الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ممَّن تطلب الرضى والاكرام؟‏

ممَّن تطلب الرضى والاكرام؟‏

‏«اَللهُ لَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ».‏ —‏ عب ٦:‏١٠‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٤،‏ ٩١

١ أَيَّةُ رَغْبَةٍ طَبِيعِيَّةٍ لَدَيْنَا جَمِيعًا؟‏

تَخَيَّلْ أَنَّكَ ٱلْتَقَيْتَ شَخْصًا تَعْرِفُهُ وَتَحْتَرِمُهُ،‏ لٰكِنَّهُ نَسِيَ ٱسْمَكَ أَوْ لَمْ يَعْرِفْكَ أَصْلًا.‏ فَكَيْفَ تَشْعُرُ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ تَتَضَايَقُ كَثِيرًا.‏ فَبِطَبِيعَتِنَا،‏ نَرْغَبُ جَمِيعًا أَنْ نَنَالَ ٱسْتِحْسَانَ ٱلْآخَرِينَ.‏ وَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ يَعْرِفُوا مَنْ نَكُونُ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا أَنْ يُقَدِّرُوا صِفَاتِنَا وَإِنْجَازَاتِنَا.‏ —‏ عد ١١:‏١٦؛‏ اي ٣١:‏٦‏.‏

٢،‏ ٣ مَاذَا يُشَوِّهُ رَغْبَتَنَا فِي نَيْلِ ٱلتَّقْدِيرِ وَٱلْإِكْرَامِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٢ لٰكِنَّ ٱلنَّقْصَ يُمْكِنُ أَنْ يُشَوِّهَ رَغْبَتَنَا فِي نَيْلِ ٱلْإِكْرَامِ،‏ مِثْلَمَا يَفْعَلُ بِبَاقِي رَغَبَاتِنَا ٱلطَّبِيعِيَّةِ.‏ وَعَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ يُشَجِّعُنَا أَنْ نَسْعَى لِنَنَالَ ٱلشُّهْرَةَ وَٱلْمَجْدَ.‏ وَعِنْدَئِذٍ لَا نُقَدِّمُ لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ،‏ يَهْوَهَ ٱللهِ،‏ ٱلْمَجْدَ وَٱلْكَرَامَةَ وَٱلْعِبَادَةَ ٱلَّتِي يَسْتَحِقُّهَا.‏ —‏ رؤ ٤:‏١١‏.‏

٣ فِي أَيَّامِ يَسُوعَ مَثَلًا،‏ كَانَ لَدَى بَعْضِ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ نَظْرَةٌ خَاطِئَةٌ إِلَى ٱلْمَجْدِ وَٱلْإِكْرَامِ.‏ فَقَدْ قَالَ لِأَتْبَاعِهِ:‏ «اِحْذَرُوا مِنَ ٱلْكَتَبَةِ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي ٱلتَّجَوُّلِ بِٱلْحُلَلِ،‏ وَيُحِبُّونَ ٱلتَّحِيَّاتِ فِي سَاحَاتِ ٱلْأَسْوَاقِ،‏ وَٱلْمَقَاعِدَ ٱلْأَمَامِيَّةَ فِي ٱلْمَجَامِعِ،‏ وَٱلْأَمَاكِنَ ٱلْأَبْرَزَ فِي مَآدِبِ ٱلْعَشَاءِ».‏ وَأَضَافَ:‏ «هٰؤُلَاءِ سَيَنَالُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ».‏ (‏لو ٢٠:‏٤٦،‏ ٤٧‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ مَدَحَ يَسُوعُ أَرْمَلَةً مُحْتَاجَةً قَدَّمَتْ تَبَرُّعًا زَهِيدًا دُونَ أَنْ تَلْفِتَ ٱلْأَنْظَارَ إِلَيْهَا.‏ (‏لو ٢١:‏١-‏٤‏)‏ فَنَظْرَةُ يَسُوعَ إِلَى ٱلتَّقْدِيرِ وَٱلْإِكْرَامِ كَانَتْ مُخْتَلِفَةً تَمَامًا.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَرَى كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةِ ٱلصَّحِيحَةِ ٱلَّتِي تُفْرِحُ يَهْوَهَ.‏

