مقالة الدرس ٢٩
التَّرنيمَة ١٢١ أهَمِّيَّةُ ضَبطِ النَّفْس
إبقَ منتبهًا من التجارب
«إبْقَوْا ساهِرينَ وصَلُّوا دائِمًا كَي لا تَقَعوا في تَجرِبَة». — مت ٢٦:٤١.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
أن نُدرِكَ كم ضَرورِيٌّ أن نَتَجَنَّبَ ارتِكابَ الخَطِيَّةِ وكَذلِكَ الخُطُواتِ الَّتي تُؤَدِّي إلَيها.
١-٢ (أ) أيُّ تَحذيرٍ أعْطاهُ يَسُوع لِتَلاميذِه؟ (ب) لِماذا استَسلَمَ التَّلاميذُ لِلضُّعفِ البَشَرِيّ؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
«إنَّ الرُّوحَ مُندَفِع، أمَّا الجَسَدُ فضَعيف». a (مت ٢٦:٤١ب) بِهذِهِ الكَلِمات، أظهَرَ يَسُوع أنَّهُ يَفهَمُ طَبيعَتَنا النَّاقِصَة. لكنَّ كَلِماتِهِ تَضَمَّنَت أيضًا هذا التَّحذير: إنتَبِهوا مِنَ الثِّقَةِ الزَّائِدَة بِالنَّفْس. ففي وَقتٍ سابِقٍ مِنَ اللَّيلَةِ نَفْسِها، عَبَّرَ التَّلاميذُ بِكُلِّ ثِقَةٍ عن تَصميمِهِم أن يَظَلُّوا مع سَيِّدِهِم. (مت ٢٦:٣٥) ونَواياهُم كانَت جَيِّدَة. لكنَّهُم لم يُدرِكوا كم سَهلٌ أن يَضعُفوا تَحتَ الضَّغط. لِذلِك نَبَّهَهُم يَسُوع: «إبْقَوْا ساهِرينَ وصَلُّوا دائِمًا كَي لا تَقَعوا في تَجرِبَة». — مت ٢٦:٤١أ.
٢ معَ الأسَف، لم يَقدِرِ التَّلاميذُ أن يَبْقَوْا ساهِرينَ في تِلكَ اللَّيلَة. وماذا فَعَلوا حينَ اعتُقِلَ يَسُوع؟ هل ظَلُّوا إلى جانِبِهِ أمِ استَسلَموا لِلتَّجرِبَةِ وهَرَبوا؟ في الحَقيقَة، لم يَبْقَ التَّلاميذُ مُنتَبِهين. لِذلِك أُخِذوا في غَفلَةٍ وفَعَلوا بِالضَّبطِ ما قالوا إنَّهُم لن يَفعَلوهُ أبَدًا: تَخَلَّوْا عن يَسُوع. — مت ٢٦:٥٦.
٣ (أ) كَي نَبْقى أوْلِياءَ لِيَهْوَه، لِماذا يَجِبُ أن نَتَجَنَّبَ الثِّقَةَ الزَّائِدَة بِالنَّفْس؟ (ب) ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٣ لا نَقدِرُ أن نُنكِرَ الواقِعَ ونَثِقَ بِأنفُسِنا زِيادَةً عنِ اللُّزوم. فمع أنَّنا مُصَمِّمونَ أن لا نَدَعَ شَيئًا يُبعِدُنا عن يَهْوَه، نَحنُ أيضًا ناقِصونَ وضُعَفاءُ أمامَ التَّجارِب. (رو ٥:١٢؛ ٧:٢١-٢٣) وقد نَجِدُ أنفُسَنا في ظُروفٍ خارِجَة عن إرادَتِنا تَجعَلُ الخَطَأَ يَبْدو مُغرِيًا جِدًّا. وكَي نَبْقى أوْلِياءَ لِيَهْوَه وابْنِه، يَجِبُ أن نَتبَعَ نَصيحَةَ يَسُوع أن نَظَلَّ مُنتَبِهينَ مِنَ الإغراءاتِ الَّتي تَجُرُّنا إلى فِعلِ الخَطَإ. هذِهِ المَقالَةُ ستُساعِدُنا أن نَفعَلَ ذلِك. أوَّلًا، سنُناقِشُ في أيِّ مَجالاتٍ بِشَكلٍ خاصٍّ يَجِبُ أن نَنتَبِه. ثُمَّ سنَرى كَيفَ نَحْمي أنفُسَنا مِنَ التَّجارِب. وفي الآخِر، سنُناقِشُ كَيفَ نَبْقى مُنتَبِهين.
