مقالة الدرس ٢٣
لا تدع الشيطان يسيطر على تفكيرك
«اِحْذَرُوا لِئَلَّا يَسْبِيَكُمْ أَحَدٌ بِٱلْفَلْسَفَةِ وَٱلْخِدَاعِ ٱلْفَارِغِ حَسَبَ تَقْلِيدِ ٱلنَّاسِ». — كو ٢:٨.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٩٦ كِتَابُ ٱللهِ كَنْزٌ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١ حَسَبَ كُولُوسِّي ٢:٤، ٨، كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ ‹يَسْبِيَ› أَفْكَارَنَا؟
يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ نَنْقَلِبَ عَلَى يَهْوَهَ. وَكَيْ يُحَقِّقَ هَدَفَهُ، يُحَاوِلُ أَنْ ‹يَسْبِيَ› أَفْكَارَنَا، أَيْ يُسَيْطِرَ عَلَيْهَا لِنُفَكِّرَ مِثْلَهُ. وَهُوَ يَسْتَغِلُّ رَغَبَاتِنَا لِيَخْدَعَنَا أَوْ لِيُقْنِعَنَا بِأَنْ نَتْبَعَهُ. — اقرأ كولوسي ٢:٤، ٨.
٢-٣ (أ) لِمَاذَا يَهُمُّنَا ٱلتَّحْذِيرُ فِي كُولُوسِّي ٢:٨؟ (ب) مَاذَا سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٢ وَهَلْ نَحْنُ فِعْلًا فِي خَطَرٍ؟ نَعَمْ بِٱلتَّأْكِيدِ. فَٱلتَّحْذِيرُ فِي كُولُوسِّي ٢:٨ لَمْ يَكُنْ مُوَجَّهًا إِلَى غَيْرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، بَلْ إِلَى مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (كو ١:٢، ٥) وَإِذَا كَانَ هٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي خَطَرٍ آنَذَاكَ، فَنَحْنُ ٱلْيَوْمَ فِي خَطَرٍ أَكْبَرَ. (١ كو ١٠:١٢) فَٱلشَّيْطَانُ طُرِحَ إِلَى ٱلْأَرْضِ وَهُوَ مُصَمِّمٌ أَنْ يَخْدَعَ خُدَّامَ ٱللهِ ٱلْأَوْلِيَاءَ. (رؤ ١٢:٩، ١٢، ١٧) كَمَا أَنَّ ٱلْأَشْرَارَ فِي أَيَّامِنَا «يَتَقَدَّمُونَ مِنْ سَيِّئٍ إِلَى أَسْوَأَ». — ٢ تي ٣:١، ١٣.
٣ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَعَلَّمُ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَسْتَخْدِمُ «ٱلْخِدَاعَ ٱلْفَارِغَ» لِيُسَيْطِرَ عَلَى تَفْكِيرِنَا. وَسَنَتَعَرَّفُ إِلَى ثَلَاثَةٍ مِنْ أَسَالِيبِهِ ٱلشِّرِّيرَةِ. (اف ٦:١١) أَمَّا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ فَسَنَعْرِفُ كَيْفَ نَتَحَرَّرُ مِنْ تَأْثِيرِ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ عَلَى تَفْكِيرِنَا. وَلٰكِنْ لِنُنَاقِشْ أَوَّلًا كَيْفَ خَدَعَ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بَعْدَمَا دَخَلُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ، وَنَرَ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ذٰلِكَ.
