مقالة الدرس ٢٩
افرح بما تعمله انت
«كُلُّ واحِدٍ . . . يكونُ لهُ سَبَبٌ لِلابتِهاجِ بما عمِلَهُ هو، دونَ أن يُقارِنَ نَفْسَهُ بِالآخَرين». — غل ٦:٤.
التَّرنيمَة ٣٤ السَّيرُ بِاستِقامَة
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ لِمَ لا يُقارِنُنا يَهْوَه بِالآخَرين؟
يَهْوَه يُحِبُّ التَّنَوُّع، وهذا واضِحٌ مِن خَليقَتِه. مَثَلًا، كُلُّ واحِدٍ مِنَّا نَحنُ البَشَرَ مُمَيَّزٌ عنِ الآخَر. لِذا لا يُقارِنُنا يَهْوَه بِغَيرِنا. فهو يرى قَلبَنا، ويعرِفُ مَن نَحنُ فِعلًا. (١ صم ١٦:٧) كما يأخُذُ في الاعتِبارِ تَربِيَتَنا ونِقاطَ قُوَّتِنا وضُعفِنا. ولا يطلُبُ مِنَّا شَيئًا فَوقَ طاقَتِنا. نَحنُ بِدَورِنا، يجِبُ أن نرى أنفُسَنا مِثلَما يرانا يَهْوَه. وهكَذا يكونُ تَفكيرُنا سَليمًا، فلا نُفَكِّرُ في أنفُسِنا أقَلَّ أو أكثَرَ مِنَ اللَّازِم. — رو ١٢:٣.
٢ لِمَ لا يجِبُ أن نُقارِنَ نَفْسَنا بِغَيرِنا؟
٢ طَبعًا، جَيِّدٌ أن نتَعَلَّمَ مِنَ الآخَرين. (عب ١٣:٧) مَثَلًا، إذا كُنَّا نعرِفُ أخًا شاطِرًا في الخِدمَة، نقدِرُ أن نتَعَلَّمَ مِنهُ كَيفَ نُحَسِّنُ خِدمَتَنا. (في ٣:١٧) لكنَّ الفَرقَ كَبيرٌ بَينَ أن ننظُرَ إلى الشَّخصِ لِنتَعَلَّمَ مِنه، وأن ننظُرَ إلَيهِ لِنُقارِنَ أنفُسَنا به. فمُقارَنَةٌ كهذِه قد تُنَمِّي فينا الحَسَد، تُضعِفُ مَعنَوِيَّاتِنا، أو حتَّى تُشعِرُنا أنَّنا بِلا قيمَة. ومِثلَما رأيْنا في المَقالَةِ السَّابِقَة، المُنافَسَةُ تُؤْذينا روحِيًّا. لِذا يوصينا يَهْوَه بِمَحَبَّة: «لِيُبَيِّنْ كُلُّ واحِدٍ بِالاختِبارِ ما هو عَمَلُه، وحينَئِذٍ يكونُ لهُ سَبَبٌ لِلابتِهاجِ بما عمِلَهُ هو، دونَ أن يُقارِنَ نَفْسَهُ بِالآخَرين». — غل ٦:٤.
٣ أيُّ تَقَدُّمٍ تفرَحُ بِأنَّكَ حقَّقتَه؟
مز ١٤١:٢) هل صِرتَ أشطَرَ في الخِدمَةِ واستِعمالِ «أدَواتِ التَّعليم»؟ وإذا كُنتَ مُتَزَوِّجًا، فهل ساعَدَكَ يَهْوَه أن تصيرَ زَوجًا أو أبًا أفضَل؟ لا شَكَّ أنَّكَ تفرَحُ كَثيرًا حينَ تُفَكِّرُ في التَّقَدُّمِ الَّذي حقَّقتَهُ في مَجالاتٍ كهذِه.
