مقالة الدرس ٣٠
التَّرنيمَة ٣٦ «صُنْ قَلبَك»
دروس مهمة من ملوك إسرائيل
«سَتَرَوْنَ مِن جَديدٍ الفَرقَ بَينَ الصَّالِحِ والشِّرِّير، بَينَ مَن يَعبُدُ اللّٰهَ ومَن لا يَعبُدُه». — مل ٣:١٨.
الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة
أن نَعرِفَ على أيِّ أساسٍ قَيَّمَ يَهْوَه مُلوكَ إسْرَائِيل كَي نَفهَمَ ما الَّذي يَبحَثُ عنهُ في خُدَّامِهِ اليَوم.
١-٢ ماذا يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ عن بَعضِ مُلوكِ إسْرَائِيل؟
يُسَمِّي الكِتابُ المُقَدَّسُ أكثَرَ مِن ٤٠ رَجُلًا حَكَموا كمُلوكٍ على إسْرَائِيل القَديمَة. a وهذا السِّجِلُّ يُخبِرُنا بِصَراحَةٍ تَفاصيلَ تَلفِتُ الانتِباهَ عنِ البَعضِ مِنهُم. مَثَلًا، حتَّى المُلوكُ الصَّالِحونَ فَعَلوا أُمورًا سَيِّئَة. فَكِّرْ في المَلِكِ الصَّالِحِ دَاوُد. قالَ يَهْوَه عنه: «خادِمي دَاوُد . . . سارَ وَرائي بِكُلِّ قَلبِهِ فاعِلًا ما هو صائِبٌ في عَينَيَّ». (١ مل ١٤:٨) لكنَّ هذا الرَّجُلَ ارتَكَبَ العَهارَةَ معَ امرَأةٍ مُتَزَوِّجَة وتَآمَرَ على زَوجِها كَي يُقتَلَ في ساحَةِ المَعرَكَة. — ٢ صم ١١:٤، ١٤، ١٥.
٢ مِن ناحِيَةٍ أُخْرى، كَثيرونَ مِنَ المُلوكِ غَيرِ الأُمَناءِ عَمِلوا أُمورًا جَيِّدَة. فَكِّرْ في رَحْبَعَام. فهذا المَلِكُ «فَعَلَ الشَّرَّ» في عَيْنَيْ يَهْوَه. (٢ أخ ١٢:١٤) لكنَّهُ أظهَرَ الطَّاعَةَ حينَ أمَرَ يَهْوَه أن تَنفَصِلَ عَشَرَةُ أسباطٍ عن مَملَكَتِه. وقد خَدَمَ الأُمَّةَ أيضًا حينَ حَصَّنَ مُدُنَها. — ١ مل ١٢:٢١-٢٤؛ ٢ أخ ١١:٥-١٢.
٣ أيُّ سُؤالٍ مُهِمٍّ يَنشَأ، وماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٣ مِن هُنا يَنشَأُ سُؤالٌ مُهِمّ. ما دامَ مُلوكُ إسْرَائِيل فَعَلوا أُمورًا جَيِّدَة وأُمورًا سَيِّئَة، على أيِّ أساسٍ اعتَبَرَ يَهْوَه أنَّ مَلِكًا ما كانَ أمينًا له؟ سيُساعِدُنا الجَوابُ عن هذا السُّؤالِ أن نَعرِفَ ما الَّذي يَبحَثُ يَهْوَه عنهُ فينا نَحنُ اليَوم. وسَنُناقِشُ ثَلاثَةَ عَوامِلَ أخَذَها يَهْوَه بِعَيْنِ الاعتِبارِ وهو يُقَيِّمُ مُلوكَ إسْرَائِيل: حالَةَ قَلبِهِم، تَوبَتَهُم، والْتِصاقَهُم بِالعِبادَةِ النَّقِيَّة.
