الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٧

هل تعتبر نفسك اهم من غيرك؟‏

هل تعتبر نفسك اهم من غيرك؟‏

‏«أَقُولُ لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ أَلَّا يُفَكِّرَ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ،‏ بَلْ أَنْ يُفَكِّرَ بِرَزَانَةٍ».‏ —‏ رو ١٢:‏٣‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١٣٠ لِنُسَامِحْ بَعْضُنَا بَعْضًا

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ مَاذَا تَنْصَحُنَا فِيلِبِّي ٢:‏٣‏،‏ وَكَيْفَ يُفِيدُنَا ذٰلِكَ؟‏

نَحْنُ نُطِيعُ بِتَوَاضُعٍ مَبَادِئَ يَهْوَهَ لِأَنَّنَا مُتَأَكِّدُونَ أَنَّهُ يَعْرِفُ دَائِمًا مَا هُوَ لِخَيْرِنَا.‏ (‏اف ٤:‏٢٢-‏٢٤‏)‏ وَٱلتَّوَاضُعُ يَدْفَعُنَا أَنْ نَعْتَبِرَ مَا يُرِيدُهُ يَهْوَهُ أَهَمَّ مِمَّا نُرِيدُهُ نَحْنُ،‏ وَأَنْ نَرَى ٱلْآخَرِينَ أَفْضَلَ مِنَّا.‏ وَهٰكَذَا تَكُونُ عَلَاقَتُنَا جَيِّدَةً بِيَهْوَهَ وَبِإِخْوَتِنَا.‏ —‏ اقرأ فيلبي ٢:‏٣‏.‏

٢ مِمَّ حَذَّرَ بُولُسُ،‏ وَمَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٢ وَلٰكِنْ إِذَا لَمْ نَنْتَبِهْ،‏ فَقَدْ نَتَأَثَّرُ بِٱلنَّاسِ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ وَٱلْأَنَانِيِّينَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ * وَيَبْدُو أَنَّ بَعْضَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي رُومَا قَدِيمًا وَقَعُوا فِي هٰذَا ٱلْفَخِّ.‏ لِذٰلِكَ أَوْصَاهُمُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «أَقُولُ لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ أَلَّا يُفَكِّرَ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ،‏ بَلْ أَنْ يُفَكِّرَ بِرَزَانَةٍ».‏ (‏رو ١٢:‏٣‏)‏ حَسَبَ كَلِمَاتِ بُولُسَ،‏ لَيْسَ خَطَأً أَنْ نُفَكِّرَ فِي أَنْفُسِنَا،‏ بَلِ ٱلْخَطَأُ أَنْ نَعْتَبِرَ أَنْفُسَنَا مُهِمِّينَ زِيَادَةً عَنِ ٱللُّزُومِ.‏ وَٱلتَّوَاضُعُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَكُونَ مُتَّزِنِينَ مِنْ هٰذِهِ ٱلنَّاحِيَةِ.‏ سَنُنَاقِشُ ٱلْآنَ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلتَّوَاضُعَ فِي ثَلَاثَةِ مَجَالَاتٍ:‏ (‏١)‏ اَلزَّوَاجِ،‏ (‏٢)‏ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ،‏ وَ (‏٣)‏ ٱسْتِعْمَالِ مَوَاقِعِ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ.‏

أَظْهِرِ ٱلتَّوَاضُعَ فِي زَوَاجِكَ

٣ لِمَ تَحْدُثُ ٱلْمَشَاكِلُ بَيْنَ ٱلزَّوْجَيْنِ،‏ وَكَيْفَ يَحُلُّهَا ٱلْبَعْضُ؟‏

٣ حِينَ أَسَّسَ يَهْوَهُ ٱلزَّوَاجَ،‏ أَرَادَ أَنْ يَعِيشَ ٱلزَّوْجَانِ بِسَعَادَةٍ.‏ لٰكِنْ لَا أَحَدَ كَامِلٌ،‏ وَمِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ تَحْدُثَ ٱلْمَشَاكِلُ بَيْنَ ٱلزَّوْجَيْنِ.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ كَتَبَ بُولُسُ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَتَزَوَّجُونَ سَيُوَاجِهُونَ ٱلْمَصَاعِبَ.‏ (‏١ كو ٧:‏٢٨‏)‏ لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ يَتَشَاجَرُونَ دَائِمًا مَعْ رَفِيقِ زَوَاجِهِمْ وَيَسْتَنْتِجُونَ أَنَّ زَوَاجَهُمْ كَانَ غَلْطَةً.‏ وَإِذَا تَأَثَّرُوا بِٱلْعَالَمِ حَوْلَهُمْ،‏ فَقَدْ يَتَسَرَّعُونَ وَيُفَكِّرُونَ أَنَّ ٱلطَّلَاقَ هُوَ ٱلْحَلُّ.‏ فَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ،‏ سَعَادَتُهُمْ هِيَ ٱلْأَهَمُّ.‏

