الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٤

‏«وحِّد قلبي ليخاف اسمك»‏

‏«وحِّد قلبي ليخاف اسمك»‏

‏«وَحِّدْ قَلْبِي لِيَخَافَ ٱسْمَكَ.‏ أَحْمَدُكَ يَا يَهْوَهُ إِلٰهِي بِكُلِّ قَلْبِي».‏ —‏ مز ٨٦:‏١١،‏ ١٢‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٧ يَهْوَهُ يَا قُوَّتِي

لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ a

١ مَا مَعْنَى أَنْ نَخَافَ ٱللّٰهَ،‏ وَلِمَ ذٰلِكَ مُهِمٌّ؟‏

 نَحْنُ نُحِبُّ ٱللّٰهَ وَنَخَافُهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ.‏ وَهٰذَا غَرِيبٌ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْبَعْضِ.‏ فَهُمْ يَظُنُّونَ أَنَّ ٱلْخَوْفَ يَعْنِي ٱلرُّعْبَ فَقَطْ.‏ لٰكِنَّنَا نَتَكَلَّمُ عَنْ نَوْعٍ آخَرَ مِنَ ٱلْخَوْفِ.‏ فَحِينَ نَقُولُ إِنَّنَا نَخَافُ ٱللّٰهَ،‏ نَقْصِدُ أَنَّنَا نَحْتَرِمُهُ كَثِيرًا وَلَا نُحِبُّ أَنْ نُحْزِنَهُ.‏ فَنَحْنُ لَا نُرِيدُ أَنْ نَخْسَرَ صَدَاقَتَهُ.‏ —‏ مز ١١١:‏١٠؛‏ ام ٨:‏١٣‏.‏

٢ أَيُّ أَمْرَيْنِ سَنُنَاقِشُهُمَا بِنَاءً عَلَى ٱلْمَزْمُور ٨٦:‏١١‏؟‏

٢ اقرإ المزمور ٨٦:‏١١‏.‏ وَاضِحٌ مِنْ صَلَاةِ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ أَنَّهُ عَرَفَ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ نَخَافَ ٱللّٰهَ.‏ فَكَيْفَ نُطَبِّقُ كَلِمَاتِهِ؟‏ سَنَتَحَدَّثُ فِي ٱلْبِدَايَةِ لِمَ يَلْزَمُ أَنْ نَخَافَ ٱسْمَ ٱللّٰهِ.‏ ثُمَّ سَنُنَاقِشُ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نَخَافُهُ فِي حَيَاتِنَا ٱلْيَوْمِيَّةِ.‏

لِمَ نَخَافُ ٱسْمَ يَهْوَهَ؟‏

٣ أَيَّةُ حَادِثَةٍ شَجَّعَتْ مُوسَى أَنْ يَخَافَ ٱسْمَ ٱللّٰهِ دَائِمًا؟‏

٣ فِي إِحْدَى ٱلْمَرَّاتِ،‏ حِينَ كَانَ مُوسَى عَلَى جَبَلِ حُورِيبَ،‏ أَرَاهُ يَهْوَهُ لَمْحَةً عَنْ مَجْدِهِ.‏ تَخَيَّلْ كَيْفَ أَحَسَّ مُوسَى!‏ يَقُولُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ إِنَّ مَا حَصَلَ مَعَهُ هُوَ مِنَ ٱلْحَوَادِثِ ٱلْقَلِيلَةِ ٱلَّتِي تُحَسِّسُ ٱلشَّخْصَ بِٱلرَّهْبَةِ وَٱلذُّهُولِ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ.‏ ثُمَّ سَمِعَ مُوسَى كَلِمَاتٍ قَالَهَا مَلَاكٌ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ:‏ «يَهْوَهُ يَهْوَهُ إِلٰهٌ رَحِيمٌ وَحَنُونٌ،‏ صَبُورٌ،‏ وَوَلِيٌّ جِدًّا وَأَمِينٌ.‏ يُظْهِرُ ٱلْوَلَاءَ لِأُلُوفِ ٱلْأَجْيَالِ،‏ وَيُسَامِحُ عَلَى ٱلذَّنْبِ وَٱلتَّمَرُّدِ وَٱلْخَطِيَّةِ».‏ (‏خر ٣٣:‏١٧-‏٢٣؛‏ ٣٤:‏٥-‏٧‏)‏ وَرُبَّمَا مَرَّتْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةُ فِي بَالِ مُوسَى حِينَ كَانَ يَذْكُرُ ٱسْمَ يَهْوَهَ.‏ لِذَا لَا نَسْتَغْرِبُ أَنَّهُ أَوْصَى ٱلشَّعْبَ لَاحِقًا أَنْ ‹يَخَافُوا هٰذَا ٱلِٱسْمَ ٱلْمَجِيدَ وَٱلْمَخُوفَ›.‏ —‏ تث ٢٨:‏٥٨‏.‏