٣ يُريدُ يَهْوَه أن تفرَحَ بِالتَّقَدُّمِ الرُّوحِيِّ الَّذي تُحَقِّقُهُ أنت. فهو مَثَلًا يُريدُ أن تفرَحَ إذا وصَلتَ إلى هَدَفِ المَعموديَّة. فمَحَبَّتُكَ أنتَ لِيَهْوَه دفَعَتكَ أن تأخُذَ هذا القَرار. فكِّرْ أيضًا كم تقَدَّمتَ مُنذُ مَعمودِيَّتِك. فهل صِرتَ تُحِبُّ أكثَرَ قِراءَةَ الكِتابِ المُقَدَّسِ ودَرسَه؟ هل تحَسَّنَت صَلَواتُك؟ (٤ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟
٤ وأنتَ تقدِرُ أن تُساعِدَ الآخَرينَ أن يفرَحوا بِتَقَدُّمِهِم ولا يُقارِنوا أنفُسَهُم بِغَيرِهِم. وفي هذِهِ المَقالَة، سنرى كَيفَ يُساعِدُ الوالِدونَ أولادَهُم، كَيفَ يُساعِدُ المُتَزَوِّجونَ رَفيقَ زَواجِهِم، وكَيفَ يُساعِدُ الشُّيوخُ والإخوَةُ مَن يشعُرونَ أنَّهُم بِلا قيمَة. وفي النِّهايَة، سنُناقِشُ مَبادِئَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُساعِدُنا أن نضَعَ أهدافًا تُناسِبُ قُدُراتِنا وظُروفَنا.
دَورُ الوالِدينَ والمُتَزَوِّجين
٥ حَسَبَ أفَسُس ٦:٤، مِمَّ يجِبُ أن ينتَبِهَ الوالِدون؟
٥ يلزَمُ أن ينتَبِهَ الوالِدونَ لِئَلَّا يُقارِنوا بَينَ وَلَدٍ وآخَر، أو يطلُبوا مِن وَلَدِهِم شَيئًا فَوقَ طاقَتِه. فهذا سيُحَطِّمُ مَعنَوِيَّاتِ الوَلَد. (إقرأ افسس ٦:٤.) تقولُ أُختٌ اسْمُها سَاشِيكُو: * «توَقَّعَ مِنِّي أساتِذَتي أن أتَفَوَّقَ على باقي التَّلاميذ. هذا ما أرادَتهُ أُمِّي أيضًا كي أُعطِيَ صورَةً حُلوَة عنِ الحَقِّ لِأساتِذَتي وأبي. حتَّى إنَّها أرادَت أن أحصُلَ على العَلامَةِ الكامِلَة في كُلِّ الامتِحانات. لكنَّ هذا كانَ مُستَحيلًا علَيّ. ومع أنِّي تخَرَّجتُ مِنَ المَدرَسَةِ قَبلَ سَنَوات، أشعُرُ أحيانًا أنِّي لا أستَطيعُ أن أُرضِيَ يَهْوَه حتَّى لَو خدَمتُهُ بِكُلِّ طاقَتي».
٦ ماذا يتَعَلَّمُ الوالِدونَ مِنَ المَزْمُور ١٣١:١، ٢؟
المَزْمُور ١٣١:١، ٢. (إقرأها.) فقدْ قالَ المَلِكُ دَاوُد إنَّهُ لم يشتَهِ «العَظائِم»، ولم يُحاوِلْ أن يعمَلَ أُمورًا تفوقُ قُدُراتِه. فتَواضُعُهُ ساعَدَهُ أن ‹يهدَأَ› ويرضى بما عِندَه. فماذا يتَعَلَّمُ الوالِدونَ مِنه؟ يجِبُ أن يكونوا مُتَواضِعين، ولا يتَوَقَّعوا مِن أنفُسِهِم أو أولادِهِم شَيئًا يفوقُ طاقَتَهُم. فيجِبُ أن يعرِفوا نِقاطَ القُوَّةِ والضُّعفِ عِندَ وَلَدِهِم، ثُمَّ يُساعِدوهُ أن يضَعَ أهدافًا يستَطيعُ الوُصولَ إلَيها. وهكَذا، يزيدونَ ثِقَتَهُ بِنَفْسِه. تتَذَكَّرُ أُختٌ اسْمُها مَارِينَا: «لم تُقارِنِّي أُمِّي أبَدًا بِإخوَتي الثَّلاثَةِ أو بِأيِّ وَلَدٍ آخَر. بل علَّمَتني أنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا لَدَيهِ مَواهِبُ مُختَلِفَة، وأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا جَميعًا. وبِفَضلِ أُمِّي، نادِرًا ما أُقارِنُ نَفْسي بِالآخَرين».
