مقالة الدرس ٢٦
«ارجعوا اليَّ»
«اِرْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجِعْ إِلَيْكُمْ». — مل ٣:٧.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٠٢ لِنَدْعَمِ ٱلضُّعَفَاءَ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ a
١ كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ حِينَ يَرْجِعُ إِلَيْهِ خَرُوفٌ ضَائِعٌ؟
فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، رَأَيْنَا أَنَّ يَهْوَهَ يُشَبِّهُ نَفْسَهُ بِرَاعٍ يُحِبُّ خِرَافَهُ وَيَبْحَثُ عَنْ أَيِّ خَرُوفٍ يَضِيعُ. لِذَا عِنْدَمَا ٱبْتَعَدَ عَنْهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ، دَعَاهُمْ: «اِرْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجِعْ إِلَيْكُمْ». وَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ ‹لَا يَتَغَيَّرُ›، فَهُوَ لَا يَزَالُ يَدْعُو خِرَافَهُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ. (مل ٣:٦، ٧) وَقَدْ أَخْبَرَنَا يَسُوعُ أَنَّ يَهْوَهَ وَٱلْمَلَائِكَةَ يَفْرَحُونَ كَثِيرًا حِينَ يَعُودُ وَلَوْ وَاحِدٌ مِنَ ٱلْخِرَافِ ٱلضَّائِعَةِ. — لو ١٥:١٠، ٣٢.
٢ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٢ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةً مِنْ أَمْثَالِ يَسُوعَ. وَهِيَ سَتُعَلِّمُنَا كَيْفَ نُسَاعِدُ ٱلَّذِينَ ٱبْتَعَدُوا عَنْ يَهْوَهَ. وَسَنَرَى أَيْضًا أَيَّةُ صِفَاتٍ عَلَيْنَا أَنْ نُظْهِرَهَا، وَلِمَ مُهِمٌّ أَنْ نَدْعَمَ ٱلضُّعَفَاءَ.
اَلْبَحْثُ عَنِ ٱلدِّرْهَمِ ٱلضَّائِعِ
٣-٤ فِي ٱلْمَثَلِ ٱلْمَذْكُورِ فِي لُوقَا ١٥:٨-١٠، لِمَاذَا بَحَثَتِ ٱلْمَرْأَةُ جَيِّدًا عَنِ ٱلدِّرْهَمِ؟
٣ يَلْزَمُ أَنْ نَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ كَيْ نَجِدَ ٱلَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى يَهْوَهَ. وَفِي إِنْجِيلِ لُوقَا، أَعْطَى يَسُوعُ مَثَلًا عَنِ ٱمْرَأَةٍ أَضَاعَتْ دِرْهَمًا. وَهٰذَا ٱلْمَثَلُ يُشَدِّدُ عَلَى ٱلْجُهْدِ ٱلْكَبِيرِ ٱلَّذِي بَذَلَتْهُ وَهِيَ تَبْحَثُ عَنْهُ. — اقرأ لوقا ١٥:٨-١٠.
٤ وَلِمَاذَا بَذَلَتِ ٱلْمَرْأَةُ كُلَّ هٰذَا ٱلْجُهْدِ؟ فِي أَيَّامِ يَسُوعَ، كَانَتِ ٱلْأُمُّ أَحْيَانًا تُهْدِي ٱبْنَتَهَا فِي يَوْمِ عُرْسِهَا مَجْمُوعَةً مِنْ عَشَرَةِ دَرَاهِمَ. وَرُبَّمَا ٱلدِّرْهَمُ ٱلَّذِي ضَاعَ هُوَ وَاحِدٌ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَجْمُوعَةِ. لِذَا تُشْعِلُ ٱلْمَرْأَةُ سِرَاجَهَا وَتَبْدَأُ بِٱلْبَحْثِ عَنْهُ. لٰكِنَّهَا لَا تَجِدُهُ. فَرُبَّمَا نُورُ ٱلسِّرَاجِ لَيْسَ كَافِيًا لِتَرَى هٰذِهِ ٱلْقِطْعَةَ ٱلنَّقْدِيَّةَ ٱلصَّغِيرَةَ. فَتُقَرِّرُ أَنْ تُكَنِّسَ بَيْتَهَا كُلَّهُ. وَبَعْدَ جُهْدٍ جَهِيدٍ، تَرَاهُ يَلْمَعُ! فَتَفْرَحُ كَثِيرًا وَتَدْعُو صَدِيقَاتِهَا وَجَارَاتِهَا لِيَفْرَحْنَ مَعَهَا.