نَيْلُ رِضَى يَهْوَهَ هُوَ أَعْظَمُ ٱمْتِيَازٍ

٤ أَيُّ إِكْرَامٍ هُوَ ٱلْأَهَمُّ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٤ يَسْعَى كَثِيرُونَ لِيَكُونُوا مَعْرُوفِينَ مِنْ خِلَالِ ٱلتَّعْلِيمِ،‏ ٱلْعَمَلِ،‏ ٱلْفَنِّ،‏ أَوِ ٱلرِّيَاضَةِ.‏ لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْإِكْرَامَ ٱلَّذِي يُقَدِّمُهُ ٱلْعَالَمُ لَيْسَ ٱلْأَهَمَّ.‏ لَاحِظْ مَا قَالَهُ بُولُسُ:‏ «أَمَّا ٱلْآنَ،‏ وَقَدْ عَرَفْتُمُ ٱللهَ،‏ بَلْ بِٱلْحَرِيِّ عَرَفَكُمُ ٱللهُ،‏ فَكَيْفَ تَرْجِعُونَ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْمَبَادِئِ ٱلْأَوَّلِيَّةِ ٱلضَّعِيفَةِ وَٱلْحَقِيرَةِ وَتُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا لَهَا مِنْ جَدِيدٍ؟‏».‏ (‏غل ٤:‏٩‏)‏ فَأَعْظَمُ شَرَفٍ هُوَ أَنَّ سَيِّدَ ٱلْكَوْنِ ‹يَعْرِفُنَا›.‏ فَيَهْوَهُ يَعْرِفُنَا شَخْصِيًّا وَيُحِبُّنَا وَيُرِيدُ أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَيْهِ.‏ وَصَدَاقَتُهُ هِيَ ٱلْهَدَفُ مِنْ وُجُودِنَا.‏ —‏ جا ١٢:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

٥ مَاذَا نَفْعَلُ لِيَعْرِفَنَا يَهْوَهُ؟‏

٥ لَقَدْ تَمَتَّعَ مُوسَى بِهٰذَا ٱلشَّرَفِ.‏ فَعِنْدَمَا طَلَبَ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُعَرِّفَهُ طُرُقَهُ،‏ أَجَابَهُ:‏ «هٰذَا ٱلْأَمْرُ أَيْضًا ٱلَّذِي تَكَلَّمْتَ عَنْهُ أَفْعَلُهُ،‏ لِأَنَّكَ نِلْتَ حُظْوَةً فِي عَيْنَيَّ وَعَرَفْتُكَ بِٱسْمِكَ».‏ (‏خر ٣٣:‏١٢-‏١٧‏)‏ وَفِي وُسْعِنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُصْبِحَ مَعْرُوفِينَ عِنْدَ يَهْوَهَ.‏ وَلٰكِنْ لِكَيْ نَنْعَمَ بِهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُحِبَّهُ وَنَنْذُرَ حَيَاتَنَا لَهُ.‏ —‏ اقرأ ١ كورنثوس ٨:‏٣‏.‏

٦،‏ ٧ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَخْسَرَ صَدَاقَةَ يَهْوَهَ؟‏

٦ وَلٰكِنْ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَيْضًا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَتِنَا ٱلثَّمِينَةِ بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ فَمِثْلَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي غَلَاطِيَةَ،‏ لَا يَجِبُ أَنْ نُسْتَعْبَدَ مُجَدَّدًا لِمَبَادِئِ ٱلْعَالَمِ «ٱلضَّعِيفَةِ وَٱلْحَقِيرَةِ»،‏ بِمَا فِي ذٰلِكَ طَلَبُ ٱلشُّهْرَةِ وَٱلْغِنَى.‏ (‏غل ٤:‏٩‏)‏ فَأُولٰئِكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ تَقَدَّمُوا حَتَّى صَارُوا مَعْرُوفِينَ عِنْدَ ٱللهِ.‏ لٰكِنَّ بُولُسَ ذَكَرَ أَنَّهُمْ كَانُوا ‹يَرْجِعُونَ ثَانِيَةً› إِلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْفَارِغَةِ.‏ وَكَأَنَّهُ يَسْأَلُهُمْ:‏ ‹لِمَاذَا تَرْجِعُونَ إِلَى تِلْكَ ٱلتَّفَاهَاتِ وَتَصِيرُونَ عَبِيدًا لَهَا مِنْ جَدِيدٍ؟‏›.‏

