الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٣

لا تدع الشيطان يسيطر على تفكيرك

لا تدع الشيطان يسيطر على تفكيرك

‏«اِحْذَرُوا لِئَلَّا يَسْبِيَكُمْ أَحَدٌ بِٱلْفَلْسَفَةِ وَٱلْخِدَاعِ ٱلْفَارِغِ حَسَبَ تَقْلِيدِ ٱلنَّاسِ».‏ —‏ كو ٢:‏٨‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٩٦ كِتَابُ ٱللهِ كَنْزٌ

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *

١ حَسَبَ كُولُوسِّي ٢:‏٤،‏ ٨‏،‏ كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ ‹يَسْبِيَ› أَفْكَارَنَا؟‏

يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ نَنْقَلِبَ عَلَى يَهْوَهَ.‏ وَكَيْ يُحَقِّقَ هَدَفَهُ،‏ يُحَاوِلُ أَنْ ‹يَسْبِيَ› أَفْكَارَنَا،‏ أَيْ يُسَيْطِرَ عَلَيْهَا لِنُفَكِّرَ مِثْلَهُ.‏ وَهُوَ يَسْتَغِلُّ رَغَبَاتِنَا لِيَخْدَعَنَا أَوْ لِيُقْنِعَنَا بِأَنْ نَتْبَعَهُ.‏ —‏ اقرأ كولوسي ٢:‏٤،‏ ٨‏.‏

٢-‏٣ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا يَهُمُّنَا ٱلتَّحْذِيرُ فِي كُولُوسِّي ٢:‏٨‏؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٢ وَهَلْ نَحْنُ فِعْلًا فِي خَطَرٍ؟‏ نَعَمْ بِٱلتَّأْكِيدِ.‏ فَٱلتَّحْذِيرُ فِي كُولُوسِّي ٢:‏٨ لَمْ يَكُنْ مُوَجَّهًا إِلَى غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ،‏ بَلْ إِلَى مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.‏ (‏كو ١:‏٢،‏ ٥‏)‏ وَإِذَا كَانَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي خَطَرٍ آنَذَاكَ،‏ فَنَحْنُ ٱلْيَوْمَ فِي خَطَرٍ أَكْبَرَ.‏ (‏١ كو ١٠:‏١٢‏)‏ فَٱلشَّيْطَانُ طُرِحَ إِلَى ٱلْأَرْضِ وَهُوَ مُصَمِّمٌ أَنْ يَخْدَعَ خُدَّامَ ٱللهِ ٱلْأَوْلِيَاءَ.‏ (‏رؤ ١٢:‏٩،‏ ١٢،‏ ١٧‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلْأَشْرَارَ فِي أَيَّامِنَا «يَتَقَدَّمُونَ مِنْ سَيِّئٍ إِلَى أَسْوَأَ».‏ —‏ ٢ تي ٣:‏١،‏ ١٣‏.‏

٣ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنَتَعَلَّمُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَسْتَخْدِمُ «ٱلْخِدَاعَ ٱلْفَارِغَ» لِيُسَيْطِرَ عَلَى تَفْكِيرِنَا.‏ وَسَنَتَعَرَّفُ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْ أَسَالِيبِهِ ٱلشِّرِّيرَةِ.‏ (‏اف ٦:‏١١‏)‏ أَمَّا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ فَسَنَعْرِفُ كَيْفَ نَتَحَرَّرُ مِنْ تَأْثِيرِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ عَلَى تَفْكِيرِنَا.‏ وَلٰكِنْ لِنُنَاقِشْ أَوَّلًا كَيْفَ خَدَعَ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بَعْدَمَا دَخَلُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ،‏ وَنَرَ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ذٰلِكَ.‏

فَخُّ ٱلصَّنَمِيَّةِ

٤-‏٦ حَسَبَ ٱلتَّثْنِيَة ١١:‏١٠-‏١٥‏،‏ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ ٱلزِّرَاعَةِ فِي مِصْرَ وَأَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ؟‏

