اطلب الملكوت، لا الممتلكات
«دَاوِمُوا عَلَى طَلَبِ مَلَكُوتِ [ٱللهِ]، وَهٰذِهِ تُزَادُ لَكُمْ». — لو ١٢:٣١.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٤٠، ٩٨
١ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ ٱلْحَاجَاتِ وَٱلرَّغَبَاتِ؟
حَاجَاتُ ٱلْإِنْسَانِ قَلِيلَةٌ، أَمَّا رَغَبَاتُهُ فَلَا نِهَايَةَ لَهَا. لٰكِنَّ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ ٱلْحَاجَاتِ وَٱلرَّغَبَاتِ لَيْسَ وَاضِحًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى كَثِيرِينَ. فَٱلْحَاجَةُ شَيْءٌ ضَرُورِيٌّ تَعْتَمِدُ عَلَيْهِ حَيَاتُكَ، كَٱلطَّعَامِ وَٱللِّبَاسِ وَٱلْمَسْكِنِ. أَمَّا ٱلرَّغْبَةُ فَشَيْءٌ تُحِبُّ أَنْ تَحْصُلَ عَلَيْهِ، لٰكِنَّهُ لَيْسَ ضَرُورِيًّا لِتُكْمِلَ حَيَاتَكَ ٱلْيَوْمِيَّةَ.
٢ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يَرْغَبُ فِيهَا ٱلنَّاسُ؟
٢ إِنَّ مَا يَرْغَبُ فِيهِ ٱلنَّاسُ يَخْتَلِفُ كَثِيرًا مِنْ مَكَانٍ إِلَى آخَرَ. فَقَدْ يَرْغَبُ ٱلنَّاسُ فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلنَّامِيَةِ أَنْ يَشْتَرُوا هَاتِفًا خَلَوِيًّا، دَرَّاجَةً نَارِيَّةً، أَوْ قِطْعَةَ أَرْضٍ صَغِيرَةً. أَمَّا فِي ٱلْبُلْدَانِ ٱلْغَنِيَّةِ، فَيَرْغَبُونَ أَنْ يَحْصُلُوا عَلَى مَلَابِسَ فَاخِرَةٍ، بَيْتٍ فَخْمٍ، وَسَيَّارَةٍ غَالِيَةٍ. وَلٰكِنْ أَيْنَمَا عِشْنَا أَوْ مَهْمَا كَانَ مُسْتَوَى مَعِيشَتِنَا، فَجَمِيعُنَا مُعَرَّضُونَ لِلْوُقُوعِ فِي فَخِّ ٱلْمَادِّيَّةِ. فَقَدْ نَرْغَبُ فِي
ٱلْحُصُولِ عَلَى ٱلْمَزِيدِ وَٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْأَشْيَاءِ، سَوَاءٌ كُنَّا بِحَاجَةٍ إِلَيْهَا أَمْ لَا، أَوْ كَانَتْ ضِمْنَ إِمْكَانَاتِنَا أَمْ لَا.اِحْذَرْ فَخَّ ٱلْمَادِّيَّةِ
٣ مَا هِيَ ٱلْمَادِّيَّةُ؟
٣ اَلْمَادِّيَّةُ هِيَ ٱهْتِمَامُ ٱلْإِنْسَانِ بِٱلْأَشْيَاءِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ أَكْثَرَ مِنْ عَلَاقَتِهِ بِٱللهِ. فَلَا يَعُودُ يَكْتَفِي بِٱلْحُصُولِ عَلَى مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ، بَلْ يَرْغَبُ دَائِمًا فِي ٱلْمَزِيدِ. وَٱلشَّخْصُ ٱلْمَادِّيُّ لَيْسَ بِٱلضَّرُورَةِ مَنْ يَمْلِكُ أَوْ يَصْرِفُ مَالًا كَثِيرًا. فَٱلْفُقَرَاءُ أَيْضًا يُمْكِنُ أَنْ يَقَعُوا فِي فَخِّ ٱلْمَادِّيَّةِ وَيَتَوَقَّفُوا عَنْ طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا. — عب ١٣:٥.