قَلبُهُم كانَ كامِلًا نَحوَه
٤ ماذا كانَ أحَدُ الفَوارِقِ بَينَ المُلوكِ الأُمَناءِ وغَيرِ الأُمَناء؟
٤ المُلوكُ الَّذينَ أرْضَوْا يَهْوَه عَبَدوهُ بِقَلبٍ b كامِل. فالمَلِكُ الصَّالِحُ يَهُوشَافَاط «طَلَبَ يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِه». (٢ أخ ٢٢:٩) ويَقولُ السِّجِلُّ الموحى بهِ عن يُوشِيَّا: «لم يَكُنْ قَبلَهُ مَلِكٌ مِثلُهُ قد رَجَعَ إلى يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِه». (٢ مل ٢٣:٢٥) وماذا عن سُلَيْمَان الَّذي فَعَلَ ما هو سَيِّئٌ في سَنَواتِهِ الأخيرَة؟ «لم يَكُنْ قَلبُهُ كامِلًا». (١ مل ١١:٤) ويُخبِرُنا سِجِلُّ الكِتابِ المُقَدَّسِ عن مَلِكٍ غَيرِ أمينٍ آخَرَ اسْمُهُ أَبِيَام: «لم يَكُنْ قَلبُهُ كامِلًا مع يَهْوَه». — ١ مل ١٥:٣.
٥ أوضِحْ ما مَعْنى عِبادَةِ يَهْوَه بِقَلبٍ كامِل.
٥ وماذا تَعْني عِبادَةُ يَهْوَه بِقَلبٍ كامِل؟ الشَّخصُ الَّذي قَلبُهُ كامِلٌ لا يَعبُدُ اللّٰهَ بِطَريقَةٍ شَكلِيَّة أو بِدافِعِ الواجِب. بل يَخدُمُهُ بِدافِعِ المَحَبَّةِ والاحتِرامِ العَميق. وأكثَرُ مِن ذلِك، يَبْقى طَوالَ حَياتِهِ ثابِتًا في مَحَبَّتِهِ واحتِرامِهِ لِلّٰه.
٦ كَيفَ نُحافِظُ على قَلبٍ كامِل؟ (أمثال ٤:٢٣؛ متى ٥:٢٩، ٣٠)
٦ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِالمُلوكِ الأُمَناءِ ونُحافِظُ على قَلبٍ كامِل؟ حينَ نَتَجَنَّبُ التَّأثيراتِ المُؤْذِيَة. مَثَلًا، التَّسلِيَةُ السَّيِّئَة قد تَقسِمُ قَلبَنا، وكَذلِكَ العِشرَةُ الرَّديئَة والتَّفكيرُ المادِّيّ. فإذا لاحَظْنا أنَّ شَيئًا ما بَدَأ يُضعِفُ مَحَبَّتَنا لِيَهْوَه، يَلزَمُ أن نَأخُذَ إجراءً فَوْرِيًّا لِنَتَخَلَّصَ مِنه. — إقرإ الأمثال ٤:٢٣؛ متى ٥:٢٩، ٣٠.
٧ لِماذا مُهِمٌّ أن نَتَجَنَّبَ التَّأثيراتِ المُؤْذِيَة؟
٧ لا يَجِبُ أن نَسمَحَ لِقَلبِنا أن يَصيرَ مُنقَسِمًا. فإذا لم نَنتَبِه، يُمكِنُ أن نَخدَعَ أنفُسَنا ونُفَكِّرَ أنَّنا إذا زِدنا نَشاطاتِنا الرُّوحِيَّة، فلا حاجَةَ أن نَبتَعِدَ عنِ التَّأثيراتِ المُؤْذِيَة. ولكنْ فَكِّرْ في هذا الإيضاح. تَخَيَّلْ أنَّكَ خارِجَ البَيتِ في البَرْدِ القارِسِ والرِّيحَ قَوِيَّةٌ جِدًّا. فتَصِلُ إلى البَيتِ وتُشَغِّلُ التَّدفِئَة. ولكنْ كم ستَنفَعُ التَّدفِئَةُ إذا تَرَكتَ البابَ مَفتوحًا؟! الهَواءُ البارِدُ سيَملَأُ البَيتَ بِسُرعَة. ما الفِكرَة؟ لا يَكْفي أن نَتَناوَلَ الطَّعامَ الرُّوحِيَّ الَّذي يؤَمِّنُ لَنا جَوًّا روحيًّا دافِئًا. بل علَينا أن نُغلِقَ البابَ على التَّأثيراتِ المُؤْذِيَة كَي لا يَدخُلَ إلى قُلوبِنا ويَقسِمَها «هَواءُ» هذا العالَمِ البارِدُ، أو مَوْقِفُهُ البَعيدُ عنِ اللّٰه. — أف ٢:٢.