في أيِّ مَجالاتٍ يَجِبُ أن نَظَلَّ مُنتَبِهين؟
٤-٥ لِماذا يَجِبُ أن نَظَلَّ مُنتَبِهينَ حتَّى مِنَ الخَطايا الصَّغيرَة؟
٤ حتَّى الخَطايا الصَّغيرَة نِسبِيًّا يُمكِنُ أن تُضعِفَ عَلاقَتَنا بِيَهْوَه. ويُمكِنُ أيضًا أن تُؤَدِّيَ إلى خَطايا أكبَر.
٥ كُلُّنا نُواجِهُ إغراءاتٍ كَي نَرتَكِبَ الخَطِيَّة. ولكنْ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا لَدَيهِ ضُعفٌ في مَجالاتٍ مُعَيَّنَة. وضُعفُنا هذا قد يَجعَلُنا نَرتَكِبُ خَطِيَّةً خَطيرَة، أو نَتَوَرَّطُ في أحَدِ أنواعِ النَّجاسَة، أو نَقَعُ ضَحِيَّةَ التَّفكيرِ مِثلَ أهلِ العالَم. مَثَلًا، رُبَّما يُقاوِمُ أحَدٌ الإغراءَ أن يَرتَكِبَ العَهارَة. وقد يَميلُ آخَرُ بِقُوَّةٍ إلى المُمارَساتِ النَّجِسَة، مِثلِ العادَةِ السِّرِّيَّة أو رُؤيَةِ مَوادَّ إباحِيَّة. ورُبَّما هُناك مَن يُحارِبُ الخَوفَ مِنَ الإنسان، التَّفكيرَ بِاستِقلالِيَّة، طَبعَهُ الحادّ، أو غَيرَ ذلِك. فكما قالَ يَعْقُوب، «كُلُّ واحِدٍ يَقَعُ في التَّجرِبَةِ حينَ تَجذِبُهُ وتُغْريهِ شَهوَتُه» هو. — يع ١:١٤.
٦ مِن أيِّ ناحِيَةٍ يَجِبُ أن نَكونَ صادِقين؟
٦ هل تَعرِفُ أيُّ مَجالاتٍ قد تُغْريكَ أنتَ كَي تَرتَكِبَ الخَطِيَّة؟ لا يَنفَعُ أن نَخدَعَ أنفُسَنا ونُنكِرَ ضَعَفاتِنا أو نَستَنتِجَ أنَّنا أقْوى مِن أن نَقَعَ في الخَطِيَّة. (١ يو ١:٨) وفي الحَقيقَة، اعتَرَفَ بُولُس أنَّهُ حتَّى ‹النَّاضِجونَ روحِيًّا› قد يَستَسلِمونَ لِلتَّجرِبَةِ إذا لم يَبْقَوْا مُنتَبِهين. (غل ٦:١) فيَجِبُ أن نَكونَ صادِقينَ مع أنفُسِنا ونَعتَرِفَ بِنِقاطِ ضُعفِنا. — ٢ كو ١٣:٥.
٧ علامَ يَجِبُ أن نُرَكِّزَ انتِباهَنا؟ أوضِح.
٧ بَعدَ أن نُحَدِّدَ المَجالاتِ الَّتي تُغْرينا كَي نَرتَكِبَ الخَطِيَّة، ماذا يَجِبُ أن نَفعَل؟ علَينا أن نُقَوِّيَ دِفاعاتِنا! إلَيكَ هذا الإيضاح. في أزمِنَةِ الكِتابِ المُقَدَّس، كانَ الجُزْءُ الأضعَفُ مِن سورِ المَدينَةِ هو بَوَّاباتِها. لِذلِك وُضِعَت على البَوَّاباتِ حِراسَةٌ مُشَدَّدَة. بِشَكلٍ مُشابِه، يَلزَمُ أن نُرَكِّزَ انتِباهَنا على المَجالاتِ الَّتي نَعرِفُ أنَّ لَدَينا ضُعفًا فيها. — ١ كو ٩:٢٧.