٤ كَيْفَ يَسْتَغِلُّ ٱلشَّيْطَانُ «شَهْوَةَ ٱلْعُيُونِ»؟
٤ يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ نَعْتَقِدَ أَنَّ ٱلتَّمَتُّعَ بِٱلْحَيَاةِ يَتَوَقَّفُ عَلَى ٱمْتِلَاكِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْأَشْيَاءِ. فَيَسْتَغِلُّ ٱلْعَالَمَ وَ «شَهْوَةَ ٱلْعُيُونِ» لِيَجْعَلَنَا نَرْغَبُ فِي ٱمْتِلَاكِ ٱلْمَزِيدِ وَٱلْمَزِيدِ. (١ يو ٢:١٥-١٧؛ تك ٣:٦؛ ام ٢٧:٢٠) فَنَحْنُ نَرَى وَنَسْمَعُ دَائِمًا دِعَايَاتٍ تُغْرِينَا بِشِرَاءِ أَشْيَاءَ جَدِيدَةٍ. هَلْ سَبَقَ أَنِ ٱشْتَرَيْتَ شَيْئًا، لَيْسَ لِأَنَّكَ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ، بَلْ لِأَنَّ دِعَايَةً لَهُ أَوْ طَرِيقَةَ عَرْضِهِ فِي ٱلْمَتْجَرِ جَذَبَتْكَ؟ وَهَلْ أَدْرَكْتَ لَاحِقًا أَنَّكَ كُنْتَ فِي غِنًى عَنْهُ؟ إِنَّ كَمَالِيَّاتٍ كَهٰذِهِ تُعَقِّدُ حَيَاتَنَا وَتُرْهِقُنَا. وَيُمْكِنُ أَنْ تُلْهِيَنَا عَنْ رُوتِينِنَا ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي يَشْمُلُ دَرْسَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱلِٱسْتِعْدَادَ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ وَحُضُورَهَا، وَٱلِٱشْتِرَاكَ فِي ٱلْخِدْمَةِ. فَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا تَحْذِيرُ ٱلرَّسُولِ يُوحَنَّا أَنَّ «ٱلْعَالَمَ يَزُولُ وَكَذٰلِكَ شَهْوَتُهُ».
٥ مَاذَا يَحْدُثُ إِذَا كَانَ هَمُّنَا ٱلْوَحِيدُ تَجْمِيعَ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ؟
٥ يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ نَكُونَ عَبِيدًا لِلْمَالِ، لَا لِيَهْوَهَ. (مت ٦:٢٤) وَلٰكِنْ إِذَا كَانَ هَمُّنَا ٱلْوَحِيدُ تَجْمِيعَ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ، تُصْبِحُ حَيَاتُنَا بِلَا مَعْنًى. كَمَا يُمْكِنُ أَنْ نَتَثَبَّطَ أَوْ نَقَعَ فِي مَشَاكِلَ مَالِيَّةٍ. وَٱلْأَسْوَأُ هُوَ أَنَّنَا قَدْ نَخْسَرُ إِيمَانَنَا بِيَهْوَهَ وَمَلَكُوتِهِ. (١ تي ٦:٩، ١٠؛ رؤ ٣:١٧) وَهٰذَا مَا أَوْضَحَهُ يَسُوعُ فِي مَثَلِ ٱلزَّارِعِ. فَحِينَ تُزْرَعُ رِسَالَةُ ٱلْمَلَكُوتِ بَيْنَ ٱلشَّوْكِ، فَإِنَّ «قُوَّةَ ٱلْغِنَى ٱلْخَادِعَةَ وَشَهَوَاتِ بَاقِي ٱلْأَشْيَاءِ تَغْزُو وَتَخْنُقُ ٱلْكَلِمَةَ، فَتَصِيرُ بِلَا ثَمَرٍ». — مر ٤:١٤، ١٨، ١٩.
٦ مَا ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ بَارُوخَ؟
٦ لِنَأْخُذْ مِثَالَ بَارُوخَ، كَاتِبِ ٱلنَّبِيِّ إِرْمِيَا. فَمَعَ ٱقْتِرَابِ دَمَارِ أُورُشَلِيمَ، بَدَأَ ‹يَطْلُبُ عَظَائِمَ› لِنَفْسِهِ. لٰكِنَّهُ مَا كَانَ يَجِبُ أَنْ يَرْجُوَ إِلَّا مَا وَعَدَهُ بِهِ يَهْوَهُ: أَنْ يُعْطِيَهُ نَفْسَهُ، أَيْ حَيَاتَهُ، غَنِيمَةً. (ار ٤٥:١-٥) فَيَهْوَهُ لَمْ يَكُنْ لِيَحْفَظَ مُمْتَلَكَاتِ أَحَدٍ فِي مَدِينَةٍ مَصِيرُهَا ٱلدَّمَارُ. (ار ٢٠:٥) وَفِيمَا نَقْتَرِبُ مِنْ نِهَايَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا، لَيْسَ ٱلْوَقْتُ ٱلْآنَ لِنُكَدِّسَ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ. فَلَا يَجِبُ أَنْ نَتَوَقَّعَ أَنْ نَعْبُرَ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ مَعَ مُمْتَلَكَاتِنَا، مَهْمَا كَانَتْ عَزِيزَةً عَلَيْنَا. — ام ١١:٤؛ مت ٢٤:٢١، ٢٢؛ لو ١٢:١٥.