تابوا عن خَطاياهُم
٨-٩ ماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ المَلِكِ دَاوُد والمَلِكِ حَزَقِيَّا أمامَ التَّوبيخ؟ (أُنظُر الصُّورَة.)
٨ كما ذَكَرنا مِن قَبل، ارتَكَبَ المَلِكُ دَاوُد خَطِيَّتَيْنِ خَطيرَتَيْن. ولكنْ عِندَما واجَهَهُ النَّبِيُّ نَاثَان بِالحَقيقة، تابَ بِكُلِّ تَواضُع. (٢ صم ١٢:١٣) وحينَ نَقرَأُ تَعابيرَهُ في المَزْمُور ٥١، نَشعُرُ كم تَوبَتُهُ صادِقَة. فدَاوُد لم يُمَثِّلْ أنَّهُ نَدمانٌ كَي يَخدَعَ نَاثَان أو يُفلِتَ مِنَ العِقاب. — مز ٥١:٣، ٤، ١٧، العنوان.
٩ المَلِكُ حَزَقِيَّا أيضًا أخطَأَ إلى يَهْوَه. يُخبِرُ سِجِلُّ الكِتابِ المُقَدَّس: «قَلبُهُ تَكَبَّرَ فكانَ غَيظٌ علَيهِ وعلى يَهُوذَا وأُورُشَلِيم». (٢ أخ ٣٢:٢٥) فلِماذا صارَ حَزَقِيَّا مُتَكَبِّرًا؟ رُبَّما شَعَرَ أنَّهُ أهَمُّ مِن غَيرِهِ بِسَبَبِ غِناه، انتِصارِهِ على الأَشُورِيِّين، أو شِفائِهِ مِنَ المَرَضِ بِعَجيبَة. ورُبَّما جَعَلَهُ التَّكَبُّرُ يَفتَخِرُ بِثَروَتِهِ أمامَ البَابِلِيِّين، ما دَفَعَ النَّبِيَّ إشَعْيَا أن يُوَبِّخَه. (٢ مل ٢٠:١٢-١٨) ولكنْ مِثلَ دَاوُد، تابَ حَزَقِيَّا بِكُلِّ تَواضُع. (٢ أخ ٣٢:٢٦) وفي تَقْييمِ يَهْوَه الأخيرِ له، اعتَبَرَهُ مَلِكًا أمينًا «فَعَلَ ما هو صائِب». — ٢ مل ١٨:٣.
١٠ ماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ المَلِكِ أَمَصْيَا أمامَ التَّأديب؟
١٠ بِالمُقابِل، فَعَلَ أَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا ما هو صائِب، «ولكنْ لَيسَ بِقَلبٍ كامِل». (٢ أخ ٢٥:٢) فماذا كانَ خَطَأُه؟ بَعدَما ساعَدَهُ يَهْوَه أن يَهزِمَ الأَدُومِيِّين، سَجَدَ أمامَ آلِهَتِهِم. c وحينَ واجَهَهُ نَبِيُّ يَهْوَه، تَصَرَّفَ بِعِنادٍ ولم يَرُدَّ علَيه. — ٢ أخ ٢٥:١٤-١٦.
١١ حَسَبَ ٢ كُورِنْثُوس ٧:٩، ١١، ماذا يَلزَمُ أن نَفعَلَ كَي يُسامِحَنا يَهْوَه؟ (أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.)
