الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٧

التَّرنيمَة ٧٣ هَبْنا الجُرأة

كن شجاعًا مثل صادوق

كن شجاعًا مثل صادوق

‏‹كانَ صَادُوق شابًّا قَوِيًّا وشُجاعًا›.‏ —‏ ١ أخ ١٢:‏٢٨‏،‏ ع‌ج.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

كَيفَ يُساعِدُنا مِثالُ صَادُوق أن نَكونَ شُجعانًا؟‏

١-‏٢ مَن كانَ صَادُوق؟‏ (‏١ أخبار الأيام ١٢:‏٢٢،‏ ٢٦-‏٢٨‏)‏

 تَخَيَّلِ المَشهَد:‏ أكثَرُ مِن ٠٠٠‏,٣٤٠ رَجُلٍ اجتَمَعوا معًا لِيُنَصِّبوا دَاوُد مَلِكًا على كُلِّ إسْرَائِيل.‏ وعلى مَدى ثَلاثَةِ أيَّام،‏ ظَلَّت أحاديثُهُمُ الشَّيِّقَة وتَرانيمُهُمُ الفَرِحَة وضِحكاتُهُمُ السَّعيدَة تُسمَعُ بَينَ التِّلالِ الصَّخرِيَّة قُربَ حَبْرُون.‏ (‏١ أخ ١٢:‏٣٩‏)‏ ومِن بَينِ هؤُلاءِ الرِّجالِ شابٌّ اسْمُهُ صَادُوق يَكادُ لا يُلاحِظُهُ أحَدٌ وَسَطَ الجَمعِ الكَبير.‏ لكنَّ يَهْوَه رَآهُ وأرادَ أن نَعرِفَ أنَّهُ هُناك.‏ ‏(‏إقرأ ١ أخبار الأيام ١٢:‏٢٢،‏ ٢٦-‏٢٨‏.‏)‏ فمَن كانَ صَادُوق؟‏

٢ كانَ صَادُوق كاهِنًا عَمِلَ جَنبًا إلى جَنبٍ مع رَئيسِ الكَهَنَةِ أَبِيَاثَار.‏ كذلِك كانَ «رائِيًا»،‏ أي أنَّ اللّٰهَ أعْطاهُ حِكمَةً واسِعَة وقُدرَةً خُصوصِيَّة كَي يَفهَمَ مَشيئَتَه.‏ (‏٢ صم ١٥:‏٢٧‏)‏ فكانَ الشَّعبُ يَلجَأونَ إلَيهِ لِيَطلُبوا مِنهُ النَّصيحَة.‏ كما أنَّهُ تَمَيَّزَ بِشَجاعَتِه.‏ وفي هذِهِ المَقالَة،‏ سنُرَكِّزُ على هذا الجانِبِ مِن شَخصِيَّتِه.‏

٣ (‏أ)‏ لِماذا يَحتاجُ خُدَّامُ يَهْوَه إلى الشَّجاعَة؟‏ (‏ب)‏ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ في هذِهِ الأيَّامِ الأخيرَة،‏ يُكَثِّفُ الشَّيْطَان هَجَماتِهِ على شَعبِ اللّٰه.‏ (‏١ بط ٥:‏٨‏)‏ لِذلِك نَحتاجُ إلى الشَّجاعَةِ فيما نَنتَظِرُ أن يَضَعَ يَهْوَه حَدًّا لِلشَّيْطَان وعالَمِهِ الشِّرِّير.‏ (‏مز ٣١:‏٢٤‏)‏ لِنَتَحَدَّثِ الآنَ عن ثَلاثِ طُرُقٍ تُساعِدُنا أن نَتَمَثَّلَ بِشَجاعَةِ صَادُوق.‏