٧ مَاذَا سَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ، وَلِمَاذَا؟
٧ أَعْطَى يَسُوعُ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ أَفْضَلَ مَشُورَةٍ تُسَاعِدُنَا عَلَى تَأْمِينِ ضَرُورَاتِ ٱلْحَيَاةِ دُونَ أَنْ نَلْتَهِيَ، نَقَعَ فِي فَخِّ ٱلْمَادِّيَّةِ، أَوْ نُسَبِّبَ لِأَنْفُسِنَا مت ٦:١٩-٢١) فَلْنُنَاقِشِ ٱلْآنَ ٱلْمَقْطَعَ فِي مَتَّى ٦:٢٥-٣٤. فَهٰذَا سَيُقَوِّي تَصْمِيمَنَا أَنْ ‹نُدَاوِمَ عَلَى طَلَبِ ٱلْمَلَكُوتِ›، لَا ٱلْمُمْتَلَكَاتِ. — لو ١٢:٣١.
هُمُومًا بِلَا لُزُومٍ. (يَهْوَهُ يُؤَمِّنُ حَاجَاتِنَا
٨، ٩ (أ) لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نَقْلَقَ بِإِفْرَاطٍ بِشَأْنِ حَاجَاتِنَا؟ (ب) مَاذَا عَرَفَ يَسُوعُ عَنِ ٱلنَّاسِ وَحَاجَاتِهِمْ؟
٨ اقرأ متى ٦:٢٥. عَرَفَ يَسُوعُ أَنَّ تَلَامِيذَهُ قَلِقُونَ بِشَأْنِ مَاذَا يَأْكُلُونَ أَوْ يَشْرَبُونَ أَوْ يَلْبَسُونَ. لِذٰلِكَ قَالَ لَهُمْ فِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ: «لَا تَحْمِلُوا بَعْدُ هَمَّ نُفُوسِكُمْ». بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ أَنْ يَتَوَقَّفُوا عَنِ ٱلْقَلَقِ بِشَأْنِ هٰذِهِ ٱلْأَشْيَاءِ، وَأَوْضَحَ لَهُمُ ٱلسَّبَبَ. فَٱلْقَلَقُ ٱلْمُفْرِطُ، حَتَّى بِشَأْنِ حَاجَاتِهِمِ ٱلضَّرُورِيَّةِ، يُمْكِنُ أَنْ يُلْهِيَهُمْ عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلْأَهَمِّ فِي ٱلْحَيَاةِ. وَمِنْ شِدَّةِ ٱهْتِمَامِ يَسُوعَ بِتَلَامِيذِهِ، حَذَّرَهُمْ أَرْبَعَ مَرَّاتٍ مِنْ هٰذَا ٱلْخَطَرِ خِلَالَ مَوْعِظَتِهِ. — مت ٦:٢٧، ٢٨، ٣١، ٣٤.
٩ وَلٰكِنْ قَدْ نَتَسَاءَلُ: ‹لِمَ قَالَ يَسُوعُ أَلَّا نَقْلَقَ بِشَأْنِ مَاذَا سَنَأْكُلُ أَوْ نَشْرَبُ أَوْ نَلْبَسُ؟ أَلَيْسَتْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ مِنْ ضَرُورَاتِ ٱلْحَيَاةِ؟›. بَلَى، بِٱلتَّأْكِيدِ. وَمِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَقْلَقَ إِذَا لَمْ نَسْتَطِعْ أَنْ نُؤَمِّنَهَا. وَيَسُوعُ عَرَفَ ذٰلِكَ. فَقَدْ أَدْرَكَ جَيِّدًا مَا هِيَ حَاجَاتُ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمِيَّةُ. كَمَا عَرَفَ أَنَّهُ «فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ» سَيَعِيشُ تَلَامِيذُهُ فِي «أَزْمِنَةٍ حَرِجَةٍ». (٢ تي ٣:١) وَبِٱلْفِعْلِ، يُعَانِي كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ مِنَ ٱلْبَطَالَةِ، ٱلْغَلَاءِ، ٱلْجُوعِ، وَٱلْفَقْرِ. لٰكِنَّ يَسُوعَ أَدْرَكَ أَيْضًا أَنَّ ٱلْحَيَاةَ هِيَ «أَهَمُّ مِنَ ٱلطَّعَامِ وَٱلْجَسَدَ أَهَمُّ مِنَ ٱللِّبَاسِ».