١١ ماذا نَتَعَلَّمُ مِن هذِهِ الأمثِلَة؟ علَينا أن نَتوبَ عن خَطايانا ونَعمَلَ كُلَّ جُهدِنا كَي لا نُكَرِّرَها. وماذا إذا أعْطانا شُيوخُ الجَماعَةِ نَصيحَة، ولَو بِخُصوصِ أمرٍ يَبْدو قَليلَ الأهَمِّيَّة؟ لا يَجِبُ أن نَشعُرَ أنَّ يَهْوَه أوِ الشُّيوخَ لا يُحِبُّونَنا. فحتَّى مُلوكُ إسْرَائِيل الصَّالِحونَ ما كانوا أهَمَّ مِن أن يَنالوا نَصيحَةً أو تَوبيخًا. (عب ١٢:٦) لِذلِك عِندَما نَنالُ التَّأديب، يَلزَمُ (١) أن نَتَصَرَّفَ بِتَواضُع، (٢) نَقومَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة، و (٣) نَستَمِرَّ في عِبادَةِ يَهْوَه بِكُلِّ قَلبِنا. وإذا تُبنا عن خَطايانا، يُسامِحُنا يَهْوَه. — إقرأ ٢ كورنثوس ٧:٩، ١١.
إلْتَصَقوا بِالعِبادَةِ النَّقِيَّة
١٢ ما الَّذي مَيَّزَ بِشَكلٍ خاصٍّ المُلوكَ الأُمَناء؟
١٢ المُلوكُ الَّذينَ اعتَبَرَهُم يَهْوَه أُمَناءَ الْتَصَقوا بِالعِبادَةِ النَّقِيَّة. وشَجَّعوا شَعبَهُم أن يَفعَلوا الشَّيءَ نَفْسَه. طَبعًا، كانَ لَدَيهِم ضَعَفاتُهُم كما رَأينا. لكنَّهُم عَبَدوا يَهْوَه وَحْدَه، حتَّى إنَّهُم جاهَدوا بِكُلِّ اندِفاعٍ كَي يُطَهِّروا الأرضَ مِن عِبادَةِ الأصنام. d
١٣ لِماذا حَكَمَ يَهْوَه على المَلِكِ آخَاب أنَّهُ غَيرُ أمين؟
١٣ وماذا عنِ المُلوكِ الَّذينَ اعتَبَرَهُم يَهْوَه غَيرَ أُمَناء؟ بِالتَّأكيد، لم يَكُنْ كُلُّ ما فَعَلوهُ سَيِّئًا. فحتَّى المَلِكُ الشِّرِّيرُ آخَاب أظهَرَ شَيئًا مِنَ التَّواضُعِ والنَّدَمِ على اشتِراكِهِ في قَتلِ نَابُوت. (١ مل ٢١:٢٧-٢٩) كما أنَّهُ بَنى مُدُنًا وحَقَّقَ انتِصاراتٍ لِصالِحِ أُمَّةِ إسْرَائِيل. (١ مل ٢٠:٢١، ٢٩؛ ٢٢:٣٩) لكنَّهُ عُرِفَ بِأنَّهُ نَشَرَ العِبادَةَ المُزَيَّفَة بِتَأثيرٍ مِن زَوجَتِه. ولم يَتُبْ أبَدًا عن فَعلَتِهِ هذِه. — ١ مل ٢١:٢٥، ٢٦.