٥ لِمَ صَعْبٌ أَحْيَانًا أَنْ نَجِدَ ٱلَّذِينَ ٱبْتَعَدُوا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ؟
٥ وَمِثْلَمَا يَلْزَمُ ٱلْجُهْدُ كَيْ نَجِدَ شَيْئًا ضَائِعًا، يَلْزَمُ ٱلْجُهْدُ أَيْضًا كَيْ نَجِدَ إِخْوَتَنَا ٱلَّذِينَ ٱبْتَعَدُوا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ. فَرُبَّمَا مَرَّتْ سَنَوَاتٌ مُنْذُ أَنْ تَوَقَّفُوا عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ. أَوْ رُبَّمَا ٱنْتَقَلُوا إِلَى مِنْطَقَةٍ أُخْرَى وَٱلْإِخْوَةُ هُنَاكَ لَا يَعْرِفُونَهُمْ. لٰكِنَّنَا مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ مِنْهُمْ يَرْغَبُونَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِمْ أَنْ يَرْجِعُوا. فَهُمْ مُشْتَاقُونَ أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ مِنْ جَدِيدٍ مَعْ شَعْبِهِ. لٰكِنَّهُمْ بِحَاجَةٍ إِلَى مُسَاعَدَتِنَا.
٦ كَيْفَ يُشَارِكُ ٱلْجَمِيعُ فِي ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلْخَامِلِينَ؟
٦ وَمَنْ يُشَارِكُ فِي ٱلْبَحْثِ عَنِ ٱلْخَامِلِينَ؟ كُلُّ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ: اَلشُّيُوخُ، ٱلْفَاتِحُونَ، ٱلْعَائِلَاتُ، وَٱلنَّاشِرُونَ. فَهَلْ لَدَيْكَ صَدِيقٌ أَوْ قَرِيبٌ ٱبْتَعَدَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ؟ هَلِ ٱلْتَقَيْتَ بِشَخْصٍ خَامِلٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ أَوْ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟ أَخْبِرْهُ أَنَّهُ إِذَا أَحَبَّ أَنْ يَزُورَهُ ٱلشُّهُودُ، يُمْكِنُكَ أَنْ تُعْطِيَ عُنْوَانَهُ أَوْ رَقْمَ هَاتِفِهِ لِلشُّيُوخِ فِي جَمَاعَتِكَ.
٧ مَاذَا تَتَعَلَّمُ مِمَّا قَالَهُ تُومَاس؟
٧ وَكَيْفَ يَبْحَثُ ٱلشُّيُوخُ خَاصَّةً عَنِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْخَامِلِينَ؟ لَاحِظْ مَا قَالَهُ شَيْخٌ فِي إِسْبَانِيَا ٱسْمُهُ تُومَاس b سَاعَدَ أَكْثَرَ مِنْ ٤٠ شَخْصًا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ. يُخْبِرُ: «فِي ٱلْبِدَايَةِ، أَسْأَلُ ٱلْإِخْوَةَ عَنْ عَنَاوِينِ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْخَامِلِينَ. وَأَحْيَانًا، أَسْأَلُ ٱلنَّاشِرِينَ إِذَا كَانُوا يَتَذَكَّرُونَ أَحَدًا تَوَقَّفَ عَنْ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. وَمُعْظَمُ ٱلْإِخْوَةِ يُسَاعِدُونَنِي بِحَمَاسَةٍ لِأَنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُشَارِكُوا فِي ٱلْبَحْثِ. وَحِينَ أَزُورُ أَخًا أَوْ أُخْتًا خَامِلَةً، أَسْأَلُهُمْ عَنْ أَوْلَادِهِمْ أَوْ أَقْرِبَائِهِمْ. فَبَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْخَامِلِينَ كَانُوا يَجْلُبُونَ أَوْلَادَهُمْ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. وَرُبَّمَا ٱلْأَوْلَادُ كَانُوا نَاشِرِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَهُمُ ٱلْآنَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ».