١٠ بِحَسَبِ ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ، مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَهَمَّ فِي حَيَاتِنَا؟
١٠ لَقَدْ سَبَقَ أَنْ عَلَّمَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ فِي مَوْعِظَتِهِ أَنْ يَطْلُبُوا مِنْ أَبِيهِمِ ٱلسَّمَاوِيِّ أَنْ يُزَوِّدَهُمْ حَاجَاتِهِمِ ٱلْجَسَدِيَّةَ، قَائِلِينَ: «أَعْطِنَا ٱلْيَوْمَ خُبْزَ يَوْمِنَا». (مت ٦:١١) وَفِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى، عَلَّمَهُمْ أَنْ يُصَلُّوا قَائِلِينَ: «أَعْطِنَا خُبْزَنَا ٱلْيَوْمِيَّ كَفَافَ يَوْمِنَا». (لو ١١:٣) لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَعْنِي أَنْ نَشْغَلَ بَالَنَا بِٱسْتِمْرَارٍ بِحَاجَاتِنَا. فَفِي ٱلصَّلَاةِ ٱلنَّمُوذَجِيَّةِ، عَلَّمَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَطْلُبُوا أَوَّلًا أَنْ يَأْتِيَ مَلَكُوتُ ٱللهِ. (مت ٦:١٠؛ لو ١١:٢) وَلِكَيْ يُطَمْئِنَهُمْ، أَبْرَزَ بَعْدَ ذٰلِكَ كَيْفَ يَعْتَنِي يَهْوَهُ بِكُلِّ خَلِيقَتِهِ.
١١، ١٢ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱعْتِنَاءِ يَهْوَهَ بِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
١١ اقرأ متى ٦:٢٦. يَنْبَغِي أَنْ نَتَأَمَّلَ «طُيُورَ ٱلسَّمَاءِ». فَرَغْمَ صِغَرِ حَجْمِهَا، تَأْكُلُ هٰذِهِ ٱلْمَخْلُوقَاتُ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْفَوَاكِهِ وَٱلْبُذُورِ وَٱلْحَشَرَاتِ وَٱلدِّيدَانِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، لَوْ كَانَتِ ٱلطُّيُورُ بِحَجْمِ ٱلْبَشَرِ، لَأَكَلَتْ طَعَامًا أَكْثَرَ مِنْهُمْ. إِلَّا أَنَّهَا لَا تَحْرِثُ ٱلْأَرْضَ وَلَا تَزْرَعُ. فَيَهْوَهُ يُزَوِّدُهَا بِكُلِّ مَا تَحْتَاجُ إِلَيْهِ. (مز ١٤٧:٩) طَبْعًا، لَا يَضَعُ يَهْوَهُ ٱلطَّعَامَ فِي مِنْقَارِهَا! فَعَلَيْهَا أَنْ تَذْهَبَ بَحْثًا عَنِ ٱلطَّعَامِ، لٰكِنَّهُ مَوْجُودٌ بِوَفْرَةٍ.
١٢ وَكَانَ يَسُوعُ وَاثِقًا أَنَّهُ مِثْلَمَا يُوَفِّرُ أَبُوهُ ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلطَّعَامَ لِلطُّيُورِ، سَيُؤَمِّنُ أَيْضًا لُقْمَةَ ٱلْعَيْشِ لِلنَّاسِ. [١] (١ بط ٥:٦، ٧) صَحِيحٌ أَنَّهُ لَا يَضَعُ ٱلطَّعَامَ فِي أَفْوَاهِنَا، لٰكِنَّهُ يُبَارِكُ جُهُودَنَا فِي زَرْعِ ٱلطَّعَامِ أَوْ كَسْبِ ٱلْمَالِ لِشِرَائِهِ. وَفِي وَقْتِ ٱلْحَاجَةِ، قَدْ يَدْفَعُ ٱلْآخَرِينَ لِيَمُدُّوا لَنَا يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ. كَمَا أَنَّ يَهْوَهَ يُزَوِّدُ مَأْوًى لِلطُّيُورِ. فَقَدْ أَعْطَاهَا ٱلْمَهَارَةَ وَوَفَّرَ لَهَا ٱلْمَوَادَّ ٱللَّازِمَةَ لِتَبْنِيَ أَعْشَاشَهَا. وَبِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَجِدَ مَسْكِنًا مُلَائِمًا لِعَائِلَتِنَا.