٧ وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يُمْكِنُ أَنْ يَحْصُلَ لَنَا ٱلْيَوْمَ.‏ فَحِينَ تَعَرَّفْنَا إِلَى يَهْوَهَ،‏ رُبَّمَا رَفَضْنَا ٱلْمَجْدَ وَٱلشُّهْرَةَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ،‏ مِثْلَمَا فَعَلَ بُولُسُ.‏ ‏(‏اقرأ فيلبي ٣:‏٧،‏ ٨‏.‏)‏ فَٱلْبَعْضُ تَخَلَّوْا عَنْ مِنَحٍ دِرَاسِيَّةٍ،‏ وَظَائِفَ مُرْبِحَةٍ،‏ أَوْ فُرَصٍ لِجَنْيِ ٱلْمَالِ.‏ وَآخَرُونَ لَمْ يَسْتَغِلُّوا مَوَاهِبَهُمُ ٱلْمُوسِيقِيَّةَ وَٱلرِّيَاضِيَّةَ لِتَحْقِيقِ ٱلشُّهْرَةِ وَٱلْغِنَى.‏ (‏عب ١١:‏٢٤-‏٢٧‏)‏ فَلَا نَنْدَمِ ٱلْآنَ عَلَى قَرَارَاتٍ جَيِّدَةٍ كَهٰذِهِ وَنَعْتَبِرْهَا فُرَصًا ضَائِعَةً.‏ وَإِلَّا يُمْكِنُ أَنْ نَرْجِعَ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْأُمُورِ «ٱلضَّعِيفَةِ وَٱلْحَقِيرَةِ» ٱلَّتِي أَدَرْنَا ظَهْرَنَا لَهَا.‏ *

اِسْعَ لِتَنَالَ رِضَى يَهْوَهَ

٨ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي طَلَبِ رِضَى يَهْوَهَ؟‏

٨ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي طَلَبِ رِضَى يَهْوَهَ،‏ لَا ٱلْعَالَمِ؟‏ يَلْزَمُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا حَقِيقَتَيْنِ مُهِمَّتَيْنِ.‏ أَوَّلًا،‏ يَهْوَهُ يَتَذَكَّرُ وَيُقَدِّرُ دَائِمًا خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ٦:‏١٠؛‏ ١١:‏٦‏)‏ فَهُوَ يُعِزُّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ،‏ وَيَعْتَبِرُ نِسْيَانَ أَمَانَتِهِمْ ‹إِثْمًا›.‏ كَمَا أَنَّهُ «يَعْرِفُ .‏ .‏ .‏ ٱلَّذِينَ لَهُ».‏ (‏٢ تي ٢:‏١٩‏)‏ فَهُوَ يَرَى «طَرِيقَ ٱلْأَبْرَارِ»،‏ وَيَعْرِفُ أَنْ يُنْقِذَهُمْ مِنَ ٱلْمِحْنَةِ.‏ —‏ مز ١:‏٦؛‏ ٢ بط ٢:‏٩‏.‏

٩ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ أَنَّهُ رَاضٍ عَنْ شَعْبِهِ؟‏ أَعْطِ أَمْثِلَةً.‏

