لمَ يجب ان ‹نداوم على السهر›؟
«لَا تَعْرِفُونَ فِي أَيِّ يَوْمٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ». — مت ٢٤:٤٢.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٣٦، ١٢٩
١ أَوْضِحْ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَنْتَبِهَ لِلْوَقْتِ وَلِمَا يَحْدُثُ حَوْلَنَا. (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
اَلْمَحْفِلُ سَيَبْدَأُ بَعْدَ لَحَظَاتٍ. فَهَا هُوَ ٱلْعَرِيفُ عَلَى ٱلْمِنَصَّةِ يُرَحِّبُ بِٱلْحُضُورِ، وَسَتَبْدَأُ ٱلْمُقَدِّمَةُ ٱلْمُوسِيقِيَّةُ. لِذٰلِكَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْوَقْتَ قَدْ حَانَ لِنَأْخُذَ أَمَاكِنَنَا. فَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نُجَهِّزَ عُقُولَنَا وَقُلُوبَنَا لِخِطَابَاتِ ٱلْمَحْفِلِ، فِيمَا نُصْغِي بِهُدُوءٍ إِلَى ٱلْمُوسِيقَى ٱلْجَمِيلَةِ لِأُورْكِسْتْرَا بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ. لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ لَا يَزَالُونَ يَتَجَوَّلُونَ أَوْ يَتَحَدَّثُونَ مَعَ أَصْدِقَائِهِمْ، غَيْرَ مُنْتَبِهِينَ لِلْعَرِيفِ وَلَا لِلْمُوسِيقَى ٱلَّتِي تَعْزِفُ مُعْلِنَةً بَدْءَ ٱلْبَرْنَامَجِ. يَصِفُ هٰذَا ٱلْمَشْهَدُ مَا يَحْدُثُ حِينَ لَا نَنْتَبِهُ لِلْوَقْتِ أَوْ لِمَا يَحْدُثُ حَوْلَنَا. وَهٰذَا أَمْرٌ فِي غَايَةِ ٱلْخُطُورَةِ، لِأَنَّ هُنَالِكَ حَدَثًا أَعْظَمَ بِكَثِيرٍ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ، وَيَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لَهُ. فَمَا هُوَ هٰذَا ٱلْحَدَثُ؟
٢ لِمَ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ أَنْ ‹يُدَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ›؟
٢ حِينَ كَانَ يَسُوعُ يَتَحَدَّثُ إِلَى تَلَامِيذِهِ عَنِ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ»، قَالَ لَهُمْ: «اِبْقَوْا مُنْتَبِهِينَ وَمُسْتَيْقِظِينَ، لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَتَى يَكُونُ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُعَيَّنُ». ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ: «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ». (مت ٢٤:٣؛ اقرأ مرقس ١٣:٣٢-٣٧.) وَفِي رِوَايَةِ مَتَّى لِهٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ، نَرَى أَيْضًا أَنَّ يَسُوعَ حَثَّ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَبْقَوْا يَقِظِينَ. فَقَدْ حَذَّرَهُمْ: «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ، لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ فِي أَيِّ يَوْمٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ»، «كُونُوا . . . مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ»، وَ «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ، لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ ٱلْيَوْمَ وَلَا ٱلسَّاعَةَ». — مت ٢٤:٤٢-٤٤؛ ٢٥:١٣.
٣ لِمَ نَنْظُرُ إِلَى تَحْذِيرِ يَسُوعَ بِجِدِّيَّةٍ؟
٣ وَنَحْنُ شُهُودَ يَهْوَهَ نَنْظُرُ إِلَى تَحْذِيرِ يَسُوعَ بِجِدِّيَّةٍ. فَنَحْنُ نُدْرِكُ أَنَّنَا مُتَقَدِّمُونَ جِدًّا فِي «وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ»، وَأَنَّ ‹ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ› سَيَبْدَأُ عَمَّا قَرِيبٍ. (دا ١٢:٤؛ مت ٢٤:٢١) فَكَمَا أَنْبَأَ يَسُوعُ، نَرَى ٱلْحُرُوبَ وَٱلْمَجَاعَاتِ وَٱلْأَوْبِئَةَ وَٱلزَّلَازِلَ فِي أَمَاكِنَ كَثِيرَةٍ. وَيَتَزَايَدُ ٱلتَّشْوِيشُ ٱلدِّينِيُّ وَٱلْعُنْفُ وَٱلْجَرِيمَةُ بِشَكْلٍ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ. وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، يَكْرِزُ شَعْبُ يَهْوَهَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ. (مت ٢٤:٧، ١١، ١٢، ١٤؛ لو ٢١:١١) لِذٰلِكَ نَتَطَلَّعُ بِشَوْقٍ أَنْ يَأْتِيَ يَسُوعُ وَيُتَمِّمَ قَصْدَ أَبِيهِ. — مر ١٣:٢٦، ٢٧.
