كيف تحمي نفسك من فخ شيطاني خطير؟
بَيْنَمَا يُوشِكُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنْ يَعْبُرُوا نَهْرَ ٱلْأُرْدُنِّ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ، يَأْتِي إِلَيْهِمْ ضُيُوفٌ غَيْرُ مُتَوَقَّعِينَ: نِسَاءٌ أَجْنَبِيَّاتٌ يَدْعُونَ ٱلرِّجَالَ إِلَى وَلِيمَةٍ. لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى، تَبْدُو فُرْصَةً لَا تُعَوَّضُ لِلتَّعَرُّفِ بِأَصْدِقَاءَ جُدُدٍ، ٱلرَّقْصِ، وَأَكْلِ طَعَامٍ لَذِيذٍ. لِذٰلِكَ، مَعَ أَنَّ شَرِيعَةَ ٱللهِ تَخْتَلِفُ عَنْ عَادَاتِ هٰؤُلَاءِ ٱلنِّسَاءِ وَأَخْلَاقِهِنَّ، رُبَّمَا يَقُولُ بَعْضُ ٱلرِّجَالِ فِي أَنْفُسِهِمْ: ‹لَنْ نَدَعَ شَيْئًا يُؤَثِّرُ عَلَيْنَا، سَنَكُونُ مُنْتَبِهِينَ›.
عد ٢٥:١-٣.
وَلٰكِنْ مَاذَا حَدَثَ؟ «اِبْتَدَأَ ٱلشَّعْبُ يَفْسُقُونَ مَعَ بَنَاتِ مُوآبَ». حَتَّى إِنَّهُمْ سَجَدُوا لِآلِهَتِهِنَّ، تَمَامًا مِثْلَمَا أَرَادَتْ أُولٰئِكَ ٱلنِّسَاءُ. «فَٱحْتَدَمَ غَضَبُ يَهْوَهَ عَلَى إِسْرَائِيلَ». —لَقَدْ كَسَرَ أُولٰئِكَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ وَصِيَّتَيْنِ فِي ٱلشَّرِيعَةِ، إِذْ سَجَدُوا لِلْأَصْنَامِ وَٱرْتَكَبُوا ٱلْعَهَارَةَ. فَمَاتَ آلَافٌ مِنْهُمْ نَتِيجَةَ عِصْيَانِهِمْ. (خر ٢٠:٤، ٥، ١٤؛ تث ١٣:٦-٩) وَهٰكَذَا ضَيَّعُوا فُرْصَةَ دُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ وَهُمْ عَلَى عَتَبَتِهَا. — عد ٢٥:٥، ٩.
قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ أَصَابَتْهُمْ مِثَالًا، وَكُتِبَتْ تَحْذِيرًا لَنَا، نَحْنُ ٱلَّذِينَ ٱنْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ». (١ كو ١٠:٧-١١) لَا شَكَّ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ فَرِحَ جِدًّا حِينَ ٱرْتَكَبَ بَعْضُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً مَنَعَتْهُمْ مِنْ دُخُولِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ. وَهُوَ يَسْعَى لِيَمْنَعَنَا نَحْنُ أَيْضًا مِنْ دُخُولِ عَالَمِ ٱللهِ ٱلْجَدِيدِ. فَكَمْ مُهِمٌّ إِذًا أَنْ نَنْتَبِهَ لِهٰذَا ٱلتَّحْذِيرِ!
فَخٌّ خَطِيرٌ
يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ ٱصْطِيَادَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، مُسْتَخْدِمًا فِخَاخًا أُثْبِتَتْ فَعَّالِيَّتُهَا. فَمِثْلَمَا نَجَحَ فِي ٱصْطِيَادِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا عَنْ طَرِيقِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ، يَسْتَخْدِمُ ٱلْيُوْمَ فَخَّ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ لِيَجُرَّنَا إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ.