٤ أَيَّةُ أَفْكَارٍ يَجِبُ أَنْ تَنْتَبِهَ مِنْهَا؟‏

٤ لَا يَجِبُ أَنْ تُفَكِّرَ أَنَّ زَوَاجَكَ فَاشِلٌ وَٱلْأَفْضَلَ أَنْ تُنْهِيَهُ.‏ فَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْأَسَاسَ ٱلْوَحِيدَ لِلطَّلَاقِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هُوَ ٱلْعَهَارَةُ.‏ (‏مت ٥:‏٣٢‏)‏ لِذٰلِكَ عِنْدَمَا تُوَاجِهُ ٱلْمَصَاعِبَ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا بُولُسُ،‏ لَا تُفَكِّرْ بِتَكَبُّرٍ:‏ ‹رَفِيقُ زَوَاجِي لَا يَهْتَمُّ بِي.‏ أَنَا أَسْتَاهِلُ أَنْ يُحِبَّنِي أَكْثَرَ.‏ رُبَّمَا سَعَادَتِي مَعْ شَخْصٍ آخَرَ›.‏ أَلَيْسَ هٰذَا ٱلتَّفْكِيرُ أَنَانِيًّا؟‏ إِنَّ حِكْمَةَ ٱلْعَالَمِ تُشَجِّعُكَ أَنْ تَسْمَعَ لِقَلْبِكَ وَتَفْعَلَ مَا يُسْعِدُكَ،‏ حَتَّى لَوْ عَنَى ذٰلِكَ أَنْ تُنْهِيَ زَوَاجَكَ.‏ أَمَّا ٱلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ يَهْوَهَ،‏ فَتُوصِيكَ أَنْ ‹لَا تَنْظُرَ بِٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ إِلَى أُمُورِكَ ٱلْخَاصَّةِ فَحَسْبُ،‏ بَلْ أَيْضًا بِٱهْتِمَامٍ شَخْصِيٍّ إِلَى تِلْكَ ٱلَّتِي لِلْآخَرِينَ›.‏ (‏في ٢:‏٤‏)‏ فَيَهْوَهُ يُرِيدُ أَنْ تُحَافِظَ عَلَى عَائِلَتِكَ،‏ لَا أَنْ تُحَطِّمَهَا.‏ يُرِيدُ أَنْ تُفَكِّرَ فِيهِ وَفِي مَبَادِئِهِ أَوَّلًا،‏ لَا فِي نَفْسِكَ.‏ —‏ مت ١٩:‏٦‏.‏

٥ حَسَبَ أَفَسُس ٥:‏٣٣‏،‏ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَتَعَامَلَ ٱلزَّوْجَانِ مَعًا؟‏

٥ يَجِبُ أَنْ يَتَعَامَلَ ٱلزَّوْجَانِ مَعًا بِمَحَبَّةٍ وَٱحْتِرَامٍ.‏ ‏(‏اقرأ افسس ٥:‏٣٣‏.‏)‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُشَجِّعُنَا أَنْ نُفَكِّرَ كَيْفَ نُعْطِي،‏ لَا كَيْفَ نَأْخُذُ.‏ (‏اع ٢٠:‏٣٥‏)‏ وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَكُونَ ٱلزَّوْجَانِ مُتَوَاضِعَيْنِ كَيْ يَتَعَامَلَا مَعًا بِمَحَبَّةٍ وَٱحْتِرَامٍ.‏ فَٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ لَا يُفَكِّرُ فِي مَصْلَحَتِهِ فَقَطْ،‏ بَلْ فِي مَصْلَحَةِ «غَيْرِهِ» أَيْضًا.‏ —‏ ١ كو ١٠:‏٢٤‏.‏

اَلزَّوْجَانِ ٱلْمُتَوَاضِعَانِ لَا يَتَنَافَسَانِ،‏ بَلْ يَتَعَاوَنَانِ مَعًا كَفَرِيقٍ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٦.‏)‏