كَيفَ نَكونُ مُنتَبِهين؟
٨-٩ ماذا كانَ سيُساعِدُ الشَّابَّ في الأمْثَال ٧ أن لا يَرتَكِبَ خَطِيَّةً خَطيرَة؟ (أمثال ٧:٨، ٩، ١٣، ١٤، ٢١)
٨ كَيفَ نَكونُ مُنتَبِهينَ ونَحْمي أنفُسَنا؟ لاحِظْ ماذا نَتَعَلَّمُ مِنَ الشَّابِّ الَّذي يُخبِرُنا عنهُ الفَصل ٧ مِن سِفرِ الأمْثَال. فهوَ ارتَكَبَ العَهارَةَ معَ امرَأةٍ فاسِدَة. والآيَة ٢٢ تُخبِرُنا أنَّهُ ذَهَبَ وَراءَها «فَوْرًا»، وكَأنَّ الأمرَ حَصَلَ فَجْأةً. ولكنْ كما تُظهِرُ الآياتُ السَّابِقَة، أخَذَ هذا الشَّابُّ قَبلَ ذلِك عِدَّةَ خُطُواتٍ أوْصَلَتهُ تَدريجِيًّا إلى الخَطِيَّة.
٩ فما الَّذي فَعَلَهُ قَبلَ أن يَرتَكِبَ الخَطِيَّة؟ أوَّلًا، في المَساء، «مَرَّ قُربَ زاوِيَةِ شارِعِ» المَرأةِ الفاسِدَة. ثُمَّ مَشى بِاتِّجاهِ بَيتِها. (إقرإ الأمثال ٧:٨، ٩.) بَعدَ ذلِك حينَ رَآها، لم يُدِرْ ظَهرَهُ ويَبتَعِد. بل سَمَحَ لها أن تُقَبِّلَهُ واستَمَعَ إلَيها وهي تُخبِرُهُ عن ذَبائِحِ المُشارَكَةِ الَّتي قَدَّمَتها، رُبَّما كَي تُقنِعَهُ أنَّها لَيسَت شَخصًا سَيِّئًا. (إقرإ الأمثال ٧:١٣، ١٤، ٢١.) فلَو تَجَنَّبَ الشَّابُّ المَخاطِرَ الَّتي أوْصَلَتهُ إلى الخَطِيَّة، لَحَمى نَفْسَهُ مِنَ الإغراءِ وبِالتَّالي مِنَ الخَطِيَّة.
١٠ كَيفَ يُمكِنُ أن يَقَعَ أحَدٌ اليَومَ في نَفْسِ الغَلطَةِ الَّتي وَقَعَ فيها الشَّابّ؟
١٠ هذِهِ القِصَّةُ الَّتي كَتَبَها سُلَيْمَان توضِحُ ما قد يَحصُلُ مع أيِّ واحِدٍ مِن خُدَّامِ يَهْوَه. فقد يَقَعُ في خَطِيَّةٍ خَطيرَة ويَشعُرُ لاحِقًا أنَّ كُلَّ شَيءٍ حَصَلَ «فَوْرًا». أو قد يَقول: «لا أعرِفُ كَيفَ حَصَلَ ذلِك». ولكنْ إذا فَكَّرَ في ما حَصَلَ فِعلًا، فسَيَكتَشِفُ على الأرجَحِ أنَّهُ أخَذَ خُطُواتٍ غَيرَ حَكيمَة أوْصَلَتهُ إلى خَطَئِه. ورُبَّما شَمَلَت هذِهِ الخُطُواتُ التَّسلِيَةَ الفاسِدَة، العِشرَةَ السَّيِّئَة، أوِ الدُّخولَ إلى أماكِنَ مَشكوكٍ فيها، سَواءٌ حَرفِيًّا أو عَبْرَ الإنتِرنِت. ورُبَّما كانَ قد تَوَقَّفَ عنِ الصَّلاة، قِراءَةِ الكِتابِ المُقَدَّس، حُضورِ الاجتِماعات، أوِ الاشتِراكِ في الخِدمَة. ومِثلَ الشَّابِّ في الأمْثَال ٧، رُبَّما لم يَقَعْ في الخَطِيَّةِ «فَوْرًا» كما كانَ يَظُنّ.