وَٱلْآنَ، أَصْبَحَ بِٱلْإِمْكَانِ مُشَاهَدَةُ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ سِرًّا. فَقَبْلَ عَشَرَاتِ ٱلسِّنِينَ، كَانَ عَلَى مَنْ يَرْغَبُ فِي مُشَاهَدَتِهَا أَنْ يَذْهَبَ إِلَى صَالَاتٍ تَعْرِضُ أَفْلَامًا فَاضِحَةً، أَوْ إِلَى مَكْتَبَاتٍ تَبِيعُ كُتُبًا مِنْ هٰذَا ٱلنَّوْعِ. وَقَدِ ٱمْتَنَعَ ٱلْبَعْضُ عَنِ ٱلذَّهَابِ إِلَى تِلْكَ ٱلْأَمَاكِنِ خَوْفًا عَلَى سُمْعَتِهِمْ. أَمَّا ٱلْآنَ فَتَتَوَفَّرُ ٱلْمَوَادُّ ٱلْإِبَاحِيَّةُ عَبْرَ ٱلْإِنْتِرْنِت. وَهٰذَا يَجْعَلُهَا فِي مُتَنَاوَلِ ٱلنَّاسِ فِي عَمَلِهِمْ، سَيَّارَاتِهِمْ، وَبُيُوتِهِمْ.
كَمَا أَنَّ ٱلْأَجْهِزَةَ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةَ ٱلْمَحْمُولَةَ سَهَّلَتِ ٱلْوُصُولَ إِلَى ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ. فَأَصْبَحَ بِإِمْكَانِ ٱلنَّاسِ أَنْ يُشَاهِدُوهَا عَلَى شَاشَاتِ أَجْهِزَتِهِمْ فِيمَا يَمْشُونَ عَلَى ٱلطَّرِيقِ، أَوْ يَتَنَقَّلُونَ فِي ٱلْبَاصَاتِ وَٱلْقِطَارَاتِ.
نَتِيجَةً لِذٰلِكَ تَتَفَشَّى ٱلْمَوَادُّ ٱلْإِبَاحِيَّةُ عَلَى نِطَاقٍ وَاسِعٍ. وَبِسَبَبِهَا يُعَانِي كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلزَّوْجِيَّةِ وَعَذَابِ ٱلضَّمِيرِ، كَمَا يَفْقِدُونَ ٱحْتِرَامَهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ. وَٱلْأَسْوَأُ أَنَّهُمْ يَخْسَرُونَ عَلَاقَتَهُمْ بِٱللهِ. فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ مُؤْذِيَةٌ جِدًّا. فَفِي أَحْيَانٍ كَثِيرَةٍ، تُسَبِّبُ جُرُوحًا نَفْسِيَّةً لَا تُشْفَى بِسُرْعَةٍ، وَيُمْكِنُ أَنْ تَتْرُكَ وَرَاءَهَا نُدُوبًا دَائِمَةً.
يُوَفِّرُ لَنَا يَهْوَهُ ٱلْحِمَايَةَ مِنْ هٰذَا ٱلْفَخِّ ٱلشَّيْطَانِيِّ. وَلٰكِنْ لِنَسْتَفِيدَ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحِمَايَةِ، عَلَيْنَا أَنْ ‹نُطِيعَ قَوْلَهُ›، عَلَى عَكْسِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا. (خر ١٩:٥) فَيَهْوَهُ يَكْرَهُ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ. وَمَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا ذٰلِكَ؟
اِكْرَهِ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ تَمَثُّلًا بِيَهْوَهَ
أَعْطَى ٱللهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ شَرَائِعَ تَخْتَلِفُ عَنْ شَرَائِعِ ٱلْأُمَمِ ٱلْأُخْرَى آنَذَاكَ. وَقَدْ كَانَتْ مِثْلَ سِيَاجٍ يَحْمِيهِمْ مِنْ تَأْثِيرِ ٱلشُّعُوبِ ٱلْمُحِيطَةِ بِهِمْ. (تث ٤:٦-٨) كَمَا أَوْضَحَتْ لَهُمْ حَقِيقَةً مُهِمَّةً: إِنَّ يَهْوَهَ يَكْرَهُ ٱلْفَسَادَ ٱلْجِنْسِيَّ.
