الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٢٥

لا تجرح مشاعر «هؤلاء الصغار»‏

لا تجرح مشاعر «هؤلاء الصغار»‏

‏«إيَّاكُم أن تستَخِفُّوا بِأحَدِ هؤُلاءِ الصِّغار».‏ —‏ مت ١٨:‏١٠‏.‏

التَّرنيمَة ١١٣ السَّلامُ نِعمَةٌ مِنَ اللّٰه

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *

١ ماذا يُؤَكِّدُ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا؟‏

يَهْوَه اجتَذَبَ كُلَّ واحِدٍ مِنَّا.‏ (‏يو ٦:‏٤٤‏)‏ فكِّرْ في ما يعنيهِ ذلِك.‏ لقد تطَلَّعَ يَهْوَه إلى كُلِّ النَّاسِ على الأرض.‏ ومِن بَينِ المِليارات،‏ رأى فيكَ أنتَ شَيئًا مُمَيَّزًا:‏ قَلبًا طَيِّبًا يُمكِنُ أن يُحِبَّه.‏ (‏١ اخ ٢٨:‏٩‏)‏ وهذا يُؤَكِّدُ أنَّ يَهْوَه يعرِفُك،‏ يتَفَهَّمُك،‏ ويُحِبُّك.‏ ألا تُشَجِّعُكَ هذِهِ الفِكرَة؟‏

٢ كَيفَ أوْضَحَ يَسُوع أنَّ يَهْوَه يهتَمُّ بِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا؟‏

٢ مِثلَما يهتَمُّ يَهْوَه بك،‏ يهتَمُّ بِكُلِّ واحِدٍ في الجَماعَة.‏ فيَسُوع شبَّهَ يَهْوَه بِراعي.‏ وماذا يفعَلُ الرَّاعي إذا كانَ عِندَهُ ١٠٠ خَروفٍ وشرَدَ واحِد؟‏ «يترُكُ الـ‍ ٩٩ على الجِبالِ ويذهَبُ لِيبحَثَ عنِ الخَروفِ الشَّارِد».‏ وحينَ يجِدُه،‏ لا يُصَرِّخُ علَيه بل يفرَحُ به.‏ فماذا نتَعَلَّم؟‏ كُلُّ خَروفٍ هو غالي على قَلبِ يَهْوَه.‏ قالَ يَسُوع:‏ «لا يرغَبُ أبي الَّذي في السَّماءِ أن يهلَكَ ولَو واحِدٌ مِن هؤُلاءِ الصِّغار».‏ —‏ مت ١٨:‏١٢-‏١٤‏.‏

٣ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟‏

٣ طَبعًا،‏ نَحنُ لا نُريدُ أن نُضايِقَ أيَّ واحِدٍ مِن إخوَتِنا.‏ فكَيفَ نتَجَنَّبُ أن نجرَحَ مَشاعِرَهُم؟‏ وماذا نفعَلُ إذا جرَحَنا أحَد؟‏ ستُجيبُ المَقالَةُ عن هذَينِ السُّؤالَين.‏ ولكنْ لِنرَ أوَّلًا مَن هُم «هؤُلاءِ الصِّغارُ» المَذكورونَ في مَتَّى ١٨‏.‏

مَن هُم «هؤُلاءِ الصِّغار»؟‏

٤ مَن هُم «هؤُلاءِ الصِّغار»؟‏

٤ ‏«هؤُلاءِ الصِّغارُ» هُم كُلُّ تَلاميذِ يَسُوع.‏ فمَهما كانَ عُمرُهُم،‏ هُم «مِثلُ الأوْلادِ الصِّغارِ» لِأنَّهُم مُستَعِدُّونَ دائِمًا لِيتَعَلَّموا مِن يَسُوع.‏ (‏مت ١٨:‏٣‏)‏ ومع أنَّهُم مِن خَلفِيَّاتٍ وحَضاراتٍ مُتَنَوِّعَة ولَدَيهِم شَخصِيَّاتٍ وآراءً مُختَلِفَة،‏ كُلُّهُم يُؤمِنونَ بِالمَسِيح.‏ وهو بِدَورِهِ يُحِبُّهُم كَثيرًا.‏ —‏ مت ١٨:‏٦؛‏ يو ١:‏١٢‏.‏

