الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٢

كُن مرنًا مثل يهوه

كُن مرنًا مثل يهوه

‏«لِيَرَ كُلُّ النَّاسِ أنَّكُم مَرِنون».‏ —‏ في ٤:‏٥‏.‏

التَّرنيمَة ٨٩ أصغوا،‏ أطيعوا،‏ احصُدوا البَرَكات

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

أي نوع من الأشجار تحب أن تكون؟‏ (‏أُنظر الفقرة ١.‏)‏

١ أوضِحْ لِمَ المُرونَةُ صِفَةٌ مُهِمَّة.‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

 المُرونَةُ صِفَةٌ مُهِمَّة جِدًّا.‏ فحينَ تكونُ الشَّجَرَةُ مَرِنَة،‏ تميلُ معَ الرِّيحِ ولا تنكَسِر.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ حينَ نكونُ مَرِنين،‏ نُواصِلُ خِدمَتَنا لِيَهْوَه بِفَرَح.‏ فسَيَسهُلُ علَينا أن نتَكَيَّفَ معَ التَّغييرات.‏ وسَنحتَرِمُ رَأيَ الآخَرينَ وقَراراتِهِم.‏

٢ أيُّ صِفاتٍ يلزَمُ أن نُنَمِّيَها،‏ وماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟‏

٢ كخُدَّامٍ لِيَهْوَه،‏ يجِبُ أن نكونَ مَرِنينَ مِثلَه.‏ وهذا يتَطَلَّبُ مِنَّا أن نكونَ مُتَواضِعين،‏ ونحِنَّ على غَيرِنا.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنرى كَيفَ ساعَدَت هذِهِ الصِّفاتُ إخوَةً لِيتَكَيَّفوا حينَ تغَيَّرَت ظُروفُهُم،‏ وكَيفَ ستُساعِدُنا نَحنُ أيضًا.‏ ولكنْ أوَّلًا،‏ سنرى كَيفَ يرسُمُ لنا يَهْوَه ويَسُوع أفضَلَ مِثالٍ في المُرونَة.‏

إتبَعْ مِثالَ يَهْوَه ويَسُوع

٣ ماذا يُؤَكِّدُ أنَّ يَهْوَه مَرِن؟‏

٣ في الكِتابِ المُقَدَّس،‏ يُسَمَّى يَهْوَه «الصَّخرَ» لِأنَّهُ قَوِيٌّ وثابِت.‏ (‏تث ٣٢:‏٤‏)‏ لكنَّ يَهْوَه مَرِنٌ أيضًا.‏ فحينَ تحصُلُ تَغييرات،‏ يتَكَيَّفُ معها لِيُتَمِّمَ وُعودَه.‏ وبِما أنَّ يَهْوَه خلَقَنا على شَبَهِه،‏ نقدِرُ أن نكونَ مَرِنينَ مِثلَه،‏ ونتَكَيَّفَ معَ التَّغييرات.‏ كما أنَّهُ يُعطينا في كَلِمَتِهِ مَبادِئَ تُساعِدُنا أن نأخُذَ قَراراتٍ حَكيمَة في كُلِّ الظُّروف.‏ إذًا،‏ يَهْوَه ثابِتٌ ومَرِنٌ في الوَقتِ نَفسِه،‏ مِثلَما يُؤَكِّدُ مِثالُهُ والمَبادِئُ الَّتي يُعطيها لنا.‏

