الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٠

التَّرنيمَة ٣٦ «صُنْ قَلبَك»‏

دروس مهمة من ملوك إسرائيل

دروس مهمة من ملوك إسرائيل

‏«سَتَرَوْنَ مِن جَديدٍ الفَرقَ بَينَ الصَّالِحِ والشِّرِّير،‏ بَينَ مَن يَعبُدُ اللّٰهَ ومَن لا يَعبُدُه».‏ —‏ مل ٣:‏١٨‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

أن نَعرِفَ على أيِّ أساسٍ قَيَّمَ يَهْوَه مُلوكَ إسْرَائِيل كَي نَفهَمَ ما الَّذي يَبحَثُ عنهُ في خُدَّامِهِ اليَوم.‏

١-‏٢ ماذا يُخبِرُنا الكِتابُ المُقَدَّسُ عن بَعضِ مُلوكِ إسْرَائِيل؟‏

 يُسَمِّي الكِتابُ المُقَدَّسُ أكثَرَ مِن ٤٠ رَجُلًا حَكَموا كمُلوكٍ على إسْرَائِيل القَديمَة.‏ a وهذا السِّجِلُّ يُخبِرُنا بِصَراحَةٍ تَفاصيلَ تَلفِتُ الانتِباهَ عنِ البَعضِ مِنهُم.‏ مَثَلًا،‏ حتَّى المُلوكُ الصَّالِحونَ فَعَلوا أُمورًا سَيِّئَة.‏ فَكِّرْ في المَلِكِ الصَّالِحِ دَاوُد.‏ قالَ يَهْوَه عنه:‏ «خادِمي دَاوُد .‏ .‏ .‏ سارَ وَرائي بِكُلِّ قَلبِهِ فاعِلًا ما هو صائِبٌ في عَينَيَّ».‏ (‏١ مل ١٤:‏٨‏)‏ لكنَّ هذا الرَّجُلَ ارتَكَبَ العَهارَةَ معَ امرَأةٍ مُتَزَوِّجَة وتَآ‌مَرَ على زَوجِها كَي يُقتَلَ في ساحَةِ المَعرَكَة.‏ —‏ ٢ صم ١١:‏٤،‏ ١٤،‏ ١٥‏.‏

٢ مِن ناحِيَةٍ أُخْرى،‏ كَثيرونَ مِنَ المُلوكِ غَيرِ الأُمَناءِ عَمِلوا أُمورًا جَيِّدَة.‏ فَكِّرْ في رَحْبَعَام.‏ فهذا المَلِكُ «فَعَلَ الشَّرَّ» في عَيْنَيْ يَهْوَه.‏ (‏٢ أخ ١٢:‏١٤‏)‏ لكنَّهُ أظهَرَ الطَّاعَةَ حينَ أمَرَ يَهْوَه أن تَنفَصِلَ عَشَرَةُ أسباطٍ عن مَملَكَتِه.‏ وقد خَدَمَ الأُمَّةَ أيضًا حينَ حَصَّنَ مُدُنَها.‏ —‏ ١ مل ١٢:‏٢١-‏٢٤؛‏ ٢ أخ ١١:‏٥-‏١٢‏.‏

٣ أيُّ سُؤالٍ مُهِمٍّ يَنشَأ،‏ وماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ مِن هُنا يَنشَأُ سُؤالٌ مُهِمّ.‏ ما دامَ مُلوكُ إسْرَائِيل فَعَلوا أُمورًا جَيِّدَة وأُمورًا سَيِّئَة،‏ على أيِّ أساسٍ اعتَبَرَ يَهْوَه أنَّ مَلِكًا ما كانَ أمينًا له؟‏ سيُساعِدُنا الجَوابُ عن هذا السُّؤالِ أن نَعرِفَ ما الَّذي يَبحَثُ يَهْوَه عنهُ فينا نَحنُ اليَوم.‏ وسَنُناقِشُ ثَلاثَةَ عَوامِلَ أخَذَها يَهْوَه بِعَيْنِ الاعتِبارِ وهو يُقَيِّمُ مُلوكَ إسْرَائِيل:‏ حالَةَ قَلبِهِم،‏ تَوبَتَهُم،‏ والْتِصاقَهُم بِالعِبادَةِ النَّقِيَّة.‏

