ممَّن تطلب الرضى والاكرام؟
«اَللهُ لَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُمْ وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي أَظْهَرْتُمُوهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ». — عب ٦:١٠.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٤، ٩١
١ أَيَّةُ رَغْبَةٍ طَبِيعِيَّةٍ لَدَيْنَا جَمِيعًا؟
تَخَيَّلْ أَنَّكَ ٱلْتَقَيْتَ شَخْصًا تَعْرِفُهُ وَتَحْتَرِمُهُ، لٰكِنَّهُ نَسِيَ ٱسْمَكَ أَوْ لَمْ يَعْرِفْكَ أَصْلًا. فَكَيْفَ تَشْعُرُ؟ لَا شَكَّ أَنَّكَ تَتَضَايَقُ كَثِيرًا. فَبِطَبِيعَتِنَا، نَرْغَبُ جَمِيعًا أَنْ نَنَالَ ٱسْتِحْسَانَ ٱلْآخَرِينَ. وَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ يَعْرِفُوا مَنْ نَكُونُ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا أَنْ يُقَدِّرُوا صِفَاتِنَا وَإِنْجَازَاتِنَا. — عد ١١:١٦؛ اي ٣١:٦.
٢، ٣ مَاذَا يُشَوِّهُ رَغْبَتَنَا فِي نَيْلِ ٱلتَّقْدِيرِ وَٱلْإِكْرَامِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٢ لٰكِنَّ ٱلنَّقْصَ يُمْكِنُ أَنْ يُشَوِّهَ رَغْبَتَنَا فِي نَيْلِ ٱلْإِكْرَامِ، مِثْلَمَا يَفْعَلُ بِبَاقِي رَغَبَاتِنَا ٱلطَّبِيعِيَّةِ. وَعَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ يُشَجِّعُنَا أَنْ نَسْعَى لِنَنَالَ ٱلشُّهْرَةَ وَٱلْمَجْدَ. وَعِنْدَئِذٍ لَا نُقَدِّمُ لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ، يَهْوَهَ ٱللهِ، ٱلْمَجْدَ وَٱلْكَرَامَةَ وَٱلْعِبَادَةَ ٱلَّتِي يَسْتَحِقُّهَا. — رؤ ٤:١١.
لو ٢٠:٤٦، ٤٧) بِٱلْمُقَابِلِ، مَدَحَ يَسُوعُ أَرْمَلَةً مُحْتَاجَةً قَدَّمَتْ تَبَرُّعًا زَهِيدًا دُونَ أَنْ تَلْفِتَ ٱلْأَنْظَارَ إِلَيْهَا. (لو ٢١:١-٤) فَنَظْرَةُ يَسُوعَ إِلَى ٱلتَّقْدِيرِ وَٱلْإِكْرَامِ كَانَتْ مُخْتَلِفَةً تَمَامًا. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَرَى كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةِ ٱلصَّحِيحَةِ ٱلَّتِي تُفْرِحُ يَهْوَهَ.
