هل انت عجينة طرية بين يدي الخزاف العظيم؟
«هُوَذَا كَٱلطِّينِ فِي يَدِ ٱلْخَزَّافِ هٰكَذَا أَنْتُمْ فِي يَدِي». — ار ١٨:٦.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٠، ٢٢
١، ٢ لِمَ ٱعْتَبَرَ ٱللهُ دَانِيَالَ ‹مَحْبُوبًا جِدًّا›، وَكَيْفَ نَكُونُ طَائِعِينَ كَدَانِيَالَ؟
عِنْدَمَا وَصَلَ ٱلْيَهُودُ ٱلْمَسْبِيُّونَ إِلَى بَابِلَ، رَأَوْا مَدِينَةً مَلِيئَةً بِٱلْأَصْنَامِ، شَعْبُهَا مُسْتَعْبَدٌ لِلْأَرْوَاحِ ٱلشِّرِّيرَةِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلْأُمَنَاءَ، أَمْثَالَ دَانِيَالَ وَرِفَاقِهِ ٱلثَّلَاثَةِ، لَمْ يَسْمَحُوا لِشَعْبِ بَابِلَ بِأَنْ يُقَوْلِبَهُمْ. (دا ١:٦، ٨، ١٢؛ ٣:١٦-١٨) فَدَانِيَالُ وَرِفَاقُهُ عَقَدُوا ٱلْعَزْمَ أَنْ يُعْطُوا تَعَبُّدَهُمُ ٱلْمُطْلَقَ لِيَهْوَهَ، ٱلْخَزَّافِ ٱلْعَظِيمِ. وَقَدْ نَجَحُوا فِي مَسْعَاهُمْ. فَرَغْمَ أَنَّ دَانِيَالَ عَاشَ مُعْظَمَ حَيَاتِهِ فِي بِيئَةٍ فَاسِدَةٍ، قَالَ مَلَاكُ ٱللهِ إِنَّهُ رَجُلٌ «مَحْبُوبٌ جِدًّا»، أَيْ ذُو قِيمَةٍ كَبِيرَةٍ فِي نَظَرِ ٱللهِ. — دا ١٠:١١، ١٩.
٢ فِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، كَانَ ٱلْخَزَّافُ أَحْيَانًا يَضْغَطُ ٱلطِّينَ فِي قَالَبٍ حَتَّى يَأْخُذَ ٱلشَّكْلَ ٱلْمَطْلُوبَ. وَيَهْوَهُ، بِصِفَتِهِ ٱلْمُتَسَلِّطَ ٱلْكَوْنِيَّ، لَهُ سُلْطَةٌ أَنْ يَجْبُلَ ٱلشُّعُوبَ. (اقرأ ارميا ١٨:٦.) كَمَا أَنَّ لَهُ سُلْطَةً أَنْ يَجْبُلَنَا كَأَفْرَادٍ. لٰكِنَّهُ مَنَحَنَا ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ، وَيُرِيدُ أَنْ نَخْضَعَ لَهُ طَوْعًا. فَلْنُنَاقِشْ كَيْفَ نَبْقَى عَجِينَةً طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ خِلَالِ ٱلْإِجَابَةِ عَنِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلتَّالِيَةِ: (١) كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْمُيُولَ ٱلَّتِي تَجْعَلُنَا نَرْفُضُ مَشُورَةَ ٱللهِ وَتُقَسِّي قَلْبَنَا؟ (٢) كَيْفَ نُنَمِّي ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى طَيِّعِينَ؟ (٣) كَيْفَ يَتَعَاوَنُ ٱلْوَالِدُونَ مَعَ ٱللهِ فِيمَا يُرَبُّونَ أَوْلَادَهُمْ؟
تَجَنَّبِ ٱلْمُيُولَ ٱلَّتِي تُقَسِّي ٱلْقَلْبَ