قَلبُهُم كانَ كامِلًا نَحوَه

٤ ماذا كانَ أحَدُ الفَوارِقِ بَينَ المُلوكِ الأُمَناءِ وغَيرِ الأُمَناء؟‏

٤ المُلوكُ الَّذينَ أرْضَوْا يَهْوَه عَبَدوهُ بِقَلبٍ b كامِل.‏ فالمَلِكُ الصَّالِحُ يَهُوشَافَاط «طَلَبَ يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِه».‏ (‏٢ أخ ٢٢:‏٩‏)‏ ويَقولُ السِّجِلُّ الموحى بهِ عن يُوشِيَّا:‏ «لم يَكُنْ قَبلَهُ مَلِكٌ مِثلُهُ قد رَجَعَ إلى يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِه».‏ (‏٢ مل ٢٣:‏٢٥‏)‏ وماذا عن سُلَيْمَان الَّذي فَعَلَ ما هو سَيِّئٌ في سَنَواتِهِ الأخيرَة؟‏ «لم يَكُنْ قَلبُهُ كامِلًا».‏ (‏١ مل ١١:‏٤‏)‏ ويُخبِرُنا سِجِلُّ الكِتابِ المُقَدَّسِ عن مَلِكٍ غَيرِ أمينٍ آخَرَ اسْمُهُ أَبِيَام:‏ «لم يَكُنْ قَلبُهُ كامِلًا مع يَهْوَه».‏ —‏ ١ مل ١٥:‏٣‏.‏

٥ أوضِحْ ما مَعْنى عِبادَةِ يَهْوَه بِقَلبٍ كامِل.‏

٥ وماذا تَعْني عِبادَةُ يَهْوَه بِقَلبٍ كامِل؟‏ الشَّخصُ الَّذي قَلبُهُ كامِلٌ لا يَعبُدُ اللّٰهَ بِطَريقَةٍ شَكلِيَّة أو بِدافِعِ الواجِب.‏ بل يَخدُمُهُ بِدافِعِ المَحَبَّةِ والاحتِرامِ العَميق.‏ وأكثَرُ مِن ذلِك،‏ يَبْقى طَوالَ حَياتِهِ ثابِتًا في مَحَبَّتِهِ واحتِرامِهِ لِلّٰه.‏

٦ كَيفَ نُحافِظُ على قَلبٍ كامِل؟‏ (‏أمثال ٤:‏٢٣؛‏ متى ٥:‏٢٩،‏ ٣٠‏)‏

٦ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِالمُلوكِ الأُمَناءِ ونُحافِظُ على قَلبٍ كامِل؟‏ حينَ نَتَجَنَّبُ التَّأثيراتِ المُؤْذِيَة.‏ مَثَلًا،‏ التَّسلِيَةُ السَّيِّئَة قد تَقسِمُ قَلبَنا،‏ وكَذلِكَ العِشرَةُ الرَّديئَة والتَّفكيرُ المادِّيّ.‏ فإذا لاحَظْنا أنَّ شَيئًا ما بَدَأ يُضعِفُ مَحَبَّتَنا لِيَهْوَه،‏ يَلزَمُ أن نَأخُذَ إجراءً فَوْرِيًّا لِنَتَخَلَّصَ مِنه.‏ —‏ إقرإ الأمثال ٤:‏٢٣؛‏ متى ٥:‏٢٩،‏ ٣٠‏.‏