٣ فِي أَيَّامِ يَسُوعَ مَثَلًا، كَانَ لَدَى بَعْضِ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ نَظْرَةٌ خَاطِئَةٌ إِلَى ٱلْمَجْدِ وَٱلْإِكْرَامِ. فَقَدْ قَالَ لِأَتْبَاعِهِ: «اِحْذَرُوا مِنَ ٱلْكَتَبَةِ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي ٱلتَّجَوُّلِ بِٱلْحُلَلِ، وَيُحِبُّونَ ٱلتَّحِيَّاتِ فِي سَاحَاتِ ٱلْأَسْوَاقِ، وَٱلْمَقَاعِدَ ٱلْأَمَامِيَّةَ فِي ٱلْمَجَامِعِ، وَٱلْأَمَاكِنَ ٱلْأَبْرَزَ فِي مَآدِبِ ٱلْعَشَاءِ». وَأَضَافَ: «هٰؤُلَاءِ سَيَنَالُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ». (نَيْلُ رِضَى يَهْوَهَ هُوَ أَعْظَمُ ٱمْتِيَازٍ
٤ أَيُّ إِكْرَامٍ هُوَ ٱلْأَهَمُّ، وَلِمَاذَا؟
٤ يَسْعَى كَثِيرُونَ لِيَكُونُوا مَعْرُوفِينَ مِنْ خِلَالِ ٱلتَّعْلِيمِ، ٱلْعَمَلِ، ٱلْفَنِّ، أَوِ ٱلرِّيَاضَةِ. لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْإِكْرَامَ ٱلَّذِي يُقَدِّمُهُ ٱلْعَالَمُ لَيْسَ ٱلْأَهَمَّ. لَاحِظْ مَا قَالَهُ بُولُسُ: «أَمَّا ٱلْآنَ، وَقَدْ عَرَفْتُمُ ٱللهَ، بَلْ بِٱلْحَرِيِّ عَرَفَكُمُ ٱللهُ، فَكَيْفَ تَرْجِعُونَ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْمَبَادِئِ ٱلْأَوَّلِيَّةِ ٱلضَّعِيفَةِ وَٱلْحَقِيرَةِ وَتُرِيدُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا لَهَا مِنْ جَدِيدٍ؟». (غل ٤:٩) فَأَعْظَمُ شَرَفٍ هُوَ أَنَّ سَيِّدَ ٱلْكَوْنِ ‹يَعْرِفُنَا›. فَيَهْوَهُ يَعْرِفُنَا شَخْصِيًّا وَيُحِبُّنَا وَيُرِيدُ أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَيْهِ. وَصَدَاقَتُهُ هِيَ ٱلْهَدَفُ مِنْ وُجُودِنَا. — جا ١٢:١٣، ١٤.
٥ مَاذَا نَفْعَلُ لِيَعْرِفَنَا يَهْوَهُ؟
٥ لَقَدْ تَمَتَّعَ مُوسَى بِهٰذَا ٱلشَّرَفِ. فَعِنْدَمَا طَلَبَ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُعَرِّفَهُ طُرُقَهُ، أَجَابَهُ: «هٰذَا ٱلْأَمْرُ أَيْضًا ٱلَّذِي تَكَلَّمْتَ عَنْهُ أَفْعَلُهُ، لِأَنَّكَ نِلْتَ حُظْوَةً فِي عَيْنَيَّ وَعَرَفْتُكَ بِٱسْمِكَ». (خر ٣٣:١٢-١٧) وَفِي وُسْعِنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُصْبِحَ مَعْرُوفِينَ عِنْدَ يَهْوَهَ. وَلٰكِنْ لِكَيْ نَنْعَمَ بِهٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ، عَلَيْنَا أَنْ نُحِبَّهُ وَنَنْذُرَ حَيَاتَنَا لَهُ. — اقرأ ١ كورنثوس ٨:٣.
٦، ٧ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَخْسَرَ صَدَاقَةَ يَهْوَهَ؟
٦ وَلٰكِنْ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَيْضًا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَتِنَا ٱلثَّمِينَةِ بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ. فَمِثْلَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي غَلَاطِيَةَ، لَا يَجِبُ أَنْ نُسْتَعْبَدَ مُجَدَّدًا لِمَبَادِئِ ٱلْعَالَمِ «ٱلضَّعِيفَةِ وَٱلْحَقِيرَةِ»، بِمَا فِي ذٰلِكَ طَلَبُ ٱلشُّهْرَةِ وَٱلْغِنَى. (غل ٤:٩) فَأُولٰئِكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ تَقَدَّمُوا حَتَّى صَارُوا مَعْرُوفِينَ عِنْدَ ٱللهِ. لٰكِنَّ بُولُسَ ذَكَرَ أَنَّهُمْ كَانُوا ‹يَرْجِعُونَ ثَانِيَةً› إِلَى ٱلْأُمُورِ ٱلْفَارِغَةِ. وَكَأَنَّهُ يَسْأَلُهُمْ: ‹لِمَاذَا تَرْجِعُونَ إِلَى تِلْكَ ٱلتَّفَاهَاتِ وَتَصِيرُونَ عَبِيدًا لَهَا مِنْ جَدِيدٍ؟›.