٤ كَيفَ كانَ يَهْوَه مَرِنًا معَ الإسْرَائِيلِيِّين؟‏ (‏لاويين ٥:‏٧،‏ ١١‏)‏

٤ يَهْوَه كامِلٌ في كُلِّ ما يفعَلُه،‏ لكنَّهُ مَرِنٌ أيضًا.‏ فهو لَيسَ مُتَطَلِّبًا وقاسِيًا.‏ لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ كانَ مَرِنًا معَ الإسْرَائِيلِيِّين.‏ ففي اللَّاوِيِّين ٥:‏٧،‏ ١١‏،‏ سمَحَ لِكُلِّ إسْرَائِيلِيٍّ أن يُعطِيَ تَقدِمَةً حَسَبَ ظُروفِه.‏ ‏(‏إقرأها.‏)‏ فهو لم يطلُبْ مِنَ الأغنِياءِ والفُقَراءِ أن يُعطوا التَّقدِمَةَ نَفسَها.‏

٥ كَيفَ أظهَرَ يَهْوَه أنَّهُ مُتَواضِعٌ وحَنون؟‏

٥ يَهْوَه مَرِنٌ لِأنَّهُ مُتَواضِعٌ وحَنون.‏ لاحِظْ مَثَلًا كَيفَ أظهَرَ التَّواضُعَ في إحدى المَرَّات.‏ فبَعدَما قرَّرَ أن يُدَمِّرَ مَدينَةَ سَدُوم وسُكَّانَها الأشرار،‏ أرسَلَ مَلاكَينِ لِيُخبِرا لُوط الطَّائِعَ أن يهرُبَ إلى المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة.‏ لكنَّ لُوط خافَ أن يذهَبَ إلى هُناك.‏ فترَجَّى يَهْوَه أن يسمَحَ لهُ أن يذهَبَ مع عائِلَتِهِ إلى صُوغَر،‏ مَدينَةٍ صَغيرَة قرَّرَ يَهْوَه أن يُدَمِّرَها هي أيضًا.‏ فماذا فعَلَ يَهْوَه؟‏ لم يُصِرَّ أن يتبَعَ لُوط إرشاداتِهِ كما هي.‏ بل وافَقَ على طَلَبِه،‏ ولم يُدَمِّرْ صُوغَر.‏ (‏تك ١٩:‏١٨-‏٢٢‏)‏ لاحِظْ أيضًا كَيفَ أظهَرَ يَهْوَه أنَّهُ حَنون.‏ فبَعدَ مِئاتِ السِّنين،‏ قرَّرَ أن يُدَمِّرَ سُكَّانَ نِينَوَى الأشرارَ ومَدينَتَهُم.‏ وأرسَلَ نَبِيَّهُ يُونَان لِيُخبِرَهُم بِذلِك.‏ لكنَّهُم تابوا.‏ فأشفَقَ يَهْوَه علَيهِم،‏ وأعادَ النَّظَرَ في قَرارِه.‏ —‏ يون ٣:‏١،‏ ١٠؛‏ ٤:‏١٠،‏ ١١‏.‏

٦ كَيفَ أظهَرَ يَسُوع أنَّهُ مَرِن؟‏

٦ يَسُوع أيضًا مَرِنٌ مِثلُ أبيه.‏ مَثَلًا،‏ أتى يَسُوع إلى الأرضِ لِيُبَشِّرَ «خِرافَ بَيتِ إسْرَائِيل الضَّائِعَة».‏ لكنَّهُ كانَ مَرِنًا.‏ فمَرَّة،‏ ترَجَّتهُ امرَأةٌ غَيرُ إسْرَائِيلِيَّةٍ أن يشفِيَ بِنتَها الَّتي كانَت «تَتَعَذَّبُ كَثيرًا بِسَبَبِ شَيْطَانٍ يُسَيطِرُ علَيها».‏ فأظهَرَ يَسُوع الحَنان،‏ وشفى لها بِنتَها.‏ (‏مت ١٥:‏٢١-‏٢٨‏)‏ أيضًا،‏ كانَ يَسُوع قد قال:‏ «مَن يُنكِرُني .‏ .‏ .‏ سأُنكِرُهُ أنا أيضًا».‏ (‏مت ١٠:‏٣٣‏)‏ ولكنْ ماذا فعَلَ حينَ أنكَرَهُ بُطْرُس ثَلاثَ مَرَّات؟‏ لم يُنكِرْهُ يَسُوع،‏ بل أخَذَ في الاعتِبارِ تَوبَتَهُ وإيمانَه.‏ حتَّى إنَّهُ ظهَرَ لهُ بَعدَ قِيامَتِه،‏ وعلى الأرجَحِ أكَّدَ لهُ أنَّهُ سامَحَهُ ولا يزالُ يُحِبُّه.‏ —‏ لو ٢٤:‏٣٣،‏ ٣٤‏.‏