١٣ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّنَا أَثْمَنُ مِنْ طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ؟
١٣ سَأَلَ يَسُوعُ سَامِعِيهِ: «أَفَلَسْتُمْ أَنْتُمْ أَثْمَنَ مِنْ [طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ]؟». وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، كَانَ فِي بَالِهِ أَنَّهُ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ سَيَبْذُلُ حَيَاتَهُ فِدْيَةً عَنِ ٱلْبَشَرِ. (قارن لوقا ١٢:٦، ٧.) فَيَسُوعُ لَمْ يَمُتْ مِنْ أَجْلِ طُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَوْ أَيِّ مَخْلُوقَاتٍ أُخْرَى، بَلْ مَاتَ عَنَّا لِنَنَالَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ. — مت ٢٠:٢٨.
١٤ مَاذَا يَعْجَزُ عَنْ فِعْلِهِ ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي يَحْمِلُ هَمًّا؟
١٤ اقرأ متى ٦:٢٧. لِمَ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ مَنْ يَحْمِلُ هَمًّا لَا يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى عُمْرِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟ لِأَنَّ ٱلْقَلَقَ ٱلْمُفْرِطَ بِشَأْنِ حَاجَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ لَنْ يُطِيلَ عُمْرَنَا، بَلْ يُقَصِّرُهُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ.
١٥، ١٦ (أ) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ عِنَايَةِ يَهْوَهَ بِزَنَابِقِ ٱلْحَقْلِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا، وَلِمَاذَا؟
١٥ اقرأ متى ٦:٢٨-٣٠. مَنْ مِنَّا لَا يُحِبُّ أَنْ يَلْبَسَ ثِيَابًا أَنِيقَةً، لَا سِيَّمَا حِينَ يَذْهَبُ إِلَى خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ أَوِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أَوِ ٱلْمَحَافِلِ؟! وَلٰكِنْ، هَلْ يَجِبُ أَنْ ‹نَحْمِلَ هَمَّ ٱللِّبَاسِ›؟ أَبْرَزَ يَسُوعُ مَرَّةً أُخْرَى عِنَايَةَ يَهْوَهَ بِخَلِيقَتِهِ. فَأَشَارَ إِلَى «زَنَابِقِ ٱلْحَقْلِ» كَمِثَالٍ. وَرُبَّمَا كَانَ يُفَكِّرُ فِي ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلزُّهُورِ ٱلْجَمِيلَةِ ٱلَّتِي تُشْبِهُ ٱلزَّنَابِقَ. فَمَعَ أَنَّهَا لَا تَغْزِلُ أَوْ تَنْسُجُ، فَهِيَ تَسْحَرُ ٱلْأَنْظَارَ. لِذَا قَالَ يَسُوعُ: «وَلَا سُلَيْمَانُ فِي كُلِّ مَجْدِهِ تَسَرْبَلَ كَوَاحِدَةٍ مِنْهَا».