لا ١٨:٣، ٢٥.
فَعِنْدَمَا عَدَّدَ يَهْوَهُ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْفَاسِدَةَ لِلْأُمَمِ ٱلْمُحِيطَةِ بِٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، أَوْصَاهُمْ قَائِلًا: «مِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ كَنْعَانَ ٱلَّتِي أُدْخِلُكُمْ إِلَيْهَا لَا تَعْمَلُوا . . . تَنَجَّسَتِ ٱلْأَرْضُ، لِذٰلِكَ أُعَاقِبُهَا عَلَى ذَنْبِهَا». فَقَدْ رَأَى يَهْوَهُ، إِلٰهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْقُدُّوسُ، أَنَّ طَرِيقَةَ حَيَاةِ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ مُقْرِفَةٌ. حَتَّى إِنَّهُ ٱعْتَبَرَ أَرْضَهُمْ نَجِسَةً، أَيْ مُلَوَّثَةً، بِسَبَبِهَا. —وَرَغْمَ أَنَّ يَهْوَهَ عَاقَبَ ٱلْكَنْعَانِيِّينَ، لَمْ تَتَوَقَّفِ ٱلشُّعُوبُ ٱلْأُخْرَى عَنْ مُمَارَسَةِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ. فَبَعْدَ ٥٠٠,١ سَنَةٍ تَقْرِيبًا، قَالَ بُولُسُ عَنِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ عَاشَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ وَسْطَهُمْ: «إِذْ فَقَدُوا كُلَّ حِسٍّ أَدَبِيٍّ، أَسْلَمُوا أَنْفُسَهُمْ إِلَى ٱلْفُجُورِ لِيَعْمَلُوا كُلَّ نَوْعٍ مِنَ ٱلنَّجَاسَةِ بِجَشَعٍ». (اف ٤:١٧-١٩) وَٱلْيَوْمَ، يُمَارِسُ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ ٱلْفُجُورَ. لِذٰلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يَتَجَنَّبَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ مُشَاهَدَةَ ٱلسُّلُوكِ ٱلْفَاسِدِ لِهٰذَا ٱلْعَالَمِ.
إِنَّ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ تُهِينُ ٱللهَ. فَقَدْ خَلَقَ ٱلْبَشَرَ عَلَى صُورَتِهِ وَشَبَهِهِ، وَغَرَسَ فِيهِمْ إِحْسَاسًا بِٱلصَّحِّ وَٱلْغَلَطِ. كَمَا أَعْرَبَ عَنِ ٱلْحِكْمَةِ حِينَ وَضَعَ قُيُودًا مَعْقُولَةً عَلَى ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةِ. فَقَدْ قَصَدَ أَنْ تَجْلُبَ ٱلْمُتْعَةَ لِلرَّجُلِ وَٱلْمَرْأَةِ ضِمْنَ ٱلزَّوَاجِ فَقَطْ. (تك ١:٢٦-٢٨؛ ام ٥:١٨، ١٩) لِذَا فَإِنَّ ٱلَّذِينَ يُنْتِجُونَ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ، أَوْ يُشَجِّعُونَ عَلَى مُشَاهَدَتِهَا، يَتَجَاهَلُونَ تَمَامًا مَبَادِئَ يَهْوَهَ، وَبِٱلتَّالِي يُهِينُونَهُ. وَٱللهُ سَيَدِينُ أَشْخَاصًا كَهٰؤُلَاءِ. — رو ١:٢٤-٢٧.
