الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٩

افرح بما تعمله انت

افرح بما تعمله انت

‏«كُلُّ واحِدٍ .‏ .‏ .‏ يكونُ لهُ سَبَبٌ لِلابتِهاجِ بما عمِلَهُ هو،‏ دونَ أن يُقارِنَ نَفْسَهُ بِالآخَرين».‏ —‏ غل ٦:‏٤‏.‏

التَّرنيمَة ٣٤ السَّيرُ بِاستِقامَة

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ لِمَ لا يُقارِنُنا يَهْوَه بِالآخَرين؟‏

يَهْوَه يُحِبُّ التَّنَوُّع،‏ وهذا واضِحٌ مِن خَليقَتِه.‏ مَثَلًا،‏ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا نَحنُ البَشَرَ مُمَيَّزٌ عنِ الآخَر.‏ لِذا لا يُقارِنُنا يَهْوَه بِغَيرِنا.‏ فهو يرى قَلبَنا،‏ ويعرِفُ مَن نَحنُ فِعلًا.‏ (‏١ صم ١٦:‏٧‏)‏ كما يأخُذُ في الاعتِبارِ تَربِيَتَنا ونِقاطَ قُوَّتِنا وضُعفِنا.‏ ولا يطلُبُ مِنَّا شَيئًا فَوقَ طاقَتِنا.‏ نَحنُ بِدَورِنا،‏ يجِبُ أن نرى أنفُسَنا مِثلَما يرانا يَهْوَه.‏ وهكَذا يكونُ تَفكيرُنا سَليمًا،‏ فلا نُفَكِّرُ في أنفُسِنا أقَلَّ أو أكثَرَ مِنَ اللَّازِم.‏ —‏ رو ١٢:‏٣‏.‏

٢ لِمَ لا يجِبُ أن نُقارِنَ نَفْسَنا بِغَيرِنا؟‏

٢ طَبعًا،‏ جَيِّدٌ أن نتَعَلَّمَ مِنَ الآخَرين.‏ (‏عب ١٣:‏٧‏)‏ مَثَلًا،‏ إذا كُنَّا نعرِفُ أخًا شاطِرًا في الخِدمَة،‏ نقدِرُ أن نتَعَلَّمَ مِنهُ كَيفَ نُحَسِّنُ خِدمَتَنا.‏ (‏في ٣:‏١٧‏)‏ لكنَّ الفَرقَ كَبيرٌ بَينَ أن ننظُرَ إلى الشَّخصِ لِنتَعَلَّمَ مِنه،‏ وأن ننظُرَ إلَيهِ لِنُقارِنَ أنفُسَنا به.‏ فمُقارَنَةٌ كهذِه قد تُنَمِّي فينا الحَسَد،‏ تُضعِفُ مَعنَوِيَّاتِنا،‏ أو حتَّى تُشعِرُنا أنَّنا بِلا قيمَة.‏ ومِثلَما رأيْنا في المَقالَةِ السَّابِقَة،‏ المُنافَسَةُ تُؤْذينا روحِيًّا.‏ لِذا يوصينا يَهْوَه بِمَحَبَّة:‏ «لِيُبَيِّنْ كُلُّ واحِدٍ بِالاختِبارِ ما هو عَمَلُه،‏ وحينَئِذٍ يكونُ لهُ سَبَبٌ لِلابتِهاجِ بما عمِلَهُ هو،‏ دونَ أن يُقارِنَ نَفْسَهُ بِالآخَرين».‏ —‏ غل ٦:‏٤‏.‏