١١ ماذا يَلزَمُ أن نَتَجَنَّبَ كَي لا نَقَعَ في الخَطِيَّة؟
١١ ما الدَّرسُ لنا؟ لا يَكْفي أن نَتَجَنَّبَ الخَطِيَّةَ بِحَدِّ ذاتِها، بل علَينا أيضًا أن نَحذَرَ مِنَ الخُطُواتِ الَّتي تُؤَدِّي إلى الخَطِيَّة. وهذا ما أوضَحَهُ سُلَيْمَان بَعدَ أن أخبَرَ قِصَّةَ الشَّابِّ والمَرأةِ الفاسِدَة. فهو قال: «لا . . . تَتبَعْ دُروبَها». (أم ٧:٢٥) وقالَ أيضًا في كَلامِهِ عنِ امرَأةٍ عَديمَةِ الأخلاقِ كهذِه: «إبْقَ بَعيدًا عنها؛ لا تَقتَرِبْ مِن مَدخَلِ بَيتِها». (أم ٥:٣، ٨) إذًا، نَحنُ نَحْمي أنفُسَنا مِنَ الخَطِيَّةِ حينَ نَبْقى بَعيدينَ عنِ الظُّروفِ الَّتي تُؤَدِّي إلَيها. b وهذا قد يَشمُلُ أن نَتَجَنَّبَ مَواقِفَ أو أعمالًا مُعَيَّنَة لَيسَت عُمومًا خاطِئَةً بِالنِّسبَةِ لنا كمَسِيحِيِّين، لكنَّنا نَعرِفُ أنَّها ستوصِلُنا إلى التَّجرِبَة. — مت ٥:٢٩، ٣٠.
١٢ علامَ صَمَّمَ أَيُّوب، وكَيفَ ساعَدَهُ ذلِك أن يَحْمِيَ نَفْسَهُ مِنَ الإغراءات؟ (أيوب ٣١:١)
١٢ كَي نَتَجَنَّبَ المَواقِفَ الَّتي تُؤَدِّي إلى الخَطِيَّة، يَلزَمُ أن نَأخُذَ قَرارًا حازِمًا. وهذا ما فَعَلَهُ أَيُّوب. فهو ‹عَمِلَ اتِّفاقًا مع عَيْنَيْهِ› أن لا يَتَطَلَّعَ أبَدًا بِشَهوانِيَّةٍ إلى امرَأة. (إقرأ أيوب ٣١:١.) ولِأنَّهُ الْتَزَمَ بِتَصميمِهِ هذا، بَقِيَ بَعيدًا عنِ الزِّنى. نَحنُ أيضًا جَيِّدٌ أن نُصَمِّمَ أن نَتَجَنَّبَ أيَّ شَيءٍ يُمكِنُ أن يوصِلَنا إلى التَّجرِبَة.
١٣ لِماذا يَجِبُ أن نَحْمِيَ تَفكيرَنا؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
١٣ يَلزَمُ أيضًا أن نَحْمِيَ تَفكيرَنا. (خر ٢٠:١٧) البَعضُ يَعتَقِدونَ أنَّهُ لَيسَ خَطَأً أن يَستَرسِلوا في تَخَيُّلِ رَغَباتٍ غَيرِ لائِقَة ما داموا لا يَفعَلونَ الخَطَأ. لكنَّ هذا التَّفكيرَ لَيسَ صَحيحًا. فالشَّخصُ الَّذي يَتَأمَّلُ في رَغبَةٍ خاطِئَة يُقَوِّي هذِهِ الرَّغبَة. وكَأنَّهُ يَخلُقُ لِنَفْسِهِ تَجرِبَة، والآنَ علَيهِ أن يُقاوِمَها. طَبعًا، الأفكارُ الخاطِئَة ستَخطُرُ على بالِنا أحيانًا. لكنْ مِنَ الضَّرورِيِّ أن نَرفُضَها فَوْرًا ونَضَعَ مَكانَها أفكارًا جَيِّدَة. وعِندَما نَفعَلُ ذلِك، نَمنَعُ الأفكارَ الخاطِئَة أن تَنْمُوَ وتَصيرَ رَغبَةً قَوِيَّة صَعبٌ أن نُحارِبَها وسَهلٌ أن تَجُرَّنا إلى ارتِكابِ خَطِيَّةٍ خَطيرَة. — في ٤:٨؛ كو ٣:٢؛ يع ١:١٣-١٥.
