الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

لنقدِّر يهوه،‏ الخزاف العظيم

لنقدِّر يهوه،‏ الخزاف العظيم

‏«يَا يَهْوَهُ،‏ .‏ .‏ .‏ أَنْتَ ٱلْخَزَّافُ،‏ وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ».‏ —‏ اش ٦٤:‏٨‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٨٩،‏ ٢٦

١ لِمَاذَا يَهْوَهُ هُوَ ٱلْخَزَّافُ ٱلْأَعْظَمُ؟‏

فِي تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (‏نُوفَمْبِر)‏ ٢٠١٠،‏ عُرِضَتْ لِلْبَيْعِ فِي مَزَادٍ بِمَدِينَةِ لَنْدَنَ ٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ مَزْهَرِيَّةٌ مِنَ ٱلْخَزَفِ ٱلصِّينِيِّ تَعُودُ إِلَى ٱلْقَرْنِ ٱلـ‍ ١٨.‏ وَقَدْ وَصَلَ ٱلثَّمَنُ ٱلْمَعْرُوضُ لِشِرَائِهَا إِلَى ٧٠ مَلْيُونَ دُولَارٍ أَمِيرْكِيٍّ تَقْرِيبًا.‏ أَفَلَيْسَ مُدْهِشًا أَنْ يَصْنَعَ ٱلْخَزَّافُ تُحْفَةً جَمِيلَةً وَثَمِينَةً مِنْ مَادَّةٍ عَادِيَّةٍ وَرَخِيصَةٍ كَٱلطِّينِ؟‏!‏ وَلٰكِنْ،‏ مَا مِنْ خَزَّافٍ بَشَرِيٍّ يُمْكِنُ أَنْ يُقَارَنَ بِيَهْوَهَ.‏ فَفِي آخِرِ ٱلْيَوْمِ ٱلْخَلْقِيِّ ٱلسَّادِسِ،‏ خَلَقَ ٱللهُ ٱلرَّجُلَ ٱلْأَوَّلَ آدَمَ.‏ وَقَدْ جَبَلَهُ إِنْسَانًا كَامِلًا «مِنْ تُرَابِ ٱلْأَرْضِ»،‏ أَيْ مِنَ ٱلطِّينِ،‏ وَأَعْطَاهُ ٱلْمَقْدِرَةَ أَنْ يَعْكِسَ صِفَاتِهِ.‏ (‏تك ٢:‏٧‏)‏ لِذٰلِكَ دُعِيَ هٰذَا ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَامِلُ «ٱبْنَ ٱللهِ».‏ —‏ لو ٣:‏٣٨‏.‏

٢،‏ ٣ كَيْفَ نَتَبَنَّى مَوْقِفَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلتَّائِبِينَ؟‏

٢ غَيْرَ أَنَّ آدَمَ خَسِرَ هٰذِهِ ٱلْعَلَاقَةَ عِنْدَمَا تَمَرَّدَ عَلَى خَالِقِهِ.‏ وَلٰكِنْ عَلَى مَرِّ ٱلْعُصُورِ،‏ ٱخْتَارَتْ «سَحَابَةٌ عَظِيمَةٌ جِدًّا» مِنْ بَنِي آدَمَ تَأْيِيدَ سُلْطَانِ ٱللهِ.‏ (‏عب ١٢:‏١‏)‏ وَبِإِطَاعَةِ خَالِقِهِمْ بِتَوَاضُعٍ،‏ أَظْهَرُوا أَنَّهُمُ ٱخْتَارُوهُ هُوَ،‏ لَا ٱلشَّيْطَانَ،‏ أَبًا لَهُمْ وَخَزَّافًا.‏ (‏يو ٨:‏٤٤‏)‏ وَيُذَكِّرُنَا وَلَاؤُهُمْ لِلهِ بِمَا قَالَهُ إِشَعْيَا عَنْ لِسَانِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلتَّائِبِينَ:‏ «يَا يَهْوَهُ،‏ أَنْتَ أَبُونَا.‏ نَحْنُ ٱلطِّينُ وَأَنْتَ ٱلْخَزَّافُ،‏ وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ».‏ —‏ اش ٦٤:‏٨‏.‏

٣ وَكَأُولٰئِكَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ،‏ يَسْعَى ٱلْعُبَّادُ ٱلْحَقِيقِيُّونَ ٱلْيَوْمَ بِجِدٍّ لِيَكُونُوا مُتَوَاضِعِينَ وَطَائِعِينَ.‏ فَيُشَرِّفُهُمْ أَنْ يَدْعُوا يَهْوَهَ أَبَاهُمْ وَيَخْضَعُوا لَهُ بِصِفَتِهِ ٱلْخَزَّافَ ٱلْعَظِيمَ.‏ فَهَلْ تَعْتَبِرُ نَفْسَكَ عَجِينَةً طَيِّعَةً بَيْنَ يَدَيِ ٱللهِ،‏ وَتَقْبَلُ أَنْ يَجْبُلَكَ وَيَصُوغَكَ إِنَاءً كَرِيمًا فِي نَظَرِهِ؟‏ وَهَلْ تَعْتَبِرُ إِخْوَتَكَ وَأَخَوَاتِكَ أَيْضًا آنِيَةً غَيْرَ مُكْتَمِلَةٍ يَجْبُلُهَا ٱللهُ ٱلْآنَ؟‏ لِمُسَاعَدَتِنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ،‏ سَنَتَأَمَّلُ فِي ثَلَاثِ نَوَاحٍ يَشْمُلُهَا عَمَلُ يَهْوَهَ كَخَزَّافٍ:‏ (‏١)‏ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَخْتَارُ ٱلْآنِيَةَ ٱلَّتِي يَصُوغُهَا؟‏ (‏٢)‏ لِمَ يَصُوغُهَا؟‏ وَ (‏٣)‏ كَيْفَ يَفْعَلُ ذٰلِكَ؟‏

يَهْوَهُ يَخْتَارُ ٱلْآنِيَةَ ٱلَّتِي يَصُوغُهَا

٤ عَلَى أَيِّ أَسَاسٍ يَخْتَارُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ يَجْتَذِبُهُمْ إِلَيْهِ؟‏ أَعْطِ أَمْثِلَةً.‏

٤ لَا يَهْتَمُّ يَهْوَهُ بِٱلْمَظْهَرِ ٱلْخَارِجِيِّ حِينَ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْبَشَرِ.‏ بَلْ يَفْحَصُ بِٱلْأَحْرَى ٱلْقَلْبَ،‏ أَيِ ٱلْإِنْسَانَ ٱلدَّاخِلِيَّ.‏ ‏(‏اقرأ ١ صموئيل ١٦:‏٧ب‏.‏)‏ وَظَهَرَ ذٰلِكَ بِوُضُوحٍ عِنْدَمَا شَكَّلَ ٱلْجَمَاعَةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ.‏ فَقَدِ ٱجْتَذَبَ إِلَيْهِ وَإِلَى ٱبْنِهِ أَشْخَاصًا عَدِيدِينَ ٱعْتَبَرَهُمُ ٱلْبَعْضُ بِلَا قِيمَةٍ.‏ (‏يو ٦:‏٤٤‏)‏ وَأَحَدُ هٰؤُلَاءِ فَرِّيسِيٌّ ٱسْمُهُ شَاوُلُ،‏ كَانَ «مُجَدِّفًا وَمُضْطَهِدًا وَوَقِحًا».‏ (‏١ تي ١:‏١٣‏)‏ لٰكِنَّ «فَاحِصَ ٱلْقُلُوبِ» لَمْ يَعْتَبِرْهُ كُتْلَةَ طِينٍ بِلَا نَفْعٍ.‏ (‏ام ١٧:‏٣‏)‏ بَلْ رَأَى ٱلْإِمْكَانِيَّةَ أَنْ يَجْعَلَ مِنْهُ ‹إِنَاءً مُخْتَارًا› كَرِيمًا لِيُوصِلَ ٱلْبِشَارَةَ «إِلَى ٱلْأُمَمِ وَٱلْمُلُوكِ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ».‏ (‏اع ٩:‏١٥‏)‏ كَذٰلِكَ رَأَى ٱللهُ فِي أَشْخَاصٍ سِكِّيرِينَ وَعَاهِرِينَ وَسَارِقِينَ ٱلْإِمْكَانِيَّةَ أَنْ يُصْبِحُوا آنِيَةً «لِٱسْتِعْمَالٍ كَرِيمٍ».‏ (‏رو ٩:‏٢١؛‏ ١ كو ٦:‏٩-‏١١‏)‏ فَفِيمَا نَالُوا ٱلْمَعْرِفَةَ ٱلدَّقِيقَةَ مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ نَمَا إِيمَانُهُمْ بِهِ وَقَبِلُوا أَنْ يَصُوغَهُمْ.‏

