الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٩

التَّرنيمَة ١٢١ أهَمِّيَّةُ ضَبطِ النَّفْس

إبقَ منتبهًا من التجارب

إبقَ منتبهًا من التجارب

‏«إبْقَوْا ساهِرينَ وصَلُّوا دائِمًا كَي لا تَقَعوا في تَجرِبَة».‏ —‏ مت ٢٦:‏٤١‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

أن نُدرِكَ كم ضَرورِيٌّ أن نَتَجَنَّبَ ارتِكابَ الخَطِيَّةِ وكَذلِكَ الخُطُواتِ الَّتي تُؤَدِّي إلَيها.‏

١-‏٢ (‏أ)‏ أيُّ تَحذيرٍ أعْطاهُ يَسُوع لِتَلاميذِه؟‏ (‏ب)‏ لِماذا استَسلَمَ التَّلاميذُ لِلضُّعفِ البَشَرِيّ؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.‏)‏

 ‏«إنَّ الرُّوحَ مُندَفِع،‏ أمَّا الجَسَدُ فضَعيف».‏ a (‏مت ٢٦:‏٤١ب‏)‏ بِهذِهِ الكَلِمات،‏ أظهَرَ يَسُوع أنَّهُ يَفهَمُ طَبيعَتَنا النَّاقِصَة.‏ لكنَّ كَلِماتِهِ تَضَمَّنَت أيضًا هذا التَّحذير:‏ إنتَبِهوا مِنَ الثِّقَةِ الزَّائِدَة بِالنَّفْس.‏ ففي وَقتٍ سابِقٍ مِنَ اللَّيلَةِ نَفْسِها،‏ عَبَّرَ التَّلاميذُ بِكُلِّ ثِقَةٍ عن تَصميمِهِم أن يَظَلُّوا مع سَيِّدِهِم.‏ (‏مت ٢٦:‏٣٥‏)‏ ونَواياهُم كانَت جَيِّدَة.‏ لكنَّهُم لم يُدرِكوا كم سَهلٌ أن يَضعُفوا تَحتَ الضَّغط.‏ لِذلِك نَبَّهَهُم يَسُوع:‏ «إبْقَوْا ساهِرينَ وصَلُّوا دائِمًا كَي لا تَقَعوا في تَجرِبَة».‏ —‏ مت ٢٦:‏٤١أ‏.‏

٢ معَ الأسَف،‏ لم يَقدِرِ التَّلاميذُ أن يَبْقَوْا ساهِرينَ في تِلكَ اللَّيلَة.‏ وماذا فَعَلوا حينَ اعتُقِلَ يَسُوع؟‏ هل ظَلُّوا إلى جانِبِهِ أمِ استَسلَموا لِلتَّجرِبَةِ وهَرَبوا؟‏ في الحَقيقَة،‏ لم يَبْقَ التَّلاميذُ مُنتَبِهين.‏ لِذلِك أُخِذوا في غَفلَةٍ وفَعَلوا بِالضَّبطِ ما قالوا إنَّهُم لن يَفعَلوهُ أبَدًا:‏ تَخَلَّوْا عن يَسُوع.‏ —‏ مت ٢٦:‏٥٦‏.‏

طلب يسوع من تلاميذه أن يبقوا ساهرين وينتبهوا من التجربة،‏ لكنهم لم يفعلوا ذلك وبالنتيجة تخلَّوا عنه (‏أُنظر الفقرتين ١-‏٢.‏)‏