٧ حَسَبَ فِيلِبِّي ٤:‏٥‏،‏ كَيفَ نُريدُ أن يرانا الآخَرون؟‏

٧ كما رأينا،‏ يرسُمُ لنا يَهْوَه ويَسُوع أفضَلَ مِثالٍ في المُرونَة.‏ ويَهْوَه يطلُبُ مِنَّا أن نكونَ مَرِنينَ مِثلَه.‏ ‏(‏إقرأ فِيلِبِّي ٤:‏٥‏.‏)‏ فلْيَسألْ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا نَفسَه:‏ ‹هل يعتَبِرُني الآخَرونَ شَخصًا مَرِنًا،‏ مُتَفَهِّمًا،‏ ومُتَّزِنًا؟‏ أم هل يعتَبِرونَني شَخصًا صَعبًا،‏ مُتَطَلِّبًا،‏ أو عَنيدًا؟‏ وهل أُصِرُّ أن يتبَعوا رَأيي دائِمًا؟‏ أم هل أقبَلُ رَأيَهُم كُلَّما أمكَن؟‏›.‏ مُهِمٌّ أن نفحَصَ نَفسَنا لِنرى كم نَحنُ مَرِنون.‏ فهكَذا،‏ نعرِفُ كم نتَمَثَّلُ بِيَهْوَه ويَسُوع.‏ والآن،‏ سنرى كَيفَ نكونُ مَرِنينَ في مَجالَينِ مُهِمَّين:‏ (‏١)‏ حينَ تتَغَيَّرُ ظُروفُنا،‏ و (‏٢)‏ حينَ يختَلِفُ رَأيُنا عن رَأيِ الآخَرين.‏

كُنْ مَرِنًا حينَ تتَغَيَّرُ ظُروفُك

٨ حينَ تتَغَيَّرُ ظُروفُنا،‏ ماذا يُساعِدُنا أن نكونَ مَرِنين؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الحاشِيَة.‏)‏

٨ مُهِمٌّ أن نكونَ مَرِنين.‏ فقدْ تتَغَيَّرُ ظُروفُنا فَجأَة،‏ ونُواجِهُ مَشاكِلَ لم نكُنْ نتَوَقَّعُها.‏ مَثَلًا،‏ قد نُصابُ بِمَرَض،‏ نقَعُ في مُشكِلَةٍ مالِيَّة،‏ أو نُعاني بِسَبَبِ الاضطِراباتِ السِّياسِيَّة.‏ (‏جا ٩:‏١١؛‏ ١ كو ٧:‏٣١‏)‏ أيضًا،‏ قد يتَغَيَّرُ تَعيينُنا ونستَصعِبُ ذلِك.‏ فماذا يُساعِدُنا أن نتَكَيَّفَ معَ التَّغييرات؟‏ علَينا أن:‏ (‏١)‏ نتَقَبَّلَ الواقِع،‏ (‏٢)‏ نتَطَلَّعَ إلى الأمام،‏ (‏٣)‏ نُفَكِّرَ في الإيجابِيَّات،‏ و (‏٤)‏ نكونَ خَدومين.‏ b فلْنرَ كَيفَ استَفادَ بَعضُ الإخوَةِ حينَ اتَّبَعوا هذِهِ الخُطُواتِ الأربَع.‏

