الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لمَ يجب ان ‹نداوم على السهر›؟‏

لمَ يجب ان ‹نداوم على السهر›؟‏

‏«لَا تَعْرِفُونَ فِي أَيِّ يَوْمٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ».‏ —‏ مت ٢٤:‏٤٢‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٣٦،‏ ١٢٩

١ أَوْضِحْ لِمَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَنْتَبِهَ لِلْوَقْتِ وَلِمَا يَحْدُثُ حَوْلَنَا.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

اَلْمَحْفِلُ سَيَبْدَأُ بَعْدَ لَحَظَاتٍ.‏ فَهَا هُوَ ٱلْعَرِيفُ عَلَى ٱلْمِنَصَّةِ يُرَحِّبُ بِٱلْحُضُورِ،‏ وَسَتَبْدَأُ ٱلْمُقَدِّمَةُ ٱلْمُوسِيقِيَّةُ.‏ لِذٰلِكَ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْوَقْتَ قَدْ حَانَ لِنَأْخُذَ أَمَاكِنَنَا.‏ فَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نُجَهِّزَ عُقُولَنَا وَقُلُوبَنَا لِخِطَابَاتِ ٱلْمَحْفِلِ،‏ فِيمَا نُصْغِي بِهُدُوءٍ إِلَى ٱلْمُوسِيقَى ٱلْجَمِيلَةِ لِأُورْكِسْتْرَا بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ لَا يَزَالُونَ يَتَجَوَّلُونَ أَوْ يَتَحَدَّثُونَ مَعَ أَصْدِقَائِهِمْ،‏ غَيْرَ مُنْتَبِهِينَ لِلْعَرِيفِ وَلَا لِلْمُوسِيقَى ٱلَّتِي تَعْزِفُ مُعْلِنَةً بَدْءَ ٱلْبَرْنَامَجِ.‏ يَصِفُ هٰذَا ٱلْمَشْهَدُ مَا يَحْدُثُ حِينَ لَا نَنْتَبِهُ لِلْوَقْتِ أَوْ لِمَا يَحْدُثُ حَوْلَنَا.‏ وَهٰذَا أَمْرٌ فِي غَايَةِ ٱلْخُطُورَةِ،‏ لِأَنَّ هُنَالِكَ حَدَثًا أَعْظَمَ بِكَثِيرٍ عَلَى ٱلْأَبْوَابِ،‏ وَيَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لَهُ.‏ فَمَا هُوَ هٰذَا ٱلْحَدَثُ؟‏

٢ لِمَ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ أَنْ ‹يُدَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ›؟‏

٢ حِينَ كَانَ يَسُوعُ يَتَحَدَّثُ إِلَى تَلَامِيذِهِ عَنِ «ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ»،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «اِبْقَوْا مُنْتَبِهِينَ وَمُسْتَيْقِظِينَ،‏ لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ مَتَى يَكُونُ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُعَيَّنُ».‏ ثُمَّ قَالَ لَهُمْ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ:‏ ‏«دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ».‏ ‏(‏مت ٢٤:‏٣‏؛‏ اقرأ مرقس ١٣:‏٣٢-‏٣٧‏.‏)‏ وَفِي رِوَايَةِ مَتَّى لِهٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ،‏ نَرَى أَيْضًا أَنَّ يَسُوعَ حَثَّ أَتْبَاعَهُ أَنْ يَبْقَوْا يَقِظِينَ.‏ فَقَدْ حَذَّرَهُمْ:‏ ‏«دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ،‏ لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ فِي أَيِّ يَوْمٍ يَأْتِي رَبُّكُمْ»،‏ «كُونُوا .‏ .‏ .‏ مُسْتَعِدِّينَ،‏ لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ»،‏ وَ ‏«دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ،‏ لِأَنَّكُمْ لَا تَعْرِفُونَ ٱلْيَوْمَ وَلَا ٱلسَّاعَةَ».‏ —‏ مت ٢٤:‏٤٢-‏٤٤؛‏ ٢٥:‏١٣‏.‏