٤ كَيْفَ يَزِيدُ ٱحْتِرَامُنَا لِيَهْوَهَ؟‏

٤ نَحْنُ أَيْضًا،‏ حِينَ نُفَكِّرُ فِي ٱسْمِ يَهْوَهَ،‏ جَيِّدٌ أَنْ نَتَذَكَّرَ صِفَاتِ ٱلْإِلٰهِ ٱلَّذِي يَحْمِلُ هٰذَا ٱلِٱسْمَ.‏ فَيَهْوَهُ قَوِيٌّ،‏ حَكِيمٌ،‏ عَادِلٌ،‏ وَمُحِبٌّ.‏ وَعِنْدَمَا نَتَأَمَّلُ فِي هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ وَغَيْرِهَا،‏ يَزِيدُ ٱحْتِرَامُنَا لَهُ.‏ —‏ مز ٧٧:‏١١-‏١٥‏.‏

٥-‏٦ (‏أ)‏ مَا مَعْنَى ٱلِٱسْمِ يَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ حَسَبَ ٱلْخُرُوج ٣:‏١٣،‏ ١٤ وَإِشَعْيَا ٦٤:‏٨‏،‏ بِأَيَّةِ طَرِيقَتَيْنِ يُحَقِّقُ يَهْوَهُ مَشِيئَتَهُ؟‏

٥ وَمَا مَعْنَى ٱلِٱسْمِ يَهْوَهَ؟‏ يَعْتَقِدُ عُلَمَاءُ كَثِيرُونَ أَنَّ هٰذَا ٱلِٱسْمَ يَعْنِي «يُصَيِّرُ».‏ وَهٰذَا ٱلْمَعْنَى يُذَكِّرُنَا أَنْ لَا شَيْءَ يَمْنَعُ يَهْوَهَ أَنْ يَفْعَلَ مَا يُرِيدُهُ.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏

٦ يَصِيرُ يَهْوَهُ كُلَّ مَا يَلْزَمُ كَيْ يُتَمِّمَ قَصْدَهُ.‏ ‏(‏اقرإ الخروج ٣:‏١٣،‏ ١٤‏.‏)‏ وَكَثِيرًا مَا تُشَجِّعُنَا مَطْبُوعَاتُنَا أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي هٰذَا ٱلْجَانِبِ ٱلْمُذْهِلِ مِنْ شَخْصِيَّةِ إِلٰهِنَا.‏ أَيْضًا،‏ يُصَيِّرُ يَهْوَهُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ مَا يَلْزَمُ كَيْ يَخْدُمُوهُ وَيُتَمِّمُوا قَصْدَهُ.‏ ‏(‏اقرأ اشعيا ٦٤:‏٨‏.‏)‏ وَبِهَاتَيْنِ ٱلطَّرِيقَتَيْنِ يُحَقِّقُ يَهْوَهُ مَشِيئَتَهُ.‏ فَلَا شَيْءَ يُوقِفُهُ عَنْ فِعْلِ مَا يُرِيدُهُ.‏ —‏ اش ٤٦:‏١٠،‏ ١١‏.‏