أيِّدْ حُكمَ مَملَكَةِ اللّٰه

٤ لِماذا يَحتاجُ شَعبُ يَهْوَه إلى الشَّجاعَةِ لِيُؤَيِّدوا حُكمَ مَملَكَةِ اللّٰه؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٤ نَحنُ شَعبٌ لِيَهْوَه،‏ ونُؤَيِّدُ حُكمَ مَملَكَةِ اللّٰهِ مِن كُلِّ قَلبِنا.‏ لكنَّنا في أغلَبِ الأوْقاتِ نَحتاجُ إلى الشَّجاعَةِ كَي نَفعَلَ ذلِك.‏ (‏مت ٦:‏٣٣‏)‏ مَثَلًا،‏ في هذا العالَمِ الشِّرِّير،‏ نَحتاجُ إلى الشَّجاعَةِ كَي نَعيشَ حَسَبَ مَقاييسِ يَهْوَه ونُبَشِّرَ بِالأخبارِ الحُلْوَة عن مَملَكَتِه.‏ (‏١ تس ٢:‏٢‏)‏ وفي أحيانٍ كَثيرَة،‏ يَلزَمُنا الشَّجاعَةُ لِنَبْقى حِيادِيِّينَ سِياسِيًّا في هذا العالَمِ الَّذي يَزدادُ انقِسامًا يَومًا بَعدَ يَوم.‏ (‏يو ١٨:‏٣٦‏)‏ كما أنَّ كَثيرينَ مِن شَعبِ يَهْوَه يَتَعَرَّضونَ لِخَسائِرَ مالِيَّة،‏ وحتَّى لِلضَّربِ أوِ السَّجنِ لِأنَّهُم لا يُشارِكونَ في السِّياسَةِ ولا يَتَجَنَّدون.‏

عندما يأخذ الآخرون طرفًا في السياسة،‏ ماذا تفعل؟‏ (‏أُنظر الفقرة ٤.‏)‏


٥ لِماذا احتاجَ صَادُوق إلى الشَّجاعَةِ كَي يُؤَيِّدَ مُلكَ دَاوُد؟‏

٥ لم يَذهَبْ صَادُوق إلى حَبْرُون كَي يَحتَفِلَ فَقَط بِدَاوُد مَلِكًا.‏ فهو أتى حامِلًا سِلاحَهُ وجاهِزًا لِلحَرب.‏ (‏١ أخ ١٢:‏٣٨‏)‏ وكانَ مُستَعِدًّا أن يَتبَعَ دَاوُد إلى ساحَةِ المَعرَكَةِ ويُحارِبَ أعداءَ إسْرَائِيل.‏ رُبَّما لم يَكُنْ صَادُوق صاحِبَ خِبرَةٍ قِتالِيَّة،‏ إلَّا أنَّ شَجاعَتَهُ كانَت بِلا حُدود.‏

٦ كَيفَ رَسَمَ دَاوُد لِصَادُوق مِثالًا جَيِّدًا في الشَّجاعَة؟‏ (‏مزمور ١٣٨:‏٣‏)‏

٦ أينَ تَعَلَّمَ كاهِنٌ مِثلُ صَادُوق أن يَكونَ بِهذِهِ الشَّجاعَة؟‏ بِما أنَّهُ كانَ مُحاطًا بِرِجالٍ شُجعانٍ وأقوِياء،‏ فلا شَكَّ أنَّهُ استَفادَ مِن مِثالِهِم.‏ وأحَدُ هؤُلاءِ الرِّجالِ هو دَاوُد الَّذي قادَ إسْرَائِيل بِكُلِّ شَجاعَةٍ في مَعارِكِها،‏ فتَأثَّرَ كُلُّ الشَّعبِ بِمِثالِهِ وأرادوا مِن كُلِّ قَلبِهِم أن يَجعَلوهُ مَلِكًا علَيهِم.‏ (‏١ أخ ١١:‏١،‏ ٢‏)‏ وقدِ اتَّكَلَ دَاوُد دائِمًا على يَهْوَه كَي يُواجِهَ أعداءَه.‏ (‏مز ٢٨:‏٧‏؛‏ إقرإ المزمور ١٣٨:‏٣‏.‏)‏ وكانَ يُمكِنُ أن يَتَعَلَّمَ صَادُوق الشَّجاعَةَ مِن أشخاصٍ آخَرين،‏ مِثلِ يَهُويَادَاع وابْنِهِ المُحارِبِ بَنَايَا وكَذلِكَ الـ‍ ٢٢ رَئيسًا مِن سِبطِ لَاوِي الَّذينَ اصطَفُّوا إلى جانِبِ دَاوُد.‏ (‏١ أخ ١١:‏٢٢-‏٢٥؛‏ ١٢:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ وكُلُّ هؤُلاءِ الرِّجالِ أخَذوا إجراءً حازِمًا أيَّدوا بهِ مُلكَ دَاوُد.‏