٥ كَيفَ يشعُرُ يَهْوَه حينَ تُجرَحُ مَشاعِرُ أيٍّ مِن خُدَّامِه؟‏

٥ وكَي نفهَمَ كم يُحِبُّ يَهْوَه «هؤُلاءِ الصِّغار»،‏ لِنُفَكِّرْ كم نُحِبُّ نَحنُ الأوْلادَ الصِّغار.‏ فهُم عَزيزونَ جِدًّا على قَلبِنا.‏ ونُريدُ أن نحمِيَهُم مِنَ الأخطارِ لِأنَّهُم ضِعافٌ وتنقُصُهُمُ الخِبرَةُ والحِكمَة.‏ ومع أنَّنا نتَضايَقُ حينَ تُجرَحُ مَشاعِرُ أيِّ شَخص،‏ نتَضايَقُ أكثَرَ بِكَثيرٍ ونغضَبُ حينَ يجرَحُ أحَدٌ مَشاعِرَ وَلَدٍ صَغير.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ يُريدُ يَهْوَه أن يحمِيَنا.‏ وهو يتَضايَقُ كَثيرًا،‏ لا بل يغضَبُ حينَ تُجرَحُ مَشاعِرُ أيِّ واحِدٍ مِن خُدَّامِه.‏ —‏ اش ٦٣:‏٩؛‏ مر ٩:‏٤٢‏.‏

٦ حَسَبَ ١ كُورِنْثُوس ١:‏٢٦-‏٢٩‏،‏ كَيفَ ينظُرُ العالَمُ إلى تَلاميذِ يَسُوع؟‏

٦ وبِأيِّ مَعنًى آخَرَ تَلاميذُ يَسُوع هُم «صِغار»؟‏ فكِّرْ قَليلًا،‏ مَن هُمُ الأشخاصُ المُهِمُّونَ والكِبارُ في عُيونِ العالَم؟‏ الأغنِياء،‏ المَشهورون،‏ وأصحابُ السُّلطَة.‏ بِالمُقابِل،‏ يستَصغِرُ العالَمُ تَلاميذَ يَسُوع،‏ ويعتَبِرُهُم بِلا أهَمِّيَّة.‏ ‏(‏إقرأ ١ كورنثوس ١:‏٢٦-‏٢٩‏.‏)‏ لكنَّ نَظرَةَ يَهْوَه إلَيهِم تختَلِفُ ١٨٠ دَرَجَة.‏

٧ كَيفَ يُريدُ يَهْوَه أن نُعامِلَ إخوَتَنا؟‏

٧ يَهْوَه يُحِبُّ كُلَّ خُدَّامِه،‏ الجُدُدِ والقُدَماءِ في الحَقّ.‏ وبِما أنَّهُم مُهِمُّونَ في نَظَرِه،‏ يجِبُ أن يكونوا مُهِمِّينَ في نَظَرِنا أيضًا.‏ كما علَينا أن نُحِبَّ ‏«كُلَّ الإخوَة»،‏ لا بَعضَهُم فَقَط.‏ (‏١ بط ٢:‏١٧‏)‏ وبالتَّالي يلزَمُ أن نعمَلَ كُلَّ جُهدِنا لِنحمِيَهُم ونهتَمَّ بهِم.‏ وماذا لَو جرَحْنا مَشاعِرَ أحَدِ الإخوَة؟‏ لا يجِبُ أن نتَجاهَلَ ما حصَل،‏ ونقول:‏ ‹إنَّهُ حَسَّاسٌ زِيادَةً عنِ اللُّزومِ ولا يجِبُ أن يتَضايَقَ إلى هذا الحَدّ›.‏ بَدَلَ ذلِك،‏ لِنُفَكِّرْ ماذا يجعَلُ البَعضَ يتَضايَقون.‏ فبِسَبَبِ تَربِيَتِهِم،‏ يشعُرُ البَعضُ أنَّهُم أدنى مِن غَيرِهِم.‏ أمَّا آخَرون،‏ فهُم جُدُدٌ ولم يتَعَلَّموا بَعد أن يُسامِحوا غَيرَهُم.‏ في كُلِّ الأحوال،‏ علَينا أن نبذُلَ جُهدَنا لِنُصَلِّحَ عَلاقَتَنا معهُم.‏ مِن جِهَةٍ أُخرى،‏ إذا كُنَّا نتَضايَقُ بِسُرعَةٍ مِنَ الآخَرين،‏ يجِبُ أن نعتَرِفَ أنَّها صِفَةٌ بَشِعَة في شَخصِيَّتِنا،‏ ونعمَلَ جُهدَنا لِنُغَيِّرَها.‏ فهذا لِمَصلَحَتِنا ومَصلَحَةِ غَيرِنا.‏