١٦ ثُمَّ ذَكَرَ يَسُوعُ ٱلدَّرْسَ، طَارِحًا ٱلسُّؤَالَ: «إِنْ كَانَ ٱللهُ هٰكَذَا يَكْسُو نَبْتَ ٱلْحَقْلِ، . . . أَفَلَا يَكْسُوكُمْ بِٱلْأَحْرَى أَنْتُمْ، يَا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟». بَلَى، بِٱلتَّأْكِيدِ! لٰكِنَّ إِيمَانَ تَلَامِيذِ يَسُوعَ كَانَ ضَعِيفًا نَوْعًا مَا. (مت ٨:٢٦؛ ١٤:٣١؛ ١٦:٨؛ ١٧:٢٠) فَقَدْ لَزِمَهُمْ أَنْ يُقَوُّوا إِيمَانَهُمْ وَٱتِّكَالَهُمْ عَلَى ٱللهِ. وَمَاذَا عَنَّا؟ هَلْ نُؤْمِنُ فِعْلًا بِأَنَّ يَهْوَهَ رَاغِبٌ أَنْ يُعِيلَنَا وَقَادِرٌ عَلَى ذٰلِكَ؟
١٧ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَتَضَرَّرَ عَلَاقَتُنَا بِيَهْوَهَ؟
١٧ اقرأ متى ٦:٣١، ٣٢. إِنَّ كَثِيرِينَ مِمَّنْ لَا يَعْرِفُونَ يَهْوَهَ تَتَمَحْوَرُ حَيَاتُهُمْ حَوْلَ زِيَادَةِ مَالِهِمْ وَمُمْتَلَكَاتِهِمْ. وَلٰكِنْ إِذَا تَمَثَّلْنَا بِهِمْ، تَتَضَرَّرُ عَلَاقَتُنَا بِيَهْوَهَ. بِٱلْأَحْرَى، نَحْنُ نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ أَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ وَأَنَّهُ يُحِبُّنَا. وَإِذَا فَعَلْنَا مَا يَطْلُبُهُ وَوَضَعْنَا ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا، فَسَيُزَوِّدُنَا بِمَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ وَأَكْثَرَ. كَمَا أَنَّنَا نُدْرِكُ أَنَّ عَلَاقَتَنَا ٱلْجَيِّدَةَ بِهِ سَتَجْعَلُنَا سُعَدَاءَ حَقًّا، وَهٰذَا سَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَقْنَعَ ‹بِٱلْقُوتِ وَٱلْكُسْوَةِ›، أَيْ نَكْتَفِيَ بِٱلْحَاجَاتِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ. — ١ تي ٦:٦-٨.
هَلْ تَضَعُ مَلَكُوتَ ٱللهِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِكَ؟
١٨ مَاذَا يَعْرِفُ يَهْوَهُ عَنَّا إِفْرَادِيًّا، وَبِمَ يُزَوِّدُنَا؟
١٨ اقرأ متى ٦:٣٣. إِذَا وَضَعْنَا ٱلْمَلَكُوتَ فِي ٱلْمَرْتَبَةِ ٱلْأُولَى فِي حَيَاتِنَا، فَسَيُزَوِّدُنَا يَهْوَهُ عِنْدَئِذٍ بِمَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ. وَمَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا ذٰلِكَ؟ أَوْضَحَ يَسُوعُ فِي ٱلْعَدَدِ ٱلسَّابِقِ: «إِنَّ أَبَاكُمُ ٱلسَّمَاوِيَّ يَعْلَمُ أَنَّكُمْ تَحْتَاجُونَ إِلَى هٰذِهِ كُلِّهَا»، أَيْ ضَرُورَاتِ ٱلْحَيَاةِ. فَيَهْوَهُ يُدْرِكُ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ إِفْرَادِيًّا مِنْ طَعَامٍ وَلِبَاسٍ وَمَسْكِنٍ، حَتَّى قَبْلَ أَنْ نَشْعُرَ نَحْنُ بِتِلْكَ ٱلْحَاجَةِ. (في ٤:١٩) فَهُوَ يَعْلَمُ مَتَى سَنَكُونُ بِحَاجَةٍ إِلَى قِطْعَةِ ثِيَابٍ. كَمَا يَعْلَمُ إِلَامَ نَحْتَاجُ مِنْ طَعَامٍ، وَأَيُّ مَسْكِنٍ يُلَائِمُ عَائِلَتَنَا. وَسَيَتَأَكَّدُ أَنْ نَحْصُلَ عَلَى مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ فِعْلًا.
١٩ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نَحْمِلَ هَمَّ مَا قَدْ يَحْدُثُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
١٩ اقرأ متى ٦:٣٤. مَرَّةً أُخْرَى يَقُولُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: ‹لَا تَحْمِلُوا هَمًّا›. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَعِيشَ كُلَّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ، وَاثِقِينَ تَمَامًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُسَاعِدُنَا. فَحِينَ يَقْلَقُ ٱلشَّخْصُ بِإِفْرَاطٍ بِشَأْنِ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ، قَدْ يَبْدَأُ بِٱلِٱتِّكَالِ عَلَى نَفْسِهِ بَدَلَ أَنْ يَتَّكِلَ عَلَى ٱللهِ. وَهٰذَا سَيُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى عَلَاقَتِهِ بِيَهْوَهَ. — ام ٣:٥، ٦؛ في ٤:٦، ٧.