٩ وَأَحْيَانًا،‏ يُظْهِرُ يَهْوَهُ بِطَرَائِقَ مُمَيَّزَةٍ أَنَّهُ رَاضٍ عَنْ خُدَّامِهِ.‏ (‏٢ اخ ٢٠:‏٢٠،‏ ٢٩‏)‏ لِنَأْخُذْ مَثَلًا كَيْفَ أَنْقَذَ شَعْبَهُ مِنْ جَيْشِ فِرْعَوْنَ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ.‏ (‏خر ١٤:‏٢١-‏٣٠؛‏ مز ١٠٦:‏٩-‏١١‏)‏ فَقَدْ كَانَ هٰذَا ٱلْحَدَثُ مُذْهِلًا جِدًّا،‏ حَتَّى إِنَّ أَهْلَ ٱلْمِنْطَقَةِ ظَلُّوا يَتَحَدَّثُونَ عَنْهُ بَعْدَ ٤٠ سَنَةً.‏ (‏يش ٢:‏٩-‏١١‏)‏ وَنَحْنُ نَتَشَجَّعُ حِينَ نَتَذَكَّرُ كَيْفَ أَعْرَبَ يَهْوَهُ قَدِيمًا عَنْ مَحَبَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ،‏ لَا سِيَّمَا أَنَّنَا سَنُوَاجِهُ عَمَّا قَرِيبٍ هُجُومَ جُوجٍ ٱلْمَاجُوجِيِّ.‏ (‏حز ٣٨:‏٨-‏١٢‏)‏ وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ سَنَفْرَحُ جِدًّا لِأَنَّنَا طَلَبْنَا رِضَى يَهْوَهَ،‏ لَا ٱلْعَالَمِ.‏

١٠ أَيَّةُ حَقِيقَةٍ أُخْرَى يَلْزَمُ أَنْ نُبْقِيَهَا فِي بَالِنَا؟‏

١٠ ثَانِيًا،‏ يُظْهِرُ يَهْوَهُ أَحْيَانًا رِضَاهُ عَنَّا بِطَرَائِقَ لَا نَتَوَقَّعُهَا.‏ قَالَ يَسُوعُ إِنَّ أَبَاهُ لَا يُكَافِئُ مَنْ يَفْعَلُونَ ٱلْخَيْرَ لِيَكْسِبُوا ٱسْتِحْسَانَ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَهٰؤُلَاءِ يَكُونُونَ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ حِينَ يُمَجِّدُهُمُ ٱلنَّاسُ.‏ ‏(‏اقرأ متى ٦:‏١-‏٥‏.‏)‏ لٰكِنَّهُ قَالَ أَيْضًا إِنَّ يَهْوَهَ «يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ» إِلَى ٱلَّذِينَ لَا يُمَجِّدُهُمُ ٱلنَّاسُ عَلَى أَعْمَالِهِمِ ٱلْحَسَنَةِ.‏ فَهُوَ يُلَاحِظُ أَعْمَالَهُمْ وَيُكَافِئُهُمْ عَلَيْهَا،‏ وَأَحْيَانًا بِطَرَائِقَ لَا يَتَوَقَّعُونَهَا.‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ.‏

يَهْوَهُ يُكْرِمُ شَابَّةً مُتَوَاضِعَةً

١١ كَيْفَ أَكْرَمَ يَهْوَهُ مَرْيَمَ؟‏

١١ اِخْتَارَ يَهْوَهُ شَابَّةً مُتَوَاضِعَةً ٱسْمُهَا مَرْيَمُ لِتَكُونَ أُمَّ يَسُوعَ.‏ وَقَدْ عَاشَتْ مَرْيَمُ فِي مَدِينَةِ ٱلنَّاصِرَةِ ٱلصَّغِيرَةِ،‏ بَعِيدًا عَنْ أُورُشَلِيمَ وَهَيْكَلِهَا ٱلْعَظِيمِ.‏ ‏(‏اقرأ لوقا ١:‏٢٦-‏٣٣‏.‏)‏ فَلِمَ ٱخْتَارَهَا يَهْوَهُ؟‏ قَالَ لَهَا ٱلْمَلَاكُ جِبْرَائِيلُ:‏ «نِلْتِ حُظْوَةً عِنْدَ ٱللهِ».‏ فَقَدْ تَمَتَّعَتْ مَرْيَمُ بِرُوحِيَّاتٍ قَوِيَّةٍ،‏ وَهٰذَا وَاضِحٌ مِمَّا قَالَتْهُ لَاحِقًا لِقَرِيبَتِهَا أَلِيصَابَاتَ.‏ (‏لو ١:‏٤٦-‏٥٥‏)‏ وَيَهْوَهُ لَاحَظَ أَمَانَتَهَا،‏ وَبَارَكَهَا بِذٰلِكَ ٱلِٱمْتِيَازِ ٱلَّذِي لَمْ تَتَوَقَّعْهُ.‏