‏‹إعتَبِرِ الآخَرينَ أفضَلَ مِنك›‏

٨ كَيفَ تأثَّرَ تَلاميذُ يَسُوع بِاليَهُودِ في أيَّامِهِم؟‏

٨ لِمَ تحَدَّثَ يَسُوع عن «هؤُلاءِ الصِّغار»؟‏ لِأنَّ تَلاميذَهُ سألوه:‏ «مَن هوَ الأعظَمُ في مَملَكَةِ السَّموات؟‏».‏ (‏مت ١٨:‏١‏)‏ فيَبدو أنَّهُم تأثَّروا بِاليَهُودِ الَّذينَ اهتَمُّوا جِدًّا بِنَظرَةِ المُجتَمَعِ إلَيهِم.‏ يقولُ أحَدُ العُلَماء:‏ «كانَ النَّاسُ يعيشونَ ويموتونَ لِيكسِبوا المَجد،‏ الشُّهرَة،‏ ورِضى الآخَرينَ واحتِرامَهُم».‏

٩ ماذا لزِمَ أن يفعَلَ تَلاميذُ يَسُوع؟‏

٩ عرَفَ يَسُوع أنَّ تَلاميذَهُ يجِبُ أن يبذُلوا جُهدَهُم لِيُغَيِّروا تَفكيرَهُم،‏ ولا يُنافِسوا واحِدُهُمُ الآخَر.‏ لِذا قالَ لهُم:‏ «لِيكُنِ الأعظَمُ بَينَكُم كالأصغَر،‏ والمُتَرَئِّسُ كالخادِم».‏ (‏لو ٢٢:‏٢٦‏)‏ نَحنُ أيضًا،‏ نتَصَرَّفُ «كالأصغَرِ» حينَ ‹نعتَبِرُ الآخَرينَ أفضَلَ مِنَّا›.‏ (‏في ٢:‏٣‏)‏ وكُلَّما زادَ تَواضُعُنا،‏ قلَّ احتِمالُ أن نجرَحَ مَشاعِرَ الآخَرين.‏

١٠ بِمَ ذكَّرَنا بُولُس؟‏

١٠ كُلُّ واحِدٍ مِن إخوَتِنا أفضَلُ مِنَّا في ناحِيَةٍ مُعَيَّنَة.‏ وكَي نرى ذلِك،‏ علَينا أن نُرَكِّزَ على صِفاتِهِمِ الجَيِّدَة.‏ ولْنتَذَكَّرْ أيضًا كَلِماتِ بُولُس:‏ «مَن يجعَلُكَ مُختَلِفًا عن غَيرِك؟‏ بل أيُّ شَيءٍ عِندَكَ لم تنَلْه؟‏ وإن كُنتَ قد نِلتَه،‏ فلِماذا تفتَخِرُ كأنَّكَ لم تنَلْه؟‏».‏ (‏١ كو ٤:‏٧‏)‏ فيلزَمُ أن ننتَبِهَ لِئَلَّا نُبرِزَ أنفُسَنا أو نعتَبِرَ أنَّنا أفضَلُ مِن غَيرِنا.‏ مَثَلًا،‏ إذا كُنتَ تُقَدِّمُ خِطاباتٍ رائِعَة،‏ أو إذا كُنتِ شاطِرَةً في البَدءِ بِدُروس،‏ فتذَكَّرا أن ترُدَّا الفَضلَ دائِمًا إلى يَهْوَه.‏