وَمَاذَا عَنِ ٱلَّذِينَ يُشَاهِدُونَ أَوْ يَقْرَأُونَ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ عَمْدًا؟ يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ أَنَّهَا مُجَرَّدُ تَسْلِيَةٍ بَرِيئَةٍ. لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْوَاقِعِ يَدْعَمُونَ ٱلَّذِينَ يَتَجَاهَلُونَ مَبَادِئَ يَهْوَهَ، وَلَوْ عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ. بِٱلْمُقَابِلِ، يُوضِحُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ عُبَّادَ ٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِيقِيِّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَكْرَهُوا ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ كُرْهًا شَدِيدًا، إِذْ يُوصِيهِمْ: «يَا مُحِبِّي يَهْوَهَ، أَبْغِضُوا ٱلشَّرَّ». — مز ٩٧:١٠.
ار ١٧:٩) مَعَ ذٰلِكَ، رَبِحَ كَثِيرُونَ مِمَّنْ أَصْبَحُوا مَسِيحِيِّينَ هٰذَا ٱلصِّرَاعَ. وَهٰذَا سَيُشَجِّعُكَ إِذَا كُنْتَ تُحَارِبُ ضَعْفًا مُمَاثِلًا. لَاحِظْ كَيْفَ تُسَاعِدُكَ كَلِمَةُ ٱللهِ أَنْ تَتَجَنَّبَ فَخَّ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ ٱلَّذِي يَضَعُهُ ٱلشَّيْطَانُ.
وَلٰكِنْ لَيْسَ سَهْلًا أَنْ نَتَجَنَّبَ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ. فَلِأَنَّنَا نَاقِصُونَ، نُحَارِبُ أَحْيَانًا رَغَبَاتٍ جِنْسِيَّةً خَاطِئَةً. كَمَا أَنَّ قَلْبَنَا ٱلنَّاقِصَ قَدْ يُبَرِّرُ لَنَا مُشَاهَدَةَ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ. (اُطْرُدِ ٱلْأَفْكَارَ ٱلْفَاسِدَةَ بِسُرْعَةٍ
كَمَا رَأَيْنَا، ٱنْقَادَ إِسْرَائِيلِيُّونَ عَدِيدُونَ لِلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ، مَا أَدَّى بِهِمْ إِلَى كَارِثَةٍ. وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَصِحُّ ٱلْيَوْمَ. كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ: «كُلُّ وَاحِدٍ يُمْتَحَنُ إِذَا ٱجْتَذَبَتْهُ وَأَغْرَتْهُ شَهْوَتُهُ. ثُمَّ ٱلشَّهْوَةُ مَتَى خَصِبَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً». (يع ١:١٤، ١٥) فَعِنْدَمَا يَسْمَحُ ٱلشَّخْصُ لِلرَّغْبَةِ ٱلْخَاطِئَةِ أَنْ تَنْمُوَ فِي قَلْبِهِ، يُصْبِحُ مُعَرَّضًا لِٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ. لِذٰلِكَ ٱطْرُدِ ٱلْأَفْكَارَ ٱلْفَاسِدَةَ وَلَا تَدَعْهَا تُعَشِّشُ فِي عَقْلِكَ.