٣ (‏أ)‏ كَي نَبْقى أوْلِياءَ لِيَهْوَه،‏ لِماذا يَجِبُ أن نَتَجَنَّبَ الثِّقَةَ الزَّائِدَة بِالنَّفْس؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ لا نَقدِرُ أن نُنكِرَ الواقِعَ ونَثِقَ بِأنفُسِنا زِيادَةً عنِ اللُّزوم.‏ فمع أنَّنا مُصَمِّمونَ أن لا نَدَعَ شَيئًا يُبعِدُنا عن يَهْوَه،‏ نَحنُ أيضًا ناقِصونَ وضُعَفاءُ أمامَ التَّجارِب.‏ (‏رو ٥:‏١٢؛‏ ٧:‏٢١-‏٢٣‏)‏ وقد نَجِدُ أنفُسَنا في ظُروفٍ خارِجَة عن إرادَتِنا تَجعَلُ الخَطَأَ يَبْدو مُغرِيًا جِدًّا.‏ وكَي نَبْقى أوْلِياءَ لِيَهْوَه وابْنِه،‏ يَجِبُ أن نَتبَعَ نَصيحَةَ يَسُوع أن نَظَلَّ مُنتَبِهينَ مِنَ الإغراءاتِ الَّتي تَجُرُّنا إلى فِعلِ الخَطَإ.‏ هذِهِ المَقالَةُ ستُساعِدُنا أن نَفعَلَ ذلِك.‏ أوَّلًا،‏ سنُناقِشُ في أيِّ مَجالاتٍ بِشَكلٍ خاصٍّ يَجِبُ أن نَنتَبِه.‏ ثُمَّ سنَرى كَيفَ نَحْمي أنفُسَنا مِنَ التَّجارِب.‏ وفي الآخِر،‏ سنُناقِشُ كَيفَ نَبْقى مُنتَبِهين.‏

في أيِّ مَجالاتٍ يَجِبُ أن نَظَلَّ مُنتَبِهين؟‏

٤-‏٥ لِماذا يَجِبُ أن نَظَلَّ مُنتَبِهينَ حتَّى مِنَ الخَطايا الصَّغيرَة؟‏

٤ حتَّى الخَطايا الصَّغيرَة نِسبِيًّا يُمكِنُ أن تُضعِفَ عَلاقَتَنا بِيَهْوَه.‏ ويُمكِنُ أيضًا أن تُؤَدِّيَ إلى خَطايا أكبَر.‏

٥ كُلُّنا نُواجِهُ إغراءاتٍ كَي نَرتَكِبَ الخَطِيَّة.‏ ولكنْ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا لَدَيهِ ضُعفٌ في مَجالاتٍ مُعَيَّنَة.‏ وضُعفُنا هذا قد يَجعَلُنا نَرتَكِبُ خَطِيَّةً خَطيرَة،‏ أو نَتَوَرَّطُ في أحَدِ أنواعِ النَّجاسَة،‏ أو نَقَعُ ضَحِيَّةَ التَّفكيرِ مِثلَ أهلِ العالَم.‏ مَثَلًا،‏ رُبَّما يُقاوِمُ أحَدٌ الإغراءَ أن يَرتَكِبَ العَهارَة.‏ وقد يَميلُ آخَرُ بِقُوَّةٍ إلى المُمارَساتِ النَّجِسَة،‏ مِثلِ العادَةِ السِّرِّيَّة أو رُؤيَةِ مَوادَّ إباحِيَّة.‏ ورُبَّما هُناك مَن يُحارِبُ الخَوفَ مِنَ الإنسان،‏ التَّفكيرَ بِاستِقلالِيَّة،‏ طَبعَهُ الحادّ،‏ أو غَيرَ ذلِك.‏ فكما قالَ يَعْقُوب،‏ «كُلُّ واحِدٍ يَقَعُ في التَّجرِبَةِ حينَ تَجذِبُهُ وتُغْريهِ شَهوَتُه» هو.‏ —‏ يع ١:‏١٤‏.‏

٦ مِن أيِّ ناحِيَةٍ يَجِبُ أن نَكونَ صادِقين؟‏

٦ هل تَعرِفُ أيُّ مَجالاتٍ قد تُغْريكَ أنتَ كَي تَرتَكِبَ الخَطِيَّة؟‏ لا يَنفَعُ أن نَخدَعَ أنفُسَنا ونُنكِرَ ضَعَفاتِنا أو نَستَنتِجَ أنَّنا أقْوى مِن أن نَقَعَ في الخَطِيَّة.‏ (‏١ يو ١:‏٨‏)‏ وفي الحَقيقَة،‏ اعتَرَفَ بُولُس أنَّهُ حتَّى ‹النَّاضِجونَ روحِيًّا› قد يَستَسلِمونَ لِلتَّجرِبَةِ إذا لم يَبْقَوْا مُنتَبِهين.‏ (‏غل ٦:‏١‏)‏ فيَجِبُ أن نَكونَ صادِقينَ مع أنفُسِنا ونَعتَرِفَ بِنِقاطِ ضُعفِنا.‏ —‏ ٢ كو ١٣:‏٥‏.‏