٧ وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يُمْكِنُ أَنْ يَحْصُلَ لَنَا ٱلْيَوْمَ. فَحِينَ تَعَرَّفْنَا إِلَى يَهْوَهَ، رُبَّمَا رَفَضْنَا ٱلْمَجْدَ وَٱلشُّهْرَةَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، مِثْلَمَا فَعَلَ بُولُسُ. (اقرأ فيلبي ٣:٧، ٨.) فَٱلْبَعْضُ تَخَلَّوْا عَنْ مِنَحٍ دِرَاسِيَّةٍ، وَظَائِفَ مُرْبِحَةٍ، أَوْ فُرَصٍ لِجَنْيِ ٱلْمَالِ. وَآخَرُونَ لَمْ يَسْتَغِلُّوا مَوَاهِبَهُمُ ٱلْمُوسِيقِيَّةَ وَٱلرِّيَاضِيَّةَ لِتَحْقِيقِ ٱلشُّهْرَةِ وَٱلْغِنَى. (عب ١١:٢٤-٢٧) فَلَا نَنْدَمِ ٱلْآنَ عَلَى قَرَارَاتٍ جَيِّدَةٍ كَهٰذِهِ وَنَعْتَبِرْهَا فُرَصًا ضَائِعَةً. وَإِلَّا يُمْكِنُ أَنْ نَرْجِعَ ثَانِيَةً إِلَى ٱلْأُمُورِ «ٱلضَّعِيفَةِ وَٱلْحَقِيرَةِ» ٱلَّتِي أَدَرْنَا ظَهْرَنَا لَهَا. *
اِسْعَ لِتَنَالَ رِضَى يَهْوَهَ
٨ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي طَلَبِ رِضَى يَهْوَهَ؟
٨ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي طَلَبِ رِضَى يَهْوَهَ، لَا ٱلْعَالَمِ؟ يَلْزَمُ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا حَقِيقَتَيْنِ مُهِمَّتَيْنِ. أَوَّلًا، يَهْوَهُ يَتَذَكَّرُ وَيُقَدِّرُ دَائِمًا خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ. (اقرإ العبرانيين ٦:١٠؛ ١١:٦) فَهُوَ يُعِزُّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَيَعْتَبِرُ نِسْيَانَ أَمَانَتِهِمْ ‹إِثْمًا›. كَمَا أَنَّهُ «يَعْرِفُ . . . ٱلَّذِينَ لَهُ». (٢ تي ٢:١٩) فَهُوَ يَرَى «طَرِيقَ ٱلْأَبْرَارِ»، وَيَعْرِفُ أَنْ يُنْقِذَهُمْ مِنَ ٱلْمِحْنَةِ. — مز ١:٦؛ ٢ بط ٢:٩.
٩ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ أَنَّهُ رَاضٍ عَنْ شَعْبِهِ؟ أَعْطِ أَمْثِلَةً.