٩ كَيفَ تأقلَمَ مُرسَلانِ مع ظُروفِهِما؟‏

٩ تقَبَّلِ الواقِع.‏ تعَيَّنَ إيمَانْوِيل وفْرَانْشِيسْكَا مُرسَلَينِ في بَلَدٍ أجنَبِيّ.‏ وفيما كانا يسعَيانِ لِيَتَعَلَّما اللُّغَةَ ويَتَعَوَّدا على الجَماعَةِ الجَديدَة،‏ ابتَدَأ كُوفِيد-‏١٩ واضطُرَّا أن يبقَيا مَعزولَين.‏ ثُمَّ ماتَت والِدَةُ فْرَانْشِيسْكَا فَجأَة.‏ فأرادَت فْرَانْشِيسْكَا بِشِدَّةٍ أن تكونَ مع عائِلَتِها.‏ ولكنْ بِسَبَبِ الوَبَإ،‏ لم تقدِرْ أن تُسافِر.‏ فكَيفَ استَطاعَت أن تتَأقلَمَ مع هذِهِ الظُّروف؟‏ أوَّلًا،‏ صلَّى إيمَانْوِيل وفْرَانْشِيسْكَا إلى يَهْوَه لِيُعطِيَهُما الحِكمَة،‏ ويُساعِدَهُما أن يعيشا كُلَّ يَومٍ بِيَومِه.‏ ويَهْوَه استَجابَ صَلَواتِهِما.‏ فقدْ أعطاهُما الطَّعامَ الرُّوحِيَّ في الوَقتِ المُناسِب.‏ مَثَلًا،‏ تشَجَّعا كَثيرًا بِفيديو قالَ أخٌ فيه:‏ «إذا سعَيتَ لِتتَقَبَّلَ ظُروفَكَ الجَديدَة،‏ تظَلُّ فَرحانًا.‏ كما تقدِرُ أن تستَفيدَ مِن هذِهِ الظُّروف».‏ c ثانِيًا،‏ حاوَلَ إيمَانْوِيل وفْرَانْشِيسْكَا أن يُحَسِّنا مَهاراتِهِما في التَّبشيرِ بِالتِّلِفون،‏ وحتَّى بدَآ بِدَرس.‏ وثالِثًا،‏ قبِلا بِتَقديرٍ التَّشجيعَ والدَّعمَ مِنَ الإخوَةِ المُحِبِّين.‏ مَثَلًا طَوالَ سَنَة،‏ ظلَّت أُختٌ تُرسِلُ إلَيهِما كُلَّ يَومٍ رِسالَةً قَصيرَة فيها آيَةٌ مُشَجِّعَة.‏ إذًا،‏ مُهِمٌّ أن نتَقَبَّلَ ظُروفَنا الجَديدَة.‏ وهكَذا،‏ نفرَحُ بِما نقدِرُ أن نفعَلَه.‏

١٠ كَيفَ تأقلَمَت أُختٌ مع تَغييرٍ كَبير؟‏

١٠ تطَلَّعْ إلى الأمام،‏ وفكِّرْ في الإيجابِيَّات.‏ تعيشُ أُختٌ رُومَانِيَّة اسْمُها كْرِيسْتِينَا في اليَابَان.‏ وكانَت تحضُرُ الاجتِماعاتِ في جَماعَةٍ إنْكِلِيزِيَّة.‏ لكنَّ جَماعَتَها اندَمَجَت مع جَماعَةٍ يَابَانِيَّة.‏ صَحيحٌ أنَّ كْرِيسْتِينَا زعِلَت في البِدايَة،‏ لكنَّها لم تظَلَّ تتَحَسَّرُ على الماضي.‏ بل قرَّرَت أن تدعَمَ الجَماعَةَ الجَديدَة،‏ وتُحَسِّنَ خِدمَتَها بِاللُّغَةِ اليَابَانِيَّة.‏ فطلَبَت مِن زَميلَتِها في العَمَلِ أن تُعَلِّمَها اليَابَانِيَّة،‏ بِاستِعمالِ الكِتابِ المُقَدَّسِ وكُرَّاسَة عيشوا بِفَرَحٍ الآنَ وإلى الأبَد.‏ فوافَقَت زَميلَتُها على ذلِك.‏ وهكَذا،‏ بدَأَت كْرِيسْتِينَا تتَعَلَّمُ اليَابَانِيَّة،‏ واهتَمَّت زَميلَتُها بِالحَقّ.‏ إذًا،‏ حينَ نتَطَلَّعُ إلى الأمامِ ونُفَكِّرُ في الإيجابِيَّات،‏ يُمكِنُ أن تجلُبَ لنا التَّغييراتُ المُفاجِئَة بَرَكاتٍ لا نتَوَقَّعُها.‏