٦ يتَعَلَّمُ الوالِدونَ دَرسًا مُهِمًّا مِنَ٧-٨ كَيفَ يُعطي الزَّوجُ كَرامَةً لِزَوجَتِه؟
٧ وما دَورُ الزَّوجِ المَسيحِيّ؟ علَيهِ أن يُعطِيَ كَرامَةً لِزَوجَتِه، أو بِكَلِماتٍ أُخرى أن يحتَرِمَها ويهتَمَّ بها. (١ بط ٣:٧) فيُظهِرُ لها مَثَلًا أنَّهُ يُقَدِّرُها، ولا يطلُبُ مِنها شَيئًا فَوقَ طاقَتِها. وطَبعًا، لا يُقارِنُها بِالنِّساءِ الأُخرَيات. فهذِهِ المُقارَناتُ تُؤْذيها كَثيرًا. لاحِظْ ما حدَثَ مع أُختٍ اسْمُها رُوزَا كانَ زَوجُها غَيرُ المُؤْمِنِ يُقارِنُها دائِمًا بِغَيرِها. فكَلِماتُهُ القاسِيَة لم تُضعِفْ ثِقَتَها بِنَفْسِها فَقَط، بل حسَّسَتها أيضًا بِأنَّها غَيرُ مَحبوبَة. تقول: «أحتاجُ دائِمًا أن يُذَكِّرَني أحَدٌ بأنَّ يَهْوَه يُحِبُّني». بِالمُقابِل، يعرِفُ الزَّوجُ المَسيحِيُّ كم مُهِمٌّ أن يُعطِيَ كَرامَةً لِزَوجَتِه. فهذا يُؤَثِّرُ على عَلاقَتِهِ بها وبِيَهْوَه أيضًا. *
٨ أيضًا، يُكرِمُ الزَّوجُ زَوجَتَهُ حينَ يمدَحُها، يُخبِرُها أنَّهُ يُحِبُّها، ويتَكَلَّمُ عنها جَيِّدًا أمامَ النَّاس. (ام ٣١:٢٨) لاحِظْ كَيفَ استَطاعَ زَوجُ كَاتْرِينَا المَذكورَة في المَقالَةِ السَّابِقَة أن يُساعِدَها كَي تنظُرَ نَظرَةً صَحيحَة إلى نَفْسِها. ففي صِغَرِها، كانَت أُمُّها تنتَقِدُها وتُقارِنُها بِصَديقاتِها وباقي الفَتَيات. فتعَوَّدَت كَاتْرِينَا أن تُقارِنَ نَفْسَها بِالآخَرين، وظلَّت هكَذا حتَّى بَعدَما تعرَّفَت إلى الحَقّ. لكنَّ زَوجَها ساعَدَها أن تتَغَلَّبَ على هذِهِ العادَة. تُخبِر: «هو يُحِبُّني، يمدَحُني، ويُصَلِّي معي. كما يُذَكِّرُني دائِمًا بِصِفاتِ يَهْوَه الحُلوَة، ويُساعِدُني أن أُعَدِّلَ تَفكيري».
دَورُ الشُّيوخِ وباقي الإخوَة
٩-١٠ كَيفَ ساعَدَ الشُّيوخُ أُختًا كَي لا تُقارِنَ نَفْسَها بِالآخَرين؟
٩ كَيفَ يُساعِدُ الشُّيوخُ الإخوَةَ الَّذينَ يُقارِنونَ أنفُسَهُم بِالآخَرين؟ إلَيكَ اختِبارَ فاتِحَةٍ اسْمُها هَانُونِي. ففي طُفولَتِها، نادِرًا ما كانَ يمدَحُها أحَد. تتَذَكَّر: «كُنتُ خَجولَةً وشعَرتُ أنَّ باقِيَ الأولادِ أحسَنُ مِنِّي. فمُنذُ أن فتَّحتُ عَينَيَّ على الدُّنيا وأنا أُقارِنُ نَفْسي بِالآخَرين». واستَمَرَّت تفعَلُ ذلِك حتَّى بَعدَما
تعَرَّفَت إلى الحَقّ. وبِالنَّتيجَة، شعَرَت أنَّها غَيرُ مُهِمَّةٍ في الجَماعَة. لكِنَّها الآنَ تخدُمُ بِفَرَحٍ. فماذا ساعَدَها؟١٠ تقولُ هُانُونِي إنَّ الشُّيوخَ المُحِبِّينَ ساعَدوها كَثيرًا. فقدْ مدَحوها على مِثالِها، وأظهَروا أنَّهُم يثِقونَ بها. تُخبِر: «طلَبَ مِنِّي الشُّيوخُ أحيانًا أن أُشَجِّعَ بَعضَ الأخَوات. وهذِهِ التَّعييناتُ حسَّسَتني أنَّ لي دَورًا في الجَماعَة. وأتَذَكَّرُ مَرَّةً أنَّ الشُّيوخَ شكَروني بَعدَما شجَّعتُ أخَواتٍ شابَّات، ثُمَّ قرَأُوا لي ١ تَسَالُونِيكِي ١:٢، ٣. طارَ قَلبي مِنَ الفَرَح! والآن، بِفَضلِ هؤُلاءِ الشُّيوخِ المُحِبِّين، أشعُرُ أنِّي مُهِمَّةٌ في الجَماعَة».
