الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

درِّب ضميرك بحسب شرائع الله ومبادئه

درِّب ضميرك بحسب شرائع الله ومبادئه

‏«مُذَكِّرَاتُكَ هِيَ شَاغِلِي».‏ —‏ مز ١١٩:‏٩٩‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٦١،‏ ٦٩

١ مَا إِحْدَى مُمَيِّزَاتِ ٱلْإِنْسَانِ؟‏

مَيَّزَ يَهْوَهُ ٱلْإِنْسَانَ عَنْ بَاقِي ٱلْكَائِنَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَأَنْعَمَ عَلَيْهِ بِهِبَاتٍ كَثِيرَةٍ،‏ وَأَحَدُهَا هُوَ ٱلضَّمِيرُ.‏ وَكَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ تَمَتَّعَا بِهٰذِهِ ٱلْهِبَةِ؟‏ لِأَنَّهُمَا ٱخْتَبَآ حِينَ أَخْطَآ،‏ مِمَّا يَدُلُّ أَنَّ ضَمِيرَهُمَا أَنَّبَهُمَا.‏

٢ كَيْفَ يُشْبِهُ ٱلضَّمِيرُ ٱلْبُوصُلَةَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٢ وَٱلضَّمِيرُ هُوَ إِحْسَاسٌ دَاخِلِيٌّ بِٱلصَّحِّ وَٱلْخَطَإِ يُوَجِّهُنَا فِي حَيَاتِنَا.‏ وَلٰكِنْ إِذَا لَمْ يَكُنْ ضَمِيرُنَا مُدَرَّبًا،‏ يُشْبِهُ بُوصُلَةً مُعَطَّلَةً.‏ وَبُوصُلَةٌ كَهٰذِهِ تُضَلِّلُ ٱلْبَحَّارَ،‏ فَيَنْحَرِفُ بِسُهُولَةٍ عَنْ مَسَارِهِ بِسَبَبِ ٱلرِّيَاحِ وَٱلتَّيَّارَاتِ ٱلْبَحْرِيَّةِ.‏ أَمَّا حِينَ يَكُونُ ضَمِيرُنَا مُدَرَّبًا جَيِّدًا،‏ فَيَدُلُّنَا عَلَى ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلصَّحِيحِ.‏ وَعِنْدَئِذٍ يُشْبِهُ بُوصُلَةً دَقِيقَةً تُسَاعِدُ ٱلْبَحَّارَ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى مَسَارِهِ.‏

٣ مَاذَا يَحْدُثُ إِنْ لَمْ نُدَرِّبْ ضَمِيرَنَا؟‏

٣ بِنَاءً عَلَى ذٰلِكَ،‏ إِذَا لَمْ نُدَرِّبْ ضَمِيرَنَا جَيِّدًا،‏ فَلَنْ يُحَذِّرَنَا مِنِ ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطَإِ.‏ (‏١ تي ٤:‏١،‏ ٢‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ قَدْ يُقْنِعُنَا أَنَّ ‹ٱلشَّرَّ خَيْرٌ›.‏ (‏اش ٥:‏٢٠‏)‏ قَالَ يَسُوعُ لِأَتْبَاعِهِ:‏ «تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ حِينَ يَظُنُّ كُلُّ مَنْ يَقْتُلُكُمْ أَنَّهُ يُؤَدِّي لِلهِ خِدْمَةً مُقَدَّسَةً».‏ (‏يو ١٦:‏٢‏)‏ فَكِّرْ مَثَلًا فِي ٱلَّذِينَ قَتَلُوا إِسْتِفَانُوسَ وَفِي عَدِيدِينَ مِثْلِهِمْ.‏ (‏اع ٦:‏٨،‏ ١٢؛‏ ٧:‏٥٤-‏٦٠‏)‏ فَعَلَى مَرِّ ٱلتَّارِيخِ،‏ ٱرْتَكَبَ كَثِيرُونَ بِٱسْمِ ٱللهِ جَرَائِمَ بَشِعَةً،‏ مِثْلَ ٱلْقَتْلِ.‏ لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ يَكْسِرُونَ شَرَائِعَهُ.‏ (‏خر ٢٠:‏١٣‏)‏ فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ضَمَائِرَهُمْ تُوَجِّهُهُمْ فِي ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلْخَاطِئِ.‏