٧ علامَ يَجِبُ أن نُرَكِّزَ انتِباهَنا؟‏ أوضِح.‏

٧ بَعدَ أن نُحَدِّدَ المَجالاتِ الَّتي تُغْرينا كَي نَرتَكِبَ الخَطِيَّة،‏ ماذا يَجِبُ أن نَفعَل؟‏ علَينا أن نُقَوِّيَ دِفاعاتِنا!‏ إلَيكَ هذا الإيضاح.‏ في أزمِنَةِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ كانَ الجُزْءُ الأضعَفُ مِن سورِ المَدينَةِ هو بَوَّاباتِها.‏ لِذلِك وُضِعَت على البَوَّاباتِ حِراسَةٌ مُشَدَّدَة.‏ بِشَكلٍ مُشابِه،‏ يَلزَمُ أن نُرَكِّزَ انتِباهَنا على المَجالاتِ الَّتي نَعرِفُ أنَّ لَدَينا ضُعفًا فيها.‏ —‏ ١ كو ٩:‏٢٧‏.‏

كَيفَ نَكونُ مُنتَبِهين؟‏

٨-‏٩ ماذا كانَ سيُساعِدُ الشَّابَّ في الأمْثَال ٧ أن لا يَرتَكِبَ خَطِيَّةً خَطيرَة؟‏ (‏أمثال ٧:‏٨،‏ ٩،‏ ١٣،‏ ١٤،‏ ٢١‏)‏

٨ كَيفَ نَكونُ مُنتَبِهينَ ونَحْمي أنفُسَنا؟‏ لاحِظْ ماذا نَتَعَلَّمُ مِنَ الشَّابِّ الَّذي يُخبِرُنا عنهُ الفَصل ٧ مِن سِفرِ الأمْثَال‏.‏ فهوَ ارتَكَبَ العَهارَةَ معَ امرَأةٍ فاسِدَة.‏ والآيَة ٢٢ تُخبِرُنا أنَّهُ ذَهَبَ وَراءَها «فَوْرًا»،‏ وكَأنَّ الأمرَ حَصَلَ فَجْأةً.‏ ولكنْ كما تُظهِرُ الآياتُ السَّابِقَة،‏ أخَذَ هذا الشَّابُّ قَبلَ ذلِك عِدَّةَ خُطُواتٍ أوْصَلَتهُ تَدريجِيًّا إلى الخَطِيَّة.‏

٩ فما الَّذي فَعَلَهُ قَبلَ أن يَرتَكِبَ الخَطِيَّة؟‏ أوَّلًا،‏ في المَساء،‏ «مَرَّ قُربَ زاوِيَةِ شارِعِ» المَرأةِ الفاسِدَة.‏ ثُمَّ مَشى بِاتِّجاهِ بَيتِها.‏ ‏(‏إقرإ الأمثال ٧:‏٨،‏ ٩‏.‏)‏ بَعدَ ذلِك حينَ رَآها،‏ لم يُدِرْ ظَهرَهُ ويَبتَعِد.‏ بل سَمَحَ لها أن تُقَبِّلَهُ واستَمَعَ إلَيها وهي تُخبِرُهُ عن ذَبائِحِ المُشارَكَةِ الَّتي قَدَّمَتها،‏ رُبَّما كَي تُقنِعَهُ أنَّها لَيسَت شَخصًا سَيِّئًا.‏ ‏(‏إقرإ الأمثال ٧:‏١٣،‏ ١٤،‏ ٢١‏.‏)‏ فلَو تَجَنَّبَ الشَّابُّ المَخاطِرَ الَّتي أوْصَلَتهُ إلى الخَطِيَّة،‏ لَحَمى نَفْسَهُ مِنَ الإغراءِ وبِالتَّالي مِنَ الخَطِيَّة.‏