فَخُّ ٱلصَّنَمِيَّةِ
٤-٦ حَسَبَ ٱلتَّثْنِيَة ١١:١٠-١٥، مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ ٱلزِّرَاعَةِ فِي مِصْرَ وَأَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ؟
٤ خَدَعَ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِذَكَاءٍ لِيَعْبُدُوا ٱلْأَصْنَامَ. كَيْفَ ذٰلِكَ؟ لَقَدِ ٱسْتَغَلَّ حَاجَتَهُمْ إِلَى تَأْمِينِ ٱلطَّعَامِ. فَحِينَ دَخَلُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ، لَزِمَ أَنْ يُغَيِّرُوا طَرِيقَتَهُمْ فِي ٱلزِّرَاعَةِ. فَفِي مِصْرَ، كَانُوا يَسْقُونَ ٱلْمَزْرُوعَاتِ مِنْ نَهْرِ ٱلنِّيلِ. أَمَّا فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ، فَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ نَهْرٌ كَبِيرٌ. بَلِ ٱعْتَمَدَتِ ٱلزِّرَاعَةُ عَلَى ٱلْأَمْطَارِ وَٱلنَّدَى. (اقرإ التثنية ١١:١٠-١٥؛ اش ١٨:٤، ٥) لِذَا لَزِمَ أَنْ يَتَعَلَّمُوا أَسَالِيبَ جَدِيدَةً لِلزِّرَاعَةِ. وَهٰذَا لَيْسَ سَهْلًا. فَمُعْظَمُ ٱلَّذِينَ كَانَ لَدَيْهِمْ خِبْرَةٌ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ مَاتُوا فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.
٥ وَقَدْ أَوْضَحَ يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ أَنَّ ظُرُوفَهُمْ تَغَيَّرَتْ. ثُمَّ أَعْطَاهُمْ تَحْذِيرًا قَدْ يَبْدُو غَيْرَ مُرْتَبِطٍ بِمَوْضُوعِ ٱلزِّرَاعَةِ. قَالَ لَهُمْ: «اِحْذَرُوا لِأَنْفُسِكُمْ أَنْ تَنْغَوِيَ قُلُوبُكُمْ، فَتَحِيدُوا وَتَعْبُدُوا آلِهَةً أُخْرَى وَتَسْجُدُوا لَهَا». (تث ١١:١٦، ١٧) فَلِمَاذَا حَذَّرَهُمْ مِنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ وَهُوَ يَتَكَلَّمُ عَنْ تَعَلُّمِ أَسَالِيبَ جَدِيدَةٍ لِلزِّرَاعَةِ؟
٦ عَرَفَ يَهْوَهُ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ سَيَمِيلُونَ إِلَى ٱلتَّعَلُّمِ مِنَ ٱلْأُمَمِ ٱلْوَثَنِيَّةِ حَوْلَهُمْ. فَهٰؤُلَاءِ ٱلشُّعُوبُ كَانُوا أَكْثَرَ خِبْرَةً فِي ٱلزِّرَاعَةِ، وَسَيُعَلِّمُونَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَسَالِيبَ عد ٢٥:٣، ٥؛ قض ٢:١٣؛ ١ مل ١٨:١٨) لِنَرَ كَيْفَ ٱسْتَطَاعَ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُسَيْطِرَ عَلَى تَفْكِيرِهِمْ.