٤ كَيْفَ نُدَرِّبُ ضَمِيرَنَا؟‏

٤ فَكَيْفَ نَحْرِصُ أَنْ يَعْمَلَ ضَمِيرُنَا جَيِّدًا؟‏ إِنَّ ٱلشَّرَائِعَ وَٱلْمَبَادِئَ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ «نَافِعَةٌ لِلتَّعْلِيمِ،‏ وَٱلتَّوْبِيخِ،‏ وَٱلتَّقْوِيمِ،‏ وَٱلتَّأْدِيبِ فِي ٱلْبِرِّ».‏ (‏٢ تي ٣:‏١٦‏)‏ لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَدْرُسَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِٱجْتِهَادٍ،‏ نَتَأَمَّلَ فِيهِ،‏ وَنُطَبِّقَهُ فِي حَيَاتِنَا.‏ فَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ نَتَعَلَّمُ أَنْ نُفَكِّرَ مِثْلَ يَهْوَهَ.‏ وَهٰكَذَا يُوَجِّهُنَا ضَمِيرُنَا فِي ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلصَّحِيحِ.‏ فَلْنَرَ إِذًا كَيْفَ تُسَاعِدُنَا شَرَائِعُ ٱللهِ وَمَبَادِئُهُ أَنْ نُدَرِّبَ ضَمِيرَنَا.‏

دَرِّبْ ضَمِيرَكَ بِحَسَبِ شَرَائِعِ ٱللهِ

٥،‏ ٦ كَيْفَ تُفِيدُنَا شَرَائِعُ ٱللهِ؟‏

٥ لِنَسْتَفِيدَ مِنْ شَرَائِعِ ٱللهِ،‏ لَا يَكْفِي أَنْ نَقْرَأَهَا أَوْ نَأْخُذَ فِكْرَةً عَامَّةً عَنْهَا.‏ بَلْ يَلْزَمُ أَنْ نُحِبَّهَا وَنُقَدِّرَهَا.‏ تَقُولُ كَلِمَةُ ٱللهِ:‏ «أَبْغِضُوا ٱلشَّرَّ وَأَحِبُّوا ٱلْخَيْرَ».‏ (‏عا ٥:‏١٥‏)‏ وَهٰذَا يَتَطَلَّبُ أَنْ نَتَبَنَّى فِكْرَ يَهْوَهَ.‏ لِلْإِيضَاحِ:‏ تَخَيَّلْ أَنَّكَ تُوَاجِهُ صُعُوبَةً فِي ٱلنَّوْمِ.‏ فَيَنْصَحُكَ طَبِيبُكَ أَنْ تَأْكُلَ طَعَامًا صِحِّيًّا وَتُمَارِسَ ٱلرِّيَاضَةَ وَتُغَيِّرَ بَعْضَ عَادَاتِكَ.‏ فَتُطَبِّقُ نَصِيحَتَهُ وَيَتَحَسَّنُ نَوْمُكَ.‏ أَفَلَا تُقَدِّرُ حِينَئِذٍ إِرْشَادَاتِهِ؟‏

٦ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ أَعْطَانَا يَهْوَهُ شَرَائِعَ تَحْمِينَا مِنْ عَوَاقِبِ ٱلْخَطِيَّةِ وَتُحَسِّنُ حَيَاتَنَا.‏ فَكِّرْ مَثَلًا كَمْ تُفِيدُنَا ٱلْوَصَايَا حَوْلَ ٱلْكَذِبِ،‏ ٱلْخِدَاعِ،‏ ٱلسَّرِقَةِ،‏ ٱلْعَهَارَةِ،‏ ٱلْعُنْفِ،‏ وَٱلْأَرْوَاحِيَّةِ.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ٦:‏١٦-‏١٩؛‏ رؤ ٢١:‏٨‏)‏ وَحِينَ نَلْمُسُ فَوَائِدَ إِطَاعَةِ يَهْوَهَ،‏ تَنْمُو مَحَبَّتُنَا وَتَقْدِيرُنَا لَهُ وَلِشَرَائِعِهِ.‏