٧ لِماذا مُهِمٌّ أن نَتَجَنَّبَ التَّأثيراتِ المُؤْذِيَة؟‏

٧ لا يَجِبُ أن نَسمَحَ لِقَلبِنا أن يَصيرَ مُنقَسِمًا.‏ فإذا لم نَنتَبِه،‏ يُمكِنُ أن نَخدَعَ أنفُسَنا ونُفَكِّرَ أنَّنا إذا زِدنا نَشاطاتِنا الرُّوحِيَّة،‏ فلا حاجَةَ أن نَبتَعِدَ عنِ التَّأثيراتِ المُؤْذِيَة.‏ ولكنْ فَكِّرْ في هذا الإيضاح.‏ تَخَيَّلْ أنَّكَ خارِجَ البَيتِ في البَرْدِ القارِسِ والرِّيحَ قَوِيَّةٌ جِدًّا.‏ فتَصِلُ إلى البَيتِ وتُشَغِّلُ التَّدفِئَة.‏ ولكنْ كم ستَنفَعُ التَّدفِئَةُ إذا تَرَكتَ البابَ مَفتوحًا؟‏!‏ الهَواءُ البارِدُ سيَملَأُ البَيتَ بِسُرعَة.‏ ما الفِكرَة؟‏ لا يَكْفي أن نَتَناوَلَ الطَّعامَ الرُّوحِيَّ الَّذي يؤَمِّنُ لَنا جَوًّا روحيًّا دافِئًا.‏ بل علَينا أن نُغلِقَ البابَ على التَّأثيراتِ المُؤْذِيَة كَي لا يَدخُلَ إلى قُلوبِنا ويَقسِمَها «هَواءُ» هذا العالَمِ البارِدُ،‏ أو مَوْقِفُهُ البَعيدُ عنِ اللّٰه.‏ —‏ أف ٢:‏٢‏.‏

تابوا عن خَطاياهُم

٨-‏٩ ماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ المَلِكِ دَاوُد والمَلِكِ حَزَقِيَّا أمامَ التَّوبيخ؟‏ (‏أُنظُر الصُّورَة.‏)‏

٨ كما ذَكَرنا مِن قَبل،‏ ارتَكَبَ المَلِكُ دَاوُد خَطِيَّتَيْنِ خَطيرَتَيْن.‏ ولكنْ عِندَما واجَهَهُ النَّبِيُّ نَاثَان بِالحَقيقة،‏ تابَ بِكُلِّ تَواضُع.‏ (‏٢ صم ١٢:‏١٣‏)‏ وحينَ نَقرَأُ تَعابيرَهُ في المَزْمُور ٥١‏،‏ نَشعُرُ كم تَوبَتُهُ صادِقَة.‏ فدَاوُد لم يُمَثِّلْ أنَّهُ نَدمانٌ كَي يَخدَعَ نَاثَان أو يُفلِتَ مِنَ العِقاب.‏ —‏ مز ٥١:‏٣،‏ ٤،‏ ١٧،‏ العنوان‏.‏

٩ المَلِكُ حَزَقِيَّا أيضًا أخطَأَ إلى يَهْوَه.‏ يُخبِرُ سِجِلُّ الكِتابِ المُقَدَّس:‏ «قَلبُهُ تَكَبَّرَ فكانَ غَيظٌ علَيهِ وعلى يَهُوذَا وأُورُشَلِيم».‏ (‏٢ أخ ٣٢:‏٢٥‏)‏ فلِماذا صارَ حَزَقِيَّا مُتَكَبِّرًا؟‏ رُبَّما شَعَرَ أنَّهُ أهَمُّ مِن غَيرِهِ بِسَبَبِ غِناه،‏ انتِصارِهِ على الأَشُورِيِّين،‏ أو شِفائِهِ مِنَ المَرَضِ بِعَجيبَة.‏ ورُبَّما جَعَلَهُ التَّكَبُّرُ يَفتَخِرُ بِثَروَتِهِ أمامَ البَابِلِيِّين،‏ ما دَفَعَ النَّبِيَّ إشَعْيَا أن يُوَبِّخَه.‏ (‏٢ مل ٢٠:‏١٢-‏١٨‏)‏ ولكنْ مِثلَ دَاوُد،‏ تابَ حَزَقِيَّا بِكُلِّ تَواضُع.‏ (‏٢ أخ ٣٢:‏٢٦‏)‏ وفي تَقْييمِ يَهْوَه الأخيرِ له،‏ اعتَبَرَهُ مَلِكًا أمينًا «فَعَلَ ما هو صائِب».‏ —‏ ٢ مل ١٨:‏٣‏.‏