١٢،‏ ١٣ كَيْفَ أُكْرِمَ يَسُوعُ وَقْتَ وِلَادَتِهِ وَبَعْدَ ٤٠ يَوْمًا؟‏

١٢ لَاحِظْ أَيْضًا مَا حَدَثَ عِنْدَمَا وُلِدَ يَسُوعُ.‏ فَيَهْوَهُ لَمْ يُعْلِنِ ٱلْخَبَرَ لِلْمَسْؤُولِينَ أَوِ ٱلْحُكَّامِ فِي أُورُشَلِيمَ وَبَيْتَ لَحْمَ.‏ بَلْ أَرْسَلَ مَلَائِكَةً لِيُعْلِنُوهُ لِرُعَاةٍ بُسَطَاءَ فِي ٱلْحُقُولِ خَارِجَ بَيْتَ لَحْمَ.‏ (‏لو ٢:‏٨-‏١٤‏)‏ ثُمَّ زَارَ هٰؤُلَاءِ ٱلرُّعَاةُ ٱلْمَوْلُودَ ٱلْجَدِيدَ.‏ (‏لو ٢:‏١٥-‏١٧‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ مَرْيَمَ وَيُوسُفَ تَفَاجَآ وَفَرِحَا حِينَ شَاهَدَا يَسُوعَ يُكَرَّمُ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ.‏ أَمَّا أُسْلُوبُ ٱلشَّيْطَانِ فِي إِعْلَانِ ٱلْخَبَرِ فَكَانَ مُخْتَلِفًا تَمَامًا.‏ فَعِنْدَمَا أَرْسَلَ مُنَجِّمِينَ لِيَزُورُوا يَسُوعَ وَوَالِدَيْهِ،‏ ٱضْطَرَبَتْ أُورُشَلِيمُ كُلُّهَا بِسَبَبِ خَبَرِ وِلَادَتِهِ.‏ (‏مت ٢:‏٣‏)‏ وَتَسَبَّبَ ذٰلِكَ لَاحِقًا بِمَوْتِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْأَطْفَالِ ٱلْأَبْرِيَاءِ.‏ —‏ مت ٢:‏١٦‏.‏

١٣ وَحَصَلَ أَمْرٌ لَافِتٌ بَعْدَ ٤٠ يَوْمًا مِنْ وِلَادَةِ يَسُوعَ.‏ فَقَدْ لَزِمَ أَنْ تُقَدِّمَ مَرْيَمُ ذَبِيحَةً لِيَهْوَهَ فِي ٱلْهَيْكَلِ بِأُورُشَلِيمَ،‏ عَلَى بُعْدِ ٩ كلم تَقْرِيبًا مِنْ بَيْتَ لَحْمَ.‏ (‏لو ٢:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ وَفِي ٱلطَّرِيقِ،‏ رُبَّمَا تَسَاءَلَتْ هَلْ يُكْرِمُ ٱلْكَاهِنُ يَسُوعَ إِكْرَامًا خُصُوصِيًّا.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ أَكْرَمَ يَسُوعَ بِطَرِيقَةٍ لَمْ تَخْطُرْ عَلَى بَالِهَا.‏ لَاحِظْ مَنِ ٱخْتَارَ لِيُعْلِنَ أَنَّ ٱلطِّفْلَ سَيُصْبِحُ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمُنْتَظَرَ:‏ رَجُلًا «بَارًّا وَيَخْشَى ٱللهَ» ٱسْمُهُ سِمْعَانُ،‏ ونَبِيَّةً أَرْمَلَةً بِعُمْرِ ٨٤ سَنَةً ٱسْمُهَا حَنَّةُ.‏ —‏ لو ٢:‏٢٥-‏٣٨‏.‏