اَلْيَوْمُ يَقْتَرِبُ!
٤ (أ) لِمَ نَسْتَنْتِجُ أَنَّ يَسُوعَ يَعْرِفُ ٱلْآنَ تَوْقِيتَ هَرْمَجِدُّونَ؟ (ب) رَغْمَ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ بِٱلضَّبْطِ مَتَى يَبْدَأُ ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ، مِمَّ نَحْنُ وَاثِقُونَ؟
٤ نَحْنُ نَعْرِفُ ٱلْوَقْتَ ٱلْمُحَدَّدَ ٱلَّذِي تَبْدَأُ فِيهِ كُلُّ فَتْرَةٍ مِنْ فَتَرَاتِ ٱلْمَحْفِلِ. وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ أَنْ نَعْرِفَ بِٱلضَّبْطِ مَتَى يَبْدَأُ ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ. فَعِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، قَالَ: «أَمَّا ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ وَتِلْكَ ٱلسَّاعَةُ فَلَا يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ، لَا مَلَائِكَةُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَلَا ٱلِٱبْنُ، إِلَّا ٱلْآبُ وَحْدَهُ». (مت ٢٤:٣٦) وَلٰكِنْ بَعْدَمَا عُيِّنَ ٱلْمَسِيحُ فِي ٱلسَّمَاءِ لِيَقُودَ مَعْرَكَةَ هَرْمَجِدُّونَ، مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ نَسْتَنْتِجَ أَنَّهُ أَصْبَحَ يَعْرِفُ تَوْقِيتَهَا. (رؤ ١٩:١١-١٦) أَمَّا نَحْنُ فَلَا. لِذَا كَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ! إِلَّا أَنَّ تَوْقِيتَ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ كَانَ دَوْمًا مَعْرُوفًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى يَهْوَهَ. وَبِمَا أَنَّهُ حَدَّدَ مَتَى سَتَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ، فَهِيَ تَصِيرُ أَقْرَبَ بِمُرُورِ كُلِّ يَوْمٍ، «وَلَنْ تَتَأَخَّرَ». (اقرأ حبقوق ٢:١-٣.) فَمَا ٱلَّذِي يُؤَكِّدُ لَنَا ذٰلِكَ؟
٥ أَعْطِ مِثَالًا يُظْهِرُ أَنَّ نُبُوَّاتِ يَهْوَهَ تَتِمُّ دَائِمًا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُحَدَّدِ.
٥ تَتِمُّ نُبُوَّاتُ يَهْوَهَ دَائِمًا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُحَدَّدِ. لِنَأْخُذْ مَثَلًا يَوْمَ حَرَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ. فَبِٱلْإِشَارَةِ إِلَى ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ ١٥١٣ قم، ذَكَرَ مُوسَى: «كَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ ٱلْأَرْبَعِ مِئَةٍ وَٱلثَّلَاثِينَ سَنَةً، فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ، أَنَّ جَمِيعَ جُيُوشِ يَهْوَهَ خَرَجُوا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ». (خر ١٢:٤٠-٤٢) لَقَدْ بَدَأَتْ فَتْرَةُ ٱلْـ ٤٣٠ سَنَةً هٰذِهِ عَامَ ١٩٤٣ قم، حِينَ سَرَى مَفْعُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَهُ لِإِبْرَاهِيمَ. (غل ٣:١٧، ١٨) وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، أَخْبَرَ يَهْوَهُ إِبْرَاهِيمَ: «اِعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُ، وَيَخْدُمُهُمْ، وَهُمْ يُضَايِقُونَهُ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ». (تك ١٥:١٣؛ اع ٧:٦) وَقَدْ بَدَأَتْ فَتْرَةُ ٱلْـ ٤٠٠ سَنَةٍ هٰذِهِ عَامَ ١٩١٣ قم، حِينَ هَزِئَ إِسْمَاعِيلُ مِنْ إِسْحَاقَ يَوْمَ فِطَامِهِ، وَٱنْتَهَتْ لَمَّا خَرَجَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ مِصْرَ عَامَ ١٥١٣ قم. (تك ٢١: ٨-١٠؛ غل ٤:٢٢-٢٩) فَقَبْلَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ، حَدَّدَ يَهْوَهُ بِٱلضَّبْطِ وَقْتَ تَحْرِيرِ شَعْبِهِ!