٧ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا رِوَايَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

٧ وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ نَكْسِرَ شَرَائِعَ ٱللهِ وَنُعَانِيَ ٱلْعَوَاقِبَ كَيْ نُمَيِّزَ بَيْنَ ٱلصَّحِّ وَٱلْخَطَإِ.‏ فَيُمْكِنُنَا أَنْ نَتَعَلَّمَ مِنَ ٱلشَّخْصِيَّاتِ ٱلْمَذْكُورَةِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ وَهٰكَذَا لَا نُكَرِّرُ ٱلْأَخْطَاءَ ٱلَّتِي وَقَعُوا فِيهَا.‏ فَكَلِمَةُ يَهْوَهَ تَتَضَمَّنُ أَفْضَلَ ٱلْإِرْشَادَاتِ.‏ تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ١:‏٥‏:‏ «اَلْحَكِيمُ يَسْمَعُ فَيَزْدَادُ عِلْمًا».‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ فَكِّرْ كَمْ تَأَلَّمَ دَاوُدُ لِأَنَّهُ كَسَرَ وَصِيَّةَ يَهْوَهَ وَزَنَى مَعَ بَثْشَبَعَ.‏ (‏٢ صم ١٢:‏٧-‏١٤‏)‏ وَٱسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹كَيْفَ كَانَ لَهُ أَنْ يَتَجَنَّبَ هٰذَا ٱلْأَلَمَ؟‏ وَكَيْفَ أَتَصَرَّفُ أَنَا إِذَا وَاجَهْتُ إِغْرَاءً مُشَابِهًا؟‏ هَلْ أَسْتَسْلِمُ مِثْلَ دَاوُدَ أَمْ أَهْرُبُ مِثْلَ يُوسُفَ؟‏›.‏ (‏تك ٣٩:‏١١-‏١٥‏)‏ فَكُلَّمَا تَأَمَّلْنَا فِي عَوَاقِبِ ٱلْخَطِيَّةِ،‏ قَوِيَ تَصْمِيمُنَا أَنْ ‹نُبْغِضَ ٱلشَّرَّ›.‏

٨،‏ ٩ ‏(‏أ)‏ مَا دَوْرُ ضَمِيرِنَا ٱلْمُدَرَّبِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُؤَثِّرُ ٱلْمَبَادِئُ عَلَى ضَمِيرِنَا؟‏

٨ طَبْعًا،‏ نَحْنُ نَبْتَعِدُ عَنْ كُلِّ مَا يَكْرَهُهُ يَهْوَهُ.‏ وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ وَاجَهْنَا حَالَةً لَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ وَصِيَّةً مُحَدَّدَةً بِشَأْنِهَا؟‏ كَيْفَ نَعْرِفُ مَاذَا يُرْضِي ٱللهَ؟‏ هُنَا يَأْتِي دَوْرُ ٱلضَّمِيرِ ٱلْمُدَرَّبِ بِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏

٩ فَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّنَا،‏ أَعْطَانَا مَبَادِئَ تُوَجِّهُ ضَمِيرَنَا.‏ قَالَ:‏ «أَنَا يَهْوَهَ إِلٰهُكَ،‏ مُعَلِّمُكَ لِتَنْتَفِعَ،‏ وَأُمَشِّيكَ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ تَسْلُكَ فِيهِ».‏ (‏اش ٤٨:‏١٧،‏ ١٨‏)‏ فَحِينَ نَتَأَمَّلُ فِي مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَنُدْخِلُهَا إِلَى قَلْبِنَا،‏ نُقَوِّمُ ضَمِيرَنَا وَنُوَجِّهُهُ فِي ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلصَّحِيحِ.‏ وَهٰكَذَا نَأْخُذُ قَرَارَاتٍ حَكِيمَةً.‏