فَإِذَا رَاوَدَتْكَ أَفْكَارٌ نَجِسَةٌ، فَٱتَّخِذْ إِجْرَاءً فَوْرِيًّا. قَالَ يَسُوعُ: «إِنْ كَانَتْ يَدُكَ أَوْ رِجْلُكَ تُعْثِرُكَ، فَٱقْطَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ . . . وَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ تُعْثِرُكَ، فَٱقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ». (مت ١٨:٨، ٩) طَبْعًا، لَمْ يَكُنْ يَسُوعُ يُشَجِّعُ عَلَى بَتْرِ ٱلْأَعْضَاءِ، بَلْ عَلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ فَوْرِيٍّ وَحَازِمٍ لِإِزَالَةِ سَبَبِ ٱلْعَثَرَةِ. فَكَيْفَ تَنْطَبِقُ نَصِيحَتُهُ هٰذِهِ عَلَى ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ؟
إِذَا صَادَفَتْكَ مَوَادُّ إِبَاحِيَّةٌ، فَلَا تَقُلْ: ‹لَنْ أَدَعَهَا تُؤَثِّرُ عَلَيَّ، سَأَكُونُ مُنْتَبِهًا›. بَلْ حَوِّلْ نَظَرَكَ فَوْرًا. أَطْفِئِ ٱلتِّلِفِزْيُونَ، ٱلْكُمْبْيُوتِرَ، أَوِ ٱلْجِهَازَ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّ حَالًا. وَرَكِّزْ عَلَى أَفْكَارٍ طَاهِرَةٍ. فَهٰذَا سَيُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَحَكَّمَ فِي تَفْكِيرِكَ، بَدَلَ أَنْ تَدَعَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ تُسَيْطِرُ عَلَيْكَ.
مَا ٱلْعَمَلُ إِذَا رَاوَدَتْكَ ذِكْرَيَاتٌ فَاسِدَةٌ؟
مَاذَا إِذَا تَوَقَّفْتَ عَنْ مُشَاهَدَةِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ، وَلٰكِنْ ظَلَّتِ ٱلذِّكْرَيَاتُ تُرَاوِدُكَ مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ؟ بِمَا أَنَّ ٱلصُّوَرَ
وَٱلْأَفْكَارَ ٱلْإِبَاحِيَّةَ تَنْطَبِعُ فِي ذَاكِرَتِكَ فَتْرَةً طَوِيلَةً، فَقَدْ تَخْطُرُ فَجْأَةً عَلَى بَالِكَ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْحَالِ، قَدْ تَشْعُرُ بِرَغْبَةٍ قَوِيَّةٍ أَنْ تَفْعَلَ أَمْرًا نَجِسًا مِثْلَ ٱلْعَادَةِ ٱلسِّرِّيَّةِ. فَخُذْ هٰذَا ٱلِٱحْتِمَالَ فِي ٱلْحُسْبَانِ، وَٱسْتَعِدَّ لِمُحَارَبَةِ تِلْكَ ٱلْأَفْكَارِ.قَوِّ تَصْمِيمَكَ أَنْ تُرْضِيَ ٱللهَ بِتَفْكِيرِكَ وَتَصَرُّفَاتِكَ. تَمَثَّلْ بِٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلَّذِي قَالَ: «أَقْمَعُ جَسَدِي وَأَسْتَعْبِدُهُ». (١ كو ٩:٢٧) فَلَا تَدَعِ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلنَّجِسَةَ تُسَيْطِرُ عَلَيْكَ، بَلِ ٱتْبَعِ ٱلْوَصِيَّةَ: «غَيِّرُوا شَكْلَكُمْ بِتَغْيِيرِ ذِهْنِكُمْ، لِتَتَبَيَّنُوا بِٱلِٱخْتِبَارِ مَا هِيَ مَشِيئَةُ ٱللهِ ٱلصَّالِحَةُ ٱلْمَقْبُولَةُ ٱلْكَامِلَةُ». (رو ١٢:٢) وَتَذَكَّرْ أَنَّكَ لَنْ تَفْرَحَ حِينَ تَتْبَعُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ، بَلْ حِينَ تُفَكِّرُ وَتَتَصَرَّفُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَشِيئَةِ ٱللهِ.
لَنْ تَفْرَحَ حِينَ تَتْبَعُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ، بَلْ حِينَ تُفَكِّرُ وَتَتَصَرَّفُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ مَشِيئَةِ ٱللهِ
اِحْفَظْ آيَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، وَفَكِّرْ فِيهَا حِينَ تُرَاوِدُكَ فِكْرَةٌ فَاسِدَةٌ. فَآيَاتٌ مِثْلُ ٱلْمَزْمُور ١١٩:٣٧؛ إِشَعْيَا ٥٢:١١؛ مَتَّى ٥:٢٨؛ أَفَسُس ٥:٣؛ كُولُوسِّي ٣:٥؛ وَ ١ تَسَالُونِيكِي ٤:٤-٨ سَتُسَاعِدُكَ أَنْ تَتَبَنَّى رَأْيَ يَهْوَهَ فِي ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ، وَتَفْهَمَ مَا يَطْلُبُهُ مِنْكَ.