٥،‏ ٦ كَيْفَ تَنْعَكِسُ ثِقَتُنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْخَزَّافُ ٱلْعَظِيمُ عَلَى مَوْقِفِنَا (‏أ)‏ مِنَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ؟‏ (‏ب)‏ مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا؟‏

٥ وَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِمَّا تَقَدَّمَ؟‏ إِذَا وَثِقْنَا أَنَّ يَهْوَهَ يَقْرَأُ ٱلْقُلُوبَ وَهُوَ مَنْ يَخْتَارُ ٱلَّذِينَ يَجْتَذِبُهُمْ،‏ فَلَنْ نَحْكُمَ عَلَى ٱلْآخَرِينَ،‏ لَا فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ وَلَا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ كَيْفَ كَانَ رَجُلٌ ٱسْمُهُ مَايْكِل يَتَصَرَّفُ حِينَ يَزُورُهُ شُهُودُ يَهْوَهَ.‏ يَتَذَكَّرُ:‏ «كُنْتُ أُغْلِقُ ٱلْبَابَ فِي وَجْهِهِمْ وَأَتَجَاهَلُهُمْ.‏ كُنْتُ فَظًّا بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ!‏ وَلٰكِنْ لَاحِقًا،‏ نَشَأَ وَضْعٌ مُخْتَلِفٌ.‏ فَقَدِ ٱلْتَقَيْتُ بِعَائِلَةٍ نَالَتْ إِعْجَابِي بِسَبَبِ سُلُوكِهَا ٱلْحَسَنِ.‏ وَكَمْ تَفَاجَأْتُ حِينَ عَلِمْتُ فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ أَنَّهُمْ مِنْ شُهُودِ يَهْوَهَ!‏ لٰكِنَّ سُلُوكَهُمْ دَفَعَنِي أَنْ أُعِيدَ ٱلنَّظَرَ فِي مَوْقِفِي.‏ وَسُرْعَانَ مَا أَدْرَكْتُ أَنَّ تَحَامُلِي أَسَاسُهُ ٱلْجَهْلُ وَٱلْإِشَاعَاتُ،‏ لَا ٱلْوَقَائِعُ».‏ وَلِمَعْرِفَةِ ٱلْحَقِيقَةِ،‏ قَبِلَ مَايْكِل دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَبَعْدَ فَتْرَةٍ،‏ ٱعْتَمَدَ ثُمَّ ٱنْضَمَّ إِلَى صُفُوفِ ٱلْخُدَّامِ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ.‏

٦ وَٱعْتِرَافُنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْخَزَّافُ ٱلْعَظِيمُ يَنْعَكِسُ أَيْضًا عَلَى مَوْقِفِنَا مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا.‏ فَنَرَاهُمْ كَمَا يَرَاهُمُ ٱللهُ:‏ آنِيَةً غَيْرَ مُكْتَمِلَةٍ بَيْنَ يَدَيْ جَابِلِهَا.‏ فَهُوَ يَرَى صِفَاتِهِمِ ٱلدَّاخِلِيَّةَ،‏ وَكَيْفَ سَيُصْبِحُونَ بَعْدَ أَنْ يَجْبُلَهُمْ بِيَدَيْهِ ٱلْمَاهِرَتَيْنِ.‏ لِذٰلِكَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ بِإِيجَابِيَّةٍ،‏ وَلَا يُرَكِّزُ عَلَى نَقَائِصِهِمِ ٱلْحَالِيَّةِ.‏ (‏مز ١٣٠:‏٣‏)‏ وَتَمَثُّلًا بِيَهْوَهَ،‏ نَنْظُرُ إِلَى إِخْوَانِنَا نَظْرَةً إِيجَابِيَّةً.‏ وَفِي ٱلْوَاقِعِ،‏ فِي وِسْعِنَا أَنْ نَتَعَاوَنَ مَعَ ٱلْخَزَّافِ ٱلْعَظِيمِ حِينَ نُسَاعِدُهُمْ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا.‏ ‏(‏١ تس ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَعَلَى ٱلشُّيُوخِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يَأْخُذُوا ٱلْقِيَادَةَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.‏ —‏ اف ٤:‏٨،‏ ١١-‏١٣‏.‏