اُطْلُبِ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا، وَهٰذِهِ كُلُّهُا تُزَادُ لَكَ
٢٠ (أ) أَيُّ هَدَفٍ يُمْكِنُكَ أَنْ تَضَعَهُ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟ (ب) مَاذَا فِي وِسْعِكَ أَنْ تَفْعَلَ لِتُبَسِّطَ حَيَاتَكَ؟
٢٠ كَمْ سَيَكُونُ مُؤْسِفًا أَنْ نَصْرِفَ كُلَّ طَاقَتِنَا فِي تَجْمِيعِ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ، فَلَا نَتَمَكَّنَ مِنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ كَامِلًا! فَيَنْبَغِي بِٱلْأَحْرَى أَنْ نَسْعَى إِلَى ٱلْأَهْدَافِ ٱلرُّوحِيَّةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، هَلْ فِي وِسْعِكَ أَنْ تَنْتَقِلَ إِلَى جَمَاعَةٍ فِيهَا حَاجَةٌ أَكْبَرُ إِلَى نَاشِرِينَ؟ هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُصْبِحَ فَاتِحًا؟ وَإِذَا كُنْتَ فَاتِحًا، فَهَلْ تُفَكِّرُ أَنْ تُقَدِّمَ طَلَبًا لِلِٱلْتِحَاقِ بِمَدْرَسَةِ ٱلْكَارِزِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ؟ هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تُسَاعِدَ بِدَوَامٍ جُزْئِيٍّ فِي بَيْتَ إِيلَ أَوْ فِي مَكْتَبِ تَرْجَمَةٍ؟ هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَطَوَّعَ لِعَمَلِ ٱلتَّصْمِيمِ أَوِ ٱلْبِنَاءِ ٱلْمَحَلِّيِّ، فَتَعْمَلَ بِدَوَامٍ جُزْئِيٍّ فِي مَشَارِيعِ بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ فَكِّرْ فِي طَرَائِقَ لِتُبَسِّطَ حَيَاتَكَ حَتَّى تَزِيدَ ٱشْتِرَاكَكَ فِي عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَسَتَجِدُ ٱقْتِرَاحَاتٍ مُسَاعِدَةً فِي ٱلْإِطَارِ « كَيْفَ تُبَسِّطُ حَيَاتَكَ؟». فَصَلِّ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يُسَاعِدَكَ أَنْ تُقَرِّرَ مَا يَلْزَمُكَ فِعْلُهُ، وَٱتَّخِذِ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلضَّرُورِيَّةَ لِتَحْقِيقِ هَدَفِكَ.
٢١ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ؟
٢١ لِسَبَبٍ وَجِيهٍ إِذًا عَلَّمَنَا يَسُوعُ أَنْ نَطْلُبَ ٱلْمَلَكُوتَ، لَا ٱلْمُمْتَلَكَاتِ. فَعِنْدَئِذٍ لَا يَلْزَمُنَا أَنْ نَقْلَقَ بِشَأْنِ حَاجَاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةِ. كَمَا أَنَّنَا نَقْتَرِبُ إِلَى يَهْوَهَ حِينَ نَتَّكِلُ عَلَيْهِ وَلَا نَسْعَى إِلَى شِرَاءِ كُلِّ مَا نَرْغَبُ فِيهِ أَوْ كُلِّ مَا يَعْرِضُهُ ٱلْعَالَمُ، وَإِنْ كَانَ ضِمْنَ إِمْكَانِيَّاتِنَا. أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّ تَبْسِيطَ حَيَاتِنَا ٱلْآنَ سَيُسَاعِدُنَا أَنْ ‹نَتَمَسَّكَ بِٱلْحَيَاةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ› ٱلَّتِي وَعَدَنَا بِهَا ٱللهُ. — ١ تي ٦:١٩.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ١٢) أَحْيَانًا، يُعَانِي بَعْضُ خُدَّامِ يَهْوَهَ نَقْصًا فِي ٱلطَّعَامِ. وَلِتَفْهَمَ لِمَ يَسْمَحُ يَهْوَهُ بِذٰلِكَ، ٱنْظُرْ «أَسْئِلَةٌ مِنَ ٱلْقُرَّاءِ» فِي عَدَدِ ١٥ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ٢٠١٤ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، ٱلصَّفَحَةِ ٢٢.