‏‹سامِحْ مِن قَلبِك›‏

١١ ما الدَّرسُ مِن مَثَلِ المَلِكِ والعَبد؟‏

١١ بَعدَما أوْصى يَسُوع أتباعَهُ أن ‹لا يَستَخِفُّوا بِأحَدِ هؤُلاءِ الصِّغار›،‏ أعطى مَثَلًا عن مَلِكٍ وعَبد.‏ فالمَلِكُ ألغى لِلعَبدِ دَينًا كَبيرًا لا يقدِرُ أبَدًا أن يوفِيَه.‏ ولكنْ بَعدَ ذلِك،‏ رفَضَ العَبدُ أن يُلغِيَ دَينًا أصغَرَ بِكَثيرٍ لِأحَدِ رِفاقِهِ العَبيد.‏ فغضِبَ المَلِكُ جِدًّا مِنَ العَبدِ الَّذي كانَ بِلا رَحمَة،‏ ورماهُ في السِّجن.‏ فما الدَّرسُ مِن هذا المَثَل؟‏ قالَ يَسُوع:‏ «هكَذا سيُعامِلُكُم أبي السَّماوِيُّ إذا لم يُسامِحْ كُلُّ واحِدٍ مِنكُم أخاهُ مِن قَلبِه».‏ —‏ مت ١٨:‏٢١-‏٣٥‏.‏

١٢ كَيفَ نُؤْذي الآخَرينَ حينَ نرفُضُ أن نُسامِح؟‏

١٢ تَصَرُّفاتُ العَبدِ لَم تُؤْذِهِ هو فَقَط،‏ بلِ الآخَرينَ أيضًا.‏ أوَّلًا،‏ آذى بِقَسوَتِهِ رَفيقَهُ العَبدَ حينَ «رَماهُ في السِّجنِ إلى أن يوفِيَ ما علَيه».‏ ثانِيًا،‏ جرَحَ باقي رِفاقِهِ العَبيد.‏ فلمَّا رَأَوْا ما حَدَث،‏ «تَضايَقوا جِدًّا».‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ حينَ نرفُضُ أن نُسامِح،‏ نُؤذي غَيرَنا.‏ أوَّلًا،‏ نجرَحُ الشَّخصَ الَّذي أخطَأَ إلَينا لِأنَّنا لم نُسامِحْه،‏ ورُبَّما أيضًا أخَذنَا مَوقِفًا مِنه.‏ ثانِيًا،‏ نُضايِقُ الإخوَةَ الآخَرينَ في الجَماعَةِ حينَ يُلاحِظونَ أنَّ بَينَنا مُشكِلَة.‏

هل تحقد على إخوتك،‏ أم تسامحهم من قلبك؟‏ (‏أُنظر الفقرتين ١٣-‏١٤.‏)‏ *

١٣ ماذا تتَعَلَّمُ مِمَّا حصَلَ مع كْرِيسْتِل؟‏

١٣ بِالمُقابِل،‏ حينَ نُسامِحُ إخوَتَنا،‏ نستَفيدُ نَحنُ ونُفيدُ غَيرَنا.‏ إلَيكَ ما حدَثَ مع فاتِحَةٍ سندعوها كْرِيسْتِل.‏ فقدْ جرَحَتها إحدى الأخَواتِ في الجَماعَة.‏ تُخبِر:‏ «كَلِماتُها القاسِيَة كانَت تجرَحُني مِثلَ السِّكِّين.‏ لِذا لم أرغَبْ حتَّى أن أذهَبَ معها في الخِدمَة،‏ وبدَأتُ أخسَرُ حَماسَتي وفَرَحي».‏ شعَرَت كْرِيسْتِل أنَّ الحَقَّ معها.‏ مع ذلِك،‏ لم تحقِدْ على الأُختِ أو تُشفِقْ على نَفْسِها.‏ بل طبَّقَتِ النَّصيحَةَ في مَقالَة «‏إغفِروا مِن قَلبِكُم‏» في بُرجِ المُراقَبَة،‏ عَدَد ١٥ تِشْرِين الأوَّل ‏(‏أُكْتُوبِر)‏ ١٩٩٩.‏ وهكَذا،‏ استَطاعَت أن تُسامِحَها.‏ تقول:‏ «فهِمتُ أنَّنا جَميعًا نُحاوِلُ أن نلبَسَ الشَّخصِيَّةَ الجَديدَة،‏ وأنَّ يَهْوَه يُسامِحُنا كَثيرًا كُلَّ يَوم.‏ أشعُرُ الآنَ أنَّ حِملًا ثَقيلًا انزاحَ عن كِتفي،‏ وقدِ استَعَدتُ فَرَحي».‏

١٤ ‏(‏أ)‏ حَسَبَ مَتَّى ١٨:‏٢١،‏ ٢٢‏،‏ ماذا رُبَّما استَصعَبَ بُطْرُس؟‏ (‏ب)‏ ماذا يُساعِدُنا أن نُسامِح؟‏