لِمَ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ؟‏

٧ لِمَاذَا تُقَدِّرُ تَأْدِيبَ يَهْوَهَ؟‏

٧ هَلْ سَمِعْتَ أَحَدًا يَقُولُ:‏ ‹لَمْ أُقَدِّرْ كَامِلًا قِيمَةَ ٱلتَّأْدِيبِ ٱلَّذِي تَلَقَّيْتُهُ مِنْ وَالِدَيَّ حَتَّى صِرْتُ أَبًا أَوْ أُمًّا›؟‏ فَفِيمَا نَكْتَسِبُ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْخِبْرَةِ فِي ٱلْحَيَاةِ،‏ نَرَى ٱلتَّأْدِيبَ بِمِنْظَارٍ مُخْتَلِفٍ،‏ فَنَعْتَبِرُهُ تَعْبِيرًا عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ١٢:‏٥،‏ ٦،‏ ١١‏.‏)‏ وَيَهْوَهُ يُحِبُّنَا كَأَوْلَادٍ لَهُ،‏ لِذٰلِكَ يُؤَدِّبُنَا وَيَصُوغُنَا بِصَبْرٍ.‏ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَكُونَ حُكَمَاءَ وَسُعَدَاءَ،‏ وَأَنْ نُبَادِلَهُ ٱلْمَحَبَّةَ.‏ (‏ام ٢٣:‏١٥‏)‏ وَلَا يُحِبُّ أَنْ نَتَأَلَّمَ نَتِيجَةَ ٱتِّبَاعِنَا مَسْلَكًا خَاطِئًا،‏ أَوْ أَنْ نُعَانِيَ مَصِيرَ «أَوْلَادِ ٱلسُّخْطِ» نَتِيجَةَ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْمَوْرُوثَةِ مِنْ آدَمَ.‏ —‏ اف ٢:‏٢،‏ ٣‏.‏

٨،‏ ٩ بِأَيَّةِ وَسِيلَةٍ يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ،‏ وَكَيْفَ سَيَسْتَمِرُّ فِي تَعْلِيمِنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏

٨ حِينَ كُنَّا «أَوْلَادَ ٱلسُّخْطِ»،‏ أَعْرَبْنَا عَنْ صِفَاتٍ عَدِيدَةٍ لَا تُرْضِي ٱللهَ،‏ وَأَحْيَانًا عَنْ صِفَاتٍ وَحْشِيَّةٍ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ جَبَلَنَا،‏ فَتَغَيَّرْنَا وَأَصْبَحْنَا أَشْبَهَ بِٱلْخِرَافِ.‏ (‏اش ١١:‏٦-‏٨؛‏ كو ٣:‏٩،‏ ١٠‏)‏ وَيُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ ٱلْبِيئَةَ ٱلَّتِي يَجْبُلُنَا فِيهَا يَهْوَهُ هِيَ فِرْدَوْسٌ رُوحِيٌّ تَتَشَكَّلُ مَعَالِمُهُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ.‏ وَفِيهِ نُحِسُّ بِٱلْأَمْنِ وَٱلطُّمَأْنِينَةِ،‏ رَغْمَ أَنَّنَا مُحَاطُونَ بِعَالَمٍ شِرِّيرٍ.‏ كَمَا نَشْعُرُ بِٱلْمَحَبَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ حَتَّى لَوْ تَرَبَّيْنَا فِي عَائِلَاتٍ خَالِيَةٍ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ (‏يو ١٣:‏٣٥‏)‏ وَنَحْنُ نَتَعَلَّمُ أَيْضًا أَنْ نُظْهِرَ ٱلْمَحَبَّةَ لِلْآخَرِينَ.‏ وَٱلْأَهَمُّ هُوَ أَنَّنَا نَتَعَلَّمُ عَنْ يَهْوَهَ وَنَنْعَمُ بِمَحَبَّتِهِ ٱلْأَبَوِيَّةِ.‏ —‏ يع ٤:‏٨‏.‏