٦ مَاذَا تَتَعَلَّمُ مِمَّا قَالَهُ سْتِيفِن وَسْتِيفَانِي؟‏

٦ يُسَاعِدُ ٱلتَّوَاضُعُ أَزْوَاجًا كَثِيرِينَ أَنْ يَكُونُوا سُعَدَاءَ.‏ يَقُولُ زَوْجٌ ٱسْمُهُ سْتِيفِن:‏ «إِذَا تَعَاوَنْتُمَا مَعًا كَفَرِيقٍ،‏ تَنْجَحَانِ فِي حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ.‏ وَعِنْدَئِذٍ لَنْ تُفَكِّرَ ‹مَا ٱلْأَفْضَلُ لِي؟‏› بَلْ ‹مَا ٱلْأَفْضَلُ لَنَا؟‏›».‏ وَتَقُولُ زَوْجَتُهُ سْتِيفَانِي:‏ «لَا أَحَدَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ٱلْجَوُّ فِي بَيْتِهِ مُتَوَتِّرًا.‏ لِذَا عِنْدَمَا تَحْدُثُ مُشْكِلَةٌ،‏ نُحَاوِلُ أَوَّلًا أَنْ نَعْرِفَ مَا ٱلسَّبَبُ.‏ ثُمَّ نُصَلِّي وَنَقُومُ بِبَحْثٍ وَنُنَاقِشُ ٱلْمَوْضُوعَ.‏ فَنَحْنُ نُحَارِبُ ٱلْمُشْكِلَةَ،‏ لَا وَاحِدُنَا ٱلْآخَرَ».‏ فِعْلًا،‏ يَعِيشُ ٱلزَّوْجَانِ حَيَاةً سَعِيدَةً إِذَا لَمْ يُفَكِّرَا بِأَنَانِيَّةٍ.‏

اُخْدُمْ يَهْوَهَ بِتَوَاضُعٍ

٧ مِمَّ يَلْزَمُ أَنْ يَنْتَبِهَ ٱلْأَخُ عِنْدَمَا يَحْصُلُ عَلَى تَعْيِينٍ مَا؟‏

٧ اِمْتِيَازٌ كَبِيرٌ أَنْ نُشَارِكَ فِي أَيِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ لِيَهْوَهَ.‏ (‏مز ٢٧:‏٤؛‏ ٨٤:‏١٠‏)‏ وَإِذَا أَرَادَ أَخٌ أَنْ يَخْدُمَ يَهْوَهَ أَكْثَرَ،‏ فَهٰذَا أَمْرٌ جَيِّدٌ.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «إِنِ ٱبْتَغَى أَحَدٌ أَنْ يَكُونَ نَاظِرًا،‏ فَهُوَ يَشْتَهِي عَمَلًا حَسَنًا».‏ (‏١ تي ٣:‏١‏)‏ لٰكِنْ عِنْدَمَا يَحْصُلُ أَخٌ عَلَى تَعْيِينٍ مَا،‏ لَا يَجِبُ أَنْ يَظُنَّ أَنَّهُ صَارَ شَخْصًا مُهِمًّا.‏ (‏لو ١٧:‏٧-‏١٠‏)‏ فَهَدَفُهُ هُوَ أَنْ يَخْدُمَ إِخْوَتَهُ بِتَوَاضُعٍ.‏ —‏ ٢ كو ١٢:‏١٥‏.‏

٨ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ دِيُوتْرِيفُسَ وَأَبْشَالُومَ وَعُزِّيَّا؟‏

٨ وَنَجِدُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَمْثِلَةً عَنْ أَشْخَاصٍ ظَنُّوا أَنَّهُمْ أَهَمُّ مِنْ غَيْرِهِمْ.‏ دِيُوتْرِيفُسُ مَثَلًا كَانَ شَخْصًا مُتَكَبِّرًا «يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ٱلْأَوَّلَ» فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ (‏٣ يو ٩‏)‏ اَلْمَلِكُ عُزِّيَّا حَاوَلَ بِتَكَبُّرٍ أَنْ يَقُومَ بِتَعْيِينٍ هُوَ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ.‏ (‏٢ اخ ٢٦:‏١٦-‏٢١‏)‏ أَبْشَالُومُ أَيْضًا جَرَّبَ بِمَكْرٍ أَنْ يَرْبَحَ دَعْمَ ٱلشَّعْبِ كَيْ يَصِيرَ مَلِكًا.‏ (‏٢ صم ١٥:‏٢-‏٦‏)‏ وَمِثْلَمَا تُظْهِرُ هٰذِهِ ٱلْأَمْثِلَةُ،‏ لَا يَرْضَى يَهْوَهُ عَنِ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ يُمَجِّدُوا أَنْفُسَهُمْ.‏ (‏ام ٢٥:‏٢٧‏)‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ ٱلْغُرُورُ يُدَمِّرُ صَاحِبَهُ.‏ —‏ ام ١٦:‏١٨‏.‏