٣ لِمَ نَنْظُرُ إِلَى تَحْذِيرِ يَسُوعَ بِجِدِّيَّةٍ؟‏

٣ وَنَحْنُ شُهُودَ يَهْوَهَ نَنْظُرُ إِلَى تَحْذِيرِ يَسُوعَ بِجِدِّيَّةٍ.‏ فَنَحْنُ نُدْرِكُ أَنَّنَا مُتَقَدِّمُونَ جِدًّا فِي «وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ»،‏ وَأَنَّ ‹ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ› سَيَبْدَأُ عَمَّا قَرِيبٍ.‏ (‏دا ١٢:‏٤؛‏ مت ٢٤:‏٢١‏)‏ فَكَمَا أَنْبَأَ يَسُوعُ،‏ نَرَى ٱلْحُرُوبَ وَٱلْمَجَاعَاتِ وَٱلْأَوْبِئَةَ وَٱلزَّلَازِلَ فِي أَمَاكِنَ كَثِيرَةٍ.‏ وَيَتَزَايَدُ ٱلتَّشْوِيشُ ٱلدِّينِيُّ وَٱلْعُنْفُ وَٱلْجَرِيمَةُ بِشَكْلٍ لَمْ يَسْبِقْ لَهُ مَثِيلٌ.‏ وَفِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ يَكْرِزُ شَعْبُ يَهْوَهَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ.‏ (‏مت ٢٤:‏٧،‏ ١١،‏ ١٢،‏ ١٤؛‏ لو ٢١:‏١١‏)‏ لِذٰلِكَ نَتَطَلَّعُ بِشَوْقٍ أَنْ يَأْتِيَ يَسُوعُ وَيُتَمِّمَ قَصْدَ أَبِيهِ.‏ —‏ مر ١٣:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏

اَلْيَوْمُ يَقْتَرِبُ!‏

٤ ‏(‏أ)‏ لِمَ نَسْتَنْتِجُ أَنَّ يَسُوعَ يَعْرِفُ ٱلْآنَ تَوْقِيتَ هَرْمَجِدُّونَ؟‏ (‏ب)‏ رَغْمَ أَنَّنَا لَا نَعْرِفُ بِٱلضَّبْطِ مَتَى يَبْدَأُ ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ،‏ مِمَّ نَحْنُ وَاثِقُونَ؟‏

٤ نَحْنُ نَعْرِفُ ٱلْوَقْتَ ٱلْمُحَدَّدَ ٱلَّذِي تَبْدَأُ فِيهِ كُلُّ فَتْرَةٍ مِنْ فَتَرَاتِ ٱلْمَحْفِلِ.‏ وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ أَنْ نَعْرِفَ بِٱلضَّبْطِ مَتَى يَبْدَأُ ٱلضِّيقُ ٱلْعَظِيمُ.‏ فَعِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ قَالَ:‏ «أَمَّا ذٰلِكَ ٱلْيَوْمُ وَتِلْكَ ٱلسَّاعَةُ فَلَا يَعْرِفُهُمَا أَحَدٌ،‏ لَا مَلَائِكَةُ ٱلسَّمٰوَاتِ وَلَا ٱلِٱبْنُ،‏ إِلَّا ٱلْآبُ وَحْدَهُ».‏ (‏مت ٢٤:‏٣٦‏)‏ وَلٰكِنْ بَعْدَمَا عُيِّنَ ٱلْمَسِيحُ فِي ٱلسَّمَاءِ لِيَقُودَ مَعْرَكَةَ هَرْمَجِدُّونَ،‏ مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ نَسْتَنْتِجَ أَنَّهُ أَصْبَحَ يَعْرِفُ تَوْقِيتَهَا.‏ (‏رؤ ١٩:‏١١-‏١٦‏)‏ أَمَّا نَحْنُ فَلَا.‏ لِذَا كَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ!‏ إِلَّا أَنَّ تَوْقِيتَ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ كَانَ دَوْمًا مَعْرُوفًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى يَهْوَهَ.‏ وَبِمَا أَنَّهُ حَدَّدَ مَتَى سَتَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ،‏ فَهِيَ تَصِيرُ أَقْرَبَ بِمُرُورِ كُلِّ يَوْمٍ،‏ «وَلَنْ تَتَأَخَّرَ».‏ ‏(‏اقرأ حبقوق ٢:‏١-‏٣‏.‏)‏ فَمَا ٱلَّذِي يُؤَكِّدُ لَنَا ذٰلِكَ؟‏

٥ أَعْطِ مِثَالًا يُظْهِرُ أَنَّ نُبُوَّاتِ يَهْوَهَ تَتِمُّ دَائِمًا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُحَدَّدِ.‏