٧ (‏أ)‏ أيُّ أمثِلَةٍ حَديثَة في الشَّجاعَةِ نَتَعَلَّمُ مِنها؟‏ (‏ب)‏ ماذا نَتَعَلَّمُ مِن مِثالِ الأخ نْسِيلُو في الفيديو؟‏

٧ نَحنُ أيضًا،‏ نَحصُلُ على القُوَّةِ والشَّجاعَةِ مِن مِثالِ الَّذينَ أيَّدوا ويُؤَيِّدونَ حُكمَ يَهْوَه بِشَجاعَة.‏ فمَلِكُنا المَسِيح يَسُوع رَفَضَ بِحَزمٍ أن يَتَدَخَّلَ في نِظامِ الشَّيْطَان السِّياسِيّ.‏ (‏مت ٤:‏٨-‏١١؛‏ يو ٦:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وقدِ اتَّكَلَ دائِمًا على يَهْوَه لِيُعْطِيَهُ القُوَّة.‏ ولَدَينا أيضًا أمثِلَةٌ حَديثَة كَثيرَة لِشُبَّانٍ اعتَرَضوا على الخِدمَةِ العَسكَرِيَّة بِدافِعِ الضَّمير،‏ أو رَفَضوا أن يُشارِكوا في النَّشاطاتِ السِّياسِيَّة.‏ فما رَأْيُكَ أن تَبحَثَ عنِ اختِباراتِهِم على مَوْقِعِنا jw.‎org؟‏ a

ساعِدْ إخوَتَك

٨ متى قد يَحتاجُ الشُّيوخُ إلى الشَّجاعَةِ لِيُقَدِّموا المُساعَدَةَ العَمَلِيَّة لِإخوَتِهِم؟‏

٨ يُحِبُّ شَعبُ يَهْوَه أن يُساعِدوا واحِدُهُمُ الآخَر.‏ (‏٢ كو ٨:‏٤‏)‏ لكنَّ هذا يَتَطَلَّبُ الشَّجاعَةَ أحيانًا.‏ مَثَلًا،‏ حينَ تَقَعُ حَربٌ في بَلَدٍ ما،‏ يَعرِفُ الشُّيوخُ أنَّ إخوَتَهُم وأخَواتِهِم سيَحتاجونَ إلى التَّشجيعِ والمُسانَدَة،‏ وقد تَلزَمُهُم أيضًا مَوادُّ روحِيَّة أو مُساعَداتٌ مادِّيَّة.‏ وبِدافِعِ المَحَبَّةِ لِهؤُلاءِ الخِراف،‏ يُخاطِرُ الشُّيوخُ كَي يُؤَمِّنوا لهُم ما يَحتاجونَ إلَيه.‏ (‏يو ١٥:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ وهُم يَتبَعونَ بِذلِك مِثالَ صَادُوق الشُّجاع.‏

٩ حَسَبَ ٢ صَمُوئِيل ١٥:‏٢٧-‏٢٩‏،‏ أيُّ تَوجيهاتٍ أعْطاها دَاوُد لِصَادُوق؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