دَرِّبْ ضَمِيرَكَ بِحَسَبِ مَبَادِئِ ٱللهِ

١٠ مَا هِيَ ٱلْمَبَادِئُ،‏ وَكَيْفَ ٱسْتَعْمَلَهَا يَسُوعُ؟‏

١٠ اَلْمَبَادِئُ هِيَ حَقَائِقُ أَوْ قَوَاعِدُ أَسَاسِيَّةٌ يَسْتَنِدُ إِلَيْهَا ٱلشَّخْصُ فِي تَفْكِيرِهِ وَأَعْمَالِهِ.‏ وَمَبَادِئُ يَهْوَهَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْهَمَ كَيْفَ يُفَكِّرُ وَلِمَ وَضَعَ شَرَائِعَ مُعَيَّنَةً.‏ وَقَدِ ٱسْتَعْمَلَ يَسُوعُ ٱلْمَبَادِئَ لِيُعَلِّمَ تَلَامِيذَهُ عَوَاقِبَ بَعْضِ ٱلتَّصَرُّفَاتِ وَٱلْمَوَاقِفِ.‏ فَأَوْضَحَ مَثَلًا أَنَّ ٱلْغَضَبَ يُنْتِجُ ٱلْعُنْفَ،‏ وَأَنَّ ٱلشَّهْوَةَ تُؤَدِّي إِلَى ٱلزِّنَى.‏ (‏مت ٥:‏٢١،‏ ٢٢،‏ ٢٧،‏ ٢٨‏)‏ وَلِكَيْ نُدَرِّبَ ضَمِيرَنَا جَيِّدًا،‏ يَجِبُ أَنْ نَدَعَ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تُوَجِّهُنَا.‏ وَبِٱلنَّتِيجَةِ،‏ نَأْخُذُ قَرَارَاتٍ تُمَجِّدُ يَهْوَهَ.‏ —‏ ١ كو ١٠:‏٣١‏.‏

اَلْمَسِيحِيُّ ٱلنَّاضِجُ يَحْتَرِمُ ضَمَائِرَ ٱلْآخَرِينَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١١،‏ ١٢.‏)‏

١١ كَيْفَ تَخْتَلِفُ ضَمَائِرُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏

١١ مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يَتَوَصَّلَ مَسِيحِيَّانِ إِلَى ٱسْتِنْتَاجَيْنِ مُعَاكِسَيْنِ فِي بَعْضِ ٱلْمَسَائِلِ،‏ حَتَّى لَوْ دَرَّبَا ضَمِيرَهُمَا بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ إِلَيْكَ مَثَلًا مَسْأَلَةَ شُرْبِ ٱلْكُحُولِ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ لَا يَدِينُ شُرْبَ ٱلْكُحُولِ بِٱعْتِدَالٍ،‏ بَلِ ٱلسُّكْرَ وَٱلْإِسْرَافَ فِي ٱلشُّرْبِ.‏ (‏ام ٢٠:‏١؛‏ ١ تي ٣:‏٨‏)‏ وَلٰكِنْ هُنَاكَ عَوَامِلُ أُخْرَى يَجِبُ أَنْ يُفَكِّرَ فِيهَا ٱلْمَسِيحِيُّ.‏ فَحَتَّى لَوْ سَمَحَ لَهُ ضَمِيرُهُ أَنْ يَشْرَبَ،‏ عَلَيْهِ أَنْ يُفَكِّرَ أَيْضًا فِي ضَمَائِرِ ٱلْآخَرِينَ.‏