٥ تَتِمُّ نُبُوَّاتُ يَهْوَهَ دَائِمًا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُحَدَّدِ.‏ لِنَأْخُذْ مَثَلًا يَوْمَ حَرَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ.‏ فَبِٱلْإِشَارَةِ إِلَى ١٤ نِيسَانَ ٱلْقَمَرِيِّ ١٥١٣ ق‌م،‏ ذَكَرَ مُوسَى:‏ «كَانَ عِنْدَ نِهَايَةِ ٱلْأَرْبَعِ مِئَةٍ وَٱلثَّلَاثِينَ سَنَةً،‏ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ عَيْنِهِ،‏ أَنَّ جَمِيعَ جُيُوشِ يَهْوَهَ خَرَجُوا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ».‏ (‏خر ١٢:‏٤٠-‏٤٢‏)‏ لَقَدْ بَدَأَتْ فَتْرَةُ ٱلْـ‍ ٤٣٠ سَنَةً هٰذِهِ عَامَ ١٩٤٣ ق‌م،‏ حِينَ سَرَى مَفْعُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ يَهْوَهُ لِإِبْرَاهِيمَ.‏ (‏غل ٣:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ،‏ أَخْبَرَ يَهْوَهُ إِبْرَاهِيمَ:‏ «اِعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُ،‏ وَيَخْدُمُهُمْ،‏ وَهُمْ يُضَايِقُونَهُ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ».‏ (‏تك ١٥:‏١٣؛‏ اع ٧:‏٦‏)‏ وَقَدْ بَدَأَتْ فَتْرَةُ ٱلْـ‍ ٤٠٠ سَنَةٍ هٰذِهِ عَامَ ١٩١٣ ق‌م،‏ حِينَ هَزِئَ إِسْمَاعِيلُ مِنْ إِسْحَاقَ يَوْمَ فِطَامِهِ،‏ وَٱنْتَهَتْ لَمَّا خَرَجَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ مِصْرَ عَامَ ١٥١٣ ق‌م.‏ (‏تك ٢١:‏٨-‏١٠؛‏ غل ٤:‏٢٢-‏٢٩‏)‏ فَقَبْلَ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ،‏ حَدَّدَ يَهْوَهُ بِٱلضَّبْطِ وَقْتَ تَحْرِيرِ شَعْبِهِ!‏

٦ لِمَ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُنَجِّي شَعْبَهُ؟‏

٦ كَانَ يَشُوعُ بَيْنَ ٱلَّذِينَ تَحَرَّرُوا مِنْ مِصْرَ.‏ وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ،‏ ذَكَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ:‏ «أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ بِكُلِّ قُلُوبِكُمْ وَبِكُلِّ نُفُوسِكُمْ أَنَّهُ لَمْ تَسْقُطْ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْ جَمِيعِ ٱلْكَلَامِ ٱلصَّالِحِ ٱلَّذِي كَلَّمَكُمْ بِهِ يَهْوَهُ إِلٰهُكُمْ.‏ اَلْكُلُّ تَمَّ لَكُمْ.‏ لَمْ تَسْقُطْ مِنْهُ كَلِمَةٌ وَاحِدَةٌ».‏ (‏يش ٢٣:‏٢،‏ ١٤‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُتَمِّمُ وَعْدَهُ أَنْ يُنَجِّيَنَا مِنَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ.‏ وَلٰكِنْ،‏ لِكَيْ نَنْجُوَ مِنْ دَمَارِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ.‏

لَا خَلَاصَ دُونَ سَهَرٍ

٧،‏ ٨ ‏(‏أ)‏ مَاذَا كَانَ دَوْرُ ٱلْحُرَّاسِ قَدِيمًا،‏ وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ ذٰلِكَ؟‏ (‏ب)‏ أَعْطِ مِثَالًا يُظْهِرُ مَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ إِذَا نَامَ ٱلْحَارِسُ.‏