سَاعِدْ خِرَافَ يَهْوَهَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ
٨ حَسَبَ ٱلْمَثَلِ فِي لُوقَا ١٥:١٧-٢٤، كَيْفَ عَامَلَ ٱلْأَبُ ٱبْنَهُ ٱلتَّائِبَ؟
٨ أَيَّةُ صِفَاتٍ نَحْتَاجُ إِلَيْهَا كَيْ نُسَاعِدَ خِرَافَ يَهْوَهَ ٱلضَّائِعَةَ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي مَثَلِ يَسُوعَ عَنِ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ. (اقرأ لوقا ١٥:١٧-٢٤.) أَوْضَحَ يَسُوعُ أَنَّ ٱلِٱبْنَ نَدِمَ أَخِيرًا عَلَى مَا فَعَلَهُ، وَقَرَّرَ أَنْ يَعُودَ إِلَى أَبِيهِ. وَمَا إِنْ رَآهُ أَبُوهُ حَتَّى رَكَضَ إِلَيْهِ وَعَانَقَهُ بِمَحَبَّةٍ. فَٱلِٱبْنُ كَانَ يَائِسًا وَضَمِيرُهُ يُعَذِّبُهُ. وَأَحَسَّ أَنَّهُ لَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعَامِلَهُ أَبُوهُ كَٱبْنٍ لَهُ. فَعَبَّرَ عَنْ نَدَمِهِ. وَأَبُوهُ أَحَسَّ بِوَجَعِهِ وَتَعَاطَفَ مَعَهُ، ثُمَّ رَتَّبَ لِوَلِيمَةٍ كَبِيرَةٍ كَيْ يَحْتَفِلَ بِعَوْدَتِهِ، وَأَمَرَ أَنْ تُعْطَى لَهُ أَفْضَلُ ٱلثِّيَابِ. وَهٰكَذَا أَكَّدَ لَهُ أَنَّهُ يُحِبُّهُ وَلَا يَزَالُ يَعْتَبِرُهُ ٱبْنًا لَهُ، لَا مُجَرَّدَ عَامِلٍ عِنْدَهُ.
٩ أَيَّةُ صِفَاتٍ مُهِمَّةٌ كَيْ نُسَاعِدَ ٱلْخَامِلِينَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « كَيْفَ تُسَاعِدُهُمْ؟».)
٩ يَهْوَهُ هُوَ ٱلْأَبُ فِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ. فَهُوَ يُحِبُّ إِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلْخَامِلِينَ وَيُرِيدُ أَنْ يَرْجِعُوا إِلَيْهِ. وَإِذَا تَمَثَّلْنَا بِهِ، نَقْدِرُ أَنْ نُسَاعِدَهُمْ. فَيَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ صَبُورِينَ، مُتَعَاطِفِينَ، وَمُحِبِّينَ. وَلِمَ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتُ مُهِمَّةٌ، وَكَيْفَ نُظْهِرُهَا؟
١٠ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَصْبِرَ عَلَى ٱلضُّعَفَاءِ رُوحِيًّا؟
١٠ عَلَيْنَا أَنْ نَصْبِرَ عَلَى ٱلشَّخْصِ ٱلضَّعِيفِ رُوحِيًّا لِأَنَّهُ يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْوَقْتِ كَيْ يُشْفَى. وَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَانُوا خَامِلِينَ قَالُوا إِنَّهُمْ لَمْ يَتَجَاوَبُوا إِلَّا بَعْدَ عِدَّةِ زِيَارَاتٍ مِنَ ٱلشُّيُوخِ وَٱلْإِخْوَةِ. كَتَبَتْ أُخْتٌ مِنْ جَنُوبِ شَرْقِ آسْيَا ٱسْمُهَا نَانْسِي: «سَاعَدَتْنِي كَثِيرًا صَدِيقَةٌ عَزِيزَةٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. فَهِيَ أَحَبَّتْنِي مِثْلَ أُخْتِهَا ٱلْكَبِيرَةِ وَلَمْ تَتْرُكْنِي أَبَدًا. كَانَتْ تُذَكِّرُنِي بِأَوْقَاتِنَا ٱلْحُلْوَةِ مَعًا، تَسْمَعُ لِي بِصَبْرٍ وَتَنْصَحُنِي. كَانَتْ صَدِيقَةً بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ».