٩ وَأَحْيَانًا، يُظْهِرُ يَهْوَهُ بِطَرَائِقَ مُمَيَّزَةٍ أَنَّهُ رَاضٍ عَنْ خُدَّامِهِ. (٢ اخ ٢٠:٢٠، ٢٩) لِنَأْخُذْ مَثَلًا كَيْفَ أَنْقَذَ شَعْبَهُ مِنْ جَيْشِ فِرْعَوْنَ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ. (خر ١٤:٢١-٣٠؛ مز ١٠٦:٩-١١) فَقَدْ كَانَ هٰذَا ٱلْحَدَثُ مُذْهِلًا جِدًّا، حَتَّى إِنَّ أَهْلَ ٱلْمِنْطَقَةِ ظَلُّوا يَتَحَدَّثُونَ عَنْهُ بَعْدَ ٤٠ سَنَةً. (يش ٢:٩-١١) وَنَحْنُ نَتَشَجَّعُ حِينَ نَتَذَكَّرُ كَيْفَ أَعْرَبَ يَهْوَهُ قَدِيمًا عَنْ مَحَبَّتِهِ وَقُدْرَتِهِ، لَا سِيَّمَا أَنَّنَا سَنُوَاجِهُ عَمَّا قَرِيبٍ هُجُومَ جُوجٍ ٱلْمَاجُوجِيِّ. (حز ٣٨:٨-١٢) وَفِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، سَنَفْرَحُ جِدًّا لِأَنَّنَا طَلَبْنَا رِضَى يَهْوَهَ، لَا ٱلْعَالَمِ.
١٠ أَيَّةُ حَقِيقَةٍ أُخْرَى يَلْزَمُ أَنْ نُبْقِيَهَا فِي بَالِنَا؟
١٠ ثَانِيًا، يُظْهِرُ يَهْوَهُ أَحْيَانًا رِضَاهُ عَنَّا بِطَرَائِقَ لَا نَتَوَقَّعُهَا. قَالَ يَسُوعُ إِنَّ أَبَاهُ لَا يُكَافِئُ مَنْ يَفْعَلُونَ ٱلْخَيْرَ لِيَكْسِبُوا ٱسْتِحْسَانَ ٱلْآخَرِينَ. فَهٰؤُلَاءِ يَكُونُونَ قَدِ ٱسْتَوْفَوْا مُكَافَأَتَهُمْ حِينَ يُمَجِّدُهُمُ ٱلنَّاسُ. (اقرأ متى ٦:١-٥.) لٰكِنَّهُ قَالَ أَيْضًا إِنَّ يَهْوَهَ «يَنْظُرُ فِي ٱلْخَفَاءِ» إِلَى ٱلَّذِينَ لَا يُمَجِّدُهُمُ ٱلنَّاسُ عَلَى أَعْمَالِهِمِ ٱلْحَسَنَةِ. فَهُوَ يُلَاحِظُ أَعْمَالَهُمْ وَيُكَافِئُهُمْ عَلَيْهَا، وَأَحْيَانًا بِطَرَائِقَ لَا يَتَوَقَّعُونَهَا. فَلْنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلْأَمْثِلَةِ.
يَهْوَهُ يُكْرِمُ شَابَّةً مُتَوَاضِعَةً
١١ كَيْفَ أَكْرَمَ يَهْوَهُ مَرْيَمَ؟
١١ اِخْتَارَ يَهْوَهُ شَابَّةً مُتَوَاضِعَةً ٱسْمُهَا مَرْيَمُ لِتَكُونَ أُمَّ يَسُوعَ. وَقَدْ عَاشَتْ مَرْيَمُ فِي مَدِينَةِ ٱلنَّاصِرَةِ ٱلصَّغِيرَةِ، بَعِيدًا عَنْ أُورُشَلِيمَ وَهَيْكَلِهَا ٱلْعَظِيمِ. (اقرأ لوقا ١:٢٦-٣٣.) فَلِمَ ٱخْتَارَهَا يَهْوَهُ؟ قَالَ لَهَا ٱلْمَلَاكُ جِبْرَائِيلُ: «نِلْتِ حُظْوَةً عِنْدَ ٱللهِ». فَقَدْ تَمَتَّعَتْ مَرْيَمُ بِرُوحِيَّاتٍ قَوِيَّةٍ، وَهٰذَا وَاضِحٌ مِمَّا قَالَتْهُ لَاحِقًا لِقَرِيبَتِهَا أَلِيصَابَاتَ. (لو ١:٤٦-٥٥) وَيَهْوَهُ لَاحَظَ أَمَانَتَهَا، وَبَارَكَهَا بِذٰلِكَ ٱلِٱمْتِيَازِ ٱلَّذِي لَمْ تَتَوَقَّعْهُ.