٧ كَيْفَ نَزِيدُ تَقْدِيرَنَا لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ؟‏

٧ وَيَزِيدُ تَقْدِيرُنَا لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ عِنْدَمَا نُفَكِّرُ فِي مَا فَعَلَهُ وَمَا يُمَكِّنُنَا مِنْ فِعْلِهِ.‏ مَثَلًا،‏ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي ٱلطَّبِيعَةِ،‏ تُذْهِلُنَا خَلِيقَتُهُ ٱلرَّائِعَةُ.‏ (‏مز ٨:‏٣،‏ ٤‏)‏ وَحِينَ نُفَكِّرُ كَيْفَ يُصَيِّرُنَا كَيْ نَفْعَلَ مَشِيئَتَهُ،‏ يَزِيدُ ٱحْتِرَامُنَا لَهُ.‏ حَقًّا،‏ ٱسْمُ يَهْوَهَ عَظِيمٌ جِدًّا.‏ فَهُوَ يَدُلُّ عَلَى كُلِّ صِفَاتِ يَهْوَهَ،‏ كُلِّ مَا فَعَلَهُ،‏ وَكُلِّ مَا سَيَفْعَلُهُ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ —‏ مز ٨٩:‏٧،‏ ٨‏.‏

‏«أُعْلِنُ ٱسْمَ يَهْوَهَ»‏

فَرِحَ ٱلشَّعْبُ حِينَ تَعَلَّمُوا تَرْنِيمَةً عَنْ يَهْوَهَ وَصِفَاتِهِ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٨.‏)‏ b

٨ مَاذَا يُرِيدُ يَهْوَهُ حَسَبَ ٱلتَّثْنِيَة ٣٢:‏٢،‏ ٣‏؟‏

٨ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ،‏ عَلَّمَ يَهْوَهُ مُوسَى تَرْنِيمَةً.‏ (‏تث ٣١:‏١٩‏)‏ وَطَلَبَ مِنْهُ أَنْ يُعَلِّمَهَا لِلشَّعْبِ.‏ ‏(‏اقرإ التثنية ٣٢:‏٢،‏ ٣‏.‏)‏ وَيَبْدُو وَاضِحًا مِنَ ٱلْعَدَدَيْنِ ٢ وَ ٣ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يُرِيدُ أَنْ يُخْفِيَ ٱلْبَشَرُ ٱسْمَهُ وَيَعْتَبِرُوهُ أَقْدَسَ مِنْ أَنْ يُلْفَظَ.‏ بَلْ يُرِيدُ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْجَمِيعُ ٱسْمَهُ.‏ وَكَانَ ٱمْتِيَازًا كَبِيرًا لِلشَّعْبِ أَنْ يَتَعَلَّمُوا عَنْ يَهْوَهَ وَٱسْمِهِ ٱلْعَظِيمِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ مَا تَعَلَّمُوهُ قَوَّاهُمْ وَأَنْعَشَهُمْ،‏ مِثْلَمَا يُنْعِشُ ٱلْمَطَرُ ٱلْعُشْبَ ٱلْأَخْضَرَ.‏ وَمَاذَا عَنَّا؟‏ كَيْفَ يَكُونُ تَعْلِيمُنَا مُنْعِشًا لِلْآخَرِينَ؟‏

٩ كَيْفَ نُسَاهِمُ فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِ يَهْوَهَ؟‏