٣ أَيَّةُ مُيُولٍ تُقَسِّي ٱلْقَلْبَ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٣ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ٤:٢٣: «صُنْ قَلْبَكَ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ تَصُونُهُ، لِأَنَّ مِنْهُ مَنَابِعَ ٱلْحَيَاةِ». فَثَمَّةَ مُيُولٌ يَجِبُ أَنْ نَحْذَرَ مِنْهَا لِئَلَّا يَتَقَسَّى قَلْبُنَا، وَهِيَ تَشْمُلُ ٱلْكِبْرِيَاءَ وَمُمَارَسَةَ ٱلْخَطِيَّةِ وَقِلَّةَ ٱلْإِيمَانِ. فَيُمْكِنُ لِهٰذِهِ ٱلْمُيُولِ أَنْ تُنَمِّيَ فِينَا رُوحَ ٱلْعِصْيَانِ وَٱلتَّمَرُّدِ. (دا ٥:١، ٢٠؛ عب ٣:١٣، ١٨، ١٩) تَأَمَّلْ كَيْفَ أَفْسَدَتِ ٱلْكِبْرِيَاءُ عُزِّيَّا، مَلِكَ يَهُوذَا. (اقرأ ٢ اخبار الايام ٢٦:٣-٥، ١٦-٢١.) فَفِي ٱلْبِدَايَةِ، «فَعَلَ مَا هُوَ صَائِبٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ» وَ «دَأَبَ عَلَى طَلَبِ ٱللهِ». لِذٰلِكَ مَنَحَهُ ٱلْقُوَّةَ. لٰكِنَّهُ «لَمَّا قَوِيَ، تَكَبَّرَ قَلْبُهُ»، حَتَّى إِنَّهُ حَاوَلَ أَنْ يُحْرِقَ ٱلْبَخُورَ فِي ٱلْهَيْكَلِ، وَهٰذَا ٱمْتِيَازٌ لَا يَحِقُّ إِلَّا لِلْكَهَنَةِ بَنِي هَارُونَ. وَعِنْدَمَا وَقَفَ ٱلْكَهَنَةُ ضِدَّهُ، ٱغْتَاظَ جِدًّا. فَأَذَلَّ يَهْوَهُ كِبْرِيَاءَهُ وَضَرَبَهُ بِٱلْبَرَصِ، وَبَقِيَ أَبْرَصَ حَتَّى مَمَاتِهِ. — ام ١٦:١٨.
٤، ٥ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ لَنَا إِذَا لَمْ نَحْتَرِسْ مِنَ ٱلْكِبْرِيَاءِ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
٤ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، إِذَا لَمْ يَحْتَرِسِ ٱلْمَسِيحِيُّ مِنَ ٱلْكِبْرِيَاءِ، فَقَدْ «يُفَكِّرُ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ»، حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يَرْفُضُ ٱلْمَشُورَةَ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (رو ١٢:٣؛ ام ٢٩:١) إِلَيْكَ مَثَلًا مَا حَدَثَ مَعَ شَيْخٍ مَسِيحِيٍّ ٱسْمُهُ جِيم. فَفِي ٱجْتِمَاعِ ٱلشُّيُوخِ، ٱخْتَلَفَ مَعَ رُفَقَائِهِ عَلَى مَسْأَلَةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. يُخْبِرُ جِيم: «قُلْتُ لَهُمْ إِنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَ مَعْنَى ٱلْمَحَبَّةِ، وَغَادَرْتُ ٱلِٱجْتِمَاعَ». ثُمَّ ٱنْتَقَلَ بَعْدَ نَحْوِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ إِلَى جَمَاعَةٍ مُجَاوِرَةٍ، لٰكِنَّهُ أُصِيبَ بِخَيْبَةِ أَمَلٍ حِينَ لَمْ يُعَيَّنْ شَيْخًا هُنَاكَ. وَكَانَ مُقْتَنِعًا جِدًّا بِأَنَّهُ عَلَى حَقٍّ بِحَيْثُ تَوَقَّفَ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَبَقِيَ خَامِلًا طِيلَةَ عَشْرِ سَنَوَاتٍ. وَهُوَ يَعْتَرِفُ أَنَّ كِبْرِيَاءَهُ جُرِحَتْ وَأَنَّهُ بَدَأَ يَلُومُ يَهْوَهَ عَلَى مَا يَحْدُثُ. وَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ، زَارَهُ ٱلْإِخْوَةُ وَحَاوَلُوا مُسَاعَدَتَهُ، لٰكِنَّهُ كَانَ يَصُدُّهُمْ.