١٠ كَيفَ يُمكِنُ أن يَقَعَ أحَدٌ اليَومَ في نَفْسِ الغَلطَةِ الَّتي وَقَعَ فيها الشَّابّ؟‏

١٠ هذِهِ القِصَّةُ الَّتي كَتَبَها سُلَيْمَان توضِحُ ما قد يَحصُلُ مع أيِّ واحِدٍ مِن خُدَّامِ يَهْوَه.‏ فقد يَقَعُ في خَطِيَّةٍ خَطيرَة ويَشعُرُ لاحِقًا أنَّ كُلَّ شَيءٍ حَصَلَ «فَوْرًا».‏ أو قد يَقول:‏ «لا أعرِفُ كَيفَ حَصَلَ ذلِك».‏ ولكنْ إذا فَكَّرَ في ما حَصَلَ فِعلًا،‏ فسَيَكتَشِفُ على الأرجَحِ أنَّهُ أخَذَ خُطُواتٍ غَيرَ حَكيمَة أوْصَلَتهُ إلى خَطَئِه.‏ ورُبَّما شَمَلَت هذِهِ الخُطُواتُ التَّسلِيَةَ الفاسِدَة،‏ العِشرَةَ السَّيِّئَة،‏ أوِ الدُّخولَ إلى أماكِنَ مَشكوكٍ فيها،‏ سَواءٌ حَرفِيًّا أو عَبْرَ الإنتِرنِت.‏ ورُبَّما كانَ قد تَوَقَّفَ عنِ الصَّلاة،‏ قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ حُضورِ الاجتِماعات،‏ أوِ الاشتِراكِ في الخِدمَة.‏ ومِثلَ الشَّابِّ في الأمْثَال ٧‏،‏ رُبَّما لم يَقَعْ في الخَطِيَّةِ «فَوْرًا» كما كانَ يَظُنّ.‏

١١ ماذا يَلزَمُ أن نَتَجَنَّبَ كَي لا نَقَعَ في الخَطِيَّة؟‏

١١ ما الدَّرسُ لنا؟‏ لا يَكْفي أن نَتَجَنَّبَ الخَطِيَّةَ بِحَدِّ ذاتِها،‏ بل علَينا أيضًا أن نَحذَرَ مِنَ الخُطُواتِ الَّتي تُؤَدِّي إلى الخَطِيَّة.‏ وهذا ما أوضَحَهُ سُلَيْمَان بَعدَ أن أخبَرَ قِصَّةَ الشَّابِّ والمَرأةِ الفاسِدَة.‏ فهو قال:‏ «لا .‏ .‏ .‏ تَتبَعْ دُروبَها».‏ (‏أم ٧:‏٢٥‏)‏ وقالَ أيضًا في كَلامِهِ عنِ امرَأةٍ عَديمَةِ الأخلاقِ كهذِه:‏ ‏«إبْقَ بَعيدًا عنها؛‏ لا تَقتَرِبْ مِن مَدخَلِ بَيتِها».‏ (‏أم ٥:‏٣،‏ ٨‏)‏ إذًا،‏ نَحنُ نَحْمي أنفُسَنا مِنَ الخَطِيَّةِ حينَ نَبْقى بَعيدينَ عنِ الظُّروفِ الَّتي تُؤَدِّي إلَيها.‏ b وهذا قد يَشمُلُ أن نَتَجَنَّبَ مَواقِفَ أو أعمالًا مُعَيَّنَة لَيسَت عُمومًا خاطِئَةً بِالنِّسبَةِ لنا كمَسِيحِيِّين،‏ لكنَّنا نَعرِفُ أنَّها ستوصِلُنا إلى التَّجرِبَة.‏ —‏ مت ٥:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

١٢ علامَ صَمَّمَ أَيُّوب،‏ وكَيفَ ساعَدَهُ ذلِك أن يَحْمِيَ نَفْسَهُ مِنَ الإغراءات؟‏ (‏أيوب ٣١:‏١‏)‏