١٤ نعرِفُ أنَّنا يجِبُ أن نُسامِح،‏ وأنَّ يَهْوَه يطلُبُ مِنَّا ذلِك.‏ لكنَّ هذا لَيسَ سَهلًا دائِمًا.‏ وحتَّى الرَّسُولُ بُطْرُس رُبَّما استَصعَبَ أحيانًا أن يُسامِح.‏ ‏(‏إقرأ متى ١٨:‏٢١،‏ ٢٢‏.‏)‏ فماذا سيُساعِدُكَ إذا شعَرتَ مِثلَه؟‏ أوَّلًا،‏ فكِّرْ كم يُسامِحُكَ يَهْوَه.‏ (‏مت ١٨:‏٣٢،‏ ٣٣‏)‏ فهو يظَلُّ يرحَمُنا مع أنَّنا لا نستاهِل.‏ (‏مز ١٠٣:‏٨-‏١٠‏)‏ وبِدَورِنا،‏ «نَحنُ مُلزَمونَ أن نُحِبَّ بَعضُنا بَعضًا».‏ فالمُسامَحَةُ لَيسَت أمرًا اختِيارِيًّا،‏ بل نَحنُ مَدينونَ بها لِإخوَتِنا.‏ (‏١ يو ٤:‏١١‏)‏ ثانِيًا،‏ فكِّرْ في فَوائِدِ المُسامَحَة.‏ فحينَ تُسامِح،‏ تُساعِدُ الشَّخصَ الَّذي أخطَأَ إلَيك،‏ تُوَحِّدُ الجَماعَة،‏ تُحافِظُ على عَلاقَتِكَ بِيَهْوَه،‏ وتُزيحُ حِملًا ثَقيلًا عن كِتفِك.‏ (‏٢ كو ٢:‏٧؛‏ كو ٣:‏١٤‏)‏ ثالِثًا،‏ صلِّ إلى إلهِنا الَّذي يطلُبُ مِنَّا أن نُسامِح،‏ ولا تسمَحْ لِلشَّيطَانِ أن يُخَرِّبَ عَلاقَتَكَ بِالإخوَة.‏ (‏اف ٤:‏٢٦،‏ ٢٧‏)‏ فبِمُساعَدَةِ يَهْوَه،‏ تقدِرُ أن تتَجَنَّبَ هذا الفَخّ.‏

لا تسمَحْ لِأيِّ شَيءٍ أن يُبعِدَكَ عن يَهْوَه

١٥ حَسَبَ كُولُوسِي ٣:‏١٣‏،‏ ماذا نفعَلُ إذا تضايَقنا كَثيرًا مِن تَصَرُّفِ أحَدِ الإخوَة؟‏

١٥ ماذا لَو تضايَقتَ كَثيرًا مِن تَصَرُّفِ أحَدِ الإخوَة؟‏ إعمَلْ جُهدَكَ لِتُحافِظَ على السَّلام.‏ فافتَحْ قَلبَكَ ليَهْوَه.‏ واطلُبْ مِنهُ أن يُبارِكَ الأخَ الَّذي أساءَ إلَيكَ،‏ وأن يُساعِدَكَ أن تُرَكِّزَ على صِفاتِهِ الجَيِّدَة،‏ الصِّفاتِ الَّتي يُحِبُّها يَهْوَه فيه.‏ (‏لو ٦:‏٢٨‏)‏ وإذا لم تستَطِعْ أن تتَغاضى عن خَطَئِه،‏ فكِّرْ ما هي أفضَلُ طَريقَةٍ لِتتَحَدَّثَ معه.‏ واعتَبِرْ دائِمًا أنَّهُ لم يقصِدْ أن يُؤْذِيَك.‏ (‏مت ٥:‏٢٣،‏ ٢٤؛‏ ١ كو ١٣:‏٧‏)‏ وحينَ تتَكَلَّمُ معه،‏ لا تُشَكِّكْ في نَواياه.‏ وماذا لَو لم يقبَلْ أن يُصالِحَك؟‏ طبِّقِ النَّصيحَة:‏ «إستَمِرُّوا مُتَحَمِّلينَ بَعضُكُم بَعضًا»،‏ ولا تقطَعِ الأمَلَ مِن أخيك.‏ ‏(‏إقرأ كولوسي ٣:‏١٣‏.‏)‏ والأهَمّ،‏ لا تحقِدْ علَيهِ كَي لا تُؤذِيَ عَلاقَتَكَ بِيَهْوَه.‏ وهكَذا تُبَرهِنُ أنَّكَ تُحِبُّ يَهْوَه،‏ ولا تَسمَحُ لِأيِّ شَيءٍ أن يُبعِدَكَ عنه.‏ —‏ مز ١١٩:‏١٦٥‏.‏