١٤ (أ) لِماذا اعتَبَرَ يَهْوَه المَلِكَ رَحْبَعَام غَيرَ أمين؟ (ب) ما المُشتَرَكُ بَينَ حُكمِ المُلوكِ غَيرِ الأُمَناء؟
١٤ فَكِّرْ في المَلِكِ غَيرِ الأمينِ رَحْبَعَام. فكما ذَكَرْنا مِن قَبل، عَمِلَ رَحْبَعَام عِدَّةَ أعمالٍ جَيِّدَة خِلالَ حُكمِه. ولكنْ عِندَما صارَ مُلكُهُ ثابِتًا، تَرَكَ شَريعَةَ يَهْوَه وتَبِعَ العِبادَةَ المُزَيَّفَة. (٢ أخ ١٢:١) وبَعدَ ذلِك، بَقِيَ يَتَقَلَّبُ بَينَ العِبادَةِ النَّقِيَّة والعِبادَةِ المُزَيَّفَة. (١ مل ١٤:٢١-٢٤) ولم يَكُنْ رَحْبَعَام وآخَاب المَلِكَيْنِ الوَحيدَيْنِ اللَّذَيْنِ ابتَعَدا عنِ العِبادَةِ النَّقِيَّة. ففي الواقِع، الأكثَرِيَّةُ الغالِبَة مِنَ المُلوكِ غَيرِ الأُمَناءِ ارتَكَبوا الخَطَأَ نَفْسَهُ أنَّهُم دَعَموا العِبادَةَ المُزَيَّفَة بِطَريقَةٍ ما. واضِحٌ إذًا أنَّ يَهْوَه يَعتَبِرُ الالْتِصاقَ بِالعِبادَةِ النَّقِيَّة عامِلًا أساسِيًّا يُحَدِّدُ هل مَلِكٌ ما صالِحٌ أم سَيِّئ.
١٥ لِماذا الالْتِصاقُ بِالعِبادَةِ النَّقِيَّة مُهِمٌّ بِالنِّسبَةِ إلى يَهْوَه؟
١٥ لِماذا كانَت مَسألَةُ العِبادَةِ مُهِمَّةً جِدًّا بِالنِّسبَةِ إلى يَهْوَه؟ أحَدُ الأسبابِ هو أنَّ المُلوكَ كانوا مَسؤولينَ أن يَقودوا شَعبَ اللّٰهِ في العِبادَةِ النَّقِيَّة. أيضًا، العِبادَةُ المُزَيَّفَة تُؤَدِّي دونَ شَكٍّ إلى خَطايا خَطيرَة أُخْرى ومَظالِمَ كَثيرَة. (هو ٤:١، ٢) إضافَةً إلى ذلِك، كانَ المُلوكُ والشَّعبُ مُنتَذِرينَ لِيَهْوَه. لِذلِك شَبَّهَ الكِتابُ المُقَدَّسُ تَوَرُّطَهُم في العِبادَةِ المُزَيَّفَة بِالزِّنى. (إر ٣:٨، ٩) فالشَّخصُ الَّذي يَزْني يُخطِئُ إلى رَفيقِ زَواجِهِ ويَجرَحُهُ في الصَّميم. بِشَكلٍ مُشابِه، الشَّخصُ المُنتَذِرُ الَّذي يُشارِكُ في العِبادَةِ المُزَيَّفَة يُخطِئُ إلى يَهْوَه مُباشَرَةً ويَجرَحُهُ في الصَّميم. e — تث ٤:٢٣، ٢٤.
١٦ في نَظَرِ يَهْوَه، ما الفَرقُ بِالتَّحديدِ بَينَ الصَّالِحِ والشِّرِّير؟
١٦ ما الدُّروسُ الَّتي نَتَعَلَّمُها؟ طَبعًا، يَجِبُ أن نُصَمِّمَ أن نَتَجَنَّبَ العِبادَةَ المُزَيَّفَة. ولكنْ علَينا أيضًا أن نَلتَصِقَ بِالعِبادَةِ النَّقِيَّة ونَبْقى نَشيطينَ فيها. وقد ذَكَرَ النَّبِيُّ مَلَاخِي بِكُلِّ وُضوحٍ ماذا يُمَيِّزُ بَينَ الشَّخصِ الجَيِّدِ والشَّخصِ السَّيِّئِ في عَيْنَيْ يَهْوَه. كَتَب: «سَتَرَوْنَ مِن جَديدٍ الفَرقَ بَينَ الصَّالِحِ والشِّرِّير، بَينَ مَن يَعبُدُ اللّٰهَ ومَن لا يَعبُدُه». (مل ٣:١٨) إذًا لا يَجِبُ أن نَسمَحَ لِأيِّ شَيء، ولا حتَّى نَقصِنا وأخطائِنا، أن يُضعِفَ مَعنَوِيَّاتِنا لِدَرَجَةِ أن نَتَوَقَّفَ عن عِبادَةِ اللّٰه. فالتَّوَقُّفُ عن عِبادَةِ يَهْوَه هو بِحَدِّ ذاتِهِ خَطِيَّةٌ خَطيرَة.