١٢ كَيْفَ نَحْتَرِمُ ضَمَائِرَ ٱلْآخَرِينَ بِحَسَبِ رُومَا ١٤:‏٢١‏؟‏

١٢ أَوْضَحَ بُولُسُ أَهَمِّيَّةَ ٱحْتِرَامِ ضَمَائِرِ ٱلْآخَرِينَ.‏ قَالَ:‏ «حَسَنٌ أَلَّا تَأْكُلَ لَحْمًا وَلَا تَشْرَبَ خَمْرًا وَلَا تَفْعَلَ شَيْئًا يَعْثُرُ بِهِ أَخُوكَ».‏ (‏رو ١٤:‏٢١‏)‏ فَمَعَ أَنَّهُ يَحِقُّ لَنَا أَنْ نَشْرَبَ ٱلْكُحُولَ،‏ نَتَخَلَّى عَنْ حَقِّنَا هٰذَا إِذَا أَزْعَجَ ضَمِيرَ أَحَدِ إِخْوَتِنَا.‏ فَٱلْبَعْضُ أَدْمَنُوا عَلَى ٱلْكُحُولِ قَبْلَمَا تَعَرَّفُوا إِلَى ٱلْحَقِّ،‏ لِذَا قَرَّرُوا أَنْ يَمْتَنِعُوا عَنْهُ كُلِّيًّا.‏ وَنَحْنُ بِٱلتَّأْكِيدِ لَا نُرِيدُ أَنْ يَعُودُوا بِسَبَبِنَا إِلَى تِلْكَ ٱلْعَادَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ.‏ (‏١ كو ٦:‏٩،‏ ١٠‏)‏ فَإِذَا رَفَضَ أَحَدُ ضُيُوفِنَا شُرْبَ ٱلْكُحُولِ،‏ لَا نُلِحُّ عَلَيْهِ لِيَشْرَبَ.‏

١٣ كَيْفَ رَسَمَ تِيمُوثَاوُسُ ٱلْمِثَالَ فِي ٱحْتِرَامِ ضَمَائِرِ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٣ وَٱلشَّابُّ تِيمُوثَاوُسُ رَسَمَ ٱلْمِثَالَ فِي ٱحْتِرَامِ ضَمَائِرِ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَقَدْ وَافَقَ أَنْ يَخْتَتِنَ،‏ مَعَ أَنَّ هٰذَا ٱلْإِجْرَاءَ مُؤْلِمٌ.‏ فَتَمَثُّلًا بِبُولُسَ،‏ لَمْ يُرِدْ أَنْ يُعْثِرَ ٱلْيَهُودَ ٱلَّذِينَ سَيُبَشِّرُهُمْ.‏ (‏اع ١٦:‏٣؛‏ ١ كو ٩:‏١٩-‏٢٣‏)‏ فَمَاذَا عَنْكَ؟‏ هَلْ تَتَمَثَّلُ بِتِيمُوثَاوُسَ وَتُضَحِّي مِنْ أَجْلِ ٱلْآخَرِينَ؟‏

‏«تَقَدَّمْ إِلَى ٱلنُّضْجِ»‏

١٤،‏ ١٥ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ نَتَقَدَّمُ إِلَى ٱلنُّضْجِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُعَامِلُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلنَّاضِجُونَ ٱلْآخَرِينَ؟‏

١٤ عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ ‹نَتْرُكَ ٱلتَّعْلِيمَ ٱلْأَوَّلِيَّ عَنِ ٱلْمَسِيحِ› وَ ‹نَتَقَدَّمَ إِلَى ٱلنُّضْجِ›.‏ (‏عب ٦:‏١‏)‏ لٰكِنَّ هٰذَا لَا يَحْدُثُ تِلْقَائِيًّا،‏ بَلْ يَتَطَلَّبُ أَنْ «نَجِدَّ فِي ٱلتَّقَدُّمِ».‏ فَلِكَيْ نَصِيرَ مَسِيحِيِّينَ نَاضِجِينَ،‏ عَلَيْنَا أَنْ نَزِيدَ مَعْرِفَتَنَا وَفَهْمَنَا.‏ لِذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمِيًّا.‏ (‏مز ١:‏١-‏٣‏)‏ فَهَلْ هٰذَا هُوَ هَدَفُكَ؟‏ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ تَزِيدُ فَهْمَكَ لِشَرَائِعِ يَهْوَهَ وَمَبَادِئِهِ.‏