٣ أيُّ تَقَدُّمٍ تفرَحُ بِأنَّكَ حقَّقتَه؟‏

٣ يُريدُ يَهْوَه أن تفرَحَ بِالتَّقَدُّمِ الرُّوحِيِّ الَّذي تُحَقِّقُهُ أنت.‏ فهو مَثَلًا يُريدُ أن تفرَحَ إذا وصَلتَ إلى هَدَفِ المَعموديَّة.‏ فمَحَبَّتُكَ أنتَ لِيَهْوَه دفَعَتكَ أن تأخُذَ هذا القَرار.‏ فكِّرْ أيضًا كم تقَدَّمتَ مُنذُ مَعمودِيَّتِك.‏ فهل صِرتَ تُحِبُّ أكثَرَ قِراءَةَ الكِتابِ المُقَدَّسِ ودَرسَه؟‏ هل تحَسَّنَت صَلَواتُك؟‏ (‏مز ١٤١:‏٢‏)‏ هل صِرتَ أشطَرَ في الخِدمَةِ واستِعمالِ «أدَواتِ التَّعليم»؟‏ وإذا كُنتَ مُتَزَوِّجًا،‏ فهل ساعَدَكَ يَهْوَه أن تصيرَ زَوجًا أو أبًا أفضَل؟‏ لا شَكَّ أنَّكَ تفرَحُ كَثيرًا حينَ تُفَكِّرُ في التَّقَدُّمِ الَّذي حقَّقتَهُ في مَجالاتٍ كهذِه.‏

٤ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟‏

٤ وأنتَ تقدِرُ أن تُساعِدَ الآخَرينَ أن يفرَحوا بِتَقَدُّمِهِم ولا يُقارِنوا أنفُسَهُم بِغَيرِهِم.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى كَيفَ يُساعِدُ الوالِدونَ أولادَهُم،‏ كَيفَ يُساعِدُ المُتَزَوِّجونَ رَفيقَ زَواجِهِم،‏ وكَيفَ يُساعِدُ الشُّيوخُ والإخوَةُ مَن يشعُرونَ أنَّهُم بِلا قيمَة.‏ وفي النِّهايَة،‏ سنُناقِشُ مَبادِئَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّسِ تُساعِدُنا أن نضَعَ أهدافًا تُناسِبُ قُدُراتِنا وظُروفَنا.‏

دَورُ الوالِدينَ والمُتَزَوِّجين

لاحِظوا ما يفعله كل واحد من أولادكم،‏ وامدحوه عليه (‏أُنظر الفقرتين ٥-‏٦.‏)‏ *

٥ حَسَبَ أفَسُس ٦:‏٤‏،‏ مِمَّ يجِبُ أن ينتَبِهَ الوالِدون؟‏

٥ يلزَمُ أن ينتَبِهَ الوالِدونَ لِئَلَّا يُقارِنوا بَينَ وَلَدٍ وآخَر،‏ أو يطلُبوا مِن وَلَدِهِم شَيئًا فَوقَ طاقَتِه.‏ فهذا سيُحَطِّمُ مَعنَوِيَّاتِ الوَلَد.‏ ‏(‏إقرأ افسس ٦:‏٤‏.‏)‏ تقولُ أُختٌ اسْمُها سَاشِيكُو:‏ * «توَقَّعَ مِنِّي أساتِذَتي أن أتَفَوَّقَ على باقي التَّلاميذ.‏ هذا ما أرادَتهُ أُمِّي أيضًا كي أُعطِيَ صورَةً حُلوَة عنِ الحَقِّ لِأساتِذَتي وأبي.‏ حتَّى إنَّها أرادَت أن أحصُلَ على العَلامَةِ الكامِلَة في كُلِّ الامتِحانات.‏ لكنَّ هذا كانَ مُستَحيلًا علَيّ.‏ ومع أنِّي تخَرَّجتُ مِنَ المَدرَسَةِ قَبلَ سَنَوات،‏ أشعُرُ أحيانًا أنِّي لا أستَطيعُ أن أُرضِيَ يَهْوَه حتَّى لَو خدَمتُهُ بِكُلِّ طاقَتي».‏