٤ خَدَعَ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِذَكَاءٍ لِيَعْبُدُوا ٱلْأَصْنَامَ.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ لَقَدِ ٱسْتَغَلَّ حَاجَتَهُمْ إِلَى تَأْمِينِ ٱلطَّعَامِ.‏ فَحِينَ دَخَلُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ،‏ لَزِمَ أَنْ يُغَيِّرُوا طَرِيقَتَهُمْ فِي ٱلزِّرَاعَةِ.‏ فَفِي مِصْرَ،‏ كَانُوا يَسْقُونَ ٱلْمَزْرُوعَاتِ مِنْ نَهْرِ ٱلنِّيلِ.‏ أَمَّا فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ،‏ فَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ نَهْرٌ كَبِيرٌ.‏ بَلِ ٱعْتَمَدَتِ ٱلزِّرَاعَةُ عَلَى ٱلْأَمْطَارِ وَٱلنَّدَى.‏ ‏(‏اقرإ التثنية ١١:‏١٠-‏١٥؛‏ اش ١٨:‏٤،‏ ٥‏)‏ لِذَا لَزِمَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا أَسَالِيبَ جَدِيدَةً لِلزِّرَاعَةِ.‏ وَهٰذَا لَيْسَ سَهْلًا.‏ فَمُعْظَمُ ٱلَّذِينَ كَانَ لَدَيْهِمْ خِبْرَةٌ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ مَاتُوا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏

كَيْفَ سَيْطَرَ ٱلشَّيْطَانُ عَلَى تَفْكِيرِ ٱلْمُزَارِعِينَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ٤-‏٦.‏)‏ *

٥ وَقَدْ أَوْضَحَ يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ أَنَّ ظُرُوفَهُمْ تَغَيَّرَتْ.‏ ثُمَّ أَعْطَاهُمْ تَحْذِيرًا قَدْ يَبْدُو غَيْرَ مُرْتَبِطٍ بِمَوْضُوعِ ٱلزِّرَاعَةِ.‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «اِحْذَرُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَنْ تَنْغَوِيَ قُلُوبُكُمْ،‏ فَتَحِيدُوا وَتَعْبُدُوا آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُوا لَهَا».‏ (‏تث ١١:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فَلِمَاذَا حَذَّرَهُمْ مِنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ تَعَلُّمِ أَسَالِيبَ جَدِيدَةٍ لِلزِّرَاعَةِ؟‏

٦ عَرَفَ يَهْوَهُ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ سَيَمِيلُونَ إِلَى ٱلتَّعَلُّمِ مِنَ ٱلْأُمَمِ ٱلْوَثَنِيَّةِ حَوْلَهُمْ.‏ فَهٰؤُلَاءِ ٱلشُّعُوبُ كَانُوا أَكْثَرَ خِبْرَةً فِي ٱلزِّرَاعَةِ،‏ وَسَيُعَلِّمُونَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَسَالِيبَ مُفِيدَةً.‏ إِلَّا أَنَّ ذٰلِكَ سَيُعَرِّضُهُمْ لِلْخَطَرِ.‏ فَٱلْمُزَارِعُونَ ٱلْكَنْعَانِيُّونَ عَبَدُوا ٱلْبَعْلَ وَآمَنُوا أَنَّهُ مَالِكُ ٱلسَّمَاءِ وَمُعْطِي ٱلْمَطَرِ.‏ وَيَهْوَهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَنْخَدِعَ شَعْبُهُ بِهٰذِهِ ٱلْمُعْتَقَدَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ.‏ لٰكِنْ لِلْأَسَفِ،‏ ٱخْتَارَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ أَنْ يَعْبُدُوا ٱلْبَعْلَ.‏ (‏عد ٢٥:‏٣،‏ ٥؛‏ قض ٢:‏١٣؛‏ ١ مل ١٨:‏١٨‏)‏ لِنَرَ كَيْفَ ٱسْتَطَاعَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُسَيْطِرَ عَلَى تَفْكِيرِهِمْ.‏

أَسَالِيبُ ٱلشَّيْطَانِ فِي ٱلْمَاضِي

٧ كَيْفَ ٱمْتُحِنَ إِيمَانُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَمَا دَخَلُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ؟‏