مُفِيدَةً. إِلَّا أَنَّ ذٰلِكَ سَيُعَرِّضُهُمْ لِلْخَطَرِ. فَٱلْمُزَارِعُونَ ٱلْكَنْعَانِيُّونَ عَبَدُوا ٱلْبَعْلَ وَآمَنُوا أَنَّهُ مَالِكُ ٱلسَّمَاءِ وَمُعْطِي ٱلْمَطَرِ. وَيَهْوَهُ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَنْخَدِعَ شَعْبُهُ بِهٰذِهِ ٱلْمُعْتَقَدَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ. لٰكِنْ لِلْأَسَفِ، ٱخْتَارَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ أَنْ يَعْبُدُوا ٱلْبَعْلَ. (أَسَالِيبُ ٱلشَّيْطَانِ فِي ٱلْمَاضِي
٧ كَيْفَ ٱمْتُحِنَ إِيمَانُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَمَا دَخَلُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ؟
٧ اِسْتَعْمَلَ ٱلشَّيْطَانُ ثَلَاثَةَ أَسَالِيبَ لِيُسَيْطِرَ عَلَى تَفْكِيرِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. أَوَّلًا، ٱسْتَغَلَّ رَغْبَتَهُمُ ٱلطَّبِيعِيَّةَ فِي أَنْ يَسْقِيَ ٱلْمَطَرُ أَرْضَهُمْ. فَٱلْأَمْطَارُ فِي أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ كَانَتْ قَلِيلَةً جِدًّا بَيْنَ أَوَاخِرِ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) وَأَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر). لِذَا ٱعْتَمَدَتْ حَيَاةُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَزِرَاعَتُهُمْ عَلَى ٱلْأَمْطَارِ ٱلَّتِي كَانَتْ تَبْدَأُ عَادَةً فِي تِشْرِينَ ٱلْأَوَّلِ (أُكْتُوبِر). وَقَدْ أَقْنَعَ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِأَنْ يَتَمَثَّلُوا بِٱلشُّعُوبِ ٱلْوَثَنِيَّةِ حَوْلَهُمْ. فَهٰؤُلَاءِ ٱلشُّعُوبُ آمَنُوا أَنَّ عَلَيْهِمْ مُمَارَسَةَ طُقُوسٍ مُعَيَّنَةٍ كَيْ تُعْطِيَهُمُ ٱلْآلِهَةُ ٱلْمَطَرَ. وَٱلَّذِينَ إِيمَانُهُمْ بِيَهْوَهَ ضَعِيفٌ صَدَّقُوا أَنَّ هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقَةُ ٱلْوَحِيدَةُ لِيَتَجَنَّبُوا ٱلْجَفَافَ ٱلطَّوِيلَ. فَمَارَسُوا طُقُوسًا وَثَنِيَّةً كَيْ يُرْضُوا ٱلْإِلٰهَ ٱلْبَاطِلَ بَعْلَ.
٨ مَا ٱلْأُسْلُوبُ ٱلثَّانِي ٱلَّذِي ٱتَّبَعَهُ ٱلشَّيْطَانُ؟ أَوْضِحْ.
٨ ثَانِيًا، أَغْرَى ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ. فَقَدْ تَضَمَّنَتْ عِبَادَةُ ٱلشُّعُوبِ ٱلْوَثَنِيَّةِ مُمَارَسَاتٍ جِنْسِيَّةً مُقْرِفَةً، مِثْلَ مُمَارَسَاتِ بَغَايَا وَمَأْبُونِي ٱلْهَيَاكِلِ. كَمَا أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْأُمَمَ تَقَبَّلُوا ٱلْمِثْلِيَّةَ ٱلْجِنْسِيَّةَ وَغَيْرَهَا مِنْ أَشْكَالِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ، حَتَّى إِنَّهُمُ ٱعْتَبَرُوهَا أَمْرًا طَبِيعِيًّا. (تث ٢٣:١٧، ١٨؛ ١ مل ١٤:٢٤) وَآمَنُوا أَنَّهَا تُرْضِي ٱلْآلِهَةَ فَتَجْعَلُ أَرْضَهُمْ مُثْمِرَةً. وَقَدِ ٱنْجَذَبَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ إِلَى هٰذِهِ ٱلْمُمَارَسَاتِ، وَٱنْجَرُّوا وَرَاءَ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. وَهٰكَذَا نَجَحَ ٱلشَّيْطَانُ فِي ٱلسَّيْطَرَةِ عَلَى تَفْكِيرِهِمْ.