٧ يُعَلِّمُنَا ٱلْمَاضِي دَرْسًا عَنْ أَهَمِّيَّةِ ٱلسَّهَرِ.‏ فَفِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْقَدِيمَةِ،‏ كَانَ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْمُدُنِ ٱلْكَبِيرَةِ،‏ كَأُورُشَلِيمَ،‏ مُحَاطًا بِأَسْوَارٍ عَالِيَةٍ تَحْمِيهَا مِنَ ٱلْأَعْدَاءِ.‏ وَقَدْ تَمَرْكَزَ ٱلرُّقَبَاءُ أَوِ ٱلْحُرَّاسُ نَهَارًا وَلَيْلًا عَلَى ٱلْأَسْوَارِ وَعِنْدَ ٱلْبَوَّابَاتِ.‏ وَٱسْتَطَاعُوا مِنْ مَوْقِعِهِمِ ٱلْمُشْرِفِ فَوْقَ ٱلْأَسْوَارِ أَنْ يَرَوْا مُحِيطَ ٱلْمَدِينَةِ،‏ وَتَوَجَّبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُحَذِّرُوا سُكَّانَهَا مِنْ أَيِّ خَطَرٍ وَشِيكٍ.‏ (‏اش ٦٢:‏٦‏)‏ لِذٰلِكَ كَانَ بَقَاؤُهُمْ يَقِظِينَ مَسْأَلَةَ حَيَاةٍ أَوْ مَوْتٍ.‏ —‏ حز ٣٣:‏٦‏.‏

٨ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ يَذْكُرُ ٱلْمُؤَرِّخُ ٱلْيَهُودِيُّ يُوسِيفُوس أَنَّ ٱلْجُيُوشَ ٱلرُّومَانِيَّةَ عَامَ ٧٠ ب‌م تَمَكَّنَتْ مِنَ ٱلِٱسْتِيلَاءِ عَلَى بُرْجِ أَنْطُونِيَا ٱلْمُلَاصِقِ لِأَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ،‏ لِأَنَّ ٱلْحُرَّاسَ عِنْدَ ٱلْبَوَّابَاتِ كَانُوا نَائِمِينَ.‏ وَمِنْ هُنَاكَ،‏ ٱقْتَحَمَ ٱلرُّومَانُ ٱلْهَيْكَلَ وَأَشْعَلُوا ٱلنَّارَ فِيهِ،‏ ثُمَّ دَمَّرُوا بَاقِيَ ٱلْمَدِينَةِ.‏ وَهٰذَا كَانَ ٱلْجُزْءَ ٱلْخِتَامِيَّ مِنْ أَعْظَمِ ضِيقٍ شَهِدَتْهُ أُورُشَلِيمُ وَأُمَّةُ إِسْرَائِيلَ.‏

٩ أَيُّ أَمْرٍ لَا يُدْرِكُهُ أَغْلَبُ ٱلنَّاسِ فِي أَيَّامِنَا؟‏

٩ وَٱلْيَوْمَ،‏ تَسْهَرُ مُعْظَمُ ٱلدُّوَلِ عَلَى أَمْنِهَا ٱلْقَوْمِيِّ وَتُرَاقِبُ حُدُودَهَا بِوَاسِطَةِ جُنُودٍ أَوْ أَنْظِمَةِ مُرَاقَبَةٍ مُتَطَوِّرَةٍ،‏ لِئَلَّا يَخْرُقَهَا ٱلْعَدُوُّ أَوِ ٱلْغُرَبَاءُ.‏ لٰكِنَّ وَسَائِلَ ٱلْمُرَاقَبَةِ هٰذِهِ لَا تَكْتَشِفُ سِوَى تَهْدِيدَاتٍ مَصْدَرُهَا بَشَرِيٌّ.‏ فَهٰذِهِ ٱلدُّوَلُ لَا تُدْرِكُ أَنَّ هُنَالِكَ حُكُومَةً سَمَاوِيَّةً بِرِئَاسَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ سَتَشُنُّ عَمَّا قَرِيبٍ حَرْبًا عَلَى كُلِّ ٱلْحُكُومَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏اش ٩:‏٦،‏ ٧؛‏ ٥٦:‏١٠؛‏ دا ٢:‏٤٤‏)‏ أَمَّا نَحْنُ فَنَبْقَى مُنْتَبِهِينَ وَسَاهِرِينَ رُوحِيًّا،‏ لِنَكُونَ عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ حِينَ يَأْتِي يَوْمُ ٱلدَّيْنُونَةِ.‏ —‏ مز ١٣٠:‏٦‏.‏