١٢ كَي نَتَجَنَّبَ المَواقِفَ الَّتي تُؤَدِّي إلى الخَطِيَّة،‏ يَلزَمُ أن نَأخُذَ قَرارًا حازِمًا.‏ وهذا ما فَعَلَهُ أَيُّوب.‏ فهو ‹عَمِلَ اتِّفاقًا مع عَيْنَيْهِ› أن لا يَتَطَلَّعَ أبَدًا بِشَهوانِيَّةٍ إلى امرَأة.‏ ‏(‏إقرأ أيوب ٣١:‏١‏.‏)‏ ولِأنَّهُ الْتَزَمَ بِتَصميمِهِ هذا،‏ بَقِيَ بَعيدًا عنِ الزِّنى.‏ نَحنُ أيضًا جَيِّدٌ أن نُصَمِّمَ أن نَتَجَنَّبَ أيَّ شَيءٍ يُمكِنُ أن يوصِلَنا إلى التَّجرِبَة.‏

١٣ لِماذا يَجِبُ أن نَحْمِيَ تَفكيرَنا؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.‏)‏

١٣ يَلزَمُ أيضًا أن نَحْمِيَ تَفكيرَنا.‏ (‏خر ٢٠:‏١٧‏)‏ البَعضُ يَعتَقِدونَ أنَّهُ لَيسَ خَطَأً أن يَستَرسِلوا في تَخَيُّلِ رَغَباتٍ غَيرِ لائِقَة ما داموا لا يَفعَلونَ الخَطَأ.‏ لكنَّ هذا التَّفكيرَ لَيسَ صَحيحًا.‏ فالشَّخصُ الَّذي يَتَأمَّلُ في رَغبَةٍ خاطِئَة يُقَوِّي هذِهِ الرَّغبَة.‏ وكَأنَّهُ يَخلُقُ لِنَفْسِهِ تَجرِبَة،‏ والآنَ علَيهِ أن يُقاوِمَها.‏ طَبعًا،‏ الأفكارُ الخاطِئَة ستَخطُرُ على بالِنا أحيانًا.‏ لكنْ مِنَ الضَّرورِيِّ أن نَرفُضَها فَوْرًا ونَضَعَ مَكانَها أفكارًا جَيِّدَة.‏ وعِندَما نَفعَلُ ذلِك،‏ نَمنَعُ الأفكارَ الخاطِئَة أن تَنْمُوَ وتَصيرَ رَغبَةً قَوِيَّة صَعبٌ أن نُحارِبَها وسَهلٌ أن تَجُرَّنا إلى ارتِكابِ خَطِيَّةٍ خَطيرَة.‏ —‏ في ٤:‏٨؛‏ كو ٣:‏٢؛‏ يع ١:‏١٣-‏١٥‏.‏

يلزم أن نتجنب أي شيء يمكن أن يوصلنا إلى التجربة (‏أُنظر الفقرة ١٣.‏)‏


١٤ ماذا أيضًا يُساعِدُنا أن نَحْمِيَ أنفُسَنا مِنَ التَّجارِب؟‏

١٤ ماذا نَفعَلُ أيضًا لِنَحْمِيَ أنفُسَنا مِنَ التَّجارِب؟‏ يَجِبُ أن نَكونَ مُقتَنِعينَ تَمامًا أنَّنا نَستَفيدُ دائِمًا حينَ نُطيعُ شَرائِعَ يَهْوَه.‏ صَحيحٌ أنَّنا قد نَستَصعِبُ أحيانًا أن نَتَحَكَّمَ بِأفكارِنا ورَغَباتِنا ونَجعَلَها تَنسَجِمُ مع ما يُرْضي اللّٰه،‏ لكنَّ سَلامَ العَقلِ الَّذي سنَشعُرُ بهِ يَستاهِلُ كُلَّ الجُهد.‏

١٥ كَيفَ تُساعِدُنا تَنمِيَةُ الرَّغَباتِ الصَّائِبَة أن نَحْمِيَ أنفُسَنا مِنَ التَّجارِب؟‏