الملك حزقيا والملك داود تابا بتواضع حين تكلم معهما أحد عن خطاياهما (‏أُنظر الفقرتين ٨-‏٩.‏)‏


١٠ ماذا كانَت رَدَّةُ فِعلِ المَلِكِ أَمَصْيَا أمامَ التَّأديب؟‏

١٠ بِالمُقابِل،‏ فَعَلَ أَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا ما هو صائِب،‏ «ولكنْ لَيسَ بِقَلبٍ كامِل».‏ (‏٢ أخ ٢٥:‏٢‏)‏ فماذا كانَ خَطَأُه؟‏ بَعدَما ساعَدَهُ يَهْوَه أن يَهزِمَ الأَدُومِيِّين،‏ سَجَدَ أمامَ آلِهَتِهِم.‏ c وحينَ واجَهَهُ نَبِيُّ يَهْوَه،‏ تَصَرَّفَ بِعِنادٍ ولم يَرُدَّ علَيه.‏ —‏ ٢ أخ ٢٥:‏١٤-‏١٦‏.‏

١١ حَسَبَ ٢ كُورِنْثُوس ٧:‏٩،‏ ١١‏،‏ ماذا يَلزَمُ أن نَفعَلَ كَي يُسامِحَنا يَهْوَه؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّوَر.‏)‏

١١ ماذا نَتَعَلَّمُ مِن هذِهِ الأمثِلَة؟‏ علَينا أن نَتوبَ عن خَطايانا ونَعمَلَ كُلَّ جُهدِنا كَي لا نُكَرِّرَها.‏ وماذا إذا أعْطانا شُيوخُ الجَماعَةِ نَصيحَة،‏ ولَو بِخُصوصِ أمرٍ يَبْدو قَليلَ الأهَمِّيَّة؟‏ لا يَجِبُ أن نَشعُرَ أنَّ يَهْوَه أوِ الشُّيوخَ لا يُحِبُّونَنا.‏ فحتَّى مُلوكُ إسْرَائِيل الصَّالِحونَ ما كانوا أهَمَّ مِن أن يَنالوا نَصيحَةً أو تَوبيخًا.‏ (‏عب ١٢:‏٦‏)‏ لِذلِك عِندَما نَنالُ التَّأديب،‏ يَلزَمُ (‏١)‏ أن نَتَصَرَّفَ بِتَواضُع،‏ (‏٢)‏ نَقومَ بِالتَّغييراتِ اللَّازِمَة،‏ و (‏٣)‏ نَستَمِرَّ في عِبادَةِ يَهْوَه بِكُلِّ قَلبِنا.‏ وإذا تُبنا عن خَطايانا،‏ يُسامِحُنا يَهْوَه.‏ —‏ إقرأ ٢ كورنثوس ٧:‏٩،‏ ١١‏.‏

عندما ننال التأديب،‏ يلزم (‏١)‏ أن نتصرف بتواضع،‏ (‏٢)‏ نقوم بالتغييرات اللازمة،‏ و (‏٣)‏ نستمر في عبادة يهوه بكل قلبنا (‏أُنظر الفقرة ١١.‏)‏ f


إلْتَصَقوا بِالعِبادَةِ النَّقِيَّة

١٢ ما الَّذي مَيَّزَ بِشَكلٍ خاصٍّ المُلوكَ الأُمَناء؟‏

١٢ المُلوكُ الَّذينَ اعتَبَرَهُم يَهْوَه أُمَناءَ الْتَصَقوا بِالعِبادَةِ النَّقِيَّة.‏ وشَجَّعوا شَعبَهُم أن يَفعَلوا الشَّيءَ نَفْسَه.‏ طَبعًا،‏ كانَ لَدَيهِم ضَعَفاتُهُم كما رَأينا.‏ لكنَّهُم عَبَدوا يَهْوَه وَحْدَه،‏ حتَّى إنَّهُم جاهَدوا بِكُلِّ اندِفاعٍ كَي يُطَهِّروا الأرضَ مِن عِبادَةِ الأصنام.‏ d