٥ يُظْهِرُ هٰذَا ٱلِٱخْتِبَارُ أَنَّ ٱلْكِبْرِيَاءَ يُمْكِنُ أَنْ تَجْعَلَنَا نُبَرِّرُ تَصَرُّفَاتِنَا، فَلَا نَعُودُ عَجِينَةً طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ. (ار ١٧:٩) يَقُولُ جِيم: «كُلُّ مَا كُنْتُ أُفَكِّرُ فِيهِ هُوَ أَنَّ ٱلْآخَرِينَ عَلَى خَطَإٍ». وَمَاذَا عَنْكَ؟ هَلْ سَبَقَ أَنْ آلَمَكَ تَصَرُّفُ أَحَدِ ٱلْإِخْوَةِ، أَوْ تَثَبَّطْتَ بِسَبَبِ خَسَارَةِ ٱمْتِيَازٍ مَا؟ كَيْفَ كَانَ رَدُّ فِعْلِكَ؟ هَلْ جُرِحَتْ كِبْرِيَاؤُكَ؟ أَمْ هَلْ كَانَ هَمُّكَ ٱلْأَوْحَدُ أَنْ تُصَالِحَ أَخَاكَ وَتَبْقَى وَلِيًّا لِيَهْوَهَ؟ — اقرإ المزمور ١١٩:١٦٥؛ كولوسي ٣:١٣.
٦ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ إِذَا مَارَسْنَا ٱلْخَطِيَّةَ؟
٦ قَدْ يَصْعُبُ عَلَى ٱلْمَرْءِ أَيْضًا أَنْ يَتَجَاوَبَ مَعَ ٱلْمَشُورَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ إِذَا كَانَ يُمَارِسُ ٱلْخَطِيَّةَ، وَرُبَّمَا يُحَاوِلُ إِخْفَاءَهَا. فَيُصْبِحُ ٱرْتِكَابُ ٱلْخَطِيَّةِ أَسْهَلَ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ. مَثَلًا، يُخْبِرُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ أَنَّ سُلُوكَهُ ٱلْخَاطِئَ لَمْ يَعُدْ يُزْعِجُهُ بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ. (جا ٨:١١) وَٱعْتَرَفَ أَخٌ كَانَ يُشَاهِدُ مَوَادَّ إِبَاحِيَّةً أَنَّهُ بَدَأَ شَيْئًا فَشَيْئًا يَنْتَقِدُ ٱلشُّيُوخَ. وَقَدْ أَفْسَدَتْ تِلْكَ ٱلْعَادَةُ عَلَاقَتَهُ بِيَهْوَهَ. وَلٰكِنْ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ، ٱنْكَشَفَ أَمْرُهُ وَقُدِّمَتْ لَهُ ٱلْمُسَاعَدَةُ. طَبْعًا، مَا مِنْ أَحَدٍ مَعْصُومٌ مِنَ ٱلْخَطَإِ. وَلٰكِنْ إِذَا أَصْبَحْنَا ٱنْتِقَادِيِّينَ، أَوْ رُحْنَا نُبَرِّرُ مَسْلَكَنَا ٱلْخَاطِئَ بَدَلَ أَنْ نَطْلُبَ غُفْرَانَ يَهْوَهَ وَمُسَاعَدَتَهُ، فَهٰذَا يَدُلُّ أَنَّ قَلْبَنَا بَدَأَ يَتَقَسَّى.
٧، ٨ (أ) كَيْفَ يُظْهِرُ مِثَالُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّ قِلَّةَ ٱلْإِيمَانِ تُقَسِّي ٱلْقَلْبَ؟ (ب) مَا ٱلدَّرْسُ ٱلَّذِي نَتَعَلَّمُهُ مِنْ ذٰلِكَ؟
٧ وَثَمَّةَ مَيْلٌ آخَرُ يُمْكِنُ أَنْ يُقَسِّيَ قَلْبَنَا، وَهُوَ قِلَّةُ ٱلْإِيمَانِ. وَيَظْهَرُ ذٰلِكَ مِمَّا حَدَثَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ حَرَّرَهُمْ يَهْوَهُ مِنْ مِصْرَ. فَرَغْمَ أَنَّهُمْ رَأَوُا ٱلْعَجَائِبَ ٱلْمُذْهِلَةَ ٱلْكَثِيرَةَ ٱلَّتِي صَنَعَهَا مِنْ أَجْلِهِمْ، أَعْرَبُوا عَنْ قِلَّةِ ٱلْإِيمَانِ فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. فَبَدَلَ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَى يَهْوَهَ، خَافُوا وَتَذَمَّرُوا عَلَى مُوسَى. حَتَّى إِنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى مِصْرَ، حَيْثُ كَانُوا عَبِيدًا! وَهٰذَا آلَمَ يَهْوَهَ كَثِيرًا، فَقَالَ: «إِلَى مَتَى يَسْتَهِينُ بِي هٰذَا ٱلشَّعْبُ؟». (عد ١٤:١-٤، ١١؛ مز ٧٨:٤٠، ٤١) وَبِسَبَبِ قَسَاوَةِ قُلُوبِهِمْ وَقِلَّةِ إِيمَانِهِمْ، هَلَكَ ذٰلِكَ ٱلْجِيلُ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.