٩ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يَسُوعُ؟‏

٩ بِعَكْسِ هٰذِهِ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلسَّيِّئَةِ،‏ رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا رَائِعًا فِي ٱلتَّوَاضُعِ.‏ فَمَعْ أَنَّهُ «كَانَ بِهَيْئَةِ ٱللهِ،‏ لَمْ يَتَأَمَّلْ فِي فِكْرَةِ ٱخْتِلَاسٍ،‏ أَيْ أَنْ يَكُونَ مُسَاوِيًا لِلهِ».‏ (‏في ٢:‏٦‏)‏ فَيَسُوعُ،‏ ثَانِي أَقْوَى سُلْطَةٍ فِي ٱلْكَوْنِ،‏ لَا يُعْطِي نَفْسَهُ مَجْدًا لَيْسَ لَهُ.‏ وَقَدْ عَلَّمَ تَلَامِيذَهُ:‏ «اَلَّذِي يَتَصَرَّفُ كَأَصْغَرَ بَيْنَكُمْ جَمِيعًا هُوَ ٱلْعَظِيمُ».‏ (‏لو ٩:‏٤٨‏)‏ وَنَحْنُ نَفْرَحُ كَثِيرًا بِٱلْخِدْمَةِ مَعْ فَاتِحِينَ،‏ خُدَّامٍ مُسَاعِدِينَ،‏ شُيُوخٍ،‏ وَنُظَّارِ دَوَائِرَ يُطَبِّقُونَ هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةَ.‏ وَحِينَ يَكُونُ خُدَّامُ يَهْوَهَ مُتَوَاضِعِينَ،‏ تَقْوَى ٱلْمَحَبَّةُ ٱلَّتِي تُمَيِّزُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ —‏ يو ١٣:‏٣٥‏.‏

١٠ كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مَوْقِفُكَ إِذَا شَعَرْتَ أَنَّ هُنَاكَ مَشَاكِلَ لَا تُعَالَجُ كَمَا يَلْزَمُ؟‏

١٠ وَمَاذَا لَوْ شَعَرْتَ أَنَّ هُنَاكَ مَشَاكِلَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ لَا تُعَالَجُ كَمَا يَلْزَمُ؟‏ بَدَلَ أَنْ تَكُونَ ٱنْتِقَادِيًّا،‏ كُنْ مُتَوَاضِعًا وَٱدْعَمِ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ.‏ (‏عب ١٣:‏١٧‏)‏ اِسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ هٰذِهِ ٱلْمَشَاكِلُ كَبِيرَةٌ فِعْلًا وَتَحْتَاجُ إِلَى حَلٍّ؟‏ هَلْ هٰذَا هُوَ ٱلْوَقْتُ ٱلْمُنَاسِبُ لِحَلِّهَا؟‏ هَلْ مِنْ مَسْؤُولِيَّتِي أَنْ أَحُلَّهَا؟‏ هَلْ أُفَكِّرُ حَقًّا فِي وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ أَمْ هَدَفِي أَنْ أَبْرُزَ؟‏›.‏

اَلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ مَسْؤُولِيَّاتٌ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونُوا مَعْرُوفِينَ بِتَوَاضُعِهِمْ وَلَيْسَ فَقَطْ بِمَهَارَتِهِمْ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١١.‏)‏ *

١١ حَسَبَ أَفَسُس ٤:‏٢،‏ ٣‏،‏ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ بِتَوَاضُعٍ؟‏