١٢، ١٣ كَيْفَ أُكْرِمَ يَسُوعُ وَقْتَ وِلَادَتِهِ وَبَعْدَ ٤٠ يَوْمًا؟
لو ٢:٨-١٤) ثُمَّ زَارَ هٰؤُلَاءِ ٱلرُّعَاةُ ٱلْمَوْلُودَ ٱلْجَدِيدَ. (لو ٢:١٥-١٧) وَلَا شَكَّ أَنَّ مَرْيَمَ وَيُوسُفَ تَفَاجَآ وَفَرِحَا حِينَ شَاهَدَا يَسُوعَ يُكَرَّمُ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. أَمَّا أُسْلُوبُ ٱلشَّيْطَانِ فِي إِعْلَانِ ٱلْخَبَرِ فَكَانَ مُخْتَلِفًا تَمَامًا. فَعِنْدَمَا أَرْسَلَ مُنَجِّمِينَ لِيَزُورُوا يَسُوعَ وَوَالِدَيْهِ، ٱضْطَرَبَتْ أُورُشَلِيمُ كُلُّهَا بِسَبَبِ خَبَرِ وِلَادَتِهِ. (مت ٢:٣) وَتَسَبَّبَ ذٰلِكَ لَاحِقًا بِمَوْتِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْأَطْفَالِ ٱلْأَبْرِيَاءِ. — مت ٢:١٦.
١٢ لَاحِظْ أَيْضًا مَا حَدَثَ عِنْدَمَا وُلِدَ يَسُوعُ. فَيَهْوَهُ لَمْ يُعْلِنِ ٱلْخَبَرَ لِلْمَسْؤُولِينَ أَوِ ٱلْحُكَّامِ فِي أُورُشَلِيمَ وَبَيْتَ لَحْمَ. بَلْ أَرْسَلَ مَلَائِكَةً لِيُعْلِنُوهُ لِرُعَاةٍ بُسَطَاءَ فِي ٱلْحُقُولِ خَارِجَ بَيْتَ لَحْمَ. (١٣ وَحَصَلَ أَمْرٌ لَافِتٌ بَعْدَ ٤٠ يَوْمًا مِنْ وِلَادَةِ يَسُوعَ. فَقَدْ لَزِمَ أَنْ تُقَدِّمَ مَرْيَمُ ذَبِيحَةً لِيَهْوَهَ فِي ٱلْهَيْكَلِ بِأُورُشَلِيمَ، عَلَى بُعْدِ ٩ كلم تَقْرِيبًا مِنْ بَيْتَ لَحْمَ. (لو ٢:٢٢-٢٤) وَفِي ٱلطَّرِيقِ، رُبَّمَا تَسَاءَلَتْ هَلْ يُكْرِمُ ٱلْكَاهِنُ يَسُوعَ إِكْرَامًا خُصُوصِيًّا. لٰكِنَّ يَهْوَهَ أَكْرَمَ يَسُوعَ بِطَرِيقَةٍ لَمْ تَخْطُرْ عَلَى بَالِهَا. لَاحِظْ مَنِ ٱخْتَارَ لِيُعْلِنَ أَنَّ ٱلطِّفْلَ سَيُصْبِحُ ٱلْمَسِيَّا ٱلْمُنْتَظَرَ: رَجُلًا «بَارًّا وَيَخْشَى ٱللهَ» ٱسْمُهُ سِمْعَانُ، ونَبِيَّةً أَرْمَلَةً بِعُمْرِ ٨٤ سَنَةً ٱسْمُهَا حَنَّةُ. — لو ٢:٢٥-٣٨.