٦ ماذا يتَعَلَّمُ الوالِدونَ مِنَ المَزْمُور ١٣١:‏١،‏ ٢‏؟‏

٦ يتَعَلَّمُ الوالِدونَ دَرسًا مُهِمًّا مِنَ المَزْمُور ١٣١:‏١،‏ ٢‏.‏ (‏إقرأها.‏)‏ فقدْ قالَ المَلِكُ دَاوُد إنَّهُ لم يشتَهِ «العَظائِم»،‏ ولم يُحاوِلْ أن يعمَلَ أُمورًا تفوقُ قُدُراتِه.‏ فتَواضُعُهُ ساعَدَهُ أن ‹يهدَأَ› ويرضى بما عِندَه.‏ فماذا يتَعَلَّمُ الوالِدونَ مِنه؟‏ يجِبُ أن يكونوا مُتَواضِعين،‏ ولا يتَوَقَّعوا مِن أنفُسِهِم أو أولادِهِم شَيئًا يفوقُ طاقَتَهُم.‏ فيجِبُ أن يعرِفوا نِقاطَ القُوَّةِ والضُّعفِ عِندَ وَلَدِهِم،‏ ثُمَّ يُساعِدوهُ أن يضَعَ أهدافًا يستَطيعُ الوُصولَ إلَيها.‏ وهكَذا،‏ يزيدونَ ثِقَتَهُ بِنَفْسِه.‏ تتَذَكَّرُ أُختٌ اسْمُها مَارِينَا:‏ «لم تُقارِنِّي أُمِّي أبَدًا بِإخوَتي الثَّلاثَةِ أو بِأيِّ وَلَدٍ آخَر.‏ بل علَّمَتني أنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا لَدَيهِ مَواهِبُ مُختَلِفَة،‏ وأنَّ يَهْوَه يُحِبُّنا جَميعًا.‏ وبِفَضلِ أُمِّي،‏ نادِرًا ما أُقارِنُ نَفْسي بِالآخَرين».‏

٧-‏٨ كَيفَ يُعطي الزَّوجُ كَرامَةً لِزَوجَتِه؟‏

٧ وما دَورُ الزَّوجِ المَسيحِيّ؟‏ علَيهِ أن يُعطِيَ كَرامَةً لِزَوجَتِه،‏ أو بِكَلِماتٍ أُخرى أن يحتَرِمَها ويهتَمَّ بها.‏ (‏١ بط ٣:‏٧‏)‏ فيُظهِرُ لها مَثَلًا أنَّهُ يُقَدِّرُها،‏ ولا يطلُبُ مِنها شَيئًا فَوقَ طاقَتِها.‏ وطَبعًا،‏ لا يُقارِنُها بِالنِّساءِ الأُخرَيات.‏ فهذِهِ المُقارَناتُ تُؤْذيها كَثيرًا.‏ لاحِظْ ما حدَثَ مع أُختٍ اسْمُها رُوزَا كانَ زَوجُها غَيرُ المُؤْمِنِ يُقارِنُها دائِمًا بِغَيرِها.‏ فكَلِماتُهُ القاسِيَة لم تُضعِفْ ثِقَتَها بِنَفْسِها فَقَط،‏ بل حسَّسَتها أيضًا بِأنَّها غَيرُ مَحبوبَة.‏ تقول:‏ «أحتاجُ دائِمًا أن يُذَكِّرَني أحَدٌ بأنَّ يَهْوَه يُحِبُّني».‏ بِالمُقابِل،‏ يعرِفُ الزَّوجُ المَسيحِيُّ كم مُهِمٌّ أن يُعطِيَ كَرامَةً لِزَوجَتِه.‏ فهذا يُؤَثِّرُ على عَلاقَتِهِ بها وبِيَهْوَه أيضًا.‏ *

٨ أيضًا،‏ يُكرِمُ الزَّوجُ زَوجَتَهُ حينَ يمدَحُها،‏ يُخبِرُها أنَّهُ يُحِبُّها،‏ ويتَكَلَّمُ عنها جَيِّدًا أمامَ النَّاس.‏ (‏ام ٣١:‏٢٨‏)‏ لاحِظْ كَيفَ استَطاعَ زَوجُ كَاتْرِينَا المَذكورَة في المَقالَةِ السَّابِقَة أن يُساعِدَها كَي تنظُرَ نَظرَةً صَحيحَة إلى نَفْسِها.‏ ففي صِغَرِها،‏ كانَت أُمُّها تنتَقِدُها وتُقارِنُها بِصَديقاتِها وباقي الفَتَيات.‏ فتعَوَّدَت كَاتْرِينَا أن تُقارِنَ نَفْسَها بِالآخَرين،‏ وظلَّت هكَذا حتَّى بَعدَما تعرَّفَت إلى الحَقّ.‏ لكنَّ زَوجَها ساعَدَها أن تتَغَلَّبَ على هذِهِ العادَة.‏ تُخبِر:‏ «هو يُحِبُّني،‏ يمدَحُني،‏ ويُصَلِّي معي.‏ كما يُذَكِّرُني دائِمًا بِصِفاتِ يَهْوَه الحُلوَة،‏ ويُساعِدُني أن أُعَدِّلَ تَفكيري».‏