١١ كَيفَ تكَيَّفَ زَوجانِ مع ظُروفِهِما الجَديدَة؟‏

١١ كُنْ خَدومًا.‏ يعيشُ زَوجانِ في بَلَدٍ يحظُرُ عَمَلَنا.‏ وحينَ انهارَ الاقتِصادُ في ذلِك البَلَد،‏ عانَيا مَشاكِلَ مالِيَّة.‏ فكَيفَ تكَيَّفا مع ظُروفِهِما الجَديدَة؟‏ أوَّلًا،‏ بسَّطا حَياتَهُما.‏ ثانِيًا،‏ لم يُرَكِّزا على مَشاكِلِهِما،‏ بل سعَيا لِيُساعِدا الآخَرينَ مِن خِلالِ عَمَلِ التَّبشير.‏ (‏أع ٢٠:‏٣٥‏)‏ يقولُ الزَّوج:‏ «إنشَغَلنا بِالخِدمَة.‏ لِذا،‏ كانَ لَدَينا وَقتٌ أقَلُّ لِنُفَكِّرَ في السَّلبِيَّات،‏ ووَقتٌ أكثَرُ لِنُرَكِّزَ على فِعلِ مَشيئَةِ اللّٰه».‏ إذًا،‏ حينَ تتَغَيَّرُ ظُروفُنا،‏ لِنتَذَكَّرْ كم مُهِمٌّ أن نُساعِدَ الآخَرين،‏ وخُصوصًا بِواسِطَةِ عَمَلِ التَّبشير.‏

١٢ كَيفَ نتَمَثَّلُ بِبُولُس؟‏

١٢ في خِدمَتِنا،‏ مُهِمٌّ أن نكونَ مَرِنين.‏ فنَحنُ نلتَقي بِأشخاصٍ مِن خَلفِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَة،‏ أشخاصٍ لَدَيهِم مُعتَقَداتٌ وأفكارٌ مُختَلِفَة.‏ لاحِظْ كَيفَ كانَ الرَّسولُ بُولُس مَرِنًا في خِدمَتِه.‏ فيَسُوع عيَّنَهُ ‹رَسولًا لِلأُمَم›.‏ (‏رو ١١:‏١٣‏)‏ وفيما تمَّمَ بُولُس هذا التَّعيين،‏ بشَّرَ أشخاصًا مُختَلِفين:‏ يَهُودًا،‏ يُونَانِيِّين،‏ مُثَقَّفين،‏ قَرَوِيِّين،‏ رَسمِيِّين،‏ ومُلوكًا.‏ فكَيفَ استَطاعَ أن يصِلَ إلى قُلوبِ هؤُلاءِ الأشخاصِ المُختَلِفين؟‏ قال:‏ «صِرتُ لِشَتَّى النَّاسِ كُلَّ شَيء».‏ (‏١ كو ٩:‏١٩-‏٢٣‏)‏ فهو أخَذَ في الاعتِبارِ حَضارَتَهُم،‏ خَلفِيَّتَهُم،‏ ومُعتَقَداتِهِم.‏ ثُمَّ كيَّفَ أُسلوبَهُ على هذا الأساس.‏ نَحنُ أيضًا،‏ يجِبُ أن نُكَيِّفَ أُسلوبَنا حَسَبَ حاجاتِ سامِعينا.‏ فهكَذا،‏ نتَحَسَّنُ أكثَرَ في خِدمَتِنا.‏