٦ لِمَ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُنَجِّي شَعْبَهُ؟
٦ كَانَ يَشُوعُ بَيْنَ ٱلَّذِينَ تَحَرَّرُوا مِنْ مِصْرَ. وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ، ذَكَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ: «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَبِكُلِّ نُفُوسِكُمْ أَنَّهُ لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ جَمِيعِ ٱلْكَلَامِ ٱلصَّالِحِ ٱلَّذِي كَلَّمَكُمْ بِهِ يَهْوَهُ إِلٰهُكُمْ. اَلْكُلُّ تَمَّ لَكُمْ. لَمْ تَسْقُطْ مِنْهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ». (يش ٢٣:٢، ١٤) نَحْنُ أَيْضًا مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُتَمِّمُ وَعْدَهُ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ. وَلٰكِنْ، لِكَيْ نَنْجُوَ مِنْ دَمَارِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ، عَلَيْنَا أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ.
لَا خَلَاصَ دُونَ سَهَرٍ
٧، ٨ (أ) مَاذَا كَانَ دَوْرُ ٱلْحُرَّاسِ قَدِيمًا، وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ ذٰلِكَ؟ (ب) أَعْطِ مِثَالًا يُظْهِرُ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ إِذَا نَامَ ٱلْحَارِسُ.
٧ يُعَلِّمُنَا ٱلْمَاضِي دَرْسًا عَنْ أَهَمِّيَّةِ ٱلسَّهَرِ. فَفِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ، كَانَ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْمُدُنِ ٱلْكَبِيرَةِ، كَأُورُشَلِيمَ، مُحَاطًا بِأَسْوَارٍ عَالِيَةٍ تَحْمِيهَا مِنَ ٱلْأَعْدَاءِ. وَقَدْ تَمَرْكَزَ ٱلرُّقَبَاءُ أَوِ ٱلْحُرَّاسُ نَهَارًا وَلَيْلًا عَلَى ٱلْأَسْوَارِ وَعِنْدَ ٱلْبَوَّابَاتِ. وَٱسْتَطَاعُوا مِنْ مَوْقِعِهِمِ ٱلْمُشْرِفِ فَوْقَ ٱلْأَسْوَارِ أَنْ يَرَوْا مُحِيطَ ٱلْمَدِينَةِ، وَتَوَجَّبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُحَذِّرُوا سُكَّانَهَا مِنْ أَيِّ خَطَرٍ وَشِيكٍ. (اش ٦٢:٦) لِذٰلِكَ كَانَ بَقَاؤُهُمْ يَقِظِينَ مَسْأَلَةَ حَيَاةٍ أَوْ مَوْتٍ. — حز ٣٣:٦.
٨ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، يَذْكُرُ ٱلْمُؤَرِّخُ ٱلْيَهُودِيُّ يُوسِيفُوس أَنَّ ٱلْجُيُوشَ ٱلرُّومَانِيَّةَ عَامَ ٧٠ بم تَمَكَّنَتْ مِنَ ٱلِٱسْتِيلَاءِ عَلَى بُرْجِ أَنْطُونِيَا ٱلْمُلَاصِقِ لِأَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ، لِأَنَّ ٱلْحُرَّاسَ عِنْدَ ٱلْبَوَّابَاتِ كَانُوا نَائِمِينَ. وَمِنْ هُنَاكَ، ٱقْتَحَمَ ٱلرُّومَانُ ٱلْهَيْكَلَ وَأَشْعَلُوا ٱلنَّارَ فِيهِ، ثُمَّ دَمَّرُوا بَاقِيَ ٱلْمَدِينَةِ. وَهٰذَا كَانَ ٱلْجُزْءَ ٱلْخِتَامِيَّ مِنْ أَعْظَمِ ضِيقٍ شَهِدَتْهُ أُورُشَلِيمُ وَأُمَّةُ إِسْرَائِيلَ.