دَورُ الشُّيوخِ وباقي الإخوَة

٩-‏١٠ كَيفَ ساعَدَ الشُّيوخُ أُختًا كَي لا تُقارِنَ نَفْسَها بِالآخَرين؟‏

٩ كَيفَ يُساعِدُ الشُّيوخُ الإخوَةَ الَّذينَ يُقارِنونَ أنفُسَهُم بِالآخَرين؟‏ إلَيكَ اختِبارَ فاتِحَةٍ اسْمُها هَانُونِي.‏ ففي طُفولَتِها،‏ نادِرًا ما كانَ يمدَحُها أحَد.‏ تتَذَكَّر:‏ «كُنتُ خَجولَةً وشعَرتُ أنَّ باقِيَ الأولادِ أحسَنُ مِنِّي.‏ فمُنذُ أن فتَّحتُ عَينَيَّ على الدُّنيا وأنا أُقارِنُ نَفْسي بِالآخَرين».‏ واستَمَرَّت تفعَلُ ذلِك حتَّى بَعدَما تعَرَّفَت إلى الحَقّ.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ شعَرَت أنَّها غَيرُ مُهِمَّةٍ في الجَماعَة.‏ لكِنَّها الآنَ تخدُمُ بِفَرَحٍ.‏ فماذا ساعَدَها؟‏

١٠ تقولُ هُانُونِي إنَّ الشُّيوخَ المُحِبِّينَ ساعَدوها كَثيرًا.‏ فقدْ مدَحوها على مِثالِها،‏ وأظهَروا أنَّهُم يثِقونَ بها.‏ تُخبِر:‏ «طلَبَ مِنِّي الشُّيوخُ أحيانًا أن أُشَجِّعَ بَعضَ الأخَوات.‏ وهذِهِ التَّعييناتُ حسَّسَتني أنَّ لي دَورًا في الجَماعَة.‏ وأتَذَكَّرُ مَرَّةً أنَّ الشُّيوخَ شكَروني بَعدَما شجَّعتُ أخَواتٍ شابَّات،‏ ثُمَّ قرَأُوا لي ١ تَسَالُونِيكِي ١:‏٢،‏ ٣‏.‏ طارَ قَلبي مِنَ الفَرَح!‏ والآن،‏ بِفَضلِ هؤُلاءِ الشُّيوخِ المُحِبِّين،‏ أشعُرُ أنِّي مُهِمَّةٌ في الجَماعَة».‏

١١ كَيفَ نُساعِدُ الَّذينَ قَلبُهُم مَكسورٌ كَالمَوصوفينَ في إشَعْيَا ٥٧:‏١٥‏؟‏

١١ إقرأ اشعيا ٥٧:‏١٥‏.‏ يَهْوَه يهتَمُّ كَثيرًا بِالَّذينَ قَلبُهُم مَكسور.‏ ومِن واجِبِنا جَميعًا أن نُشَجِّعَهُم،‏ لا الشُّيوخِ فَقَط.‏ فكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟‏ إحدى الطُّرُقِ هي أن نهتَمَّ بهِم.‏ فيَهْوَه يستَخدِمُنا كَي يُظهِرَ لِخِرافِهِ كم يُحِبُّهُم.‏ (‏ام ١٩:‏١٧‏)‏ ويُمكِنُنا أيضًا أن نُساعِدَهُم حينَ نكونُ مُتَواضِعينَ ولا نلفِتُ النَّظَرَ إلى أنفُسِنا.‏ فبِهذِهِ الطَّريقَة،‏ لا ندفَعُهُم أن يحسِدونا أو يُنافِسونا.‏ بل نستَعمِلُ مَعرِفَتَنا وقُدُراتِنا كَي نُشَجِّعَهُم.‏ —‏ ١ بط ٤:‏١٠،‏ ١١‏.‏

إنجذب التلاميذ الى يسوع لأنه لم يتكبَّر عليهم،‏ بل اعتبرهم أصدقاء وتمتَّع برفقتهم (‏أُنظر الفقرة ١٢.‏)‏