١٣ لِماذا حَكَمَ يَهْوَه على المَلِكِ آخَاب أنَّهُ غَيرُ أمين؟‏

١٣ وماذا عنِ المُلوكِ الَّذينَ اعتَبَرَهُم يَهْوَه غَيرَ أُمَناء؟‏ بِالتَّأكيد،‏ لم يَكُنْ كُلُّ ما فَعَلوهُ سَيِّئًا.‏ فحتَّى المَلِكُ الشِّرِّيرُ آخَاب أظهَرَ شَيئًا مِنَ التَّواضُعِ والنَّدَمِ على اشتِراكِهِ في قَتلِ نَابُوت.‏ (‏١ مل ٢١:‏٢٧-‏٢٩‏)‏ كما أنَّهُ بَنى مُدُنًا وحَقَّقَ انتِصاراتٍ لِصالِحِ أُمَّةِ إسْرَائِيل.‏ (‏١ مل ٢٠:‏٢١،‏ ٢٩؛‏ ٢٢:‏٣٩‏)‏ لكنَّهُ عُرِفَ بِأنَّهُ نَشَرَ العِبادَةَ المُزَيَّفَة بِتَأثيرٍ مِن زَوجَتِه.‏ ولم يَتُبْ أبَدًا عن فَعلَتِهِ هذِه.‏ —‏ ١ مل ٢١:‏٢٥،‏ ٢٦‏.‏

١٤ (‏أ)‏ لِماذا اعتَبَرَ يَهْوَه المَلِكَ رَحْبَعَام غَيرَ أمين؟‏ (‏ب)‏ ما المُشتَرَكُ بَينَ حُكمِ المُلوكِ غَيرِ الأُمَناء؟‏

١٤ فَكِّرْ في المَلِكِ غَيرِ الأمينِ رَحْبَعَام.‏ فكما ذَكَرْنا مِن قَبل،‏ عَمِلَ رَحْبَعَام عِدَّةَ أعمالٍ جَيِّدَة خِلالَ حُكمِه.‏ ولكنْ عِندَما صارَ مُلكُهُ ثابِتًا،‏ تَرَكَ شَريعَةَ يَهْوَه وتَبِعَ العِبادَةَ المُزَيَّفَة.‏ (‏٢ أخ ١٢:‏١‏)‏ وبَعدَ ذلِك،‏ بَقِيَ يَتَقَلَّبُ بَينَ العِبادَةِ النَّقِيَّة والعِبادَةِ المُزَيَّفَة.‏ (‏١ مل ١٤:‏٢١-‏٢٤‏)‏ ولم يَكُنْ رَحْبَعَام وآخَاب المَلِكَيْنِ الوَحيدَيْنِ اللَّذَيْنِ ابتَعَدا عنِ العِبادَةِ النَّقِيَّة.‏ ففي الواقِع،‏ الأكثَرِيَّةُ الغالِبَة مِنَ المُلوكِ غَيرِ الأُمَناءِ ارتَكَبوا الخَطَأَ نَفْسَهُ أنَّهُم دَعَموا العِبادَةَ المُزَيَّفَة بِطَريقَةٍ ما.‏ واضِحٌ إذًا أنَّ يَهْوَه يَعتَبِرُ الالْتِصاقَ بِالعِبادَةِ النَّقِيَّة عامِلًا أساسِيًّا يُحَدِّدُ هل مَلِكٌ ما صالِحٌ أم سَيِّئ.‏

١٥ لِماذا الالْتِصاقُ بِالعِبادَةِ النَّقِيَّة مُهِمٌّ بِالنِّسبَةِ إلى يَهْوَه؟‏