٨ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، نَحْنُ ٱلْيَوْمَ عَلَى أَبْوَابِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، وَإِيمَانُنَا عَلَى ٱلْمِحَكِّ. لِذَا يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَتَأَكَّدَ مِنْ قُوَّةِ إِيمَانِهِ. مَثَلًا، مَا مَدَى ثِقَتِكَ بِكَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي مَتَّى ٦:٣٣؟ اِسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ تَعْكِسُ أَوْلَوِيَّاتِي وَقَرَارَاتِي أَنِّي أُصَدِّقُ فِعْلًا هٰذَا ٱلْوَعْدَ؟ هَلْ أُضَحِّي بِٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أَوْ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ لِأَزِيدَ مَدْخُولِي؟ وَمَاذَا أَفْعَلُ إِذَا بَدَأَ عَمَلِي يَسْتَنْزِفُ وَقْتِي وَطَاقَتِي؟ هَلْ أَسْمَحُ لِلْعَالَمِ بِأَنْ يَضْغَطَنِي فِي قَالَبِهِ، وَرُبَّمَا أَنْ يُبْعِدَنِي عَنِ ٱلْحَقِّ؟›.
٩ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ ‹نَمْتَحِنَ› أَنْفُسَنَا هَلْ نَحْنُ فِي ٱلْإِيمَانِ، وَكَيْفَ نَفْعَلُ ذٰلِكَ؟
٩ لِنَأْخُذْ مَجَالًا آخَرَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَقَسَّى فِيهِ قَلْبُنَا إِنْ لَمْ نَنْتَبِهْ لِإِيمَانِنَا. فَهَلْ نَتَسَاهَلُ فِي تَطْبِيقِ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ أَوْ مُعَامَلَةِ ٱلْمَفْصُولِينَ أَوِ ٱلتَّسْلِيَةِ؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، يَلْزَمُ أَنْ نَفْحَصَ إِيمَانَنَا دُونَمَا تَأْخِيرٍ! يَحُثُّنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «دَاوِمُوا عَلَى ٱمْتِحَانِ أَنْفُسِكُمْ هَلْ أَنْتُمْ فِي ٱلْإِيمَانِ، دَاوِمُوا عَلَى ٱخْتِبَارِ أَنْفُسِكُمْ». (٢ كو ١٣:٥) فَلْنُقَيِّمْ أَنْفُسَنَا بِمَوْضُوعِيَّةٍ، وَنُصَحِّحْ تَفْكِيرَنَا بِٱسْتِمْرَارٍ عَلَى ضَوْءِ كَلِمَةِ ٱللهِ.
اِبْقَ طَيِّعًا بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ
١٠ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَكُونَ عَجِينَةً طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ؟
١٠ أَعَدَّ ٱللهُ تَدَابِيرَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَبْقَى عَجِينَةً طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْهِ، وَمِنْ بَيْنِهَا كَلِمَتُهُ وَٱلْجَمَاعَةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ وَخِدْمَةُ ٱلْحَقْلِ. فَكَمَا يُطَرِّي ٱلْمَاءُ كُتْلَةَ ٱلطِّينِ، كَذٰلِكَ تُسَاعِدُنَا قِرَاءَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلتَّأَمُّلُ فِيهِ يَوْمِيًّا أَنْ نَكُونَ طَيِّعِينَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ. لَقَدْ أَمَرَ يَهْوَهُ مُلُوكَ إِسْرَائِيلَ أَنْ يَكْتُبُوا لِأَنْفُسِهِمْ نُسْخَةً مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ وَيَقْرَأُوا فِيهَا كُلَّ يَوْمٍ. (تث ١٧:١٨، ١٩) وَأَدْرَكَ ٱلرُّسُلُ أَنَّ قِرَاءَةَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلتَّأَمُّلَ فِيهَا ضَرُورِيَّانِ فِي خِدْمَتِهِمْ. فَفِي كِتَابَاتِهِمْ، ٱقْتَبَسُوا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ وَأَشَارُوا إِلَيْهَا مِئَاتِ ٱلْمَرَّاتِ. وَعِنْدَمَا كَرَزُوا لِلنَّاسِ، شَجَّعُوهُمْ أَنْ يَفْحَصُوا هُمْ أَيْضًا ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ. (اع ١٧:١١) وَٱلْيَوْمَ، نَحْنُ نُدْرِكُ مِثْلَهُمْ كَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَقْرَأَ كَلِمَةَ ٱللهِ يَوْمِيًّا وَنَتَأَمَّلَ فِيهَا لِنَبْقَى مُتَوَاضِعِينَ، فَيَجْبُلُنَا يَهْوَهُ كَمَا يَشَاءُ. — ١ تي ٤:١٥.