١٢ لِمَ انجَذَبَ النَّاسُ العادِيُّونَ إلى يَسُوع؟‏ (‏أُنظُرْ صورَةَ الغِلاف.‏)‏

١٢ لِنتَذَكَّرْ أيضًا كَيفَ عامَلَ يَسُوع النَّاس.‏ فمع أنَّهُ أعظَمُ رَجُلٍ عاشَ على الأرض،‏ كانَ ‹وَديعًا ومُتَواضِعًا›.‏ (‏مت ١١:‏٢٨-‏٣٠‏)‏ فهو لم يتَفاخَرْ بِذَكائِهِ أو مَعرِفَتِه.‏ بل علَّمَ النَّاسَ بِأُسلوبٍ سَهلٍ وأمثِلَةٍ بَسيطَة.‏ وهكَذا وصَلَ إلى قَلبِ الأشخاصِ العادِيِّين.‏ (‏لو ١٠:‏٢١‏)‏ وبِعَكسِ رِجالِ الدِّينِ المُتَكَبِّرين،‏ لم يُحَسِّسْ يَسُوع سامِعيهِ ولا مَرَّةً أنَّهُم بِلا قيمَةٍ في نَظَرِ اللّٰه.‏ (‏يو ٦:‏٣٧‏)‏ بل عامَلَهُم جَميعًا بِاحتِرام.‏

١٣ كَيفَ عامَلَ يَسُوع تَلاميذَهُ بِلُطفٍ ومَحَبَّة؟‏

١٣ إضافَةً إلى ذلِك،‏ عامَلَ يَسُوع تَلاميذَهُ بِلُطفٍ ومَحَبَّة.‏ فقدْ عرَفَ أنَّ لَدَيهِم قُدُراتٍ وظُروفًا مُختَلِفَة،‏ وبِالتَّالي لا يستَطيعونَ أن يحمِلوا نَفْسَ المَسؤُولِيَّاتِ أو يخدُموا بِنَفْسِ الدَّرَجَة.‏ فيَسُوع كانَ مُتَفَهِّمًا،‏ وفرِحَ لِأنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنهُم أعطى أفضَلَ ما لَدَيه.‏ وهذا واضِحٌ مِن مَثَلِ الوَزنات.‏ ففي هذا المَثَل،‏ أعطى السَّيِّدُ عَمَلًا لِعَبيدِهِ «كُلِّ واحِدٍ بِحَسَبِ قُدرَتِه».‏ ومع أنَّ العَبدَينِ المُجتَهِدَينِ لم يُحَقِّقا نَفْسَ الأرباح،‏ مدَحَهُما السَّيِّدُ وقالَ لهُما نَفْسَ الكَلِمات:‏ «أحسَنْتَ أيُّها العَبدُ الصَّالِحُ والأمين!‏».‏ —‏ مت ٢٥:‏١٤-‏٢٣‏.‏

١٤ كَيفَ نتَمَثَّلُ بِيَسُوع؟‏

١٤ يُعامِلُنا يَسُوع نَحنُ أيضًا بِلُطفٍ ومَحَبَّة.‏ فهو يعرِفُ أنَّ لَدَينا قُدُراتٍ وظُروفًا مُختَلِفَة،‏ ويفرَحُ حينَ يُعطي كُلُّ واحِدٍ مِنَّا أفضَلَ ما لَدَيه.‏ وعلَينا أن نتَمَثَّلَ به.‏ فَلْننتَبِهْ لِئَلَّا نُحَسِّسَ أيَّ أخٍ أنَّهُ بِلا قيمَة،‏ أو أنَّهُ مُقَصِّرٌ في الخِدمَةِ مُقارَنَةً بِباقي الإخوَة.‏ بل لِنَمدَحْ إخوَتَنا دائِمًا لِأنَّهُم يخدُمونَ يَهْوَه بِكُلِّ طاقَتِهِم.‏