٩ كانَت حَياةُ دَاوُد في خَطَر.‏ فابْنُهُ أَبْشَالُوم كانَ مُصَمِّمًا أن يَستَوْلِيَ على المُلك.‏ (‏٢ صم ١٥:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ ولَزِمَ أن يُغادِرَ دَاوُد أُورُشَلِيم فَوْرًا!‏ فدَعا خُدَّامَهُ وقالَ لهُم:‏ «قوموا بنا نَهرُب،‏ لِأنَّهُ لا نَجاةَ لنا مِن أَبْشَالُوم».‏ (‏٢ صم ١٥:‏١٤‏)‏ وفيما كانَ الخُدَّامُ يُغادِرون،‏ أدرَكَ دَاوُد أنَّ أحَدًا يَجِبُ أن يَبْقى في المَدينَةِ كَي يُطلِعَهُ على خُطَطِ أَبْشَالُوم.‏ فطَلَبَ مِن صَادُوق وكَهَنَةٍ آخَرينَ أن يَعودوا إلى المَدينَةِ ويَكونوا مُخبِرينَ له.‏ ‏(‏إقرأ ٢ صموئيل ١٥:‏٢٧-‏٢٩‏.‏)‏ ولَزِمَ أن يَتَصَرَّفَ هؤُلاءِ بِحَذَرٍ شَديد.‏ فما طَلَبَهُ دَاوُد مِنهُم كانَ سيُعَرِّضُ حَياتَهُم لِلخَطَر.‏ تَخَيَّلْ ماذا كانَ سَيَجري لَو أنَّ أَبْشَالُوم،‏ هذا الرَّجُلَ اللَّئيمَ الحَقودَ الماكِر،‏ اكتَشَفَ أنَّ صَادُوق والكَهَنَةَ الآخَرينَ يَتَجَسَّسونَ علَيهِ لِيَحْموا دَاوُد.‏

أرسل داود صادوق في مهمة خطرة (‏أُنظر الفقرة ٩.‏)‏


١٠ كَيفَ حَمى صَادُوق والَّذينَ معهُ حَياةَ دَاوُد؟‏

١٠ وَضَعَ دَاوُد خُطَّةً شارَكَ في تَنفيذِها صَادُوق وحُوشَاي،‏ صَديقٌ آخَرُ وَلِيٌّ لِدَاوُد.‏ (‏٢ صم ١٥:‏٣٢-‏٣٧‏)‏ وبِاتِّباعِ هذِهِ الخُطَّة،‏ كَسَبَ حُوشَاي ثِقَةَ أَبْشَالُوم وقَدَّمَ لهُ نَصيحَةً حَولَ إستِراتيجِيَّةٍ عَسكَرِيَّة كانَت ستُعْطي دَاوُد وَقتًا لِيَستَعِدَّ لِلهُجوم.‏ بَعدَ ذلِك،‏ أخبَرَ حُوشَاي صَادُوق وأبِيَاثَار بِالخُطَّة.‏ (‏٢ صم ١٧:‏٨-‏١٦‏)‏ فاستَطاعَ الرَّجُلانِ أن يُرسِلا خَبَرًا إلى دَاوُد.‏ (‏٢ صم ١٧:‏١٧‏)‏ وهكَذا بِمُساعَدَةِ يَهْوَه،‏ لَعِبَ صَادُوق ورِفاقُهُ الكَهَنَةُ دَورًا مُهِمًّا في حِمايَةِ دَاوُد.‏ —‏ ٢ صم ١٧:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏

١١ كَيفَ نَتَمَثَّلُ بِشَجاعَةِ صَادُوق حينَ نُساعِدُ إخوَتَنا؟‏

١١ إذا طُلِبَ مِنكَ أن تُساعِدَ إخوَتَكَ في الأوْقاتِ الخَطِرَة،‏ فكَيفَ تُظهِرُ الشَّجاعَةَ مِثلَ صَادُوق؟‏ ‏(‏١)‏ إتبَعِ التَّوجيهات.‏ في حالاتٍ كهذِه،‏ مِنَ المُهِمِّ أن نَبْقى مُوَحَّدين.‏ فتَعاوَنْ مع تَوجيهاتِ مَكتَبِ الفَرعِ المَحَلِّيّ.‏ (‏عب ١٣:‏١٧‏)‏ ويَلزَمُ أن يُراجِعَ الشُّيوخُ بِانتِظامٍ التَّرتيباتِ المَحَلِّيَّة المُتَعَلِّقَة بِالاستِعدادِ لِلكَوارِث،‏ وكَذلِك تَوجيهاتِ الهَيئَةِ بِخُصوصِ ما يَلزَمُ فِعلُهُ حينَ تَقَعُ كارِثَة.‏ (‏١ كو ١٤:‏٣٣،‏ ٤٠‏)‏ ‏(‏٢)‏ كُنْ شُجاعًا ولكنْ حَذِرًا.‏ (‏أم ٢٢:‏٣‏)‏ فَكِّرْ جَيِّدًا قَبلَ أن تَتَصَرَّف.‏ ولا تُجازِفْ دونَ لُزوم.‏ ‏(‏٣)‏ إتَّكِلْ على يَهْوَه.‏ فيَهْوَه يَهتَمُّ كَثيرًا بِخَيرِكَ وخَيرِ الإخوَةِ على السَّواء.‏ وهو يَقدِرُ أن يُساعِدَكَ لِتَدعَمَ إخوَتَكَ بِطَريقَةٍ آمِنَة.‏