٩ بِنَاءً عَلَى هُوشَع ٢:١٦، ١٧، كَيْفَ أَنْسَى ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مَنْ هُوَ يَهْوَهُ؟
٩ ثَالِثًا، أَنْسَى ٱلشَّيْطَانُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مَنْ هُوَ يَهْوَهُ. فَفِي أَيَّامِ ٱلنَّبِيِّ إِرْمِيَا، قَالَ يَهْوَهُ إِنَّ ٱلْأَنْبِيَاءَ ٱلْكَذَبَةَ جَعَلُوا شَعْبَهُ يَنْسَوْنَ ٱسْمَهُ «لِأَجْلِ ٱلْبَعْلِ». (ار ٢٣:٢٧) فَكَمَا يَبْدُو، لَمْ يَعُدِ ٱلشَّعْبُ يَسْتَعْمِلُونَ ٱسْمَ يَهْوَهَ وَأَبْدَلُوهُ بِٱلْٱسْمِ بَعْلَ ٱلَّذِي مَعْنَاهُ «مَالِكٌ» أَوْ «سَيِّدٌ». وَهٰذَا صَعَّبَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُمَيِّزُوا بَيْنَ يَهْوَهَ وَبَعْلَ، وَسَهَّلَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَخْلِطُوا بَيْنَ عِبَادَةِ يَهْوَهَ وَٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. — اقرأ هوشع ٢:١٦، ١٧.
أَسَالِيبُ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْيَوْمَ
١٠ أَيَّةُ أَسَالِيبَ يَسْتَعْمِلُهَا ٱلشَّيْطَانُ ٱلْيَوْمَ؟
١٠ يَسْتَعْمِلُ ٱلشَّيْطَانُ ٱلْأَسَالِيبَ نَفْسَهَا ٱلْيَوْمَ لِيُسَيْطِرَ عَلَى تَفْكِيرِ ٱلنَّاسِ. فَهُوَ يَسْتَغِلُّ رَغَبَاتِهِمِ ٱلطَّبِيعِيَّةَ، يُغْرِيهِمْ بِٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ، وَيُنْسِيهِمْ مَنْ هُوَ يَهْوَهُ. لِنَتَحَدَّثْ فِي ٱلْبِدَايَةِ عَنْ أُسْلُوبِهِ ٱلْأَخِيرِ.
١١ مَاذَا فَعَلَ ٱلشَّيْطَانُ كَيْ يُنْسِيَ ٱلنَّاسَ مَنْ هُوَ يَهْوَهُ؟
اع ٢٠:٢٩، ٣٠؛ ٢ تس ٢:٣) وَتَعَالِيمُهُمْ جَعَلَتِ ٱلنَّاسَ يَنْسَوْنَ مَنْ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْحَقِيقِيُّ ٱلْوَحِيدُ. فَهُمْ مَثَلًا تَوَقَّفُوا عَنِ ٱسْتِعْمَالِ ٱسْمِ يَهْوَهَ فِي كُتُبِهِمِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، وَأَبْدَلُوهُ بِكَلِمَةِ «رَبٍّ» أَوْ أَلْقَابٍ أُخْرَى. وَهٰذَا صَعَّبَ عَلَى ٱلْقَارِئِ أَنْ يَعْرِفَ ٱسْمَ يَهْوَهَ، وَيُمَيِّزَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ ‹ٱلْأَرْبَابِ› ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (١ كو ٨:٥) كَمَا أَنَّهُمُ ٱسْتَعْمَلُوا كَلِمَةَ «رَبٍّ» لِيُشِيرُوا إِلَى يَهْوَهَ وَيَسُوعَ كِلَيْهِمَا. فَلَمْ يَعُدِ ٱلْفَرْقُ وَاضِحًا بَيْنَ يَهْوَهَ وَٱبْنِهِ. (يو ١٧:٣) وَهٰذَا أَدَّى إِلَى ظُهُورِ عَقِيدَةِ ٱلثَّالُوثِ ٱلَّتِي لَا أَسَاسَ لَهَا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَنَتِيجَةَ ذٰلِكَ، يَشْعُرُ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱللهَ إِلٰهٌ غَامِضٌ يَسْتَحِيلُ أَنْ يَعْرِفُوهُ. فَيَا لَهَا مِنْ كِذْبَةٍ! — اع ١٧:٢٧.
