةِ فِي مُنْتَصَفِ ٱلْقَرْنِ ٱلْخَامِسَ عَشَرَ. فَقَبْلَ تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، كَانَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُنْسَخُ بِٱلْيَدِ، مُهِمَّةٌ صَعْبَةٌ جِدًّا. فَٱلنَّاسِخُ ٱلْمَاهِرُ ٱحْتَاجَ إِلَى عَشَرَةِ أَشْهُرٍ كَيْ يَنْسَخَ نُسْخَةً وَاحِدَةً. كَمَا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ نُسِخَ عَلَى رُقُوقٍ مُكْلِفَةٍ جِدًّا مَصْنُوعَةٍ مِنْ جِلْدِ ٱلْحَيَوَانِ. لِذَا كَانَتِ ٱلنُّسَخُ نَادِرَةً وَغَالِيَةَ ٱلثَّمَنِ. أَمَّا ٱلطِّبَاعَةُ عَلَى ٱلْوَرَقِ فَمَكَّنَتِ ٱلْحِرَفِيَّ ٱلْمَاهِرَ مِنْ إِنْتَاجِ ١٬٣٠٠ صَفْحَةٍ فِي ٱلْيَوْمِ!
سَاهَمَتِ ٱلطِّبَاعَةُ وَتَرْجَمَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي ٱلتَّحَرُّرِ مِنْ قَبْضَةِ بَابِلَ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٢، ١٣.)
١٣ وَٱلْعَامِلُ ٱلْمُهِمُّ ٱلثَّانِي هُوَ تَرْجَمَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَفِي أَوَائِلِ ٱلْقَرْنِ ٱلسَّادِسَ عَشَرَ، خَاطَرَ
أَشْخَاصٌ شُجْعَانٌ بِحَيَاتِهِمْ كَيْ يُتَرْجِمُوا كَلِمَةَ ٱللهِ بِلُغَةِ عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ. وَهٰذَا أَثَارَ غَضَبَ قَادَةِ ٱلْكَنِيسَةِ. فَقَدْ خَافُوا أَنْ يَقْرَأَ ٱلرِّجَالُ وَٱلنِّسَاءُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِلُغَتِهِمِ ٱلْأُمِّ وَيَبْدَأُوا بِطَرْحِ أَسْئِلَةٍ مِثْلِ: ‹أَيْنَ يَتَحَدَّثُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْمَطْهَرِ؟ أَيْنَ يَأْتِي عَلَى ذِكْرِ ٱلْبَابَوَاتِ وَٱلْكَرَادِلَةِ؟ وَأَيْنَ يَتَكَلَّمُ عَنْ دَفْعِ ٱلْمَالِ لِإِقَامَةِ قَدَادِيسَ مِنْ أَجْلِ ٱلْمَوْتَى؟›. فَٱلْكَنِيسَةُ ٱعْتَبَرَتْ أَسْئِلَةً كَهٰذِهِ إِهَانَةً بِحَقِّهَا. فَكَيْفَ يَجْرُؤُ ٱلنَّاسُ عَلَى ٱلتَّشْكِيكِ فِي تَعَالِيمِهَا! لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ، رَدَّتْ رَدًّا عَنِيفًا. فَأَدَانَتْ بِٱلْهَرْطَقَةِ كُلَّ مَنْ عَارَضَ تَعَالِيمَهَا، تَعَالِيمَ تَأَسَّسَ ٱلْكَثِيرُ مِنْهَا عَلَى فَلْسَفَاتِ أَرِسْطُو وَأَفْلَاطُونَ ٱللَّذَيْنِ عَاشَا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِ بِمِئَاتِ ٱلسِّنِينَ. فَكَانَتْ تُصْدِرُ أَحْكَامَ ٱلْإِعْدَامِ، وَٱلدَّوْلَةُ تَعْمَلُ عَلَى تَنْفِيذِهَا. كُلُّ مَا أَرَادَتْهُ ٱلْكَنِيسَةُ هُوَ أَنْ تَمْنَعَ ٱلنَّاسَ مِنْ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّشْكِيكِ فِي تَعَالِيمِهَا. وَغَالِبًا مَا نَجَحَتْ فِي مَسْعَاهَا. لٰكِنَّ بَعْضَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلشُّجْعَانِ لَمْ يَسْمَحُوا لَهَا أَنْ تُخِيفَهُمْ. فَبَعْدَمَا تَذَوَّقُوا كَلِمَةَ ٱللهِ، أَرَادُوا أَنْ يَعْرِفُوا ٱلْمَزِيدَ. وَهٰكَذَا، خَطَوْا خُطْوَةً إِلَى ٱلْأَمَامِ نَحْوَ ٱلتَّحَرُّرِ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ.١٤ (أ) مَاذَا فَعَلَ ٱلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْرُسُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ؟ (ب) كَيْفَ بَحَثَ ٱلْأَخُ رَصِل عَنِ ٱلْحَقِّ؟