اِحْذَرْ مِنَ ٱلتَّلْهِيَاتِ

١٠،‏ ١١ ‏(‏أ)‏ مِمَّ يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُقْنِعُكَ أَنَّ إِبْلِيسَ أَثَّرَ فِي ٱلنَّاسِ لِيَتَجَاهَلُوا نُبُوَّةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

١٠ تَخَيَّلْ حَارِسًا بَقِيَ مُسْتَيْقِظًا طُولَ ٱللَّيْلِ.‏ فَهُوَ يَكُونُ فِي قِمَّةِ ٱلتَّعَبِ وَٱلنُّعَاسِ فِيمَا تُوشِكُ أَنْ تَنْتَهِيَ نَوْبَةُ حِرَاسَتِهِ.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ كُلَّمَا ٱقْتَرَبْنَا مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ،‏ صَعُبَ عَلَيْنَا أَنْ نَبْقَى مُسْتَيْقِظِينَ.‏ وَكَمْ سَيَكُونُ مُؤْسِفًا إِذَا لَمْ نُدَاوِمْ عَلَى ٱلسَّهَرِ!‏ فَلْنُنَاقِشْ ثَلَاثَةَ مُؤَثِّرَاتٍ سَلْبِيَّةٍ يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ مِنْهَا لِئَلَّا تُضْعِفَ تَصْمِيمَنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ مُسْتَيْقِظِينَ.‏

١١ إِبْلِيسُ يَخْدَعُ ٱلنَّاسَ لِيَسْتَسْلِمُوا لِلنُّعَاسِ ٱلرُّوحِيِّ.‏ قُبَيْلَ مَوْتِ يَسُوعَ،‏ ذَكَّرَ تَلَامِيذَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِأَنَّ إِبْلِيسَ هُوَ «حَاكِمُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ».‏ (‏يو ١٢:‏٣١؛‏ ١٤:‏٣٠؛‏ ١٦:‏١١‏)‏ وَإِبْلِيسُ يَخْدَعُ ٱلنَّاسَ بِوَاسِطَةِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ.‏ وَلِهٰذَا ٱلسَّبَبِ يَتَجَاهَلُ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ نُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تُظْهِرُ بِوُضُوحٍ أَنَّ نِهَايَةَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ قَرِيبَةٌ جِدًّا.‏ (‏صف ١:‏١٤‏)‏ فَٱلشَّيْطَانُ «قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ».‏ (‏٢ كو ٤:‏٣-‏٦‏)‏ لِذٰلِكَ حِينَ نُحَاوِلُ إِخْبَارَ ٱلنَّاسِ أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ قَرِيبَةٌ وَأَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَحْكُمُ ٱلْآنَ،‏ يَرْفُضُ كَثِيرُونَ مِنْهُمُ ٱلْإِصْغَاءَ،‏ وَغَالِبًا مَا يَقُولُونَ إِنَّهُمْ غَيْرُ مُهْتَمِّينَ.‏

١٢ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نَسْمَحَ لِلشَّيْطَانِ بِأَنْ يَخْدَعَنَا؟‏

١٢ وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ نَدَعَ عَدَمَ ٱهْتِمَامِ ٱلنَّاسِ يُثَبِّطُنَا أَوْ يُضْعِفُ تَصْمِيمَنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ مُسْتَيْقِظِينَ.‏ فَنَحْنُ نُدْرِكُ أَهَمِّيَّةَ ٱلْمُدَاوَمَةِ عَلَى ٱلسَّهَرِ.‏ كَتَبَ بُولُسُ إِلَى رُفَقَائِهِ ٱلْمُؤْمِنِينَ:‏ «أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ أَنَّ يَوْمَ يَهْوَهَ آتٍ كَسَارِقٍ فِي ٱللَّيْلِ».‏ ‏(‏اقرأ ١ تسالونيكي ٥:‏١-‏٦‏.‏)‏ كَمَا أَنَّ يَسُوعَ حَذَّرَنَا:‏ «اِبْقَوْا .‏ .‏ .‏ مُسْتَعِدِّينَ،‏ لِأَنَّهُ فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ يَأْتِي ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ».‏ (‏لو ١٢:‏٣٩،‏ ٤٠‏)‏ وَعَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَيُوهِمُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلنَّاسَ بِأَنَّ هُنَالِكَ ‹سَلَامًا وَأَمْنًا›،‏ وَأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ فِي ٱلْعَالَمِ بِأَلْفِ خَيْرٍ.‏ فَمَاذَا عَنَّا؟‏ لِكَيْلَا يُدْرِكَنَا يَوْمُ ٱلدَّيْنُونَةِ «كَمَا يُدْرِكُ ٱلسَّارِقِينَ»،‏ يَجِبُ أَنْ نَبْقَى «مُسْتَيْقِظِينَ وَوَاعِينَ».‏ فَيَلْزَمُ أَنْ نَقْرَأَ كَلِمَةَ ٱللهِ يَوْمِيًّا وَنَتَأَمَّلَ فِي مَا يَقُولُهُ لَنَا.‏