١٥ لِماذا كانَت مَسألَةُ العِبادَةِ مُهِمَّةً جِدًّا بِالنِّسبَةِ إلى يَهْوَه؟‏ أحَدُ الأسبابِ هو أنَّ المُلوكَ كانوا مَسؤولينَ أن يَقودوا شَعبَ اللّٰهِ في العِبادَةِ النَّقِيَّة.‏ أيضًا،‏ العِبادَةُ المُزَيَّفَة تُؤَدِّي دونَ شَكٍّ إلى خَطايا خَطيرَة أُخْرى ومَظالِمَ كَثيرَة.‏ (‏هو ٤:‏١،‏ ٢‏)‏ إضافَةً إلى ذلِك،‏ كانَ المُلوكُ والشَّعبُ مُنتَذِرينَ لِيَهْوَه.‏ لِذلِك شَبَّهَ الكِتابُ المُقَدَّسُ تَوَرُّطَهُم في العِبادَةِ المُزَيَّفَة بِالزِّنى.‏ (‏إر ٣:‏٨،‏ ٩‏)‏ فالشَّخصُ الَّذي يَزْني يُخطِئُ إلى رَفيقِ زَواجِهِ ويَجرَحُهُ في الصَّميم.‏ بِشَكلٍ مُشابِه،‏ الشَّخصُ المُنتَذِرُ الَّذي يُشارِكُ في العِبادَةِ المُزَيَّفَة يُخطِئُ إلى يَهْوَه مُباشَرَةً ويَجرَحُهُ في الصَّميم.‏ e —‏ تث ٤:‏٢٣،‏ ٢٤‏.‏

١٦ في نَظَرِ يَهْوَه،‏ ما الفَرقُ بِالتَّحديدِ بَينَ الصَّالِحِ والشِّرِّير؟‏

١٦ ما الدُّروسُ الَّتي نَتَعَلَّمُها؟‏ طَبعًا،‏ يَجِبُ أن نُصَمِّمَ أن نَتَجَنَّبَ العِبادَةَ المُزَيَّفَة.‏ ولكنْ علَينا أيضًا أن نَلتَصِقَ بِالعِبادَةِ النَّقِيَّة ونَبْقى نَشيطينَ فيها.‏ وقد ذَكَرَ النَّبِيُّ مَلَاخِي بِكُلِّ وُضوحٍ ماذا يُمَيِّزُ بَينَ الشَّخصِ الجَيِّدِ والشَّخصِ السَّيِّئِ في عَيْنَيْ يَهْوَه.‏ كَتَب:‏ «سَتَرَوْنَ مِن جَديدٍ الفَرقَ بَينَ الصَّالِحِ والشِّرِّير،‏ بَينَ مَن يَعبُدُ اللّٰهَ ومَن لا يَعبُدُه».‏ (‏مل ٣:‏١٨‏)‏ إذًا لا يَجِبُ أن نَسمَحَ لِأيِّ شَيء،‏ ولا حتَّى نَقصِنا وأخطائِنا،‏ أن يُضعِفَ مَعنَوِيَّاتِنا لِدَرَجَةِ أن نَتَوَقَّفَ عن عِبادَةِ اللّٰه.‏ فالتَّوَقُّفُ عن عِبادَةِ يَهْوَه هو بِحَدِّ ذاتِهِ خَطِيَّةٌ خَطيرَة.‏

١٧ كَيفَ يُمكِنُ أن يُؤَثِّرَ اختِيارُ رَفيقِ الزَّواجِ على تَعَبُّدِنا لِيَهْوَه؟‏