١١، ١٢ كَيْفَ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ لِيَصُوغَ كُلًّا مِنَّا حَسَبَ حَاجَتِهِ؟ أَعْطِ مِثَالًا.
يَهْوَهُ لَيْسَ ٱلْمَلُومَ› وَ ‹اُخْدُمُوا يَهْوَهَ بِوَلَاءٍ› فِي عَدَدِ ١٥ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ١٩٩٢ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ».
١١ يَسْتَخْدِمُ يَهْوَهُ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ أَيْضًا لِيَصُوغَ كُلًّا مِنَّا حَسَبَ حَاجَتِهِ. لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ جِيمَ ٱلْمَذْكُورَ آنِفًا. فَقَدْ بَدَأَ مَوْقِفُهُ يَلِينُ عِنْدَمَا أَظْهَرَ لَهُ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ ٱهْتِمَامًا شَخْصِيًّا. يَذْكُرُ: «لَمْ يَلُمْنِي أَوْ يَنْتَقِدْنِي وَلَا مَرَّةً. بَلْ كَانَ إِيجَابِيًّا وَأَبْدَى رَغْبَةً صَادِقَةً فِي مُسَاعَدَتِي». وَبَعْدَ نَحْوِ ثَلَاثَةِ أَشْهُرٍ، دَعَاهُ ٱلشَّيْخُ إِلَى حُضُورِ أَحَدِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. فَرَحَّبَتْ بِهِ ٱلْجَمَاعَةُ تَرْحِيبًا حَارًّا. يُخْبِرُ جِيم: «كَانَتْ مَحَبَّتُهُمْ نُقْطَةَ ٱلتَّحَوُّلِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيَّ. فَصِرْتُ أُدْرِكُ أَنَّ مَشَاعِرِي لَيْسَتِ ٱلشَّيْءَ ٱلْأَهَمَّ. وَبِفَضْلِ ٱلدَّعْمِ ٱلَّذِي نِلْتُهُ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ، وَمِنْ زَوْجَتِي ٱلْعَزِيزَةِ ٱلَّتِي لَمْ تَضْعُفْ رُوحِيًّا قَطُّ، ٱسْتَعَدْتُ تَدْرِيجِيًّا صِحَّتِي ٱلرُّوحِيَّةَ. كَمَا شَجَّعَتْنِي كَثِيرًا ٱلْمَقَالَتَانِ ‹١٢ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، عُيِّنَ جِيم شَيْخًا مِنْ جَدِيدٍ. وَهُوَ مُنْذُ ذٰلِكَ ٱلْحِينِ يُسَاعِدُ غَيْرَهُ أَنْ يَتَعَافَوْا رُوحِيًّا إِذَا مَرُّوا بِمَشَاكِلَ مُمَاثِلَةٍ. يَقُولُ جِيم: «كُنْتُ عَلَى خَطَإٍ حِينَ ظَنَنْتُ أَنَّ عَلَاقَتِي بِيَهْوَهَ مَتِينَةٌ. وَأَنَا نَادِمٌ أَنِّي سَمَحْتُ لِلْكِبْرِيَاءِ بِأَنْ تُعْمِيَنِي عَنِ ٱلْأُمُورِ ٱلْأَكْثَرِ أَهَمِّيَّةً وَتَجْعَلَ أَخْطَاءَ ٱلْآخَرِينَ تُهَيْمِنُ عَلَى تَفْكِيرِي». — ١ كو ١٠:١٢.