١٥ لِنَأْخُذْ مَثَلًا أَهَمَّ شَرِيعَةٍ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ شَرِيعَةَ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ قَالَ يَسُوعُ لِرُسُلِهِ:‏ «بِهٰذَا يَعْرِفُ ٱلْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تَلَامِيذِي،‏ إِنْ كَانَ لَكُمْ مَحَبَّةٌ بَعْضًا لِبَعْضٍ».‏ (‏يو ١٣:‏٣٥‏)‏ وَيَعْقُوبُ أَخُو يَسُوعَ وَصَفَ ٱلْمَحَبَّةَ بِأَنَّهَا «ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمَلَكِيَّةُ».‏ (‏يع ٢:‏٨‏)‏ كَمَا ذَكَرَ بُولُسُ أَنَّهَا «تَتْمِيمُ ٱلشَّرِيعَةِ».‏ (‏رو ١٣:‏١٠‏)‏ وَلَا يُفَاجِئُنَا هٰذَا ٱلتَّشْدِيدُ عَلَى ٱلْمَحَبَّةِ.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُخْبِرُنَا أَنَّ «ٱللهَ مَحَبَّةٌ».‏ (‏١ يو ٤:‏٨‏)‏ وَمَحَبَّتُهُ لَيْسَتْ مُجَرَّدَ شُعُورٍ،‏ بَلْ تَدْفَعُهُ إِلَى ٱلْعَمَلِ.‏ كَتَبَ يُوحَنَّا:‏ «بِهٰذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ ٱللهِ فِينَا،‏ أَنَّ ٱللهَ أَرْسَلَ ٱلِٱبْنَ،‏ مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ،‏ إِلَى ٱلْعَالَمِ لِنَحْيَا بِهِ».‏ (‏١ يو ٤:‏٩‏)‏ مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ،‏ نُبَرْهِنُ أَنَّنَا مَسِيحِيُّونَ نَاضِجُونَ عِنْدَمَا نُظْهِرُ ٱلْمَحَبَّةَ لِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ وَإِخْوَتِنَا وَٱلْبَشَرِ عُمُومًا.‏ —‏ مت ٢٢:‏٣٧-‏٣٩‏.‏

حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ يَصِيرُ ضَمِيرُنَا مُدَرَّبًا جَيِّدًا (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٦.‏)‏

١٦ لِمَ يَزْدَادُ تَقْدِيرُنَا لِلْمَبَادِئِ كُلَّمَا تَقَدَّمْنَا نَحْوَ ٱلنُّضْجِ؟‏ أَوْضِحْ.‏

١٦ وَكُلَّمَا ٱزْدَادَ نُضْجُنَا ٱلرُّوحِيُّ،‏ ٱزْدَادَ تَقْدِيرُنَا لِمَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ فَٱلشَّرَائِعُ تَنْطَبِقُ عَلَى حَالَاتٍ مُعَيَّنَةٍ.‏ أَمَّا ٱلْمَبَادِئُ فَأَكْثَرُ شُمُولِيَّةً.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ لَا يَفْهَمُ ٱلْوَلَدُ ٱلصَّغِيرُ خُطُورَةَ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ.‏ لِذَا يَحْتَاجُ إِلَى قَوَاعِدَ يَضَعُهَا لَهُ وَالِدَاهُ.‏ (‏١ كو ١٥:‏٣٣‏)‏ وَلٰكِنْ فِيمَا يَكْبَرُ،‏ يَتَعَلَّمُ أَنْ يُحَلِّلَ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيُقَرِّرَ عَلَى أَسَاسِهَا.‏ وَهٰذَا يُسَاعِدُهُ أَنْ يَخْتَارَ هُوَ بِنَفْسِهِ أَصْدِقَاءَ جَيِّدِينَ.‏ ‏(‏اقرأ ١ كورنثوس ١٣:‏١١؛‏ ١٤:‏٢٠‏.‏)‏ بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ،‏ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي مَبَادِئِ كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ يَصِيرُ ضَمِيرُنَا مُدَرَّبًا جَيِّدًا.‏ وَهٰكَذَا نَعْرِفُ مَاذَا يُرْضِي يَهْوَهَ فِي كُلِّ حَالَةٍ نُوَاجِهُهَا.‏