١١ لِمَاذَا ٱلتَّعَاطُفُ مُهِمٌّ؟
١١ اَلتَّعَاطُفُ هُوَ مِثْلُ ٱلدَّوَاءِ لِلْمَشَاعِرِ ٱلْمَجْرُوحَةِ. فَبَعْضُ ٱلْخَامِلِينَ جَرَحَهُمْ مُنْذُ سَنَوَاتٍ شَخْصٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ شَعَرُوا أَنَّهُمْ ظُلِمُوا. وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَنْسَوُا ٱلْمَوْضُوعَ وَيَعُودُوا إِلَى يَهْوَهَ. لِذٰلِكَ يَحْتَاجُونَ إِلَى شَخْصٍ يَسْمَعُهُمْ وَيَتَفَهَّمُ مَشَاعِرَهُمْ. (يع ١:١٩) تَقُولُ مَارِيَّا ٱلَّتِي كَانَتْ خَامِلَةً: «اِحْتَجْتُ إِلَى أَحَدٍ أَبْكِي عَلَى كَتِفِهِ، أَحَدٍ يَسْمَعُنِي بِصَبْرٍ وَيَعْرِفُ كَيْفَ يَنْصَحُنِي».
١٢ أَعْطِ مَثَلًا يُظْهِرُ كَيْفَ يَجْذِبُ يَهْوَهُ ٱلْخَامِلِينَ بِمَحَبَّتِهِ.
١٢ يُشَبِّهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ لِشَعْبِهِ بِرِبَاطٍ أَوْ حَبْلٍ. كَيْفَ ذٰلِكَ؟ تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَغْرَقُ فِي بَحْرٍ هَائِجٍ، فَيَرْمِي لَكَ أَحَدٌ سُتْرَةَ نَجَاةٍ. طَبْعًا، أَنْتَ تُقَدِّرُ مُسَاعَدَتَهُ لِأَنَّ ٱلسُّتْرَةَ تُبْقِيكَ عَائِمًا. لٰكِنَّ ٱلْمِيَاهَ بَارِدَةٌ وَٱلسُّتْرَةُ وَحْدَهَا لَا تَكْفِي كَيْ تُنْقِذَ حَيَاتَكَ. فَأَنْتَ بِحَاجَةٍ إِلَى شَخْصٍ يَرْمِي لَكَ حَبْلًا وَيَسْحَبُكَ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، قَالَ يَهْوَهُ عَنِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلَّذِينَ ٱبْتَعَدُوا عَنْهُ: «بِرُبُطِ ٱلْمَحَبَّةِ، جَذَبْتُهُمْ». (هو ١١:٤) وَكَمَا فِي ٱلْمَاضِي، لَا يَزَالُ يَهْوَهُ يُحِبُّ خُدَّامَهُ ٱلَّذِينَ ٱبْتَعَدُوا عَنْهُ، وَيُرِيدُ أَنْ يُنْقِذَهُمْ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ وَٱلْهُمُومِ ٱلَّتِي يَغْرَقُونَ فِيهَا. وَقَدْ يَسْتَخْدِمُكَ أَنْتَ لِتُظْهِرَ لَهُمْ مَحَبَّتَهُ.
١٣ كَيْفَ يُظْهِرُ مَا حَصَلَ مَعْ بَابْلُو أَهَمِّيَّةَ ٱلْمَحَبَّةِ؟
١٣ مُهِمٌّ جِدًّا أَنْ نُؤَكِّدَ لِلْخَامِلِينَ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّهُمْ، وَأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا نُحِبُّهُمْ. يَقُولُ بَابْلُو ٱلْمَذْكُورُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ وَٱلَّذِي بَقِيَ خَامِلًا أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ سَنَةً: «ذَاتَ صَبَاحٍ، فِيمَا كُنْتُ أُغَادِرُ مَنْزِلِي، ٱلْتَقَيْتُ بِأُخْتٍ كَبِيرَةٍ فِي ٱلْعُمْرِ تَكَلَّمَتْ مَعِي بِلُطْفٍ وَمَحَبَّةٍ. فَبَدَأْتُ أَبْكِي مِثْلَ ٱلْوَلَدِ ٱلصَّغِيرِ. وَقُلْتُ لَهَا إِنَّ يَهْوَهَ أَرْسَلَهَا. وَفِي تِلْكَ ٱللَّحْظَةِ، قَرَّرْتُ أَنْ أَرْجِعَ إِلَى يَهْوَهَ».