١٢-‏١٣ ماذا تَتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارَي فِيكْتُور وفِيتَالِي؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٢ لاحِظْ ما حَصَلَ مع فِيكْتُور وفِيتَالِي،‏ أخَوَيْنِ روحِيَّيْنِ في أُوكْرَانِيَا عَمِلا على تَوصيلِ الطَّعامِ والماءِ إلى رِفاقِهِما في الإيمان.‏ يُخبِرُ فِيكْتُور:‏ «كانَ الرَّصاصُ يَتَطايَرُ حَولَنا ونَحنُ نَبحَثُ في كُلِّ مَكانٍ عنِ الطَّعام.‏ وقد قَرَّرَ أحَدُ الإخوَةِ أن يَتَبَرَّعَ مِن مَخزَنِهِ بِمَوادَّ غِذائِيَّة تُؤَمِّنُ احتِياجاتِ ناشِرينَ كَثيرينَ لِفَترَةٍ مِنَ الوَقت.‏ وفيما كُنَّا نُحَمِّلُها في شاحِنَتِنا،‏ وَقَعَ صاروخٌ قُربَنا على بُعدِ ٢٠ مِترًا تَقريبًا.‏ فبَقيتُ طَوالَ اليَومِ أُصَلِّي إلى يَهْوَه وأتَرَجَّاهُ أن يُعْطِيَني الشَّجاعَةَ لِأستَمِرَّ في مُساعَدَةِ الإخوَة».‏

١٣ ويَقولُ فِيتَالِي:‏ «إحتَجتُ إلى الكَثيرِ مِنَ الشَّجاعَة.‏ فرِحلَتي الأُولى دامَت ١٢ ساعَة.‏ وبَقيتُ أُصَلِّي إلى يَهْوَه كُلَّ الطَّريق».‏ وكانَ فِيتَالِي شُجاعًا ولكنْ حَذِرًا أيضًا.‏ يُضيف:‏ «لم أتَوَقَّفْ عنِ الصَّلاةِ إلى يَهْوَه كَي يُعْطِيَني الحِكمَةَ ويُساعِدَني أن ألتَزِمَ بِالتَّوجيهات.‏ فلم أسلُكْ إلَّا الطُّرُقاتِ الَّتي سَمَحَتِ السُّلُطاتُ بِالمُرورِ فيها.‏ وقد قَوِيَ إيماني كَثيرًا عِندَما رَأيْتُ بِعَينِي كَيفَ عَمِلَ الإخوَةُ والأخَواتُ معًا.‏ فهُم أزالوا العَوائِقَ مِنَ الطُّرُقات،‏ جَمَعوا المُساعَداتِ الإنسانِيَّة ووَضَعوها في الشَّاحِنَة،‏ وقَدَّموا لنا الطَّعامَ ومَكانًا لِنَرتاحَ خِلالَ الرِّحلَة».‏

في الأوقات الخطرة،‏ كن شجاعًا ولكن حذرًا فيما تساعد إخوتك (‏أُنظر الفقرتين ١٢-‏١٣.‏)‏


إبْقَ وَلِيًّا لِيَهْوَه

١٤ كَيفَ نَشعُرُ إذا قَرَّرَ شَخصٌ نُحِبُّهُ أن يَبتَعِدَ عن يَهْوَه؟‏

١٤ قَليلَةٌ هيَ الصُّعوباتُ الَّتي تَجعَلُنا مُحبَطينَ أكثَرَ مِن أن يَترُكَ شَخصٌ مِن عائِلَتِنا أو صَديقٌ لَصيقٌ الحَقَّ ويَبتَعِدَ عن يَهْوَه.‏ (‏مز ٧٨:‏٤٠؛‏ أم ٢٤:‏١٠‏)‏ وكُلَّما كانَت عَلاقَتُنا بِالشَّخصِ أقْوى،‏ صارَ أصعَبَ علَينا أن نَتَقَبَّلَ الوَضع.‏ إذا مَرَرتَ بِهذِهِ التَّجرِبَةِ المُؤْلِمَة،‏ فولاءُ صَادُوق سيُقَوِّيك.‏