٧ اِسْتَعْمَلَ ٱلشَّيْطَانُ ثَلَاثَةَ أَسَالِيبَ لِيُسَيْطِرَ عَلَى تَفْكِيرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ أَوَّلًا،‏ ٱسْتَغَلَّ رَغْبَتَهُمُ ٱلطَّبِيعِيَّةَ فِي أَنْ يَسْقِيَ ٱلْمَطَرُ أَرْضَهُمْ.‏ فَٱلْأَمْطَارُ فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ كَانَتْ قَلِيلَةً جِدًّا بَيْنَ أَوَاخِرِ نَيْسَانَ (‏إِبْرِيل)‏ وَأَيْلُولَ (‏سِبْتَمْبِر)‏.‏ لِذَا ٱعْتَمَدَتْ حَيَاةُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَزِرَاعَتُهُمْ عَلَى ٱلْأَمْطَارِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَبْدَأُ عَادَةً فِي تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (‏أُكْتُوبِر)‏.‏ وَقَدْ أَقْنَعَ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِأَنْ يَتَمَثَّلُوا بِٱلشُّعُوبِ ٱلْوَثَنِيَّةِ حَوْلَهُمْ.‏ فَهٰؤُلَاءِ ٱلشُّعُوبُ آمَنُوا أَنَّ عَلَيْهِمْ مُمَارَسَةَ طُقُوسٍ مُعَيَّنَةٍ كَيْ تُعْطِيَهُمُ ٱلْآلِهَةُ ٱلْمَطَرَ.‏ وَٱلَّذِينَ إِيمَانُهُمْ بِيَهْوَهَ ضَعِيفٌ صَدَّقُوا أَنَّ هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلْوَحِيدَةُ لِيَتَجَنَّبُوا ٱلْجَفَافَ ٱلطَّوِيلَ.‏ فَمَارَسُوا طُقُوسًا وَثَنِيَّةً كَيْ يُرْضُوا ٱلْإِلٰهَ ٱلْبَاطِلَ بَعْلَ.‏

٨ مَا ٱلْأُسْلُوبُ ٱلثَّانِي ٱلَّذِي ٱتَّبَعَهُ ٱلشَّيْطَانُ؟‏ أَوْضِحْ.‏

٨ ثَانِيًا،‏ أَغْرَى ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ.‏ فَقَدْ تَضَمَّنَتْ عِبَادَةُ ٱلشُّعُوبِ ٱلْوَثَنِيَّةِ مُمَارَسَاتٍ جِنْسِيَّةً مُقْرِفَةً،‏ مِثْلَ مُمَارَسَاتِ بَغَايَا وَمَأْبُونِي ٱلْهَيَاكِلِ.‏ كَمَا أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْأُمَمَ تَقَبَّلُوا ٱلْمِثْلِيَّةَ ٱلْجِنْسِيَّةَ وَغَيْرَهَا مِنْ أَشْكَالِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ،‏ حَتَّى إِنَّهُمُ ٱعْتَبَرُوهَا أَمْرًا طَبِيعِيًّا.‏ (‏تث ٢٣:‏١٧،‏ ١٨؛‏ ١ مل ١٤:‏٢٤‏)‏ وَآمَنُوا أَنَّهَا تُرْضِي ٱلْآلِهَةَ فَتَجْعَلُ أَرْضَهُمْ مُثْمِرَةً.‏ وَقَدِ ٱنْجَذَبَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلَى هٰذِهِ ٱلْمُمَارَسَاتِ،‏ وَٱنْجَرُّوا وَرَاءَ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ وَهٰكَذَا نَجَحَ ٱلشَّيْطَانُ فِي ٱلسَّيْطَرَةِ عَلَى تَفْكِيرِهِمْ.‏

٩ بِنَاءً عَلَى هُوشَع ٢:‏١٦،‏ ١٧‏،‏ كَيْفَ أَنْسَى ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مَنْ هُوَ يَهْوَهُ؟‏