٩ وَفِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ سَنَنْعَمُ بِبَرَكَاتِ ٱلْفِرْدَوْسِ ٱلرُّوحِيِّ إِلَى ٱلْحَدِّ ٱلْكَامِلِ.‏ كَمَا أَنَّنَا سَنَعِيشُ فِي فِرْدَوْسٍ حَرْفِيٍّ تَحْتَ حُكْمِ مَلَكُوتِ ٱللهِ.‏ وَلٰكِنْ حَتَّى فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ سَيَسْتَمِرُّ يَهْوَهُ فِي صَوْغِنَا وَتَعْلِيمِنَا إِلَى حَدٍّ يَفُوقُ ٱلْوَصْفَ.‏ (‏اش ١١:‏٩‏)‏ كَمَا أَنَّهُ سَيَجْعَلُ عُقُولَنَا وَأَجْسَادَنَا كَامِلَةً،‏ كَيْ نَسْتَوْعِبَ تَعَالِيمَهُ وَنُطِيعَ إِرْشَادَاتِهِ بِدِقَّةٍ.‏ فَلْنَقْبَلْ دَائِمًا أَنْ يَصُوغَنَا يَهْوَهُ،‏ مُظْهِرِينَ بِٱلتَّالِي أَنَّنَا نَعْتَبِرُ ذٰلِكَ تَعْبِيرًا عَنْ مَحَبَّتِهِ لَنَا.‏ —‏ ام ٣:‏١١،‏ ١٢‏.‏

كَيْفَ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ؟‏

١٠ كَيْفَ عَكَسَ يَسُوعُ صَبْرَ وَبَرَاعَةَ ٱلْخَزَّافِ ٱلْعَظِيمِ؟‏

١٠ مِثْلَ ٱلْخَزَّافِ ٱلْبَارِعِ،‏ يَعْرِفُ يَهْوَهُ نَوْعِيَّةَ «ٱلطِّينِ» ٱلَّذِي أَمَامَهُ،‏ وَيَصُوغُهُ عَلَى هٰذَا ٱلْأَسَاسِ.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ١٠٣:‏١٠-‏١٤‏.‏)‏ فَهُوَ يَتَعَامَلُ مَعَنَا إِفْرَادِيًّا،‏ آخِذًا فِي ٱلِٱعْتِبَارِ ضَعَفَاتِنَا وَحُدُودَنَا وَمَدَى ٱلتَّقَدُّمِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي أَحْرَزْنَاهُ.‏ وَمَوْقِفُ يَهْوَهَ مِنْ خُدَّامِهِ ٱلنَّاقِصِينَ جَسَّدَهُ ٱبْنُهُ يَسُوعُ فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ رُسُلِهِ.‏ فَأَحْيَانًا تَجَادَلَ ٱلرُّسُلُ حَوْلَ مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ.‏ تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَرَاهُمْ يَتَشَاجَرُونَ أَمَامَ عَيْنَيْكَ.‏ فَمَاذَا تَقُولُ عَنْهُمْ؟‏ قَدْ لَا تَعْتَبِرُهُمْ «عَجِينَةً» طَرِيَّةً وَطَيِّعَةً.‏ لٰكِنَّ يَسُوعَ لَمْ يَنْظُرْ إِلَيْهِمْ نَظْرَةً سَلْبِيَّةً.‏ فَقَدْ عَرَفَ أَنَّ رُسُلَهُ ٱلْأُمَنَاءَ يُمْكِنُ أَنْ يَتَغَيَّرُوا إِذَا ٱسْتَمَعُوا إِلَى مَشُورَتِهِ ٱلْمُقَدَّمَةِ بِلُطْفٍ وَصَبْرٍ،‏ وَإِذَا ٱتَّبَعُوا مِثَالَهُ فِي ٱلتَّوَاضُعِ.‏ (‏مر ٩:‏٣٣-‏٣٧؛‏ ١٠:‏٣٧،‏ ٤١-‏٤٥؛‏ لو ٢٢:‏٢٤-‏٢٧‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ،‏ بَعْدَ قِيَامَةِ يَسُوعَ وَسَكْبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ،‏ لَمْ يَعُدْ تَرْكِيزُ ٱلرُّسُلِ عَلَى ٱلْمَرْكَزِ أَوِ ٱلْجَاهِ،‏ بَلْ عَلَى ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِمْ.‏ —‏ اع ٥:‏٤٢‏.‏