١٤ كَيْفَ كَافَأَ يَهْوَهُ مَرْيَمَ؟
١٤ وَمَاذَا عَنْ مَرْيَمَ؟ هَلْ أَكْرَمَهَا يَهْوَهُ لِأَنَّهَا ٱعْتَنَتْ بِٱبْنِهِ وَرَبَّتْهُ؟ نَعَمْ. فَقَدْ حَفِظَ بَعْضَ أَعْمَالِهَا وَأَقْوَالِهَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَلٰكِنْ يَبْدُو أَنَّهَا لَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تُرَافِقَ يَسُوعَ خِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلَّتِي دَامَتْ ٣ سَنَوَاتٍ وَنِصْفًا. فَرُبَّمَا ٱضْطُرَّتْ أَنْ تَبْقَى فِي ٱلنَّاصِرَةِ لِأَنَّهَا أَرْمَلَةٌ. لِذَا فَاتَتْهَا ٱخْتِبَارَاتٌ حُلْوَةٌ كَثِيرَةٌ. إِلَّا أَنَّهَا كَانَتْ إِلَى جَانِبِ يَسُوعَ عِنْدَ مَوْتِهِ. (يو ١٩:٢٦) وَبَعْدَ ذٰلِكَ، تَوَاجَدَتْ مَعَ بَاقِي ٱلتَّلَامِيذِ فِي أُورُشَلِيمَ. (اع ١:١٣، ١٤) فَلَا شَكَّ إِذًا أَنَّهَا مُسِحَتْ مَعَهُمْ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ يَوْمَ ٱلْخَمْسِينَ. وَهٰكَذَا أُتِيحَ لَهَا أَنْ تَحْكُمَ إِلَى ٱلْأَبَدِ مَعَ يَسُوعَ فِي ٱلسَّمَاءِ. فَيَا لَهَا مِنْ مُكَافَأَةٍ عَظِيمَةٍ عَلَى أَمَانَتِهَا!
يَهْوَهُ يُكْرِمُ ٱبْنَهُ
١٥ كَيْفَ أَكْرَمَ يَهْوَهُ يَسُوعَ إِكْرَامًا خُصُوصِيًّا؟
١٥ لَمْ يَطْلُبْ يَسُوعُ ٱلْإِكْرَامَ مِنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ وَٱلسِّيَاسِيِّينَ فِي أَيَّامِهِ. لٰكِنَّهُ نَالَ إِكْرَامًا خُصُوصِيًّا مِنْ أَبِيهِ. فَفِي ثَلَاثِ مُنَاسَبَاتٍ، تَكَلَّمَ يَهْوَهُ مُبَاشَرَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَشَجَّعَهُ. فَبَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ فِي نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ، قَالَ يَهْوَهُ: «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ». (مت ٣:١٧) وَكَمَا يَبْدُو، لَمْ يَسْمَعْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ سِوَى يَسُوعَ وَيُوحَنَّا ٱلْمَعْمَدَانِ. وَقَبْلَ سَنَةٍ تَقْرِيبًا مِنْ مَوْتِ يَسُوعَ، سَمِعَ ثَلَاثَةٌ مِنْ رُسُلِهِ يَهْوَهَ يَقُولُ: «هٰذَا هُوَ ٱبْنِي ٱلْحَبِيبُ ٱلَّذِي عَنْهُ رَضِيتُ. لَهُ ٱسْمَعُوا». (مت ١٧:٥) وَأَخِيرًا، قَبْلَ بِضْعَةِ أَيَّامٍ مِنْ مَوْتِهِ، تَكَلَّمَ مَعَهُ يَهْوَهُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَرَّةً ثَالِثَةً. — يو ١٢:٢٨.