١٣ كَيْفَ تَجْبُلُنَا خِدْمَةُ ٱلْحَقْلِ، وَبِأَيَّةِ فَوَائِدَ؟
١٣ وَكَيْفَ تَجْبُلُنَا خِدْمَةُ ٱلْحَقْلِ وَتُحَسِّنُ شَخْصِيَّتَنَا؟ تُسَاعِدُنَا ٱلْكِرَازَةُ بِٱلْبِشَارَةِ أَنْ نُنَمِّيَ ٱلتَّوَاضُعَ وَمُخْتَلِفَ أَوْجُهِ ثَمَرِ رُوحِ ٱللهِ. (غل ٥:) فَأَيَّةُ صِفَاتٍ جَيِّدَةٍ نَمَّيْتَهَا أَنْتَ بِفَضْلِ خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ؟ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، نَحْنُ نُزَيِّنُ رِسَالَتَنَا حِينَ نُعْرِبُ عَنِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، وَهٰذَا يَنْعَكِسُ عَلَى مَوْقِفِ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، أَصْغَى شَاهِدَانِ فِي أُوسْتْرَالِيَا بِٱحْتِرَامٍ إِلَى رَبَّةِ مَنْزِلٍ تَحَدَّثَتْ إِلَيْهِمَا بِمُنْتَهَى ٱلْفَظَاظَةِ. لٰكِنَّهَا نَدِمَتْ لَاحِقًا عَلَى تَصَرُّفِهَا، وَكَتَبَتْ رِسَالَةً إِلَى مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ قَالَتْ فِيهَا: «أَوَدُّ أَنْ أُقَدِّمَ ٱعْتِذَارِي إِلَيْهِمَا عَلَى تَصَرُّفِي ٱلْمُتَعَالِي جِدًّا. لَقَدْ تَعَامَلَا مَعِي بِكُلِّ صَبْرٍ وَتَوَاضُعٍ. وَكَانَ مِنَ ٱلْحَمَاقَةِ أَنْ أَقِفَ أَمَامَ شَخْصَيْنِ يَنْشُرَانِ كَلِمَةَ ٱللهِ وَأَصُدَّهُمَا بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ». فَهَلْ كَانَتْ هٰذِهِ ٱلسَّيِّدَةُ سَتَكْتُبُ ذٰلِكَ لَوْ بَدَتْ عَلَى ٱلنَّاشِرَيْنِ ذَرَّةٌ مِنَ ٱلْغَضَبِ؟ هٰذَا مُسْتَبْعَدٌ جِدًّا. فَهَلْ تَرَى كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلْخِدْمَةُ عَلَى تَحْسِينِ شَخْصِيَّتِنَا، وَتُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ أَيْضًا؟ ٢٢، ٢٣
تَعَاوَنْ مَعَ ٱللهِ فِيمَا تُرَبِّي أَوْلَادَكَ
١٤ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَفْعَلَ ٱلْوَالِدُونَ لِيَنْجَحُوا فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ؟
١٤ اَلْأَوْلَادُ ٱلصِّغَارُ عَادَةً مُتَوَاضِعُونَ وَمُتَلَهِّفُونَ إِلَى ٱلْمَعْرِفَةِ. (مت ١٨:١-٤) لِذَا يَسْعَى ٱلْوَالِدُونَ ٱلْحُكَمَاءُ لِيُسَاعِدُوا أَوْلَادَهُمْ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ وَيُحِبُّوهُ. (٢ تي ٣:١٤، ١٥) وَلٰكِنْ لِكَيْ يَنْجَحُوا فِي هٰذَا ٱلْمَسْعَى، عَلَيْهِمْ أَوَّلًا أَنْ يُحِبُّوا هُمْ أَنْفُسُهُمُ ٱلْحَقَّ وَيَعِيشُوهُ فِي حَيَاتِهِمْ. وَهٰذَا يُسَهِّلُ عَلَى أَوْلَادِهِمْ أَنْ يُحِبُّوا ٱلْحَقَّ، وَيُسَاعِدُهُمْ أَنْ يَفْهَمُوا أَنَّ ٱلتَّأْدِيبَ تَعْبِيرٌ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ مِنْ وَالِدِيهِمْ وَمِنْ يَهْوَهَ.