١٤ كَيْفَ كَافَأَ يَهْوَهُ مَرْيَمَ؟‏

١٤ وَمَاذَا عَنْ مَرْيَمَ؟‏ هَلْ أَكْرَمَهَا يَهْوَهُ لِأَنَّهَا ٱعْتَنَتْ بِٱبْنِهِ وَرَبَّتْهُ؟‏ نَعَمْ.‏ فَقَدْ حَفِظَ بَعْضَ أَعْمَالِهَا وَأَقْوَالِهَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَلٰكِنْ يَبْدُو أَنَّهَا لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تُرَافِقَ يَسُوعَ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلَّتِي دَامَتْ ٣ سَنَوَاتٍ وَنِصْفًا.‏ فَرُبَّمَا ٱضْطُرَّتْ أَنْ تَبْقَى فِي ٱلنَّاصِرَةِ لِأَنَّهَا أَرْمَلَةٌ.‏ لِذَا فَاتَتْهَا ٱخْتِبَارَاتٌ حُلْوَةٌ كَثِيرَةٌ.‏ إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ إِلَى جَانِبِ يَسُوعَ عِنْدَ مَوْتِهِ.‏ (‏يو ١٩:‏٢٦‏)‏ وَبَعْدَ ذٰلِكَ،‏ تَوَاجَدَتْ مَعَ بَاقِي ٱلتَّلَامِيذِ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ (‏اع ١:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ فَلَا شَكَّ إِذًا أَنَّهَا مُسِحَتْ مَعَهُمْ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ.‏ وَهٰكَذَا أُتِيحَ لَهَا أَنْ تَحْكُمَ إِلَى ٱلْأَبَدِ مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ فَيَا لَهَا مِنْ مُكَافَأَةٍ عَظِيمَةٍ عَلَى أَمَانَتِهَا!‏

يَهْوَهُ يُكْرِمُ ٱبْنَهُ

١٥ كَيْفَ أَكْرَمَ يَهْوَهُ يَسُوعَ إِكْرَامًا خُصُوصِيًّا؟‏

١٥ لَمْ يَطْلُبْ يَسُوعُ ٱلْإِكْرَامَ مِنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ وَٱلسِّيَاسِيِّينَ فِي أَيَّامِهِ.‏ لٰكِنَّهُ نَالَ إِكْرَامًا خُصُوصِيًّا مِنْ أَبِيهِ.‏ فَفِي ثَلَاثِ مُنَاسَبَاتٍ،‏ تَكَلَّمَ يَهْوَهُ مُبَاشَرَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَشَجَّعَهُ.‏ فَبَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ فِي نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ،‏ قَالَ يَهْوَهُ:‏ «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ».‏ (‏مت ٣:‏١٧‏)‏ وَكَمَا يَبْدُو،‏ لَمْ يَسْمَعْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ سِوَى يَسُوعَ وَيُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ.‏ وَقَبْلَ سَنَةٍ تَقْرِيبًا مِنْ مَوْتِ يَسُوعَ،‏ سَمِعَ ثَلَاثَةٌ مِنْ رُسُلِهِ يَهْوَهَ يَقُولُ:‏ «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ.‏ لَهُ ٱسْمَعُوا».‏ (‏مت ١٧:‏٥‏)‏ وَأَخِيرًا،‏ قَبْلَ بِضْعَةِ أَيَّامٍ مِنْ مَوْتِهِ،‏ تَكَلَّمَ مَعَهُ يَهْوَهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَرَّةً ثَالِثَةً.‏ —‏ يو ١٢:‏٢٨‏.‏

مَاذَا تَتَعَلَّمُ مِنْ طَرِيقَةِ إِكْرَامِ يَهْوَهَ لِٱبْنِهِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٥-‏١٧.‏)‏

١٦،‏ ١٧ كَيْفَ أَكْرَمَ يَهْوَهُ يَسُوعَ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعَةٍ؟‏