١١ يُنْسِي ٱلشَّيْطَانُ ٱلنَّاسَ مَنْ هُوَ يَهْوَهُ. بَعْدَ مَوْتِ ٱلرُّسُلِ، بَدَأَ ٱلْمُرْتَدُّونَ يَنْشُرُونَ تَعَالِيمَ خَاطِئَةً. (١٢ أَيَّةُ مُمَارَسَاتٍ يَتَقَبَّلُهَا ٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ حَسَبَ رُومَا ١:٢٨-٣١؟
١٢ يُغْرِي ٱلشَّيْطَانُ ٱلنَّاسَ بِٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ. اِسْتَعْمَلَ ٱلشَّيْطَانُ هٰذَا ٱلْأُسْلُوبَ لِيُغْرِيَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا. وَهُوَ يَسْتَعْمِلُهُ ٱلْيَوْمَ أَيْضًا. فَٱلدِّينُ ٱلْبَاطِلُ يَتَقَبَّلُ ٱلْفَسَادَ ٱلْجِنْسِيَّ، حَتَّى إِنَّهُ يَعْتَبِرُهُ أَمْرًا طَبِيعِيًّا. وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟ كَثِيرُونَ مِمَّنْ يَدَّعُونَ عِبَادَةَ ٱللهِ تَخَلَّوْا عَنْ مَقَايِيسِهِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ. وَبُولُسُ تَحَدَّثَ عَنْ ذٰلِكَ فِي رِسَالَتِهِ إِلَى أَهْلِ رُومَا. (اقرأ روما ١:٢٨-٣١.) فَهُوَ أَوْضَحَ أَنَّهُمْ يَفْعَلُونَ «مَا لَا يَلِيقُ». وَهٰذَا يَشْمُلُ ٱلْمِثْلِيَّةَ ٱلْجِنْسِيَّةَ وَغَيْرَهَا مِنْ أَشْكَالِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ. (رو ١:٢٤-٢٧، ٣٢؛ رؤ ٢:٢٠) لِذَا مُهِمٌّ جِدًّا أَنْ نَتْبَعَ بِدِقَّةٍ تَعَالِيمَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْوَاضِحَةَ.
١٣ أَيُّ أُسْلُوبٍ آخَرَ يَسْتَعْمِلُهُ ٱلشَّيْطَانُ؟
١٣ يَسْتَغِلُّ ٱلشَّيْطَانُ رَغَبَاتِنَا ٱلطَّبِيعِيَّةَ. مِنَ ١ تي ٥:٨) وَغَالِبًا مَا نَكْتَسِبُهَا حِينَ نَذْهَبُ إِلَى ٱلْمَدْرَسَةِ وَنَدْرُسُ بِٱجْتِهَادٍ. وَلٰكِنْ يَلْزَمُ أَنْ نَنْتَبِهَ. فَفِي بُلْدَانٍ كَثِيرَةٍ، لَا يَكْتَسِبُ ٱلتَّلَامِيذُ مَهَارَاتٍ مُفِيدَةً فَقَطْ، بَلْ يَتَعَلَّمُونَ أَيْضًا فَلْسَفَاتِ ٱلْبَشَرِ. فَٱلْمَدَارِسُ تَدْفَعُهُمْ مَثَلًا أَنْ يُشَكِّكُوا فِي وُجُودِ ٱللهِ وَيَسْتَخِفُّوا بِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَتُعَلِّمُهُمْ أَيْضًا أَنَّ كُلَّ ٱلْأَذْكِيَاءِ يُؤْمِنُونَ بِنَظَرِيَّةِ ٱلتَّطَوُّرِ. (رو ١:٢١-٢٣) لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلتَّعَالِيمَ تَتَنَاقَضُ مَعَ «حِكْمَةِ ٱللهِ». — ١ كو ١:١٩-٢١؛ ٣:١٨-٢٠.
ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ نَرْغَبَ فِي ٱكْتِسَابِ ٱلْمَهَارَاتِ كَيْ نُعِيلَ أَنْفُسَنَا وَعَائِلَاتِنَا. (١٤ كَيْفَ تُؤَثِّرُ فِينَا فَلْسَفَاتُ ٱلْبَشَرِ؟
١٤ تَتَجَاهَلُ فَلْسَفَاتُ ٱلْبَشَرِ مَبَادِئَ يَهْوَهَ، حَتَّى إِنَّهَا تَتَعَارَضُ مَعَهَا. وَهِيَ لَا تُنْتِجُ فِينَا ثَمَرَ رُوحِ ٱللهِ بَلْ «أَعْمَالَ ٱلْجَسَدِ». (غل ٥:١٩-٢٣) وَتُشَجِّعُنَا أَنْ نَكُونَ مَغْرُورِينَ وَمُتَكَبِّرِينَ، وَبِٱلتَّالِي ‹مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِنَا›. (٢ تي ٣:٢-٤) وَهٰذِهِ ٱلصِّفَاتُ هِيَ عَكْسُ ٱلصِّفَاتِ ٱلْحُلْوَةِ كَٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْوَدَاعَةِ ٱلَّتِي يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نُنَمِّيَهَا. (٢ صم ٢٢:٢٨) لٰكِنْ لِلْأَسَفِ، بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ دَرَسُوا فِي ٱلْجَامِعَاتِ سَيْطَرَ عَلَيْهِمْ تَفْكِيرُ ٱلْعَالَمِ. إِلَيْكَ مِثَالًا عَلَى ذٰلِكَ.
١٥-١٦ مَاذَا تَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ؟
١٥ تَقُولُ أُخْتٌ تَخْدُمُ يَهْوَهَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ١٥ سَنَةً: «بَعْدَمَا صِرْتُ شَاهِدَةً لِيَهْوَهَ، قَرَأْتُ
مَقَالَاتٍ وَسَمِعْتُ تَحْذِيرَاتٍ عَنْ مَخَاطِرِ ٱلتَّعَلُّمِ فِي ٱلْجَامِعَةِ. لٰكِنِّي تَجَاهَلْتُهَا كُلَّهَا. شَعَرْتُ أَنَّهَا لَا تَنْطَبِقُ عَلَيَّ». وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟ تُخْبِرُ: «أَخَذَ ٱلدَّرْسُ ٱلْكَثِيرَ مِنْ وَقْتِي وَطَاقَتِي. فَلَمْ يَبْقَ لَدَيَّ وَقْتٌ لِأَفْتَحَ قَلْبِي لِيَهْوَهَ، وَلَا طَاقَةٌ لِأَتَمَتَّعَ بِعَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ وَأُحَضِّرَ لِلِٱجْتِمَاعَاتِ كَمَا يَلْزَمُ. وَلٰكِنْ حِينَ لَاحَظْتُ أَنَّ دِرَاسَتِي تُبْعِدُنِي عَنْ يَهْوَهَ، عَرَفْتُ أَنَّ عَلَيَّ تَرْكَ ٱلْجَامِعَةِ. وَهٰذَا مَا فَعَلْتُهُ».١٦ وَكَيْفَ أَثَّرَ ٱلتَّعْلِيمُ ٱلْعَالِي عَلَى تَفْكِيرِ هٰذِهِ ٱلْأُخْتِ؟ تُجِيبُ: «أَخْجَلُ أَنْ أَعْتَرِفَ، لٰكِنَّ ٱلتَّعْلِيمَ ٱلْجَامِعِيَّ جَعَلَنِي أَنْتَقِدُ ٱلْآخَرِينَ، وَخَاصَّةً ٱلْإِخْوَةَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَصِرْتُ أَتَوَقَّعُ مِنْهُمُ ٱلْكَثِيرَ وَأَعْزِلُ نَفْسِي عَنْهُمْ. وَقَدْ لَزِمَنِي وَقْتٌ طَوِيلٌ لِأَتَوَقَّفَ عَنِ ٱلتَّفْكِيرِ بِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ. عَلَّمَتْنِي هٰذِهِ ٱلتَّجْرِبَةُ كَمْ خَطِيرٌ أَنْ أَتَجَاهَلَ تَحْذِيرَاتِ أَبِي ٱلسَّمَاوِيِّ بِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ. فَيَهْوَهُ يَعْرِفُنِي أَكْثَرَ مِمَّا أَعْرِفُ نَفْسِي. لَيْتَنِي سَمِعْتُ لَهُ!».