١٤ ماذا أيضًا يُساعِدُنا أن نَحْمِيَ أنفُسَنا مِنَ التَّجارِب؟
١٤ ماذا نَفعَلُ أيضًا لِنَحْمِيَ أنفُسَنا مِنَ التَّجارِب؟ يَجِبُ أن نَكونَ مُقتَنِعينَ تَمامًا أنَّنا نَستَفيدُ دائِمًا حينَ نُطيعُ شَرائِعَ يَهْوَه. صَحيحٌ أنَّنا قد نَستَصعِبُ أحيانًا أن نَتَحَكَّمَ بِأفكارِنا ورَغَباتِنا ونَجعَلَها تَنسَجِمُ مع ما يُرْضي اللّٰه، لكنَّ سَلامَ العَقلِ الَّذي سنَشعُرُ بهِ يَستاهِلُ كُلَّ الجُهد.
١٥ كَيفَ تُساعِدُنا تَنمِيَةُ الرَّغَباتِ الصَّائِبَة أن نَحْمِيَ أنفُسَنا مِنَ التَّجارِب؟
١٥ ويَلزَمُ أن نُنَمِّيَ رَغَباتٍ صائِبَة. فإذا تَعَلَّمنا أن ‹نَكرَهَ الشَّرَّ ونُحِبَّ الخَير›، نُقَوِّي تَصميمَنا أن نَفعَلَ الصَّوابَ ونَتَجَنَّبَ المَواقِفَ الَّتي تُؤَدِّي إلى الخَطِيَّة. (عا ٥:١٥) كما أنَّ الرَّغَباتِ اللَّائِقَة ستُقَوِّينا كَي نَبْقى ثابِتينَ إذا وَجَدْنا أنفُسَنا في مَوقِفٍ مُغرٍ لم يَكُنْ مُمكِنًا أن نَتَوَقَّعَهُ أو نَتَجَنَّبَه.
١٦ كَيفَ تُساعِدُنا النَّشاطاتُ الرُّوحِيَّة أن نَبْقى مُنتَبِهين؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
١٦ وكَيفَ نُنَمِّي الرَّغَباتِ الصَّائِبَة؟ يَجِبُ أن نَشغَلَ أنفُسَنا قَدْرَ الإمكانِ بِالنَّشاطاتِ الرُّوحِيَّة. فحينَ نَكونُ في الاجتِماعاتِ المَسِيحِيَّة أو في الخِدمَة، لَيسَ سَهلًا أن نُغْرى كَي نَفعَلَ الخَطَأ. بِالعَكس، هذِهِ النَّشاطاتُ تُقَوِّي رَغبَتَنا في إرضاءِ يَهْوَه. (مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ عب ١٠:٢٤، ٢٥) وحينَ نَقرَأُ كَلِمَةَ اللّٰه، نَدرُسُها، ونَتَأمَّلُ فيها، نَزيدُ مَحَبَّتَنا لِما هو صَوابٌ وكُرهَنا لِما هو خَطَأ. (يش ١:٨؛ مز ١:٢، ٣؛ ١١٩:٩٧، ١٠١) ولا نَنْسَ أنَّ يَسُوع أوْصى تَلاميذَه: «صَلُّوا دائِمًا كَي لا تَقَعوا في تَجرِبَة». (مت ٢٦:٤١) فحينَ نَقْضي الوَقتَ مع أبينا السَّماوِيِّ نُصَلِّي إلَيه، نَستَفيدُ مِن مُساعَدَتِهِ ونُقَوِّي تَصميمَنا أن نُرْضِيَه. — يع ٤:٨.