٩ ثَالِثًا،‏ أَنْسَى ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مَنْ هُوَ يَهْوَهُ.‏ فَفِي أَيَّامِ ٱلنَّبِيِّ إِرْمِيَا،‏ قَالَ يَهْوَهُ إِنَّ ٱلْأَنْبِيَاءَ ٱلْكَذَبَةَ جَعَلُوا شَعْبَهُ يَنْسَوْنَ ٱسْمَهُ «لِأَجْلِ ٱلْبَعْلِ».‏ (‏ار ٢٣:‏٢٧‏)‏ فَكَمَا يَبْدُو،‏ لَمْ يَعُدِ ٱلشَّعْبُ يَسْتَعْمِلُونَ ٱسْمَ يَهْوَهَ وَأَبْدَلُوهُ بِٱلْٱسْمِ بَعْلَ ٱلَّذِي مَعْنَاهُ «مَالِكٌ» أَوْ «سَيِّدٌ».‏ وَهٰذَا صَعَّبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ يَهْوَهَ وَبَعْلَ،‏ وَسَهَّلَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَخْلِطُوا بَيْنَ عِبَادَةِ يَهْوَهَ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ.‏ —‏ اقرأ هوشع ٢:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

أَسَالِيبُ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْيَوْمَ

١٠ أَيَّةُ أَسَالِيبَ يَسْتَعْمِلُهَا ٱلشَّيْطَانُ ٱلْيَوْمَ؟‏

١٠ يَسْتَعْمِلُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْأَسَالِيبَ نَفْسَهَا ٱلْيَوْمَ لِيُسَيْطِرَ عَلَى تَفْكِيرِ ٱلنَّاسِ.‏ فَهُوَ يَسْتَغِلُّ رَغَبَاتِهِمِ ٱلطَّبِيعِيَّةَ،‏ يُغْرِيهِمْ بِٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ،‏ وَيُنْسِيهِمْ مَنْ هُوَ يَهْوَهُ.‏ لِنَتَحَدَّثْ فِي ٱلْبِدَايَةِ عَنْ أُسْلُوبِهِ ٱلْأَخِيرِ.‏

١١ مَاذَا فَعَلَ ٱلشَّيْطَانُ كَيْ يُنْسِيَ ٱلنَّاسَ مَنْ هُوَ يَهْوَهُ؟‏

١١ يُنْسِي ٱلشَّيْطَانُ ٱلنَّاسَ مَنْ هُوَ يَهْوَهُ.‏ بَعْدَ مَوْتِ ٱلرُّسُلِ،‏ بَدَأَ ٱلْمُرْتَدُّونَ يَنْشُرُونَ تَعَالِيمَ خَاطِئَةً.‏ (‏اع ٢٠:‏٢٩،‏ ٣٠؛‏ ٢ تس ٢:‏٣‏)‏ وَتَعَالِيمُهُمْ جَعَلَتِ ٱلنَّاسَ يَنْسَوْنَ مَنْ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْحَقِيقِيُّ ٱلْوَحِيدُ.‏ فَهُمْ مَثَلًا تَوَقَّفُوا عَنِ ٱسْتِعْمَالِ ٱسْمِ يَهْوَهَ فِي كُتُبِهِمِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ وَأَبْدَلُوهُ بِكَلِمَةِ «رَبٍّ» أَوْ أَلْقَابٍ أُخْرَى.‏ وَهٰذَا صَعَّبَ عَلَى ٱلْقَارِئِ أَنْ يَعْرِفَ ٱسْمَ يَهْوَهَ،‏ وَيُمَيِّزَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ‹ٱلْأَرْبَابِ› ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ (‏١ كو ٨:‏٥‏)‏ كَمَا أَنَّهُمُ ٱسْتَعْمَلُوا كَلِمَةَ «رَبٍّ» لِيُشِيرُوا إِلَى يَهْوَهَ وَيَسُوعَ كِلَيْهِمَا.‏ فَلَمْ يَعُدِ ٱلْفَرْقُ وَاضِحًا بَيْنَ يَهْوَهَ وَٱبْنِهِ.‏ (‏يو ١٧:‏٣‏)‏ وَهٰذَا أَدَّى إِلَى ظُهُورِ عَقِيدَةِ ٱلثَّالُوثِ ٱلَّتِي لَا أَسَاسَ لَهَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَنَتِيجَةَ ذٰلِكَ،‏ يَشْعُرُ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱللهَ إِلٰهٌ غَامِضٌ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَعْرِفُوهُ.‏ فَيَا لَهَا مِنْ كِذْبَةٍ!‏ —‏ اع ١٧:‏٢٧‏.‏