١٥ كَي يَبْقى صَادُوق وَلِيًّا لِيَهْوَه،‏ لِماذا احتاجَ إلى الشَّجاعَة؟‏ (‏١ ملوك ١:‏٥-‏٨‏)‏

١٥ بَقِيَ صَادُوق وَلِيًّا لِيَهْوَه عِندَما اختارَ صَديقُهُ اللَّصيقُ أَبِيَاثَار أن يَتَخَلَّى عن وَلائِه.‏ حَصَلَ هذا في نِهايَةِ حُكمِ دَاوُد.‏ ففيما كانَ دَاوُد على فِراشِ المَوت،‏ حاوَلَ ابْنُهُ أَدُونِيَّا أن يَستَوْلِيَ على العَرشِ الَّذي كانَ يَهْوَه قد وَعَدَ أن يُعْطِيَهُ لِسُلَيْمَان.‏ (‏١ أخ ٢٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وأَبِيَاثَار اختارَ أن يَدعَمَ أَدُونِيَّا.‏ ‏(‏إقرأ ١ ملوك ١:‏٥-‏٨‏.‏)‏ وبِفِعلَتِهِ هذِه،‏ لم يَتَخَلَّ عن وَلائِهِ لِدَاوُد فَقَط بل لِيَهْوَه أيضًا!‏ هل تَتَخَيَّلُ كم شَعَرَ صَادُوق دونَ شَكٍّ بِالحُزنِ والخَيبَة؟‏ فطَوالَ أكثَرَ مِن ٤٠ سَنَة،‏ عَمِلَ هو وأَبِيَاثَار جَنبًا إلى جَنبٍ ككاهِنَيْن.‏ (‏٢ صم ٨:‏١٧‏)‏ واهتَمَّا معًا بِصُندوقِ العَهدِ الَّذي لِيَهْوَه.‏ (‏٢ صم ١٥:‏٢٩‏)‏ وفي البِدايَة،‏ أيَّدا كِلاهُما مُلكَ دَاوُد.‏ وعلى مَرِّ السِّنين،‏ أنجَزا الكَثيرَ معًا في خِدمَةِ يَهْوَه.‏ —‏ ٢ صم ١٩:‏١١-‏١٤‏.‏

١٦ ماذا رُبَّما ساعَدَ صَادُوق أن يَبْقى وَلِيًّا؟‏

١٦ بَقِيَ صَادُوق وَلِيًّا لِيَهْوَه رَغمَ قَرارِ أَبِيَاثَار.‏ ولم يَشُكَّ دَاوُد أبَدًا في وَلاءِ صَادُوق.‏ فحينَ انكَشَفَ مُخَطَّطُ أَدُونِيَّا،‏ طَلَبَ دَاوُد مِن صَادُوق ونَاثَان وبَنَايَا أن يُعَيِّنوا سُلَيْمَان مَلِكًا.‏ (‏١ مل ١:‏٣٢-‏٣٤‏)‏ ولا شَكَّ أنَّ وُجودَ صَادُوق مع خُدَّامٍ أوْلِياءَ لِيَهْوَه،‏ مِثلِ نَاثَان وغَيرِهِ مِن مُؤَيِّدي المَلِكِ دَاوُد،‏ قَوَّاهُ وشَجَّعَهُ كَثيرًا.‏ (‏١ مل ١:‏٣٨،‏ ٣٩‏)‏ وعِندَما صارَ سُلَيْمَان مَلِكًا،‏ عَيَّنَ «صَادُوق الكاهِنَ مَكانَ أَبِيَاثَار».‏ —‏ ١ مل ٢:‏٣٥‏.‏