١٦ لَقَدْ عَرَفَ يَسُوعُ أَنَّهُ سَيُتَّهَمُ بِٱلتَّجْدِيفِ وَيَمُوتُ مَوْتًا مُخْزِيًا.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ صَلَّى أَنْ تَتِمَّ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ،‏ لَا مَشِيئَتُهُ.‏ (‏مت ٢٦:‏٣٩،‏ ٤٢‏)‏ وَ «ٱحْتَمَلَ خَشَبَةَ ٱلْآلَامِ،‏ مُحْتَقِرًا ٱلْخِزْيَ».‏ فَقَدْ طَلَبَ رِضَى أَبِيهِ،‏ لَا ٱلْعَالَمِ.‏ (‏عب ١٢:‏٢‏)‏ فَكَيْفَ عَبَّرَ لَهُ يَهْوَهُ عَنْ رِضَاهُ؟‏

١٧ خِلَالَ حَيَاةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ صَلَّى أَنْ يَسْتَعِيدَ مَجْدَهُ ٱلسَّابِقَ،‏ ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي تَمَتَّعَ بِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ مَعَ أَبِيهِ.‏ (‏يو ١٧:‏٥‏)‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ لَا يَذْكُرُ أَنَّهُ تَطَلَّعَ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ذٰلِكَ.‏ فَهُوَ لَمْ يَتَوَقَّعْ أَنْ يَنَالَ «تَرْقِيَةً» فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ أَكْرَمَهُ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعَةٍ.‏ فَبَعْدَمَا أَقَامَهُ مِنَ ٱلْمَوْتِ،‏ «رَفَّعَهُ .‏ .‏ .‏ إِلَى مَرْكَزٍ أَعْلَى».‏ وَوَهَبَهُ نِعْمَةَ ٱلْخُلُودِ ٱلَّتِي لَمْ يَنَلْهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ.‏ * (‏في ٢:‏٩؛‏ ١ تي ٦:‏١٦‏)‏ فَيَا لَهَا مِنْ مُكَافَأَةٍ مُمَيَّزَةٍ عَلَى أَمَانَتِهِ!‏

١٨ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَلَّا نَطْلُبَ رِضَى ٱلْعَالَمِ؟‏

١٨ كَخُلَاصَةٍ إِذًا،‏ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَلَّا نَطْلُبَ رِضَى ٱلْعَالَمِ؟‏ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُ دَائِمًا خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ،‏ وَكَثِيرًا مَا يُكَافِئُهُمْ بِطَرَائِقَ غَيْرِ مُتَوَقَّعَةٍ.‏ فَمَنْ يَعْلَمُ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ يُخَبِّئُهَا لَنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏ وَلٰكِنْ فِيمَا نَحْتَمِلُ ٱلْمَصَاعِبَ ٱلْآنَ،‏ لِنَتَذَكَّرْ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَالَمَ ٱلشِّرِّيرَ سَيَزُولُ،‏ وَكَذٰلِكَ مَجْدُهُ.‏ (‏١ يو ٢:‏١٧‏)‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ أَبَانَا ٱلْمُحِبَّ ‹لَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَنَا وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي نُظْهِرُهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ›.‏ (‏عب ٦:‏١٠‏)‏ فَهُوَ سَيُكَافِئُنَا بِٱلتَّأْكِيدِ،‏ وَأَحْيَانًا بِطَرَائِقَ لَا تَخْطُرُ عَلَى ٱلْبَالِ.‏

^ ‎الفقرة 7‏ تَنْقُلُ تَرْجَمَاتٌ أُخْرَى ٱلْكَلِمَةَ «حَقِيرَةً» إِلَى «عَدِيمَةِ ٱلْفَائِدَةِ»،‏ «فَقِيرَةٍ»،‏ وَ «بَائِسَةٍ».‏

^ ‎الفقرة 17‏ رُبَّمَا لَمْ يَتَوَقَّعْ يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْبَرَكَةَ،‏ لِأَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ لَا تَأْتِي عَلَى ذِكْرِ ٱلْخُلُودِ.‏