١٦ أيَّةُ مَسؤُولِيَّةٍ مُهِمَّة لَدى كُلِّ واحِدٍ مِنَّا؟‏

١٦ نَحنُ نُقَدِّرُ امتِيازَنا أن نخدُمَ يَهْوَه بِوَحدَة.‏ فنَحنُ «رَعِيَّةٌ واحِدَةٌ» تَحتَ قِيادَةِ «رَاعٍ واحِد».‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ ولَدى كُلِّ واحِدٍ مِنَّا مَسؤُولِيَّةٌ مُهِمَّة.‏ يذكُرُ كِتاب شَعبٌ مُنَظَّمٌ لِفِعلِ مَشيئَةِ يَهْوَه،‏ الفَصل ١٦،‏ الفَقْرَة ٨‏:‏ «بِما أنَّكَ تستَفيدُ مِن هذِهِ الوَحدَة،‏ يجِبُ أن تُحافِظَ علَيها».‏ لِذا علَينا أن «نُدَرِّبَ أنفُسَنا كَي ننظُرَ إلى إخوَتِنا كما ينظُرُ إلَيهِم يَهْوَه».‏ فهو يعتَبِرُنا جَميعًا ‹صِغارَهُ› الأعِزَّاء.‏ فانظُرْ إلى إخوَتِكَ بِهذِهِ الطَّريقَة،‏ ولا تنسَ أنَّ يَهْوَه يُلاحِظُ كُلَّ ما تفعَلُهُ لِمُساعَدَتِهِم والاهتِمامِ بهِم.‏ —‏ مت ١٠:‏٤٢‏.‏

١٧ إلامَ تدفَعُنا مَحَبَّتُنا للإخوَة؟‏

١٧ نَحنُ نُحِبُّ إخوَتَنا كَثيرًا،‏ ولا نُريدُ أبَدًا أن نجرَحَهُم.‏ (‏رو ١٤:‏١٣‏)‏ إذًا،‏ لِنعتَبِرْهُم أفضَلَ مِنَّا،‏ ونُسامِحْهُم مِن قَلبِنا.‏ ولا نسمَحْ لِأيِّ شَيءٍ أن يُبعِدَنا عن يَهْوَه.‏ بل «لِنسعَ .‏ .‏ .‏ في أثَرِ ما يُؤَدِّي إلى السَّلامِ وما هو لِبُنيانِ بَعضِنا بَعضًا».‏ —‏ رو ١٤:‏١٩‏.‏

التَّرنيمَة ١٣٠ لِنُسامِحْ بَعضُنا بَعضًا

^ ‎الفقرة 5‏ بِسَبَبِ نَقصِنا،‏ يُمكِنُ أن نجرَحَ إخوَتَنا بِكَلامِنا أو تَصَرُّفاتِنا.‏ فماذا نفعَلُ في هذِهِ الحالَة؟‏ هل نعتَذِرُ فَورًا ونُصَلِّحُ عَلاقَتَنا معهُم؟‏ أم نقول:‏ ‹إذا تضايَقوا،‏ فهذِهِ مُشكِلَتُهُم›؟‏ مِن جِهَةٍ أُخرى،‏ ماذا لَو كُنَّا نتَضايَقُ بِسُرعَةٍ مِن كَلامِ الآخَرينَ وتَصَرُّفاتِهِم؟‏ هل نقول:‏ ‹هذِهِ شَخصِيَّتي ويجِبُ أن يتَعَوَّدوا علَيّ›؟‏ أم نعرِفُ أنَّها نُقطَةُ ضُعفٍ يلزَمُ أن نتَغَلَّبَ علَيها؟‏

^ ‎الفقرة 53‏ وصف الصورة:‏ أخت متضايقة من أخت أخرى في الجماعة.‏ فتحلَّان المشكلة على انفراد.‏ ثم تفتحان صفحة جديدة وتخدمان يهوه معًا بفرح.‏