١٧ كَيفَ تَتَمَثَّلُ بِصَادُوق إذا تَرَكَ شَخصٌ مُقَرَّبٌ مِنكَ يَهْوَه؟‏

١٧ كَيفَ تَتَمَثَّلُ بِصَادُوق؟‏ إذا قَرَّرَ شَخصٌ مُقَرَّبٌ مِنكَ أن يَترُكَ يَهْوَه،‏ فَلْيَكُنْ مَوقِفُكَ واضِحًا.‏ (‏يش ٢٤:‏١٥‏)‏ ويَهْوَه سيُعْطيكَ ما تَحتاجُ إلَيهِ مِنَ القُوَّةِ والشَّجاعَة.‏ فأَظهِرْ أنَّكَ تَتَّكِلُ علَيهِ بِصَلاتِكَ إلَيهِ والبَقاءِ بِرِفقَةِ خُدَّامِهِ الأوْلِياء.‏ ويَهْوَه يُقَدِّرُ وَلاءَكَ كَثيرًا،‏ وهو سيُكافِئُكَ بِالتَّأكيد.‏ —‏ ٢ صم ٢٢:‏٢٦‏.‏

١٨ ماذا تَتَعَلَّمُ مِنِ اختِبارِ مَارْكُو وسِيدْسِي؟‏

١٨ لاحِظْ مِثالَ مَارْكُو وزَوجَتِهِ سِيدْسِي اللَّذَيْنِ تَرَكَتِ ابْنَتاهُما الرَّاشِدَتانِ الحَقّ.‏ يَقولُ مَارْكُو:‏ «مُنذُ اليَومِ الَّذي يولَدُ فيهِ طِفلُك،‏ تَتَعَلَّقُ بهِ كَثيرًا وتَفعَلُ أيَّ شَيءٍ لِتَحْمِيَهُ مِنَ الأذى.‏ لِذلِك عِندَما يُقَرِّرُ أن يَترُكَ يَهْوَه،‏ يَنكَسِرُ قَلبُك .‏ .‏ .‏ لكنَّ يَهْوَه كانَ دائِمًا قُربَنا وأعْطانا القُوَّةَ لِيَسنُدَ واحِدُنا الآخَر.‏ فعِندَما كُنتُ أنا ضَعيفًا كانَت زَوجَتي قَوِيَّة،‏ وعِندَما كانَت هي ضَعيفَةً كُنتُ أنا قَوِيًّا».‏ وتُضيفُ سِيدْسِي:‏ «لَو لم يُعْطِنا يَهْوَه القُوَّة،‏ لَمَا تَحَمَّلْنا هذا الظَّرف.‏ كُنتُ أُحارِبُ الشُّعورَ أنِّي أنا السَّبَب،‏ ففَتَحتُ قَلبي لِيَهْوَه.‏ وبَعدَ وَقتٍ قَصير،‏ أتَت إلَيَّ أُختٌ لم أرَها مِن سِنينَ طَويلَة،‏ وَضَعَت يَدَيْها على كِتفَيَّ،‏ ونَظَرَت في عَيْنَيَّ وقالَت:‏ ‹تَذَكَّري يا سِيدْسِي،‏ الحَقُّ لَيسَ علَيكِ!‏›.‏ وبِفَضلِ مُساعَدَةِ يَهْوَه،‏ استَطَعتُ أن أُحافِظَ على فَرَحي في خِدمَتِه».‏

١٩ علامَ أنتَ مُصَمِّم؟‏

١٩ يُريدُ يَهْوَه أن يَكونَ كُلُّ خُدَّامِهِ شُجعانًا مِثلَ صَادُوق.‏ (‏٢ تي ١:‏٧‏)‏ لكنَّهُ لا يُريدُ أن نَتَّكِلَ على قُوَّتِنا نَحن،‏ بل علَيهِ هو.‏ لِذلِك حينَ تَجِدُ نَفْسَكَ في مَوقِفٍ يَتَطَلَّبُ الشَّجاعَة،‏ الْجَأْ إلى يَهْوَه.‏ وكُنْ على ثِقَةٍ أنَّهُ سيُصَيِّرُكَ شُجاعًا مِثلَ صَادُوق!‏ —‏ ١ بط ٥:‏١٠‏.‏

التَّرنيمَة ١٢٦ إسهَروا،‏ تَشَجَّعوا،‏ واثبُتوا