٩ أَثْنَاءَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْعَلَنِيَّةِ أَوْ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ،‏ مُهِمٌّ أَنْ نُرِيَ ٱلنَّاسَ ٱسْمَ يَهْوَهَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَمُنَاسِبٌ أَيْضًا أَنْ نَسْتَعْمِلَ مَوْقِعَنَا وَمَطْبُوعَاتِنَا وَفِيدْيُوَاتِنَا ٱلَّتِي تُمَجِّدُ يَهْوَهَ.‏ وَأَيْنَمَا كُنَّا،‏ فِي ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْمَدْرَسَةِ أَوْ خِلَالَ ٱلسَّفَرِ،‏ جَيِّدٌ أَنْ نَتَحَدَّثَ عَنْ إِلٰهِنَا وَصِفَاتِهِ ٱلْجَمِيلَةِ.‏ وَعِنْدَمَا نُخْبِرُ ٱلنَّاسَ عَنْ وُعُودِهِ ٱلرَّائِعَةِ،‏ قَدْ يَشْعُرُونَ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ بِمَحَبَّتِهِ.‏ وَهٰكَذَا نُسَاهِمُ فِي تَقْدِيسِ ٱسْمِهِ لِأَنَّنَا نَفْضَحُ ٱلْأَكَاذِيبَ ٱلَّتِي رُبَّمَا تَعَلَّمُوهَا عَنْهُ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ مَا نَقُولُهُ لَهُمْ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ سَيُرِيحُهُمْ وَيُنْعِشُهُمْ.‏ —‏ اش ٦٥:‏١٣،‏ ١٤‏.‏

١٠ لِمَ لَا يَكْفِي أَنْ نُعَلِّمَ تَلَامِيذَنَا مَطَالِبَ ٱللّٰهِ وَشَرَائِعَهُ؟‏

١٠ وَحِينَ نَدْرُسُ مَعْ تَلَامِيذِنَا،‏ يَلْزَمُ أَنْ نُخْبِرَهُمْ عَنِ ٱسْمِ يَهْوَهَ وَنُشَجِّعَهُمْ أَنْ يَسْتَعْمِلُوهُ.‏ وَيَجِبُ أَنْ نُعَلِّمَهُمْ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ هٰذَا ٱلِٱسْمُ.‏ وَلٰكِنْ هَلْ نَنْجَحُ فِي ذٰلِكَ إِذَا عَلَّمْنَاهُمْ مَطَالِبَ ٱللّٰهِ فَقَطْ؟‏ مُهِمٌّ طَبْعًا أَنْ نُعَلِّمَهُمْ هٰذِهِ ٱلْأُمُورَ.‏ وَلٰكِنْ هَلْ نُعَلِّمُهُمْ أَيْضًا أَنْ يُحِبُّوا يَهْوَهَ؟‏ فَيَلْزَمُ أَنْ يُطِيعُوهُ لِأَنَّهُمْ يُحِبُّونَهُ.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ آدَمَ وَحَوَّاءَ عَرَفَا مَاذَا يَطْلُبُ يَهْوَهُ،‏ لٰكِنَّهُمَا لَمْ يُطِيعَاهُ لِأَنَّهُمَا لَمْ يُحِبَّاهُ مَحَبَّةً حَقِيقِيَّةً.‏ (‏تك ٣:‏١-‏٦‏)‏ وَاضِحٌ إِذًا أَنَّهُ لَا يَكْفِي أَنْ نُعَلِّمَ تَلَامِيذَنَا مَطَالِبَ ٱللّٰهِ وَشَرَائِعَهُ.‏