١١ كَيْفَ أَثْبَتَ دَاوُدُ أَنَّهُ كَٱلْعَجِينَةِ ٱلطَّرِيَّةِ،‏ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِمِثَالِهِ؟‏

١١ وَٱلْيَوْمَ،‏ يَصُوغُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ بِصُورَةٍ رَئِيسِيَّةٍ بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ،‏ رُوحِهِ ٱلْقُدُسِ،‏ وَٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ فَكَلِمَةُ ٱللهِ يُمْكِنُ أَنْ تَصُوغَنَا حِينَ نَقْرَأُهَا وَنَتَأَمَّلُ فِيهَا وَنَسْأَلُ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَنَا عَلَى تَطْبِيقِهَا.‏ كَتَبَ دَاوُدُ:‏ «أَذْكُرُكَ عَلَى مَضْجَعِي،‏ فِي هُزُعِ ٱللَّيْلِ أَتَأَمَّلُ فِيكَ».‏ (‏مز ٦٣:‏٦‏)‏ وَكَتَبَ أَيْضًا:‏ «أُبَارِكُ يَهْوَهَ ٱلَّذِي نَصَحَنِي.‏ أَيْضًا فِي ٱللَّيَالِي تُقَوِّمُنِي كُلْيَتَايَ».‏ (‏مز ١٦:‏٧‏)‏ فَقَدْ سَمَحَ دَاوُدُ لِلْمَشُورَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ بِأَنْ تَتَغَلْغَلَ فِي كُلْيَتَيْهِ،‏ أَيْ فِي أَعْمَاقِ ذَاتِهِ،‏ وَتَصُوغَ أَفْكَارَهُ وَمَشَاعِرَهُ،‏ حَتَّى حِينَ تَلَقَّى مَشُورَةً قَوِيَّةً.‏ (‏٢ صم ١٢:‏١-‏١٣‏)‏ فَمَا أَرْوَعَ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ فِي ٱلتَّوَاضُعِ وَٱلطَّاعَةِ!‏ فَهَلْ تَتَأَمَّلُ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ سَامِحًا لَهَا بِأَنْ تَنْغَرِسَ فِي أَعْمَاقِكَ؟‏ وَهَلْ فِي وِسْعِكَ أَنْ تَتَحَسَّنَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ؟‏ —‏ مز ١:‏٢،‏ ٣‏.‏

١٢،‏ ١٣ كَيْفَ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ وَٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏

١٢ مِنْ جِهَةٍ ثَانِيَةٍ،‏ يُمْكِنُ لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ أَنْ يَصُوغَنَا بِأَكْثَرَ مِنْ طَرِيقَةٍ.‏ فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَلْبَسَ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْمَسِيحِيَّةَ وَنُنَمِّيَ ثَمَرَ ٱلرُّوحِ بِأَوْجُهِهِ ٱلْمُخْتَلِفَةِ.‏ (‏غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ وَٱلْمَحَبَّةُ هِيَ أَحَدُ هٰذِهِ ٱلْأَوْجُهِ.‏ فَنَحْنُ نُحِبُّ ٱللهَ وَنَرْغَبُ فِي أَنْ نُطِيعَهُ وَنَكُونَ «عَجِينَةً» طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْهِ،‏ عَالِمِينَ أَنَّ وَصَايَاهُ لَا تُشَكِّلُ عِبْئًا.‏ كَمَا أَنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ يُقَوِّينَا لِئَلَّا نَسْمَحَ لِلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ بِأَنْ يَصُوغَنَا فِي قَالَبِهِ.‏ (‏اف ٢:‏٢‏)‏ لِنَأْخُذْ مَثَلًا ٱلرَّسُولَ بُولُسَ.‏ فَقَدْ تَأَثَّرَ كَثِيرًا فِي شَبَابِهِ بِرُوحِ ٱلْكِبْرِيَاءِ ٱلسَّائِدَةِ بَيْنَ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودِ.‏ لٰكِنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ سَاعَدَهُ أَنْ يَتَغَيَّرَ.‏ كَتَبَ لَاحِقًا:‏ «إِنِّي أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ بِذَاكَ ٱلَّذِي يَمْنَحُنِي ٱلْقُوَّةَ».‏ (‏في ٤:‏١٣‏)‏ فَلْنَقْتَدِ بِهِ وَنَسْتَمِرَّ فِي طَلَبِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ وَيَهْوَهُ لَنْ يَتَجَاهَلَ صَلَوَاتِنَا ٱلْمُخْلِصَةَ.‏ —‏ مز ١٠:‏١٧‏.‏

يَصُوغُنَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ وَلٰكِنْ عَلَيْنَا أَنْ نَقُومَ بِدَوْرِنَا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٢،‏ ١٣.‏)‏

١٣ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ أَيْضًا عَلَى صَعِيدٍ شَخْصِيٍّ بِوَاسِطَةِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَٱلنُّظَّارِ.‏ فَإِذَا لَاحَظَ ٱلشُّيُوخُ أَنَّ لَدَيْنَا ضُعْفًا مَا،‏ يُحَاوِلُونَ مُسَاعَدَتَنَا.‏ لٰكِنَّهُمْ لَا يَعْتَمِدُونَ عَلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ (‏غل ٦:‏١‏)‏ بَلْ يُصَلُّونَ إِلَى ٱللهِ بِتَوَاضُعٍ طَلَبًا لِلْبَصِيرَةِ وَٱلْحِكْمَةِ.‏ ثُمَّ يُجْرُونَ بَحْثًا فِي كَلِمَتِهِ وَفِي مَطْبُوعَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ لِيَجِدُوا مَعْلُومَاتٍ تُفِيدُنَا.‏ لِذٰلِكَ،‏ إِذَا ٱقْتَرَبَ إِلَيْكَ ٱلشُّيُوخُ بِلُطْفٍ وَمَحَبَّةٍ،‏ لِيَنْصَحُوكَ بِخُصُوصِ لِبَاسِكَ مَثَلًا،‏ فَتَذَكَّرْ أَنَّ نَصِيحَتَهُمْ تَعْبِيرٌ عَنْ مَحَبَّةِ ٱللهِ لَكَ.‏ فَٱقْبَلْهَا وَطَبِّقْهَا لِتَسْتَفِيدَ وَتَكُونَ «عَجِينَةً» طَرِيَّةً بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ.‏

١٤ مَعَ أَنَّ ٱلْخَزَّافَ لَهُ سُلْطَةٌ عَلَى ٱلطِّينِ،‏ كَيْفَ يَحْتَرِمُ يَهْوَهُ إِرَادَتَنَا ٱلْحُرَّةَ؟‏

١٤ إِنَّ فَهْمَ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يَصُوغُنَا يَهْوَهُ بِهَا يُحَسِّنُ عَلَاقَتَنَا بِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَمَوْقِفَنَا مِنَ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ نَدْرُسُ مَعَهُمْ.‏ فَٱلْخَزَّافُ لَا يَأْخُذُ كُتْلَةً مِنَ ٱلطِّينِ وَيَبْدَأُ مُبَاشَرَةً بِجَبْلِهَا.‏ بَلْ يُجَهِّزُهَا أَوَّلًا،‏ فَيُزِيلُ مِنْهَا ٱلْحِجَارَةَ وَٱلشَّوَائِبَ ٱلْأُخْرَى.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يُسَاعِدُ يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ يَصُوغُهُمْ أَنْ يُطَهِّرُوا حَيَاتَهُمْ،‏ إِذْ يَكْشِفُ لَهُمْ مَقَايِيسَهُ ٱلْبَارَّةَ.‏ لٰكِنَّهُ لَا يُجْبِرُهُمْ عَلَى إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ،‏ بَلْ يُرِيدُ أَنْ يَقُومُوا بِهَا عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ.‏ فَيَهْوَهُ لَا يَجْبُلُنَا إِلَّا إِذَا كُنَّا عَجِينَةً قَابِلَةً لِلْجَبْلِ.‏

١٥،‏ ١٦ كَيْفَ يُظْهِرُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَصُوغَهُمْ يَهْوَهُ؟‏ أَعْطِ مِثَالًا.‏