٩ أَيُّ أَمْرٍ لَا يُدْرِكُهُ أَغْلَبُ ٱلنَّاسِ فِي أَيَّامِنَا؟
٩ وَٱلْيَوْمَ، تَسْهَرُ مُعْظَمُ ٱلدُّوَلِ عَلَى أَمْنِهَا ٱلْقَوْمِيِّ وَتُرَاقِبُ حُدُودَهَا بِوَاسِطَةِ جُنُودٍ أَوْ أَنْظِمَةِ مُرَاقَبَةٍ مُتَطَوِّرَةٍ، لِئَلَّا يَخْرُقَهَا ٱلْعَدُوُّ أَوِ ٱلْغُرَبَاءُ. لٰكِنَّ وَسَائِلَ ٱلْمُرَاقَبَةِ هٰذِهِ لَا تَكْتَشِفُ سِوَى تَهْدِيدَاتٍ مَصْدَرُهَا بَشَرِيٌّ. فَهٰذِهِ ٱلدُّوَلُ لَا تُدْرِكُ أَنَّ هُنَالِكَ حُكُومَةً سَمَاوِيَّةً بِرِئَاسَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ سَتَشُنُّ عَمَّا قَرِيبٍ حَرْبًا عَلَى كُلِّ ٱلْحُكُومَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (اش ٩:٦، ٧؛ ٥٦:١٠؛ دا ٢:٤٤) أَمَّا نَحْنُ فَنَبْقَى مُنْتَبِهِينَ وَسَاهِرِينَ رُوحِيًّا، لِنَكُونَ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ حِينَ يَأْتِي يَوْمُ ٱلدَّيْنُونَةِ. — مز ١٣٠:٦.
اِحْذَرْ مِنَ ٱلتَّلْهِيَاتِ
١٠، ١١ (أ) مِمَّ يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ، وَلِمَاذَا؟ (ب) مَاذَا يُقْنِعُكَ أَنَّ إِبْلِيسَ أَثَّرَ فِي ٱلنَّاسِ لِيَتَجَاهَلُوا نُبُوَّةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٠ تَخَيَّلْ حَارِسًا بَقِيَ مُسْتَيْقِظًا طُولَ ٱللَّيْلِ. فَهُوَ يَكُونُ فِي قِمَّةِ ٱلتَّعَبِ وَٱلنُّعَاسِ فِيمَا تُوشِكُ أَنْ تَنْتَهِيَ نَوْبَةُ حِرَاسَتِهِ. بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، كُلَّمَا ٱقْتَرَبْنَا مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ، صَعُبَ عَلَيْنَا أَنْ نَبْقَى مُسْتَيْقِظِينَ. وَكَمْ سَيَكُونُ مُؤْسِفًا إِذَا لَمْ نُدَاوِمْ عَلَى ٱلسَّهَرِ! فَلْنُنَاقِشْ ثَلَاثَةَ مُؤَثِّرَاتٍ سَلْبِيَّةٍ يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ مِنْهَا لِئَلَّا تُضْعِفَ تَصْمِيمَنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ مُسْتَيْقِظِينَ.
يو ١٢:٣١؛ ١٤:٣٠؛ ١٦:١١) وَإِبْلِيسُ يَخْدَعُ ٱلنَّاسَ بِوَاسِطَةِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ يَتَجَاهَلُ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تُظْهِرُ بِوُضُوحٍ أَنَّ نِهَايَةَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ قَرِيبَةٌ جِدًّا. (صف ١:١٤) فَٱلشَّيْطَانُ «قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ». (٢ كو ٤:٣-٦) لِذٰلِكَ حِينَ نُحَاوِلُ إِخْبَارَ ٱلنَّاسِ أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ قَرِيبَةٌ وَأَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَحْكُمُ ٱلْآنَ، يَرْفُضُ كَثِيرُونَ مِنْهُمُ ٱلْإِصْغَاءَ، وَغَالِبًا مَا يَقُولُونَ إِنَّهُمْ غَيْرُ مُهْتَمِّينَ.