١١ كَيْفَ نُسَاعِدُ تَلَامِيذَنَا أَنْ يُحِبُّوا يَهْوَهَ؟‏

١١ إِنَّ مَطَالِبَ ٱللّٰهِ وَشَرَائِعَهُ هِيَ لِخَيْرِنَا.‏ (‏مز ١١٩:‏٩٧،‏ ١١١،‏ ١١٢‏)‏ وَكَيْ يَرَى تِلْمِيذُكَ ذٰلِكَ،‏ يَلْزَمُ أَنْ يُدْرِكَ فِي ٱلْبِدَايَةِ أَنَّ ٱللّٰهَ وَضَعَهَا لِأَنَّهُ يُحِبُّنَا.‏ فَٱسْأَلْ تِلْمِيذَكَ:‏ «بِرَأْيِكَ،‏ لِمَاذَا يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنَّا أَنْ نَفْعَلَ هٰذَا ٱلْأَمْرَ أَوْ يَمْنَعُنَا عَنْهُ؟‏ مَاذَا يُخْبِرُنَا ذٰلِكَ عَنْ شَخْصِيَّتِهِ؟‏».‏ إِذَا سَاعَدْتَ تِلْمِيذَكَ أَنْ يُفَكِّرَ فِي صِفَاتِ يَهْوَهَ وَيُحِبَّ ٱسْمَهُ مَحَبَّةً حَقِيقِيَّةً،‏ يَصِلُ ٱلْحَقُّ إِلَى قَلْبِهِ.‏ وَهٰكَذَا لَنْ يُحِبَّ ٱلشَّرَائِعَ فَقَطْ،‏ بَلِ ٱلْإِلٰهَ ٱلَّذِي وَضَعَهَا.‏ (‏مز ١١٩:‏٦٨‏)‏ فَيَقْوَى إِيمَانُهُ وَلَا يَسْتَسْلِمُ لِلْإِغْرَاءَاتِ.‏ —‏ ١ كو ٣:‏١٢-‏١٥‏.‏

صَمِّمْ أَنْ ‹تَسِيرَ بِٱسْمِ يَهْوَهَ›‏

سَمَحَ دَاوُدُ لِقَلْبِهِ أَنْ يَنْقَسِمَ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٢.‏)‏

١٢ كَيْفَ ٱنْقَسَمَ قَلْبُ دَاوُدَ،‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏

١٢ طَلَبَ دَاوُدُ أَيْضًا مِنْ يَهْوَهَ فِي ٱلْمَزْمُور ٨٦:‏١١‏:‏ «وَحِّدْ قَلْبِي».‏ وَقَدْ عَرَفَ دَاوُدُ جَيِّدًا كَمْ سَهْلٌ أَنْ يَنْقَسِمَ قَلْبُ ٱلْإِنْسَانِ.‏ فَمَرَّةً،‏ كَانَ عَلَى سَطْحِ بَيْتِهِ وَرَأَى زَوْجَةَ رَجُلٍ آخَرَ تَسْتَحِمُّ.‏ وَهَلْ كَانَ قَلْبُهُ آنَذَاكَ مُوَحَّدًا أَمْ مُنْقَسِمًا؟‏ عَرَفَ دَاوُدُ أَنَّ ٱلشَّرِيعَةَ تَقُولُ:‏ «لَا تَشْتَهِ زَوْجَةَ قَرِيبِكَ».‏ (‏خر ٢٠:‏١٧‏)‏ وَلٰكِنْ كَمَا يَبْدُو،‏ بَقِيَ يَنْظُرُ إِلَى تِلْكَ ٱلْمَرْأَةِ.‏ فَصَارَ قَلْبُهُ مُنْقَسِمًا بَيْنَ رَغْبَتِهِ فِيهَا وَرَغْبَتِهِ فِي إِرْضَاءِ يَهْوَهَ.‏ وَمَعْ أَنَّهُ كَانَ يُحِبُّ يَهْوَهَ وَيَخَافُهُ،‏ ٱسْتَسْلَمَ هٰذِهِ ٱلْمَرَّةَ لِفِعْلِ ٱلْخَطَإِ.‏ فَأَهَانَ ٱسْمَ يَهْوَهَ وَآذَى أَشْخَاصًا أَبْرِيَاءَ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ عَائِلَتُهُ.‏ —‏ ٢ صم ١١:‏١-‏٥،‏ ١٤-‏١٧؛‏ ١٢:‏٧-‏١٢‏.‏

١٣ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ ٱسْتَجَابَ صَلَاةَ دَاوُدَ؟‏