اِدْعَمِ ٱلضُّعَفَاءَ بِمَحَبَّةٍ
١٤ حَسَبَ ٱلْمَثَلِ فِي لُوقَا ١٥:٤، ٥، مَاذَا فَعَلَ ٱلرَّاعِي بَعْدَ أَنْ وَجَدَ ٱلْخَرُوفَ؟
١٤ يَحْتَاجُ ٱلْخَامِلُونَ إِلَى دَعْمٍ مُسْتَمِرٍّ. فَمِثْلَ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ، رُبَّمَا مَشَاعِرُهُمْ مَجْرُوحَةٌ أَوْ صَارُوا ضُعَفَاءَ رُوحِيًّا بِسَبَبِ مَا مَرُّوا بِهِ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ. لِذَا يَلْزَمُ أَنْ نُسَاعِدَهُمْ كَيْ يُقَوُّوا إِيمَانَهُمْ بِيَهْوَهَ. وَفِي مَثَلِ ٱلْخَرُوفِ ٱلضَّائِعِ، قَالَ يَسُوعُ إِنَّ ٱلرَّاعِيَ حَمَلَ ٱلْخَرُوفَ عَلَى كَتِفَيْهِ وَأَعَادَهُ إِلَى ٱلْقَطِيعِ. فَمَعْ أَنَّ ٱلرَّاعِيَ صَرَفَ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَٱلْجُهْدِ لِيَجِدَ ٱلْخَرُوفَ، لَمْ يَتْرُكْهُ يَعُودُ وَحْدَهُ إِلَى ٱلْقَطِيعِ. فَهُوَ عَرَفَ أَنَّهُ ضَعِيفٌ جِدًّا وَلَا يَقْدِرُ أَنْ يَرْجِعَ وَحْدَهُ. — اقرأ لوقا ١٥:٤، ٥.
١٥ كَيْفَ نَدْعَمُ ٱلضُّعَفَاءَ رُوحِيًّا؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « كُرَّاسَةٌ تَصِلُ إِلَى قُلُوبِهِمْ».)
١٥ لَا شَكَّ أَنَّنَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلْوَقْتِ وَٱلْجُهْدِ لِنُسَاعِدَ ٱلْخَامِلِينَ أَنْ يَتَغَلَّبُوا عَلَى ضَعَفَاتِهِمْ. وَلٰكِنْ مِنْ خِلَالِ رُوحِ يَهْوَهَ وَٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَمَطْبُوعَاتِنَا، نَقْدِرُ أَنْ نُسَاعِدَهُمْ كَيْ يَعُودُوا أَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا. (رو ١٥:١) كَيْفَ ذٰلِكَ؟ يَقُولُ شَيْخٌ لَدَيْهِ خِبْرَةٌ: «مُعْظَمُ ٱلْخَامِلِينَ ٱلَّذِينَ يُقَرِّرُونَ أَنْ يَعُودُوا إِلَى يَهْوَهَ بِحَاجَةٍ إِلَى دَرْسٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ». c فَإِذَا طُلِبَ مِنْكَ أَنْ تَدْرُسَ مَعْ أَخٍ خَامِلٍ، فَلَا تَتَرَدَّدْ فِي قُبُولِ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازِ. يَقُولُ هٰذَا ٱلشَّيْخُ أَيْضًا: «يَجِبُ أَنْ يَكُونَ اَلنَّاشِرُ ٱلَّذِي يُدِيرُ ٱلدَّرْسَ صَدِيقًا حَقِيقِيًّا، شَخْصًا يَقْدِرُ ٱلْخَامِلُ أَنْ يَثِقَ بِهِ».