١١ كَيفَ نُساعِدُ الَّذينَ قَلبُهُم مَكسورٌ كَالمَوصوفينَ في إشَعْيَا ٥٧:١٥؟
١١ إقرأ اشعيا ٥٧:١٥. يَهْوَه يهتَمُّ كَثيرًا بِالَّذينَ قَلبُهُم مَكسور. ومِن واجِبِنا جَميعًا أن نُشَجِّعَهُم، لا الشُّيوخِ فَقَط. فكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟ إحدى الطُّرُقِ هي أن نهتَمَّ بهِم. فيَهْوَه يستَخدِمُنا كَي يُظهِرَ لِخِرافِهِ كم يُحِبُّهُم. (ام ١٩:١٧) ويُمكِنُنا أيضًا أن نُساعِدَهُم حينَ نكونُ مُتَواضِعينَ ولا نلفِتُ النَّظَرَ إلى أنفُسِنا. فبِهذِهِ الطَّريقَة، لا ندفَعُهُم أن يحسِدونا أو يُنافِسونا. بل نستَعمِلُ مَعرِفَتَنا وقُدُراتِنا كَي نُشَجِّعَهُم. — ١ بط ٤:١٠، ١١.
١٢ لِمَ انجَذَبَ النَّاسُ العادِيُّونَ إلى يَسُوع؟ (أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.)
١٢ لِنتَذَكَّرْ أيضًا كَيفَ عامَلَ يَسُوع النَّاس. فمع أنَّهُ أعظَمُ رَجُلٍ عاشَ على الأرض، كانَ ‹وَديعًا ومُتَواضِعًا›. (مت ١١:٢٨-٣٠) فهو لم يتَفاخَرْ بِذَكائِهِ أو مَعرِفَتِه. بل علَّمَ النَّاسَ بِأُسلوبٍ سَهلٍ وأمثِلَةٍ بَسيطَة. وهكَذا وصَلَ إلى قَلبِ الأشخاصِ العادِيِّين. (لو ١٠:٢١) وبِعَكسِ رِجالِ الدِّينِ المُتَكَبِّرين، لم يُحَسِّسْ يَسُوع سامِعيهِ ولا مَرَّةً أنَّهُم بِلا قيمَةٍ في نَظَرِ اللّٰه. (يو ٦:٣٧) بل عامَلَهُم جَميعًا بِاحتِرام.
١٣ كَيفَ عامَلَ يَسُوع تَلاميذَهُ بِلُطفٍ ومَحَبَّة؟
١٣ إضافَةً إلى ذلِك، عامَلَ يَسُوع تَلاميذَهُ بِلُطفٍ ومَحَبَّة. فقدْ عرَفَ أنَّ لَدَيهِم قُدُراتٍ وظُروفًا مُختَلِفَة، وبِالتَّالي لا يستَطيعونَ أن يحمِلوا نَفْسَ المَسؤُولِيَّاتِ أو يخدُموا بِنَفْسِ الدَّرَجَة. فيَسُوع كانَ مُتَفَهِّمًا، وفرِحَ لِأنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم أعطى أفضَلَ ما لَدَيه. وهذا واضِحٌ مِن مَثَلِ الوَزنات. ففي هذا المَثَل، أعطى السَّيِّدُ عَمَلًا لِعَبيدِهِ «كُلِّ واحِدٍ بِحَسَبِ قُدرَتِه». ومع أنَّ العَبدَينِ المُجتَهِدَينِ لم يُحَقِّقا نَفْسَ الأرباح، مدَحَهُما السَّيِّدُ وقالَ لهُما نَفْسَ الكَلِمات: «أحسَنْتَ أيُّها العَبدُ الصَّالِحُ والأمين!». — مت ٢٥:١٤-٢٣.