١٣ قَبِلَ دَاوُدُ تَأْدِيبَ يَهْوَهَ وَٱسْتَعَادَ عَلَاقَتَهُ بِهِ.‏ (‏٢ صم ١٢:‏١٣؛‏ مز ٥١:‏٢-‏٤،‏ ١٧‏)‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَنْسَ ٱلْحُزْنَ وَٱلْمَصَائِبَ ٱلَّتِي حَصَلَتْ لِأَنَّهُ سَمَحَ لِقَلْبِهِ أَنْ يَنْقَسِمَ.‏ وَيُمْكِنُ أَنْ تُنْقَلَ كَلِمَاتُهُ فِي ٱلْمَزْمُور ٨٦:‏١١ إِلَى «أَعْطِنِي قَلْبًا غَيْرَ مُنْقَسِمٍ».‏ وَهَلِ ٱسْتَجَابَ يَهْوَهُ صَلَاةَ دَاوُدَ؟‏ نَعَمْ.‏ فَكَلِمَةُ يَهْوَهَ ذَكَرَتْ لَاحِقًا أَنَّ قَلْبَ دَاوُدَ كَانَ «كَامِلًا مَعْ يَهْوَهَ إِلٰهِهِ».‏ —‏ ١ مل ١١:‏٤؛‏ ١٥:‏٣‏.‏

١٤ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٤ نَجِدُ فِي مِثَالِ دَاوُدَ تَشْجِيعًا وَتَحْذِيرًا فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ.‏ فَعَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نَنْتَبِهَ كَيْ لَا يَنْقَسِمَ قَلْبُنَا.‏ وَسَوَاءٌ كُنَّا نَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ أَوْ طَوِيلَةٍ،‏ لِنَسْأَلْ أَنْفُسَنَا:‏ ‹هَلْ أَرْفُضُ إِغْرَاءَاتِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّذِي يُحَاوِلُ أَنْ يَقْسِمَ قَلْبِي؟‏›.‏

سَيُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ بِكُلِّ ٱلطُّرُقِ أَنْ يَقْسِمَ قَلْبَكَ،‏ فَلَا تَسْمَحْ لَهُ!‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٥-‏١٦.‏)‏ c

١٥ كَيْفَ يَحْمِينَا خَوْفُ ٱسْمِ يَهْوَهَ حِينَ نَرَى صُورَةً غَيْرَ لَائِقَةٍ؟‏

١٥ مَثَلًا،‏ إِذَا رَأَيْتَ صُورَةً عَلَى ٱلتِّلِفِزْيُونِ أَوِ ٱلْإِنْتِرْنِت تُحَرِّكُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةَ،‏ فَكَيْفَ تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِكَ؟‏ سَهْلٌ أَنْ تُبَرِّرَ وَتَقُولَ إِنَّ هٰذِهِ ٱلصُّورَةَ أَوِ ٱلْفِيلْمَ لَيْسَ إِبَاحِيًّا.‏ لٰكِنْ فَكِّرْ قَلِيلًا:‏ هَلْ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مُحَاوَلَةً مِنَ ٱلشَّيْطَانِ لِيَقْسِمَ قَلْبَكَ؟‏ (‏٢ كو ٢:‏١١‏)‏ إِلَيْكَ هٰذَا ٱلْمَثَلَ.‏ كَيْ نَفْسَخَ خَشَبَةً،‏ نَسْتَعْمِلُ أَحْيَانًا ٱلْإِسْفِينَ أَوِ ٱلْإِزْمِيلَ.‏ وَهُوَ أَدَاةٌ مَعْدِنِيَّةٌ صَغِيرَةٌ لَهَا طَرَفٌ رَفِيعٌ وَطَرَفٌ سَمِيكٌ.‏ فَنَضَعُ طَرَفَهَا ٱلرَّفِيعَ عَلَى ٱلْخَشَبَةِ،‏ ثُمَّ نَضْرِبُ عَلَى طَرَفِهَا ٱلسَّمِيكِ كَيْ تَدْخُلَ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ.‏ وَفِي ٱلْآخِرِ تَنْقَسِمُ ٱلْخَشَبَةُ.‏ فَهَلْ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ ٱلصُّورَةُ ٱلَّتِي رَأَيْتَهَا مِثْلَ هٰذَا ٱلطَّرَفِ ٱلرَّفِيعِ؟‏ فَمَا يَبْدُو صَغِيرًا وَغَيْرَ مُؤْذٍ قَدْ يَجُرُّكَ بِسُهُولَةٍ إِلَى فِعْلِ ٱلْخَطَإِ،‏ فَيَنْقَسِمُ قَلْبُكَ وَتَخْسَرُ ٱسْتِقَامَتَكَ.‏ لِذَا لَا تَسْمَحْ لِأَيِّ شَيْءٍ غَيْرِ لَائِقٍ أَنْ يَدْخُلَ إِلَى قَلْبِكَ.‏ أَبْقِ قَلْبَكَ مُوَحَّدًا لِيَخَافَ ٱسْمَ يَهْوَهَ.‏