١٣ كَيْفَ يُؤَثِّرُ رُوحُ ٱلْعَالَمِ فِي ٱلنَّاسِ،‏ وَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ هٰذَا ٱلتَّأْثِيرَ ٱلْخَطِرَ؟‏

١٣ رُوحُ ٱلْعَالَمِ يُنَعِّسُ ٱلنَّاسَ رُوحِيًّا.‏ يَنْشَغِلُ كَثِيرُونَ ٱلْيَوْمَ بِشُؤُونِ ٱلْحَيَاةِ بِحَيْثُ لَا «يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ».‏ (‏مت ٥:‏٣‏)‏ وَهُمْ غَارِقُونَ فِي مُغْرِيَاتِ ٱلْعَالَمِ ٱلَّتِي تُثِيرُ «شَهْوَةَ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةَ ٱلْعُيُونِ».‏ (‏١ يو ٢:‏١٦‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلتَّسْلِيَةَ تُشَجِّعُ ٱلنَّاسَ عَلَى ‹حُبِّ ٱلْمَلَذَّاتِ›،‏ وَٱلْإِغْرَاءَاتُ تَتَزَايَدُ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ.‏ (‏٢ تي ٣:‏٤‏)‏ لِذٰلِكَ حَثَّ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَلَّا يُرَكِّزُوا حَيَاتَهُمْ عَلَى إِشْبَاعِ «شَهَوَاتِ ٱلْجَسَدِ»،‏ لِئَلَّا يَنَامُوا رُوحِيًّا.‏ —‏ رو ١٣:‏١١-‏١٤‏.‏

١٤ مِمَّ تُحَذِّرُنَا لُوقَا ٢١:‏٣٤،‏ ٣٥‏؟‏

١٤ نَحْنُ نُرِيدُ أَنْ يُؤَثِّرَ فِي حَيَاتِنَا رُوحُ ٱللهِ،‏ لَا رُوحُ ٱلْعَالَمِ.‏ وَيَهْوَهُ يَمْنَحُنَا بِوَاسِطَةِ رُوحِهِ فَهْمًا أَوْضَحَ لِلْأَحْدَاثِ ٱلَّتِي سَتَحْصُلُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ ‏[١]‏ (‏١ كو ٢:‏١٢‏)‏ وَلٰكِنْ يَلْزَمُ أَنْ نَحْذَرَ،‏ لِأَنَّهُ حَتَّى شُؤُونُ ٱلْحَيَاةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ يُمْكِنُ أَنْ تُلْهِيَنَا عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ.‏ ‏(‏اقرأ لوقا ٢١:‏٣٤،‏ ٣٥‏.‏)‏ وَقَدْ يَسْتَهْزِئُ بِنَا ٱلنَّاسُ بِسَبَبِ مُدَاوَمَتِنَا عَلَى ٱلسَّهَرِ.‏ لٰكِنَّ هٰذَا لَا يُثَبِّطُنَا،‏ فَنَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ قَرِيبَةٌ.‏ (‏٢ بط ٣:‏٣-‏٧‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ يَعْمَلَ فِينَا رُوحُ ٱللهِ،‏ يَجِبُ أَنْ نُعَاشِرَ رُفَقَاءَنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِٱنْتِظَامٍ فِي ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ.‏

هَلْ تَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِكَ ‹لِتُدَاوِمَ عَلَى ٱلسَّهَرِ›؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١١-‏١٦.‏)‏

١٥ مَاذَا حَدَثَ لِبُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا،‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ لَنَا ٱلْأَمْرُ عَيْنُهُ؟‏