١٧ إذا كُنتَ أعزَبَ وتُفَكِّرُ في الزَّواج،‏ فهل تَرى الرَّابِطَ بَينَ كَلِماتِ مَلَاخِي عن عِبادَةِ اللّٰهِ وبَينَ اختِيارِكَ لِرَفيقِ زَواجِك؟‏ قد تَكونُ صِفاتُ الشَّخصِ جَيِّدَة،‏ ولكنْ إذا لم يَكُنْ يَعبُدُ الإلهَ الحَقيقِيّ،‏ فهل هو في الوَقتِ الحاضِرِ صالِحٌ في عَيْنَيْ يَهْوَه؟‏ (‏٢ كو ٦:‏١٤‏)‏ وإذا تَزَوَّجتُما،‏ فهل سيُؤَثِّرُ إيجابِيًّا على روحِيَّاتِك؟‏ زَوجاتُ المَلِكِ سُلَيْمَان الوَثَنِيَّات رُبَّما امتَلَكْنَ صِفاتٍ جَيِّدَة.‏ لكنَّهُنَّ لم يَعبُدْنَ يَهْوَه.‏ ومعَ الوَقت،‏ حَوَّلْنَ قَلبَ سُلَيْمَان نَحوَ العِبادَةِ المُزَيَّفَة.‏ —‏ ١ مل ١١:‏١،‏ ٤‏.‏

١٨ ماذا يَلزَمُ أن يُعَلِّمَ الوالِدونَ أوْلادَهُم؟‏

١٨ أيُّها الوالِدون،‏ استَعمِلوا قِصَصَ المُلوكِ في الكِتابِ المُقَدَّسِ لِتَزرَعوا في قُلوبِ أوْلادِكُمُ الرَّغبَةَ في عِبادَةِ يَهْوَه.‏ ساعِدوهُم أن يَفهَموا أنَّ الأساسَ الَّذي جَعَلَ يَهْوَه يَعتَبِرُ مَلِكًا ما صالِحًا هو إلى حَدٍّ بَعيدٍ أنَّهُ نَشَرَ العِبادَةَ النَّقِيَّة.‏ عَلِّموهُم بِالكَلامِ والمِثالِ أنَّ الأُمورَ الرُّوحِيَّة —‏ مِثلَ دَرسِ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ حُضورِ الاجتِماعات،‏ والاشتِراكِ في خِدمَةِ الحَقل —‏ لها الأوْلَوِيَّةُ على كُلِّ النَّشاطاتِ الأُخْرى.‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ وإلَّا فقد يَستَنتِجُ أوْلادُكُم أنَّهُم مِن شُهودِ يَهْوَه لِمُجَرَّدِ أنَّ هذا هو دينُ عائِلَتِهِم.‏ وبِالنَّتيجَة،‏ قد يَضَعونَ العِبادَةَ النَّقِيَّة في المَرتَبَةِ الثَّانِيَة أو حتَّى يَترُكونَ الحَقَّ كُلِّيًّا.‏

١٩ أيُّ أمَلٍ هُناك لِكُلِّ مَن تَوَقَّفَ عن عِبادَةِ يَهْوَه؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الإطار «‏ لم يَفُتِ الأوانُ لِتَرجِعَ إلى يَهْوَه‏».‏)‏

١٩ هلِ الشَّخصُ الَّذي يَتَوَقَّفُ عن عِبادَةِ يَهْوَه حالَتُهُ مَيؤوسٌ مِنها؟‏ طَبعًا لا.‏ فهو يَقدِرُ أن يَتوبَ ويُتابِعَ طَريقَهُ في العِبادَةِ النَّقِيَّة.‏ وهذا قد يَتَطَلَّبُ مِنهُ أن يَدوسَ على كِبرِيائِهِ ويَقبَلَ المُساعَدَةَ مِن شُيوخِ الجَماعَة.‏ (‏يع ٥:‏١٤‏)‏ ومَهما بَذَلَ مِن جُهد،‏ فهذا لَيسَ بِكَثير.‏ رِضى يَهْوَه يَستاهِلُ كُلَّ الجُهد.‏