١٥، ١٦ كَيْفَ يُعْرِبُ ٱلْوَالِدُونَ عَنْ ثِقَتِهِمْ بِٱللهِ إِذَا فُصِلَ وَلَدُهُمْ؟
١٥ يَتَرَبَّى بَعْضُ ٱلْأَوْلَادِ عَلَى يَدِ وَالِدِينَ مَسِيحِيِّينَ، لٰكِنَّهُمْ يَتْرُكُونَ ٱلْحَقَّ فِي مَا بَعْدُ أَوْ يُفْصَلُونَ، وَهٰذَا يُحْزِنُ ٱلْعَائِلَةَ بِكَامِلِهَا. تَقُولُ أُخْتٌ مِنْ جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا: «عِنْدَمَا فُصِلَ أَخِي، ٱنْسَحَقَ قَلْبُنَا وَشَعَرْنَا كَمَا لَوْ أَنَّهُ مَاتَ». فَمَاذَا فَعَلَتْ هِيَ وَأَبَوَاهَا؟ لَقَدْ أَطَاعُوا إِرْشَادَ كَلِمَةِ ٱللهِ. (اقرأ ١ كورنثوس ٥:١١، ١٣.) يَقُولُ ٱلْأَبَوَانِ: «صَمَّمْنَا أَنْ نُطَبِّقَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، وَاثِقِينَ أَنَّ ٱتِّبَاعَ مَشُورَةِ ٱللهِ سَيُؤَدِّي إِلَى أَفْضَلِ ٱلنَّتَائِجِ. وَٱعْتَبَرْنَا ٱلْفَصْلَ تَأْدِيبًا مِنْ يَهْوَهَ، وَكُنَّا عَلَى يَقِينٍ أَنَّهُ يُقَوِّمُ بِٱعْتِدَالٍ وَأَنَّ ٱلتَّأْدِيبَ تَعْبِيرٌ عَنْ مَحَبَّتِهِ. فَحَصَرْنَا عَلَاقَتَنَا بِٱبْنِنَا فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلْعَائِلِيَّةِ ٱلضَّرُورِيَّةِ جِدًّا».
١٦ وَكَيْفَ شَعَرَ ٱلِٱبْنُ؟ قَالَ لَاحِقًا: «كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّ عَائِلَتِي لَا تَكْرَهُنِي، بَلْ تُطِيعُ يَهْوَهَ وَهَيْئَتَهُ». وَأَضَافَ: «حِينَ لَا تَجِدُ أَحَدًا تَلْجَأُ إِلَيْهِ سِوَى يَهْوَهَ طَلَبًا لِلْمُسَاعَدَةِ وَٱلْغُفْرَانِ، تُدْرِكُ كَمْ تَحْتَاجُ إِلَيْهِ». وَيَا لَلْفَرَحِ ٱلَّذِي غَمَرَ ٱلْعَائِلَةَ حِينَ أُعِيدَ هٰذَا ٱلشَّابُّ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ! فَعِنْدَمَا نُطِيعُ ٱللهَ فِي كُلِّ طُرُقِنَا، نَحْصُدُ أَفْضَلَ ٱلنَّتَائِجِ. — ام ٣:٥، ٦؛ ٢٨:٢٦.
١٧ لِمَ يَجِبُ أَنْ نُطِيعَ يَهْوَهَ دَائِمًا، وَأَيَّةُ فَوَائِدَ سَنَجْنِيهَا مِنْ ذٰلِكَ؟
١٧ تَنَبَّأَ ٱلنَّبِيُّ إِشَعْيَا أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلْمَسْبِيِّينَ سَيَتُوبُونَ وَيَقُولُونَ: «يَا يَهْوَهُ، أَنْتَ أَبُونَا. نَحْنُ ٱلطِّينُ وَأَنْتَ ٱلْخَزَّافُ، وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ». ثُمَّ يَلْتَمِسُونَ مِنْهُ قَائِلِينَ: «لَا تَذْكُرْ ذُنُوبَنَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. اُنْظُرْ! هَا نَحْنُ كُلُّنَا شَعْبُكَ». (اش ٦٤:٨، ٩) وَنَحْنُ أَيْضًا، إِذَا كُنَّا مُتَوَاضِعِينَ وَأَطَعْنَا يَهْوَهَ دَائِمًا، فَسَنَكُونُ ذَوِي قِيمَةٍ كَبِيرَةٍ فِي نَظَرِهِ كَٱلنَّبِيِّ دَانِيَالَ. وَسَيَظَلُّ يَصُوغُنَا بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ وَرُوحِهِ وَهَيْئَتِهِ، إِلَى أَنْ نُصْبِحَ يَوْمًا مَا «أَوْلَادَ ٱللهِ» ٱلْكَامِلِينَ. — رو ٨:٢١.