كَيْفَ يَسْتَغِلُّ ٱلشَّيْطَانُ ٱلدِّينَ ٱلْبَاطِلَ لِيُرْضِيَ رَغَبَاتِ ٱلنَّاسِ ٱلْفَاسِدَةَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٢.‏)‏ *

١٢ أَيَّةُ مُمَارَسَاتٍ يَتَقَبَّلُهَا ٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ،‏ وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ حَسَبَ رُومَا ١:‏٢٨-‏٣١‏؟‏

١٢ يُغْرِي ٱلشَّيْطَانُ ٱلنَّاسَ بِٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ.‏ اِسْتَعْمَلَ ٱلشَّيْطَانُ هٰذَا ٱلْأُسْلُوبَ لِيُغْرِيَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا.‏ وَهُوَ يَسْتَعْمِلُهُ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا.‏ فَٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ يَتَقَبَّلُ ٱلْفَسَادَ ٱلْجِنْسِيَّ،‏ حَتَّى إِنَّهُ يَعْتَبِرُهُ أَمْرًا طَبِيعِيًّا.‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟‏ كَثِيرُونَ مِمَّنْ يَدَّعُونَ عِبَادَةَ ٱللهِ تَخَلَّوْا عَنْ مَقَايِيسِهِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ.‏ وَبُولُسُ تَحَدَّثَ عَنْ ذٰلِكَ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ رُومَا.‏ ‏(‏اقرأ روما ١:‏٢٨-‏٣١‏.‏)‏ فَهُوَ أَوْضَحَ أَنَّهُمْ يَفْعَلُونَ «مَا لَا يَلِيقُ».‏ وَهٰذَا يَشْمُلُ ٱلْمِثْلِيَّةَ ٱلْجِنْسِيَّةَ وَغَيْرَهَا مِنْ أَشْكَالِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ.‏ (‏رو ١:‏٢٤-‏٢٧،‏ ٣٢؛‏ رؤ ٢:‏٢٠‏)‏ لِذَا مُهِمٌّ جِدًّا أَنْ نَتْبَعَ بِدِقَّةٍ تَعَالِيمَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْوَاضِحَةَ.‏

١٣ أَيُّ أُسْلُوبٍ آخَرَ يَسْتَعْمِلُهُ ٱلشَّيْطَانُ؟‏

١٣ يَسْتَغِلُّ ٱلشَّيْطَانُ رَغَبَاتِنَا ٱلطَّبِيعِيَّةَ.‏ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَرْغَبَ فِي ٱكْتِسَابِ ٱلْمَهَارَاتِ كَيْ نُعِيلَ أَنْفُسَنَا وَعَائِلَاتِنَا.‏ (‏١ تي ٥:‏٨‏)‏ وَغَالِبًا مَا نَكْتَسِبُهَا حِينَ نَذْهَبُ إِلَى ٱلْمَدْرَسَةِ وَنَدْرُسُ بِٱجْتِهَادٍ.‏ وَلٰكِنْ يَلْزَمُ أَنْ نَنْتَبِهَ.‏ فَفِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ،‏ لَا يَكْتَسِبُ ٱلتَّلَامِيذُ مَهَارَاتٍ مُفِيدَةً فَقَطْ،‏ بَلْ يَتَعَلَّمُونَ أَيْضًا فَلْسَفَاتِ ٱلْبَشَرِ.‏ فَٱلْمَدَارِسُ تَدْفَعُهُمْ مَثَلًا أَنْ يُشَكِّكُوا فِي وُجُودِ ٱللهِ وَيَسْتَخِفُّوا بِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَتُعَلِّمُهُمْ أَيْضًا أَنَّ كُلَّ ٱلْأَذْكِيَاءِ يُؤْمِنُونَ بِنَظَرِيَّةِ ٱلتَّطَوُّرِ.‏ (‏رو ١:‏٢١-‏٢٣‏)‏ لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلتَّعَالِيمَ تَتَنَاقَضُ مَعَ «حِكْمَةِ ٱللهِ».‏ —‏ ١ كو ١:‏١٩-‏٢١؛‏ ٣:‏١٨-‏٢٠‏.‏