ضعْ أهدافًا واقِعِيَّة

تفرح حين تضع أهدافًا واقعية وتصل إليها (‏أُنظر الفقرتين ١٥-‏١٦.‏)‏ *

١٥-‏١٦ كَيفَ استَفادَت أُختٌ حينَ وضَعَت أهدافًا واقِعِيَّة؟‏

١٥ الأهدافُ الرُّوحِيَّة تُحَدِّدُ مَسارَ حَياتِنا وتُفَرِّحُنا.‏ ولكنْ تذَكَّرْ أن تضَعَ أهدافًا تُناسِبُ ظُروفَكَ وقُدُراتِكَ أنت،‏ لا الآخَرين.‏ وهكَذا لا تُعَرِّضُ نَفْسَكَ لِلفَشَلِ وخَيباتِ الأمَل.‏ (‏لو ١٤:‏٢٨‏)‏ لاحِظْ ماذا فعَلَت فاتِحَةٌ اسْمُها مِيدُورِي.‏

١٦ ففي صِغَرِها،‏ كانَ والِدُها الَّذي لَيسَ في الحَقِّ يُقارِنُها دائِمًا بِأخيها وأُختِها وزُمَلائِها في المَدرَسَة.‏ تقول:‏ «شعَرتُ أنِّي فاشِلَة».‏ ولكنْ حينَ كَبِرَت مِيدُورِي،‏ استَعادَت ثِقَتَها بِنَفْسِها.‏ تُخبِر:‏ «قرَأتُ الكِتابَ المُقَدَّسَ كُلَّ يَوم،‏ وهذا طَمَّنَني أنَّ يَهْوَه يُحِبُّني».‏ إضافَةً إلى ذلِك،‏ وضَعَت مِيدُورِي أهدافًا واقِعِيَّة،‏ وصَلَّت إلى يَهْوَه كَي يُساعِدَها أن تصِلَ إلَيها.‏ وهكَذا بدَأَت تفرَحُ بِالتَّقَدُّمِ الَّذي تُحَقِّقُه.‏

أعطِ يَهْوَه دائِمًا أفضَلَ ما لَدَيك

١٧ كَيفَ ‹نتَجَدَّدُ في القُوَّةِ الَّتي تُحَرِّكُ ذِهنَنا›،‏ وكَيفَ يُساعِدُنا يَهْوَه؟‏

١٧ لا نقدِرُ أن نتَغَلَّبَ على مَشاعِرِنا السَّلبيَّة بَينَ نَهارٍ ولَيلَة.‏ لِذا يوصينا يَهْوَه:‏ ‏«تجَدَّدوا في القُوَّةِ الَّتي تُحَرِّكُ ذِهنَكُم».‏ (‏اف ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ إذًا،‏ علَيكَ أن تستَمِرَّ في الصَّلاة،‏ دَرسِ كَلِمَةِ اللّٰه،‏ والتَّأمُّلِ فيها.‏ واطلُبْ أيضًا مِن يَهْوَه أن يُقَوِّيَك.‏ فهو سيُساعِدُكَ بِواسِطَةِ روحِهِ كَي تتَوَقَّفَ عن مُقارَنَةِ نَفْسِكَ بِالآخَرين.‏ وسَيُساعِدُكَ أن تُلاحِظَ أيَّ مَيلٍ لَدَيكَ إلى الحَسَدِ أوِ التَّكَبُّر،‏ وأن تُزيلَهُ بِسُرعَة.‏

١٨ كَيفَ تُشَجِّعُكَ ٢ أخْبَارُ الأيَّام ٦:‏٢٩،‏ ٣٠‏؟‏

١٨ إقرأ ٢ اخبار الايام ٦:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏ يعرِفُ يَهْوَه قَلبَنا.‏ كما يعرِفُ أنَّنا نُحارِبُ ضَعَفاتِنا وتَأثيراتِ هذا العالَمِ الشِّرِّير.‏ وحينَ يرانا نُحارِبُ بِكُلِّ طاقَتِنا،‏ تزيدُ مَحَبَّتُهُ لنا.‏