١٥ إِلَيْكَ مِثَالَ أُخْتٍ مِنْ أُوسْتْرَالِيَا ٱسْمُهَا تِسِّي.‏ تَرْوِي ٱلْأُخْتُ ٱلَّتِي دَرَسَتْ مَعَهَا:‏ «كَانَتْ تِسِّي تَتَقَبَّلُ حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِسُهُولَةٍ،‏ لٰكِنَّهَا لَمْ تُحْرِزْ أَيَّ تَقَدُّمٍ مَلْحُوظٍ،‏ حَتَّى إِنَّهَا لَمْ تَحْضُرِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ.‏ لِذَا بَعْدَمَا فَكَّرْتُ مَلِيًّا فِي ٱلْمَسْأَلَةِ وَصَلَّيْتُ بِشَأْنِهَا،‏ قَرَّرْتُ أَنْ أَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلدَّرْسِ مَعَهَا.‏ عِنْدَئِذٍ حَدَثَتْ مُفَاجَأَةٌ.‏ فَأَثْنَاءَ عَقْدِ ٱلدَّرْسِ،‏ وَكُنْتُ أَنْوِي أَنْ تَكُونَ ٱلْمَرَّةَ ٱلْأَخِيرَةَ،‏ فَتَحَتْ لِي قَلْبَهَا.‏ فَأَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا تَعْتَبِرُ نَفْسَهَا مُرَائِيَةً لِأَنَّهَا تُحِبُّ ٱلْمُقَامَرَةَ،‏ لٰكِنَّهَا قَرَّرَتْ أَنْ تُقْلِعَ عَنْ هٰذِهِ ٱلْعَادَةِ».‏

١٦ وَسُرْعَانَ مَا بَدَأَتْ تِسِّي تَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَتُعْرِبُ عَنِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ رَغْمَ ٱلِٱسْتِهْزَاءِ ٱلَّذِي وَاجَهَتْهُ مِنْ رَفِيقَاتِهَا ٱلسَّابِقَاتِ.‏ وَبَعْدَ فَتْرَةٍ،‏ ٱعْتَمَدَتْ وَأَصْبَحَتْ فَاتِحَةً عَادِيَّةً،‏ مَعَ أَنَّ أَوْلَادَهَا كَانُوا صِغَارًا.‏ فَعِنْدَمَا يَبْدَأُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِتَطْهِيرِ حَيَاتِهِمْ بِهَدَفِ إِرْضَاءِ ٱللهِ،‏ يَقْتَرِبُ إِلَيْهِمْ وَيَصُوغُهُمْ آنِيَةً كَرِيمَةً.‏

١٧ ‏(‏أ)‏ لِمَ تَرْغَبُ أَنْ يَصُوغَكَ يَهْوَهُ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

١٧ لَا يَزَالُ بَعْضُ ٱلْخَزَّافِينَ حَتَّى يَوْمِنَا يَصُوغُونَ ٱلطِّينَ بِعِنَايَةٍ بِأَيْدِيهِمْ وَيَصْنَعُونَ مِنْهُ آنِيَةً جَمِيلَةً.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ إِفْرَادِيًّا،‏ إِذْ يُقَدِّمُ لَنَا ٱلنُّصْحَ بِصَبْرٍ وَيُرَاقِبُ رَدَّةَ فِعْلِنَا.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٣٢:‏٨‏.‏)‏ فَهَلْ تَشْعُرُ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِكَ شَخْصِيًّا،‏ وَتَرَى كَيْفَ يَصُوغُكَ بِعِنَايَةٍ؟‏ أَيَّةُ صِفَاتٍ سَتُسَاعِدُكَ أَنْ تَبْقَى عَجِينَةً طَرِيَّةً وَطَيِّعَةً بَيْنَ يَدَيْهِ؟‏ أَيَّةُ مُيُولٍ عَلَيْكَ أَنْ تَتَجَنَّبَهَا لِئَلَّا تَتَصَلَّبَ وَتَتَقَسَّى؟‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُ لِلْوَالِدِينَ أَنْ يَتَعَاوَنُوا مَعَ يَهْوَهَ فِي صَوْغِ أَوْلَادِهِمْ؟‏ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ.‏