١٧ (أ) مَا هُوَ تَصْمِيمُكَ؟ (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٧ صَمِّمْ إِذًا أَلَّا تَدَعَ عَالَمَ ٱلشَّيْطَانِ يُسَيْطِرُ عَلَى تَفْكِيرِكَ «بِٱلْفَلْسَفَةِ وَٱلْخِدَاعِ ٱلْفَارِغِ». وَلَا تَنْخَدِعْ أَبَدًا بِأَسَالِيبِ ٱلشَّيْطَانِ. (١ كو ٣:١٨؛ ٢ كو ٢:١١) فَلَا تَنْسَ مَنْ هُوَ يَهْوَهُ وَكَيْفَ يُرِيدُ أَنْ تَعْبُدَهُ. طَبِّقْ مَبَادِئَهُ ٱلسَّامِيَةَ. وَلَا تَتَجَاهَلْ مَشُورَتَهُ ٱلْحَكِيمَةَ. وَلٰكِنْ مَاذَا تَفْعَلُ إِذَا لَاحَظْتَ أَنَّكَ تَتَأَثَّرُ بِتَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ؟ سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ «نَهْدِمَ» ٱلْأَفْكَارَ وَٱلْعَادَاتِ ٱلَّتِي لَا تُرْضِي ٱللهَ. — ٢ كو ١٠:٤، ٥.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٤٩ تَفْرِيحُ قَلْبِ يَهْوَهَ
^ الفقرة 5 اَلشَّيْطَانُ خَبِيرٌ فِي خِدَاعِ ٱلنَّاسِ. فَهُوَ يُوهِمُ كَثِيرِينَ بِأَنَّهُمْ أَحْرَارٌ مَعَ أَنَّهُمْ فِي ٱلْحَقِيقَةِ تَحْتَ سَيْطَرَتِهِ. سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ثَلَاثَةً مِنْ أَسَالِيبِهِ.
^ الفقرة 48 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: إِسْرَائِيلِيُّونَ يُرَافِقُونَ أَشْخَاصًا كَنْعَانِيِّينَ يُغْرُونَهُمْ بِعِبَادَةِ ٱلْبَعْلِ وَٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ.
^ الفقرة 51 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: إِعْلَانٌ مِنْ إِحْدَى ٱلْكَنَائِسِ يُظْهِرُ أَنَّهَا تَتَقَبَّلُ ٱلْمِثْلِيَّةَ ٱلْجِنْسِيَّةَ.
^ الفقرة 53 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: أُخْتٌ شَابَّةٌ تَدْرُسُ فِي ٱلْجَامِعَةِ. وَتَبْدُو هِيَ وَزُمَلَاؤُهَا مُعْجَبِينَ بِأَفْكَارِ ٱلْأُسْتَاذَةِ ٱلَّتِي تُخْبِرُهُمْ أَنَّ ٱلْعِلْمَ وَٱلتِّكْنُولُوجْيَا سَيَحُلَّانِ مَشَاكِلَ ٱلْبَشَرِ. لَاحِقًا، تَجْلِسُ هٰذِهِ ٱلْأُخْتُ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، وَتَبْدُو ٱنْتِقَادِيَّةً وَغَيْرَ مُهْتَمَّةٍ بِمَا تَسْمَعُهُ.