١٦ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ جَيِّدٌ أَنْ تُفَكِّرَ فِيهَا حِينَ تُوَاجِهُ تَجْرِبَةً؟‏

١٦ إِضَافَةً إِلَى ٱلصُّوَرِ غَيْرِ ٱللَّائِقَةِ،‏ يُغْرِينَا ٱلشَّيْطَانُ بِطُرُقٍ كَثِيرَةٍ كَيْ نَفْعَلَ ٱلْخَطَأَ.‏ فَكَيْفَ تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِنَا؟‏ سَهْلٌ أَنْ نَجِدَ ٱلتَّبْرِيرَاتِ وَنُفَكِّرُ:‏ ‹لَنْ أُفْصَلَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ إِذَا فَعَلْتُ ذٰلِكَ.‏ إِذًا هٰذَا لَيْسَ أَمْرًا خَطِيرًا›.‏ لٰكِنَّ هٰذَا ٱلتَّفْكِيرَ خَاطِئٌ.‏ فَٱلْأَفْضَلُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹هَلْ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُغْرِيَنِي لِيَقْسِمَ قَلْبِي؟‏ إِذَا ٱسْتَسْلَمْتُ لِرَغَبَاتِي،‏ فَهَلْ أُهِينُ ٱسْمَ يَهْوَهَ؟‏ هَلْ يُقَرِّبُنِي هٰذَا ٱلتَّصَرُّفُ مِنْ يَهْوَهَ أَمْ يُبْعِدُنِي عَنْهُ؟‏›.‏ تَأَمَّلْ فِي هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ،‏ وَٱطْلُبْ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَكَ كَيْ تُجِيبَ بِصِدْقٍ وَدُونَ أَنْ تَخْدَعَ نَفْسَكَ.‏ (‏يع ١:‏٥‏)‏ وَهٰذَا سَيَحْمِيكَ وَيُقَوِّيكَ لِتَرْفُضَ ٱلتَّجْرِبَةَ بِحَزْمٍ.‏ فَتَكُونُ مِثْلَ يَسُوعَ ٱلَّذِي قَالَ:‏ «اِذْهَبْ يَا شَيْطَانُ!‏».‏ —‏ مت ٤:‏١٠‏.‏

١٧ أَعْطِ مَثَلًا يُوضِحُ لِمَ لَا نَقْدِرُ أَنْ نَخْدُمَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ مُنْقَسِمٍ.‏