١٥ ويَلزَمُ أن نُنَمِّيَ رَغَباتٍ صائِبَة.‏ فإذا تَعَلَّمنا أن ‹نَكرَهَ الشَّرَّ ونُحِبَّ الخَير›،‏ نُقَوِّي تَصميمَنا أن نَفعَلَ الصَّوابَ ونَتَجَنَّبَ المَواقِفَ الَّتي تُؤَدِّي إلى الخَطِيَّة.‏ (‏عا ٥:‏١٥‏)‏ كما أنَّ الرَّغَباتِ اللَّائِقَة ستُقَوِّينا كَي نَبْقى ثابِتينَ إذا وَجَدْنا أنفُسَنا في مَوقِفٍ مُغرٍ لم يَكُنْ مُمكِنًا أن نَتَوَقَّعَهُ أو نَتَجَنَّبَه.‏

١٦ كَيفَ تُساعِدُنا النَّشاطاتُ الرُّوحِيَّة أن نَبْقى مُنتَبِهين؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.‏)‏

١٦ وكَيفَ نُنَمِّي الرَّغَباتِ الصَّائِبَة؟‏ يَجِبُ أن نَشغَلَ أنفُسَنا قَدْرَ الإمكانِ بِالنَّشاطاتِ الرُّوحِيَّة.‏ فحينَ نَكونُ في الاجتِماعاتِ المَسِيحِيَّة أو في الخِدمَة،‏ لَيسَ سَهلًا أن نُغْرى كَي نَفعَلَ الخَطَأ.‏ بِالعَكس،‏ هذِهِ النَّشاطاتُ تُقَوِّي رَغبَتَنا في إرضاءِ يَهْوَه.‏ (‏مت ٢٨:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وحينَ نَقرَأُ كَلِمَةَ اللّٰه،‏ نَدرُسُها،‏ ونَتَأمَّلُ فيها،‏ نَزيدُ مَحَبَّتَنا لِما هو صَوابٌ وكُرهَنا لِما هو خَطَأ.‏ (‏يش ١:‏٨؛‏ مز ١:‏٢،‏ ٣؛‏ ١١٩:‏٩٧،‏ ١٠١‏)‏ ولا نَنْسَ أنَّ يَسُوع أوْصى تَلاميذَه:‏ «صَلُّوا دائِمًا كَي لا تَقَعوا في تَجرِبَة».‏ (‏مت ٢٦:‏٤١‏)‏ فحينَ نَقْضي الوَقتَ مع أبينا السَّماوِيِّ نُصَلِّي إلَيه،‏ نَستَفيدُ مِن مُساعَدَتِهِ ونُقَوِّي تَصميمَنا أن نُرْضِيَه.‏ —‏ يع ٤:‏٨‏.‏

الروتين الروحي الجيد يقوِّينا كي نرفض الإغراءات (‏أُنظر الفقرة ١٦.‏)‏ c


إبْقَ مُنتَبِهًا دائِمًا

١٧ أيُّ مَيلٍ استَسلَمَ لهُ بُطْرُس أكثَرَ مِن مَرَّة؟‏

١٧ مِنَ المُمكِنِ أن نَتَخَلَّصَ تَمامًا مِن بَعضِ المُيولِ النَّاقِصَة.‏ لكنْ قد نَجِدُ أنَّ هُناك مُيولًا أُخْرى عَلَينا أن نَستَمِرَّ في مُحارَبَتِها.‏ لاحِظْ ما حَصَلَ معَ الرَّسولِ بُطْرُس.‏ فهوَ استَسلَمَ لِلخَوفِ مِنَ الإنسانِ حينَ أنكَرَ يَسُوع ثَلاثَ مَرَّات.‏ (‏مت ٢٦:‏٦٩-‏٧٥‏)‏ ولكنْ عِندَما قَدَّمَ شَهادَةً جَريئَة أمامَ السَّنْهَدْرِيم،‏ بَدا أنَّهُ تَغَلَّبَ على خَوفِهِ هذا.‏ (‏أع ٥:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ إلَّا أنَّهُ بَعدَ سَنَواتٍ تَوَقَّفَ لِبَعضِ الوَقتِ عن تَناوُلِ الطَّعامِ مع مَسِيحِيِّينَ مِن أصلٍ أُمَمِيّ،‏ «خَوفًا مِنَ الَّذينَ يُؤَيِّدونَ الخِتان».‏ (‏غل ٢:‏١١،‏ ١٢‏)‏ فقد عادَ خَوفُ بُطْرُس مِن جَديد.‏ ورُبَّما لم يَكُنْ قد تَخَلَّصَ مِنهُ تَمامًا.‏