فَرَحٌ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ
١٦ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ يُسَاعِدُونَنَا أَنْ نَجِدَ ٱلْخَامِلِينَ؟
١٦ تُظْهِرُ ٱخْتِبَارَاتٌ كَثِيرَةٌ أَنَّ ٱلْمَلَائِكَةَ يُسَاعِدُونَنَا أَنْ نَجِدَ ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي ٱلْعَوْدَةِ إِلَى يَهْوَهَ. (رؤ ١٤:٦) مَثَلًا، كَانَ أَخٌ مِنَ ٱلْإِكْوَادُور ٱسْمُهُ سِيلْفِيُو يُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَهُ كَيْ يَعُودَ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ. وَقَبْلَ أَنْ يُنْهِيَ صَلَاتَهُ، دَقَّ شَيْخَانِ عَلَى ٱلْبَابِ. وَفَرِحَا كَثِيرًا بِأَنْ يُقَدِّمَا لَهُ فَوْرًا ٱلْمُسَاعَدَةَ ٱلَّتِي صَلَّى مِنْ أَجْلِهَا.
١٧ كَيْفَ نَشْعُرُ حِينَ نُسَاعِدُ ٱلْخَامِلِينَ؟
١٧ نَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ نُسَاعِدُ شَخْصًا ضَعِيفًا رُوحِيًّا أَنْ يَعُودَ إِلَى يَهْوَهَ. يَقُولُ فَاتِحٌ ٱسْمُهُ سِلْفَادُور يَهْتَمُّ خُصُوصًا بِٱلْأَشْخَاصِ ٱلْخَامِلِينَ: «لَا أَقْدِرُ أَحْيَانًا أَنْ أَحْبِسَ دُمُوعِي. فَأَنَا أَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ أُفَكِّرُ أَنَّ يَهْوَهَ أَنْقَذَ أَحَدَ خِرَافِهِ مِنْ عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، وَأَنَّهُ ٱسْتَخْدَمَنِي أَنَا كَيْ أُسَاعِدَ هٰذَا ٱلْخَرُوفَ ٱلْغَالِيَ عَلَى قَلْبِهِ». — اع ٢٠:٣٥.
١٨ إِذَا كُنْتَ بَعِيدًا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ، فَأَيَّةُ أَفْكَارٍ جَيِّدٌ أَنْ لَا تَنْسَاهَا؟
١٨ إِذَا كُنْتَ بَعِيدًا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ، فَلَا تَظُنَّ أَنَّ يَهْوَهَ نَسِيَكَ. عَلَى ٱلْعَكْسِ، هُوَ يُحِبُّكَ كَثِيرًا وَيُرِيدُ أَنْ تَرْجِعَ إِلَيْهِ. طَبْعًا، عَلَيْكَ أَنْ تَأْخُذَ بَعْضَ ٱلْخُطُوَاتِ كَيْ تَرْجِعَ. لٰكِنْ كَٱلْأَبِ فِي مَثَلِ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ، يَهْوَهُ يَنْتَظِرُ بِشَوْقٍ أَنْ تَعُودَ إِلَيْهِ وَإِلَى إِخْوَتِكَ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٠٣ اَلرُّعَاةُ عَطَايَا فِي رِجَالٍ
a يَدْعُو يَهْوَهُ ٱلَّذِينَ ٱبْتَعَدُوا عَنْهُ: «اِرْجِعُوا إِلَيَّ». وَنَحْنُ نَقْدِرُ أَنْ نُسَاعِدَهُمْ كَيْ يَقْبَلُوا هٰذِهِ ٱلدَّعْوَةَ. كَيْفَ؟ هٰذَا مَا سَنُنَاقِشُهُ ٱلْآنَ.
b بَعْضُ ٱلْأَسْمَاءِ مُسْتَعَارَةٌ.
c يَسْتَفِيدُ ٱلْخَامِلُونَ حِينَ يَدْرُسُونَ فُصُولًا مِنْ كِتَابِ اِحْفَظُوا أَنْفُسَكُمْ فِي مَحَبَّةِ ٱللّٰهِ أَوْ اِقْتَرِبْ إِلَى يَهْوَهَ. وَلَجْنَةُ ٱلْخِدْمَةِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ تُقَرِّرُ مَنِ ٱلشَّخْصُ ٱلْمُنَاسِبُ لِيُدِيرَ ٱلدَّرْسَ.
d وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ يُسَاعِدُونَ أَخًا خَامِلًا يُرِيدُ أَنْ يَعُودَ إِلَى يَهْوَهَ. فَهُمْ يَبْقَوْنَ عَلَى ٱتِّصَالٍ بِهِ، يُظْهِرُونَ لَهُ مَحَبَّتَهُمْ، وَيَسْتَمِعُونَ إِلَيْهِ بِتَعَاطُفٍ.