إحتَرِمْ رَأيَ الآخَرين

حين نكون مرنين،‏ نحترم رأي الآخرين (‏أُنظر الفقرة ١٣.‏)‏

١٣ مِمَّ يلزَمُ أن ننتَبِه،‏ ولِماذا؟‏ (‏١ كورنثوس ٨:‏٩‏)‏

١٣ حينَ نكونُ مَرِنين،‏ نحتَرِمُ رَأيَ الآخَرين.‏ مَثَلًا،‏ قد تُحِبُّ أُختٌ أن تضَعَ المَكِياج،‏ بَينَما لا تُحِبُّ أُختٌ أُخرى ذلِك.‏ وقدْ يُحِبُّ أخٌ أن يشرَبَ الكُحولَ بِاعتِدال،‏ بَينَما يمتَنِعُ أخٌ آخَرُ عنهُ تَمامًا.‏ ومع أنَّ كُلَّ المَسيحِيِّينَ يهتَمُّونَ بِصِحَّتِهِم،‏ يختارونَ أساليبَ مُختَلِفَة لِلرِّعايَةِ الصِّحِّيَّة.‏ لِذا،‏ يلزَمُ أن ننتَبِهَ كَي لا نتَحَمَّسَ كَثيرًا لِخِيارٍ مُعَيَّن،‏ ونُحاوِلَ أن نُقنِعَ الإخوَةَ به.‏ فبِهذِهِ الطَّريقَة،‏ قد نُضايِقُهُم ونُسَبِّبُ انقِساماتٍ في الجَماعَة.‏ ‏(‏إقرأ ١ كورنثوس ٨:‏٩؛‏ ١٠:‏٢٣،‏ ٢٤‏)‏ فكَيفَ نتبَعُ مَبادِئَ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ وفي الوَقتِ نَفسِهِ نكونُ مُتَّزِنينَ ونُحافِظُ على السَّلام؟‏ لِنرَ مِثالَينِ على ذلِك.‏

حين نكون مرنين،‏ نحترم رأي الآخرين (‏أُنظر الفقرة ١٤.‏)‏

١٤ أيُّ مَبادِئَ نتبَعُها في مَجالِ الثِّيابِ وقَصَّاتِ الشَّعر؟‏

١٤ الثِّيابُ وقَصَّاتُ الشَّعر.‏ لا يُعطينا يَهْوَه إرشاداتٍ مُفَصَّلَة تتَحَكَّمُ بِطَريقَةِ لُبسِنا،‏ بل يُعطينا مَبادِئَ عامَّة لِنتبَعَها.‏ مَثَلًا،‏ لا يجِبُ أن تلفِتَ ثِيابُنا انتِباهَ الآخَرينَ إلَينا،‏ بل يجِبُ أن تُظهِرَ أنَّنا خُدَّامٌ لِلّٰه،‏ وأنَّنا مُتَّزِنونَ ومُحتَشِمون.‏ (‏١ تي ٢:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١ بط ٣:‏٣‏)‏ لِذا،‏ لا يجِبُ أن يفرِضَ الشُّيوخُ قَواعِدَ شَخصِيَّة بِخُصوصِ الثِّيابِ وقَصَّاتِ الشَّعر.‏ لاحِظْ مَثَلًا ماذا حصَلَ في إحدى الجَماعات.‏ فبَعضُ الشُّبَّانِ كانوا يتبَعونَ موضَةً غَريبَة لِقَصِّ الشَّعر.‏ لكِنَّ الشُّيوخَ استَطاعوا أن يُساعِدوهُم،‏ دونَ أن يفرِضوا علَيهِم قَواعِد.‏ كَيف؟‏ نصَحَ ناظِرُ الدَّائِرَةِ الشُّيوخَ أن يقولوا لهُم:‏ «حينَ تُقَدِّمونَ جُزءًا مِنَ المَنَصَّة،‏ هل ينتَبِهُ الإخوَةُ أكثَرَ لِما تقولونَهُ أم لِشَكلِكُم؟‏ إذا كانوا ينتَبِهونَ أكثَرَ لِشَكلِكُم،‏ فهُناك إذًا مُشكِلَةٌ في ثِيابِكُم أو قَصَّةِ شَعرِكُم».‏ وهكَذا،‏ استَطاعَ الشُّيوخُ أن يوضِحوا المُشكِلَةَ لِهؤُلاءِ الشُّبَّان،‏ دونَ أن يفرِضوا قَواعِدَ علَيهِم.‏ d