١٤ كَيفَ نتَمَثَّلُ بِيَسُوع؟
١٤ يُعامِلُنا يَسُوع نَحنُ أيضًا بِلُطفٍ ومَحَبَّة. فهو يعرِفُ أنَّ لَدَينا قُدُراتٍ وظُروفًا مُختَلِفَة، ويفرَحُ حينَ يُعطي كُلُّ واحِدٍ مِنَّا أفضَلَ ما لَدَيه. وعلَينا أن نتَمَثَّلَ به. فَلْننتَبِهْ لِئَلَّا نُحَسِّسَ أيَّ أخٍ أنَّهُ بِلا قيمَة، أو
أنَّهُ مُقَصِّرٌ في الخِدمَةِ مُقارَنَةً بِباقي الإخوَة. بل لِنَمدَحْ إخوَتَنا دائِمًا لِأنَّهُم يخدُمونَ يَهْوَه بِكُلِّ طاقَتِهِم.ضعْ أهدافًا واقِعِيَّة
١٥-١٦ كَيفَ استَفادَت أُختٌ حينَ وضَعَت أهدافًا واقِعِيَّة؟
١٥ الأهدافُ الرُّوحِيَّة تُحَدِّدُ مَسارَ حَياتِنا وتُفَرِّحُنا. ولكنْ تذَكَّرْ أن تضَعَ أهدافًا تُناسِبُ ظُروفَكَ وقُدُراتِكَ أنت، لا الآخَرين. وهكَذا لا تُعَرِّضُ نَفْسَكَ لِلفَشَلِ وخَيباتِ الأمَل. (لو ١٤:٢٨) لاحِظْ ماذا فعَلَت فاتِحَةٌ اسْمُها مِيدُورِي.
١٦ ففي صِغَرِها، كانَ والِدُها الَّذي لَيسَ في الحَقِّ يُقارِنُها دائِمًا بِأخيها وأُختِها وزُمَلائِها في المَدرَسَة. تقول: «شعَرتُ أنِّي فاشِلَة». ولكنْ حينَ كَبِرَت مِيدُورِي، استَعادَت ثِقَتَها بِنَفْسِها. تُخبِر: «قرَأتُ الكِتابَ المُقَدَّسَ كُلَّ يَوم، وهذا طَمَّنَني أنَّ يَهْوَه يُحِبُّني». إضافَةً إلى ذلِك، وضَعَت مِيدُورِي أهدافًا واقِعِيَّة، وصَلَّت إلى يَهْوَه كَي يُساعِدَها أن تصِلَ إلَيها. وهكَذا بدَأَت تفرَحُ بِالتَّقَدُّمِ الَّذي تُحَقِّقُه.
أعطِ يَهْوَه دائِمًا أفضَلَ ما لَدَيك
١٧ كَيفَ ‹نتَجَدَّدُ في القُوَّةِ الَّتي تُحَرِّكُ ذِهنَنا›، وكَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه؟
١٧ لا نقدِرُ أن نتَغَلَّبَ على مَشاعِرِنا السَّلبيَّة بَينَ نَهارٍ ولَيلَة. لِذا يوصينا يَهْوَه: «تجَدَّدوا في القُوَّةِ الَّتي تُحَرِّكُ ذِهنَكُم». (اف ٤:٢٣، ٢٤) إذًا، علَيكَ أن تستَمِرَّ في الصَّلاة، دَرسِ كَلِمَةِ اللّٰه، والتَّأمُّلِ فيها. واطلُبْ أيضًا مِن يَهْوَه أن يُقَوِّيَك. فهو سيُساعِدُكَ بِواسِطَةِ روحِهِ كَي تتَوَقَّفَ عن مُقارَنَةِ نَفْسِكَ بِالآخَرين. وسَيُساعِدُكَ أن تُلاحِظَ أيَّ مَيلٍ لَدَيكَ إلى الحَسَدِ أوِ التَّكَبُّر، وأن تُزيلَهُ بِسُرعَة.
١٨ كَيفَ تُشَجِّعُكَ ٢ أخْبَارُ الأيَّام ٦:٢٩، ٣٠؟
١٨ إقرأ ٢ اخبار الايام ٦:٢٩، ٣٠. يعرِفُ يَهْوَه قَلبَنا. كما يعرِفُ أنَّنا نُحارِبُ ضَعَفاتِنا وتَأثيراتِ هذا العالَمِ الشِّرِّير. وحينَ يرانا نُحارِبُ بِكُلِّ طاقَتِنا، تزيدُ مَحَبَّتُهُ لنا.