١٧ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَأْخُذَ قَرَارَاتٍ تُرْضِي يَهْوَهَ؟‏

١٧ وَلَدَيْنَا كُلُّ مَا يَلْزَمُ لِنَأْخُذَ قَرَارَاتٍ تُرْضِي يَهْوَهَ.‏ فَفِي كَلِمَتِهِ،‏ نَجِدُ شَرَائِعَ وَمَبَادِئَ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَصِيرَ ‹ذَوِي كَفَاءَةٍ تَامَّةٍ،‏ مُجَهَّزِينَ كَامِلًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ›.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فَلْنَبْحَثْ إِذًا عَنْ هٰذِهِ ٱلْمَبَادِئِ لِنَفْهَمَ «مَشِيئَةَ يَهْوَهَ».‏ (‏اف ٥:‏١٧‏)‏ وَفِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ،‏ يُفِيدُنَا فِهْرِسُ مَطْبُوعَاتِ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ دَلِيلُ ٱلْمَوَاضِيعِ فِي مَطْبُوعَاتِ شُهُودِ يَهْوَهَ،‏ مَكْتَبَةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ مَكْتَبَةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةُ‏،‏ وَتَطْبِيقُ مَكْتَبَةِ شُهُودِ يَهْوَهَ (‏JW Library‏)‏.‏ فَهٰذِهِ ٱلْأَدَوَاتُ مُصَمَّمَةٌ لِتُسَاعِدَنَا فِي ٱلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ.‏

دَرِّبْ ضَمِيرَكَ وَٱحْصُدِ ٱلْبَرَكَاتِ

١٨ أَيُّ بَرَكَاتٍ نَحْصُدُهَا بِفَضْلِ شَرَائِعِ يَهْوَهَ وَمَبَادِئِهِ؟‏

١٨ إِنَّ ٱلْعَيْشَ بِحَسَبِ شَرَائِعِ يَهْوَهَ وَمَبَادِئِهِ يَعُودُ عَلَيْنَا بِٱلْبَرَكَاتِ.‏ يَقُولُ ٱلْمَزْمُور ١١٩:‏٩٧-‏١٠٠‏:‏ «كَمْ أُحِبُّ شَرِيعَتَكَ!‏ اَلْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ شَاغِلِي.‏ وَصِيَّتُكَ تَجْعَلُنِي أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِي،‏ لِأَنَّهَا إِلَى ٱلدَّهْرِ لِي.‏ أَحْرَزْتُ بَصِيرَةً أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مُعَلِّمِيَّ،‏ لِأَنَّ مُذَكِّرَاتِكَ هِيَ شَاغِلِي.‏ بِفَهْمٍ أَكْثَرَ مِنَ ٱلشُّيُوخِ أَتَصَرَّفُ،‏ لِأَنِّي حَفِظْتُ أَوَامِرَكَ».‏ فَحِينَ نُخَصِّصُ ٱلْوَقْتَ لِنَتَأَمَّلَ فِي شَرَائِعِ يَهْوَهَ وَمَبَادِئِهِ،‏ نَزْدَادُ حِكْمَةً وَبَصِيرَةً وَفَهْمًا.‏ وَعِنْدَمَا نَبْذُلُ هٰذَا ٱلْجُهْدَ لِنُدَرِّبَ ضَمِيرَنَا،‏ نَبْلُغُ «قِيَاسَ قَامَةِ مِلْءِ ٱلْمَسِيحِ».‏ —‏ اف ٤:‏١٣‏.‏