١١ إِبْلِيسُ يَخْدَعُ ٱلنَّاسَ لِيَسْتَسْلِمُوا لِلنُّعَاسِ ٱلرُّوحِيِّ. قُبَيْلَ مَوْتِ يَسُوعَ، ذَكَّرَ تَلَامِيذَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِأَنَّ إِبْلِيسَ هُوَ «حَاكِمُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ». (١٢ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نَسْمَحَ لِلشَّيْطَانِ بِأَنْ يَخْدَعَنَا؟
١٢ وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ نَدَعَ عَدَمَ ٱهْتِمَامِ ٱلنَّاسِ يُثَبِّطُنَا أَوْ يُضْعِفُ تَصْمِيمَنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ مُسْتَيْقِظِينَ. فَنَحْنُ نُدْرِكُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمُدَاوَمَةِ عَلَى ٱلسَّهَرِ. كَتَبَ بُولُسُ إِلَى رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ: «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ آتٍ كَسَارِقٍ فِي ٱللَّيْلِ». (اقرأ ١ تسالونيكي ٥:١-٦.) كَمَا أَنَّ يَسُوعَ حَذَّرَنَا: «اِبْقَوْا . . . مُسْتَعِدِّينَ، لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ». (لو ١٢:٣٩، ٤٠) وَعَمَّا قَرِيبٍ، سَيُوهِمُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلنَّاسَ بِأَنَّ هُنَالِكَ ‹سَلَامًا وَأَمْنًا›، وَأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي ٱلْعَالَمِ بِأَلْفِ خَيْرٍ. فَمَاذَا عَنَّا؟ لِكَيْلَا يُدْرِكَنَا يَوْمُ ٱلدَّيْنُونَةِ «كَمَا يُدْرِكُ ٱلسَّارِقِينَ»، يَجِبُ أَنْ نَبْقَى «مُسْتَيْقِظِينَ وَوَاعِينَ». فَيَلْزَمُ أَنْ نَقْرَأَ كَلِمَةَ ٱللهِ يَوْمِيًّا وَنَتَأَمَّلَ فِي مَا يَقُولُهُ لَنَا.
١٣ كَيْفَ يُؤَثِّرُ رُوحُ ٱلْعَالَمِ فِي ٱلنَّاسِ، وَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ هٰذَا ٱلتَّأْثِيرَ ٱلْخَطِرَ؟
١٣ رُوحُ ٱلْعَالَمِ يُنَعِّسُ ٱلنَّاسَ رُوحِيًّا. يَنْشَغِلُ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ بِشُؤُونِ ٱلْحَيَاةِ بِحَيْثُ لَا «يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ». (مت ٥:٣) وَهُمْ غَارِقُونَ فِي مُغْرِيَاتِ ٱلْعَالَمِ ٱلَّتِي تُثِيرُ «شَهْوَةَ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةَ ٱلْعُيُونِ». (١ يو ٢:١٦) كَمَا أَنَّ ٱلتَّسْلِيَةَ تُشَجِّعُ ٱلنَّاسَ عَلَى ‹حُبِّ ٱلْمَلَذَّاتِ›، وَٱلْإِغْرَاءَاتُ تَتَزَايَدُ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ. (٢ تي ٣:٤) لِذٰلِكَ حَثَّ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَلَّا يُرَكِّزُوا حَيَاتَهُمْ عَلَى إِشْبَاعِ «شَهَوَاتِ ٱلْجَسَدِ»، لِئَلَّا يَنَامُوا رُوحِيًّا. — رو ١٣:١١-١٤.
١٤ مِمَّ تُحَذِّرُنَا لُوقَا ٢١:٣٤، ٣٥؟
١٤ نَحْنُ نُرِيدُ أَنْ يُؤَثِّرَ فِي حَيَاتِنَا رُوحُ ٱللهِ، لَا رُوحُ ٱلْعَالَمِ. وَيَهْوَهُ يَمْنَحُنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ فَهْمًا أَوْضَحَ لِلْأَحْدَاثِ ٱلَّتِي سَتَحْصُلُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. [١] (١ كو ٢:١٢) وَلٰكِنْ يَلْزَمُ أَنْ نَحْذَرَ، لِأَنَّهُ حَتَّى شُؤُونُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ يُمْكِنُ أَنْ تُلْهِيَنَا عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ. (اقرأ لوقا ٢١:٣٤، ٣٥.) وَقَدْ يَسْتَهْزِئُ بِنَا ٱلنَّاسُ بِسَبَبِ مُدَاوَمَتِنَا عَلَى ٱلسَّهَرِ. لٰكِنَّ هٰذَا لَا يُثَبِّطُنَا، فَنَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ قَرِيبَةٌ. (٢ بط ٣:٣-٧) بِٱلْمُقَابِلِ، إِذَا أَرَدْنَا أَنْ يَعْمَلَ فِينَا رُوحُ ٱللهِ، يَجِبُ أَنْ نُعَاشِرَ رُفَقَاءَنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ.