١٧ كَيفَ يُمكِنُ أن يُؤَثِّرَ اختِيارُ رَفيقِ الزَّواجِ على تَعَبُّدِنا لِيَهْوَه؟
١٧ إذا كُنتَ أعزَبَ وتُفَكِّرُ في الزَّواج، فهل تَرى الرَّابِطَ بَينَ كَلِماتِ مَلَاخِي عن عِبادَةِ اللّٰهِ وبَينَ اختِيارِكَ لِرَفيقِ زَواجِك؟ قد تَكونُ صِفاتُ الشَّخصِ جَيِّدَة، ولكنْ إذا لم يَكُنْ يَعبُدُ الإلهَ الحَقيقِيّ، فهل هو في الوَقتِ الحاضِرِ صالِحٌ في عَيْنَيْ يَهْوَه؟ (٢ كو ٦:١٤) وإذا تَزَوَّجتُما، فهل سيُؤَثِّرُ إيجابِيًّا على روحِيَّاتِك؟ زَوجاتُ المَلِكِ سُلَيْمَان الوَثَنِيَّات رُبَّما امتَلَكْنَ صِفاتٍ جَيِّدَة. لكنَّهُنَّ لم يَعبُدْنَ يَهْوَه. ومعَ الوَقت، حَوَّلْنَ قَلبَ سُلَيْمَان نَحوَ العِبادَةِ المُزَيَّفَة. — ١ مل ١١:١، ٤.
١٨ ماذا يَلزَمُ أن يُعَلِّمَ الوالِدونَ أوْلادَهُم؟
١٨ أيُّها الوالِدون، استَعمِلوا قِصَصَ المُلوكِ في الكِتابِ المُقَدَّسِ لِتَزرَعوا في قُلوبِ أوْلادِكُمُ الرَّغبَةَ في عِبادَةِ يَهْوَه. ساعِدوهُم أن يَفهَموا أنَّ الأساسَ الَّذي جَعَلَ يَهْوَه يَعتَبِرُ مَلِكًا ما صالِحًا هو إلى حَدٍّ بَعيدٍ أنَّهُ نَشَرَ العِبادَةَ النَّقِيَّة. عَلِّموهُم بِالكَلامِ والمِثالِ أنَّ الأُمورَ الرُّوحِيَّة — مِثلَ دَرسِ الكِتابِ المُقَدَّس، حُضورِ الاجتِماعات، والاشتِراكِ في خِدمَةِ الحَقل — لها الأوْلَوِيَّةُ على كُلِّ النَّشاطاتِ الأُخْرى. (مت ٦:٣٣) وإلَّا فقد يَستَنتِجُ أوْلادُكُم أنَّهُم مِن شُهودِ يَهْوَه لِمُجَرَّدِ أنَّ هذا هو دينُ عائِلَتِهِم. وبِالنَّتيجَة، قد يَضَعونَ العِبادَةَ النَّقِيَّة في المَرتَبَةِ الثَّانِيَة أو حتَّى يَترُكونَ الحَقَّ كُلِّيًّا.
١٩ أيُّ أمَلٍ هُناك لِكُلِّ مَن تَوَقَّفَ عن عِبادَةِ يَهْوَه؟ (أُنظُرْ أيضًا الإطار « لم يَفُتِ الأوانُ لِتَرجِعَ إلى يَهْوَه».)
١٩ هلِ الشَّخصُ الَّذي يَتَوَقَّفُ عن عِبادَةِ يَهْوَه حالَتُهُ مَيؤوسٌ مِنها؟ طَبعًا لا. فهو يَقدِرُ أن يَتوبَ ويُتابِعَ طَريقَهُ في العِبادَةِ النَّقِيَّة. وهذا قد يَتَطَلَّبُ مِنهُ أن يَدوسَ على كِبرِيائِهِ ويَقبَلَ المُساعَدَةَ مِن شُيوخِ الجَماعَة. (يع ٥:١٤) ومَهما بَذَلَ مِن جُهد، فهذا لَيسَ بِكَثير. رِضى يَهْوَه يَستاهِلُ كُلَّ الجُهد.