١٨ ماذا قد يَحصُلُ لِبَعضِ المُيولِ الخاطِئَة؟‏

١٨ قد نَجِدُ أنفُسَنا في وَضعٍ مُشابِه.‏ كَيفَ ذلِك؟‏ قد نَظُنُّ أنَّنا تَخَلَّصنا تَمامًا مِن مَيلٍ ما،‏ لكنَّهُ قد يَعودُ ويُغْرينا مِن جَديد.‏ مَثَلًا،‏ يَعتَرِفُ أخ:‏ «قاوَمْتُ المَوادَّ الإباحِيَّة طَوالَ عَشْرِ سِنينَ وأقنَعْتُ نَفْسي أنَّ مُشكِلَتي انتَهَت.‏ لكنَّ الإدمانَ كانَ مِثلَ وَحشٍ نائِمٍ في داخِلي يَنتَظِرُ الوَقتَ المُناسِبَ لِيُطِلَّ بِرَأسِهِ البَشِع».‏ مع ذلِك،‏ لم يَستَسلِمْ هذا الأخُ أمامَ التَّجرِبَة.‏ فهو أدرَكَ أنَّ علَيهِ أن يُجاهِدَ يَومًا بَعدَ يَومٍ كَي يُحارِبَ هذا الضُّعف،‏ ورُبَّما طَوالَ حَياتِهِ في هذا العالَمِ الشِّرِّير.‏ وبِمُساعَدَةِ زَوجَتِهِ وشُيوخِ جَماعَتِه،‏ أخَذَ خُطُواتٍ حازِمَة أكثَرَ كَي يُقاوِمَ إغراءَ المَوادِّ الإباحِيَّة.‏

١٩ كَيفَ نُحارِبُ مَيلًا يَستَمِرُّ في مُضايَقَتِنا؟‏

١٩ كَيفَ نُحارِبُ مَيلًا يَستَمِرُّ في مُضايَقَتِنا؟‏ كَيفَ نَمنَعُهُ أن يَجُرَّنا إلى فِعلِ الخَطَإ؟‏ علَينا أن نُطيعَ نَصيحَةَ يَسُوع بِخُصوصِ التَّجارِب:‏ «إبْقَوْا ساهِرين».‏ فحتَّى في الفَتَراتِ حينَ تَشعُرُ أنَّكَ قَوِيّ،‏ استَمِرَّ في تَجَنُّبِ المَواقِفِ الَّتي قد تُؤَدِّي إلى التَّجرِبَة.‏ (‏١ كو ١٠:‏١٢‏)‏ ولا تَتَوَقَّفْ عنِ اتِّباعِ الإستِراتيجِيَّاتِ الَّتي ساعَدَتكَ مِن قَبل.‏ تَقولُ الأمْثَال ٢٨:‏١٤‏:‏ «سَعيدٌ هوَ الَّذي يَنتَبِهُ لِسُلوكِهِ دائِمًا».‏ —‏ ٢ بط ٣:‏١٤‏.‏

مُكافَآ‌تُ البَقاءِ مُنتَبِهين

٢٠-‏٢١ (‏أ)‏ أيُّ مُكافَآ‌تٍ نَنالُها إذا بَقينا مُنتَبِهينَ مِنَ التَّجارِب؟‏ (‏ب)‏ إذا قُمنا بِدَورِنا،‏ فماذا يَفعَلُ يَهْوَه مِن أجْلِنا؟‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٧‏)‏