وَمَاذَا لَوْ شَعَرْتَ أَحْيَانًا بِرَغْبَةٍ شَدِيدَةٍ فِي أَنْ تُشَاهِدَ مَوَادَّ فَاسِدَةً أَوْ تُفَكِّرَ فِيهَا؟ اِتْبَعْ بِدِقَّةٍ مِثَالَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. (١ بط ٢:٢١) فَبَعْدَ مَعْمُودِيَّتِهِ، ظَلَّ ٱلشَّيْطَانُ يُجَرِّبُهُ. لٰكِنَّهُ ٱسْتَمَرَّ يُقَاوِمُ هٰذِهِ ٱلتَّجَارِبَ، مُقْتَبِسًا آيَةً تِلْوَ أُخْرَى. وَقَالَ لَهُ: «اِذْهَبْ يَا شَيْطَانُ!»، فَتَرَكَهُ. (مت ٤:١-١١) اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يَسْعَى ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ لِيُدْخِلَا ٱلْأَفْكَارَ ٱلْفَاسِدَةَ إِلَى عَقْلِكَ. فَٱسْتَمِرَّ فِي مُقَاوَمَةِ ٱلتَّجَارِبِ. وَبِمُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ، يُمْكِنُكَ أَنْ تَرْبَحَ ٱلصِّرَاعَ ضِدَّ ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ وَتَغْلِبَ عَدُوَّكَ.
صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ وَأَطِعْهُ
صَلِّ إِلَى يَهْوَهَ دَائِمًا وَٱتَّكِلْ عَلَيْهِ. قَالَ بُولُسُ: «لِتُعْرَفْ طَلِبَاتُكُمْ لَدَى ٱللهِ بِٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّضَرُّعِ مَعَ ٱلشُّكْرِ. وَسَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ فِكْرٍ يَحْرُسُ قُلُوبَكُمْ وَقُوَاكُمُ ٱلْعَقْلِيَّةَ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ». (في ٤:٦، ٧) فَسَلَامُ ٱللهِ سَيُسَاعِدُكَ فِي حَرْبِكَ ضِدَّ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ. وَحِينَ تَقْتَرِبُ إِلَى يَهْوَهَ، «يَقْتَرِبُ إِلَيْكَ». — يع ٤:٨.
وَمَا مِنْ حِمَايَةٍ أَفْضَلُ مِنْ أَنْ يَكُونَ سَيِّدُ ٱلْكَوْنِ إِلَى جَانِبِكَ. قَالَ يَسُوعُ: «حَاكِمُ ٱلْعَالَمِ آتٍ. وَلَيْسَ لَهُ يَدٌ عَلَيَّ». (يو ١٤:٣٠) وَلِمَ كَانَ وَاثِقًا إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ؟ ذَكَرَ: «اَلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ مَعِي. لَمْ يَتْرُكْنِي وَحْدِي، لِأَنِّي دَائِمًا أَفْعَلُ مَا يُرْضِيهِ». (يو ٨:٢٩) وَيَهْوَهُ لَنْ يَتْرُكَكَ أَنْتَ أَيْضًا فِيمَا تَسْعَى لِتُرْضِيَهُ. صَمِّمْ إِذًا أَنْ تَتَجَنَّبَ ٱلْمَوَادَّ ٱلْإِبَاحِيَّةَ، وَهٰكَذَا لَنْ يَسْتَطِيعَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَكَ فِي شَرَكِهِ.