حين نكون مرنين،‏ نحترم رأي الآخرين (‏أُنظر الفقرة ١٥.‏)‏

١٥ أيُّ وَصايا ومَبادِئَ نتبَعُها في مَجالِ الرِّعايَةِ الصِّحِّيَّة؟‏ (‏روما ١٤:‏٥‏)‏

١٥ الصِّحَّة.‏ يجِبُ أن يُقَرِّرَ كُلُّ مَسيحِيٍّ هو بِنَفسِهِ كَيفَ يهتَمُّ بِصِحَّتِه.‏ (‏غل ٦:‏٥‏)‏ وفي مَجالِ الرِّعايَةِ الصِّحِّيَّة،‏ يذكُرُ الكِتابُ المُقَدَّسُ وَصايا قَليلَة جِدًّا،‏ مِثلَ أن نمتَنِعَ عنِ الدَّمِ ولا نتَعامَلَ معَ الأرواح.‏ (‏أع ١٥:‏٢٠؛‏ غل ٥:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ عَدا ذلِك،‏ على كُلِّ مَسيحِيٍّ أن يختارَ العِلاجَ الَّذي يُناسِبُه.‏ مَثَلًا،‏ يُفَضِّلُ البَعضُ العِلاجَ الطِّبِّيّ،‏ بَينَما يُفَضِّلُ آخَرونَ عِلاجاتٍ بَديلَة.‏ لِذا،‏ لا يجِبُ أن نتَحَمَّسَ كَثيرًا لِعِلاجٍ مُعَيَّن،‏ ونُحاوِلَ أن نُقنِعَ الآخَرينَ به.‏ بل يجِبُ أن نحتَرِمَ حَقَّهُم في الاختِيار.‏ ولْنُبقِ في بالِنا النِّقاطَ التَّالِيَة:‏ (‏١)‏ مَملَكَةُ اللّٰهِ هيَ الوَحيدَةُ الَّتي ستُعالِجُ كُلَّ الأمراضِ عِلاجًا شامِلًا ودائِمًا.‏ (‏إش ٣٣:‏٢٤‏)‏ (‏٢)‏ كُلُّ مَسيحِيٍّ يجِبُ أن يكونَ «مُقتَنِعًا تَمامًا» بِالقَرارِ الَّذي يأخُذُه.‏ ‏(‏إقرأ روما ١٤:‏٥‏.‏)‏ (‏٣)‏ لا يجِبُ أن نحكُمَ على الآخَرين،‏ ولا يجِبُ أن نضَعَ عَقَبَةً أمامَهُم.‏ (‏رو ١٤:‏١٣‏)‏ (‏٤)‏ نَحنُ نُحِبُّ إخوَتَنا،‏ ولا نعتَبِرُ حُرِّيَّتَنا الشَّخصِيَّة أهَمَّ مِن وَحدَةِ الجَماعَة.‏ (‏رو ١٤:‏١٥،‏ ١٩،‏ ٢٠‏)‏ فلْنُبقِ هذِهِ النِّقاطَ في بالِنا.‏ وهكَذا،‏ نُحافِظُ على عَلاقَتِنا بِالإخوَة،‏ وننشُرُ السَّلامَ في الجَماعَة.‏