١٩ بِمَ شبَّهَ يَهْوَه مَشاعِرَهُ نَحوَنا؟
١٩ شبَّهَ يَهْوَه مَشاعِرَهُ نَحوَنا بِمَشاعِرِ الأُمِّ نَحوَ طِفلِها. (اش ٤٩:١٥) تقولُ أُمٌّ اسْمُها رَايْتْشِل: «وُلِدَت بِنتي سْتِيفَانِي قَبلَ وَقتِها. وحينَ رأيْتُها أوَّلَ مَرَّةٍ كانَت صَغيرَةً جِدًّا، وقدْ بقِيَت فَترَةً في الحاضِنَة. لكنَّ الأطِبَّاءَ سمَحوا لي أن أحمِلَها يَومِيًّا خِلالَ شَهرِها الأوَّل. تِلكَ اللَّحَظاتُ خلَقَت بَينَنا رابِطًا مُمَيَّزًا. واليَوم، صارَ عُمرُها ٦ سَنَوات، ولا يزالُ حَجمُها أصغَرَ مِنَ البَناتِ في عُمرِها. لكنِّي أُحِبُّها جِدًّا لِأنَّها حارَبَت بِشِدَّةٍ لِتعيش. وهي تُدخِلُ فَرَحًا كَبيرًا إلى حَياتي». يَهْوَه أيضًا يشعُرُ بِمَحَبَّةٍ كهذِه نَحوَنا حينَ يرانا نُحارِبُ لِنخدُمَهُ بِكُلِّ طاقَتِنا. ألا يُفرِحُنا ذلِك؟
٢٠ ماذا يُفَرِّحُنا كخُدَّامٍ لِيَهْوَه؟
٢٠ تذَكَّرْ إذًا أنَّكَ فَردٌ مُمَيَّزٌ في عائِلَةِ يَهْوَه وغالي على قَلبِه. فيَهْوَه لم يجتَذِبْكَ لِأنَّكَ أفضَلُ مِن غَيرِك. بل لِأنَّهُ رأى قَلبَك، وعرَفَ أنَّكَ مُتَواضِعٌ ويُمكِنُ أن تتَغَيَّر. (مز ٢٥:٩) وتأكَّدْ أنَّهُ يفرَحُ كَثيرًا لِأنَّكَ تخدُمُهُ بِكُلِّ طاقَتِك. فاحتِمالُكَ وأمانَتُكَ دَليلٌ أنَّ قَلبَكَ «جَيِّدٌ وصالِح». (لو ٨:١٥) فصمِّمْ أن تُعطِيَ لِيَهْوَه دائِمًا أفضَلَ ما لَدَيك. وعِندَئِذٍ، ‹يكونُ لكَ سَبَبٌ لِلابتِهاجِ بما تعمَلُهُ أنت›.
التَّرنيمَة ٣٨ لن يترُكَك!
^ الفقرة 5 يَهْوَه لا يُقارِنُنا بِغَيرِنا. لكنَّنا أحيانًا نفعَلُ ذلِك، فنشعُرُ أنَّنا بِلا قيمَة. لِذا سنرى في هذِهِ المَقالَةِ لِمَ لا يجِبُ أن نُقارِنَ أنفُسَنا بِالآخَرين. وسَنرى أيضًا كَيفَ نُساعِدُ إخوَتَنا وأفرادَ عائِلَتِنا أن يرَوا أنفُسَهُم مِثلَما يراهُم يَهْوَه.
^ الفقرة 5 تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.
^ الفقرة 7 صَحيحٌ أنَّنا نتَحَدَّثُ عنِ الزَّوج، لكنَّ العَديدَ مِن هذِهِ المَبادِئِ تنطَبِقُ أيضًا على الزَّوجَة.
^ الفقرة 58 وصف الصورة: خلال العبادة العائلية، يعبِّر الوالدان عن فرحهما بما يعمله كل واحد من الأولاد لبناء فلك نوح.
^ الفقرة 62 وصف الصورة: أم ترتِّب برنامجها لتشارك في الفتح الإضافي، رغم أنها تربِّي ابنها الصغير لوحدها. وتفرح كثيرًا حين تصل إلى هدفها.