١٤ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا فَلْسَفَاتُ ٱلْبَشَرِ؟‏

١٤ تَتَجَاهَلُ فَلْسَفَاتُ ٱلْبَشَرِ مَبَادِئَ يَهْوَهَ،‏ حَتَّى إِنَّهَا تَتَعَارَضُ مَعَهَا.‏ وَهِيَ لَا تُنْتِجُ فِينَا ثَمَرَ رُوحِ ٱللهِ بَلْ «أَعْمَالَ ٱلْجَسَدِ».‏ (‏غل ٥:‏١٩-‏٢٣‏)‏ وَتُشَجِّعُنَا أَنْ نَكُونَ مَغْرُورِينَ وَمُتَكَبِّرِينَ،‏ وَبِٱلتَّالِي ‹مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِنَا›.‏ (‏٢ تي ٣:‏٢-‏٤‏)‏ وَهٰذِهِ ٱلصِّفَاتُ هِيَ عَكْسُ ٱلصِّفَاتِ ٱلْحُلْوَةِ كَٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْوَدَاعَةِ ٱلَّتِي يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نُنَمِّيَهَا.‏ (‏٢ صم ٢٢:‏٢٨‏)‏ لٰكِنْ لِلْأَسَفِ،‏ بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ دَرَسُوا فِي ٱلْجَامِعَاتِ سَيْطَرَ عَلَيْهِمْ تَفْكِيرُ ٱلْعَالَمِ.‏ إِلَيْكَ مِثَالًا عَلَى ذٰلِكَ.‏

كَيْفَ تُؤَثِّرُ فَلْسَفَاتُ ٱلْبَشَرِ عَلَى تَفْكِيرِنَا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَاتِ ١٤-‏١٦.‏)‏ *

١٥-‏١٦ مَاذَا تَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ؟‏

١٥ تَقُولُ أُخْتٌ تَخْدُمُ يَهْوَهَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ١٥ سَنَةً:‏ «بَعْدَمَا صِرْتُ شَاهِدَةً لِيَهْوَهَ،‏ قَرَأْتُ مَقَالَاتٍ وَسَمِعْتُ تَحْذِيرَاتٍ عَنْ مَخَاطِرِ ٱلتَّعَلُّمِ فِي ٱلْجَامِعَةِ.‏ لٰكِنِّي تَجَاهَلْتُهَا كُلَّهَا.‏ شَعَرْتُ أَنَّهَا لَا تَنْطَبِقُ عَلَيَّ».‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏ تُخْبِرُ:‏ «أَخَذَ ٱلدَّرْسُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِي وَطَاقَتِي.‏ فَلَمْ يَبْقَ لَدَيَّ وَقْتٌ لِأَفْتَحَ قَلْبِي لِيَهْوَهَ،‏ وَلَا طَاقَةٌ لِأَتَمَتَّعَ بِعَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ وَأُحَضِّرَ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ كَمَا يَلْزَمُ.‏ وَلٰكِنْ حِينَ لَاحَظْتُ أَنَّ دِرَاسَتِي تُبْعِدُنِي عَنْ يَهْوَهَ،‏ عَرَفْتُ أَنَّ عَلَيَّ تَرْكَ ٱلْجَامِعَةِ.‏ وَهٰذَا مَا فَعَلْتُهُ».‏