١٥ مَاذَا حَدَثَ لِبُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا، وَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ لَنَا ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ؟
١٥ جَسَدُنَا ٱلنَّاقِصُ يُضْعِفُ تَصْمِيمَنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ يَقِظِينَ. أَدْرَكَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ يَسْتَسْلِمُونَ بِطَبِيعَتِهِمْ لِضَعَفَاتِ ٱلْجَسَدِ. لِنَأْخُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ. فَلِكَيْ يُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ، كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ أَنْ يُعْطِيَهُ ٱلْقُوَّةَ. وَطَلَبَ مِنْ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَنْ ‹يَبْقَوْا سَاهِرِينَ› وَهُوَ يُصَلِّي. لٰكِنَّهُمْ لَمْ يُدْرِكُوا خُطُورَةَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُهُمْ. فَٱسْتَسْلَمُوا لِلتَّعَبِ وَنَامُوا. أَمَّا يَسُوعُ فَبَقِيَ مُسْتَيْقِظًا وَصَلَّى بِحَرَارَةٍ إِلَى أَبِيهِ، رَغْمَ أَنَّهُ كَانَ مِثْلَهُمْ مُتْعَبًا جِدًّا. — مر ١٤:٣٢-٤١.
١٦ كَيْفَ ‹نَبْقَى مُسْتَيْقِظِينَ› ٱنْسِجَامًا مَعَ إِرْشَادِ يَسُوعَ فِي لُوقَا ٢١:٣٦؟
١٦ وَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ ‹نَبْقَى مُسْتَيْقِظِينَ› رُوحِيًّا، لٰكِنَّ ٱلرَّغْبَةَ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي. فَمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ؟ قَبْلَ بِضْعَةِ أَيَّامٍ مِنَ ٱلْحَادِثَةِ فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي، طَلَبَ يَسُوعُ مِنْ أُولٰئِكَ ٱلتَّلَامِيذِ نَفْسِهِمْ أَنْ يُصَلُّوا إِلَى يَهْوَهَ لِيُسَاعِدَهُمْ. (اقرأ لوقا ٢١:٣٦.) إِذًا، لِكَيْ نَبْقَى سَاهِرِينَ رُوحِيًّا، يَلْزَمُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ. — ١ بط ٤:٧.
دَاوِمْ عَلَى ٱلسَّهَرِ
١٧ كَيْفَ نَسْتَعِدُّ لِمَا سَيَحْدُثُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ؟
١٧ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلنِّهَايَةَ سَتَأْتِي «فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ». (مت ٢٤:٤٤) لِذٰلِكَ لَيْسَ ٱلْوَقْتُ ٱلْآنَ لِنَنْعَسَ رُوحِيًّا أَوْ نَسْعَى وَرَاءَ ٱلْأَوْهَامِ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ، وَٱلَّتِي يَشْتَهِيهَا جَسَدُنَا ٱلنَّاقِصُ. فَٱللهُ وَيَسُوعُ يُخْبِرَانِنَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَاذَا سَيَحْدُثُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ، وَكَيْفَ نُدَاوِمُ عَلَى ٱلسَّهَرِ. فَعَلَيْنَا أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ وَنَضَعَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا. وَعَلَيْنَا أَنْ نَنْتَبِهَ كَيْفَ تَتِمُّ نُبُوَّاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْآنَ لِنَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِمَا سَيَأْتِي. (رؤ ٢٢:٢٠) فَلَا خَلَاصَ دُونَ سَهَرٍ.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ١٤) اُنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ٢١ مِنْ كِتَابِ مَلَكُوتُ ٱللهِ يَحْكُمُ ٱلْآنَ!.