١٤ أَرَادَ كَثِيرُونَ أَنْ يَقْرَأُوا وَيَدْرُسُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ وَيُخْبِرُوا ٱلْآخَرِينَ بِمَا يَتَعَلَّمُونَهُ. وَبِمَا أَنَّهُمْ لَمْ يُرِيدُوا أَنْ يُمْلِيَ عَلَيْهِمْ رِجَالُ ٱلدِّينِ مَا يُؤْمِنُونَ بِهِ، لَجَأُوا إِلَى بُلْدَانٍ لَمْ يَكُنْ لِلْكَنِيسَةِ نُفُوذٌ كَبِيرٌ فِيهَا. وَأَحَدُ هٰذِهِ ٱلْبُلْدَانِ هُوَ ٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ. وَهُنَاكَ بَدَأَ تْشَارْلْز تَاز رَصِل وَرِفَاقُهُ يَدْرُسُونَ بِجِدٍّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ فِي أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ. فِي ٱلْبِدَايَةِ، سَعَى ٱلْأَخُ رَصِل أَنْ يُحَدِّدَ أَيُّ دِينٍ يُعَلِّمُ ٱلْحَقَّ. فَقَارَنَ بَيْنَ تَعَالِيمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتَعَالِيمِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْأَدْيَانِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَغَيْرِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَأَدْرَكَ أَنَّ جَمِيعَهَا لَا تَتْبَعُ كَلِمَةَ ٱللهِ كَامِلًا. وَذَاتَ مَرَّةٍ، ٱجْتَمَعَ مَعَ عَدَدٍ مِنْ رِجَالِ ٱلدِّينِ ٱلْمَحَلِّيِّينَ لِيُخْبِرَهُمْ بِٱلْحَقَائِقِ ٱلَّتِي ٱكْتَشَفَهَا هُوَ وَرِفَاقُهُ. وَكَانَ يَأْمُلُ أَنْ يَقْتَنِعُوا بِهَا وَيُعَلِّمُوهَا فِي كَنَائِسِهِمْ. لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَهْتَمُّوا بِٱلْأَمْرِ. وَسُرْعَانَ مَا أَدْرَكَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يَعْبُدُوا ٱللهَ مَعَ ٱلْمُصَمِّمِينَ أَنْ يَكُونُوا جُزْءًا مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ. — اقرأ ٢ كورنثوس ٦:١٤.
١٥ (أ) مَتَى وَقَعَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ فِي أَسْرِ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُجِيبُ عَنْهَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٥ رَأَيْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ وَقَعُوا فِي ٱلْأَسْرِ ٱلْبَابِلِيِّ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّانِي، بُعَيْدَ مَوْتِ آخِرِ ٱلرُّسُلِ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُجِيبُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ: مَاذَا يُثْبِتُ أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ كَانُوا يَتَحَرَّرُونَ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ فِي ٱلسَّنَوَاتِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ ١٩١٤؟ هَلْ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ لَمْ يَكُنْ رَاضِيًا عَنْ خُدَّامِهِ لِأَنَّ نَشَاطَهُمُ ٱلْكِرَازِيَّ تَبَاطَأَ خِلَالَ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى؟ هَلْ سَايَرَ بَعْضُ إِخْوَتِنَا عَلَى حِسَابِ حِيَادِهِمْ خِلَالَ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ وَخَسِرُوا بِٱلتَّالِي رِضَى يَهْوَهَ؟ وَمَتَى تَحَرَّرَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ أَسْرِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ؟