١٩ بِمَ شبَّهَ يَهْوَه مَشاعِرَهُ نَحوَنا؟‏

١٩ شبَّهَ يَهْوَه مَشاعِرَهُ نَحوَنا بِمَشاعِرِ الأُمِّ نَحوَ طِفلِها.‏ (‏اش ٤٩:‏١٥‏)‏ تقولُ أُمٌّ اسْمُها رَايْتْشِل:‏ «وُلِدَت بِنتي سْتِيفَانِي قَبلَ وَقتِها.‏ وحينَ رأيْتُها أوَّلَ مَرَّةٍ كانَت صَغيرَةً جِدًّا،‏ وقدْ بقِيَت فَترَةً في الحاضِنَة.‏ لكنَّ الأطِبَّاءَ سمَحوا لي أن أحمِلَها يَومِيًّا خِلالَ شَهرِها الأوَّل.‏ تِلكَ اللَّحَظاتُ خلَقَت بَينَنا رابِطًا مُمَيَّزًا.‏ واليَوم،‏ صارَ عُمرُها ٦ سَنَوات،‏ ولا يزالُ حَجمُها أصغَرَ مِنَ البَناتِ في عُمرِها.‏ لكنِّي أُحِبُّها جِدًّا لِأنَّها حارَبَت بِشِدَّةٍ لِتعيش.‏ وهي تُدخِلُ فَرَحًا كَبيرًا إلى حَياتي».‏ يَهْوَه أيضًا يشعُرُ بِمَحَبَّةٍ كهذِه نَحوَنا حينَ يرانا نُحارِبُ لِنخدُمَهُ بِكُلِّ طاقَتِنا.‏ ألا يُفرِحُنا ذلِك؟‏

٢٠ ماذا يُفَرِّحُنا كخُدَّامٍ لِيَهْوَه؟‏

٢٠ تذَكَّرْ إذًا أنَّكَ فَردٌ مُمَيَّزٌ في عائِلَةِ يَهْوَه وغالي على قَلبِه.‏ فيَهْوَه لم يجتَذِبْكَ لِأنَّكَ أفضَلُ مِن غَيرِك.‏ بل لِأنَّهُ رأى قَلبَك،‏ وعرَفَ أنَّكَ مُتَواضِعٌ ويُمكِنُ أن تتَغَيَّر.‏ (‏مز ٢٥:‏٩‏)‏ وتأكَّدْ أنَّهُ يفرَحُ كَثيرًا لِأنَّكَ تخدُمُهُ بِكُلِّ طاقَتِك.‏ فاحتِمالُكَ وأمانَتُكَ دَليلٌ أنَّ قَلبَكَ «جَيِّدٌ وصالِح».‏ (‏لو ٨:‏١٥‏)‏ فصمِّمْ أن تُعطِيَ لِيَهْوَه دائِمًا أفضَلَ ما لَدَيك.‏ وعِندَئِذٍ،‏ ‹يكونُ لكَ سَبَبٌ لِلابتِهاجِ بما تعمَلُهُ أنت›.‏

التَّرنيمَة ٣٨ لن يترُكَك!‏

^ ‎الفقرة 5‏ يَهْوَه لا يُقارِنُنا بِغَيرِنا.‏ لكنَّنا أحيانًا نفعَلُ ذلِك،‏ فنشعُرُ أنَّنا بِلا قيمَة.‏ لِذا سنرى في هذِهِ المَقالَةِ لِمَ لا يجِبُ أن نُقارِنَ أنفُسَنا بِالآخَرين.‏ وسَنرى أيضًا كَيفَ نُساعِدُ إخوَتَنا وأفرادَ عائِلَتِنا أن يرَوا أنفُسَهُم مِثلَما يراهُم يَهْوَه.‏

^ ‎الفقرة 5‏ تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.‏

^ ‎الفقرة 7‏ صَحيحٌ أنَّنا نتَحَدَّثُ عنِ الزَّوج،‏ لكنَّ العَديدَ مِن هذِهِ المَبادِئِ تنطَبِقُ أيضًا على الزَّوجَة.‏

^ ‎الفقرة 58‏ وصف الصورة:‏ خلال العبادة العائلية،‏ يعبِّر الوالدان عن فرحهما بما يعمله كل واحد من الأولاد لبناء فلك نوح.‏

^ ‎الفقرة 62‏ وصف الصورة:‏ أم ترتِّب برنامجها لتشارك في الفتح الإضافي،‏ رغم أنها تربِّي ابنها الصغير لوحدها.‏ وتفرح كثيرًا حين تصل إلى هدفها.‏