١٧ لَا تَقْدِرُ أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ مُنْقَسِمٍ.‏ تَخَيَّلْ فَرِيقًا رِيَاضِيًّا أَعْضَاؤُهُ غَيْرُ مُتَّفِقِينَ.‏ فَبَعْضُهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَلْفِتُوا ٱلنَّظَرَ إِلَى أَنْفُسِهِمْ.‏ وَبَعْضُهُمْ لَا يَلْتَزِمُونَ بِقَوَانِينِ ٱللُّعْبَةِ.‏ وَآخَرُونَ لَا يَحْتَرِمُونَ ٱلْمُدَرِّبَ.‏ بِرَأْيِكَ،‏ هَلْ يَرْبَحُ فَرِيقٌ كَهٰذَا أَيَّةَ مُبَارَاةٍ؟‏ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ لَا.‏ أَمَّا إِذَا كَانَ ٱلْفَرِيقُ مُتَّحِدًا،‏ فَيَكُونُ لَدَيْهِ فُرَصٌ أَكْبَرُ لِلرِّبْحِ.‏ بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ،‏ إِذَا كَانَتْ أَفْكَارُكَ وَرَغَبَاتُكَ وَمَشَاعِرُكَ مُتَّحِدَةً فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ،‏ يَكُونُ قَلْبُكَ مِثْلَ ٱلْفَرِيقِ ٱلنَّاجِحِ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ مُصَمِّمٌ أَنْ يَقْسِمَ قَلْبَكَ.‏ فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ تَكُونَ أَفْكَارُكَ وَرَغَبَاتُكَ وَمَشَاعِرُكَ مُتَضَارِبَةً وَبِعَكْسِ مَبَادِئِ يَهْوَهَ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ أَنْ تَخْدُمَهُ بِقَلْبٍ مُتَّحِدٍ.‏ (‏مت ٢٢:‏٣٦-‏٣٨‏)‏ فَلَا تَدَعِ ٱلشَّيْطَانَ يَقْسِمُ قَلْبَكَ.‏

١٨ بِنَاءً عَلَى مِيخَا ٤:‏٥‏،‏ مَا هُوَ تَصْمِيمُكَ؟‏

١٨ اُطْلُبْ مِنْ يَهْوَهَ مِثْلَمَا طَلَبَ دَاوُدُ:‏ «وَحِّدْ قَلْبِي لِيَخَافَ ٱسْمَكَ».‏ وَصَمِّمْ أَنْ تَعِيشَ حَسَبَ صَلَاتِكَ.‏ أَظْهِرْ كُلَّ يَوْمٍ بِقَرَارَاتِكَ ٱلصَّغِيرَةِ وَٱلْكَبِيرَةِ أَنَّكَ تَحْتَرِمُ ٱسْمَ يَهْوَهَ وَتُرِيدُ أَنْ تُمَجِّدَهُ.‏ (‏ام ٢٧:‏١١‏)‏ وَهٰكَذَا تُبَرْهِنُ أَنَّكَ،‏ مِثْلَ ٱلنَّبِيِّ مِيخَا،‏ تُرِيدُ أَنْ ‹تَسِيرَ بِٱسْمِ يَهْوَهَ إِلَى ٱلدَّهْرِ وَٱلْأَبَدِ›.‏ —‏ مي ٤:‏٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَةُ ٤١ اِسْمَعْ صَلَاتِي

a سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ صَلَاةَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ فِي ٱلْمَزْمُور ٨٦:‏١١،‏ ١٢‏.‏ وَسَنُجِيبُ عَنْ ثَلَاثَةِ أَسْئِلَةٍ:‏ مَا مَعْنَى أَنْ نَخَافَ ٱسْمَ يَهْوَهَ؟‏ لِمَ عَلَيْنَا أَنْ نَخَافَ هٰذَا ٱلِٱسْمَ ٱلْعَظِيمَ؟‏ وَكَيْفَ يَحْمِينَا خَوْفُ ٱللّٰهِ مِنَ ٱلِٱسْتِسْلَامِ لِلْإِغْرَاءَاتِ؟‏

b وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ عَلَّمَ مُوسَى ٱلشَّعْبَ تَرْنِيمَةً مَجَّدَتْ يَهْوَهَ.‏

c وَصْفُ ٱلصُّورَةِ:‏ لَمْ تَرْفُضْ حَوَّاءُ رَغْبَتَهَا ٱلْخَاطِئَةَ.‏ أَمَّا نَحْنُ فَنَرْفُضُ ٱلصُّوَرَ وَٱلرَّسَائِلَ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ وَتُهِينُ ٱسْمَ يَهْوَهَ.‏