١١ يَهْوَهُ يَهُمُّهُ ٱلتَّوَاضُعُ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْمَهَارَةِ،‏ وَٱلْوَحْدَةُ أَكْثَرَ مِنَ ٱلْإِنْجَازَاتِ.‏ فَٱبْذُلْ جُهْدَكَ كَيْ تَخْدُمَهُ بِتَوَاضُعٍ.‏ وَهٰكَذَا تُقَوِّي ٱلْوَحْدَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ ‏(‏اقرأ افسس ٤:‏٢،‏ ٣‏.‏)‏ كُنْ نَشِيطًا فِي ٱلْخِدْمَةِ.‏ فَتِّشْ عَنْ طُرُقٍ كَيْ تَخْدُمَ ٱلْآخَرِينَ.‏ أَظْهِرِ ٱلضِّيَافَةَ لِلْجَمِيعِ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَدَيْهِمْ مَسْؤُولِيَّاتٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ (‏مت ٦:‏١-‏٤؛‏ لو ١٤:‏١٢-‏١٤‏)‏ وَعِنْدَئِذٍ لَنْ يُلَاحِظَ ٱلْإِخْوَةُ مَهَارَتَكَ فَقَطْ بَلْ تَوَاضُعَكَ أَيْضًا.‏

كُنْ مُتَوَاضِعًا عِنْدَ ٱسْتِعْمَالِ مَوَاقِعِ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ

١٢ مَاذَا يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلصَّدَاقَاتِ؟‏

١٢ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَتَمَتَّعَ بِرِفْقَةِ عَائِلَتِنَا وَأَصْدِقَائِنَا.‏ (‏مز ١٣٣:‏١‏)‏ وَيَسُوعُ كَانَ لَدَيْهِ أَصْدِقَاءُ يَقْضِي ٱلْوَقْتَ مَعَهُمْ.‏ (‏يو ١٥:‏١٥‏)‏ وَيُخْبِرُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ يَكُونَ لَدَيْنَا أَصْدِقَاءُ حَقِيقِيُّونَ.‏ (‏ام ١٧:‏١٧؛‏ ١٨:‏٢٤‏)‏ كَمَا أَنَّهُ يُحَذِّرُنَا لِئَلَّا نَعْزِلَ أَنْفُسَنَا.‏ (‏ام ١٨:‏١‏)‏ وَيَظُنُّ كَثِيرُونَ أَنَّ مَوَاقِعَ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ هِيَ طَرِيقَةٌ جَيِّدَةٌ لِيَجِدُوا أَصْدِقَاءَ وَيَتَجَنَّبُوا ٱلْوَحْدَةَ.‏ وَلٰكِنْ يَلْزَمُ أَنْ نَنْتَبِهَ عِنْدَمَا نَسْتَعْمِلُ هٰذِهِ ٱلْمَوَاقِعَ.‏

١٣ لِمَ قَدْ يَشْعُرُ ٱلَّذِينَ يَسْتَعْمِلُونَ مَوَاقِعَ ٱلتَّوَاصُلِ بِٱلْوَحْدَةِ وَٱلْكَآبَةِ؟‏

١٣ تُظْهِرُ ٱلدِّرَاسَاتُ أَنَّ ٱلَّذِينَ يَتَفَرَّجُونَ لِوَقْتٍ طَوِيلٍ عَلَى صُوَرِ ٱلنَّاسِ وَتَعْلِيقَاتِهِمْ فِي مَوَاقِعِ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ قَدْ يَشْعُرُونَ بِٱلْوَحْدَةِ وَٱلْكَآبَةِ.‏ لِمَاذَا؟‏ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّ ٱلنَّاسَ عَادَةً لَا يُنَزِّلُونَ إِلَّا صُوَرًا لِأَحْلَى ٱللَّحَظَاتِ فِي حَيَاتِهِمْ،‏ رُبَّمَا مَعْ أَصْدِقَائِهِمْ أَوْ فِي ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْجَمِيلَةِ ٱلَّتِي زَارُوهَا.‏ وَٱلَّذِي يَتَفَرَّجُ عَلَى هٰذِهِ ٱلصُّوَرِ قَدْ يَسْتَنْتِجُ أَنَّ حَيَاتَهُ عَادِيَّةٌ أَوْ حَتَّى مُمِلَّةٌ بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعْ حَيَاتِهِمْ.‏ تَقُولُ أُخْتٌ عُمْرُهَا ١٩ سَنَةً:‏ «بَدَأْتُ أَغَارُ مِنَ ٱلْآخَرِينَ حِينَ رَأَيْتُ كَمْ يَتَسَلَّوْنَ فِي نِهَايَاتِ ٱلْأَسَابِيعِ،‏ أَمَّا أَنَا فَأَجْلِسُ وَحِيدَةً فِي ٱلْبَيْتِ».‏