١٦ وَكَيْفَ أَثَّرَ ٱلتَّعْلِيمُ ٱلْعَالِي عَلَى تَفْكِيرِ هٰذِهِ ٱلْأُخْتِ؟‏ تُجِيبُ:‏ «أَخْجَلُ أَنْ أَعْتَرِفَ،‏ لٰكِنَّ ٱلتَّعْلِيمَ ٱلْجَامِعِيَّ جَعَلَنِي أَنْتَقِدُ ٱلْآخَرِينَ،‏ وَخَاصَّةً ٱلْإِخْوَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ فَصِرْتُ أَتَوَقَّعُ مِنْهُمُ ٱلْكَثِيرَ وَأَعْزِلُ نَفْسِي عَنْهُمْ.‏ وَقَدْ لَزِمَنِي وَقْتٌ طَوِيلٌ لِأَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلتَّفْكِيرِ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ.‏ عَلَّمَتْنِي هٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةُ كَمْ خَطِيرٌ أَنْ أَتَجَاهَلَ تَحْذِيرَاتِ أَبِي ٱلسَّمَاوِيِّ بِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ.‏ فَيَهْوَهُ يَعْرِفُنِي أَكْثَرَ مِمَّا أَعْرِفُ نَفْسِي.‏ لَيْتَنِي سَمِعْتُ لَهُ!‏».‏

١٧ ‏(‏أ)‏ مَا هُوَ تَصْمِيمُكَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟‏

١٧ صَمِّمْ إِذًا أَلَّا تَدَعَ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ يُسَيْطِرُ عَلَى تَفْكِيرِكَ «بِٱلْفَلْسَفَةِ وَٱلْخِدَاعِ ٱلْفَارِغِ».‏ وَلَا تَنْخَدِعْ أَبَدًا بِأَسَالِيبِ ٱلشَّيْطَانِ.‏ (‏١ كو ٣:‏١٨؛‏ ٢ كو ٢:‏١١‏)‏ فَلَا تَنْسَ مَنْ هُوَ يَهْوَهُ وَكَيْفَ يُرِيدُ أَنْ تَعْبُدَهُ.‏ طَبِّقْ مَبَادِئَهُ ٱلسَّامِيَةَ.‏ وَلَا تَتَجَاهَلْ مَشُورَتَهُ ٱلْحَكِيمَةَ.‏ وَلٰكِنْ مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا لَاحَظْتَ أَنَّكَ تَتَأَثَّرُ بِتَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ؟‏ سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ «نَهْدِمَ» ٱلْأَفْكَارَ وَٱلْعَادَاتِ ٱلَّتِي لَا تُرْضِي ٱللهَ.‏ —‏ ٢ كو ١٠:‏٤،‏ ٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٤٩ تَفْرِيحُ قَلْبِ يَهْوَهَ

^ ‎الفقرة 5‏ اَلشَّيْطَانُ خَبِيرٌ فِي خِدَاعِ ٱلنَّاسِ.‏ فَهُوَ يُوهِمُ كَثِيرِينَ بِأَنَّهُمْ أَحْرَارٌ مَعَ أَنَّهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ تَحْتَ سَيْطَرَتِهِ.‏ سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ثَلَاثَةً مِنْ أَسَالِيبِهِ.‏

^ ‎الفقرة 48‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ إِسْرَائِيلِيُّونَ يُرَافِقُونَ أَشْخَاصًا كَنْعَانِيِّينَ يُغْرُونَهُمْ بِعِبَادَةِ ٱلْبَعْلِ وَٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ.‏

^ ‎الفقرة 51‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ إِعْلَانٌ مِنْ إِحْدَى ٱلْكَنَائِسِ يُظْهِرُ أَنَّهَا تَتَقَبَّلُ ٱلْمِثْلِيَّةَ ٱلْجِنْسِيَّةَ.‏

^ ‎الفقرة 53‏ وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ أُخْتٌ شَابَّةٌ تَدْرُسُ فِي ٱلْجَامِعَةِ.‏ وَتَبْدُو هِيَ وَزُمَلَاؤُهَا مُعْجَبِينَ بِأَفْكَارِ ٱلْأُسْتَاذَةِ ٱلَّتِي تُخْبِرُهُمْ أَنَّ ٱلْعِلْمَ وَٱلتِّكْنُولُوجْيَا سَيَحُلَّانِ مَشَاكِلَ ٱلْبَشَرِ.‏ لَاحِقًا،‏ تَجْلِسُ هٰذِهِ ٱلْأُخْتُ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ وَتَبْدُو ٱنْتِقَادِيَّةً وَغَيْرَ مُهْتَمَّةٍ بِمَا تَسْمَعُهُ.‏