١٥ جَسَدُنَا ٱلنَّاقِصُ يُضْعِفُ تَصْمِيمَنَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ يَقِظِينَ.‏ أَدْرَكَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ يَسْتَسْلِمُونَ بِطَبِيعَتِهِمْ لِضَعَفَاتِ ٱلْجَسَدِ.‏ لِنَأْخُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ.‏ فَلِكَيْ يُحَافِظَ عَلَى ٱسْتِقَامَتِهِ،‏ كَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَطْلُبَ مِنْ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ أَنْ يُعْطِيَهُ ٱلْقُوَّةَ.‏ وَطَلَبَ مِنْ بُطْرُسَ وَيَعْقُوبَ وَيُوحَنَّا أَنْ ‹يَبْقَوْا سَاهِرِينَ› وَهُوَ يُصَلِّي.‏ لٰكِنَّهُمْ لَمْ يُدْرِكُوا خُطُورَةَ ٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُهُمْ.‏ فَٱسْتَسْلَمُوا لِلتَّعَبِ وَنَامُوا.‏ أَمَّا يَسُوعُ فَبَقِيَ مُسْتَيْقِظًا وَصَلَّى بِحَرَارَةٍ إِلَى أَبِيهِ،‏ رَغْمَ أَنَّهُ كَانَ مِثْلَهُمْ مُتْعَبًا جِدًّا.‏ —‏ مر ١٤:‏٣٢-‏٤١‏.‏

١٦ كَيْفَ ‹نَبْقَى مُسْتَيْقِظِينَ› ٱنْسِجَامًا مَعَ إِرْشَادِ يَسُوعَ فِي لُوقَا ٢١:‏٣٦‏؟‏

١٦ وَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ ‹نَبْقَى مُسْتَيْقِظِينَ› رُوحِيًّا،‏ لٰكِنَّ ٱلرَّغْبَةَ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي.‏ فَمَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ؟‏ قَبْلَ بِضْعَةِ أَيَّامٍ مِنَ ٱلْحَادِثَةِ فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي،‏ طَلَبَ يَسُوعُ مِنْ أُولٰئِكَ ٱلتَّلَامِيذِ نَفْسِهِمْ أَنْ يُصَلُّوا إِلَى يَهْوَهَ لِيُسَاعِدَهُمْ.‏ ‏(‏اقرأ لوقا ٢١:‏٣٦‏.‏)‏ إِذًا،‏ لِكَيْ نَبْقَى سَاهِرِينَ رُوحِيًّا،‏ يَلْزَمُنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى ٱلصَّلَوَاتِ.‏ —‏ ١ بط ٤:‏٧‏.‏

دَاوِمْ عَلَى ٱلسَّهَرِ

١٧ كَيْفَ نَسْتَعِدُّ لِمَا سَيَحْدُثُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ؟‏

١٧ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلنِّهَايَةَ سَتَأْتِي ‏«‏فِي سَاعَةٍ لَا تَظُنُّونَ».‏ ‏(‏مت ٢٤:‏٤٤‏)‏ لِذٰلِكَ لَيْسَ ٱلْوَقْتُ ٱلْآنَ لِنَنْعَسَ رُوحِيًّا أَوْ نَسْعَى وَرَاءَ ٱلْأَوْهَامِ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ،‏ وَٱلَّتِي يَشْتَهِيهَا جَسَدُنَا ٱلنَّاقِصُ.‏ فَٱللهُ وَيَسُوعُ يُخْبِرَانِنَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَاذَا سَيَحْدُثُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ،‏ وَكَيْفَ نُدَاوِمُ عَلَى ٱلسَّهَرِ.‏ فَعَلَيْنَا أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ وَنَضَعَ ٱلْمَلَكُوتَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا.‏ وَعَلَيْنَا أَنْ نَنْتَبِهَ كَيْفَ تَتِمُّ نُبُوَّاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْآنَ لِنَكُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِمَا سَيَأْتِي.‏ (‏رؤ ٢٢:‏٢٠‏)‏ فَلَا خَلَاصَ دُونَ سَهَرٍ.‏

^ ‏[١] ‏(‏اَلْفِقْرَةُ ١٤)‏ اُنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ٢١ مِنْ كِتَابِ مَلَكُوتُ ٱللهِ يَحْكُمُ ٱلْآنَ!‏.‏