إبْقَ مُنتَبِهًا دائِمًا
١٧ أيُّ مَيلٍ استَسلَمَ لهُ بُطْرُس أكثَرَ مِن مَرَّة؟
١٧ مِنَ المُمكِنِ أن نَتَخَلَّصَ تَمامًا مِن بَعضِ المُيولِ النَّاقِصَة. لكنْ قد نَجِدُ أنَّ هُناك مُيولًا أُخْرى عَلَينا أن نَستَمِرَّ في مُحارَبَتِها. لاحِظْ ما حَصَلَ معَ الرَّسولِ بُطْرُس. فهوَ استَسلَمَ لِلخَوفِ مِنَ الإنسانِ حينَ أنكَرَ يَسُوع ثَلاثَ مَرَّات. (مت ٢٦:٦٩-٧٥) ولكنْ عِندَما قَدَّمَ شَهادَةً جَريئَة أمامَ السَّنْهَدْرِيم، بَدا أنَّهُ تَغَلَّبَ على خَوفِهِ هذا. (أع ٥:٢٧-٢٩) إلَّا أنَّهُ بَعدَ سَنَواتٍ تَوَقَّفَ لِبَعضِ الوَقتِ عن تَناوُلِ الطَّعامِ مع مَسِيحِيِّينَ مِن أصلٍ أُمَمِيّ، «خَوفًا مِنَ الَّذينَ يُؤَيِّدونَ الخِتان». (غل ٢:١١، ١٢) فقد عادَ خَوفُ بُطْرُس مِن جَديد. ورُبَّما لم يَكُنْ قد تَخَلَّصَ مِنهُ تَمامًا.
١٨ ماذا قد يَحصُلُ لِبَعضِ المُيولِ الخاطِئَة؟
١٨ قد نَجِدُ أنفُسَنا في وَضعٍ مُشابِه. كَيفَ ذلِك؟ قد نَظُنُّ أنَّنا تَخَلَّصنا تَمامًا مِن مَيلٍ ما، لكنَّهُ قد يَعودُ ويُغْرينا مِن جَديد. مَثَلًا، يَعتَرِفُ أخ: «قاوَمْتُ المَوادَّ الإباحِيَّة طَوالَ عَشْرِ سِنينَ وأقنَعْتُ نَفْسي أنَّ مُشكِلَتي انتَهَت. لكنَّ الإدمانَ كانَ مِثلَ وَحشٍ نائِمٍ في داخِلي يَنتَظِرُ الوَقتَ المُناسِبَ لِيُطِلَّ بِرَأسِهِ البَشِع». مع ذلِك، لم يَستَسلِمْ هذا الأخُ أمامَ التَّجرِبَة. فهو أدرَكَ أنَّ علَيهِ أن يُجاهِدَ يَومًا بَعدَ يَومٍ كَي يُحارِبَ هذا الضُّعف، ورُبَّما طَوالَ حَياتِهِ في هذا العالَمِ الشِّرِّير. وبِمُساعَدَةِ زَوجَتِهِ وشُيوخِ جَماعَتِه، أخَذَ خُطُواتٍ حازِمَة أكثَرَ كَي يُقاوِمَ إغراءَ المَوادِّ الإباحِيَّة.
١٩ كَيفَ نُحارِبُ مَيلًا يَستَمِرُّ في مُضايَقَتِنا؟
١٩ كَيفَ نُحارِبُ مَيلًا يَستَمِرُّ في مُضايَقَتِنا؟ كَيفَ نَمنَعُهُ أن يَجُرَّنا إلى فِعلِ الخَطَإ؟ علَينا أن نُطيعَ نَصيحَةَ يَسُوع بِخُصوصِ التَّجارِب: «إبْقَوْا ساهِرين». فحتَّى في الفَتَراتِ حينَ تَشعُرُ أنَّكَ قَوِيّ، استَمِرَّ في تَجَنُّبِ المَواقِفِ الَّتي قد تُؤَدِّي إلى التَّجرِبَة. (١ كو ١٠:١٢) ولا تَتَوَقَّفْ عنِ اتِّباعِ الإستِراتيجِيَّاتِ الَّتي ساعَدَتكَ مِن قَبل. تَقولُ الأمْثَال ٢٨:١٤: «سَعيدٌ هوَ الَّذي يَنتَبِهُ لِسُلوكِهِ دائِمًا». — ٢ بط ٣:١٤.