٢٠ كَيفَ سيَنظُرُ يَهْوَه إلَينا إذا تَمَثَّلنا بِالمُلوكِ الأُمَناء؟
٢٠ إذًا، أيُّ دُروسٍ تَعَلَّمناها مِن مُلوكِ إسْرَائِيل؟ نَقدِرُ أن نَكونَ مِثلَ المُلوكِ الأُمَناءِ إذا أبْقَينا قَلبَنا كامِلًا في عِبادَةِ يَهْوَه. ولْنَتَعَلَّمْ مِن أخطائِنا، نَتُبْ عنها، ونَعمَلِ التَّغييراتِ اللَّازِمَة. ولْنَتَذَكَّرْ أيضًا كم مُهِمٌّ أن نَلتَصِقَ بِعِبادَةِ الإلهِ الحَقيقِيِّ الوَحيد. وإذا فَعَلتَ ذلِك وبَقيتَ أمينًا لِيَهْوَه، فسَيَعتَبِرُكَ أنتَ أيضًا شَخصًا يَفعَلُ الصَّوابَ في عَيْنَيْه.
التَّرنيمَة ٤٥ أفكارُ قَلبي
a في هذِهِ المَقالَة، تُشيرُ عِبارَةُ «مُلوكِ إسْرَائِيل» إلى كُلِّ مُلوكِ شَعبِ يَهْوَه، سَواءٌ حَكَموا على مَملَكَةِ يَهُوذَا المُؤَلَّفَة مِن سِبطَيْن، على مَملَكَةِ إسْرَائِيل المُؤَلَّفَة مِن عَشَرَةِ أسباط، أم على كُلِّ الأسباطِ الـ ١٢.
b شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير: غالِبًا ما تُشيرُ كَلِمَةُ «قَلب» في الكِتابِ المُقَدَّسِ إلى كامِلِ الإنسانِ مِنَ الدَّاخِل، بِما في ذلِك رَغَباتُه، أفكارُه، مَواقِفُه، قُدُراتُه، دَوافِعُه، وأهدافُه.
c في تِلكَ الأيَّام، غالِبًا ما عَبَدَ المُلوكُ غَيرُ الإسْرَائِيلِيِّينَ آلِهَةَ الأُمَمِ الَّتي انتَصَروا علَيها.
d إرتَكَبَ المَلِكُ آسَا خَطايا خَطيرَة. (٢ أخ ١٦:٧، ١٠) لكنَّ سِجِلَّ الكِتابِ المُقَدَّسِ يَتَحَدَّثُ عنهُ بِطَريقَةٍ إيجابِيَّة. فمع أنَّهُ رَفَضَ التَّأديبَ في البِدايَة، يُمكِنُ أن يَكونَ قد تابَ لاحِقًا. وكَكُلّ، صِفاتُهُ الجَيِّدَة تَفَوَّقَت على أغلاطِه. والشَّيءُ المُهِمُّ هو أنَّهُ عَبَدَ يَهْوَه وَحْدَهُ واجتَهَدَ كَي يُزيلَ عِبادَةَ الأصنامِ مِن مَملَكَتِه. — ١ مل ١٥:١١-١٣؛ ٢ أخ ١٤:٢-٥.
e مِنَ اللَّافِتِ أنَّ أوَّلَ وَصِيَّتَيْنِ في شَريعَةِ مُوسَى مَنَعَتا عِبادَةَ أيِّ شَخصٍ أو شَيءٍ غَيرِ يَهْوَه. — خر ٢٠:١-٦.
f وصف الصور: شيخ شاب يقول لأحد الإخوة إنه قلق عليه بسبب عادات شربه. فيقبل هذا الأخ النصيحة بتواضع، يقوم بالتغييرات اللازمة، ويستمر في عبادة يهوه بأمانة.