١٤ كَيْفَ نُطَبِّقُ ٱلنَّصِيحَةَ فِي ١ بُطْرُس ٣:‏٨ عِنْدَمَا نَسْتَعْمِلُ مَوَاقِعَ ٱلتَّوَاصُلِ؟‏

١٤ طَبْعًا،‏ هُنَاكَ فَوَائِدُ لِمَوَاقِعِ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ،‏ كَٱلْبَقَاءِ عَلَى ٱتِّصَالٍ بِٱلْعَائِلَةِ وَٱلْأَصْدِقَاءِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْبَعْضَ يَنْشُرُونَ صُوَرًا وَفِيدْيُوَاتٍ كَيْ يَلْفِتُوا ٱلنَّظَرَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ،‏ وَكَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ لِلْآخَرِينَ:‏ «اُنْظُرُوا إِلَيَّ».‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ يَكْتُبُونَ تَعْلِيقَاتٍ جَارِحَةً أَوْ بَذِيئَةً عَلَى صُوَرِهِمْ أَوْ صُوَرِ غَيْرِهِمْ.‏ وَهٰذَا بِٱلتَّأْكِيدِ عَكْسُ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نُظْهِرَهَا،‏ كَٱلتَّوَاضُعِ وَٱلتَّعَاطُفِ.‏ —‏ اقرأ ١ بطرس ٣:‏٨‏.‏

هَلْ صُوَرُكَ عَلَى ٱلْإِنْتِرْنِت تُعْطِي ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنَّكَ تُحِبُّ ٱلِٱفْتِخَارَ أَمْ أَنَّكَ مُتَوَاضِعٌ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٥.‏)‏

١٥ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ لَا نَكُونَ مُتَكَبِّرِينَ؟‏

١٥ إِذَا كُنْتَ تَسْتَعْمِلُ مَوَاقِعَ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ،‏ فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹هَلْ تَعْلِيقَاتِي وَصُوَرِي وَفِيدْيُوَاتِي تُعْطِي ٱلِٱنْطِبَاعَ أَنِّي أُحِبُّ ٱلِٱفْتِخَارَ؟‏ هَلْ أَدْفَعُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَغَارُوا مِنِّي؟‏›.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ «كُلَّ مَا فِي ٱلْعَالَمِ،‏ أَيْ شَهْوَةَ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةَ ٱلْعُيُونِ وَٱلِٱفْتِخَارَ بِٱلْمُمْتَلَكَاتِ،‏ لَيْسَ مِنَ ٱلْآبِ بَلْ مِنَ ٱلْعَالَمِ».‏ (‏١ يو ٢:‏١٦‏)‏ وَعِبَارَةُ «ٱلِٱفْتِخَارِ بِٱلْمُمْتَلَكَاتِ» تُتَرْجَمُ أَيْضًا إِلَى «حُبِّ ٱلْبُرُوزِ».‏ وَٱلْمَسِيحِيُّونَ لَا يُحِبُّونَ ٱلْبُرُوزَ.‏ بَلْ يُطَبِّقُونَ نَصِيحَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ لَا يُعْجَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ وَيَتَنَافَسُوا وَيَحْسُدُوا بَعْضُهُمْ بَعْضًا.‏ (‏غل ٥:‏٢٦‏)‏ فَٱلتَّوَاضُعُ يُسَاعِدُهُمْ أَنْ لَا يَتَأَثَّرُوا بِرُوحِ ٱلتَّكَبُّرِ ٱلْمُنْتَشِرَةِ فِي ٱلْعَالَمِ حَوْلَهُمْ.‏

‏«فَكِّرْ بِرَزَانَةٍ»‏

١٦ لِمَ لَا يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ مُتَكَبِّرِينَ؟‏