مُكافَآتُ البَقاءِ مُنتَبِهين
٢٠-٢١ (أ) أيُّ مُكافَآتٍ نَنالُها إذا بَقينا مُنتَبِهينَ مِنَ التَّجارِب؟ (ب) إذا قُمنا بِدَورِنا، فماذا يَفعَلُ يَهْوَه مِن أجْلِنا؟ (٢ كورنثوس ٤:٧)
٢٠ نَقدِرُ أن نَثِقَ أنَّ البَقاءَ مُنتَبِهينَ مِنَ التَّجارِبِ يَستَحِقُّ الجُهد. فمَهما كانَتِ المُتعَةُ الوَقتِيَّة الَّتي تَأتي مِنَ الخَطِيَّة، فإنَّ الحَياةَ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه ستَمنَحُنا سَعادَةً أكبَرَ بِكَثير. (عب ١١:٢٥؛ مز ١٩:٨) والسَّبَبُ هو أنَّنا خُلِقنا لِنَعيشَ حَسَبَ طُرُقِ يَهْوَه. (تك ١:٢٧) وعِندَما نَفعَلُ ذلِك، نَنعَمُ بِراحَةِ الضَّميرِ ونَبْقى في الطَّريقِ إلى الحَياةِ الأبَدِيَّة. — ١ تي ٦:١٢؛ ٢ تي ١:٣؛ يه ٢٠، ٢١.
٢١ صَحيحٌ أنَّ ‹الجَسَدَ ضَعيف›، لكنَّ هذا لا يَعْني أنَّنا أمامَ مَعرَكَةٍ خاسِرَة. فيَهْوَه مُستَعِدٌّ أن يُعْطِيَنا القُدرَةَ الَّتي نَحتاجُ إلَيها. (إقرأ ٢ كورنثوس ٤:٧.) ولكنْ لاحِظْ أنَّ اللّٰهَ يُعطينا القُدرَةَ الَّتي تَفوقُ ما هو عادِيّ. أمَّا القُدرَةُ العادِيَّة، أيِ الجُهدُ الَّذي نَبذُلُهُ يَومًا بَعدَ يَومٍ لِنَحْمِيَ أنفُسَنا مِنَ التَّجارِب، فهي مِن مَسؤولِيَّتِنا نَحن. وإذا قُمنا بِدَورِنا، نَقدِرُ أن نَثِقَ بِأنَّ يَهْوَه سيَستَجيبُ صَلَواتِنا ويُعْطينا دَفعَةً إضافِيَّة مِن قُوَّتِهِ عِندَ الحاجَة. (١ كو ١٠:١٣) نَعَم، بِدَعمِ يَهْوَه، نَقدِرُ أن نَبْقى مُنتَبِهينَ مِنَ التَّجارِب.
التَّرنيمَة ٤٧ صَلِّ لِيَهْوَه يَومِيًّا
a شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير: إنَّ «الرُّوحَ» المَذكورَ في مَتَّى ٢٦:٤١ هوَ القُوَّةُ في داخِلِنا الَّتي تَدفَعُنا أن نَشعُرَ أو نَتَصَرَّفَ بِطَريقَةٍ مُعَيَّنَة. أمَّا «الجَسَدُ» فهو حالَتُنا النَّاقِصَة الَّتي سَبَبُها الخَطِيَّة. لِذلِك قد تَكونُ لَدَينا نَوايا صادِقَة أن نَفعَلَ الصَّواب، ولكنْ إذا لم نَنتَبِهْ فقد نَستَسلِمُ لِلإغراءِ ونَفعَلُ ما يَقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّهُ خَطَأ.
b يُمكِنُ لِلشَّخصِ الَّذي ارتَكَبَ خَطِيَّةً خَطيرَة أن يَجِدَ المُساعَدَةَ في كِتاب عيشوا بِفَرَحٍ الآنَ وإلى الأبَد، الدَّرس ٥٧ النِّقاط ١-٣، وفي المَقالَة «أبْقِ عَيْنَيْكَ على المُستَقبَل» في بُرجِ المُراقَبَة، عَدَد تِشْرين الثَّاني (نُوفَمْبِر) ٢٠٢٠، الصَّفَحات ٢٧-٢٩، الفَقرات ١٢-١٧.
c وصف الصور: أخ يقرأ الآية اليومية في الصباح، يقرأ الكتاب المقدس في استراحة الغداء، ويحضر اجتماع وسط الأسبوع في المساء.