٢٠ كَيفَ سيَنظُرُ يَهْوَه إلَينا إذا تَمَثَّلنا بِالمُلوكِ الأُمَناء؟‏

٢٠ إذًا،‏ أيُّ دُروسٍ تَعَلَّمناها مِن مُلوكِ إسْرَائِيل؟‏ نَقدِرُ أن نَكونَ مِثلَ المُلوكِ الأُمَناءِ إذا أبْقَينا قَلبَنا كامِلًا في عِبادَةِ يَهْوَه.‏ ولْنَتَعَلَّمْ مِن أخطائِنا،‏ نَتُبْ عنها،‏ ونَعمَلِ التَّغييراتِ اللَّازِمَة.‏ ولْنَتَذَكَّرْ أيضًا كم مُهِمٌّ أن نَلتَصِقَ بِعِبادَةِ الإلهِ الحَقيقِيِّ الوَحيد.‏ وإذا فَعَلتَ ذلِك وبَقيتَ أمينًا لِيَهْوَه،‏ فسَيَعتَبِرُكَ أنتَ أيضًا شَخصًا يَفعَلُ الصَّوابَ في عَيْنَيْه.‏

التَّرنيمَة ٤٥ أفكارُ قَلبي

a في هذِهِ المَقالَة،‏ تُشيرُ عِبارَةُ ‏«مُلوكِ إسْرَائِيل»‏ إلى كُلِّ مُلوكِ شَعبِ يَهْوَه،‏ سَواءٌ حَكَموا على مَملَكَةِ يَهُوذَا المُؤَلَّفَة مِن سِبطَيْن،‏ على مَملَكَةِ إسْرَائِيل المُؤَلَّفَة مِن عَشَرَةِ أسباط،‏ أم على كُلِّ الأسباطِ الـ‍ ١٢.‏

b شَرحُ المُفرَداتِ والتَّعابير:‏ غالِبًا ما تُشيرُ كَلِمَةُ ‏«قَلب»‏ في الكِتابِ المُقَدَّسِ إلى كامِلِ الإنسانِ مِنَ الدَّاخِل،‏ بِما في ذلِك رَغَباتُه،‏ أفكارُه،‏ مَواقِفُه،‏ قُدُراتُه،‏ دَوافِعُه،‏ وأهدافُه.‏

c في تِلكَ الأيَّام،‏ غالِبًا ما عَبَدَ المُلوكُ غَيرُ الإسْرَائِيلِيِّينَ آلِهَةَ الأُمَمِ الَّتي انتَصَروا علَيها.‏

d إرتَكَبَ المَلِكُ آسَا خَطايا خَطيرَة.‏ (‏٢ أخ ١٦:‏٧،‏ ١٠‏)‏ لكنَّ سِجِلَّ الكِتابِ المُقَدَّسِ يَتَحَدَّثُ عنهُ بِطَريقَةٍ إيجابِيَّة.‏ فمع أنَّهُ رَفَضَ التَّأديبَ في البِدايَة،‏ يُمكِنُ أن يَكونَ قد تابَ لاحِقًا.‏ وكَكُلّ،‏ صِفاتُهُ الجَيِّدَة تَفَوَّقَت على أغلاطِه.‏ والشَّيءُ المُهِمُّ هو أنَّهُ عَبَدَ يَهْوَه وَحْدَهُ واجتَهَدَ كَي يُزيلَ عِبادَةَ الأصنامِ مِن مَملَكَتِه.‏ —‏ ١ مل ١٥:‏١١-‏١٣؛‏ ٢ أخ ١٤:‏٢-‏٥‏.‏

e مِنَ اللَّافِتِ أنَّ أوَّلَ وَصِيَّتَيْنِ في شَريعَةِ مُوسَى مَنَعَتا عِبادَةَ أيِّ شَخصٍ أو شَيءٍ غَيرِ يَهْوَه.‏ —‏ خر ٢٠:‏١-‏٦‏.‏

f وصف الصور:‏ شيخ شاب يقول لأحد الإخوة إنه قلق عليه بسبب عادات شربه.‏ فيقبل هذا الأخ النصيحة بتواضع،‏ يقوم بالتغييرات اللازمة،‏ ويستمر في عبادة يهوه بأمانة.‏