حين نكون مرنين،‏ نحترم رأي الآخرين (‏أُنظر الفقرة ١٦.‏)‏

١٦ كَيفَ يُظهِرُ الشَّيخُ أنَّهُ مَرِن؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.‏)‏

١٦ يجِبُ أن يرسُمَ الشُّيوخُ المِثالَ في المُرونَة.‏ (‏١ تي ٣:‏٢،‏ ٣‏)‏ مَثَلًا في اجتِماعاتِ الشُّيوخ،‏ لا يعتَبِرُ أحَدُ الشُّيوخِ أنَّ الباقينَ يجِبُ أن يتبَعوا رَأيَه،‏ لِمُجَرَّدِ أنَّهُ أكبَرُ سِنًّا أو أكثَرُ خِبرَةً مِنهُم.‏ بل يعرِفُ أنَّ روحَ يَهْوَه قد يدفَعُ أيَّ شَيخٍ لِيَذكُرَ نُقطَةً تُساعِدُهُم أن يأخُذوا قَرارًا حَكيمًا.‏ وماذا لَو كانَ رَأيُهُ مُختَلِفًا عن رَأيِ الأغلَبِيَّة؟‏ الشَّيخُ المَرِنُ يدعَمُ عن طيبِ خاطِرٍ قَرارَ الأغلَبِيَّة،‏ ما دامَ لا يكسِرُ مَبدَأً في الكِتابِ المُقَدَّس.‏

كَيفَ تستَفيدُ حينَ تكونُ مَرِنًا؟‏

١٧ كَيفَ نستَفيدُ حينَ نكونُ مَرِنين؟‏

١٧ سنستَفيدُ كَثيرًا حينَ نكونُ مَرِنين.‏ فسَنُحافِظُ على عَلاقَتِنا بِالإخوَة،‏ وننشُرُ السَّلامَ في الجَماعَة.‏ كما سنُحِبُّ التَّنَوُّعَ الرَّائِعَ في الشَّخصِيَّاتِ والعاداتِ بَينَ شَعبِ يَهْوَه.‏ والأهَمّ،‏ سنفرَحُ لِأنَّنا نتَمَثَّلُ بِإلهِنا المَرِن،‏ يَهْوَه.‏

التَّرنيمَة ٩٠ تبادَلوا التَّشجيع

a يرسُمُ لنا يَهْوَه ويَسُوع أفضَلَ مِثالٍ في المُرونَة،‏ وهُما يُريدانِ أن نتَمَثَّلَ بهِما.‏ وسَنستَفيدُ كَثيرًا حينَ نكونُ مَرِنين.‏ فسَيَسهُلُ علَينا أن نتَكَيَّفَ حينَ تتَغَيَّرُ ظُروفُنا:‏ حينَ نمرَض،‏ نمُرُّ بِضيقَةٍ مالِيَّة،‏ أو نُواجِهُ صُعوباتٍ مُفاجِئَة أُخرى.‏ كما سننشُرُ السَّلامَ ونُقَوِّي الوَحدَةَ في الجَماعَة.‏

b أُنظُرْ مَقالَة «‏كَيفَ تتَعامَلُ مع تَغَيُّراتِ الحَياة؟‏‏» في إستَيقِظ!‏،‏ العَدَد ٤،‏ ٢٠١٦.‏

d لِتعرِفَ أكثَرَ عنِ الثِّيابِ وقَصَّاتِ الشَّعر،‏ انظُرِ الدَّرس ٥٢ في كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآنَ وإلى الأبَد‏.‏