٢٠ نَقدِرُ أن نَثِقَ أنَّ البَقاءَ مُنتَبِهينَ مِنَ التَّجارِبِ يَستَحِقُّ الجُهد.‏ فمَهما كانَتِ المُتعَةُ الوَقتِيَّة الَّتي تَأتي مِنَ الخَطِيَّة،‏ فإنَّ الحَياةَ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه ستَمنَحُنا سَعادَةً أكبَرَ بِكَثير.‏ (‏عب ١١:‏٢٥؛‏ مز ١٩:‏٨‏)‏ والسَّبَبُ هو أنَّنا خُلِقنا لِنَعيشَ حَسَبَ طُرُقِ يَهْوَه.‏ (‏تك ١:‏٢٧‏)‏ وعِندَما نَفعَلُ ذلِك،‏ نَنعَمُ بِراحَةِ الضَّميرِ ونَبْقى في الطَّريقِ إلى الحَياةِ الأبَدِيَّة.‏ —‏ ١ تي ٦:‏١٢؛‏ ٢ تي ١:‏٣؛‏ يه ٢٠،‏ ٢١‏.‏

٢١ صَحيحٌ أنَّ ‹الجَسَدَ ضَعيف›،‏ لكنَّ هذا لا يَعْني أنَّنا أمامَ مَعرَكَةٍ خاسِرَة.‏ فيَهْوَه مُستَعِدٌّ أن يُعْطِيَنا القُدرَةَ الَّتي نَحتاجُ إلَيها.‏ ‏(‏إقرأ ٢ كورنثوس ٤:‏٧‏.‏)‏ ولكنْ لاحِظْ أنَّ اللّٰهَ يُعطينا القُدرَةَ الَّتي تَفوقُ ما هو عادِيّ.‏ أمَّا القُدرَةُ العادِيَّة،‏ أيِ الجُهدُ الَّذي نَبذُلُهُ يَومًا بَعدَ يَومٍ لِنَحْمِيَ أنفُسَنا مِنَ التَّجارِب،‏ فهي مِن مَسؤولِيَّتِنا نَحن.‏ وإذا قُمنا بِدَورِنا،‏ نَقدِرُ أن نَثِقَ بِأنَّ يَهْوَه سيَستَجيبُ صَلَواتِنا ويُعْطينا دَفعَةً إضافِيَّة مِن قُوَّتِهِ عِندَ الحاجَة.‏ (‏١ كو ١٠:‏١٣‏)‏ نَعَم،‏ بِدَعمِ يَهْوَه،‏ نَقدِرُ أن نَبْقى مُنتَبِهينَ مِنَ التَّجارِب.‏

التَّرنيمَة ٤٧ صَلِّ لِيَهْوَه يَومِيًّا

a شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير:‏ إنَّ ‏«الرُّوحَ»‏ المَذكورَ في مَتَّى ٢٦:‏٤١ هوَ القُوَّةُ في داخِلِنا الَّتي تَدفَعُنا أن نَشعُرَ أو نَتَصَرَّفَ بِطَريقَةٍ مُعَيَّنَة.‏ أمَّا ‏«الجَسَدُ»‏ فهو حالَتُنا النَّاقِصَة الَّتي سَبَبُها الخَطِيَّة.‏ لِذلِك قد تَكونُ لَدَينا نَوايا صادِقَة أن نَفعَلَ الصَّواب،‏ ولكنْ إذا لم نَنتَبِهْ فقد نَستَسلِمُ لِلإغراءِ ونَفعَلُ ما يَقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّهُ خَطَأ.‏

b يُمكِنُ لِلشَّخصِ الَّذي ارتَكَبَ خَطِيَّةً خَطيرَة أن يَجِدَ المُساعَدَةَ في كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآنَ وإلى الأبَد،‏ الدَّرس ٥٧ النِّقاط ١-‏٣‏،‏ وفي المَقالَة «أبْقِ عَيْنَيْكَ على المُستَقبَل» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد تِشْرين الثَّاني (‏نُوفَمْبِر)‏ ٢٠٢٠،‏ الصَّفَحات ٢٧-‏٢٩،‏ الفَقرات ١٢-‏١٧‏.‏

c وصف الصور:‏ أخ يقرأ الآية اليومية في الصباح،‏ يقرأ الكتاب المقدس في استراحة الغداء،‏ ويحضر اجتماع وسط الأسبوع في المساء.‏