١٦ لَا يَقْدِرُ ٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَكَبِّرُ أَنْ «يُفَكِّرَ بِرَزَانَةٍ».‏ (‏رو ١٢:‏٣‏)‏ فَهُوَ يَعْتَبِرُ نَفْسَهُ مُهِمًّا جِدًّا وَيُصِرُّ عَلَى رَأْيِهِ.‏ وَأَفْكَارُهُ وَتَصَرُّفَاتُهُ غَالِبًا مَا تُؤْذِيهِ وَتُؤْذِي غَيْرَهُ.‏ وَإِذَا لَمْ يُغَيِّرْ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ،‏ ‹فَسَيُعْمِي ٱلشَّيْطَانُ ذِهْنَهُ› وَ ‹يُفْسِدُ عَقْلَهُ›.‏ (‏٢ كو ٤:‏٤؛‏ ١١:‏٣‏)‏ أَمَّا ٱلشَّخْصُ ٱلْمُتَوَاضِعُ فَيُفَكِّرُ بِرَزَانَةٍ.‏ فَهُوَ يَنْظُرُ إِلَى نَفْسِهِ نَظْرَةً وَاقِعِيَّةً وَمُتَّزِنَةً.‏ وَيَعْرِفُ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ أَفْضَلُ مِنْهُ فِي مَجَالَاتٍ كَثِيرَةٍ.‏ (‏في ٢:‏٣‏)‏ وَيَعْرِفُ أَيْضًا أَنَّ «ٱللهَ يُقَاوِمُ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ لٰكِنَّهُ يُعْطِي هِبَةً لِلْمُتَوَاضِعِينَ».‏ (‏١ بط ٥:‏٥‏)‏ وَهُوَ بِٱلتَّأْكِيدِ لَا يُرِيدُ أَنْ يُقَاوِمَهُ ٱللهُ وَيَصِيرَ عَدُوًّا لَهُ.‏

١٧ كَيْفَ نَبْقَى مُتَوَاضِعِينَ؟‏

١٧ كَيْ نَبْقَى مُتَوَاضِعِينَ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نُطَبِّقَ نَصِيحَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ:‏ «اِخْلَعُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ مَعَ مُمَارَسَاتِهَا،‏ وَٱلْبَسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ».‏ وَهٰذَا طَبْعًا يَتَطَلَّبُ ٱلْجُهْدَ.‏ فَيَلْزَمُ أَنْ نَدْرُسَ صِفَاتِ يَسُوعَ وَنَتَمَثَّلَ بِهِ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ.‏ (‏كو ٣:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١ بط ٢:‏٢١‏)‏ وَهٰذَا سَيُفِيدُنَا كَثِيرًا.‏ فَعِنْدَمَا نُنَمِّي ٱلتَّوَاضُعَ،‏ تَتَحَسَّنُ حَيَاتُنَا ٱلْعَائِلِيَّةُ،‏ نُقَوِّي ٱلْوَحْدَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ،‏ وَنَتَجَنَّبُ ٱسْتِعْمَالَ مَوَاقِعِ ٱلتَّوَاصُلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ بِطَرِيقَةٍ مُؤْذِيَةٍ.‏ وَٱلْأَهَمُّ أَنَّ يَهْوَهَ يَرْضَى عَنَّا وَيُبَارِكُنَا.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ١١٧ لِنَعْكِسْ صَلَاحَ يَهْوَهَ

^ ‎الفقرة 5‏ اَلنَّاسُ حَوْلَنَا مُتَكَبِّرُونَ وَأَنَانِيُّونَ.‏ لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَنْتَبِهَ لِئَلَّا نَتَأَثَّرَ بِهِمْ.‏ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ نُظْهِرُ ٱلتَّوَاضُعَ فِي ثَلَاثَةِ مَجَالَاتٍ.‏

^ ‎الفقرة 2‏ شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ:‏ اَلشَّخْصُ ٱلْمُتَكَبِّرُ يَعْتَبِرُ نَفْسَهُ أَهَمَّ مِنْ غَيْرِهِ،‏ وَهُوَ بِٱلتَّالِي أَنَانِيٌّ.‏ أَمَّا ٱلْمُتَوَاضِعُ فَلَا يُفَكِّرُ فِي نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِنَ ٱللَّازِمِ.‏ فَٱلتَّوَاضُعُ هُوَ عَكْسُ ٱلتَّكَبُّرِ وَٱلْغُرُورِ.‏

^ ‎الفقرة 56‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ أَخٌ يُقَدِّمُ خِطَابَاتٍ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلسَّنَوِيَّةِ وَيُشْرِفُ عَلَى إِخْوَةٍ آخَرِينَ.‏ لٰكِنَّهُ يُقَدِّرُ أَيْضًا ٱمْتِيَازَهُ أَنْ يَقُودَ ٱلْإِخْوَةَ فِي ٱلْخِدْمَةِ وَيُنَظِّفَ قَاعَةَ ٱلْمَلَكُوتِ.‏