١٦، ١٧ كَيْفَ أَكْرَمَ يَهْوَهُ يَسُوعَ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعَةٍ؟
١٦ لَقَدْ عَرَفَ يَسُوعُ أَنَّهُ سَيُتَّهَمُ بِٱلتَّجْدِيفِ وَيَمُوتُ مَوْتًا مُخْزِيًا. مَعَ ذٰلِكَ، صَلَّى أَنْ تَتِمَّ مَشِيئَةُ يَهْوَهَ، لَا مَشِيئَتُهُ. (مت ٢٦:٣٩، ٤٢) وَ «ٱحْتَمَلَ خَشَبَةَ ٱلْآلَامِ، مُحْتَقِرًا ٱلْخِزْيَ». فَقَدْ طَلَبَ رِضَى أَبِيهِ، لَا ٱلْعَالَمِ. (عب ١٢:٢) فَكَيْفَ عَبَّرَ لَهُ يَهْوَهُ عَنْ رِضَاهُ؟
١٧ خِلَالَ حَيَاةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، صَلَّى أَنْ يَسْتَعِيدَ مَجْدَهُ ٱلسَّابِقَ، ٱلْمَجْدَ ٱلَّذِي تَمَتَّعَ بِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ مَعَ أَبِيهِ. (يو ١٧:٥) وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ لَا يَذْكُرُ أَنَّهُ تَطَلَّعَ إِلَى أَكْثَرَ مِنْ ذٰلِكَ. فَهُوَ لَمْ يَتَوَقَّعْ أَنْ يَنَالَ «تَرْقِيَةً» فِي ٱلسَّمَاءِ، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ أَكْرَمَهُ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ مُتَوَقَّعَةٍ. فَبَعْدَمَا أَقَامَهُ مِنَ ٱلْمَوْتِ، «رَفَّعَهُ . . . إِلَى مَرْكَزٍ أَعْلَى». وَوَهَبَهُ نِعْمَةَ ٱلْخُلُودِ ٱلَّتِي لَمْ يَنَلْهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ. * (في ٢:٩؛ ١ تي ٦:١٦) فَيَا لَهَا مِنْ مُكَافَأَةٍ مُمَيَّزَةٍ عَلَى أَمَانَتِهِ!
١٨ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَلَّا نَطْلُبَ رِضَى ٱلْعَالَمِ؟
١٨ كَخُلَاصَةٍ إِذًا، مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَلَّا نَطْلُبَ رِضَى ٱلْعَالَمِ؟ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَذَكَّرَ أَنَّ يَهْوَهَ يُقَدِّرُ دَائِمًا خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ، وَكَثِيرًا مَا يُكَافِئُهُمْ بِطَرَائِقَ غَيْرِ مُتَوَقَّعَةٍ. فَمَنْ يَعْلَمُ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ يُخَبِّئُهَا لَنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ وَلٰكِنْ فِيمَا نَحْتَمِلُ ٱلْمَصَاعِبَ ٱلْآنَ، لِنَتَذَكَّرْ أَنَّ هٰذَا ٱلْعَالَمَ ٱلشِّرِّيرَ سَيَزُولُ، وَكَذٰلِكَ مَجْدُهُ. (١ يو ٢:١٧) بِٱلْمُقَابِلِ، نَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ أَبَانَا ٱلْمُحِبَّ ‹لَيْسَ فِيهِ إِثْمٌ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَنَا وَٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي نُظْهِرُهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ›. (عب ٦:١٠) فَهُوَ سَيُكَافِئُنَا بِٱلتَّأْكِيدِ، وَأَحْيَانًا بِطَرَائِقَ لَا تَخْطُرُ عَلَى ٱلْبَالِ.
^ الفقرة 7 تَنْقُلُ تَرْجَمَاتٌ أُخْرَى ٱلْكَلِمَةَ «حَقِيرَةً» إِلَى «عَدِيمَةِ ٱلْفَائِدَةِ»، «فَقِيرَةٍ»، وَ «بَائِسَةٍ».
^ الفقرة 17 رُبَّمَا لَمْ يَتَوَقَّعْ يَسُوعُ هٰذِهِ ٱلْبَرَكَةَ، لِأَنَّ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْعِبْرَانِيَّةَ لَا تَأْتِي عَلَى ذِكْرِ ٱلْخُلُودِ.